إضراب المعلمين في الأردن 2019

إضراب المفهمين في الأردن : هي موجة من الاحتجاجات بدأت في الخامس من شهر سبتمبر عام 2019، حين إمتثل أكثر من 80 ألف مفهم من مختلف المحافظات الأردنية لقرار نقابة المفهمين بتطبيق اعتصام بمنطقة الدوار الرابع في العاصمة عمّان، من أجل تذكير الحكومة بعلاوة ال 50 في المئة التي يطالب بها المفهمون زيادة على رواتبهم الأساسية، ومن أجل إقامة صلاة الغائب على روح نقيب المفهمين الراحل أحمد الحجايا. يعتبر هذا الإضراب أطول إضراب للمفهمين في تاريخ الأردن فقد استمر لمدة 30 يوم تقريبا، وأدى إلى امتناع مليون ونصف المليون طالب من الذهاب إلى المدارس، وتوقفت الحياة التعليمية بشكل كامل.

خلفية الأحداث

دعت نقابة المفهمين في الأردن إلى إقامة اعتصام للمفهمين بالقرب من دار رئاسة الوزراء بمنطقة الدوار الرابع بالعاصمة الأردنية، وكان الهدف من هذا الاعتصام هوإقامة صلاة الغائب على روح نقيب المفهمين الراحل أحمد الحجايا، الذي توفي بحادث سير نتيجة لتدهور مركبته على طريق جرف الدراويش شرق محافظة الطفيلة ، وأيضا تذكير وإمهال الحكومة فترة زمنية للمطالبة بعلاوة 50 في المئة على رواتبهم الأساسية، والتي تقول النقابة حتى الحكومات السابقة وعدت المفهمين بها ولم تنفذها.

وقبل يوم من اعتصام المعلِّمين ( أي بتاريخ الرابع من سبتمبر)، أعربت وزارة الداخلية الأردنية عن قرارها برفض ومنع إقامة الاعتصام، بحجة أنه يؤدي إلى إعاقة حركة السير في منطقة مزدحمة، وقامت الأجهزة الأمنية بإغلاق جميع الطرق المؤدية إلى الدوار الرابع القريب من رئاسة الوزراء، وأدى إغلاق الشوارع إلى حدوث أزمة مرورية خانقة لم تشهدها العاصمة من قبل، وبالرغم من ذلك ظل المفهمون يتوافدون إلى مسقط الاعتصام حتى بلغ عددهم بالآلاف.

إنطلاق شرارة الإضراب

حدثت مناوشات وتدافع في مسقط الاعتصام بين المفهمين وقوات الإمن حين أصرَّ المفهمون على كسر الحواجز الأمنية، ما دفع قوات الدرك والأمن العام إلى استخدام الغاز المسيل للدموع والهروات (العصي) في بعض المناطق لتفريق المفهمين ومنعهم من الوصول إلى مكان الاعتصام.

نتيجة لما وقع من منع للمفهمين من تطبيق اعتصامهم وتفريقهم بالقوَّة، أعربت النقابة في اليوم التالي عن بدئِها إضرابا مفتوحا عن التعليم في أكثر من ثلاثة آلاف مدرسة حكومية، وظهر نقيب المفهمين ناصر النواصرة في مؤتمر صحفي نادى فيه المفهمين إلى تطبيق الإضراب، وأكد حتى 80 ألف مفهم سيمتنعون عن التدريس وتقديم الحصص للطلاب، وأن النقابة مستعدة للعدول عن الإضراب بشرط حتى تقدم الحكومة الأردنية اعتذارا على ما أسموه بـ "الإساءة إلى كرامة المفهم" وأن تقوم بتطبيق وعدها بمطلب علاوة الخمسين في المئة على الراتب الأساسي.

محاولات حل الأزمة

الأسبوع الأول من الأزمة

تدخّلت الكثير من الشخصيات النيابية والشعبية في محاولة لنزع فتيل الأزمة، وعقدت لجنة التربية والتعليم النيابية التي يرأسها النائب إبراهيم البدورعدة اجتماعات منفردة مع ممثلي مجلس النقابة من جهة والحكومة من جهة أخرى، من أجل التوصل لإتفاق حول علاوة للمفهمين ترضي كلا الطرفين، ولكن لم يتم التوصل إلى إتفاق بسبب رفض الحكومة لمطالب نقيب المفهمين بينما أصرت النقابة على مطالبها معتبره أنها حق للمفهم في ظل الظروف الاقتصادية والمادية الصعبة التي يعيشها المفهم نتيجة ازدياد الأسعار والغلاء المعيشي.

الأسبوع الثاني من الأزمة

وصلت المعركة بين الحكومة والنقابة إلى القضاء الأردني عندما قام أحد المواطنين وهوأب لطالبين في المدارس الحكومية بحمل دعوى قضائية مستعجلة ضد نقابة المفهمين، طالب فيها بحل مجلس النقابة ودعوى ضد وزير التربية والتعليم بصفته الوظيفية، وطعنت لجنة الدفاع عن نقابة المفهمين بالقرار معتبرةً حتى الخصومة ليست بين النقابة والمشتكي، ولأنه لا مصلحة للمشتكي بحل مجلس النقابة.

ثم اتىت بعدها دعوى قضائية أخرى قدمها مجموعة من أولياء أمور الطلبة للمحكمة الإدارية العليا بحق النقابة ووزارة التربية التعليم، وأخذت هذه الدعوى صفة الإستعجال، فصدر قرار من المحكمة الإدارية العليا إلى نقابة المفهمين بتعليق إضرابهم، ووجَّهت المحكمة الإدارية العليا الحكومة الأردنية لتطبيق القرار.

الأسبوع الثالث من الأزمة

خرج رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز بتصريحات رسمية أكد فيها تقديم حكومته لعدة مبادرات ومقترحات لحل الأزمة قوبلت كلها بالرفض من نقابة المفهمين، وطالب رئيس الوزراء النقابة باحترام الدستور وتطبيق قرار المحكمة، ووجه الحكومة للبدء بتطبيق قرار المحكمة الإدارية على المخالفين من المفهمين، والبدء بخصومات على رواتب المفهمين وعقوبات بحق المخالفين والتي تصل إلى حد الفصل من الخدمة.

الأسبوع الرابع من الأزمة

أعربت النقابة عن انصياعها لقرار المحكمة فقامت بتعليق الإضراب، وبدأت بالبحث عن وسائل أخرى لإكمال الإضراب دون مخالفة القانون. وقام وفد حكومي بالحوار مع ممثلي نقابة المفهمين بجولتين من الحوار، صباحية وأخرى مسائية استمرت حتى منتصف الليل على مدار الإسبوع.

النتيجة النهائية والقرارات

تمكن المفهمون بعد انتهاء اللقاءات والحوارات من نيل اعتذار الحكومة على لسان رئيس الوزراء عمر الرزاز، الذي إعتذر للنقابة في يوم عيد المفهم الذي يصادف الخامس من شهر أوكتوبر، وحصل المفهمون على علاوة وفق نظام الرتب نسبتها 35 في المئة على الراتب الأساسي للمفهم بالرتبة الاولى، و40 في المئة للرتبة الثانية، و50 في المئة للرتبة الثالثة، و65 في المئة للرتبة الرابعة، و75 في المئة لرتبة المفهم القائد، وهي الرتبة التي إستحدثت لتشجيع المفهمين على تطوير أدائهم، وعادت الحياة بعدها في مدارس الأردن إلى طبيعتها، وأنتهى الإضراب الأطول في تاريخ الاردن.

مراجع

^ "أطول إضراب للمفهمين في تاريخ الأردن.. كيف من الممكن أن بدأت السيرة؟". قناة الحرة. مؤرشف من الأصل في 11 ديسمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 27 ديسمبر 2019.
^ العمريين, الطفيلة-أنس (2019-08-30). "وفاة نقيب المفهمين الدكتور أحمد الحجايا بحادث سير". Alrai. مؤرشف من الأصل في 27 ديسمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 27 ديسمبر 2019.
^ "تصريح هام من التربية حول إضراب المفهمين". royanews.tv. مؤرشف من الأصل في 27 ديسمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 27 ديسمبر 2019.
^ نت, العربية (2019-10-06). "الأردن: وقف إضراب المفهمين والعودة للمدارس الأحد". العربية نت. مؤرشف من الأصل في 06 أكتوبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 27 ديسمبر 2019.