النبي صموئيل

عودة للموسوعة

النّبي صموئيل قرية صغيرة تقع على أعلى تلة إلى الشّمال الغربيّ من مدينة القدس المحتلة. يسكن في القرية 250 فلسطينياً، معزولين عن القدس وعن بقية مناطق الضّفة الغربيّة بجدار الضمّ  والتوسع الذي يطوّق القرية، وبواسطة مستوطنة رامات ألون والحديقة "القومية" المجاورة، التي منع السكان من دخولها. قبل احتلالها عام 1967 بلغت مساحة القرية 3,500 دونم، أما اليوم وبعد مصادرة أراضيها فإنها تملك فقط 1,050 دونم.

خلفية تاريخية

يعتقد حتى القرية هي مسقط قبر النّبي صموئيل عليه السّلام ومنه اكتسبت اسمها. ويعتبر مسقط القبر في القرية مقاماً مُقدساً للمسلمين والمسيحين واليهود لقرون طويلة. ويعود بناء مسجد النبي صموئيل إلى عام 1720.

في العام 1099 احتل الصليبيون القرية، وأطلقوا اسم "جبل البهجة" على تلة القرية نظراً لأنها مكنتهم من مشاهدة مدينة القدس من بعيد لأول مرة. فيما بعد، قام صلاح الدين الأيوبي بتحرير القرية من أيدي الصليبيين، وحوّل القلعة البيزنطية إلى مسجد. وقد جعل المسقط الاستراتيجي للمسجد منه محطاً لأنظار الغزاة الذين سعوا للسيطرة عليها لكونه نقطة مشرفة على مدينة القدس.

في عام 1967، كان يسكن في النبي صموئيل ما يقارب 1000 فلسطيني، إلا حتى بعضهم هُجّر بعمل الاحتلال.هُدمت معظم بيوت القرية على يد قوات الاحتلال عام 1971. وقد استخدمت سلطات الاحتلال قداسة المقام كحجة لمصادرة أراضي القرية لبناء مرافق حول المسقط الأثري.

الحياة الإجتماعية

يعيش في النبي صموئيل 250 نسمة، وتجذب الكثير من السياح والزائرين، خاصة أنها تعتبر من أعلى تلال القدس، وتشرف على المدينة، وتعتبر مراقبة مشهد الغروب من التلة أمرا يأسر الأنفاس، فالواقف على أعلى التلة يؤخذ بالجوالهادئ، والمظهر الرائع لمدينة القدس، ونسيم الربيع العليل الذي يداعب وجهه. كما يضييف تاريخ القرية الغني ووجود القبر والمسجد فيها لمسة من القداسة على تلك التجربة. على الرغم من ذلك، فإن جمال القرية الخلاب، وتاريخها الغني، ومسقطها الاستراتيجي، قد جعلها هدفا لسياسات الاستيطان الإسرائيلي.

تُحرَم النّبي صموئيل من الخدمات الأساسية والبنى التحتية اللازمة لإدارة حياة يومية في أي قرية، مثل العيادات، وشبكة المياه، بل حتى مدرسة القرية الوحيدة توجد تحت طائلة الهدم. ويحاول السّكان التغلب على هذه المعيقات من خلال الاعتماد على الذات. ويعتبر المركز النّسوي في القرية مثالاً عظيماً على الجهود المبذولة من أبناء القرية لتطويرها وتعزيز صمودها رغم جميع تضييقات الحصار الإسرائيلي عليها. يقوم المركز بتطبيق مشاريع لتمكين النساء اقتصادياً عبر مساعدتهم على تربية الحيوانات والدواجن. كما ينسق المركز عمله مع المؤسسات المحلية في القرى المجاورة مثل بيت دقووبيت اكسا وبير نبالا والجيب، وذلك بهدف خلق مشاريع صغيرة ممولة ذاتية تساعد في تطوير هذه القرى التي تعاني جميعها من ظروف مماثلة من العزل والحصار.

الإقتلاع والتهجير

كان عدد من سكان القرية الحاليين أطفالاً عندما هدمت سلطات الاحتلال عدداّ من البيوت عام 1971، وما زال بعضهم يتذكر مشاهد التهجير واحتلال القرية عام 1967. رغم مرور سنوات طويلة على هذه الحادثة، إلا حتى خطر التهجير والاقتلاع ما زال قائماً، فقد أعربت سلطات الاحتلال مؤخراً عن نيتها توسيع "الحديقة القومية" المجاورة للمسجد، مما يعني حتى تهجير السّكان واقتلاعهم مرة أخرى بات أمراً وشيكاً.

مصادرة الأراضي وهدم البيوت

في 24 آذار 1971، هدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي ما يقارب من 80% من مباني القرية، ومنذ ذلك الحين صوردت مساحات واسعة من القرية لصالح توسيع "الحديقة القومية" والمستوطنات. وتهدد خطة توسيع "الحديقة القومية" بمصادرة المزيد من الأراضي. بالإضافة إلى ذللك، فإن سلطات الاحتلال ترفض بشكل ممنهج منح تراخيص بناء لأهالي القرية ليبنوا على أراضيهم، وقد صدرت بحق جميع بيوت القرية – ما عدا بيتا واحدا – أوامر هدم، ويضم ذلك مدرسة القرية المؤلفة من غرفة واحدة. تقيد هذه الأوضاع الصعبة النّموالطبيعيّ للقرية وتؤدي على المدى البعيد إلى تهجير سكانها.

القيود على حركة المواطنين

في آذار 2008، أغلق الاحتلال الشارع الرئيس الوحيد الذي كان يصل القرية ببيرنبالا حيث كان يحصل السّكان على مختلف الخدمات. ويجري ذلك ضمن سياسة إسرائيلية شاملة لإغلاق الشوارع التي تخدم المسافرين الفلسطينيين، وفي اللقاء مصادرة أراضيهم لشق طرق جديدة تخدم المستوطنات وتسهل وصولهم إلى قلب مدينة القدس. وقد شقت سلطات الاحتلال نفقاً أسفل شارع رقم 436 لوصل القرية ببيرنبالا شمالاً وبدوشرقاً، ولكن قبل المرور بهذا الشارع على سكان النّبي صموئيل المرور عبر حاجز راموت العسكري المقام على مدخل قريتهم. كما تمنع سلطات الاحتلال مرور المركبات الفلسطينية عبر هذا الحاجز إلا إذا كان أصحابها مسجلين في قائمة القاطنين داخل القرية. وفي حالات متكررة، يمنع جنود الاحتلال على هذا الحاجز السّكانَ من إدخال مواد تموينية أساسية إلى قريتهم. بالإضافة إلى ذلك، يضطر سكان النبي صموئيل إلى استئجار سيارات ذات لوحات إسرائيلية صفراء، بكلفة عالية جداً، لتقوم بنقل مشترياتهم الثقيلة مثل أكياس الطحين الثقيلة، وأكياس الأعلاف الحيوانية، وأنابيب الغاز المنزلي، أويضطرون لحمل تلك البضائع بأنفسهم.

ويمنع جنود الاحتلال في كثير من الأحيان مرور الماشية والأعلاف في محاولة للتضييق على السّكان في رزقهم. وقد كان أغلب سكان القرية من المزارعين ولكن القيود المشددة المفروضة على القرية أجبرتهم على هجرة الزراعة، وقد أدى ذلك إلى تغيير نمط الحياة في القرية، وأضرّ بقدرة السكان على إعالة أنفسهم.

نهايةً، لا بد من الإشارة إلى حتى غالبية سكان النبي صموئيل يحملون بطاقات هوية فلسطينية، وبالتالي فهم ممنوعون من دخول القدس المحتلة بدون الحصول على تصريح. وفي حال الحصول على تصريح فإنهم يضطرون للسفر شمالاً إلى الجيب، ومن ثم السفر إلى الجنوب نحوحاجز قلنديا للدخول إلى القدس، وهي رحلة تستغرق ما يقارب الساعتين، في حين كانت تستغرق ما يقارب الربع ساعة قبل بناء الجدار ونصب الحواجز.

المستوطنات

بنت سلطات الاحتلال عام 1967 كنيساً في القرية، وبدأت سلطة الآثار الإسرائيلية عام 1991 الحفريات للتنقيب عن الآثار في القرية، في محاولة لإضفاء ذريعة دينية على سياسة مصادرة الأراضي. في العام 1993، بنيت مدرسة يهودية دينية "يشيفاه" بالقرب من مسجد القرية، وفي عام 1995 نصب مستوطن "كارافان" بالقرب من المسجد على أرض تابعة للمواطن عيسى بركات. وقد نجح السكان في طرد المستوطن بعد حتى ربحوا دعوى قضائية حملوها.

في العام 1996 صادر الاحتلال المزيد من الأراضي الزراعية التابعة للقرية لصالح بناء مستوطنة "هار شموئيل"، تاركاً سكان القرية الفلسطينيين أمام خيارات محدودة جداً لإعالة أنفسهم. عدا عن ذلك، خصصت وزارة الأديان الصهيونية مبلغسبعة مليون شيكل لترميم ما يطلقون عليه منطقة قبر النبي شموئيل في القدس المحتلة، وهوفي الحقيقة مسقط مسجد برج النواطير وما حوله.

الحديقة القومية

قامت سلطات الاحتلال عام  1995 بتحويل حوالي (3500 دونم) من أراضي قرية النبي صموئيل لما يعهد بـ"حديقة قومية"، في محاولة أخرى  لتهويدها وتهجير أهلها واستثمار أراضيها، تستقطب "الحديقة القومية" زائرين وسائحين أجانب، وتقدم لهم شروحا خطية عن المسقط المقدس استنادا للرواية الصهيونية المزعومة، وتغيّب الرواية العربية والفلسطينية للمكان.

مسجد النبي صموئيل

يعتبر مسجد النبي صمويل من أحد المساجد العثمانية القديمة، وهووقف إسلامي يضم مساحة واسعة من الأراضي الزراعية مقام على مسقط استراتيجي يكشف القدس والساحل الفلسطيني بالكامل. وفي عام 1993، بنيت مدرسة يهودية دينية "يشيفاه" بالقرب من المسجد. وقامت ما تسمى الإدارة المدنية في شهر كانون الثاني 2015  بإغلاق البوابة الخارجية المؤدية إلى المسجد. وقد تعرض المسجد لسلسة من الاعتداءات منذ التسعينيات حتى الان منها: حرق وتكسير ومنع حمل الاذان وخلع مكبرات الصوت وضرب المصلين من قبل المستوطنين، وإحاطة المسجد بأسلاك شائكة وكاميرات مراقبة، عدا عن إغلاق الطابق الثاني منه ومنع ترميم الطابق الثا الث وإبقاؤه مهجورا. هذه الاعتداءات ما هي إلا وسيلة لتحقيق مساعي بلدية الاحتلال في طمس المعالم الفلسطينية الاسلامية وتحويل المسجد إلى مكان أثري وسياحي وحديقة وطنية.


مصادر

  1. ^   "صفحة النبي صموئيل في GeoNames ID". GeoNames ID. اطلع عليه بتاريخ 1 يونيو2020.
  2. "الجذور الشعبية المقدسية". مؤرشف من الأصل في أربعة يونيو2019.
  3. "الجذور الشعبية المقدسية". مؤرشف من الأصل في أربعة يونيو2019.
تاريخ النشر: 2020-06-01 18:55:54
التصنيفات: أماكن في الكتاب العبري, بلديات دولة فلسطين, قرى الضفة الغربية, قرى القدس, مبان ومنشآت في الضفة الغربية, محافظة القدس, مقامات وأضرحة في فلسطين, مواقع أثرية في الضفة الغربية, مرجع من ويكي بيانات, صفحات بها بيانات ويكي بيانات, صفحات تستخدم خاصية P18, خريطة موقع من ويكي بيانات, صفحات تستخدم خاصية P625, صفحات تستخدم خاصية P17, صفحات تستخدم خاصية P131, صفحات تستخدم خاصية P2044, صفحات تستخدم خاصية P1566, وصلات إنترويكي بحاجة لمراجعة, صفحات تستخدم خاصية P214, بوابة الإنجيل/مقالات متعلقة, بوابة فلسطين/مقالات متعلقة, بوابة القدس/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات, صفحات مع الخرائط

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

المنشآت الفندقية تشدد على معايير استخدام مياه حمامات السباحة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-09 03:21:07
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 56%

طبيب يكشف أعراض الإصابة بالتسمم من سمكة الأرنب

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-09 03:21:05
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 61%

بريطانيا وكندا تفرضان عقوبات جديدة على روسيا - أخبار العالم

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-09 03:20:41
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 66%

متحدث مترو الأنفاق يكشف تفاصيل فيديو «الكلب الضال» داخل أحد القطارات

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-09 03:17:21
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 67%

واتساب يسابق الزمن.. إطلاق 3 خصائص جديدة!

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-09 03:16:45
مستوى الصحة: 87% الأهمية: 94%

طقس الاثنين..أجواء حارة في مناطق من المملكة

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-09 03:17:26
مستوى الصحة: 61% الأهمية: 78%

محافظ دمياط تستقبل الصيادين العائدين بعد احتجازهم فى اليمن

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-09 03:21:04
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 70%

مؤتمرالوحدة الاسلامية ينشر أبرز تصريحات لوزير الاوقاف .. تعرف عليها

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-09 03:17:18
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 66%

أكثر من 7000 متفرج لحفل كاظم الساهر بالرياض

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-09 03:16:43
مستوى الصحة: 77% الأهمية: 88%

الأوقاف تنفي إسناد إدارة مسجد الحسين إلى أي جهة 

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-09 03:17:19
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 68%

أحمد الدريني: مسلسل الاختيار 3 الأكثر مشاهدة في رمضان 2022 - فن

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-09 03:20:42
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 56%

وزير التعليم: امتحانات الثانوية «هجينة» لأول مرة - أخبار مصر

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-09 03:20:40
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 55%

اليوم الاثنين.. اجتماع حاسم للقجع ووحيد حاليلوزيتش

المصدر: راديو مارس - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2022-05-09 03:17:43
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 59%

أبو سنة: مصر تعمل على مشروع للنظم البيئية لمساعدة البلدان الفقيرة 

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-09 03:17:21
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 63%

تحميل تطبيق المنصة العربية