عروج بربروس

عودة للموسوعة

عروج بن أبي يوسف يعقوب الهجري (879 هـ - 924 هـ الموافق 1474م - 1518م) أوعروج بربروس، ويشتهر أيضاً بلقب بابا عروج وعروج ريس (بالهجرية: Oruç Reis)، قبطان وأمير مسلم اشتهر هووأخوه خير الدين بجهادهما البحري في شمال أفريقيا وسواحل البحر المتوسط إبان القرن العاشر الهجري الموافق للقرن السادس عشر الميلادي، ولد في جزيرة ميديلي العثمانية، وعمل في شبابه في التجارة بين سلانيك وأغريبوز. وأُسر من قبل فرسان رودس لمدة. وبعد هروبه من الأسر اتصل بالسُلطان المملوكي قانصوه الغوري وجعله قائداً على الأسطول الذي قام بإنشائه لمحاربة البرتغاليين، إلا أنه تعرض لغارة كبيرة من فرسان رودس أدت إلى انتهاء هذا الأسطول قبل حتى يكتمل. واتصل بالأمير العثماني كركود بن بايزيد الثاني وساعده الأخير بعد حتى أهدى له سفينة ليبدأ من جديد. واتفق بعد هذا مع السلطان الحفصي أبوعبد الله محمد المتوكل على حتى يقيم في ميناء حلق الوادي لقاء حتى يدفع له ثُمن الغنائم التي يحوزها هووبحارته من غزواته البحرية، حيث كان يقوم بالاستيلاء على السفن الأوروبية ويغنم ما بها من بضائع. وعمل عروج بجانب أخيه خير الدين أثناء تواجده بالغرب على إنقاذ عدد كبير من اللاجئين الأندلسيين الذين فروا من محاكم التفتيش الإسبانية، وخلال هذه الفترة اكتسب اسمه الذي أطلقه عليه هؤلاء: "بابا عروج". ويرى بعض المؤرخين حتى من دهاء الأخوين عروج وخير الدين السياسي أنهما اتصلا بالسلطان العثماني سليم الأول وقاموا بإرسال الهدايا له وكانت هذه المستوى فاتحة للعلاقات بينهم وبين الدولة العثمانية، وكان لعروج وأخيه خير الدين شأن كبير في سيطرة العثمانيين على شرق البحر المتوسط وعلى الجزائر وتبعيتها مع تونس للسلطنة العثمانية. وقام بفتح قلعة بجاية ومدينة جيجل، وانتقل بعد ذلك إلى مدينة الجزائر التي حكمها لاحقاً وأصبح أميرا عليها بعد اغتال حاكمها "سالم التومي" الذي تآمر عليه، واستعان بالقوات الإسبانية. وضم مدينة تنس أيضاً إلى نفوذه، وقام بضم مدينة تلمسان بعد وصول وفد من أهاليها له. وبعد حصار دام ستة أشهر من قبل القوات الإسبانية مع أنصارها من العرب، سقطت مدينة تلمسان وتحصن عروج في قلعتها الداخلية، وقام بالهرب بعدها ولحقته فرقة إسبانية تمكنت من قتله هوورجاله في سنة 924 هـ الموافق 1518م.

هجر عروج بعد وفاته إرثاً كبيراً تمثل بإنشاء دولة قوية استمرت زهاء ثلاثة قرون، وأصبحت الجزائر بعد وفاته ولاية عثمانية وأصبح أخوه الأصغر وخليفته خير الدين والياً عليها من قبل الدولة العثمانية ومنحه السُلطان لقب «بايلرباي».

يرجع عروج إلى أصل هجري فوالده هو"يعقوب آغا" أحد فرسان السباهية للعثمانيين الذين استقروا في جزيرة ميديلي بعد حتى فتحها السلطان العثماني محمد الفاتح، وهوالشقيق الأكبر لخير الدين بربروس الذي خلفه في حكم الجزائر والذي أصبح لاحقاً القائد العام للأساطيل العثمانية، ولدى عروج أخوين آخرين هما إسحاق وإلياس والذين قُتل كليهما أثناء غزواتهم المستمرة.

بداياته

أصوله ونشأته

يختلف المؤرخون في أصل عائلة بربروس إلى عدة أقوال، فيشير بعض المؤرخين الغربيين والعرب إلى حتى أصل العائلة من أروام جزيرة ميديلِّي وأن خير الدين وعروج أسلما لاحقاً بعد حتى كانا يعملان في البحر ودخلا في خدمة السلطان محمد الحفصي في تونس. وتشير مصادر أخرى إلى أنهم من أصل ألباني، إلا حتى أغلب المصادر تشير إلى أنهم من أصل هجري، وذلك ما اتى في مذكرات خير الدين بربروس، فبعد حتى فتح السُلطان العثماني محمد الفاتح جزيرة ميديلِّي أمر بإبقاء حامية عسكرية فيها وكلفها بالمحافظة على القلعة وهجر السُلطان حرية البقاء لمن يرغب في ذلك من الجنود، وكان غالبية من الذين رغبوا بالبقاء من منطقة الأناضول والروملي، فكان ممن استوطن في هذه الجزيرة أحد فرسان السباهية ويدعى "يعقوب آغا" ووهبت له أرض إقطاع من قبل السلطان الفاتح في منطقة "واردار" المجاورة لسلانيك، وبعد حتى استقر يعقوب في الجزيرة وانتظمت أمور حياته تزوج إحدى بنات أهالي الجزيرة وقد ذكر هذا خير الدين بربروس في مذكراته، إلا حتى هنالك من ذكر حتى أمه أندلسية، وهناك أيضاً قول أنها امرأة مسيحية من ميتيليني وأرملة راهب مسيحي، والتي أنجبت له أربعة أبناء: إسحاق وعروج وخضر (تذكر بعض المصادر حتى اسمه خسرف) وإلياس.

اسمه

خير الدين شقيق عروج الأصغر ورفيقه في أغلب غزواته.

يذكر المؤرخ أحمد المدني حتى الاسم الشائع في خط التاريخ الغربية والعربية عَرّوج (بفتح العين، وتشديد الراء) خاطئ، وأن الاسم الحقيقي السليم هوعُرُوج (بضم العين، وضم الراء) بمعنى الارتفاع والصعود وقد دخلت الحدثة إلى اللغة الهجرية عن طريق حادثة الإسراء والمعراج الإسلامية، ويذكر المدني أيضاً أنه لا ريب في حتى عروج قد ولد في ليلة المعراج لذا سماه والده بهذا الاسم تيمناً بهذه الحادثة. ولا ينطق الأتراك حرف العين بل يقلب ألفاً فتكون حدثة عروج تنطق أوروج، فيكون هذا هوالاسم السليم الذي اشتهر به قبل حتى يرجعه الجزائريون إلى أصله العربي وينطق بحرف العين، وكان عند بداية الفتح يخط على الطريقة الهجرية "أوروج"، وقد استدل المدني بهذا على أثرين قديمين موجودان حتى الآن: الأول رخامة منقوشة كانت موضوعة على حصن شرشال وقد نقش عليها: «بسم الله الرحمن الرحيم صلى الله على سيدنا محمد وآله • هذا برج شرشال أنشأه القائد محمود بن فارس الهجري، في خلافة الأمير القائم بأمر الله، المجاهد في سبيل الله • أوروج بن يعقوب باذنه، بتاريخ أربع وعشرين بعد تسعمائة.» والأثر الثاني رخامة منقوشة كانت على باب مسجد الشواش في مدينة الجزائر وقد هدمه الفرنسيون، وكانت الرخامة تحمل اسم أوروج بن أبي يوسف يعقوب الهجري.

أُطلق لقب «ذوي اللحى الحمراء» أوالشقراء أوالصهباء أوالزعراء من قبل الإفرنج على الأخوين عروج وخير الدين، ويرجع أصلها إلى (الإيطالية: Barbarossa) وتخط بعدة طرق منها (بربروس - بربروسا - باربروس - باربروسا) ونقلت إلى اللغة العربية بحرفيتها، ويقيت سائرة حتى كادت تطغى على الأسماء الأصلية للأخوين.

أسره

خريطة تاريخية لجزيرة رودس حيث أُسر عروج.

كان الأخوة بربروس ينتقلون بين سلانيك وأغريبوز لجلب البضائع لبيعها في ميديلي، إلا حتى عروج لم يقتنع بهذه الأسفار القريبة وكان يرغب بالذهاب إلى طرابلس الشام، فغادر مدينته ميديلي مع أخيه الصغير إلياس متوجهاً إلى طرابلس في ذات يوم، إلا أنه لم يتمكن من الوصول إليها فقد قابل في طريقه فرسان جزيرة رودس واشتبك معهم في معركة كبيرة توفي فيها أخوه إلياس وأُخذ عروج أسيراً بسفينته صوب جزيرة رودس مقيداً بالسلاسل. وصل الخبر إلى ميديلي فشرع أخوه خضر في البحث عن سبيل لإنقاذه وكان له صديق يُدعى "غريغو" يتاجر مع جزيرة رودس فأخذه خضر إلى بودروم وطلب منه إنقاذ أخيه عروج بثمانية عشر ألف آقجة، إلا انه قام بخيانته وأبلغ الفرسان في الجزيرة بأن خضر موجود في بودروم وباستعداده لإنقاذ عروج، وخلال هذه الفترة تعرض عروج للتعذيب وحبسه في زنزانة تحت الأرض بسبب ذلك، وكانت لعروج محاولات لإنقاذ نفسه إلا أنه لم يفلح في أي منها، وبعد مدة من سجنه في الزنزانة قرر قباطنة رودس إخراج عروج منها وتقييده في إحدى السفن ليصير أسيراً جدافاً.

وفي تلك الفترة كان الأمير العثماني كركود بن بايزيد الثاني والياً على أنطاليا وكان قد تعود في جميع سنة على شراء مائة أسير هجري من فرسان جزيرة رودس وأن يعتقهم. وفي ذلك العام أوفد كرود حاجبه إلى الجزيرة لفداء الأسرى، فقام الرودسيون بفرز الأسرى وتسليمهم وكانت الاتفاقيه تقضي بأن يُحمل الأسرى على متن سفينة رودسية إلى سواحل مدينة أنطاليا، وسقط الاختيار على السفينة التي كان عروج مقيداً بها لتنقل الأسرى،ورست السفينة في مكان قريب من أنطاليا وأُنزل حاجب الأمير كركود والمائة أسير، وفي تلك الليلة هبت ريح معاكسة قرر الرودسيون بسببها انتظار الصباح، ثم قاموا بإنزال قارب السفينة ومضوا لصيد الأسماك، وفي هذه الأثناء هبت عاصفة شديدة لم يتمكن القارب بسببها من الرجوع للسفينة، وانتهز عروج الفرصة وحلَّ قيوده وقفز في البحر وسبح حتى وصل للساحل، ثم سار حتى عثر قرية هجرية عثر بها عجوزاً قامت باستضفاته، وأمضى عشرة أيام في القرية، حتى غادرها متوجهاً نحوميديلي، فبلغ أنطاليا خلال ثلاثة أيام، ولقي فيها بحاراً مشهوراً يدعى "علي ريس" يمتلك سفينة يتاجر بها بين أنطاليا والإسكندرية وقد بلغته شهرة عروج ورحب به ونطق له إذا السفينة سفينتك أيضاً ثم لم يلبث حتى أصبح قبطاناً للسفينة. ومضى عروج إلى الإسكندرية وقام بإرسال رسالة إلى عائلته في ميديلي ليخبرهم بنجاته من الأسر.

علاقاته

علاقاته مع المماليك

السلطان المملوكي قانصوه الغوري.

تمكن البرتغاليين من اكتشاف طريق إلى الهند بالالتفاف حول إفريقيا وجعل قراصنتهم يعترضون سفن الحجاج المسلمين ويستولون عليها ويقتلون من فيها من الحجاج أويبيعونهم كرقيق، وكانوا يهاجمون السواحل الإسلامية في الهند وشرق أفريقيا المطلة على المحيط الهندي والبحر الأحمر. فشكلوا خطراً على الملاحة الإسلامية وهذا الأمر جعل السلطان المملوكي يسعى إلى بناء أسطول قادر على حماية السواحل الإسلامية. فسمع سلطان مصر بشهرة عروج ونادىه للقدوم وعرض عليه الدخول في خدمته، وإذا وافق عروج على هذا العرض عينه قائداً للأسطول. خط السلطان مرسوماً إلى والي أضنة بأن يرسل إلى ميناء باياس بخليج الإسكندون من الأخشاب ما يكفي لصناعة أربعين بترة بحرية، فعمل الوالي المطلوب وأوفده إلى الميناء، فخرج عروج إلى باياس في ست عشرة سفينة لأخذ الأخشاب على حتى يعود بعد ذلك إلى مصر. إلا حتى الرودسيين فهموا بأنه قد أصبح قائداً لأسطول سلطان مصر وراحوا يترقبون الفرصة للقضاء عليه، وعندما فهموا بوصوله إلى باياس قاموا بالإغارة عليه بأسطول كبير، فأدرك عروج خطورة الموقف فقام بسحب جميع السفن إلى البر، وانسحب ببحارته إلى داخل الأراضي العثمانية، وصرفهم إلى بلدانهم، وعاد هوإلى مدينة أنطاليا وأمر بصناعة سفينة أغار بها على سواحل رودس. ولحق الرودسيون عروج في خمس أوست بتر بحرية وعثروا على سفينته راسية في أحد المراسي فقاموا بإحراقها إلا حتى عروج وبحارته تمكنوا من النجاة وعاد إلى أنطاليا.

علاقاته بالأمير كركود

في الوقت الذي عاد فيه عروج إلى أنطاليا كان الأمير كركود ابن السُلطان العثماني بايزيد الثاني قد غادرها وتوجه إلى ساروخان التي عُين والياً عليها، وقد كان بين عروج وخازن الأمير كركود الذي يُدعى "بيالة بيه" صداقة وعلاقة وقد تجاوز حتى أهدى إليه عروج عبداً، وعند وقوع عروج في هذه الظروف الصعبة قام صديقه بيالة بيه بذكر ذلك لسيده الأمير كركود ونطق له: «إن عروج ريس عبد من عبيدكم المجاهدين، وهويقوم بمجاهدة الكفار ليلاً ونهاراً. لقد انتصر عليهم في معارك كثيرة، غير أنه فقد سفينته وهويرغب حتى تتفضلوا عليه بسفينة يغزوعليها»، وكان كركود قد بلغته شهرة عروج ونادىه للمثول بين يديه، وخط إلى قاضي إزمير أمراً بأن يصنع سفينة حسب رغبة عروج، وقام بيالة بيه أيضاً بكتابة أمر لرئيس جمارك إزمير حتى يصنع سفينة وأن يشرف على صناعتها بنفسه ويسلمها لعروج في أقرب وقت، وأن تُخط المصاريف على حساب الأمير كركود، ومضى عروج إلى إزمير وسُلمت له السفينتان في الوقت المحدد: إحداهما هدية الأمير والثانية كانت ملكاً لبيالة بيه وضعها تحت تصرف عروج. جهّز عروج السفن وجمع بحارته، وانطلق إلى ميناء فوجا ومنه إلى مانيسا ونزل في قصر بيالة باشا ثلاثة أيام ومثل بين يدي الأمير كركود وبالغ في الثناء عليه والنادىء له بالنصر.

غادر عرروج مانيسا وعاد إلى فوجا وأمضى تلك الليلة في النادىء والعبادة، وفي الصباح التالي أقلع بسفنه ولقي في طريقه على سواحل مدينة بوليا سفنتين من سفن البندقية فاستولى عليها، وكان على السفينتين غنائم مقدارها أربعة وعشرون ألف دينار، وأصبح البحارة أغنياء بذلك المال، وتوجه من هناك إلى سواحل الروم وصادف في مياه جزيرة أغريبوز ثلاث سفن بندقية أخرى، وشرعت تلك السفن عند رؤيتها لعروج بإطلاق القذائف عليه وخاضوا مناوشة انتهت باستيلاء عروج وبحارته على تلك السفن، وأخذوا مائتين وخمسة وثمانين أسير وقتلوا مائة وعشرين من بحارتها، ونُقلت الأموال التي كانت فيها ومضىوا بها إلى مدينة ميديلي.

عروج، بريشة يوهان ثيودور دي بري في عقد 1590م.

قرر عروج هجر ميديلي بعد فترة من جلوسه فيها والذهاب إلى إزمير للقاءة الأمير كركود وبيالة بيه الذين كانا قد أحسنوا إليه في وقت حاجته، وفي هذه الأثناء بلغ عروج خبر جلوس سليم الأول بن بايزيد الثاني على عرش السلطنة، ومعاداته لأخيه كركود الذي فر من شدة الخوف، وحزن عروج لهذا ونصحه أخوه الأكبر إسحاق بأن يعجل بالخروج من ميديلي وأن يقضي الشتاء في الإسكندرية لأن السفينة التي يملكها من إحسان الأمير كركود، غادر عروج ميديلي واستولى في طريقة على سبع سفن في سواحل جزيرة كربة مضى بها إلى الإسكندرية، وكان عروج محرجاً من السلطان بسبب فقدانه للسفن التي منحها له، ولكي ينال عروج عفوالسلطان قدم له عدد من السفن من أموال الغنائم وقدم أربعة جواري وأربعة غلمان، فسامحه السلطان وبالغ في إكرامه. واستأذن عروج وعاد من القاهرة إلى الإسكندرية وخط السلطان أمراً لواليه فيها بإكرامهم وحسن ضيافتهم.

علاقاته مع الحفصيين

بعدما حلَّ الربيع استأذن عروج السلطان في الخروج للغزوفأذن له، فركب البحر متوجهاً إلى سواحل قبرص واستولى هناك على خمس مراكب تابعة للبندقية، ومن هناك توجه نحوالغرب فوصل إلى جزيرة جربة بتونس وباع غنائمه لتجارها. عثر عروج سفينة ذاهبة إلى الإسكندرية فبعث بها هدايا من أغلى ما يملك رداً على جميل السُلطان. واستمر في اقتناص السفن في سواحل جربة حيث غنم في هذه الغزوات ما بين خمس أوعشر سفن أخرى. لحق بعروج أخاه الأصغر خضر في جزيرة جربة، وقرروا هناك حتى تكون وجهتهم إلى تونس، فمضى الأخوين عروج وخضر ومعهم "يحيى ريس" جميع على سفينته وأتوا تونس ودخلوا على سلطانها ونطقوا له: «نريد حتى تتفضل علينا بمكان نحمي فيه سفننا بينما نقوم بالجهاد في سبيل الله وسوف نبيع غنائمنا في أسواق تونس فيستفيد المسلمون من ذلك وتنتعش التجارة كما ندفع لخزينة الدولة ثُمُن ما نحوزه من الغنائم.» فقبل سلطان تونس ورحب بهم. أذن السلطان لهم بالرسوفي ميناء حلق الوادي وقضوا الشتاء هناك. وعند حلول الربيع بدأوا بغزواتهم البحرية حتى بلغوا جزيرة سردينيا وهناك استولوا على سفينة أحد القراصنة كان فيها مائة وخمسون أسيراً. واستولوا على سفينة أخرى كانت محملة بالقمح، وقد وجدوا القراصنة الموجودون عليها قد هربوا ولاذوا بالفرار، وفي الصباح التالي استولوا أيضاً على سفينتين أخريين إحداهما مشحونة بالعسل والزيتون والجبن، والأخرى سفينة جنوية كانت محملة بالحديد.

بتر ذراعه

عروج يستولي على قادس (مركب بمجاذيف)

قضى البحارة الشتاء في تونس أيضاً وعند حلول الربيع خرجوا للغزوحتى وصلوا لميناء نابولي خلال ثلاثة عشر يوماً فصادفوا مركباً كبيراً متوجهاً إلى إسبانيا شرع عروج وبحارته بقصفه وجرت معركة كبيرة بين الطرفين تمكنوا على إثرها الاستيلاء عليه وقد توفي في هذه المعركة مائة وخمسون وجُرح ستة وثمانون من بحارة عروج وقد تم أسر وقتل البحارة الموجودين في السفينة الأخرى وقد كان من بين القتلى وال لإحدى المقاطعات الإسبانية، واستولوا بعد هذه المعركة على سفينة أخرى ورجع البحارة إلى تونس لمعالجة عروج الذي جُرح في إحدى هذه المعارك.

وبعد هذه الغزوة أعد الإسبان عشر بتر بحرية لإلقاء القبض عليهم وذلك بعد حتى شاع أمرهم وذاع صيتهم، لكنهم كانوا قد أبحروا قبل وصولهم متوجهين إلى جنوة إلا أنه بسبب مخالفة الرياح توجهوا إلى سواحل الجزائر أمام قلعة بجاية، وعندما لم تجدهم السفن الإسبانية في سواحل جنوة توجه الإسبان إلى بجاية ولأن الاشتباك فيه خطورة على البحارة الأتراك ومن معهم فقد ركبوا سفنهم بسرعة وظنت السفن الإسبانية أنهم قد هروبوا فشرعوا في ملاحقتهم، وعندما ابتعدوا مسافة كافية من الساحل أمر عروج بالعودة والاقتراب من السفن التي كانت تظن أنهم قد هربوا فدهشوا من هذه المناورة، وجرت معركة قام فيها عروج وبحارته بالهجوم على سفينة القيادة والاستيلاء عليها بالإضافة إلى ثلاثة سفن أخرى ولاذت السفن الباقية بالفرار نحوبجاية محتمين بقلعتها.

أراد عروج حتى يرجع للاستيلاء على السفن الستة الباقية ومنح أوامره بالشروع في الهجوم على قلعة بجاية التي كانت ممتلئة بالجنود الإسبان، وشرع عروج بالهجوم على القلعة التي تطلق وابلاً من قذائف المدفعية والقنابل فقد عروج خلال هذا القصف من بحارته ستين وعدداً من الجرحى. وخلال هذا الوقت أصيب عروج بقذيفه في ذراعه الأيسر، دفعتهم في الرجوع إلى تونس بأربعة عشر بترة بحرية، وقام الجراحون بتنظيف جراحه إلا أنها لم تشفى واجتمع الجراحون على بتر ذراعه ولم يتوصلوا لحل غير هذا الحل وقاموا ببترها.

إنقاذ الأندلسيين

وفي الشتاء استعاد عروج عافيته بعد بتر ذراعه، وعند حلول الربيع خرج هووأخوه خضر وبحارته للغزوحتى وصلوا إلى سواحل الأندلس حيث كانت مدينة غرناطة الإسلامية قد سقطت بيد الإفرنج أصحاب محاكم التفتيش الذين كانوا يقومون بالتنصير والقتل والتعذيب بحق المسلمين هناك وحرق مساجدهم وتدميرها، وخلال ذلك الوقت قام البحارة بحمل عدد كبير من المسلمين وإنقاذهم ونقلهم إلى الجزائر وتونس. واستولوا في سواحل المرية على سفينة هولندية ومنها توجهوا إلى جزيرة ميورقة وصادفوا هناك مائتي مقاتل مسلحين على ضفاف أحد الأنهار قتلوا منهم سبعين أوثمانين مقاتل واستولوا على خمسة أوستة بتران من الأغنام، وعندما سأل خير الدين قائدهم عن وجهتهم أبلغه بأنه قد توجهت إليهم عشر سفن إسبانية لتهاجمهم من البحر وكان من المخطط حتى يهجم هؤلاء من البر، وهجر البحارة الجزيرة متجهين إلى جنوة وفي طريقهم استولوا على أربع مراكب صادفوها، ثم قاموا بالأغارة على جزيرة كورسيكا وتوجهوا من هناك إلى جزيرة ميديلي.

العودة إلى تونس

خريطة لتونس يظهر فيها مسقط حلق الوادي
حلق الوادي
مسقط حلق الوادي بالنسبة لتونس

بعد حتى وصل عروج وأخوه خير الدين إلى مسقط رأسهم ميديلي، وقضوا فصل الشتاء في الجزيرة وأذن للبحارة ممن كانوا يقيمون قريباً من الأناضول والروملي حتى يقضوا هذا الفصل من أهاليهم، ويذكر أخوه الأصغر خير الدين بربروس حتى عروج نطق: « لقد رأيت في الليلة الماضية رؤيا صالحة، رأيت ذلك الشيح ذا اللحية البيضاء الذي بشرني بالنجاة عندما كنت أسيراً في رودس يقول لي: يا عروج توجه إلى الغرب، إذا الله قد خط لك هناك كثيراً من الغزووالعِز والشرف..». أنفق عروج وخير الدين خلال هذه الفترة نصف أموالهم من خلال دفع ديونهم والتبرعات للأوقاف الإسلامية، وأنفقوا بقية أموالهم في تجهيز سفنهم. وبحلول الربيع أصبح لديهم عشرة مراكب بحرية، وبدأت وفود الشباب الذين بلغتهم شهرة الأخوة بالقدوم إلى جزيرة ميديلي ليصبحوا بحارة معهم، وبعد ذلك هجروا ميديلي وركبوا البحر، وفي طريقهم استولوا على خمس عشرة أوست عشرة بترة بحرية احتفظوا بالجيد منها واغرقوا التي كانت سيئة، وغنموا من هذه السفن أكثر من أربعمائة جارية وعدداً كبيراُ من الرجال والقمح وزيت الزيتون والعاج، وبعد حتى مضى على مغادرة جزيرة ميديلي 29 يوماً ولج البحارة ميناء حلق الوادي بتونس، وقاموا ببيع غنائمهم وبعثوا إلى سلطان تونس حصته من الغنائم، وأهدى لهم السلطان خيولاً وحلة من الفراء وأكرم من مع الأخوين من البحارة.

الاتصال بالعثمانيين

وعند حلول الربيع القادم خرج البحارة للغزوفأغاروا على إحدى القلاع بجزيرة صقلية، واستولوا أيضاً على إحدى السفن التجارية التي كانت راسية في الميناء وكانت محملة بالسكر، وفي اليوم التالي استولوا على أربعة مراكب أخرى اثنتان منها كانت محملة بالجوخ وإحداها محملة بأعمدة شراعية كانت مرسلة إلى فرنسا والرابعة كانت محملة بالبارود، اقتسم البحارة الغنائم وقرروا إرسال الأعمدة الشراعية ومائتي أسير إلى السلطان العثماني سليم خان، وكان من المقرر حتى يأخذها محي الدين بيري ريس وبالعمل توجه إلى مدينة إسطنبول عاصمة الدولة العثمانية آنذاك في ست بتر بحرية مغادراً تونس حاملاً رسالة من خير الدين والكثير من الهدايا وبعد حتى قرأ السلطان سليم خان الرسالة يذكر خير الدين في مذكراته أنه حمل يديه داعياً لهما: «اللهم بيض وجهي عبديك عروج وخير الدين في الدنيا والآخرة، اللهم سدد رميتهما واخذل أعداءهما وانصرهما في البر والبحر»، ولقي بيري ريس حفاوة كبيرة من السلطان وأوفد معه عدة هدايا للأخوين عروج وخير الدين وخرج من مدينة إسطنبول متجهاً إلى تونس، وفي الوقت الذي كان بيري ريس متواجداً في إسطنبول خرج عروج وخير الدين إلى مضيق جبل طارق لإنقاذ المسلمين الأندلسيين.

الفتوحات

فتح قلعة بجاية

خريطة تاريخية للجزائر تظهر فيها قلعة بجاية في الأسفل رسمها محيي الدين بيري ريس.

في أثناء توجه الأخوين عروج وخير الدين نحومضيق سبتة وصلهم وفد من مدينة بجاية الجزائرية حاملين رسالة اتى فيها: «إن كان ثمة مغيث فليكن منكم أيها المجاهدون الأبطال. لقد صرنا لا نستطيع أداء الصلاة أوتعليم أطفالنا القرآن الكريم لما نلقاه من ظلم الإسبان. فها نحن نضع أمرنا بين أيديكم. جعلكم الله سبباً لخلاصنا بتسليمه إيانا إليكم، فتفضلوا بتشريف بلدنا وعجلوا بتخليصنا من هؤلاء الكفار (يقصدون الإسبان.)» وعندما هموا بالتحرك صوب بجاية ولج بيري ريس السواحل التونسية حاملاً معه هدايا ورسالة من السلطان سليم الأول لهم، ورسالة أخرى لسلطان تونس أمره بها بتقديم العون لعروج وخير الدين وعدم التقصير في ذلك. اتجه البحارة بسفنهم إلى بجاية، وفي طريقهم استولوا على سفينة محملة بالشمع وعليها أربعون أسيراً من الأندلسيين فقاموا بتحريرهم جميعاً وأوفدوهم إلى تونس مع "دلي محمد ريس". وصلوا إلى ميناء بجاية في ألفين وثلاثة وثلاثين بحاراً وعشرة سفن ومائة وخمسين مدفعاً وآلاف من الأسرى الذين يقومون بالتجديف. كانت قلعة بجاية في أيدي الإسبان واشتبك البحارة معهم في معركة دامت ثلاث ساعات ونصف اغتال فيها أكثر الإسبان، ولحق بالبحارة عشرون ألف من أعراب البوادي، وتحصن الإسبان المتبقون في القلعة واستمروا في المقاومة لمدة تسعة وعشرين يوماً، إلا حتى عدم امتلاك البحارة للمدافع حال دون تمكنهم من فتح ثغرة في القلعة.

فتح جيجل

هجر عروج ميناء بجاية منسحب إلى مدينة جيجل، والتي فتحها بعد معركة بينه وبين حامية جيجل التي تعمل لحساب مدينة جنوة الإيطالية، وكانت مدينة جيجل أول مدينة يفتحها على ساحل البلاد. وكان انسحاب عروج من بجاية لكي يترصد للقوات الإسبانية التي فهم أنها تحركت من جزيرة ميورقة إليهم، واشتبك مع هذه القوات في معركة كبيرة أسفرت عن استيلائهم على جميع سفنهم وقتل أغلب الجنود الإسبان حيث لم يبق منهم سوى القليل والذين اتخذوهم أسرى ليعملوا بالتجديف. بعد حتى استولى البحارة على جميع السفن الإسبانية العشرة القادمة من ميورقة، استفهمها خير الدين للاحتيال على الجنود الإسبان في قلعة بجاية فقام بنشر الرايات الإسبانية وأمر خمسمائة بحار بأن يكمنوا في هذه السفن واتجهوا صوب بجاية، وكان الإسبان المتحصنون في القلعة ينتظرون المدد من هذه البتر البحرية، وعند رؤيتهم لها فتحوا أبواب القلعة، وأمر خير الدين البحارة بالخروج إلى الساحل، وما إذا سمع الإسبان صيحات البحارة حتى استسلموا وطلبوا الأمان، وتمكن خير الدين من فتح القلعة بسهولة، وكان عروج في نفس الوقت في مدينة جيجل.

حكم الجزائر

كانت الجزائر تحكم من قبل قبيلة بني مزغنة، وكان الإسبان متواجدون في "قلعة بنون" التي تقع على جزيرة صخرية قبالة ساحل المدينة، وكانت هذه الحامية الإسبانية تعمل على قصف مدينة الجزائر ومنع الإمدادات، وتمركز الإسبان فيها مكنهم من التحكم بمدخل ومخرج المدينة، وفرضوا على السكان الجزائريين الضرائب. ولهذا عندما كان عروج في مدينة جيجل وصلت وفود عديدة من المدن الجزائرية، كان أهمها وفد مدينة الجزائر التي كانت تمثل مركز البلاد، فخرج عروج فوراً متجهاً نحوالجزائر مع خمسمائة بحار أوثمانمِائة مقاتل، ودخل الجزائر واستقبله سكان المدينة وأعيانها كما تذكر المصادر استقبال الفاتح ورحبوا به ترحيباً حاراً. وبعد وصوله للجزائر بقليل مضى لمدينة شرشال واحتلها، وهجر فيها حامية عسكرية، ثم عاد لمدينة الجزائر.

قلعة بنون.

وبعد هذا أوفد عروج خبراً إلى قائد الحامية الإسبانية في قلعة بنون طالباً منه الانسحاب وتسليمها إليه، إلا أنه رفض. فبدأ عروج بقصف القلعة واستمر القصف لمدة عشرين يوماً بدون انقطاع، وبسبب ضعف مدافعه فلم يؤثر القصف في القلعة، وهذا جعل الجزائريين يفقدون ثقتهم به وبالبحارة، حتى قاموا بالاتفاق مع الإسبان، ولما فهم عروج بهذا الاتفاق اعتبره خيانة له وأمر رجاله بالوقوف في يوم الجمعة على أبواب الجامع يوم الجمعة وإلقاء القبض عليهم وأمر بقتلهم، وقتل "سالم التومي" حاكم المدينة وعلقه في باب عزون عدة أيام، وفر ابنه إلى مدينة وهران. وبعد ذلك أعرب عروج ريس حكمه رسمياً على البلاد، وفرض إجراءات أمنية مشددة، فخيم السكون على المدينة، وأحس السكان بصدق نية البحارة الأتراك وكسبوا ثقتهم من خلال معاملتهم الجيدة للجميع، وأظهروا استعدادهم للعمل معهم. وفي هذه الفترة عمل على تأسيس إدارة جديدة ونظم أمور البلاد بفرض الضرائب وتوزيع الحرس وترميم القلعة والأسور، ووجه قوة إلى مدينة دلس استولت عليها.

عمد الأتراك بعد تمركزهم في الجزائر على تشكيل حكومة قوية في شمال أفريقيا، شكلت خطراً على الإسبان التي كان لها نفوذ واسع في هذه المنطقة، وكان للإسبان حجة قوية للتدخل في شؤون البلاد وهي التاتى ابن حاكم المدينة السابق سالم التومي اليهم، واتفقوا مع الرياس المحليين لتوجيه ضربة تنهي الأتراك، وأعرب أمير تنس تمرده وتحالف عرب متيجة مع الإسبان المقيمين في قلعة بنون، ووجه حاكم تلمسان دعوة رسمية إلى الملك الإسباني طالباً منه المساعدة، فلبى الملك الإسباني طلبه وأبحرت نحوالجزائر في أواخر شهر سبتمبر 1516م خمسة وثلاثين سفينة أوأربعين سفينة، وتحمل عدد غير مؤكد من الجنود من ثمانية آلاف جندي إلى خمسة عشر ألف جندي، واصطدم الطرفان في قتال دامي، وكانت الغلبة لعروج فأجبرت القوى الإسبانية ومن حالفها بالفرار مخلفين وراءهم حمولة 12 ألف جمل من الغنائم. وفي يوم 30 سبتمبر 1516م رسى الأسطول الإسباني في الجزائر وأنزل قواته إلى البر، وتمكن الإسبان من محاصرة القلعة واحتلال بعض الأبراج نتيجة الهجمات المكثفة على القلعة. وبسبب اتساع دائرة القتال وكثرة عدد القوات الإسبانية وجهلها بالمنطقة أصبحت في حالة ضياع وغير قادرة على التحرك، وأيضاً لأن الجيش الذي أوفده سلطان تنس لم يصل بعد ويذكر البعض أنه تخلى عن إرسال هذا الجيش، وسهل هذا على عروج استرجاع المواقع التي احتلها الإسبان في سابق. وفي هذا الوقت أمر قائد الحملة بالانسحاب، واستغل جيش عروج هذه الفرصة وقضى عليهم جميعاً وأُخذ بقيتهم أسرى وانتهت هذه المعركة بفوزه.

التنظيم الإداري

قام عروج بتقسيم مملكته الجديدة إدارياً إلى مقاطعتين: مقاطعة شرقية يشرف عليها أخاه خير الدين ومقرها مدينة دلس، ومقاطعة غربية يشرف عليها بنفسه ومقرها الإداري مدينة الجزائر العاصمة، وكانت جميع مقاطعة تضم خمس بلديات.

ضم تنس

كانت مدينة تنس تحكم من قبل بني زيان، وكان عروج يرغب في حتى يضمها إلى نفوذه. فتوجه لها أخوه خير الدين، وبعد حتى وصل للمدينة قام بالنزول للبر في ألف وخمسمائة جندي وعسكر قبالة القلعة، واكتشف حتى الإسبان قد غادروا القلعة مع أمير تنس هاربين. وبعد فترة جعل خير الدين أحد الضباط نائباً على تنس متوجهاً للجزائر. وبعدها عاد أمير تنس إليها واستولى عليها من حديث بمساعدة الإسبان. فغضب عروج وقرر الخروج إليها بنفسه وذلك بعد حتى استصدر فتوى من فهماء الجزائر وقد ذكرها أخوه خير الدين في مذكراته وهي: «ما حكم الشرع فيمن تمالأ من الكفار الإسبان وبايع ملك إسبانيا الذي سار لقتل إخواننا في الدين، وقابل نصحنا بالكنود،يا ترى؟ وكان جواب الفهماء هو: قتله واجب ودمه هدر وماله مباح.» وخرج عروج إلى تنس، وعند اقترابه منها قام أهالي تنس بتقييد الأمير وتسليمه إلى عروج، فقتله فوراً وقام أيضاً باستنادىء عدد من الوجهاء وقام بقتلهم كلهم أيضاً. إلى غير ذلك انضمت المدينة إلى نفوذه بدون أية معارك تذكر.

ضم تلمسان

الأخوين عروج وخير الدين بربروس

تحتل مدينة تلمسان أهمية كبرى نظراُ لأهمية مسقطها ومركزها الهام، وكانت مركزا رئيسيا في المغرب وحافظت على ذلك لفترات تاريخية طويلة، إلا أنها في بداية القرن السادس عشر بدأت بالانهيار وذلك بعد تسلط الإسبان عليها، ونتيجة للإهمال والفساد الذي كان يسودها من قبل الحكام من أسرة بني زيان. تولى حكم المدينة في سنة 1516م "أبوزيان"، لكن أنصار عمه أبومحمد تمكنوا من خلعه في نفس السنة، ونُصب "أبوحموالثالث" حاكماً عليها تحت الحماية الإسبانية. شكل أهالي تلمسان وفداً مضى إلى عروج لطلب المساعدة حيث لم يكن الأهالي راضين عن حكم "أبي حمو". وثار لاحقاً أهالي تلمسان وفر السلطان، وقام الأهالي بإرسال وفد إلى عروج يبايعونه سلطان عليهم ودخلت البلاد في ولايته دون قتال. توجه عروج صوب تلمسان بقواته وذلك بعد حتى هجر أخاه خير الدين نائباً له في الجزائر. وفي طريقه قابل جيش مكون من من ثلاثة آلاف جندي وستة آلاف خيال بقيادة السلطان الهارب إلا انه انتصر عليه وأكمل طريقه. وبعد حتى ولج عروج إلى تلمسان سلم الحكم إلى "أبوزيان" الحاكم السابق لها، ولم تلبث البلاد إلا حتى عادت فيها الفوضى السابقة، فخلع الحاكم وقتله وأعرب نفسه حاكماً على البلاد.

وعندما أصبح عروج حاكماً على تلمسان أمر ببتر جميع العلاقات مع وهران التي كانت تحت حكم الإسبان، وقام بإعلام العثمانيين بفوزاته من قوات ومعدات حربية وفرض إجراءات أمنية مشددة وأوفد مفارز عسكرية إلى المناطق المجاورة لأخذ الطاعة منها، وقام باحتلال "وجدة" و"نبدة"، وأخضع قبيلتي بني عامر وبني إيسناسن، ولقلة قوات عروج أُرسلت قوة من طرف أخيه في الجزائر قامت باحتلال قلعة بني راشد الواقعة بين طريق الجزائر وتلمسان، وقام الإسبان مع حلفائهم من العرب بمهاجمة القلعة إلا حتى الأتراك شنوا عليهم هجوماً أدى إلى تشتت القوات الإسبانية وتمكنوا من اغتال سبعمائة إنسان وأسر مائة. وأوفد خير الدين قوة أخرى تتكون من حوالي ستمائة إنسان بقيادة أخيهم الأكبر إسحاق ونائبه إسكندر، وأوفد الإسبان قوة أخرى أيضاً بقيادة أبي حمووأوفدها إلى قلعة بني راشد وعمد هؤلاء فور وصولهم إلى محاصرة القلعة وبتر الإمدادت عنها، ولكسر هذا الحصار قام إسحاق ريس إلى جانب نائبه إسكندر بشن عدة هجمات والتي ألحقت بالطرفين خسائر كبيرة. اضطر الأتراك بعد مقاومة كبيرة وشدة القصف على القلعة إلى تسليم القلعة بشرط حتى يخرجوا بأمتعتهم وأسلحتهم صوب تلمسان، وطلبوا 12 رهينة من الجنود الإسبان لتطبيق الاتفاق بشكل سليم، وعندما بدأوا بالخروج من القلعة، قام الإسبان بنقض الإتفاق وحاولوا أخذ الأسلحة من الأتراك وأدى هذا موتهم جميعاً.

وفاته

انطلقت قوات إسبانية نحومدينة تلمسان وعمدت على فرض حصار قوي ومحكم، إلا حتى عروج دافع دفاعاً مستميتاً عن المدينة، ودامت فترة الحصار ستة أشهر، وكان القتال بين الطرفين مستمراً في هذه الفترة، وتمكن الإسبان من السيطرة على مناطق الاستحكام، وتحولت المعركة إلى قتال شوارع، وفقد عروج سيطرته على المتاريس الدخلية، فانسحب إلى الفلعة الداخلية، واستمر بالمقاومة حتى وهوضمن القلعة. ضجر سكان تلمسان من الحصار الطويل، فاتفقوا فيما بينهم على ضرورة هجر الأتراك، وعندما حل يوم عيد الفطر طلب الأهالي منه السماح لهم بالصلاة في "جامع المشور"، وعند دخولهم للقلعة الداخلية، سلوا سيوفهم وبدأوا بقتل الأطفال، إلا حتى عروج تمكن من السيطرة على الموقف وقام بتطويق الأهالي. بعدها أمر عروج بالانسحاب لقلة عدد الجنود الأتراك المتبقين، وكان هذا يعني اختراق صفوف أعداءه لكي يصل للساحل لانتظار سفن أخيه خير الدين. واستغل ظلام الليل وتمكن من الخروج من دون حتى يشعروا به إلا بعد عدة ساعات، وحالما فهموا قامت فرقة من الخيالة بملاحقته، وحاول حتى يشغلهم بإلقاء ما لديه من المال والأمور الثمينة ولم يفده ذلك، واستمرت الفرقة بملاحقته حتى اضطر على الالتاتى في خرابة قديمة، وبدأ بالتصدي لهم في معركة غير متكافئة وظل يقاتل حتى توفي جميع رجاله وقتل، وكان ذلك في سنة 924 هـ الموافق 1518م، وقُطع رأسه وحُمل مع ألبسته إلى إسبانيا التي طيف بها في أغلب المدن الإسبانية ثم أودعت في كنيسة سانت جيروم في قرطبة.

إرثه

فرقاطة س. ج. ت عروج ريس (أف 245) باللغة الهجرية: TCG Oruç Reis F245

عندما وصلت أخبار وفاة عروج وجنوده للجزائر، عرض رجال الدولة على خير الدين حتى يتولى الإمارة بعد أخيه في إلحاح شديد، لكنه أعتذر عن قبول ذلك، وأبلغهم بأنه يعزم على استئناف الغزوفي البحار وأنه يريد السفر إلى إسطنبول مستداً منها أسطول له، فنطق له العُلماء: إذا الله يوجب عليك البقاء في هذه المدينة الإسلامية لحمايتها ولا يسمح لك الدين بهجرها نهبة للمفترس (إشارة للإسبان)، فأجابهم قائلاً: «بأنه بقى منفرداً دون إخوته (الذين ماتوا) وقد رأيتم ما عمله بنا صاحب تلمسان من بني زيان، واستعانته علينا بغير ملتنا حتى كفانا الله أمره، وصاحب تونس الحفصي لا رأى له في نصرتنا واعانتنا، واسلمنا للعدو(أثناء حملة بجاية حيث لم يزودهم بما يحتاجونه من موارد) لولا لطف الله فالرأي هوحتى نصل أيدينا بالقوة الإسلامية - وهوالسلطان سليم خان - ونعتمد عليه في حماية هذه المدينة، ولاقد يكون ذلك إلا ببيعته والدخول في طاعته، بالنادىء له في الخطب على المنابر، وضرب السكة باسمه لنتفيأ ظل حمايته، فاستكانوا لذلك ورضوا به، وأعربوا بالنادىء له على المنابر، وخطوا بذلك للحضرة السُلطانية وبعثوا له من السكة باسمه في الجزائر...» وورد هذا الجواب لدى المؤرخ التونسي أحمد بن أبي الضياف في كتابه إتحاف أهل الزمان بأخبار ملوك تونس وعهد الأمان. إلى غير ذلك أصبحت دولة الجزائر التي بدأ عروج بتأسيسها جزءاً من الدولة العثمانية، ووصل جواب السُلطان سليم خان بقبول عرض أهل الجزائر ومنح خير الدين لقب باي لرباي، وأن تضرب السكة باسم دولة الباي لربباي وذلك علامة للاستقلال ضمن الدولة العثمانية، وأوفد أسطول يحمل أربعة آلاف من المتطوعين الأتراك، وكمية ضخمة من العتاد والسلاح.

سمت البحرية الهجرية ثلاث غواصات باسمه وهي: س. ج. ت عروج ريس (باللغة الهجرية: TCG Oruç Reis)، وس. ج. ت عروج ريس أس 337 (باللغة الهجرية:TCG Oruçreis S-337) وس. ج. ت عروج ريس آر أي دي-14 (باللغة الهجرية: TCG Oruçreis RAD-14). بالإضافة إلى وجود عدة سفن سميت باسمه. وباللغة الهجرية: TCG هي اختصار Türkiye Cumhuriyeti Gemisi والتي تعني سفن جمهورية هجريا.

وصفه

يقول المؤرخ مورغان في كتابه ص257 وهويصفه:

إن الريس عروج عُرف من قبل الجميع، حتى الذين لم يروه تصوروا شخصيته فقد توفي عن عمر يناهز 44 عاماً، ولم يكن طويل القامة، فهوضخم الجثة، قوي البنية، شعره ولحيته يميلان إلى الحمرة، له نظرات حادة كلهيب النار، وأنفه شبيه بالأنف الروماني وبشرته بيضاء مائلة إلى السمرة (حنطية)، هذه الأوصاف كانت تمنحه القوة والثبات في قراراته، له همة عالية، يرمي نفسه في المخاطر، يكره تكديس الأموال، يتمتع بقدرة خارقة أثناء القتال، لم يكن سفاكاً للدماء بغير حق، ولا ظالماً لمن يطيعه، ويحب عائلته وأصدقاءه وجنوده وخدمه وحتى الأسرى الموجودين لديه فبادله الجميع الحب والصدق وحتى الجبناء كانوا يحترمونه ويقدرون شهامته.

الآراء والمواقف حول عروج

رأي الغرب

يكاد يجمع معظم المؤرخين على الإشادة بعروج، وما يتمتع به من خصال حربية ومدنية جعلته أسطورة في البحر والبر، وقدرته الكبيرة على التنظيم التي جعلته ينشئ دولة قوية أستمرت ما يزيد عن ثلاثة قرون يقول المؤرخ بيشوفي كتابه «تاريخ شمال إفريقيا»:

إن هذين الشقيقين (عروج وخير الدين) كان لهما من الإقدام والجرأة مقدار يفوق المتعارف عند الرجال، وكان لهما من الدهاء السياسي الخارق للعادة، ما يجعل الناس مشدوهين من وجود مثله، عند رجلين لم تؤهلهما ثقافتهما البدائية ليقوما بهذا الدور العظيم، دور قيادة الشعوب...•«إلى غير ذلك كانت الخاتمة البطولية لهذه القرصان المغامر الذي لا نتمالك أنفسنا عن الإعجاب بإقدامه، وبجرأته النادرة، كما نعجب أيما إعجاب بهذه العبقرية التي سادت أعماله في ميدان الحرب وفي ميدان تنظيم الدولة كما أننا نستكر إلى جانب إعجابنا هذا جميع الاستنكار ما كان متصفاً به من من مصانعة ومن قسوة فظيعة».

ويقول المؤرخ دي غرامون في كتابه «الجزائر تحت حكم الأتراك»:

إن الكثير من المؤرخين لا يرون في عروج إلا زعيم عصابة ليس إلا، وإنني لا أعهد حكماً جائراً مخالفاً للحقيقة كمثل هذا الحكم، فإن البربروس الأول (عروج) ما كان إلا جندياً من جنود الإسلام المغاوير، جاهد فوق متن البحار جهاداً لا هوادة فيه، ضد أعداء ملكه، وضد أعداء دينه، على أنه كان ملتزماً خلال جهاده هذا بكل القواعد والأسس التي كان العمل جارياً بها خلال تلك الحقبة من التاريخ، فلم يكن أبداً أكثر قسوة ولا أقل قسوة من الأعداء الذين كان يمعن في حاربتهم..•«وعندما سنحت له الفرصة وأمكنته غزواته من جمع قوة كافية حوله تمكنه من القيام بجلائل الأعمال، حاول إنشاء إمبراطورية في الشمال الإفريقي، حيث كانت الفوضى ضاربة أطنابها..•«إن الوسيلة الوحيدة التي تمكنه من إدراك تلك الغاية وتضمن له البقاء والاستمرار، إنما هي أبعاد المسيحيين عن البقاع التي يحتلونها في البلاد..•«من أجل تحقيق هذا الهدف أخذ يحارب المسيحيين قبل جميع شيء، في إنسان حلفائهم والخاضعين لهم، حتى يبتر عن النصارى جميع طريق يتزودون منه، ويضطرهم بذلك إلى الاعتماد على ما يرد عليهم من إسبانيا..•«ولقد كانت بداية أمره سعيدة، وكان انتصابه بالجهات الغربية يسمح له بإلقاء المهاجمين الإسبانيين إلى البحر لولا أنه اغتال بسبب خديعة حلفائه، ولقد توفي كما يقول المؤرخ الإسباني هايدو: مأسوفاً عليه جميع الأسف من قبل جميع الذين انضووا تحت رايته وعملوتحت لوائه.

ويقول المؤرخ شارل أندري جوليان في كتابه «تاريخ إفريقيا الشمالية»:

إلى غير ذلك انتهت في سن الرابعة والأربعين هذه الحياة المجيدة في ميدان المغامرة، أنه هوالرجل الذي أنشأ كما يقول هايدوالمؤرخ الإسباني الذي أسيراً في الجزائر من 1577م إلى 1581م: القوة العظيمة لمدينة الجزائر وللبلاد البربرية «إنه بنظرة صادقة لا تخطئ، وهي نظرته المعتادة، قد استوعب مدى ما تستطيع أقلية عاملة تحقيقه في وسط مليىء بالمنافسات بين مختلف الإمارات المغربية، لكي يؤسس على حساب تلك الإمارات دولة إسلامية قوية لا تستطيع حتى تنالها بسوء هجمات النصارى..•«وعلى هذه الصفة تمكن من بسط سلطانه على جهات متيجة ووادي الشلف والتيطري والظهرة والونشريس ثم تلمسان ونسف مملكة بني زيان نسفاً لم تقم لها من بعده قائمة..•«إنما كانت مأثرته هذه تتلاشى وتضمحل لولم يتلقفها ويحتضنها باليمين شقيقه خير الدين الذي سار بها في طريق النجاح والكمال». «نعم هذا هوالشهيد عروج بن يعقوب الهجري، وهذه هي أعماله في بلاد الجزائر خلال ستة أعوام، منذ مهاجمته لبجاية أول مرة سنة 1512م إلى يوم استشهاده ببني سناسن سنة 1518م وتأسيسه بإعانة الشعب وبإرادة الشعب وبتأييد الشعب دولة الجزائر الحديثة.»

رأي المسلمين

يقول زكريا سليمان بيومي صاحب كتاب قراءة جديدة في تاريخ العثمانيين في التفريق بين الجهاد البحري والقرصنة:

إن ما ذكر عن الدور الذي لعبه الأخوان يؤكد حرصهما على الجهاد في سبيل الله وهومقاومة القرصنة المسيحية في البحر المتوسط وكذلك مقاومة أطماع إسبانيا والبرتغال في الممالك الإسلامية في شمالي إفريقيا. وقبل إلقاء الضوء على هذا الدور ينبغي حتى نوضح حتى القرصنة في القرن السادس عشر كانت تختلف جميع الاختلاف عن اللصوصية والسلب فهي كالكمائن البحرية التي يعدها جميع خصم لسفن أعدائه لمنع الصادرات والواردات والاستيلاء على ما يمكن الاستيلاء عليه بقصد الإضرار بعدوهم، وهي بهذا تقترب من مفهوم الحصار الاقتصادي البحري في الحروب المعاصرة. وكان لهذه الأعمال نظمها وقوانينها، فقد كانت تنتهي بانتهاء الحرب أوالعداء، كما كانت تراعي المعاهدات والقوانين المعمول بها بين الدول. كما حتى من يتتبع ظهور أعمال القرصنة عند المسلمين فسيجد أنها قد بدأت في الأندلس، وكانت رد عمل لأعمال القرصنة الأوروبية التي صبغت عملها ضد الممالك بالصبغة الدينية، ثم انتقلت مراكز القرصنة الإسلامية إلى شمالي إفريقيا في شرشال ووهران والجزائر ودلي وبجاية في أعقاب طرد المسلمين من الأندلس، وقد قويت بعمل انضمام القراصنة المسلمين الفارين من الأندلس والعارفين بالملاحة وفنونها والمدربيت على صناعة السفن.

انظر أيضًا

  • فتح الجزائر (1516).
  • الدولة العثمانية.
  • خير الدين بربروس.
  • مذكرات خير الدين بربروس.

مراجع

هوامش

باللغة العربية

  1. ^ مجموعة من المؤلفين، بإشراف عَلوي بن عبد القادر السقاف. . على مسقط المخطة الكاملة (مؤرشف). صفحة 3375. اطلع عليه بتاريخعشرة ربيع الثاني 1437 هـ.
  2. ^ مجموعة من المؤلفين. . على مسقط المخطة الكاملة (مؤرشف). صفحة 2929. اطلع عليه بتاريخعشرة ربيع الثاني 1437 هـ.
  3. ^ مجموعة من المؤلفين. . على مسقط المخطة الكاملة (مؤرشف). صفحة 1908. اطلع عليه بتاريخعشرة ربيع الثاني 1437 هـ.
  4. ^ المدني. صفحة 195.
  5. ^ مسعود مجاهد. صفحة 81.
  6. ^ مسقط تاريخ الحكام والسلالات الحاكمة (مؤرشف). . اطلع عليه بتاريخسبعة ربيع الثاني 1437 هـ.
  7. ^ محمد فريد بك. صفحة 230.
  8. ^ شاكر. صفحة 106.
  9. المدني. صفحة 192.
  10. ^ آن دوبرا وإيميلي بيشرو، ترجمة: محمد عبد الفتاح السباعي. (الطبعة 2015م). على مسقط جوجل الخط. مؤرشف من الأصل في 24 يناير 2020. اطلع عليه بتاريخ 11 ربيع الثاني 1437 هـ.
  11. ^ المدني. صفحة 156.
  12. العسلي. صفحة 27.
  13. ^ مذكرات خير الدين. صفحة 21-22.
  14. ^ مبارك بن محمد الهلالي الميلي (1427هـ - 2006م). (PDF). مدينة الجزائر - الجزائر: مخطة النهضة الجزائرية. صفحة 31-32. مؤرشف من الأصل (pdf) فيعشرة يناير 2020.
  15. ^ المدني. صفحة 159 إلى 161.
  16. ^ مولود قاسم نايت بلقاسم (1985م). (الطبعة 1985م). على مسقط جوجل الخط. مؤرشف من الأصل في 24 يناير 2020. اطلع عليه بتاريخ 11 ربيع الثاني 1437 هـ.
  17. ^ العسلي. صفحة 26.
  18. ^ مذكرات خير الدين. صفحة 22.
  19. ^ مذكرات خير الدين. صفحة 23 إلى 28.
  20. ^ مذكرات خير الدين. صفحة 29-30.
  21. ^ مذكرات خير الدين. صفحة 31.
  22. ^ مذكرات خير الدين. صفحة 31-32.
  23. ^ التر. صفحة 28 إلى 32.
  24. ^ مذكرات خير الدين. صفحة 34.
  25. ^ مذكرات خير الدين. صفحة 35-36.
  26. ^ مذكرات خير الدين. صفحة 36-37.
  27. ^ مذكرات خير الدين. صفحة 37-38.
  28. ^ مذكرات خير الدين. صفحة 39-40.
  29. ^ مذكرات خير الدين. صفحة 40-41.
  30. مذكرات خير الدين. صفحة 41 إلى 43.
  31. ^ مذكرات خير الدين. صفحة 46-47.
  32. ^ مذكرات خير الدين. صفحة 47-48.
  33. ^ مذكرات خير الدين. صفحة 49-54.
  34. ^ مذكرات خير الدين. صفحة 54-55-56.
  35. ^ مذكرات خير الدين. صفحة 57 إلى 61.
  36. ^ مذكرات خير الدين. صفحة 61-62-63.
  37. ^ مذكرات خير الدين. صفحة 63 إلى 67.
  38. مذكرات خير الدين. صفحة 67 إلى 71.
  39. ^ المدني. صفحة 166-167.
  40. ^ مذكرات خير الدين. صفحة 72-73.
  41. ^ التر. صفحة 50-51.
  42. ^ المدني. صفحة 173.
  43. ^ مذكرات خير الدين. صفحة 74.
  44. ^ محمد موفق الأرناؤوط، هند أبوالشعر. (الطبعة 1985م). على مسقط جوجل الخط. مؤرشف من الأصل فيستة يوليو2017. اطلع عليه بتاريخ 11 ربيع الثاني 1437 هـ.
  45. ^ التر. صفحة 51-52-53.
  46. ^ التر. صفحة 54.
  47. ^ المدني. صفحة 185-186.
  48. ^ التر. صفحة 58.
  49. ^ مذكرات خير الدين. صفحة 80 إلى 85.
  50. ^ التر. صفحة 59-60.
  51. ^ مذكرات خير الدين. صفحة 86.
  52. ^ المدني. صفحة 188.
  53. التر. صفحة 62.
  54. ^ المدني. صفحة 189.
  55. ^ مذكرات خير الدين. صفحة 87.
  56. ^ التر. صفحة 63-64-65.
  57. ^ عبد الحميد بن أبي زيان بن أشنهو(1972م). (الطبعة 2008م). على مسقط جوجل الخط. مؤرشف من الأصل في 24 يناير 2020. اطلع عليه بتاريخعشرة ربيع الثاني 1437 هـ.
  58. ^ عبد الفتاح حسن أبوعلية. (الطبعة 2008م). على مسقط جوجل الخط. مؤرشف من الأصل في 24 يناير 2020. اطلع عليه بتاريخعشرة ربيع الثاني 1437 هـ.
  59. ^ التر. صفحة 65-66-67.
  60. ^ مصطفى محمد رمضان. (الطبعة 1985م). على مسقط جوجل الخط. مؤرشف من الأصل في 24 يناير 2020. اطلع عليه بتاريخ 11 ربيع الثاني 1437 هـ.
  61. ^ المدني. صفحة 196-197-198.
  62. ^ التر. صفحة 67-68.
  63. ^ المدني. صفحة 193-194.
  64. ^ المدني. صفحة 194-195.
  65. ^ زكريا سليمان. صفحة 79-80.
  66. ^ العسلي. صفحة 72.

بلغاتٍ أجنبيَّة

  1. ^ Virginia H. Aksan & Daniel Goffman, The early modern Ottomans: Remapping the Empire, Cambridge University Press, 2007, ISBN 978-0-521-81764-6, p. 106.
  2. ^ Frank Ronald Charles Bagley et al., The Last Great Muslim Empires: History of the Muslim World, Brill Academic Publishers, 1997, p. 114.
  3. ^ 1911 Encyclopædia Britannica/Barbarossa, Volume 3، (بالإنجليزية: على مسقط ويكي مصدر Wikisource)‏، اطلع عليه بتاريخ 12 ربيع الأول 1437 هـ الموافق 23 ديسمبر 2015م
  4. ^ Niccolò Capponi, Victory of the West: The Great Christian-Muslim Clash at the Battle of Lepanto, Da Capo Press, 2007, ISBN 978-0-306-81544-7, p. 30.
  5. ^ Piracy: the complete history, Angus Konstam, page 80, 2008
  6. ^ Feeding people. feeding power: imarets in the Ottoman Empire, Nina Ergin, Christoph K. Neumann, Amy Singer, page 98, 2007
  7. ^ Between Venice and Istanbul: colonial landscapes in early modern Greece, Siriol Davies,Jack L. Davis, page 36, 2007
  8. ^ The Turks: Ottomans, Hasan Celâl Güzel, Cem Oğuz, Osman Karatay, Murat Ocak, 2002
  9. ^ İsmail Hâmi Danişmend, Osmanlı Devlet Erkânı, pp. 172 ff. Türkiye Yayınevi (Istanbul), 1971. (بالهجرية)
  10. ^ Machiel Kiel, "The Smaller Aegean Island in the 16th-18th Centuries According to Ottoman Administrative Documents" in Siriol Davies, Jack L. Davis, Between Venice and Istanbul: Colonial Landscapes in Early Modern Greece, ASCSA, 2007, ISBN 978-0-87661-540-9, p. 36.
  11. ^ Bozbora, Nuray (1997), Osmanlı yönetiminde Arnavutluk ve Arnavut ulusçuluğu'nun gelişimi, صفحة 16 CS1 maint: ref=harv (link)
  12. ^ Virginia H. Aksan & Daniel Goffman, The early modern Ottomans: Remapping the Empire, Cambridge University Press, 2007, ISBN 978-0-521-81764-6, p. 106.
  13. ^ Daniel Goffman, The Ottoman Empire and Early modern Europe, Cambridge University Press, ISBN 978-0-521-45908-2, p. 145.
  14. ^ Frank Ronald Charles Bagley et al., The Last Great Muslim Empires: History of the Muslim World, Brill Academic Publishers, 1997, p. 114.
  15. ^ Die Seeaktivitäten der muslimischen Beutefahrer als Bestandteil der staatlichen Flotte während der osmanischen Expansion im Mittelmeer im 15. und 16. Jahrhundert, p.548, Andreas Rieger, Klaus Schwarz Verlag, 1994

مصادر

  • مسعود مجاهد الجزائري. (pdf). القدس: مطابع دار الأيتام الإسلامية.
  • أحمد توفيق المدني (1976م). (pdf) (الطبعة الثانية). الجزائر: الشركة الوطنية للنشر والتوزيع.
  • بسام العسلي (1400 هـ 1980م). (pdf) (الطبعة الأولى). بيروت: دار النفائس.
  • ترجمة: محمد دراج (1432 هـ الموافق 2010م). (pdf) (الطبعة الأولى). الجزائر: شركة الأصالة للنشر والتوزيع. ISBN .
  • عزيز سامح التر; ترجمة: محمود علي عامر (1409 هـ الموافق 1989م). (pdf) (الطبعة الأولى). بيروت: دار النهضة العربية.
  • محمد فريد بك (1981م). (pdf) (الطبعة الأولى). بيروت: دار النفائس. ISBN .
  • زكريا سليمان بيومي (1411 هـ الموافق 1991م). (pdf) (الطبعة الأولى). جدة: عالم الفهم.

وصلات خارجية

  • بربروس (الأخوان)، موسوعة الفهم
سبقه
لقب مُستحدث
أمير الجزائر

1515م–1518م

تبعه
خير الدين بربروس
تاريخ النشر: 2020-06-01 18:00:16
التصنيفات: أشخاص في القرن 10 هـ, أشخاص في القرن 9 هـ, أشخاص من حلق الوادي, أشخاص من لسبوس, تاريخ تونس, جهاد بحري, شهداء مسلمون, عثمانيون, عثمانيون من أصل ألباني, عثمانيون من أصل يوناني, عسكريون جزائريون, عسكريون عثمانيون قتلوا في المعارك, مواليد 1470, مواليد 1474, مواليد 879 هـ, مواليد في ميتيليني, وفيات 1518, وفيات 924 هـ, وفيات في تلمسان, مقالات تحتوي نصا بالإنجليزية, صفحات بوصلات خارجية بالتركية, CS1 maint: ref=harv, الصفحات التي تستخدم وصلات ISBN السحرية, صور كما في ويكي بيانات, صفحات بها بيانات ويكي بيانات, صفحات تستخدم خاصية P509, صفحات تستخدم خاصية P22, صفحات تستخدم خاصية P3373, صفحات تستخدم خاصية P106, صفحات تستخدم قالب:صندوق معلومات شخص مع وسائط غير معروفة, قالب تصنيف كومنز بوصلة كما في ويكي بيانات, صفحات تستخدم خاصية P214, صفحات تستخدم خاصية P244, صفحات تستخدم خاصية P213, صفحات تستخدم خاصية P227, صفحات تستخدم خاصية P268, بوابة ملاحة/مقالات متعلقة, بوابة الحرب/مقالات متعلقة, بوابة التاريخ/مقالات متعلقة, بوابة الجزائر/مقالات متعلقة, بوابة تونس/مقالات متعلقة, بوابة الدولة العثمانية/مقالات متعلقة, بوابة اليونان/مقالات متعلقة, بوابة المغرب العربي/مقالات متعلقة, بوابة أعلام/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات, مقالات مختارة

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

شيكابلا وأوباما والونش يقودون التشكيل الأساسي للزمالك أمام الرجاء

المصدر: البطولة - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2024-01-26 15:07:50
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 61%

الجزائر تحذر من خطورة قرار مالي إنهاء "اتفاق الجزائر"

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-01-26 15:09:46
مستوى الصحة: 81% الأهمية: 87%

انفجار صاروخين قبالة السواحل اليمنية (وكالتا أمن بحري)

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-01-26 15:09:34
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 88%

رسميا/ أبها السعودي يُعلن تعاقده مع الجنوب أفريقي بيتسو موسيماني

المصدر: البطولة - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2024-01-26 15:07:54
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 61%

بطولة أستراليا: مدفيديف يقلب الطاولة على زفيريف ويبلغ النهائي

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-01-26 15:09:25
مستوى الصحة: 77% الأهمية: 88%

هل ستنجح الصين في إقناع إيران بوقف هجمات الحوثيين بالبحر الأحمر؟

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-01-26 15:09:03
مستوى الصحة: 84% الأهمية: 97%

الشارع المغربي ينتظر بترقب كبير قرار "الكاف" بشأن عقوبة الركراكي

المصدر: البطولة - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2024-01-26 15:07:58
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 63%

من يخلف بلماضي في قيادة منتخب الجزائر؟... قائمة المرشحين

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-01-26 15:09:07
مستوى الصحة: 93% الأهمية: 91%

بن غفير يندد بقرارات محكمة العدل الدولية ويدعو لتجاهلها

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-01-26 15:09:48
مستوى الصحة: 76% الأهمية: 92%

تحميل تطبيق المنصة العربية