التغير المناخي في كندا

في كندا، يجري تناول موضوع الحد من التأثير البشري على التغير المناخي والاحتباس الحراري من قِبل المقاطعات بشكل جدي أكثر مما تتناوله الحكومة الفدرالية. تشير انتخابات عام 2015 إلى ريادة فدرالية أكبر مثلما لوحظ في البيان الوطني لكندا في مؤتمر باريس حول التغير المناخي، إذ جعلوا من التغير المناخي أولوية عليا، وتعهدوا باتخاذ الإجراءات المبنية على أفضل الدلائل والمشورات الفهمية. وفقًا لتقرير كندا حول التغير المناخي لعام 2019 الذي كان تحت تكليف وزارة البيئة والتغير المناخي الكندية، ارتفعت درجة الحرارة الوسطية الكندية على اليابسة بمقدار 1.7 درجة مئوية منذ 1948. وكان معدل الاحترار (معدل ازدياد درجة الحرارة) أعلى في شمال كندا والمروج وكولومبيا البريطانية في الشمال.

الآثار المرصودة

وزارة البيئة والتغير المناخي الكندية، سابقًا وزارة البيئة الكندية، وهي وزارة فدرالية تقوم بحماية البيئة والحفاظ على الإرث الطبيعي الوطني وتقدم أيضًا معلومات حول الطقس والأرصاد الجوية. وفقًا لهذه الوزارة، «الاحترار خلال القرن العشرين أمر لا نزاع فيه ويرجع سببه بشكل كبير إلى النشاطات البشرية» مضيفةً حتى «معدل كندا من الاحترار هونحوضعفي المعدل العالمي: زيادة بمقدار 2 درجة مئوية عالميًا يعني زيادة من ثلاثة إلى أربعة درجات مئوية في كندا». أفادت منظمة أرض بيركلي حتى عام 2015 كان «بوضوح» العام الأكثر دفئًا على الإطلاق في العالم، مع ازدياد درجة حرارة الأرض لأكثر من 1 درجة مئوية فوق معدل 1850-1900.

تُحدد وزارة البيئة والتغير المناخي الكندية آثار التغير المناخي باتساق مع التغيرات العالمية. تتضمن التغيرات المرتبطة بالحرارة موسمًا زراعيًا أطول وموجات حارة أكثر وفترات برد أقل وذوبان الأراضي دائمة التجمد (الطبقة الجليدية) وتفككًا باكرًا لجليد الأنهار وتدفقًا أبكر للينابيع وإزهارًا باكرًا للأشجار. تتضمن التغيرات المتعلقة بالأرصاد الجوية زيادة في الهطول المطري وتساقطًا أكثر للثلوج في شمال غرب القطب الشمالي. بإبراز الضوء على حتى «الاحترار ليس منتظمًا (موحدًا).... إذ يزداد القطب الشمالي دفئًا بشكل أسرع»، تُشير وزارة البيئة والتغير المناخي الكندية إلى حتى عام 2012 امتلك أدنى حد من الجليد البحري للقطب الشمالي على الإطلاق حتى عام 2014.

لخّصت دائرة البحث المناخي في وزارة البيئة والتغير المناخي الكندية تغيرات الهطول المطري السنوية لدعم عمليات تقييم التنوع الحيوي الخاصة بالمجلس الكندي لوزراء الموارد. بتقييم السجلات حتى عام 2007 لاحظوا: «ازداد الهطول المطري عمومًا في كندا منذ عام 1950 مع إظهار معظم المحطات لذلك. يظهر الميل إلى الزيادة فوق شمال كندا كثيرًا حيث أظهرت الكثير من المحطات ذلك. لا تتوفر معطيات كافية -من أنماط الهطول الإقليمية في المحطات- تُظهر تغيرات كبيرة في الهطولات الموسمية عدا عن وجود انخفاضات بارزة تكون مهجرزة عادةً في فصل الشتاء في جنوب غرب كندا وجنوب شرقها. في حين يمكن حتى تكون الجملة السابقة سليمة عمليًا بشكل جزئي، تُظهر جميع الفصول هطولات متزايدة في كندا، بالأخص في الشتاء والربيع وأشهر الخريف. أيضًا، يتزايد الهطول فوق القطب الشمالي في جميع الفصول عدا الصيف».

قيّم أخصائيوالمناخ في الوزارة أنماط الهطول المطري قصيرة الأمد باستخدام قواعد بيانات مناخية هندسية: «تعَد الهطولات المطرية الغزيرة قصيرة الأمد (5 دقائق – 24 ساعة) مهمة لعدد من الأسباب، من ضمنها التصميم الهندسي للبنى التحتية؛ لأنها تمثل المقاييس الجوية المتنوعة لحالات الهطول المطري الشديدة». يعني «الغياب عام لأي إشارة قابلة للقياس» أنه لم يُلاحظ تغير عام في أنماط الهطولات المطرية الغزيرة قصيرة الأمد في تحليل المحطة الواحد. فيما يتعلق بمعايير التصميم المستخدمة في إدارة موارد المياه التقليدية وتطبيق تصميم مدني للتصريف (مثال: الإحصائيات الخاصة بعلاقة كثافة الهطول المطري مع مدته حدوثه وتواتره)، «يُظهر التقييم حتى أقل من 5.6% و3.4% من المحطات فيها حالات زيادة وانخفاض كبيريَن في الكميات القصوى السنوية المرصودة في مسقط واحد». على المستوى الإقليمي، أظهرت الأنطقيم الجنوبية الغربية والمناطق الساحلية الشرقية (نيوفاوندلاند) عمومًا هطولات مطرية إقليمية غزيرة متزايدة مدة ساعة وساعتين. رُصدت كميات هطول إقليمية منخفضة منخمسة إلى 15 دقيقة في منطقة سانت لورنس في جنوب كيبيك وفي الأنطقيم المطلة على الأطلسي.

يُذيب التغير المناخي الجليد ويزيد من قابليته على التحرك. في شهر مايوويونيوعام 2017 حاصر الجليد الكثيف -بسماكة تصل إلىثمانية متر في مياه الساحل الشمالي لنيوفاوندلاند- قوارب الصيد والعبّارات.

الانبعاثات

في عام 2000 صُنفت كندا في المرتبة التاسعة من بين 186 بلد من ناحية انبعاثات غازات الدفيئة للفرد الواحد دون الأخذ بالحسبان التغيرات في استخدام الأراضي (تحويل الأراضي إلى مُنشئات وطرق… إلخ). في عام 2005 صُنفت في المرتبة الثامنة. في عام 2009، صُنفت كندا في المرتبة السابعة من ناحية انبعاثات غازات الدفيئة الكلية بعد ألمانيا واليابان. في عام 2018 من بين جميع دول مجموعة العشرين، كانت كندا في المرتبة الثانية بعد المملكة العربية السعودية من ناحية الانبعاثات للفرد الواحد.

كندا بلد كبير بكثافة سكانية قليلة، لذا يُعد النقل –غالبًا في الجوالبارد حين تنخفض كفاءة استخدام الوقود– جزءًا كبيرًا من الاقتصاد. في عام 2016، نتجت 25 بالمئة من غازات الدفيئة في كندا عن الشاحنات والقطارات والطائرات والسيارات. يمثل أكبر مصدر لانبعاثات غازات الدفيئة 26% من الإجمالي الوطني، هومن قطاع النفط والغاز، بسبب الانبعاثات الكبيرة من مشاريع الرمال القطرانية.

وفقًا لتقرير وزارة المصادر الطبيعية الكندية، مستقبل الطاقة الكندي، الذي يُقدر بأن انبعاثات غازات الدفيئة الكندية ستزيد بمقدار 139 مليون طن بين 2004 و2020، مع تشكيل انبعاثات إنتاج البترول وتكريره لأكثر من ثلث الإجمالي. ستنخفض انبعاثات المنبع بشكل طفيف، بسبب نضوب حقول الغاز وزيادة استخراج غاز الميثان من سرير الفحم، الذي يحتاج قدر أقل من المعالجة التي يتطلبها إنتاج الغاز الطبيعي. وفي الوقت نفسه، ستزيد الانبعاثات من المصادر غير التقليدية والتكرير. على أي حال، تختلف تقديرات انبعاثات الكربون بين وزارة المناخ الكندية والمؤسسة العالمية للمصادر والوكالة الدولية للطاقة بنحو 50%. لم تُحدد مسببات الاختلافات.

السياسة العامة

بروتوكول كيوتو

كندا أحد المسقطين على بروتوكول كيوتو. على أي حال، لم تتخذ الحكومة الليبرالية التي سقطت على الاتفاق إجراءاتٍ تُذكر في محاولة تحقيق أهداف كندا في مجال انبعاثات الغازات الدفيئة. على الرغم من حتى كندا قد ألزمت نفسها بتخفيض مقداره 6% تحت مستويات عام 1990 لأعوام 2008-2012 توقيعًا على بروتوكول كيوتو، لم تنفذ البلاد خطةً لتقليل انبعاثات غازات الدفيئة. لاحقًا، بعد الانتخابات الفدرالية لعام 2006، أعرب رئيس الوزراء الجديد ستيفن هاربر حتى كندا لا يمكنها تحقيق التزاماتها ولن تعمل. مرّرَ مجلس العموم عدة مشاريع قوانين ترعاها المعارضة وتدعولخطط حكومية تنفذ فيها إجراءات تخفيض الانبعاثات.

ترى المجموعات الكندية والشمال أمريكية حتى كندا تفتقر إلى المصداقية في مجال السياسة البيئية، وينتقدون كندا باستمرار في المحافل الدولية. في الأشهر القليلة الأخيرة من عام 2009، نُقد موقف كندا في مؤتمر التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ وفي قمة الكومنولث وفي مؤتمر كوبنهاغن.

في عام 2011، أعربت كندا واليابان وروسيا عن عدم العمل بعد الآن على تحقيق أهداف بروتوكول كيوتو. استندت الحكومة الكندية إلى حقها القانوني بالانسحاب رسميًا من بروتوكول كيوتوفي 12 ديسمبر عام 2011. تعهدت كندا بتخفيض انبعاثات غازات الدفيئة إلى 6% تحت مستويات عام 1990 بحلول عام 2012، لكن في عام 2009 كانت الانبعاثات أعلى بنحو17% من مستويات عام 1990. أشار وزير البيئة بيتر كينت إلى إخضاع كندا «لعقوبات مالية هائلة» بموجب المعاهدة طالما الانسحاب. أشار أيضًا إلى حتى اتفاقية ديربان المسقطة مؤخرًا يمكن حتى تقدم طرائق بديلة لإحراز التقدم. انتقد ممثلوالبلدان المشاركة قرارَ كندا بشدة، ومن بينها فرنسا والصين.

انظر أيضًا

انكماش القطب الشمالي
تبعات الاحترار العالمي الإقليمية

مراجع

^ Toolkit, Web Experience (2015-12-02). "Canada's National Statement at COP21". Prime Minister of Canada. مؤرشف من الأصل في 23 يوليو2019. اطلع عليه بتاريخ 24 يناير 2016.
^ Bush, E.; Lemmen, D.S., المحررون (2019). Canada's Changing Climate Report (PDF). Government of Canada (Report). Ottawa, Ontario. صفحة 444. ISBN . مؤرشف من الأصل (PDF) في 19 يونيو2019. اطلع عليه بتاريخ 22 مايو2019.
^ April 1, 2019 (2019-04-01). "Canada warming at twice the global rate, leaked report finds". CBC News. مؤرشف من الأصل في 2 يناير 2020. اطلع عليه بتاريخ 22 مايو2019.
^ "About Environment and Climate Change Canada". About Environment and Climate Change Canada. Government of Canada. مؤرشف من الأصل في 22 أغسطس 2017. اطلع عليه بتاريخ 24 يناير 2016.
↑ Canada, Government of Canada, Environment and Climate Change. "Environment and Climate Change Canada - Publications - The Science of Climate Change". www.ec.gc.ca. مؤرشف من الأصل في 15 نوفمبر 2017. اطلع عليه بتاريخ 24 يناير 2016.
^ Canada, Government of Canada, Environment and Climate Change. "Environment and Climate Change Canada - Climate Change - The Science of Climate Change". ec.gc.ca. مؤرشف من الأصل في 18 أكتوبر 2017. اطلع عليه بتاريخ 24 يناير 2016.
^ "Temperature Reports - Berkeley Earth". Berkeley Earth (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 16 ديسمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 24 يناير 2016.
^ Canada, Government of Canada, Environment (2016-04-28). "Precipitation change in Canada". مؤرشف من الأصل في 17 ديسمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 05 مارس 2018.
^ Canada, Government of Canada, Environment (2011-01-27). "biodivcanada.ca - Technical Reports". www.biodivcanada.ca. مؤرشف من الأصل فيسبعة أغسطس 2018. اطلع عليه بتاريخ 24 يناير 2016.
^ Shephard, Mark W.; Mekis, Eva; Morris, Robert J.; Feng, Yang; Zhang, Xuebin; Kilcup, Karen; Fleetwood, Rick (2014-10-20). "Trends in Canadian Short‐Duration Extreme Rainfall: Including an Intensity–Duration–Frequency Perspective". Atmosphere-Ocean. 52 (5): 398–417. doi:10.1080/07055900.2014.969677. ISSN 0705-5900.
^ change study in Canada's Hudson Bay thwarted by climate change Guardian 14 June 2017 نسخة محفوظة 2020-04-23 على مسقط واي باك مشين.
^ "WRI Climate Analysis Indicators Tool (registration required to access data)". مؤرشف من الأصل في 19 ديسمبر 2019.
^ Rogers, Simon; Evans, Lisa (31 January 2011). "World carbon dioxide emissions data by country: China speeds ahead of the rest". The Guardian. London. مؤرشف من الأصل في 24 ديسمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 28 أكتوبر 2015.
^ (PDF) https://web.archive.org/web/20191207000745/https://www.climate-transparency.org/wp-content/uploads/2018/11/Brown-to-Green-Report-2018_rev.pdf. مؤرشف من الأصل (PDF) في 07 ديسمبر 2019. مفقود أوفارغ |title= (مساعدة)
^ https://www.canada.ca/en/environment-climate-change/services/environmental-indicators/greenhouse-gas-emissions.html |date=Nov 25, 2018
^ Canada's Energy Outlook: The Reference Case 2006 نسخة محفوظة June 25, 2008, على مسقط واي باك مشين.
^ Beyond Bali نسخة محفوظة 16 يناير 2020 على مسقط واي باك مشين.
^ Cheadle, Bruce (November 14, 2009). "Harper Criticized On Climate Change At APEC Summit". Canadian Press. Toronto: CITY-TV. مؤرشف من الأصل في June 4, 2011. اطلع عليه بتاريخ 18 ديسمبر 2009.
^ Carrington, Damian (November 26, 2009). "Scientists target Canada over climate change". The Guardian. London. مؤرشف من الأصل في 15 ديسمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 18 ديسمبر 2009.
^ Cryderman, Kelly (December 6, 2009). "Canada has target on its back headed into Copenhagen summit". Canwest News Service. Global TV. مؤرشف من الأصل في 23 يوليو2011. اطلع عليه بتاريخ 18 ديسمبر 2009.
↑ "Canada pulls out of Kyoto protocol". The Guardian. London. 13 December 2011. مؤرشف من الأصل في 17 ديسمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 13 ديسمبر 2011.
^ David Ljunggren; Randall Palmer (13 December 2011), "Canada to pull out of Kyoto protocol", Reuters, Financial Post, مؤرشف من الأصل في 14 نوفمبر 2013, اطلع عليه بتاريخ 09 يناير 2012 CS1 maint: ref=harv (link)
^ "Canada under fire over Kyoto protocol exit". BBC News. 13 December 2011.