فهم النفس البيئي هومجال متعدد المجالات يركز على التفاعل بين الأفراد ومحيطهم. يفهم هذا المجال الكيفية التي تشكل بها بيئتنا الطبيعية شخصيتنا كأفراد. يعرّف هذا الفهم مصطلح البيئة ضمن نطاق واسع، إذ يضم البيئات الطبيعية والصفات الاجتماعية والبيئات الحضرية وبيئات التفهم وبيئات المعلومات.

لم يُعترف بفهم النفس البيئي كمجال مستقل تمامًا حتى أواخر الستينيات عندما بدأ الفهماء في التشكيك في العلاقة بين السلوك الإنساني وبيئتنا الطبيعية والحضرية. هدف هذا المجال منذ نشأته لتطوير جميع من الجودة وحل المشاكل على حد سواء، مع إعطاء الأولوية للأبحاث التي تهدف إلى حل المشاكل البيئية المعقدة في السعي لتحقيق جودة الحياة الفردية داخل المجتمع الكبير. يجب عند حل المشكلات المتعلقة بالتفاعل بين الإنسان والبيئة (سواء كانت عالمية أومحلية) حتى نملك نموذجًا يتنبأ بالظروف البيئية التي يستجيب البشر وفقًا لها. يمكن حتى يساعد هذا النموذج في تصميم وإدارة وحماية واستعادة البيئات التي تعزز السلوك المنطقي، والتنبؤ بالنتائج المحتملة عند عدم تحقيق هذه الشروط، وتشخيص المشكلات. يستكشف هذا المجال قضايا مختلفة مثل الإدارة المشهجرة للموارد وتحديد طرق الدراسة في الحالات المعقدة، وتأثير الضغط البيئي على الأداء البشري، وخصائص البيئات التصالحية، ومعالجة البيانات البشرية، وتعزيز الديمومة. كان هناك هجريز متزايد على قضايا الاستدامة البيئية في هذا المجال في الآونة الأخيرة، إلى جانب الهجريز المتزايد على تغير المناخ في المجتمع والعلوم الاجتماعية.

لم يحدد هذا النموذج فقط السمات الديناميكية التي من المتسقط حتى يتطور فهم النفس البيئي وفقها، إنما كان أيضًا العامل المساعد في جذب المدارس الأخرى وأبحاث فهماء النفس. ساهم فهماء الجغرافيا والاقتصاد ومهندسوالمواقع والسياسيون وفهماء الاجتماع وفهماء الإنسانية والمفهمون ومطوروالمنتجات في هذا المجال.

على الرغم من أنه يمكن اعتبار مصطلح فهم النفس البيئي أفضل وصف معروف وتام لهذا المجال، يمكننا وصفه أيضًا باسم فهم العوامل البشرية، أوبيئة العمل المعهدية، أوفهم النفس البيئي، أودراسات العلاقة بين السلوك والبيئة. ومن المجالات المتعلقة به: فهم النفس المعماري، والهندسة الاجتماعية، والجغرافيا السلوكية، وفهم الاجتماع البيئي، والبيئة الاجتماعية، وأبحاث التصميم البيئي.

تاريخ

إن أصول هذا المجال من الدراسة غير معروفة، وينطق إذا ويلي هيلباتش هوأول من ذكر مصطلح فهم النفس البيئي. ناقش في أحد خطه الذي حمل عنوان فهم النفس الجيولوجي مواضيع مثل كيفية تأثير الشمس والقمر على النشاط البشري، وتأثير البيئات القاسية، وتأثير الألوان والأشكال. من بين الفهماء الرئيسيين الآخرين في فهم النفس البيئي جاكوب فون يوكسل وكورت ليفين وإيجون برونزويك وجيرارد كامينسكي وكارل فريدريش غراومان.

زادت حاجتنا إلى التطورات في مجال فهم النفس الاجتماعي بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وخاصة في مجال تغيير المواقف والتواصل ضمن المجموعات الصغيرة والصراع بين المجموعات. تسببت هذه الحاجة في بدء فهماء النفس تطبيق نظريات فهم النفس الاجتماعي على عدد من القضايا الاجتماعية مثل التحامل والحرب والسلام. كان يُعتقد أنه طالما معالجة هذه المشكلات ستظهر الأفكار والمبادئ الأساسية.

على الرغم من حتى هذه الفترة كانت حاسمة في تطور هذا المجال إلا حتى المنهجيات المستخدمة لإجراء الدراسات كانت موضع شك. كانت الدراسات تجري في ذلك الوقت في بيئة مخبرية مما أثار بعض الشكوك فيما يتعلق بصحتها في العالم الحقيقي. ونتيجة لذلك بدأ فهماء النفس البيئي في إجراء دراسات خارج المختبر مما حقق استمرار تقدمها. يطبق فهم النفس البيئي اليوم على الكثير من المجالات المتنوعة مثل الهندسة المعمارية والتصميم والبرامج التلفزيونية والإعلانات.

التوجهات

التوجه نحوحل المشاكل

فهم النفس البيئي هودراسة مباشرة للعلاقة بين البيئة وكيفية تأثير تلك البيئة على سكانها. تعمل جوانب هذا المجال من خلال تحديد المشكلة واكتشاف الحل. لذلك من الضروري حتىقد يكون فهم النفس البيئي موجهًا لحل المشاكل.

تتمثل أحد الجوانب الهامة في هذا التوجه في ظهور الحلول من الأبحاث التي نشأت من خلال تحديد المشكلات. يمكن لهذه الحلول حتى تجعل المجتمع يعمل بشكل أفضل وأن تخلق ثروة من الفهم تخصّ المزايا الداخلية للمجتمعات. ناقش عالم النفس البيئي هارولد بروشانسكي كيف من الممكن أن تكون الدراسة «ذات قيمة موجهة» جراء التزامها بتحسين المجتمع من خلال تحديد المشكلة. ناقش بانيانغ أهمية فهم المشكلة وضرورة إيجاد الحل. أشار بروشانسكي أيضًا إلى بعض مشاكل هذا التوجه في فهم النفس البيئي.

أولًا: يجب دراسة المشاكل المحددة وفقًا لمواصفات معينة، فيجب حتى تكون مستمرة وموجودة في الحياة الواقعية، وليس فقط في المختبر.

ثانيًا: يجب حتى تنبع المفاهيم المتعلقة بالمشاكل مباشرة من المصدر. بمعنى أنها يجب حتى تأتي مباشرة من البيئة المحددة التي تحدث المشكلة فيها. لا يمكن حتى تأتي الحلول وفهم المشكلات من بيئة مُنشأة ومُنمذجة لتبدوكواقع حقيقي. يحتاج فهم النفس البيئي إلى تمثيل مجتمع حقيقي وليس مجتمع مبني في بيئة مخبرية. تعتبر المهمة الصعبة لعالم النفس البيئي في دراسة المشكلات أثناء حدوثها في الحياة اليومية. من الصعب رفض جميع الأبحاث المختبرية لأن هذه التجارب هي التي يمكننا من خلالها اختبار النظريات دون التأثير بشكل سلبي على البيئة الحقيقية أويمكن حتى تكون بمثابة نماذج عند اختبار الحلول المطروحة. وضح بروشانسكي هذه النقطة أيضًا، حيث ناقش صعوبة النهج الموجه نحوحل المشكلات بشكل عام. وذكر أنه من المهم حتى يستخدم عالم النفس البيئي جميع جوانب البحث وتحليل النتائج وأن يأخذ في الاعتبار الجوانب العامة والخاصة للمشاكل.

يعالج فهم النفس البيئي المشاكل البيئية مثل الكثافة والازدحام والتلوث الضوضائي والمعيشة السيئة والمناطق الحضرية السيئة. إذ تزيد الضوضاء من الضغط البيئي. يعتبر التحكم والقدرة على التنبؤ عاملان أساسيان في التأثيرات الضارة للضوضاء، ويعتبر سياق التجربة والبيئة والمصدر أيضًا متغيرات هامة. افترض فهماء النفس البيئي أنّ الكثافة والازدحام يمكن حتى يؤثرا بشكل سلبي على الحالة المزاجية وقد يتسببان في أمراض مرتبطة بالتوتر. يعتقد فهماء فهم النفس البيئي أنه بهدف فهم المشكلات البيئية وحلها يجب حتى تأتي المفاهيم والمبادئ مباشرة من البيئات الحقيقية والمشاكل المراد حلها. على سبيل المثال: تضم العوامل التي تقلل من الشعور بالازدحام داخل المباني ما يلي:

• النوافذ: خاصة التي يمكن فتحها وتوفر الرؤية والضوء.
• السقف العالي.
• أبواب تقسيم المساحات.
• شكل الغرفة: تعطي الغرف المربعة شعورًا بأنها أقل ازدحامًا من الغرف المستطيلة.
• استخدام عدة أقسام لخلق مساحات مخصصة صغيرة داخل مخط مخطط مفتوح أومساحة عمل كبيرة.
• توفير التحكم في جوانب البيئة الداخلية مثل: التهوية والإضاءة والخصوصية.
• اختلاف تقييم البيئة ومشاعر الازدحام باختلاف الأماكن. على سبيل المثال: قد يرتاح المرء في الازدحام في ضمن عرض موسيقي وينزعج منه ضمن ممرات المدرسة.
• توفر المساحة الشخصية.

المساحة الشخصية

هي امتلاك مساحة شخصية في مكان عام مثل المخط، وهوما يميز الكثير من التصميمات المعمارية. إنَّ وجود مثل هذه المساحة الخاصة يمكن حتى يقلل من الآثار السلبية للازدحام في البيئات الحضرية. صاغ هذا المصطلح جون كالهون في عام 1947، وأتى نتيجة لتجارب بيئية متعددة أُجريت على الفئران. بدأت في الأصل كتجربة لقياس عدد الفئران التي يمكن فهمها في مساحة معينة ثم توسعت لتحديد كيفية سلوك الفئران طالما توفر الغذاء المناسب والمأوى في بيئة محددة.

المراجع

فهم نفس البيئة في المشاريع الشقيقة

---

• صور وملفات صوتية من كومنز