كشف الكذب (بالإنجليزية: Lie Detection)‏ هوتقييم لكلام شفهي بغرض الكشف عن احتمالية وجود خداع مقصود. قد يشير كشف الكذب إلى العمليات المعهدية الكاشفة للخداع عن طريق تقييم مضمون الرسالة بالإضافة إلى إشارات لغة الجسد. وقد يشير أيضًا إلى آليات الاستجواب المستخدمة بجانب التكنولوجيا التي تسجل الوظائف الفسيولوجية بغرض التأكد من صدق الردود وكذبها. وتستخدم سلطات تطبيق القانون في الولايات المتحدة، الآلية السابقة بشكل شائع، لكنها نادرة في البلدان الأخرى بسبب اعتمادها على الفهم الزائف.

الدقة العامة وحدود التقييم

تشير أدلة البحث التراكمية إلى حتى الآلات تقوم باكتشاف الخداع على نحومرجح، لكن مع وجود معدلات خطأ إشارة، كما يمكن للاستراتيجيات المستخدمة للتغلب على اختبارات جهاز كشف الكذب والتي تسمى بالتدابير المضادة، حتى تكون فعالة وناجحة. وعلى الرغم من عدم الموثوقية فإن نتائج كاشف الكذب تكون مقبولة في المحكمة في بعض البلدان مثل اليابان، ولكنها نادرًا جدًا ما تكون مقبولة كدليل في محاكم الولايات المتحدة.

نشر مخط الكونجرس الأمريكي لتقييم التكنولوجيا في عام 1983، مراجعة للتكنولوجيا ووجد أنه: يوجد في الوقت الحاضر مرشد فهمي محدود فقط لتدعيم مصداقية اختبار كشف الكذب. حتى عندما يظهر الدليل أنه يشير إلى حتى اختبار كشف الكذب يُظهر الأشخاص المخادعين على نحومُرجح، فإن معدلات الخطأ الإشارة تكون ممكنة، بالإضافة إلى اختلاف الفاحص والمفحوص، وإمكانية تأثير التدابير المضادة على مصداقية النتائج.

ففي منطق أكاديمي لمراجعة الأعمال المتناظرة عام 2007 بعنوان (الدجل في فهم الخطاب القضائي)، قام المؤلفون بمراجعة 50 عامًا من البحث عن كاشف الكذب، وتوصلوا إلى نتيجة مفادها أنه لا يوجد مرشد فهمي يدعم النجاح أوالقدرة على العمل العملي لكاشفات كذب التحليل الصوتي. وهددت الشركة المصنعة لجهاز كاشف الكذب (نمسيسكو) حتى تقاضي الناشر الأكاديمي بتهمة التشهير، مما نتج عنه إزالة الموضوع من قواعد البيانات على الإنترنت. وخط محامين شركة نمسيسكوفي رسالة إلى الناشر أنه يمكن مقاضاة المؤلفين على التشهير إذا خطوا في الموضوع مرة أخرى.

وبالرغم من ذلك فإن الضوضاء الغريبة في جهاز كشف الكذب يمكن حتى تأتي من الإحراج أوالقلق دون حتى تكون متعلقة بالكذب. فعندماقد يكون الأشخاص على وعي بالتقييم، فإن استجاباتهم الانفعالية الناتجة، وتحديدًا القلق، يمكنها حتى تنعكس على الحقائق. بالإضافة إلى ذلك فإن الاضطرابات السيكولوجية يمكنها حتى تسبب مشاكل مع البيانات أوالحقائق، لأن بعض الاضطرابات يمكنها حتى تدفع بالشخص إلى الإدلاء بتصريح يعتقد هوأنه صادق لكنه مصطنع في حقيقة الأمر. وكذلك في جميع الاختبارات يمكن للفاحص حتى يرتكب تحيزات داخل الاختبار عبر تفاعله مع الشخص وتفسيره للبيانات.

تاريخ الأبحاث في القرن العشرين

بدأت دراسة الأساليب الفيسيولوجية لاختبارات الخداع بغرض قياس الاضطرابات الانفعالية في أوائل القرن العشرين. وكان فيتوريوبينوسي هوأول من عمل على اختبارات الخداع التطبيقية المبنية على التغيرات الفسيولوجية. فقد اكتشف تغيرات في معدل الشهيق والزفير، وهوالأمر الذي أكده ن. ي. بيرت. أجرى بيرت دراسات تؤكد على التغيرات الكمية في ضغط الدم الانقباضي. ودرس وليام مولتون مارستون ضغط الدم، ولاحظ زيادة في ضغط الدم الانقباضي بمعدلعشرة ملم زئبق أوأكثر، إذ تشير إلى الذنب الظاهر في مقياس ضغط الدم، لذلك يقرر وصول نسبة الدقة إلى 90-100%. وطبق مارستون دراساته على طلابه وحالات عملية من المحاكم. واستخدم مارستون بعد ذلك في عام 1913 أساليب تذبذبية لتحديد ضغط الدم الانقباضي، وأظهرت النتائج وجود تغيرات محددة في ضغط الدم خلال خداع المشتبه فيهم جنائيًا. وانتقد جون أوجستس لارسون في عام 1921، أسلوب ضغط الدم المتبتر لمارستون، لأن التغيرات الانفعالية كانت سريعة جدًا لدرجة أنها يمكن حتى تختفي. ولضبط ذلك، قام بتعديل مخطاط النبض إرلانجر لكي يظهر منحنى مستمر للنبض وضغط الدم، واستخدم ذلك في دراسة 4000 مجرم.

تاريخ الأبحاث في القرن الواحد والعشرين

أجريت دراستين (ما بعد تحليلية) بحلول عام 2004، وأظهرت النتيجة وجود ارتباط بين الكذب وبين زيادة حجم حدقة العين والشفاه المضغوطة. وقد يبقى الكاذبون على استخدام إشارات باليد قليلة، واتصال بالأعين أقل. قد يأخذ الكاذبون وقت أكبر للإجابة على الأسئلة ولكنهم على الجانب الآخر، إذا كان لديهم وقت للتحضير، فربما يجيبون بشكل أسرع عن الأشخاص الذين يقولون الصدق، ويتحدثون أقل ويكررون العبارات أكثر. إنهم لا يظهرون عصبية أكبر أوغمزات أكثر، أوقد يكون لديهم وضع أقل استرخاء.

استخدم بول إيكمان نظام ترميز حركات الوجه، وعندما يقترن بقياسات الكلام والصوت، فإن معدلات دقة الكشف تصل إلى أكثر من 90%. ومع ذلك لا يوجد حاليًا مرشد يدعم مثل تلك الدعوى. تُستخدم حاليًا بشكل آلي في تطبيق القانون، ومازالت قيد التطوير للحصول على مزيد من الدقة. وتستخدم دراساته التعبيرات المصغرة، التي تدوم لأقل من خُمس الثانية، والتي من الممكن يتسرب خلالها الانفعالات التي يريد الشخص إخفائها مثل الغضب أوالذنب. ومع ذلك لا تعتبر علامات الانفعال بمثابة علامات ضرورية على الشعور بالذنب. ويذكرنا إيكمان بأن القلق قد يدفع بشخص بريئ غلى الظهور بمظهر المذنب. وبالنسبة إلى دراساته، فإن الأكاذيب الخاصة بالانفعالات في اللحظة، يمكن التقاطها بشكل كبير من خلال إشارات الوجه والصوت، بينما الأكاذيب الخاصة بالمعتقدات والأفعال مثل الجرائم، فإنها تستعمل الإشارات النابعة من الإيماءات والحدثات المضافة. وقد أثبت إيكمان صلاحية الكثير من علامات الخداع، لكنه لم ينشرها جميعًا حتى لا يعهدها المجرمون.

يستخدم جيمس بنبيكر منهج الاستقصاء اللغوي وتعداد الحدثة، التي نشرها لورانس إرلبوم، من أجل إجراء تحليل للمحتوى المكتوب. ويدعي حتى ذلك المنهج دقيق في التنبؤ بالكذب. ويستشهد بنبيكر بمنهجه بوصفه أكثر فعالية بشكل ملحوظ عن الأحكام البشرية في تحديد عينات الكتابة الصادقة أوالخاطئة بشكل سليم؛ هناك معدل دقة يصل إلى 67% بالنسبة لمنهجه، بينما يصل معدل دقة الأشخاص المدربين إلى 52%. كانت هناك خمس طرق تجريبية مستخدمة في تلك الدراسة. طلبت الدراسة 1-3 من المشاركين التحدث والكتابة باليد أونسخ تعبير صادقة أوخاطئة عن الإجهاض. وكان تعيين المشاركين عشوائي لكي يقولوا عبارات صادقة أوخاطئة. وركزت الدراسة أربعة على المشاعر الخاصة بالأصدقاء، والدراسةخمسة طلبت من الطلاب المتورطين في جريمة وهمية حتى يقولوا الكذب.

طُلب من المُحكِّمين البشر تقييم صدق 400 رسالة مرتبطة بالإجهاض. قرأ المُحكمين أوشاهدوا التصريح ثم أعطوه إجابة بنعم أولا، حول ما إذا كان هذا التصريح خطأ أم لا. تمكن منهج الاستقصاء اللغوي وتعداد الحدثات من تصنيف 67% من رسائل الإجهاض بشكل سليم، وتمكن المُحكِّمين من تصنيف 52% بشكل سليم. وقد حددت دراساته حتى الخداع يحمل ثلاث علامات كتابية أساسية. الأولى هي استخدام ضمائر المتحدث بشكل أقل. فهؤلاء الكاذبون يتجنبون عبارات الملكية، ويبعدون أنفسهم عن حكاياتهم مع تجنب تحمل المسؤولية عن سلوكهم، في حين يستخدمون أيضًا حدثات انفعالية أكثر سلبية مثل الكره والحزن وعدم الجدوى. العلامة الثانية هي استخدم قليل من حدثات الاستبعاد مثل ماعدا ولكن أوليس، عندما يميزون بين ما قاموا بعمله وبين ما لم يعملوه.

قدمت أعمال س. أ. مورجان الثالث، ج. أ. هازلت دليلًا في الآونة الأخيرة، من خلال التحليل الحاسوبي للمحتوى المعهدي لكلام مستمد من لقاءة (مثل طول الاستجابة وعدد الحدثات الفريدة)، يقدم طريقة لكشف الخداع، إذ أنها أفضل على حد سواء وبشكل واضح من الأحكام الاحترافية للمهنيين، ومفيدة في التمييز بين المزاعم الصادقة والكاذبة لدى البالغين، والتي تُعرض في الأحداث شديدة التوتر وربما مؤلمة. ويُظهر هذا الأسلوب اتفاقًا خاصًا دون وجود لقاءة بالإضافة غلى كون فهميًا وصالح للثقافات المتعددة.

الآليات العامة للاستجواب والاختبار

هناك عادة ثلاثة أنواع من الأسئلة مستخدمة في اختبار جهاز كشف الكذب، واختبار تحليل إجهاد الصوت: النوع الأول هوأسئلة لا علاقة لها بالموضوع لوضع معيار أساسي يمكن مقارنة الأجوبة الأخرى معه، وذلك من خلال طرح أسئلة بسيطة تكون إجاباتها واضحة الصحة أوالخطأة. النوع الثاني هوالأسئلة المقارنة التي تحتوي على علاقة غير مباشرة بالحدث أوالظرف، والتي تكون مصممة لتشجيع الشخص على الكذب. والنوع الثالث هوالأسئلة التي لها علاقة بالموضوع، إذ أنها تُقارن مع جميع من الأسئلة المقارنة السابقة (والتي يجب حتى تمثل إجابات خاطئة)، والأسئلة التي لا علاقة لها بالموضوع (والتي يجب حتى تمثل إجابات صادقة). إنهم بصدد جميع ما موجود بشكل خاص في الأسئلة.

اختبار سؤال التحكم واختبار فهم المذنب

اختبار سؤال التحكم هواختبار يستخدم أسئلة للتحكم ذات إجابات معروفة، لتأتي بوصفها أساسًا فسيولوجيًا من أجل مقارنتها مع الأسئلة التي لها علاقة بحادث معين. يجب على سؤال التحكم حتىقد يكون له استجابة فسيولوجية أكبر إذا قيلت الحقيقة، واستجابة فسيولوجية أقل عند الكذب. ويأتي اختبار فهم المذنب في صيغة الاختيار من متعدد، بإجابة الاختيارات أواختيار الإجابة السليمة، وتُقرأ الإجابات غير السليمة بالإضافة إلى ذلك، وتُسجل الاستجابة الفسيولوجية. وتعتبر عناصر التحكم هي الإجابات غير السليمة البديلة. ويتعين حتى تكون الإجابة السليمة مرتبطة بالاستجابة الفسيولوجية الأكبر. ويهدف ذلك إلى تحديد ما إذا كان الشخص لديه فهم بشأن وقع معين.

ويعتبر كلا الاختبارين منحازين ضد هؤلاء الأبرياء، لأن المذنب الذي يخشى عواقب اكتشافه، يمكن حتى يمتلك دافع أكبر للخداع في الاختبار. وهناك الكثير من الآليات (التي يمكن العثور عليها عبر الإنترنت) يمكنها تعليم الأفراد، كيفية تغيير نتائج الاختبارات، بما في ذلك تجعيد أصابع القدم وعض اللسان. ووجد حتى التعداد الذهني غير فعال، من خلال دراسة واحدة على الأقل، خصوصًا في الطلاب الذي استمروا بعد العدد سبعة. ووجدت دراسة أنه في اختبار فهم المذنب، يمكن للأشخاص الهجريز على إجابات بديلة مما يجعلهم يظهرون أنفسهم كالأبرياء.

السلوك غير اللفظي (الجسدي)

يُقيِّم الناس عادة الأكاذيب بناء على السلوك الجسدي أوغير اللفظي، لكنه يضعون بشكل متسرع الكثير من المزايا دون حاجة، في مؤشرات التضليل، مثل تجنب التواصل بالأعين، وتزايد التوقف بين العبارات، والحركات المفرطة الناشئة من اليدين أوالقدمين.

المراجع