المثنوية هي النظرة الفلسفية التي ترى حتى هناك وجود لمصطلحين أساسيين، غالبا ماقد يكونا متعاكسين، مثل الخير والشر، النور والظلام، الذكر والأنثى ؛ ولكن ثمة أمر يجب تسليط الضوء عليه ؛ فالمصطلحات ممكن حتى تكون سليمة أوخاطئة حسب ما تدفعها حقيقة الأمور ؛ فالمثنوية ليس هي حبيسة المصطلحات بل هي عقيدة تبين حتى هناك ألهين أحدهما النور والخير والآخر الظلمة والشر وهي اندماج وثني قائم على تعدد الآلهة وأن ماني بن فاتك التي تنسب إليه المانوية من فرق الثنوية كان نصرانية تأثر بالمجوسية فدعى ما لم يدعيه المشركون الوثنيون ؛ وذلك حتى المشركين من جميع الأمم لم يكن أحد منهم يقول إذا للمخلوقات خالقين منفصلين متماثلين في الصفات فإن هذا لم يقله طائفة معروفة من بني آدم ولكن الثنوية من المجوس ونحوهم يقولون إذا العالم صادر عن أصلين النور والظلمة والنور عندهم هوإله الخير المحمود والظلمة هي الإله الشرير المذموم.

والثنوية هم الذين يقولون بأصلين للوجود، مختلفين تمام الاختلاف، جميع منهما له وجود مستقل في ذاته، وبدون هذين الأصلين لا يمكن فهم طبيعة الكون، الذي تتصارع فيه القوى المتضاربة، التي ينتمى بعضها إلى أحد المبدأين، وينتمى سائرها إلى المبدا الآخر، مما يعنى حتى حقيقة الوجود تنطوى على انقسام داخلى وتقابل ضرورى دائم بين أصلين، لكل منهما قوانينه وأطواره الزمنية الخاصة به، وأول من صاغ المصطلح هوالمستشرق البريطاني توماس هايد.

وقد اتفق المؤرخون في كتابة الملل والنحل وأصحاب الديانات وفرقها حتى الثنوية أربع فرق هي: المانوية والريصانية والمرتونية والمزدكية.

المانوية

الفرقة الأولى المانوية أتباع ماني وقد كان رجلا نقاشا خفيف اليد ظهر في زمن سابور بن ازدشير بن بابك وادعى النبوة ونطق إذا للعالم أصلين نور وظلمة وكلاهما قديمان فقبل سابور قوله فلما انتهت نوبة الملك إلى بهرام أخذ ماني وسلخه وحشا بجلده تبنا وعلقه وقتل أصحابه إلا من هرب والتحق بالصين ودعوا إلى دين ماني فقبل أهل الصين منهم وأهل الصين إلى زماننا هذا على دين ماني.

الريصانية

الثانية الريصانية: وهم يقولون بالنور والظلمة أيضا والفرق بينهم وبين المانوية يقولون إذا النور والظلمة حيان والديصانية يقولون إذا النور حي والظلمة ميتة.

المرتونية

الثالثة المرتونية: وهم يثبتون متوسطا بين النور والظلمة ويسمون ذلك المتوسط المعدل.

المزدكية

الرابعة المزدكية: اتباع مزدك بن نامدان كان موبذ موبذان في زمن قباذ ! بن فيروز والد أنوشروان العادل ثم ادعى النبوة وأظهر دين الإباحة وانتهى أمره إلى حتى ألزم قباذ إلى حتى يبعث إمرأته ليمتع بها غيره فتأذى أنوشروان من ذلك الكلام غاية التأذي ونطق لوالده اهجر بيني وبينه لأناظره فإن بترني طاوعته وإلا قتلته فلما ناظر مع أنوشروان انبتر مزدك وظهر عليه أنوشروان فقتله وأتباعه وكل من هوعلى دين الإباحة في زماننا هذا فهم بقية اولئك القوم.

وعلي ذلك فليست المسألة في المصطلحات فالمسألة حتى الثنوية أبتدعت ألة كثيرة تخلق وتسير قوانين الطبيعة، وهذا على خلاف عريض لجميع ملل وأديان البشر ؛ فإن جميع الخلق مفطورون على حتى هناك رباً واحداً هوالذي يخلق ويرزق ويسير الطبيعة لا ألهين أوآلهة لأنها حتماً تختلف وتصطدم فيما بينها ولا يمكن ان يبقى الكون كذلك فسيدنا إبراهيم والمسيح وموسى وكل الأنبياء بل حتى المعادين لهم لم يقولوا بتكافئ الألهة بل هي وسائط تهرع لإله واحد.

ظهوره

ظهر هذا الممضى منذ قديم لدى الإغريق، فأثر على أعظم فلاسفتهم كأفلاطون وأرسطو. إذ فرق أفلاطون بين عالم المادة وعالم المثل، وفرق أرسطوبين الهيولى والصورة، أوبين الموجود بالقوة والموجود بالعمل، وأن كانت الثنوية لديهما ممزوجة بنزوع واضح إلى الوحدة. وفي الشرق القديم نطق "ماني" مؤسس المانوية في فارس بالتقابل بين مبدأى الخير والشر، أوالنور والظلام، فالنور مصدر الخير، والظلام منشأ الشر، والخير والشر هذان لا يصدران عن شيء واحد، وهما مبدأن نشيطان فاعلان إلى الأبد. وقد يرى البعض حتى الزردشتية - بحكم ما في آرائها من مظاهر ثنوية - تجرى في نفس الاتجاه، لكننا إذ ذكرنا ما قلناه من حتى الثنوية تقول بأصلين جوهرين لا يمكن رد أحدهما إلى الآخر، أوردهما معا إلى مبدأ ثالث أسبق منهما فهمنا حتى الزردشتية أقرب إلى القول بالوحدة، وأن المثال السليم للثنوية إنما هوالمانوية، وأن الزردشتية أدنى إلى التوحيد في أساسها، فالشر عارض، والخير ينتصر في النهاية. وقد مثلت الثيولوجية المنبثقة عن المسيحية في العصور الوسطى ممضى الثنوية في نظرتها إلى الحياة البشرية على أنها صراع دائم بين الروح والبدن، وهوصراع ينتج عنه تحديد مصير النفس بعد الموت في الجنة أوفي النار، فإن انتصر البدن في ذلك الصراع فالمصير إلى النار، وإن انتصرت الروح فالمصير إلى الجنة، ولذلك اشتدوا في معاملة الجسد وحرموه من جميع لذة وراحة، لفتح أبواب الملكوت التي لا تفتح إلا للفقراء الزاهدين، وأيا ما كانته علاقة هذا التصور بالمسيحية الأصلية فقد تضخم هذا التقابل الوجودى، واتخذ طابع المبالغة الذي أثر على مختلف مجالات الفكر والحياة في العصور الوسطى. وفي العصر الحديث عبر ديكارت -بصورة- فلسفية أدق عن "الميتافيزيقية الثنائية" بقوله بالمبدأين، وهما: "الذهن والمادة" فكل من الذهن والجسم قائم بذاته، تختلف صفات جميع منهما عن الآخر، بل يستبعد جميع منهما الآخر، فماقد يكون صفة للذهن لا يمكن حتىقد يكون صفة للمادة. وقد أدى هذا بديكارت إلى افتراض نوعين يسودان الوجود، فالطبيعة تخضع لقوى آلية تحكم مستقلة عن إرادة العقل، أما روح الإنسان فهى تلقائية ذاتية حرة خالصة، لا تخضع لأية حتمية تاريخية.

المصادر

  1. ^ "معلومات عن مثنوية على مسقط d-nb.info". d-nb.info. مؤرشف من الأصل في 13 ديسمبر 2019.
  2. ^ "معلومات عن مثنوية على مسقط jstor.org". jstor.org. مؤرشف من الأصل في 14 يونيو2019.
  3. ^ "معلومات عن مثنوية على مسقط enciclopedia.cat". enciclopedia.cat. مؤرشف من الأصل في 13 ديسمبر 2019.
  • معجم الفلسفة

اقرأ أيضاً

  • مثنوية (فلسفة العقل)
  • ديكوتومية
  • مثنوية الخصائص
  • عقلانية (فهم نفس)
تاريخ النشر: 2020-06-01 20:37:16
التصنيفات: مثنوية, 2 (عدد), مصطلحات فلسفية, صفحات تستخدم خاصية P227, بوابة الكنيسة الرومانية الكاثوليكية/مقالات متعلقة, بوابة فلسفة/مقالات متعلقة, بوابة الأديان/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات, قالب تصنيف كومنز بوصلة كما في ويكي بيانات

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

وزير الكهرباء: محطة الضبعة تسير بخطى سريعة بفضل دعم القيادة السياسية

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-03-12 18:22:46
مستوى الصحة: 43% الأهمية: 46%

مطرانية سمالوط للأقباط الأرثوذكس تستضيف كرنڤال (Win ..Win )

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-03-12 18:22:29
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 59%

«الإسكوا» خطة التنمية المستدامة معترفة بأهمية دور القطاع الخاص

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-12 18:22:06
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 56%

“درع أحسن لاعب في أفريقيا” بقائمة مسروقات فيلا الفرعون

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-03-12 18:22:23
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 63%

ساوثهامبتون يحرم مانشستر يونايتد من نقطتين و يكتفي بالتعادل

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-03-12 18:22:25
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 50%

آرسنال يصعق فولهام بثلاثية و ينفرد بالصدارة بفارق 5 نقاط

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-03-12 18:22:26
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 68%

البرلمان العربي يؤكد ضرورة تفعيل آلية قمة «COP 27»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-12 18:22:05
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 67%

قبل مواجهة البرازيل... الركراكي يفاجئ مزراوي

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-12 18:22:09
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 68%

وفد من البرلمان الأسترالي يشيد بحجم الإنجازات المصرية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-12 18:22:04
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 66%

ليبيا تدعو الشركات الأميركية للعمل في قطاع النفط

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-12 18:22:11
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 52%

رئيس الوزراء يستقبل نظيرته الدنماركية بمطار القاهرة

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-03-12 18:22:27
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 62%

«سعيد بن رحمه» يسجل التعادل للمطارق مع أستون فيلا

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-03-12 18:22:25
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 55%

رائدات عربيات.. سنية قراعة محاولات جادة في طريق الرواية التاريخية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-12 18:22:17
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 66%

تحميل تطبيق المنصة العربية