اتحاد تعهدات السلام

عودة للموسوعة

إن اتحاد تعهدات السلام هومنظمة غير حكومية تشجع السلمية، ومقرها في المملكة المتحدة. أعضاؤها هم المسقطين على التعهد التالي: «الحرب جريمة ضد الإنسانية. أنا أنبذ الحروب، ولذلك أنا مصمم على عدم دعم أي نوع من الحروب. كما أنني مصمم على العمل من أجل إزالة جميع مسببات الحرب»، وحملة لتعزيز السلام والحلول اللاعنفية للصراع. يشكل اتحاد تعهدات السلام القسم البريطاني من منظمة مناهضي الحرب الدولية.

التاريخ

التشكيل

تشكل اتحاد تعهدات السلام بمبادرة من هيوريتشارد لوري «ديك» شيبارد، كنسي كاتدرائية القديس بول، في عام 1934، بعد حتى نشر رسالة في مانشستر غارديان وغيرها من الصحف، ودع الرجال فيها (دون النساء) بإرسال بطاقات بريدية له ويتعهدون فيها بعدم دعم الحرب أبدًا. استجاب 135,000 رجل، وبالتنسيق مع شيبارد، القس الميثودي جون سي بي ماير، وآخرين، أصبحوا أعضاءً بشكل رسمي في الاتحاد. كان الهدف الأولي من تعهد الذكور هوالتصدي لفكرة حتى النساء فقط هنَّ من يشاركنَّ في حركة السلام. وفي عام 1936، فُتح باب العضوية للنساء، واعتُمدت صحيفة بيس نيوز (أخبار السلام)، التي تأسست حديثًا، كصحيفة أسبوعية لاتحاد تعهدات السلام. جمع اتحاد تعهدات السلام الكثير من الشخصيات العامة البارزة بصفتهم جهات راعية، بما في ذلك ألدوس هكسلي، وبيرتراند راسل، وستورم جيمسون، وروز ماكولاي، ودونالد سوبر، سيغفريد ساسون، وريجنالد سورنسن، وجي دي بيريسفورد، أورسولا روبرتس (التي خطت تحت الاسم المستعار «سوزان مايلز») والعميد فرانك بيرسي كروزير (ضابط سابق في الجيش تحول فيما بعد ليصبح من نادىة السلام). جذب اتحاد تعهدات السلام أعضاءً من مختلف الأطياف السياسية، بمن فيهم المسيحية السلمية والاشتراكية واللاسلطوية، وبحسب كلام العضوديريك سافاج عن الاتحاد نطق «هوكتلة غير محددة المعالم من محبي السلام ذووي النية الحسنة». في عام 1937 اندمجت حركة لا مزيد من الحرب رسميًا مع اتحاد تعهدات السلام. أصبح جورج لانسبوري، الذي كان مديرًا سابقًا لحركة لا مزيد من الحرب، رئيسًا لاتحاد تعهدات السلام، وشغل هذا المنصب حتى وفاته في عام 1940. في عام 1937 شكلت مجموعة من رجال الدين والفهمانيين بقيادة شيبارد الزمالة السلمية الأنجليكانية كمكمل أنجليكاني لاتحاد تعهدات السلام غير الطائفي. ارتبط الاتحاد بالمجموعة الويلزية، هيدوشواير سيمرو، التي أسسها غوينفور إيفانز. في مارس عام 1938، أطلق رئيس اتحاد تعهدات السلام جورج لانسبري أول بيان رسمي وحملة سلام. ناقشت الحملة فكرة الحرب للدفاع عن الديمقراطية وأن هذه الفكرة هي في الواقع متناقضة بحيث أنه «في فترة الحرب الكاملة، تغرق الديمقراطية تحت سيطرة الشمولية».

يخصص اتحاد تعهدات السلام جزءًا كبيرًا من عمله لتوفير المساعدات لضحايا الحرب. دعم أعضاؤها دارًا مكونًا من 64 طفلاً لاجئًا باسكيًا من الحرب الأهلية الإسبانية. خط وليام هيثرينغتون أمين المحفوظات في اتحاد تعهدات السلام حتى «الاتحاد شجع الأعضاء والمجموعات على رعاية اللاجئين اليهود من ألمانيا والنمسا وتشيكوسلوفاكيا ليتمكنوا من الوصول إلى المملكة المتحدة».

في عام 1938، عارض اتحاد تعهدات السلام التشريع المتعلق باحتياطات الغارات الجوية، وفي عام 1939 شن الاتحاد حملة ضد التجنيد الإجباري.

المواقف المتخذة تجاه ألمانيا النازية

وعلى غرار الكثيرين في ثلاثينيات القرن العشرين، أيد اتحاد تعهدات السلام جوانب التسوية، مع اقتراح بعض الأعضاء حتى ألمانيا النازية ستوقف عدوانها طالما عدم تطبيق الأحكام الإقليمية لمعاهدة فرساي.  دعمت سياسة نيفيل تشامبرلين في ميونيخ في عام 1938، فيما يتعلق بمزاعم هتلر عن السوديت باعتبارها مشروعة. في وقت أزمة ميونيخ، حاول الكثير من داعمي اتحاد تعهدات السلام إرسال «خمسة آلاف سلامي إلى السوديت كوجود غير عنيف»، إلا حتى هذه المحاولة لم تسفر عن أية نتائج.

سبب محرر بيس نيوز وداعم اتحاد تعهدات السلام جون ميدلتون موري وأنصاره في المجموعة جدلًا كبيرًا بحجة أنه ينبغي منح ألمانيا السيطرة على أجزاء من قارة أوروبا. وفي منشور الاتحاد، وارمونجير (نادىة الحرب)، نطق كلايف بيل إنه ينبغي السماح لألمانيا بـ «الاستحواذ على» فرنسا وبولندا والدول المنخفضة  والبلقان. ومع ذلك، لم تكن هذه أبدِا السياسة الرسمية لاتحاد تعهدات السلام، وسرعان ما أثار هذا الموقف انتقاد نشطاء آخرين في الاتحاد مثل فيرا بريتين وأندروستيوارت. غادر كلايف بيل اتحاد تعهدات السلام بعد ذلك بوقت قصير وبحلول عام 1940 تحولت اتجاهاته لدعم الحرب.

وكان بعض مؤيدي اتحاد تعهدات السلام متعاطفين مع المظالم الألمانية بحيث ادعت روز ماكولاي أنها وجدت صعوبة في التمييز بين صحيفة بيس نيوز الصادرة عن اتحاد تعهدات السلام وصحيفة حزب اتحاد الفاشيين البريطاني (بي يوإف)، قائلة: «أحيانًا أعتقد أنا (وآخرون) عند قراءة بيس نيوز، أننا حصلنا على صحيفة بلاك شيرت (صحيفة بي يوإف) عن طريق الخطأ». كان هناك تسلل فاشي في اتحاد تعهدات السلام وراقب المخط الخامس «اتصالات الاتحاد الفاشية الصغيرة».  بعد وفاة ديك شيبارد في أكتوبر 1937، اتهم جورج أورويل، المعادي دائمًا للسلام، واتهم اتحاد تعهدات السلام بـ «الانهيار الأخلاقي» وذلك بالأستاذ على حتى بعض الأعضاء انضموا إلى بي يوإف. على أي حال، يشير الكثير من المؤرخين حتى الوضع من الممكن حتىقد يكون معكوسًا، أي حتى أعضاء بي يوإف حاولوا التسلل إلى اتحاد تعهدات السلام. وفي 11 أغسطس 1939، انتقد نائب رئيس تحرير صحيفة بيس نيوز، أندروستيوارت، أولئك «الذين يعتقدون حتى عضوية الاتحاد البريطاني، المنظمة الفاشية للسير أوزوالد موزلي، متوافقة مع عضوية اتحاد تعهدات السلام». في نوفمبر 1939، أفاد ضابط من المخط الخامس حتى أعضاء رابطة الشمال من اليمين المتطرف كانوا يحاولون «الانضمام إلى اتحاد تعهدات السلام بشكل جماعي».

اختلف المؤرخون في تفسيراتهم  لمواقف اتحاد تعهدات السلام تجاه ألمانيا النازية. نطق المؤرخ مارك غيلبرت، «من الصعب التفكير في صحيفة بريطانية كانت ثابتة جدًا ومدافعة عن ألمانيا النازية كصحيفة بيس نيوز»، والتي رددت دون كلل مزاعم الصحافة النازية، وجرائم أحداث ليلة البلور التي كانت سمة منتظمة من سمات الحكم الاستعماري البريطاني. لكن ديفيد سي لوكويتز يقول: «من الهراء اتهام اتحاد تعهدات السلام بتأييده للنازية. وأكد منذ البداية حتى التفاني الأساسي كان من أجل السلام العالمي والعدالة الاقتصادية والمساواة العرقية»، ولكنه «كان يتعاطف كثيراً مع الموقف الألماني، الذي غالبًا ماقد يكون نتاجاً للجهل والتفكير السطحي». تشير الأبحاث التي أجراها المؤرخ ريتشارد تي غريفيثز، التي نُشرت في عام 2017، إلى انقسام حاد وجدل كبير في إدارة اتحاد تعهدات السلام، حيث كان محرروبيس نيوز أكثر استعدادًا للتقليل مخاطر ألمانيا النازية من الأعضاء التطبيقيين في اتحاد تعهدات السلام.

استمر الجدل حول مواقف اتحاد تعهدات السلام المُتخذة  تجاه ألمانيا النازية منذ الحرب. وفي عام 1950، وصفت ريبيكا ويست اتحاد تعهدات السلام، في كتابها معنى الخيانة، حتى «تلك المنظمة الغامضة كانت تقوم تحت اسم السلام بالكثير من الأعمال التي كانت من المؤكد تصب في مصلحة هتلر». أزال الناشرون العبارة من الطبعات اللاحقة من الكتاب بعد التصريحات التي قدمها اتحاد تعهدات السلام، إلا حتى ويست رفضت الاعتذار. وفي الآونة الأخيرة من عام 2017، زعم المعلق اليميني والكولونيل المتقاعد ريتشارد كيمب في برنامج غود مورنينغ بريتن (صباح الخير بريطانيا) حتى اتحاد تعهدات السلام كان «تهدئة خبيثة» لدعم منطقة النفوذ الألمانية لاستحواذها  على الدول المنخفضة. أنكر ذلك ممثل اتحاد تعهدات السلام في البرنامج، الذي ذكر حتى الاتحاد شن حملة ضد بيع الأسلحة للنظم الفاشية عندما كانت حكومة المملكة المتحدة تبيع الأسلحة لموسوليني.

المراجع

  1. ^ "About Us". www.ppu.org.uk. Camden: Peace Pledge Union. مؤرشف من الأصل في 22 ديسمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 03 نوفمبر 2018.
  2. ^ Andrew Rigby, "The Peace Pledge Union: From Peace to War, 1936–1945" in بيتر بروك (مؤرخ), Thomas Paul Socknat Challenge to Mars:Pacifism from 1918 to 1945. University of Toronto Press, 1999. (ردمك 0802043712) (pp. 169–185)
  3. ^ Martin Ceadel, Semi-Detached Idealists:The British Peace Movement and International Relations, 1854–1945. Oxford University Press, 2000 (ردمك 0199241171) (p. 334)
  4. ^ Martin Ceadel, Pacifism in Britain, 1914–1945 : the defining of a faith Oxford : Clarendon Press, 1980. (ردمك 0198218826) (pp. 321–22)
  5. ^ Juliet Gardiner The Thirties: An Intimate History, Harper Press, 2010, p.501.
  6. ^ PPU Archives نسخة محفوظة 30 مارس 2016 على مسقط واي باك مشين.
  7. ^ William Hetherington, "Peace Pledge Union" in The World Encyclopedia of Peace. Edited by لينوس باولنغ, إيرفن لاسلو, and Jong Youl Yoo. Oxford : Pergamon, 1986. (ردمك 0-08-032685-4) (p.243-7).
  8. ^ David C. Lukowitz, "British Pacifists and Appeasement: The Peace Pledge Union", Journal of Contemporary History, Vol. 9, No. 1, January 1974, pp. 115–127
  9. ^ James, Lawrence (2000). Warrior Race: A history of the British at war. London: Hachette UK. صفحة 620. ISBN .
  10. ^ , London: I.B. Tauris, 2003 "fascist"++PPU&source=bl&ots=hszXNghXLv&sig=J7f-sbQ4C7KFwtVHqHJ3itcbj8I&hl=en&ei=NbTDTe6NAtC2hAeIw_3yAw&sa=X&oi=book_result&ct=result&resnum=7&ved=0CEMQ6AEwBg نسخة محفوظة 16 مارس 2020 على مسقط واي باك مشين.
  11. ^ Griffiths, Richard (2017). What Did You Do During the War? The last throes of the British pro-Nazi Right, 1940-45. Abingdon: Routledge. صفحة 82. ISBN .
  12. ^ Griffiths, Richard (2017). What Did You Do During the War? The last throes of the British pro-Nazi Right, 1940-45. Abingdon: Routledge. صفحة 83. ISBN .
  13. ^ Griffiths, Richard (2017). What Did You Do During the War? The last throes of the British pro-Nazi Right, 1940-45. Abingdon: Routledge. صفحات 74–92. ISBN .
  14. ^ Good Morning Britain, broadcast on ITV1 on 27 October 2017
تاريخ النشر: 2020-06-01 20:44:45
التصنيفات: سلام, قالب أرشيف الإنترنت بوصلات واي باك, مقالات يتيمة منذ مارس 2020, جميع المقالات اليتيمة, جميع المقالات التي بحاجة لصيانة, بوابة المملكة المتحدة/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات, صفحات تستخدم خاصية P214, صفحات تستخدم خاصية P244, صفحات تستخدم خاصية P213

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

بريطانيا: مستعدون لمواصلة تقديم الدعم لأوكرانيا لسنوات

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-01-09 21:07:28
مستوى الصحة: 84% الأهمية: 96%

وزير الماء: تم تحديد 69 عينا مائية جديدة "تفجرت" بفعل زلزال الحوز

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-01-09 18:28:11
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 64%

وزير الماء: تم تحديد 69 عينا مائية جديدة "تفجرت" بفعل زلزال الحوز

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-01-09 18:28:06
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 66%

كورتوا: "بونو حارس مرمى رائع ويستحق الفوز بجائزة 'الأفضل' في العالم"

المصدر: البطولة - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2024-01-09 21:06:29
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 67%

كوريا الجنوبية تقر قانوناً يحظر تجارة لحوم الكلاب

المصدر: BBC News عربي - بريطانيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-01-09 21:06:54
مستوى الصحة: 91% الأهمية: 98%

إطلاق نار في واشنطن بالقرب من البيت الأبيض

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-01-09 21:07:30
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 90%

شركة "بوما" تفجر غضب المغاربة بسبب قمصان المنتخب الوطني

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-01-09 18:28:22
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 56%

شركة "بوما" تفجر غضب المغاربة بسبب قمصان المنتخب الوطني

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-01-09 18:28:14
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 57%

أنشيلوتي غير سعيد بمواجهة أتلتيكو في ثلاثة "دربيات" في أقل من شهر

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-01-09 21:07:13
مستوى الصحة: 77% الأهمية: 87%

تحميل تطبيق المنصة العربية