تشاؤم دفاعي

عودة للموسوعة

التشاؤم الدفاعي، هواستراتيجية معهدية أشارت إليها نانسي كانتور بالتعاون مع طلّابها في منتصف ثمانينيات القرن المنصرم. يلجأ الأفراد إلى التشاؤم الدفاعي بوصفه استراتيجية تمهيدية للأحداث أوالأداءات المثيرة للقلق. يعلّق الأفراد آمالًا متواضعة فيما يتعلّق بأدائهم عندما ينشّطون تشاؤمهم الدفاعي، وذلك بصرف النظر عن مدى جودة أدائهم في الماضي. وبعد ذلك، يفكّر المتشائمون الدفاعيون في أحداث ونكسات سلبية معيّنة قادرة على التأثير سلبًا على أهدافهم. يستطيع المتشائمون الدفاعيون اتّخاذ إجراءات لتجنّب هذه النتائج السلبية المحتملة المتصوّرة أوالاستعداد لها. يستطيع المتشائمون الدفاعيون ترويض هذا القلق الذي قد يتسبّب بضرر في أدائهم بما يخدم مصالحهم من خلال استخدام هذه الاستراتيجية.

يُستخدم التشاؤم الدفاعي في مجموعة متنوعة من المجالات، إذ تشكّل الخطابة العامة مثالًا جيّدًا على العملية المنطوية على هذه الاستراتيجية. يستطيع المتشائمون الدفاعيون التخفيف من حدّة قلقهم المتعلّق بالخطابة العامة من خلال تخيّل العقبات المحتملة، مثل نسيان الخطاب والعطش وتلطيخ قمصانهم قبل الحدث. يستطيع المتشائمون الدفاعيون الاستعداد للقاءة التحدّيات المُقبلة بشكل ملائم، وذلك لأنّهم قد فكّروا مسبقًا في هذه المشكلات. على سبيل المثال، يستطيع المتحدّث خلق بطاقات ملاحظات تحوي تلميحات من الخطاب، ووضع كوب من الماء على المنصّة للتخفيف من الشعور بالعطش، وإحضار قلم مبيّض لإزالة البقع عن القميص. تقلّل هذه الإجراءات الوقائية من القلق وتعزّز من الأداء المتفوّق.

فعالية الاستراتيجية

يُعتبر أداء المتشائمين الدفاعيين مُشابهًا لأداء الأشخاص ذوي الاستراتيجيات الأكثر تفاؤلًا، على الرغم من عدم رضاهم عن أدائهم وتقييمهم لأنفسهم على أنهم «بحاجة إلى التحسّن». حقّق جميع من نوريم وكانتر (1986) فيما إذا كان تشجيع المتشائمين الدفاعيين والتدخّل في تفكيرهم السلبي النموذجي سيفضي إلى انخفاض جودة أدائهم. وُضع المشاركون في الدراسة في سيناريوهات تشجيعية وغير تشجيعية خلال استعدادهم لإكمال مهام الجناس التصحيفي والألغاز. أُخبر المتشائمون الدفاعيون في الحالة التشجيعية حتى يتوقّعوا تحقيقهم لنتائج جيّدة، وذلك بناءً على المعدّل التراكمي الخاص بهم. تبيّن حتى أداء المتشائمين الدفاعيين كان سيئًا بعد تشجيعهم، مقارنةً بالمتشائمين الدفاعيين الذين لم يُجرَ التلاعب في استراتيجياتهم. يُعتبر التشاؤم الدفاعي استراتيجيةً تكيّفيةً خاصةً بالأشخاص الذين يعانون من القلق: تتناقص جودة أدائهم إذا لم يتمكّنوا من إدارة قلقهم والتصدّي له بصورة ملائمة.

العناصر الرئيسية

التفكير السابق للحقيقة

التفكير السابق للحقيقة (أي «ما قبل الحقيقة»)، هوأحد العناصر الأساسية للتشاؤم الدفاعي. يُعتبر التفكير السابق للحقيقة مترادفًا مع التوقّع، إذ يشير إلى استراتيجية معهدية يتخيّل من خلالها الناس النتائج المُحتملة لسيناريومستقبلي. صيغ مصطلح التفكير السابق للحقيقة على يد لورانس جاي. سانا في عام 1988، إذ أشار إلى الأنشطة المتكهّنة بالنتائج المستقبلية المحتملة في ضوء الوقت الحاضر، والتي تطرح سؤال «كيف ستؤول الأمور إذا تحقّق الحدث ه؟».

تتمثّل النتائج المتخيّلة إما بنتائج إيجابية/ مرغوب فيها، أوبنتائج سلبية/ غير مرغوب فيها، أوبنتائج محايدة. يمكن للتفكير السابق للحقيقة حتىقد يكون مفيدًا، وذلك لأنه يسمح للفرد بالاستعداد للنتائج المحتملة لسيناريوما.

يُعتبر التفكير السابق للحقيقة أسلوبًا أساسيًا ومهمًا بالنسبة للمتشائمين الدفاعيين، إذ يمكّنهم من التخفيف من حدّة القلق. يقترن هذا التفكير السابق للحقيقة عادةً بنظرةٍ متشائمةٍ، ما يسفر عن تشكّل سيناريوهات متخيّلة سلبية/ غير مرغوب فيها. وفيما يتعلّق بالمثال السابق، يتوقّع المتشائم الدفاعي في حالة الخطابة العامة نسيان الخطاب أوالشعور بالعطش، بدلًا من حتى يتوقّع إلقاءه لخطاب مذهل وتلقّيه لاحتفاء حماسي.

القلق

ليس غريبًا حتى تكون سمات القلق والعصابية مرتبطين بالتشاؤم الدفاعي، وذلك نظرًا لكون التشاؤم الدفاعي مدفوعًا بالحاجة إلى إدارة القلق. تعمل الحالات المزاجية السلبية على تعزيز استراتيجية تحقيق الأهداف لدى المتشائمين الدفاعيين، وذلك من خلال تسهيل خلق النكسات والنتائج السلبية المُحتملة خلال عملية السعي لتحقيق الأهداف، إذ يمكن حينها توقّعها أومنعها. تضعف جودة أداء المتشائمين الدفاعيين في المهام التجريبية عند تشجيعهم للوصول إلى حالات مزاجية إيجابية أومحايدة مقارنةً بجودة أدائهم في الحالات المزاجية السلبية. يصبح المتشائمون الدفاعيون أكثر قلقًا لأنهم مُنعوا من تطبيق استراتيجيتهم المعهدية المفضّلة في تحقيق أهدافهم على نحوملائم.

تقدير الذات

يرتبط التشاؤم الدفاعي عمومًا بتدنّي تقدير الذات، وذلك لتضمّن الاستراتيجية للنقد الذاتي والتشاؤم واستبعاد الأداءات السابقة الناجحة. وفي الواقع، عثر جميع من نوريم وبوردزوفيك آندرياس (2006) حتى المتشائمين الدفاعيين يمتلكون تقدير ذات متدنيًا عند دخولهم إلى الكلّية مقارنةً مع الأشخاص المتفائلين، إذ يرتفع تقدير المتشائمين الدفاعيين لذاتهم ليُقارب مستويات الأشخاص المتفائلين تقريبًا مع انتهاء أربع سنوات من الدراسة الجامعية. وفي الوقت ذاته، لم يتغيّر مستوى تقدير الذات لدى الأشخاص المتفائلين، أمّا بالنسبة للمتشائمين غير الدفاعيين فيتراجع تقديرهم لذواتهم قليلًا بحلول نهاية سنوات الدراسة الجامعية. يؤثّر التشاؤم الدفاعي على تقدير الذات، لكنّ هذه الآثار تبدأ بالتناقص بمرور الوقت.

مقارنة مع التشاؤم

لا يُعتبر التشاؤم الدفاعي أسلوب توقّع داخليًا أوعالميًا أومستقرًا كما هوالحال مع التشاؤم، بل يُعتبر استراتيجية معهدية مُستخدمة في سياق تحقيق أهداف معيّنة. ينطوي التشاؤم على اجترار الأفكار المتعلّقة بالنتائج السلبية المُحتملة للموقف دون وجود سلوك استباقي للقاءة هذه النتائج. أمّا بالنسبة للتشاؤم الدفاعي، فيستعين بتبصّر المواقف السلبية من أجل الاستعداد للقاءتها. غالبًا ما تدفع النتائج السلبية المُحتملة للموقف المتشائمين الدفاعيين إلى العمل بجدّية أكبر بهدف تحقيق النجاح. يشعر المتشائمون الدفاعيون بأنهم ما زالوا قادرين على التحكّم بنتائجهم على الرغم من قلقهم، وذلك نظرًا لكونهم غير متأكدين من حدوث هذه المواقف السلبية. على سبيل المثال، لا يتجنّب المتشائم الدفاعي جميع اللقاءات الوظيفية خوفًا من الفشل في إحداها، بل يتوقّع التحدّيات المُحتمل حدوثها في لقاءة عمل قادمة -مثل قواعد اللباس والمُقابلين العنيدين والأسئلة الصعبة- ليستعدّوا للقاءتها بدقّة. لا يُنظر إلى التشاؤم الدفاعي بوصفه ردّ عملٍ على الأحداث المُجهدة فهولا ينطوي على التفكير بالأحداث السابقة، وبذلك يجب تمييزه عن التشاؤم باعتباره سمةً أونظرةً سلبيةً أكثر عمومية. بدلًا من ذلك، يستطيع المتشائمون الدفاعيون التوقّف عن استخدام هذه الاستراتيجية بمجرّد حتى تُثبت عدم فعاليتها (أي عندما لا تعلب دورًا تمهيديًا).

انظر أيضًا

  • تشاؤم
  • تفاؤل

مراجع

  1. Norem, J.K. (2001). Defensive pessimism, optimism, and pessimism. In Chang, Edward (Ed). Optimism & pessimism: Implication for theory, research, and practice (pp. 77–100). Washington DC: American Psychological Association.
  2. ^ Norem, J. K. (2008). Defensive pessimism, anxiety, and the complexity of evaluating self-regulation. Social and Personality Psychology Compass, 2, 121-134.
  3. ^ Norem. J. K., & Cantor, N. (1986) Defensive pessimism: Harnessing anxiety as motivation. Journal of Personality and Psychology, 51, 1208–1217.
  4. ^ Norem, J. (2001). The Positive Power of Negative Thinking. Cambridge, MA: Basic Books
  5. ^ He did so in order to contrast and distinguish the تجربة فكرية from both تجربة فكرية and تجربة فكرية.
  6. ^ del Valle, C. H. & Mateos, P. M. (2008). Dispositional pessimism, defensive pessimism and optimism: The effect of induced mood on prefactual and counterfactual thinking and performance. Cognition and Emotion, 22(8). 1600-1612.
  7. ^ Norem, J. K., & Burdzovic Andreas, J. (2006). Understanding journeys: Individual growth analysis as a tool for studying individual differences in change over time. In A. D. Ong & M. van Dulmen (Eds.), Handbook of Methods in Positive Psychology (pp. 1036-1058). London: Oxford University Press.
  8. ^ Norem, J. K. (2008). Defensive pessimism as a positive self-critical tool. In Chang, Edward (Ed). Self-criticism and self enhancement: Theory and research and clinical implications (pp. 89-104). Washington DC: American Psychological Association.
تاريخ النشر: 2020-06-01 18:58:15
التصنيفات: تجارب فكرية, دافع, دفاعات نفسية, مقالات يتيمة منذ يناير 2020, جميع المقالات اليتيمة, جميع المقالات التي بحاجة لصيانة, بوابة علم النفس/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

تحويلات مرورية بسبب أعمال إنشاء محور 26 يوليو الجديد لمدة 45 يوما

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-21 18:22:06
مستوى الصحة: 32% الأهمية: 50%

وزيرة البيئة تتفقد الحديقة المركزية بمدينة شرم الشيخ

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-21 18:21:46
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 53%

«المفتى»: تجب مخاطبة الناس بلغة تتناسب مع أساليب العصر

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-21 18:21:38
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 70%

مسئول عمليات تأمين مباراة القمة: الشماريخ والمواد الإعلانية ممنوعة

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-21 18:22:13
مستوى الصحة: 44% الأهمية: 48%

الزمالك بالقميص الأزرق أمام الأهلي فى نهائى كأس مصر اليوم .. صور

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-21 18:22:07
مستوى الصحة: 40% الأهمية: 36%

المصري يُطالب اتحاد الكرة بالمشاركة في كأس الكونفدرالية

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-21 18:21:41
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 52%

خريطة العام الدراسى الجديد 98 يوما للترم الأول و96 للثانى (إنفوجراف)

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-21 18:22:03
مستوى الصحة: 39% الأهمية: 38%

البركة فى الـDNA.. بعوضة تساعد الشرطة فى العثور على سارق

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-21 18:22:12
مستوى الصحة: 41% الأهمية: 46%

الزمالك يرتدي القميص الأزرق في نهائي كأس مصر أمام الأهلي

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-21 18:21:41
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 52%

البيت الأبيض يعلن إصابة الرئيس الأمريكى جو بايدن بفيروس كورونا

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-21 18:22:10
مستوى الصحة: 34% الأهمية: 49%

محافظ دمياط: البرنامج الصيفى للطفل يعكس الدور الرائد لوزارة الأوقاف

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-21 18:21:39
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 56%

بسبب إصابته بتشنجات ..غرق شاب فى حمام سباحة بقها

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-21 18:21:43
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 69%

مايك تايسون يكشف عن مشاجراته مع زوجته ويتوقع وفاته قريبا

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-21 18:22:08
مستوى الصحة: 36% الأهمية: 39%

المغرب: توجو تفتح قنصلية عامة لها بمدينة الداخلة

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-21 18:22:16
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 66%

تحميل تطبيق المنصة العربية