منهج الظواهر الوصفي في علم النفس

طُوّر منهج الظواهر الوصفي في فهم النفس من قبل عالم النفس الأمريكي أميديوجيورجي في بداية سبعينيات القرن العشرين. بنى جيورجي أسلوبه اعتمادًا على المبادئ التي أرساها فلاسفة مثل إدموند هوسيرل وموريس ميرلوبونتي، بالإضافة لما تعلّمه من خبرته المهنية السابقة في فهم النفس البدني. كان جيورجي رائدًا في حركة فهم النفس الإنساني واستخدام فهم الظواهر في فهم النفس والبحث الكيفي في فهم النفس ويستمر حتى يومنا هذا بتأييد أهمية استخدام نهج العلوم الإنسانية في المواضيع النفسية. عمل جيورجي على أكثر من 100 درس استخدم فيها منهج الظواهر الوصفي مع مجموعة متنوعة من المشاكل النفسية.

المنظور النظري

شجع جيورجي فهم الظواهر كحركة نظرية تتجنب ميولًا اختزالية معينةً مدعومةً من قبل الكثير من النُهج المعاصرة في البحث النفسي. بحسب المنظور الظواهري النفسي الذي تبناه جيورجي فإن الباحثين يشجعون على وضع افتراضاتهم المتعلقة بالظواهر المدروسة بين أقواس عبر الامتناع عن وضع معنى ثابت للواقع الموضوعي لهم وللمشاركين في التجربة المدروسة. هذا يسمح للباحثين بالتعامل مع أوصاف المشاركين دون الاضطرار إلى وضع معنى الوحدات الوصفية في فئات محددة مسبقًا. أحد المجالات المهمة لمنهج الظواهر الوصفي في فهم النفس هوالكيفية التي يفرق بها نفسه عن النُهج التفسيرية الدقيقة.

فيما يتعلق بهذا الموضوع، يتبع جيورجي إلى حدٍ كبيرٍ هوسيرل والذي يقترح حتى «كون الشيء معطىً وكونه مُفَسرًا ما هي إلا أوصافٌ لنفس الحالة من مستويين مختلفين من الحوار». في منهج الظواهر الوصفي هناك لحظاتٌ وصفيةٌ وأخرى تفسيريةٌ، لكن الباحث يبقى حذرًا في التعامل مع جميع نوع من التصرفات بطرقٍ فريدةٍ. يحصل الباحثون على إحساسٍ بالطرق التي عاشها المشاركون في التجارب المعطاة -التي وُصفت- من خلال نوعٍ من الانهماك التعاطفي مع المشاركين في التجربة والأوصاف التي يعطونها. خلال هذه العملية، يجب تجنب حدوث أي تفسير نظري أوتخميني وذلك لتجسيد المعنى المعاش كاملًا المتعلق بالأوصاف نفسها (جيورجي، 2009). يمكن حتى يحدث التفسير بعد ذلك بدرجات مختلفة خلال المراحل الأخرى من عملية البحث، لكن فقط إذا كان مرتبطًا بمضمون النتائج وليس بالمعنى الحي لتجارب المشاركين.

الحدس الظواهري

لا يتضمن منهج الظواهر الوصفي استنتاجًا ولا استقراءً لإيجاد المعنى، بل بدلًا عن ذلك يُطلب من الباحثين حتى يستشعروا ما مهم للظاهرة المدروسة. فالحدس في هذا المنطق (اتبّاع فلسفة فهم الظواهر) يعني ببساطة حتى يُدرك الموضوع (أوالحالة أوالمسألة أوالافتراض) في حالة من الافتراض. في سياق نهج البحث هذا يستخدم الحدس للتعهد على المعنى الحي لكل وصفٍ وذلك لربطه بما هومعروف عن الظاهرة المدروسة بشكلٍ عامٍ. هذه الأنماط من العموميات ليست احتمالاتٍ إحصائيةٍ وليست لها معنى متفق عليه عالميًا، لكنها تعتمد على المعاني الحية للأوصاف وكذلك على معنى الظاهرة المدروسة.

تحليل البيانات

يحرص منهج الظواهر الوصفي أثناء تحليل البيانات على حتى «تعكس النتائج وصفًا حذرًا للملامح الدقيقة للظاهرة المدروسة حين إدراكها من قبل الباحث» (جيورجي، 2009، الصفحة 130-131). في السلوك النفسي الظواهري، يجري التأكّد من حتى الأفعال النفسية للمشارك حقيقية في الوقت الذي تقلل فيه المواضيع التي تكون هذه الأفعال موجهةً إليها لما يظهر مناسب نفسيًا للتجربة المدروسة. هذا يعني حتى يتعامل الباحث مع الظاهرة وفق «حالتها المناسبة من الإدراك الذاتي وبالتالي تحقيق الموضوعية الفهمية فيما يتعلق بنهج تقليل الظواهر» (سكانلون، 1977). بهذا النهج يصل فهماء النفس إلى درجة مناسبة من الفهم، بالإضافة لمساعدة الباحثين في الحصول على حدس تعاطفي للتجارب بحسب منطق إيوجيني غيندلين. يُقرأ جميع وصفٍ يعطيه المشاركون بتمعنٍ للوصول إلى إحساسٍ أفضل بكامل الحالة التي تحدث فيها التجربة. ثم يتعامل الباحث مع جميع وصفٍ بشكلٍ مفردٍ عندما يقرأ الباحث وحدات المعنى المتنوعة ضمن البيانات لجعل الأوصاف أكثر طواعيةً. بعد تحليل جميع وصفٍ إلى وحداتٍ منفصلة، يمكن حتى تُحوّل جميع وحدةٍ من اللغة التي أُعطيت بها إلى وحدات معنى ذات حساسيةٍ نفسيةٍ ويساعد في ذلك اختلاف القدرة على التخيّل. يقصد من هذه العملية تجسيد آفاق المعنى الحي بشكلٍ أكبر لتوسيع الاحتمالات الملازمة للظاهرة المدروسة. وأخيرًا، بعد حتى تخضع جميع الأوصاف لهذه المراحل، يُسعى للحصول على البُنى النفسية العامة بالمعنى الموصوف أعلاه.

المراجع

^ Giorgi, Amedeo. (2009). The Descriptive Phenomenological Method in Psychology. Duquesne University Press: Pittsburgh, PA.
^ Wertz, F. J. (2005). Phenomenological research methods for counseling psychology. Journal of Counseling Psychology, 52(2), 167-177.
^ "Archived copy". مؤرشف من الأصل في 03 ديسمبر 2013. اطلع عليه بتاريخ 09 فبراير 2013. صيانة CS1: الأرشيف كعنوان (link)
^ Giorgi, Amedeo. (1970). Psychology as a Human Science. New York : Harper & Row.
^ Giorgi, A. (2000). Psychology as a Human Science Revisited. Journal of Humanistic Psychology, 40(3), 56–73. doi:10.1177/0022167800403005
^ . مؤرشف من الأصل في 07 يوليو2018. اطلع عليه بتاريخ 06 يناير 2020. Invalid |script-title=: missing prefix (مساعدة)
^ http://www.apadivisions.org/division-32/about/history.pdf
^ Giorgi, A. (1986). Theoretical justification for the use of descriptions in psychological research. In P. Ashworth, A. Giorgi, & A. de Koning (Eds.), Qualitative research in psychology (pp. 3–22). Pittsburgh, PA: Duquesne University Press.
^ . مؤرشف من الأصل في 03 مارس 2016. اطلع عليه بتاريخ 06 يناير 2020. Invalid |script-title=: missing prefix (مساعدة)
^ Mohanty, J. N. (1985). The Possibility of Transcendental Philosophy. Springer.
^ . مؤرشف من الأصل في 03 مايو2019. اطلع عليه بتاريخ 06 يناير 2020. Invalid |script-title=: missing prefix (مساعدة)
^ Gendlin, E.T.(1978).Focusing.(firstedition).NewYork:EverestHouse.
^ Scanlon, J. (1977). Translator’s Introduction. In E. Husserl Phenomenological Psychology(ix–xv) The Hague. Nijhoff.