ثيوصوفية مسيحية
عودة للموسوعةالثيوصوفية المسيحية، المعروفة أيضًا بالثيوصوفية البوهيمية والثيوصوفيا، تشير إلى مجموعة من الاعتبارات داخل المسيحية والتي هجرز على بلوغ الفهم الواضحة والحقيقية لطبيعة الألوهية وأصل الكون وغايته. جرى وصفها كفلسفات صوفية. تُعتبر الثيوصوفية جزءًا من الباطنية الغربية، التي تؤمن بأن خبايا الماضي القديم من الفهم أوالحكمة تقدم طريقًا إلى التنوير والخلاص.
تنتمي الثيوصوفية المسيحية في جوهرها إلى التراث اليهودي المسيحي. يُعزى إيجاد الثيوصوفية المسيحية بشكل أساسي إلى الفيلسوف الألماني جايكوب بوهمه. كانت القبالة (القبلانية) اليهودية أيضًا من الأمور التي كوّنت الثيوصوفية المسيحية عند بوهمه وما بعده.
في عام 1875، اتُخذ مصطلح «الثيوصوفية» وأُعيد إحياؤه من قِبل المجتمع الثيوصوفي، وهومنظمة باطنية ولّدت حركة روحية دُعيت بالثيوصوفية أيضًا. في القرن العشرين، أصبحت الثيوصوفية موضوع دراسة لعديد من الباحثين في مجال الباطنية الغربية.
التطور التاريخي
في القرنين السابع عشر والثامن عشر، ظهرت الثيوصوفية المسيحية وحركة التقوية استجابة لعقيدة الإصلاح اللوثري.
لا أخط بالطريقة الوثنية، لكن بالطريقة الثيوصوفية. - جايكوب بوهمه.
ساهم عمل المتصوف المسيحي الألماني جايكوب بوهمه (1575 – 1624) في القرن السابع عشر بشكل كبير في انتشار استخدام حدثة «الثيوصوفية»، رغم حتى بوهمه نادرًا ما استخدم هذه الحدثة في كتاباته. استند هذا الانتشار على عنوان بعض من أعماله، لكن يظهر حتى هذه العناوين قد اختيرت من قِبل المحررين أكثر مما اختيرت من قِبل بوهمه. أيضًا، منح بوهمه حدثة «ثيوصوفيا» معنى محددًا، مما يوضح أنه لم يكن يدمج الطبيعة مع الله. وُصف عمل بوهمه بكونه «تأسيسي» للثيوصوفية المسيحية. كان هنالك عدد قليل نسبيًا من الثيوصوفيين (أتباع الثيوصوفية) في القرن السابع عشر، لكن كان الكثير منهم غزيري الإنتاج. خارج ألمانيا، كان هنالك أيضًا ثيوصوفيون من هولندا وإنجلترا وفرنسا، منهم: يان بابتست فان هيلمونت (1618 – 1699)، وروبرت فلاد (1574 – 1637)، جون بورداج (1608 – 1681)، جاين ليد (1618 – 1704)، هنري مور (1614 – 1687) بيير بواريه (1646 – 1719) وأنتوانيت بورينيون (1616 – 1680). كثيرًا ما تقصى أتباع الثيوصوفية في تلك الفترة عن الطبيعة مستخدمين طرق التفسير التي تقوم على أسطورة أووحي معينان، مستعينين بالخيال الخصب بهدف استخلاص معاني رمزية وواصلوا السعي إلى الفهم من أجل الفهم الكامل لهذه الأسرار. في عمل أثانيسيوس كيرتشر أوديبوس أجيبتياكوس (أوديب المصري) (1652)، حدد كيرتشر حدثة ثيوصوفيا للميتافيزيقيا المرتبطة بمصر القديمة، وإلى الأفلاطونية المحدثة، إلى غير ذلك منح الحدثة مرة أخرى أحد معانيها الأكثر قبولًا، والتي هوالميتافيزيقيا السماوية.
في القرن الثامن عشر، أصبحت حدثة ثيوصوفيا مستخدمة على نطاق واسع بين بعض الفلاسفة. لكن، كان مصطلح «الثيوصوفيا» ما زال «غائبًا عمليًا» خلال القرن الثامن عشر في القواميس والموسوعات، إذ بدأ بالظهور أكثر فأكثر في بداية النصف الثاني من القرن التاسع عشر. استخدم الثيوصوفيون أنفسهم الحدثة بشكل ضئيل، على الأقل لحين منتصف القرن التاسع عشر. أدرج يوهان جايكوب براكر (1696 – 1770) فصلًا طويلًا حول الثيوصوفيا في عمله الضخم التاريخ النقدي للفلسفة (1741). كما أدرج أتباع الثيوصوفية جنبًا إلى جنب مع أتباع تيارات أخرى في الباطنية، والذي كان حينها مرجعًا معياريًا في تاريخ الفلسفة. بحلول القرن الثامن عشر، كانت حدثة ثيوصوفيا تستخدم عادةً بالاقتران مع الحكمة الكونية. يُعد مصطلح الثيوصوفيا مخصصًا بشكل أصح إلى العملية النقيضة للتفكر بالإله في سبيل اكتشاف مضمون الكون المادي (الملموس).
في إنجلترا، شكّل روبرت هيندمارش، صاحب مطبعة ذوخلفية ميثودية، «جمعية ثيوصوفية» عام 1783، لترجمة وطباعة وتوزيع كتابات سفيدنبوري. أُعيدت تسمية هذه الجمعية عام 1785 إلى «الجمعية البريطانية لنشر تعاليم الكنيسة الجديدة»، التي تتكون من المعتقدات السفيدنبورية. في فرنسا، منح دينس ديديروحدثة الثيوصوفيا اهتمامًا أكبر من الموسوعيين الآخرين في تلك الفترة من خلال إدراج منطقة عنها في موسوعته، التي نُشرت خلال عصر التنوير الفرنسي. تناولت الموضوعة بمعظمها أعمال براكلسوس وانتحلت «التاريخ النقدي للفلسفة» لبراكر بشكل أساسي.
تَبِعَت مجموعات مثل الأخوية المارتينية التي أسسها بابوس عام 1891، التيار الثيوصوفي المقترِن بالتقليد الإسلامي المسيحي اليهودي والباطنية الغربية. ثيوصوفيون خارج المجتمعات التي نشأت وتطورت الثيوصوفية فيها، من ضمنهم أشخاص مثل فلاديمير سولوفيوف (1853 – 1900)، الذي وُصفت وجهات نظره كما يلي: «على الرغم من حتى الفلسفة التجريبية والعقلانية ترتكزان على مبادئ خاطئة، فإنه يجري جمع أوضم محتوياتهما الموضوعية وتجربتهما الخارجية - الذين هما ركيزة الفهم الطبيعي والفكر المنطقي باعتبارهم أساس الفلسفة النقية - مع الفهم الصوفية في ما يوصف «بالفهم المتكاملة»، وهوما يعبر عنه سولوفيوف «الثيوصوفية»».
مراجع
- ^ Huss, Boaz (2013), "Forward, to the East: Mapthali Herz Imber's Perception of Kabbalah", Journal of Modern Jewish Studies, 12 (3): 398, doi:10.1080/14725886.2013.826464 CS1 maint: ref=harv (link)
- ^ A. Versluis, Magic and Mysticism, 2007.
- ^ Faivre 2000، صفحات 4–5
- ^ "Following a period of obscurity, it was then revived at the end of the nineteenth century by the Russian occultist Helena Petrovna Blavatsky" Partridge, C. (2013). Understanding the Dark Side. Chester: University of Chester. page 3
- ^ Goodrick-Clarke 2008، صفحة 87.
- ^ Faivre 2000، صفحة 13, see also p.19
- ^ Faivre 2000، صفحة 13
- ^ Faivre 2000، صفحات 10–11 Faivre's list of 17th century theosophers in North-Western Europe (including Germany) consists of roughly ten names.
- ^ Faivre 2000، صفحة 10-11 Henry More is added to the list by Faivre with some reservations
- ^ Faivre 2000، صفحة 14
- ^ OED 1989 v. XVII, p. 903.
- ^ Faivre 2000، صفحة 47 (Diderot is the one exception Faivre mentions)
- ^ Faivre 2000، صفحة 24
- ^ Faivre 1987، صفحة 467
- ^ Hindmarsh, Robert, Rise and Progress of The New Jerusalem Church In England, America and Other Parts, Hoderson and Sons, London 1861; (ردمك 1-4021-3146-1). Online [1] نسخة محفوظة 2011-07-19 على مسقط واي باك مشين.
- ^ Faivre 1987، صفحة 466
- ^ Faivre 2000، صفحات 18–19
- ^ Goodrick-Clarke 2008، صفحات 168-169.
- ^ Rix 2007، صفحة 98.
- ^ Nemeth IEP
التصنيفات: تعاليم باطنية غربية, ثيوصوفية, روحانية, فلسفة مسيحية, مدارس الفكر الروحانية, CS1 maint: ref=harv, قالب أرشيف الإنترنت بوصلات واي باك, مقالات يتيمة منذ مارس 2020, جميع المقالات اليتيمة, جميع المقالات التي بحاجة لصيانة, بوابة فلسفة/مقالات متعلقة, بوابة الأديان/مقالات متعلقة, بوابة علم الأساطير/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات, صفحات تستخدم خاصية P244