صنع الفنان المغربي رشيد الوالي، الحدث بإسبانيا، نهاية الأسبوع الماضي، وذلك من خلال عرض فيلمه الروائي “الطابع”، بمدينة برشلونة، التي حج إليها جمع غفير من محبي وعشاق الفن السابع لمشاهدة آخر أعمال الممثل والمخرج المغربي المتألق.
وعرف هذا العرض الذي نظمته كل من الجمعية الثقافية المتوسطية ومؤسسة ابن بطوطة والائتلاف الأورو-مغربي لطب الشيخوخة وعلومها، حضور أزيد من 200 متفرج من مغاربة إسبانيا.
ويضم العمل الدرامي-الكوميدي الذي مدته 95 دقيقة ثلة من الفنانين على رأسهم حميد الزوغي، ومارك صامويل، وبودير، وغابرييل لازور، وجيريمي بانستر، وآخرون.
في تعليقه على هذا الحدث، قال رشيد الوالي، في حديث لـ”الأيام24″، إن “الطابع” هو فيلمي الثالث، وهو أول فيلم قمت بإخراجه، حيث كتبته أنا وهشام العسري. وهو إنتاج مغربي، كنت حصلت من إجل إنجازه على دعم قدره 380 مليون سنتيم، لكنها لم تكن كافية، لأن الظروف كانت صعبة جدا، حيث قمنا بتصويره ما بين المغرب وفرنسا، في فترة جائحة كورونا، وهو من أول الأفلام التي صُورت في ذلك الوقت رغم صعوبة الظروف”.
وأضاف الوالي أن “الفيلم حصل على عدة جوائز منها جائزة أحسن سيناريو وأحسن فيلم للجنة التحكيم في أكادير”، مردفا أنه “لحد الآن لم أقم بإخراجه أو عرضه في القاعات السينمائية، لكن إن شاء الله بعد رمضان، سيتم تحديد تاريخ عرضه وخروجه مع سينما “Pathé” لأنني أريد إظهاره في صورة جيدة كما يشاهده الجمهور خارج أرض الوطن”.
وأشار المتحدث إلى أن “ما يميز فيلم “الطابع” هو أنه جاء من بعد تجربة كبيرة لي في الحياة، أولا، وفي الميدان الفني ثانياً، وكمخرج فيلم، أتحدث فيه عن المهاجرين المغاربة الذين هاجروا، وأيضا الجيل الذي ذهب في سنوات الخمسينات والستينات وما واجهه من صعوبات العمل الشاق بدون دراسة، حيث كان يتم اختيار الذين لم يلجوا المدرسة قط، لكي لا يفكروا حتى في الدفاع عن حقوقهم”.
وانتقد الوالي بعض التيارات العنصرية التي تسب وتعتدي على المهاجرين المغاربة، مردفا بالقول: “لقد صرنا نسمع أصواتا تعتبرهم “جنسا دخيلا عليهم، ولا يمكن لهم أن يعيشوا في نفس بيئتهم، لأنهم لا يجلبون لفرنسا إلا المشاكل”، في الوقت الذي تناسوا فيه ونسي التاريخ أن هؤلاء الناس بأكتافهم وتضيحاتهم وصلت فرنسا لما هي عليه الآن من تقدم وازدهار (من خلال العمل في المناجم، صناعة السيارات، بناء أنفاق المترو…).
وتابع: “هذه الأعمال خلفت لهؤلاء الناس أعراضا مرضية متنوعة، ومزمنة، ومع الأسف نجد أن هناك اليوم نكران لما قدموه”.
وأردف: “لن ننسى أيضا ذلك العجوز المهضومة حقوقه، الذي يتحتم عليه أن لا يتجاوز 6 أشهر خارج فرنسا، ولا بد في كل مرة أن يأتي وينفق أمواله داخل فرنسا، في الوقت الذي يعاني فيه من الشيخوخة ويسكن وحده، بعيدا عن عائلته.
وتساءل الوالي: “في الوقت الذي نقول إننا ندافع عن حقوق الانسان، أين هم هؤلاء الناس من الدفاع عن حقوق هذه الفئة؟”، مشيرا إلى أنه “حان الوقت لصناعة أفلام كهذه، تثير هذا النقاش”.
وأفاد الفنان المغربي في حديثه لـ”الأيام24″ أنه خلال الجولات التي يقوم بها خارج المغرب في فرنسا وإسبانيا وبلجيكا وحضور عدة مهرجانات، دائما تكون هناك حوارات ونقاشات بعد عرض الفيلم، الذي نحاول ما أمكن أن يحضره الناس الذين سبق لهم العمل في المناجم، حيث يتم تكريمهم تحت أنظار أبنائهم وعائلتهم الذين يكتشفون هذا العالم”.
“تصور، أنه حتى الفرنسيين لم يعودوا يعرفون هذا الجزء من التاريخ، وأن فيليكس مورا كان يطبع على أجسادهم، فمن يطبع له باللون الأخضر يتم السماح له بالذهاب للخارج والعمل، ومن يطبع له بالأحمر يتم رفضه”، يقول رشيد الوالي.
وتابع : “فالفيلم يتناول هذا الجزء من التاريخ ويعتبر فيلما كوميديا ودراميا في نفس الوقت، لأن بدايته تعبر عن معاناة ذلك الشخص مع أبنائه ومرضه انتقالا لذهابه إلى المغرب وقربه من بلده، الذي يتحول لفيلم كوميدي في الأخير، حيث يخرج الناس فرحين”.
في ختام حديثه، عبر الوالي عن سعاته الغامرة بالنجاح الكبير والإشادة الواسعة التي يتلقاها من الناس الذين شاهدوا الفيلم سواء مغاربة أو سينمائيين من خلال المهرجانات التي حضرها.
