تيلي إيدنجر

جوانا غابرييل أوتيلي «تيلي» إيدنجر (13 نوفمبر 1897 – 27 مايو1967) عالمة أحافير (مستحاثات) إفريقية أمريكية ومؤسسة فهم دراسة تطور أدمغة المستحاثات.

حياتها الشخصية

بداية حياتها

ولدت تيلي إيلنجر لعائلة يهودية غنية عام 1897. أسس والدها لودفيغ إيدنجر أول مؤسسة للبحوث العصبية في مدينة فرانكفورت الألمانية ما زوّد ابنته بمعارف واسعة في المجتمع الفهمي وقد شكل هذا الموضوع رافعة لها في حياتها المهنية. كانت إيلنجر الأصغر بين ثلاثة أبناء. اغتال أخوها فريتز خلال محرقة اليهود (الهولوكوست) في أوروبا، وهاجرت أختها دورا إلى الولايات المتحدة. خلال مراهقتها، بدأت تيلي بفقدان سمعها، حتى وصل بها الأمر إلى الاستعانة بأجهزة سمعية، فأصبحت صماء بشكل تام عند بلوغها سنّ الرشد، ما جعل اعتمادها على تلك الأجهزة اعتمادًا كليًا. تلقّت إيدنجر تعليمها في ثانوية شيلرشول وهي ثانوية للإناث في مدينة فرانكفورت، ثم انتقلت عام 1916 للدراسة في جامعة هايدلبرغ ومن بعدها جامعة ميونخ حيث حازت على بكالوريوس في فهم الحيوان لتنتقل مجددًا إلى جامعة فرانكفورت وتتابع الدراسة في مجال الجيولوجيا وفهم المستحاثات. وفي عام 1920، بدأت عملها على أطروحة الدكتوراه تحت إشراف البروفيسور فريتز ديفرمان في جامعة فرانكفورت. وفي عام 1921، نشرت أجزاء من رسالة الدكتوراه خاصتها في مجلة سكربرجيانا الألمانية. بعد حصولها على الدكتوراه، عملت إيلنجر في مركز جامعة فرانكفورت للجيولوجيا ودراسة المستحاثات مساعِدةً متطوعًة بين عامي 1921 و1927 لتنتقل بعدها وتتطوع في متحف سنيكنبرغ من العام 1927 حتى العام 1938.

حياتها اللاحقة

بدأت إيلنجر مسيرتها المهنية عام 1921 كباحثة مساعدة في فهم المستحاثات في جامعة فراكفورت واستمرت في منصبها هذا حتى العام 1927. في نفس السنة انتقلت لمتحف سيكنبرغ حيث تطوعت متخصصة في مستحاثات الفقاريات حتى عام 1938. أعطى لها عملها التعمق في دراسة الفقاريات وخاصة تطور أدمغتها وأجهزتها العصبية. من هنا كانت بداية دراسة تطور أدمغة المستحاثات في العالم. خطت إيلنجر منشورها الأول «أدمغة الأحافير» مرتكزة على اكتشافها لآثار كانت تطبعها أدمغة الفقاريت على الجانب الداخلي لجماجمها، ما جاز لفهماء الأحافير بتشريح أفضل للهياكل التي كانوا يكتشفونها.

استخدمت تيلي قوالب داخلية لمعاينة آثار الأدمغة على الجماجم وقد كانت هذه الطريقة شديدة التأثير في فهم المستحاثات.

بما أنها يهودية، فقد بدأت معاناتها مع صعود النازيين إلى الحكم عام 1933 حيث بدؤوا تطبيق قوانين عنصرية تستهدف اليهود. استمرت بعملها في المتحف بشكل سري لخمس سنوات حتى فضح أمرها وأجبرت على الهجرة.

وصلت إلى نيويورك يوم 11 مايو1940 واستطاعت الحصول فور وصولها على منصب في متحف هارفرد لفهم الحيوان المقارَن، حيث نشرت ثاني عمل لها وهو«تطور أدمغة الأحصنة» عام 1948، أي بعد ثلاثة سنوات من حصولها على الجنسية الأمريكية.

طلبت إجازة لمدة عام من المتحف لتعمل أستاذة جامعية وتدرّس مادة فهم الحيوان في جامعة ويلسلي الأمريكية، لكنها أجبرت على الاستنطقة بسبب تدهور سمعها بشكل كبير، لم تعد الأجهزة المساعدة تسعفها. اختيرت رئيسة مجتمع دراسة أحافير الفقاريات لعامي 1963 و1964 كاعتراف من المجتمع الفهمي الأمريكي بأهمية إنجازاتها التي أسست لفهم حديث لم يكن معروفًا من قبل. أطلق اسمها على عظام موجودة في العمود الفقري لبعض الأسماء (عظام تيلي). لم تنبتر تيلي عن زيارة فرانكفورت بعد سقوط النازية، وحين كانت تخطط لزيارة مسقط رأسها عام 1967، لم تسمع تيلي صوت سيارة قادمة باتجهاها وهي تعبر الطريق، فتعرضت لحادث صدم وماتت.

تعليمها

تلقّت تيلي إيلنجر تعليمها المبكر في المنزل وتتلمذت على يد مفهمة خاصة درّستها اللغتين الإنكليزية والفرنسية. كان أول تعليم رسمي حصلت عليه في ثانوية شيلر شول. لم يكن والدها داعمًا لاهتمامها بفهم الأعصاب لأنها أنثى، ولأن الاختصاص في ذلك الوقت كان حكرًا على الرجال. لكنها، وعلى الرغم من معارضته، أصرت على متابعة دراستها، فالتحقت بجامعة هايدلبرغ، ومن بعدها بجامعة ميونخ، وأنهتها حائزة على شهادة الدكتوراه في فهم الحيوان من جامعة فرانكفورت عام 1921.

إرثها الفهمي

فهم أعصاب الأحافير

تعتبر إيدنجر مؤسسة هذا الفهم في عشرينيات القرن الماضي في ألمانيا كما ساهمت في إدخال مفهوم الزمن على فهم الأعصاب مؤسسة لفهم حديث ومختلف لدماغ الفقاريات في زمنها.

الأدمغة القديمة

كانت دراسات إيلنجر ذات تأثير كبير في الوسط الفهمي، فقد ناقشت وأوضحت العلاقة بين الدماغ والجمجمة التي تحمله والقوالب التي استخدمتها لدراسة الأثر الذي تهجره الأدمغة على الحائط الداخلي للجماجم التي تحملها. شرحت أفكارها في أول إصدار فهمي لها عام 1921 مشروحة الفوارق على مستوى الدماغ بين أنواع مختلفة من البرمائيات.

تطور الدماغ

حدد والدها عالم الأعصاب لودفيغ عيدنجر المناطق الحديثة والقديمة من أدمغة الفقاريت لتأتي ابنته وتبني على ما أسسه الوالد، فبرهنت حتى تشريح الأدمغة القديمة مختلف عن مثيلاتها في زمننا الحاضر كما لاحظت حتى تطور الجهاز العصبي لدى الحيوانات لا يحدث بنفس السرعة أوالنسق كما تطور باقي الأعضاء.

قوالب الدماغ

قبل إيدنجر، كانت دراسة قوالب الدماغ محصورة بأشكال وأحجام تلك الأدمغة. لكن خبرتها في التشريح العصبي استطاعت حتى تحصل على معلومات أكبر من تلك القوالب وأهمها المعلومات العصبية.

حجم الدماغ

خالفت إيدنجر بدراساتها المعتقدات السائدة التي أرساها أوثنيل تشارلز مارش حين نطق حتى أحجام أدمغة الحيوانات ازدادت من الحقبة الوسطى إلى الحقبة الحديثة فنطقت أنه من المحال مقارنة أدمغة حيوانات من أنساب مختلفة، مستشهدة بأدلة من عدة حيوانات ازداد حجمها لكن أدمغتها صغرت.

إنجازاتها المهنية

الجوائز التي حصلت عليها

حازت إيدنجر خلال حياتها الكثير من الجوائز ومنها زمالة غوغنهايم عامي 1943 وعام 1944 كما حصلت على زمالة النساء الجامعيات الأمريكيات عامي 1950 و1951 والكثير غيرها من الشهادات الجامعية الفخرية من جامعات مختلفة.

توفيت عام 1967 عندما صدمتها سيارة، وبوفاتها لم تستطع إكمال عملها على فهم أعصاب المستحاثات، لكن زملاءها استمروا بالعمل ونشروا الورقة بعد وفاتها بمدة.

منشوراتها

خلال عملها في متحف سكنبرغ في مدينة هامبورغ، نشرت إيدنجر أول أعمالها بعنوان «أدمغة المستحاثات» ثم نشرت ثانيها أثناء عملها في متحف هارفارد كما ساهمت بتحضير فهرس عن مستحاثات الفقاريات لمتحف فهم الحيوانات المقارَن.

المراجع

↑ وصلة : https://d-nb.info/gnd/116356030 — تاريخ الاطلاع:تسعة أبريل 2014 — الرخصة: CC0
↑ معهد الشبكات الاجتماعية وسياق الأرشيف: https://snaccooperative.org/ark:/99166/w6w4166t — باسم: Tilly Edinger — تاريخ الاطلاع:تسعة أكتوبر 2017
↑ http://www.fembio.org/biographie.php/frau/frauendatenbank?fem_id=8428 — تاريخ الاطلاع:خمسة مايو2019
↑ Buchholtz, Emily A.; Seyfarth, Ernst-August (1999). "History of Neuroscience The gospel of the fossil brain: Tilly Edinger and the science of paleoneurology" (PDF). Brain Research Bulletin. 48 (4): 351–361. doi:10.1016/s0361-9230(98)00174-9. مؤرشف من الأصل (PDF) فيسبعة مايو2018.
↑ Seyfarth, Ernst-August; Buchholtz, Emily A. (August 2001). "The Study of "Fossil Brains": Tilly Edinger (1897–1967) and the Beginnings of Paleoneurology". BioScience. 51 (8): 674–682. doi:10.1641/0006-3568(2001)051[0674:TSOFBT]2.0.CO;2. ISSN 0006-3568.
↑ Suer 1999، صفحات 144–145.
^ "Tilly Edinger Facts". biography.yourdictionary.com. مؤرشف من الأصل في 23 مارس 2019. اطلع عليه بتاريخ 23 مارس 2019.
↑ Yount 1999، صفحات 55-56.
↑ Oakes 2002، صفحة 98.
↑ Buchholtz & Seyfarth 2001، صفحة 674.
^ Seyfarth, Ernst-August; Buchholtz, Emily A. (August 2001). "The Study of "Fossil Brains": Tilly Edinger (1897–1967) and the Beginnings of Paleoneurology". BioScience. 51 (8): 674–683. doi:10.1641/0006-3568(2001)051[0674:TSOFBT]2.0.CO;2. ISSN 0006-3568.
^ Yount 1999، صفحات 55–56.
↑ Suer 1999، صفحات 144-145.
^ "Book of Members, 1780–2010: Chapter E" (PDF). American Academy of Arts and Sciences. مؤرشف من الأصل (PDF) في 20 أكتوبر 2017. اطلع عليه بتاريخ 29 يوليو2014.
^ Buchholtz & Seyfarth 2001، صفحة 676.
^ Ogilvie & Harvey 2000، صفحات 400-401.