هيجل وفلسفة التاريخ
عودة للموسوعةفلسفة العلوم |
|
مقدمة |
---|
فلسفة الفلسفة |
الدين |
العقل |
حسب الموضوع |
فلسفة العلوم |
الرياضيات |
الفيزياء |
الكيمياء |
الزمكان |
فهم الأحياء |
العلوم الاجتماعية |
التاريخ |
اللغة |
فهم النفس |
التعليم |
القانون |
السياسة |
الأدب |
فلسفة التاريخ عند هيجل (بالإنجليزية: Philosophy of History) ما هي فلسفة التاريخ،يا ترى؟ من الضروري أولا حتى نفهم المقصود بمصطلح «فلسفة التاريخ»، من وجهة نظر هيجل. يتضمن كتاب هيجل «فلسفة التاريخ» كمية كبيرة من المعلومات التاريخية، ويمكن حتى يجده القارئ مُوجِزا للتاريخ العالمي؛ من الحضارات القديمة في الصين والهند وبلاد فارس، مرورا باليونان القديمة، وصولا إلى العصور الرومانية، ثم تتبع مسار التاريخ الأوروبي من النظام الإقطاعي إلى حركة الإصلاح الديني، ثم إلى عصر التنوير والثورة الفرنسية.
وعلى الرغم من ذلك، يظهر حتى هيجل لم يكن ينظر إلى كتابه هذا بوصفه مجرد سرد للأحداث التاريخية؛ فعمله عمل فلسفي؛ لأنه يأخذ الحقائق التاريخية المجردة باعتبارها مادة خاما ويحاول حتى يتجاوزها لما هوأبعد منها. حتى إذا هيجل نفسه نطق إذا «فلسفة التاريخ تعني فقط التأمل العميق فيه.» ومع حتى هذا قد يحدث تعريفه الخاص لفلسفة التاريخ، فإنه يعطي فكرة غير كافية عما كان هيجل بصدده في كتابه "فلسفة التاريخ".
عرض الفكرة
إن ما غفله هيجل في تعريفه هومقصده الذي يتمثل في حتى «التأمل العميق» للتاريخ ينبغي حتى يسعي لتقديم مادته الخام باعتبارها جزءا من عملية تطور عقلانية، إلى غير ذلك يكشف معني تاريخ العالم ودلالته.
وهنا يتضح أحد آراء هيجل المحورية؛ ألا وهوإيمانه بأن التاريخ يحمل بعض المعاني والدلالات. فلوحتى هيجل استعرض التاريخ وفقا لرؤية ماكبث البائسة للحياة بوصفه «سيرة يرويها معتوه، مليئة بالضجة والغضب، ولا تعني شيئا»؛ لما حاول مطلقا تأليف كتابه «فلسفة التاريخ»، ولكان أبرز عمل في حياته مختلفا تماما.
بالطبع تتشابه وجهة النظر الفهمية الحديثة كثيرا مع رؤية ماكبث؛ فهي تخبرنا بأن كوكبنا مجرد نقطة صغيرة في كون بحجم لا يمكن تخيله، وأن الحياة على هذا الكوكب بدأت من اندماج عرضي للغازات، ثم تطورت بواسطة قوى الانتخاب الطبيعي الجامدة. وتماشيا مع هذه الرؤية لنشأة نوعنا، يرفض معظم الفكر الحديث افتراض حتى للتاريخ أي غاية أبعد من الغايات الفردية الهائلة المتنوعة للبشر الذين لا حصر لهم؛ الذين يصنعون التاريخ.
في عصر هيجل، لم يكن هناك أي شيء غير مألوف بشأن اعتقاده الراسخ بأن التاريخ البشري ليس مجرد مجموعة غير منظمة من الأحداث؛ بالتأكيد هذا الاعتقاد في الواقع ليس غريبا حتى في وقتنا الحالي؛ نظرا لأن الفكر الديني كان يرى على نحوتقليدي حتى هناك معنی ودلالة في مسار التاريخ البشري، حتى وإن لم يكن له دلالة إلا كمقدمة لعالم أفضل لم يأت بعد.
تاريخ له مغزى
هناك الكثير من الطرق المتنوعة التي يمكن بواسطتها استيعاب الانادىء الذي يرى حتى التاريخ له مغزى؛ فيمكن اعتباره انادىء يشير إلى حتى التاريخ هومن تدابير إلهٍ قام بإيجاد هذه العملية بالكامل؛ أوبطريقة أكثر غموضا، يمكن اعتبار حتى الغرض منه هوالإشارة إلى حتى الكون ذاته قد تكون له غايات على نحوما.
إن التأكيد على حتى التاريخ ذومغزى يمكن استنباطه من جميع الدلالات الدينية أوالروحانية، ويمكن فهمه ببساطة من خلال الزعم الأكثر تقييدا بأن التأمل في ماضينا يمكننا من إدراك مسار التاريخ، والغاية التي سيصل إليها في النهاية. وهذه الغاية، لحسن الحظ، هي غاية مرجوة؛ ومن ثم يمكننا تقبلها باعتبارها هدفا لمساعينا.
يمكن فهم كتاب هيجل «فلسفة التاريخ» بطرق شتى، تتشابه مع هذه الطرق المتنوعة لاستيعاب الزعم بأن هناك مغزى للتاريخ. ووفقا لاستراتيجيتنا العامة في تناول أفكار هیجل، سنبدأ بالعناصر الموجودة في الكتاب، والتي تؤكد على حتى للتاريخ مغزى، وذلك من خلال الطريقة الثالثة، الأقل غموضا، من الطرق المتعددة لاستيعاب وجهة النظر هذه.
كتاب فلسفة التاريخ
في مقدمة كتابه «فلسفة التاريخ»، يوضح هيجل صراحة وجهة نظره حول مسار التاريخ البشري كله ووجهته، فيقول: «تاريخ العالم ليس إلا تقدم الوعي بالحرية.» تحدد هذه الجملة الفكرة الرئيسية للكتاب بالكامل (بل ويمكن القول بأنها أيضا تلخص الفكرة الرئيسية في فكر هيجل؛ لكن المزيد عن ذلك سيأتي لاحقا). والآن يجب حتى نرى كيف من الممكن أن قام هيجل بتوضيح فكرته الرئيسية هذه.
الإمبراطورية الفارسية
الحرية في الشرق
يبدأ هيجل بوصف ما أسماه «العالم الشرقي»، الذي يقصد به الصين والهند والإمبراطورية الفارسية القديمة. ويعتبر هيجل حضارتي الصين والهند القديمتين «جامدتين»؛ أي مجتمعات وصلت لنقطة معينة من التطور، ثم بطريقة ما سرعان ما تجمدت في مكانها. ويصفهما هيجل بأنهما «خارج نطاق تاريخ العالم»؛ أي ليستا جزءا من عملية التطور الكاملة التي هي أساس فلسفته التاريخية. يبدأ التاريخ الحقيقي بالإمبراطورية الفارسية، التي يقول عنها هيجل إنها «الإمبراطورية الأولى التي زالت».
إن حديث هيجل عن العالم الشرقي يتضمن الكثير من التفاصيل، تتعلق كلها بفكرة أنه في المجتمع الشرقي يوجد إنسان واحد فقط يتمتع بحريته؛ ألا وهوالحاكم، أما بقية المجتمع، فجميعهم يفتقرون إلى الحرية؛ لأنهم يجب حتى يخضعوا إرادتهم للبطريرك أواللاما أوالإمبراطور أوالفرعون أوأيا كان اللقب الذي قد يطلق على الحاكم المطلق المستبد.
ويمتد الافتقار إلى الحرية هذا إلى مستوى عميق للغاية؛ فلا يعني هذا فقط حتى رعايا الحاكم المطلق يفهمون أنه بإمكان الحاكم معاقبتهم بقسوة لعصيانهم رغبته؛ فذلك قد يوحي بأن لديهم إرادة مستقلة، وأن بإمكانهم التفكير - ويفكرون بالعمل - فيما إذا كان من الحكمة أوالصواب طاعة الحاكم المطلق.
يشير هيجل إلى حتى الحقيقة هي عدم امتلاك الرعايا الشرقيين إرادة مستقلة بالمعنى الحديث؛ ففي بلاد الشرق، فإن القانون، وحتى الأخلاق ذاتها، يخضعان لتشريع خارجي. فلا يوجد لديهم مفهومنا عن الضمير الفردي؛ ولذلك لا توجد إمكانية لتشكيل الأفراد لأحكامهم الأخلاقية بأنفسهم بشأن الصواب والخطأ. في وجهة نظر سكان الشرق – ما عدا الحاكم – تأتي الآراء المتعلقة بهذه المسائل من الخارج؛ فهي حقائق خاصة بالعالم، ولا يمكن التشكيك فيها مثلها مثل وجود الجبال والبحار.
انعدام الاستقلالية الشخصية
وفقا لهيجل، تأخذ حالة انعدام الاستقلالية الشخصية هذه أشكالا مختلفة في الثقافات الشرقية المتنوعة، لكن النتيجة دائما ما تكون واحدة. يخبرنا هيجل حتى الدولة الصينية كانت مؤسسة على حكم الأسرة؛ فالحكومة قائمة على الحكم الأبوي للإمبراطور، وينظر الآخرون لأنفسهم على أنهم أبناء الدولة. وهذا هوالسبب الذي يجعل المجتمع الصيني يشدد بقوة على الاحترام والطاعة اللذين يدين بهما الشخص لوالديه. وفي الهند - على النقيض - لا يوجد مفهوم الحرية الفردية؛ لأن النظام الأساسي للمجتمع - نظام الطبقات الاجتماعية الذي يحدد لكل إنسان من ذكر أوأنثى وظيفته في الحياة - لا يعد نظاما سياسيا، بل أمرا طبيعيا؛ ومن ثم غير قابل للتغيير. إلى غير ذلك لا تكون السلطة الحاكمة في الهند حاكما بشريا مطلقا مستبدا، وإنما الاستبداد هنا هواستبداد الطبيعة.
أما في بلاد فارس فالأمر مختلف؛ عملى الرغم من حتى الإمبراطور الفارسي يظهر للوهلة الأولى حاكما مطلقا يتشابه في كثير من الأمور مع إمبراطور الصين، فإن أساس الإمبراطورية الفارسية ليس قائما على مبدأ الطاعة الأسرية الطبيعية الذي يمتد إلى جميع أراتى الدولة فحسب، بل على مبدأ عام يطبق فيه القانون على الحاكم كما يطبق على رعاياه.
فبلاد فارس كانت ملكية ثيوقراطية قائمة على ديانة زرادشت، التي كانت تتضمن عبادة «النور». يبدي هيجل اهتماما كبيرا بفكرة النور بوصفه شيئا نقيا وكونيا، مثل الشمس التي تضيء بنورها للجميع وتنفع الجميع على حد سواء. لا يعني هذا من طبيعة الحال حتى بلاد فارس كانت تؤيد المساواة بين البشر؛ فالإمبراطور ظل هوالحاكم المطلق؛ ومن ثم الشخص الحر الوحيد في الإمبراطورية. لكن حقيقة حتى حكمه كان قائما على مبدأ عام ولا ينظر إليه بوصفه حقيقة طبيعية، كانت تعني وجود احتمالية حدوث تطور.
إن فكرة الحكم استنادا على مبدأ فكري أوروحي تدل على بداية نموالوعي بالحرية الذي كان هيجل معنيا بتتبعه؛ وعليه كانت هذه هي بداية "التاريخ الحقيقي".
مراجع
- ^ بيتر سنجر. هيجل: مقدمة قصيرة جدًا. ص 26: مؤسسة هنداوي. CS1 maint: location (link)
- ^ بيتر سنجر. هيجل: مقدمة قصيرة جدًا. ص26: مؤسسة هنداوي. CS1 maint: location (link)
- ↑ بيتر سنجر. هيجل: مقدمة قصيرة جدًا. ص 27: مؤسسة هنداوي. CS1 maint: location (link)
- ^ بيتر سنجر. هيجل: مقدمة قصيرة جدًا. ص 28: مؤسسة هنداوي. CS1 maint: location (link)
- ^ بيتر سنجر. هيجل: مقدمة قصيرة جدًا. ص 29: مؤسسة هنداوي. CS1 maint: location (link)
التصنيفات: علم التاريخ, فلاسفة ألمان, ما بعد الحداثة, مصطلحات فلسفية, نظرية المعرفة, CS1 maint: location, مقالات يتيمة منذ سبتمبر 2019, جميع المقالات اليتيمة, جميع المقالات التي بحاجة لصيانة, مقالات تحتوي نصا بالإنجليزية, بوابة فلسفة/مقالات متعلقة, بوابة التاريخ/مقالات متعلقة, بوابة تفكير/مقالات متعلقة, بوابة الأديان/مقالات متعلقة, بوابة فلسفة العلوم/مقالات متعلقة, بوابة تاريخ العلوم/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات