إدانة النساء في أستراليا
عودة للموسوعةكانت النساء المُدانات في أستراليا سجينات بريطانيات أوفدتهن الحكومة بشكل متزايد خلال فترة النقل التي استمرت بين عامي (1787 – 1768) لتطوير المسقط التأديبي في نيوساوث ويلز (ولاية أسترالية حاليًا) ليصبح مستعمرة قابلة للحياة. قابلت هذه النساء عقبات كبيرة أمام نيلهن الحرية واليُسر والاحترام. كان يتم تشغليهنّ في المعامل (شبيهة بإصلاحية الأحداث) إلا أنهن غالبًا ما اضطررن للبحث عن سكنهنّ الخاص، وكنّ تحت ضغط شديد لدفع ثمنه عبر تقديم خدمات جنسية. وبهذا النحو، اعتبرت جميع النساء المدانات عاهرات. إلا أنه سوء فهم رائج اعتبارهن مدانات أصلًا بالبغاء، ولم تكن جريمة قابلة للنقل.
خلفية
نظرًا للاعتماد على التصنيع ونموالأحياء الفقيرة، إضافة لحالة البطالة التي قابلها كلٌّ من البحّارة والجنود في أعقاب حرب الاستقلال الأمريكية، عانت إنجلترا من ازدياد مستوى الجريمة نحوثمانينيات القرن الثامن عشر. كانت السجون مكتظة؛ لم تكن هناك أي محاولة لفصل السجناء بناءً على التهمة أوالعمر أوالجنس.
وردًا على ازدياد مستوى الجريمة، بدأت الحكومة البريطانية بتطبيق عقوبات شديدة القسوة مثل الإعدام شنقًا أمام مرأى العامّة أوالنّفي خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، نُقل الكثير من المساجين إلى أستراليا لتمضية عقوبتهم هناك، نسبة صغيرة منهم كنّ من النساء (بين عامي 1788 - 1852)، فاق عدد الرجال المدانين النساء منهم بستة أضعاف. تراوحت السناء المُدانات بين بنات صغار ونساء عجائز، إلا حتى معظمهن كنّ في سن العشرين أوالثلاثين. دعت الحكومة البريطانية لإرسال المزيد من النساء «في سن للزواج» إلى أستراليا لتعزيز تنمية أسر المحكومين الطلقاء والمستوطنين الجدد.
بغض النظر عن الاعتقاد القائل بأن النساء المدانات خلال فترة النقل كنّ عاهرات، لم تُنقل أي امرأة بناءً على ذلك الأساس. كانت النساء المدانات يرسلن إلى أستراليا بناءً على ما يُعتبر اليوم جُنحة صغيرة (مثل سرقة شيء بسيط)، بعضهن لم يتلقين عقوبة لأكثر من سبع سنوات. كثيرًا ما كانت النساء يلجأن إلى البغاء بُعيد وصولهن إلى أستراليا كوسيلة للبقاء، إذ غالبًا ما اضطررن لإيجاد مسكن وفراش وشراء ملابس لوحدهن.
العائلة والزواج
شجعت الحكومة على الزواج وإنشاء الأسر بين المُدانين من الرجال والنساء نظرًا لنيتها في تطوير مستعمرة حرّة. هدفت الحكومة البريطانية إلى تأسيس مستعمرة في أستراليا بدلًا من الإبقاء عليها كمنطقة تأديبية. ذلك ما نادى الحكومة إلى إرسال مزيد من النساء إلى أستراليا كوسيلة لبناء شعب من السكان الأصليين. فور وصول المراكب التي تحمل النساء، كان المستعمرون يحتشدون قرب حوض السفينة يساومون عليهنّ كخدم. كان الاختيار الأول للضباط رفيعي المستوى. اتُّخذت بعض النساء كعشيقات، بينما اتُّخذ بعضهن الآخر كخادمات. لم تكن هناك أي قيود قانونية تجاه تلك التعيينات، لذا كان باستطاعة المستوطن طرد المرأة لديه بحريته. عندما كان يحدث ذلك، لجأت فرقة من النساء إلى البغاء بهدف إطعام أنفسهن وإيجاد مسكن لائق.
كان للمدانين من الرجال فرصة اختيار زوجة من معامل النساء عبر نظام يُدعى «خُطوبة المُدان». يمضى المدانون من الرجال إلى المصانع التي تعمل فيها النساء ليتفحصوهم عن قرب، وتقف النساء في صف منتظم إزاء تلك المناسبة. طالما رأى الرجل امرأة تعجبه، يقوم بعمل حركة تدل على سقط اختياره عليها. كانت معظم النساء تقبل ذلك العرض. وصفت تلك العملية غالبًا بكونها شبيهة بعملية اختيار العبيد.
صنّف الكاهن صموئيل مارسدن النساء المدانات بكونهن إما متزوجات أوعاهرات. طالما قامت امرأة بالقيام بعلاقة خارج إطار الزوجية، اعتبرها مارسدن عاهرة. عاش الكثير من الأزواج مع بعضهم بالمساكنة وبدون تعدد في العلاقات رغم كونهم غير متزوجين رسميًا، إلا حتى تلك النساء سُجلن على كونهن عاهرات. كانت إدانة النساء بمثابة وصمة عارٍ لا يستطعن التخلص منها لاختلافها عن مُثُل المرأة البريطانية؛ بكونها فاضلة ومهذبة وسيدة منزل.
المراجع
- ^ Hughes 244
- ^ Hughes 145
- ^ Hughes, Robert (1987). The Fatal Shore. نيويورك: Alfred A. Knopf. صفحة 97. ISBN .
- ^ The Journal and Letters of Lt. Ralph Clark – The University of Sydney. Retrieved 19 November 2012. نسخة محفوظة 24 مارس 2005 على مسقط واي باك مشين.
- صور وملفات صوتية من كومنز
التصنيفات: نساء أستراليات, قالب أرشيف الإنترنت بوصلات واي باك, مقالات يتيمة منذ يناير 2020, جميع المقالات اليتيمة, جميع المقالات التي بحاجة لصيانة, بوابة أستراليا/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات