هل أنت شخص لطيف وتفضل أن ترضي الآخرين حتى لو كان ذلك على حساب متطلبات حياتك؟ قد تكون هذه صفات إيجابية لكنها قد تكون أيضا مؤشرا سلبيا في بعض الأحيان، وتندرج في ما يطلق عليه علماء النفس "متلازمة الرجل اللطيف".

كونك شخصا لطيفا يعني التصرف بطريقة لطيفة ومراعية وسخية لأنها تتماشى مع قيمك، وتستمتع حقا بكونك لطيفا ومساعدة الآخرين. أنت لا تتوقع أي شيء في المقابل وليس لديك أجندة لسلوكك اللطيف.

ومع ذلك، يمكن أن يأتي هذا السلوك بنتائج عكسية في كثير من الأحيان، مما يؤدي إلى الاستياء والإحباط عندما لا يتلقى "الشخص اللطيف" التقدير الذي كان يسعى إليه وفقا لتقرير من موقع brothersinarmsscotland

ويطلق على هذا السلوك في علم النفس "متلازمة الشخص اللطيف"، وهو مصطلح موجود منذ زمن، وشكّل موضوعا لحوالي ألف كتاب، بحسب الموقع.

والمتلازمة هي أكثر من مجرد شخص لطيف، وغالبا ما ينظر إلى "الرجال اللطفاء" على أنهم لا يتحكمون كثيرا في حياتهم الخاصة، بما في ذلك وجود حدود قليلة لها، هم دائما على استعداد للمساعدة ونادرا ما يقولون "لا".

ولكن هذا النوع من السلوك على عكس صورته الإيجابية قد يكون في كثير من الأحيان سببا لانعدام الثقة في النفس أو النظرة الدونية للذات، وغالبا ما تجعلهم سلوكيات إرضاء الأشخاص يشعرون بعدم الرضا، كما يمكن تشير أن المتلازمة إلى الأشخاص الذين ينخرطون في سلوكيات ترضي الناس كشكل من أشكال التلاعب.

وعلى الرغم من أنه ليس تشخيصا فعليا لمرض عقلي، إلا أن مصطلح "الرجل اللطيف" غالبا ما يثير صورا لرجال يتوقون إلى الإرضاء.

4 أنواع

وكشف موقع choosingtherapy أربعة أنواع من "الرجال اللطفاء" وهم:

الأول- الرجل اللطيف المحظوظ الذي يبدو غالبا ما يمر بفترة قاسية كأن يكون انفصل عن شريكته مؤخرا ، أو فقد وظيفته، ويظل مستلقيا على أريكة عند صديقه.

ومع هذا، لا يبدو أنه يتعافى من أزمته لأنه سيفضل الاستفادة من الوضع واستغلال الآخرين.

الثاني- هو الرجل اللطيف الذي يطعن في الظهر وهو نوع غالبا ما ينظر إليه على أنه بطل، وغالبا ما يحظى بتقدير كبير ويكون من أصحاب شركات كبرى أو رجالا أقوياء، يبدو شخصا لطيفا للوهلة الأولى ، لكنه في الواقع يسارع إلى طعن الآخرين في الظهر لعدم قيامهم بما يريد.

الثالث - اللطيف الذي يتوقع مقابلا على كل خدمة، فهو على استعداد تام للمساعدة في أي شيء تحتاجه، سواء كان نقل الأثاث أو الاستماع إلى مشاكلك لكنه يتوقع شيئا في المقابل.

الرابع - هو الرجل اللطيف الكاذب، الذي غالبا ما يعرف بسعيه لإرضاء الناس، هذا هو النوع الذي يذهب إليه الجميع عندما يحتاجون إلى القيام بشيء ما.

ومع هذا، فهو مصمم على إرضاء الناس لدرجة أنه يخبرك بكل ما تريد سماعه ونادرا ما تتعرف على شخصه ورأيه الحقيقي.

كما تشمل سلوكيات متلازمة الرجل اللطيف الشائعة أمورا مثل وضع احتياجات الآخرين قبل احتياجاته لكسب المودة، ويعتقد أن كونه لطيفا سيمكنه من الحصول على مقابل حميمي بحسب التقرير.

ومتلازمة الرجل اللطيف ليست موجودة فقط في علاقات المواعدة، بل هي شائعة في الصداقات أو بيئات العمل أو غيرها من البيئات الاجتماعية.

يصاب بعض الأشخاص بالمتلازمة بسبب نقص الثقة بالنفس، وفي هذه الحالات، من الشائع أن يأتي "الرجال اللطفاء" من عائلات مشوشة وظيفيا، خاصة تلك التي تم فيها رفض احتياجاتهم، وكان عليهم اللجوء إلى وسائل أخرى لتلبية احتياجاتهم.

ومن بين أسباب المتلازمة تدني احترام الذات أو تقدير الذات، ونقص المهارات الاجتماعية، والشعور بالنقص والخوف من النساء لذلك يتصرف بلطف مفرط ويتبنى شخصية ترضي الناس بسبب هذا الشعور بالترهيب.

وفيما يخص العلاقات العاطفية، قال عالم النفس الدكتور جيسي ماركزيك لصحيفة الإندبندنت : "قد يكون بعض الرجال غير جذابين وبالتالي يحاولون التعويض عن أوجه القصور لديهم من خلال الاستثمار في النساء أكثر من أقرانهم. وبعبارة أخرى، قد يستخدمون اللطف لمحاولة تعويض ما يفتقرون إليه في أماكن أخرى".

ووفقا للبروفيسور آدم غرانت، على الرغم من أن كونك لطيفا قد لا يمنحك ما تريد على المدى القصير ، إلا أنه قد يؤتي ثماره بعد كل شيء لأن الناس سيريدون مساعدتك في المستقبل.

ونوه التقرير أن أغلب المصابين بالمتلازمة لايدركون ذلك، وحث الرجل إلى طلب المساعدة الفورية في حال شعوره أنه مصاب بهذه المتلازمة.