البدعة هي العملة المخالفة للسنة، سميت البدعة لأن قائلها ابتدعها من غير منطق إمام، وهي الأمر المحدث الذي لم يكن عليه الصحابة والتابعون، ولم يكن مما اقتضاه الدليل الشرعي. وهي لغة إحداث شيء لم يكن موجودا من قبل، ومنها اشتقت حدثة الإبداع واصطلاحا في الإسلام، كما عرّفها الشاطبي نطق: هي طريقة في الدّين مخترعة، تضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبّد لله تعالى اهـ.

البدعة في الأحاديث النبوية

ورد التحذير من البدعة المخالفة للشريعة بأحاديث كثيرة لرسول الإسلام محمد بن عبد الله، منها:

• أخرج البخاري: «عن عائشة ا؛ نطقت: نطق رسول الله: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهورد"» .
• أخرج مسلم: «عن جابر بن عبد الله ؛ عن النبي أنه نطق: "أما بعد، فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدى محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة"» .
• أخرج مسلم: «عن المنذر بن جرير عن أبيه؛ نطق: نطق رسول الله: "من سَنَّ في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده؛ من غير حتى ينقص من أجورهم شيء، ومن سَنَّ في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده، من غير حتى ينقص من أوزارهم شيء"» .

وقد اتى في الحديث الحث على متابعة الكيفية التي كان عليها رسول الله هووالصحابة، واتباعها والأخذ بها قولا وعملا، ومما يشير على ذلك حديث: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي..». وكراهية الاختلاف. والاعتصام بالسنة، والاقتداء بسنة رسول الله.

«عن العرباض بن سارية نطق وعظنا رسول الله يوما بعد صلاة الغداة موعظة بليغة ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فنطق رجل: إذا هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا يا رسول الله! نطق: «أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبد حبشي فإنه من يعش منكم يرى اختلافا كثيرا وإياكم ومحدثات الأمور فإنها ضلالة فمن استوعب ذلك منكم عمليه بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ»». وأخرجه الحاكم: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي..». ورواه أبوداود والترمذي، ونطق حديث حسن سليم، وخرجه الإمام أحمد وابن ماجه، وزاد في حديثه: «فقد هجرتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك».

وتشرع الموعظة بين الحين والآخر، وفي السليمين عن أبي وائل نطق: كان عبد الله بن مسعود يذكرنا جميع يوم خميس، فنطق له رجل: يا أبا عبد الرحمن، إنا نحب حديثك ونشتهيه ولوددنا أنك حدثتنا جميع يوم فنطق: «ما يمنعني حتى أحدثكم إلا كراهة حتى أملكم، إذا رسول الله كان يتخولنا بالموعظة كراهة السآمة علينا».

نطق الخطابي: يريد به طاعة من ولاه الإمام عليكم وإن كان عبدا حبشيا. وقوله: «وإياكم ومحدثات الأمور...»، وفي رواية أبي داود: «وإياكم ومحدثات الأمور فإن جميع محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة». نطق ابن رجب: فيه تحذير للأمة من اتباع الأمور المحدثة المبتدعة وأكد ذلك بقوله: جميع بدعة ضلالة، والمراد بالبدعة ما أحدث مما لا أصل له في الشريعة يشير عليه، وأما ما كان له أصل من الشرع يشير عليه فليس ببدعة شرعا وإن كان بدعة لغة. وما سقط في كلام السلف من استحسان بعض البدع؛ فإنما ذلك في البدع اللغوية لا الشرعية، فمن ذلك قول عمر رضي الله عنه في التراويح: نعمت البدعة هذه، وروي عنه أنه نطق: إذا كانت هذه بدعة فنعمت البدعة، ومن ذلك أذان الجمعة الأول زاده عثمان لحاجة الناس إليه وأقره علي واستمر عمل المسلمين عليه، وروي عن ابن عمر أنه نطق: هوبدعة، ولعله أراد ما أراد أبوه في التراويح، انتهى ملخصا. ومعنى الحديث: فمن استوعب ذلك أي: زمن الاختلاف الكثير؛ عمليه بسنتي أي: فليلزم سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين فإنهم لم يعملوا إلا بسنتي فالإضافة إليهم إما لعملهم بها أولاستنباطهم واختيارهم إياها نطقه القاري.

ونطق الشوكاني في الفتح الرباني: إذا أهل الفهم قد أطالوا الكلام في هذا وأخذوا في تأويله بوجوه أكثرها متعسفة، والذي ينبغي التعويل عليه والمصير إليه هوالعمل بما يشير عليه هذا الهجريب بحسب ما تقتضيه لغة العرب، فالسنة هي الطريقة فكأنه نطق الزموا طريقتي وطريقة الخلفاء الراشدين، وقد كانت طريقتهم هي نفس طريقته، فإنهم أشد الناس حرصا عليها وعملا بها في جميع شيء. وعلى جميع حال كانوا يتوقون مخالفته في أصغر الأمور فضلا عن أكبرها. وكانوا إذا أعوزهم الدليل من كتاب الله وسنة رسوله ؛ عملوا بما يظهر لهم من الرأي بعد الفحص والبحث والتشاور والتدبر، وهذا الرأي عند عدم الدليل هوأيضا من سنته لما دل عليه حديث معاذ لما نطق له رسول الله : بم تقضي،يا ترى؟ نطق: بكتاب الله، نطق: فإن لم تجد نطق: فبسنة رسول الله نطق: فإن لم تجد نطق: أجتهد رأيي نطق: الحمد لله الذي وفق رسول رسوله أوكما نطق. وهذا الحديث وإن تحدث فيه بعض أهل الفهم بما هومعروف فالحق أنه من قسم الحسن لغيره وهومعمول به وقد أوضحت هذا في درس مستقل. فإن قلت: إذا كان ما عملوا فيه بالرأي هومن سنته لم يبق لقوله "وسنة الخلفاء الراشدين ثمرة"، قلت: ثمرته حتى من الناس من لم يدرك زمنه وأدرك زمن الخلفاء الراشدين أواستوعب زمنه وزمن الخلفاء، ولكنه وقع أمر لم يحدث في زمنه فعمله الخلفاء، فأشار بهذا الإرشاد إلى سنة الخلفاء إلى دفع ما عساه يتردد في بعض النفوس من الشك ويختلج فيها من الظنون. فأقل فوائد الحديث حتى ما يصدر عنهم من الرأي وإن كان من سننه كما تقدم ولكنه أولى من رأي غيرهم عند عدم الدليل. وبالجملة فكثيرا ما كان -صلى الله عليه وسلم- ينسب العمل أوالهجر إليه أوإلى أصحابه في حياته مع أنه لا فائدة لنسبته إلى غيره مع نسبته إليه؛ لأنه محل القدوة ومكان الأسوة فهذا ما ظهر لي في تفسير هذا الحديث، ولم أقف عند تحريره على ما يوافقه من كلام أهل الفهم فإن كان صوابا فمن الله وإن كان خطأ فمني ومن الشيطان وأستغفر الله العظيم. انتهى كلام الشوكاني.

نطق ابن حجر العسقلاني: والمحدثات بفتح الدال جمع محدثة والمراد بها ما أحدث، وليس له أصل في الشرع ويسمى في عهد الشرع: «بدعة» وما كان له أصل يشير عليه الشرع فليس ببدعة، فالبدعة في عهد الشرع مذمومة بخلاف اللغة فإن جميع شيء أحدث على غير مثال يسمى بدعة سواء كان محمودا أومذموما، وكذا القول في المحدثة وفي الأمر المحدث الذي ورد في حديث عائشة: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهورد». وحديث العرباض في المعنى قريب من حديث عائشة المشار إليه وهومن جوامع الحدث. يشير على حتى المحدث يسمى بدعة، والمراد بقوله: «كل بدعة ضلالة» ما أحدث ولا مرشد له من الشرع بطريق خاص ولا عام.

فمما وقع تدوين الحديث وقد أنكره عمر وأبوموسى الأشعري وغيرهما ورخص فيه الأكثرون، ثم تفسير القرآن وقد أنكره جماعة من التابعين كالشعبي، ثم تدوين المسائل الفقهية المولدة عن الرأي المحض، وأنكره الإمام أحمد وطائفة يسيرة، وكذا اشتد إنكار أحمد على تدوين ما يتعلق بأعمال القلوب. ومما وقع الخوض في المتشابهات والأغاليط في مسائل العقيدة، وقد اشتد إنكار السلف على ذلك، نطق ابن حجر العسقلاني: وثبت عن مالك: أنه لم يكن في عهد النبي وأبي بكر وعمر شيء من الأهواء -يعني بدع الخوارج والروافض والقدرية- واشتد إنكار السلف لذلك كأبي حنيفة وأبي يوسف والشافعي، وكلامهم في ذم أهل الكلام مشهور، وسببه أنهم تحدثوا فيما سكت عنه النبي وأصحابه.

أدلة على الأخذ بالسنة واجتناب البدع

«عن كثير بن عبد الله -هوابن عمروبن عوف المزني- عن أبيه عن جده حتى النبي نطق لبلال بن الحارث: افهم، نطق: ما أفهم يا رسول الله،يا ترى؟ نطق: افهم يا بلال، نطق: ما أفهم يا رسول الله،يا ترى؟ نطق: إنه من أحيا سنة من سنتي قد أميتت بعدي؛ فإن له من الأجر مثل من عمل بها من غير حتى ينقص من أجورهم شيئا ومن ابتدع بدعة ضلالة لا ترضي الله ورسوله كان عليه مثل آثام من عمل بها لا ينقص ذلك من أوزار الناس شيئاً».

«عن سعيد بن المسيب نطق نطق أنس بن مالك نطق لي رسول الله : «يا بني إذا قدرت حتى تصبح وتمسي ليس في قلبك غش لأحد فاعمل، ثم نطق لي: يا بني وذلك من سنتي، ومن أحيا سنتي فقد أحبني ومن أحبني كان معي في الجنة». وفي الحديث سيرة طويلة».

السنة الحسنة أوالسيئة

السنة الحسنة في مفهوم الشرع الإسلامي هي المستحدث على غير مثال سابق، التي تكون موافقة للشرع ولا تخالفه، وفي سليم مسلم في كتاب الفهم: باب من سن سنة حسنة أوسيئة ومن نادى إلى هدى أوضلالة حديث: «عن جرير بن عبد الله نطق اتى ناس من الأعراب إلى رسول الله عليهم الصوف فرأى سوء حالهم قد أصابتهم حاجة، فحث الناس على الصدقة فأبطئوا عنه حتى رئي ذلك في وجهه، نطق ثم إذا رجلا من الأنصار اتى بصرة من ورق ثم اتى آخر ثم تتابعوا حتى عهد السرور في وجهه فنطق رسول الله : «من سن في الإسلام سنة حسنة فعمل بها بعده خط له مثل أجر من عمل بها ولا ينقص من أجورهم شيء ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعمل بها بعده خط عليه مثل وزر من عمل بها ولا ينقص من أوزارهم شيء»». وفي رواية لمسلم: «عن جرير نطق خطب رسول الله فحث على الصدقة..» بمعنى حديث جرير. وفي رواية: «نطق جرير بن عبد الله نطق رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يسن عبد سنة صالحة يعمل بها بعده ثم ذكر تمام الحديث».

وقد اتى الحديث بلفظ: «من سن سنة حسنة» و«من سن سنة سيئة..» وفي رواية أخرى لمسلم بلفظ: «من نادى إلى الهدى» و«من نادى إلى الضلالة..». نطق النووي: هذان الحديثان صريحان في الحث على استحباب سن الأمور الحسنة، وتحريم سن الأمور السيئة، وأن من سن سنة حسنة؛ كان له مثل أجر جميع من يعمل بها إلى يوم القيامة، ومن سن سنة سيئة كان عليه مثل وزر جميع من يعمل بها إلى يوم القيامة، وأن من نادى إلى هدى؛ كان له مثل أجور متابعيه، أوإلى ضلالة كان عليه مثل آثام تابعيه، سواء كان ذلك الهدى والضلالة هوالذي ابتدأه، أم كان مسبوقا إليه، وسواء كان ذلك تعليم فهم أوعبادة أوأدب أوغير ذلك. ونطق النووي: «قوله : «فعمل بها بعده» معناه: إذا سنها سواء كان العمل في حياته أوبعد موته. والله أفهم».

أقوال فهماء السنة في البدعة

• نطق أبوحامد الغزالي: «ليس جميع ما أبدع منهيّاً عنه، بل المنهيّ عنه بدعة تضاد سنّة ثابتة وتحمل أمراً من الشرع».
• نطق ابن رجب الحنبلي: «والمراد بالبدعة ما أحدث مما ليس له أصل في الشريعة يشير عليه، وأما ما كان له أصل في الشرع يدلّ عليه فليس ببدعة، وإن كان بدعة لغة».
• نطق ابن الأثير: «البدعة بدعتان؛ بدعة هدى وبدعة ضلالة، فما كان في خلاف ما أمر به رسول الله فهوفي حيز الذمّ والإنكار، وما كان واقعاً تحت عموم ما ندب إليه وحضّ عليه فهوفي حيز المدح». ونطق: «والبدعة الحسنة في الحقيقة سنّة، وعلى هذا التأويل يحمل حديث: «كل محدثة بدعة» على ما خالف أصول الشريعة ولم يوافق السنة».
• نطق التفتزاني: «ومن الجهل من يجعل جميع أمر لم يكن في عهد الصحابة بدعة مذمومة، وإن لم يقم مرشد على قبحه، تمسكاً بقوله عليه الصلاة والسلام: "إياكم ومحدثات الأمور" ولا يفهمون حتى المراد بذلك هوحتى يجعل من الدين ما ليس منه».
• نطق ابن تيمية: «ما رآه المسلمون مصلحة إذا كان بسبب أمر وقع بعد النبي فها هنا يجوز إحداث ما تدعوالحاجة إليه».

أقسام البدعة

قسم بعض الفهماء البدعة إلى أقسام، بينما مضى آخرون إلى القول بأن البدعة لا تنقسم بناء على ما دل عليه حديث: «كل بدعة ضلالة» والمتتبع لأقوال الفهماء على اختلاف تقاسيمهم وتفاصيلهم يرجع إلى أنه في الحقيقة لا خلاف بينهم في ذلك، وإنما حصل الخلاف فيمن يأخذ الأحكام بظاهرها دون التدقيق في أقوال الفهماء، وقرآءة أقوال الفهماء في تحديد ما هي البدعة التي تكون ضلالة، فمن لم يقسم البدعة هوباعتبار: حتى المقصود بالبدعة التي تخالف قواعد الشرع وأصوله، أما ما لا يخالف الشرع؛ فلا يسمى بدعة، وأما الذين قسموا البدعة فهوباعتبار المعنى اللغوي، فما خالف الشرع فهوبدعة مردودة، وما لم يخالف الشرع فلاقد يكون كذلك، وعلى هذا فالخلافقد يكون لفظيا، إذ أنهم متفقون على: حتى ما استحدث وهومخالف للشرع وعلى خلاف قواعده فهوالبدعة التي ورد في الشرع التحذير منها. وقد بين هذا ابن حجر العسقلاني حيث نطق: والمحدثات بفتح الدال جمع محدثة والمراد بها ما أحدث، وليس له أصل في الشرع ويسمى في عهد الشرع: «بدعة» وما كان له أصل يشير عليه الشرع فليس ببدعة، فالبدعة في عهد الشرع مذمومة بخلاف اللغة فإن جميع شيء أحدث على غير مثال يسمى بدعة سواء كان محمودا أومذموما، وكذا القول في المحدثة وفي الأمر المحدث الذي ورد في حديث عائشة: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهورد». وحديث العرباض في المعنى قريب من حديث عائشة المشار إليه وهومن جوامع الحدث. يشير على حتى المحدث يسمى بدعة، والمراد بقوله: «كل بدعة ضلالة» ما أحدث ولا مرشد له من الشرع بطريق خاص ولا عام.

ونطق ابن حجر العسقلاني: قسم بعض الفهماء البدعة إلى الأحكام الخمسة وهوواضح، وثبت عن ابن مسعود أنه نطق: «قد أصبحتم على الفطرة وإنكم ستحدثون ويحدث لكم فإذا رأيتم محدثة عمليكم بالهدي الأول». نطق الشافعي: «البدعة بدعتان: محمودة ومذمومة، فما وافق السنة فهومحمود وما خالفها فهومذموم». ونطق الشافعي أيضا: «المحدثات ضربان ما أحدث يخالف كتابا أوسنة أوأثرا أوإجماعا فهذه بدعة الضلال، وما أحدث من الخير لا يخالف شيئا من ذلك فهذه محدثة غير مذمومة».

ونطق ابن حجر العسقلاني: «نطق ابن عبد السلام: في أواخر القواعد: البدعة خمسة أقسام فالواجبة كالاشتغال بالنحوالذي يفهم به كلام الله ورسوله لأن حفظ الشريعة واجب، ولا يتأتى إلا بذلك فيكون من مقدمة الواجب، وكذا شرح الغريب وتدوين أصول الفقه والتوصل إلى تمييز السليم والسقيم. والمحرمة: ما رتبه من خالف السنة من القدرية والمرجئة والمشبهة. والمندوبة: جميع إحسان لم يعهد عينه في العهد النبوي كالاجتماع على التراويح وبناء المدارس والربط والكلام في التصوف المحمود وعقد مجالس المناظرة إذا أريد بذلك وجه الله. والمباحة: كالمصافحة عقب صلاة الصبح والعصر، والتوسع في المستلذات من أكل وشرب وملبس ومسكن، وقد يحدث بعض ذلك مكروها أوخلاف الأولى والله أفهم».

وهذا التقسيم عن العز بن عبد السلام نقله كذلك عنه النووي حيث نطق: «نطق الشيخ الإمام المجمع على جلالته وتمكنه من أنواع العلوم وبراعته أبومحمد عبد العزيز بن عبد السلام ورضي عنه في آخر كتاب القواعد: "البدعة منقسمة إلى واجبة ومحرّمة ومندوبة ومباحة"»

نطق النووي في شرحه على سليم مسلم ما نصه: «قول النبي: «وكل بدعة ضلالة» هذا عام مخصوص، والمراد غالب البدع، نطق الفهماء: البدعة خمسة أقسام: واجبة، ومندوبة، ومحرمة، ومكروهة، ومباحة، فمن الواجبة نظم أدلة المتحدثين للرد على الملاحدة والمبتدعين وشبه ذلك، ومن المندوبة تصنيف خط الفهم وبناء المدارس والرُّبط وغير ذلك، والحرام والمكروه ظاهران"» . ثم نطق: «فإذا عهد ما ذكرته فهم حتى الحديث من العام المخصوص، وكذا ما أشبهه من الأحاديث الواردة، ويؤيد ما قلناه قول عمر بن الخطاب في التراويح: نعمت البدعة، ولا يمنع من كون الحديث عامًا مخصوصًا قوله: (كل بدعة) مؤكدًا بكل، بل يدخله التخصيص مع ذلك، كقوله تعالى: "تدمر جميع شيء"» .

• الشافعي حيث نطق: «المحدثات ضربان؛ ما أحدث يخالف كتابًا أوسنةً أوأثرًا أوإجماعًا فهذه بدعة الضلال، وما أحدث من الخير لا يخالف شيءًا من ذلك فهذه محدثة غير مذمومة» . ونطق أيضاً: «البدعة بدعتان: محمودة ومذمومة، فما وافق السنة فهومحمود، وما خالفها فهومذموم»

شروط البدعة السيئة

ذكر يوسف القرضاوي في كتابه "السنة والبدعة" حتى البدعة حتى تكون سيئة يجب :

• أنقد يكون مجالها في الدين، فالابتداع لاقد يكون إلا في الدين، وأن الأمور العاديّة لا يدخلها الابتداع.
• أن لاقد يكون له أصل في الشرع، إذ لوكان له أصل في الشرع فلاقد يكون بدعة.

أمثلة على بدع حسنة

من البدع الحسنة التي لها أصل في الشرع أحدثت بعد رسول الإسلام محمد بن عبد الله:

• جمع المصحف بين الدفتين بإشارة عمر بن الخطاب على أبي بكر خوف ضياعه.
• اجتماع الناس على صلاة التراويح برأي عمر بن الخطاب، حيث يقول عبد الرحمن بن عبد القاري: «خرجت مع عمر بن الخطاب ليلة في رمضان إلى المسجد، فإذا الناس أوزاع متفرقون، يصلي الرجل لنفسه، ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط، فنطق عمر: "إني أرى لوجمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل"، ثم عزم فجمعهم على أبي بن كعب، ثم خرجت معه ليلة أخرى والناس يصلون بصلاة قارئهم، نطق عمر: "نِعم البدعة هذه، والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون"، يريد آخر الليل، وكان الناس يقومون أوله» وهنالك بعض الفرق الإسلامية التي تحرم اتباع هذه البدعة باعتبارها ضلالة مثل الشيعة الاثنا عشرية.
• زيادة عثمان بن عفان أذاناً ثانياً يوم الجمعة، حيث نطق السائب بن يزيد الثقفي: «أن الذي زاد التأذين الثالث يوم الجمعة عثمان بن عفان ، حين كثر أهل المدينة، ولم يكن للنبي مؤذن غير واحد، وكان التأذين يوم الجمعة حين يجلس الإمام، يعني على المنبر» .
• جمع عثمان بن عفان للقرآن على الترتيب الذي عليه المسلمون حتى اليوم.
• نقط يحيى بن يعمر المصاحف.
• وضع أبي الأسود الدؤلي قواعد النحوبعد استشارة علي بن أبي طالب.

مصادر

طالع أيضا

• ابتداع