الهمامة

الهمامة أحد أكبر قبائل تونس في الوقت الحالي. تترامي منازل هذه القبيلة على الغالبية العظمى من مجالات ولاية سيدي بوزيد في الوسط التونسي 350 كم جنوب العاصمة تونس وولاية قفصة وصولا إلى نواحي وادي يفترض أن على التراب الجزائري ( أقصى الجنوب الشرقي من الجزائر ). ينطق تنحدر قبيلة الهمامة من قبائل بني سليم الوافدة على تونس من الجزيرة العربية في أواسط القرن الثاني عشر ميلادي كما ورد ذلك عن ابن خلدون. على الأرجح يرجع الهمامة إلى ذباب بن ربيعة من فرع زعب. إلا حتى البحث والتحرِّي يرجّحان فرضية حتى الهمامَّة حلف قوي حول الأشراف من فيض همام من نسل اللفسة بعد زوال ملكهم. وقد ضم الحلف لفيفا من فروع قبائل عربية على غرار حرب وبني سليم وبني هلال.

تعتبر القبيلة البدوية من أكثر الفخوذ حيوية في الماضي حيث راوحت بين الترحال طلبا للمراعي والإغارة على قبائل الجوار. قد جمع رجال القبيلة على مهارات العرب من فروسية وقتال وجلد في الأسفار وتقفي للآثار وترويض للخيول وغيرها والكرم وحسن الضيافة والإجارة. إلا حتى الإغارة كانت سمة غالبة في حقبة تاريخية على أغلب القبائل العربية. ساهم الاحتلال الفرنسي في هجريز الهمامة في منازلهم المذكورة رغم تواصل ترحالهم لبعض العقود بوتيرة أضعف ثم تواصل تثبيت القبيلة من قبل النظام البورقيبي عقب الاستقلال.

التاريخ

تاريخيا، لعب الهمامة دورا مهما في النزاعات على السلطة في جميع مرة حيث كان الباي في جميع مرة يستنجد بها لقتال من ناوءه من قبائل أخرى مالت لصف خصومه. كما كان لهم دور مهم في ثورة علي بن غذاهم الذي أقنعهم هم وحلفائهم من قبائل نفات لفهمه بأهميتهم في رجحان الكفة له بموافقتهم وفشله بدونهم. وقد صدق حدسه فيهم حيث هبط الباي عند مطالبهم. ولكن تمادي علي بن غذاهم في المطالبة بمطالب شخصية من بينها تعيينات أقاربه على أعمال في الإيالة التونسية أوغر صدر من عاضده في ثورته عليه حتى نازله الهمامة ونفات بعد ذلك في نواحي القصرين فأسروا بعض أهله وقتلوا البعض الآخر.

ككل القبائل التونسية تصدى الهمامة بشراسة للفرنسيين وعسكر الباي الذي أمضى معهم الحماية الفرنسية بباردو. وقد نال بعضهم التشريد داخل ليبيا خوف آنتقام الفرنسيين المدججين بأعتى الأسلحة. بعد أيٌّاسهم من قدوم الجيش العثماني عاد المتحيزون لليبيا إلى منازلهم في قفصة وسيدي بوزيد.

لم يفتأ الهمامة طويلا حتى آنطلقوا يناوشون الفرنسيين في جميع ريع من تونس متحصنين بالجبال فقدموا الكثير من القادة الميدانيين البارزين مثل البشير بن سديرة ولزهر الشرايطي ومصباح لسود والسيد الغابري وصالح بن عبد الله فندولي وبلقاسم بن عمر الخصخوصي ونفر كثير منهم حتى وصل عدد الشهداء منهم في معركة واحدة دامت ساعات 56 شهيد بجهة المكناسي ولهم تقريبا في جميع جبل شهد قتالا للفرنسيين قبورا لشهدائهم الاشاوس.

تواصل عطاء الهمامة الذين تعرضوا بعد الاستقلال لتمزيق ضمهم إداريا وإضعاف دور أكابرها والتحيل لقتل ثوارها كما حصل ذلك مع لزهر الشرايطي بآتهامه بالخيانة العظمى من قبل بورقيبة ثم تهميش ممنهج تواصل مع نظام زين العابدين بن علي الدكتاتوري فبدرت منهم ثورة اولى بالرديف ثم ثورة ثانية تلت حرق محمد البوعزيزي بسيدي بوزيد لنفسه وضعت حدا لحقبة ظالمة. ينقسم الهمامة إلى عدة فخوذ كثيرة كبيرة ينحدر منها فروعا كثيرة تنقسم بدورها إلى عروش ( عشائر). من أكبر الفخوذ أولاد معمر وأولاد عزيز واولاد سلامة واولاد بويحي والدوالي وفرحان وتليل ...

من أكبر المدن التي تعهد اغلبية همامية مركز سيدي بوزيد ومركز قفصة وسيدي علي بن عون والمكناسي والرقاب ومنزل بوزيان وبئر الحفي والسند والمضيلة والمتلوي وسيدي عيش وسوق الجديد والرديف وام العرائيس والأرياف المحيطة بكل هذه المدن.