أسدى أدباء وأكاديميون في مجلس «الأنس» الأدبي بجمعية أدباء بالأحساء، النصح للشباب والفتيات، على ضرورة وأهمية العودة إلى كتب التراث العربي الأصيل للانطلاق بقوة، والقراءة فيها كثيرًا قبل الأخذ من الأدب الحديث، موضحين أن الأدب الحديث، إن كان فيه من الجودة والتميز والتطور والحداثة الأدبية المقبولة وغير المقبولة، فما زال أصحاب هذا الأدب «الحديث» يحتاجون إلى أساس ينطلقون منه، وهذا الأساس يجب أن يكون قويًا ومتينًا منطلقًا من المصادر العربية القوية: «القرآن والسنة النبوية والأدب (الشعر) العربي».

اللغة مكتسبة والشعر موهبة

أبان رئيس جمعية أدباء في الأحساء محمود الحليبي، أن المقامة أول بذرة للقصة القصيرة في الأدب العربي، ومن يضع له جدولًا لقراءة كتب التراث، فيقرأ أو يستمع قصيدة عربية من لسان عربي مبين فصيح لا يخطئ، فسيكون شاعرًا في نهاية المطاف، وأن كثيرا من الشعراء المطبوعين، صاروا شعراء، وهم لا يعرفون في علم العروض، ويلقون قصائد شعرية من 30 إلى 70 بياتًا، وهم لا يعلمون عن بحور الشعر، أو ليس لديهم تفاصيل في بحور الشعر، وهذا يدل على أن اللغة مكتسبة، وأن الشعر موهبة.

صحة النطق

أضاف من يحفظ القرآن الكريم، قد لا يحتاج إلى النحو، ويتضح ذلك واقعيًا في صفوف الطلاب والطالبات الذين درسوا في مدارس تحفيظ القرآن الكريم من غيرهم في مراعاة العلامات الإعرابية للكلمات في الجمل، وصحة النطق والفصاحة. انتقد تدوين الكلمات «الأجنبية» في لافتات المتاجر، ظنًا منه أن ذلك يكسبه شهرة أوسع، رغم أن اللغة العربية هي الأغنى بالمفردات وبمدلولات متعددة، وربما الكلمة العربية الفصيحة، تلفت بشكل أكبر من الأجنبية، والبعض من الناس لا يعرف معناها، وقد تكون فيها انهزامية، ويجب الاعتزاز بهويتنا ولغتنا العربية.

الذائقة اللغوية والأدبية

أوضح المتخصص في اللغة العربية وآدابها الدكتور ماهر المحمود، أن المجالس «مدارس»، وهي تؤكد على أهمية المجالس، للتعلم فيها، وكانت في عهد النهضة الأدبية العلمية، التي بدأت في مصر والشام، وهي مجالس عامرة بالرواية الأخبار، والأشعار، وانبثق منها صحبة وكتب ومؤلفات، وكان للأدباء الكبار، يحرصون على حضور المجالس الأدبية، وكانت تلك المجالس شبيهة لـ«مجلس الأنس الأدبي» الذي تنفذه جمعية أدباء حاليًا، وكان يستمع في تلك المجالس للشاعر والكاتب والقاص، حتى خرج منهم أساتذة كبار في الأدب.

حضور المجالس الأدبية

وشدد على ضرورة حضور مثل هذه المجالس الأدبية، وبالأخص لمن أحب أن يسلك طريق الأدب، وأن الناشئ يحتاج إلى تربية ذائقته السليمة، إذ كان العربي القديم يستمع اللغة العربية الفصيحة من والديه وبيئته، فكان يسمعها معربة غير ملحونة، ولم يحتاجوا إلى الأعراب، بل كانوا يستمعون وباستماعهم تنمو عندهم الذائقة اللغوية والأدبية، وعلينا بالاستماع إلى النماذج الأدبية الجيدة الراقية، وأولى هذه النماذج مما يعين على الفصاحة والبيان والبلاغة القرآن الكريم، بقراءته وفهمه وحفظه وتدبره، ثم تأتي الأحاديث النبوية الشريفة، وكلام الأئمة البلغاء، وكلام العرب.

المتعة النحوية والبلاغية

أكد المتخصص في اللغة العربية والنقد، القاص عبدالجليل الحافظ، أن المكتبة التي تخلو من ديوان «المتنبي» ليست بمكتبة، ومقامات الحريري، وفيها الفصاحة والبيان، وهو بمثابة المعجم اللغوي الضخم، والتركيز على الكتب القصصية «الأخبار»، فهي مساعدة على القراءة، وفيها المتعة النحوية والبلاغية.

المجالس الأدبية

كانت في عهد النهضة الأدبية العلمية.

بدأت في مصر والشام.

عامرة بالرواية والأخبار والأشعار.

انبثق منها صحبة وكتب ومؤلفات.

كان الأدباء الكبار يحرصون على حضور المجالس الأدبية.

كان يستمع في تلك المجالس للشاعر والكاتب والقاص، حتى خرج منهم أساتذة كبار في الأدب.