التجارب النووية البريطانية في الولايات المتحدة

عودة للموسوعة

بعد نجاح عملية غرابل التي انضمت من خلالها المملكة المتحدة إلى نادي الدول النووية الحرارية (الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت)، أطلقت بريطانيا مفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن معاهدة يمكن بموجبها تبادل المعلومات والمواد لتصميم أسلحتهم النووية واختبارها والحفاظ عليها. بلغت هذه الجهود ذروتها باتفاقية الدفاع المتبادل بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة عام 1958. كانت إحدى نتائج تلك المعاهدة السماح لبريطانيا باستخدام «مسقط اختبار نيفادا» في الولايات المتحدة لاختبار تصميماتهم وأفكارهم، وحصلت على دعم تام من الموظفين هناك، في لقاء «أخذ» البيانات الناتجة عن التجربة، وهوشرط مشهجر بين الطرفين. أصبح مسقط اختبار نيفادا، نتيجةً ذلك، ميدان اختبار لبريطانيا، ويخضع فقط للتخطيط المسبق ودمج نتائج اختباراتهم مع اختبار الولايات المتحدة. أدى ذلك إلى إجراء 24 اختبارًا تحت الأرض في مسقط اختبار نيفادا من عام 1958 حتى نهاية التجارب النووية في الولايات المتحدة في سبتمبر 1992.

وقّعت المملكة المتحدة معاهدة الحظر الكامل للتجارب النووية عام 1996 وصدقت عليها عام 1998، مؤكدةً التزام بريطانيا بإنهاء تجارب التفجير النووي في العالم.

الخلفية

كان لدى بريطانيا مشروعها الخاص للأسلحة نووية خلال الفترة الأولى من الحرب العالمية الثانية، وأُطلق عليه الاسم الرمزي «سبائك الأنابيب». وقّع جميع من رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل ورئيس الولايات المتحدة، فرانكلين روزفلت، اتفاقية كيبيك في مؤتمر كيبيك في أغسطس 1943، التي دمجت مشروع سبائك الأنابيب مع مشروع مانهاتن الأمريكي لإنشاء مشروع بريطاني أمريكي كندي مشهجر. كانت الحكومة البريطانية واثقة من مواصلة الولايات المتحدة تقاسم التكنولوجيا النووية، التي اعتبرتها اكتشافًا مشهجرًا، لكن قانون الطاقة الذرية للولايات المتحدة عام 1946 (قانون مكماهون) أنهى التعاون التقني فيما بينهما. شعرت بريطانيا بالخوف من ممارسة الولايات المتحدة لسياسية عدم التدخلية، مثلما وقع بعد الحرب العالمية الأولى، وهي حالة قد تضطر فيها بريطانيا إلى محاربة الأعداء وحدها، وقد خافت بريطانيا حتى تفقد مكانتها باعتبارها قوة عظمى لها تأثيرها على الشؤون العالمية. استأنفت، نتيجةً لذلك، جهودها التنموية الخاصة بها، التي أُطلق عليها الآن الاسم الرمزي «الأبحاث عالية التفجير».

كانت الحاجة إلى اختبار القنابل الذرية موجودة ضمنيًا في قرار تطويرها. اختار المسؤولون البريطانيون مواقع في الخارج لإجراء التجارب، نظرًا لعدم وجود مناطق مفتوحة ذات كثافة سكانية منخفضة في البلاد. كان المسقط المفضل هوأراضي التجارب في المحيط الهادئ للولايات المتحدة. أُرسل طلب لاستخدام المسقط إلى هيئة أركان الحرب الأمريكية المشهجرة، ولكن لم يتلقى البريطانيون أي رد حتى أكتوبر 1950، حين رفض الأمريكيون الطلب. اختُيرت جزر مونتيبيلوغير المأهولة في أستراليا باعتبارها مسقطًا بديلًا. استمرت المفاوضات مع الأمريكيين في تلك الأثناء. قدم أوليفر فرانكس، السفير البريطاني لدى الولايات المتحدة، طلبًا رسميًا في 2 أغسطس 1951 لاستخدام مسقط اختبار نيفادا. نُظِر إلى هذا الطلب بعين العطف من قِبل وزير خارجية الولايات المتحدة، دين آتشيسون، ورئيس لجنة الطاقة الذرية الأمريكية (إيه إي سي)، غوردون دين، ولكن عارض الطلب جميع من روبرت أ. لوفيت، نائب وزير الدفاع وروبرت ليبارون نائب وزير الدفاع لشؤون الطاقة الذرية. أراد جميع من لوفيت وليبارون، في ظل المخاوف الأمنية، إجراء الاختبارات من قِبل الأمريكيين، مع مشاركة بريطانية محدودة لفهماء بريطانيين مختارين. أيّد الرئيس هاري ترومان هذا الاقتراح الدفاعي في 24 سبتمبر 1951.

الاختبار

لم تحدد وكالة الدفاع الصاروخي مسقط اختبار نيفادا (إن تي إس) على وجه الخصوص لإجراء التجارب النووية البريطانية، لكنها قدم هيكل عمل عالي المستوى لحدوثها في ذلك المكان. أثار هذا الاحتمال السفير البريطاني لدى الولايات المتحدة، السير روجر ماكينز، في اجتماع مع رئيس لجنة الطاقة الذرية، غلين سيبورغ، والسير ويليام بيني، رئيس تطوير الأسلحة النووية في هيئة الطاقة الذرية البريطانية (يوكيه إيه إي إيه). خط ماكميلان خطابًا إلى الرئيس جون ف. كينيدي، في ثلاثة نوفمبر 1961، يطلب فيه استخدام مسقط اختبار نيفادا لاختبار سلاح الأخطبوط الكبير، وهورأس حربي بريطاني يحمل كيلوطن من مكافئ تي إذا تي مخصص للاستخدام مع صاروخ سكايبولت الأمريكي الذي جذب اهتمامًا كبيرًا من مصممي الأسلحة في الدول على جوانب المحيط الأطلسي. كان الرد إيجابياً، وأعرب سيبورغ فيثمانية فبراير 1962، مشيراً بالتحديد إلى وكالة الدفاع الصاروخي، أنه ستكون هناك تجربة نووية بريطانية في مسقط اختبار نيفادا. تطور هذا الأمر إلى إجراءات قبول للتجارب النووية البريطانية. تعين على مدير مؤسسة أبحاث الأسلحة النووية البريطانية (إيه دبليوآر إي) تقديم طلب إلى رئيس لجنة الطاقة الذرية، الذي تعين عليه بعد ذلك تقديم توصيات إلى الرئيس من خلال وزير الخارجية ووزير الدفاع. يجب حتى يوافق الرئيس ومجلس الأمن القومي على جميع اختبار.

تشكلت مجموعة عمل مشهجرة (جيه أودبليوأوجي) لتنسيق الاختبارات البريطانية. ظلت متطلبات الاحتواء وسلامة الاختبارات مسؤولية الحكومة الفيدرالية الأمريكية. لذا قررت مجموعة العمل المشهجرة أنه يتعين على المملكة المتحدة توفير أجهزة الاختبار وحزم التشخيص، في حين يتعين على الولايات المتحدة تقديم جميع شيء آخر، بما في ذلك حاوية الاختبار وكابلات البيانات التي تصل بينها وبين المقطورات مع معدات الإنضمام الأمريكية. أثار هذا الأمر إشكاليات تتعلق بالعلاقة بين حزم التشخيص البريطانية ومعدات الإنضمام الأمريكية. كانت هناك أيضًا قضايا تتعلق بالإجراءات، بشكل خاص فيما يتعلق باختبار الأجهزة الإلكترونية والميكانيكية. كان هناك عامل معقد آخر هوحتى الولايات المتحدة كان لديها مختبرين متنافسين للأسلحة النووية، هما مختبر لوس ألاموس الوطني ومختبر لورانس ليفرمور الوطني، اللذين تُنفذ بهما إجراءات مختلفة.

عُيّن دريك سياغر من مؤسسة أبحاث الأسلحة النووية البريطانية، في الاختبار الأول، في منصب المشرف على التجربة، وعُيّن روبرت كامبل من مختبر لوس ألاموس الوطني في منصب مدير الاختبار، وكانت هذه أنماط رؤساء الفرق البريطانية والأمريكية. أُجري الاختبار، الذي يحمل الاسم الرمزي «بامباس»، في 1 مارس 1962. كان أول اختبار تحت الأرض لبريطانيا. نجح نظام انفجار الأخطبوط الكبير الجديد ولكن النتيجة الإجمالية كانت مخيبة للآمال. استند الرأس الحربي آر أو.106(توني) إلى الرأس الحربي الأمريكي تستسي، غير أنه استخدم متفجرات تقليدية مختلفة وأكثر أمانًا ولكن أقل قوة من نوع إي دي سي 11. وكانت النتيجة حتى العائد أقل من تستسي، وصغير جدًا بحيث لا يمكن استخدامه عنصرًا رئيسيًا في الرأس الحربي سكايبولت. اُجري اختبار استئناف لما أصبح حجر الأساس لتصميم سلاح دبليوإي.177 الذي يحمل الاسم الرمزي «تيندراك» فيسبعة ديسمبر 1962، وحُكم عليه بالنجاح.

الاختبار دون الحرج

كانت الاستعدادات جارية لإجراء اختبار آخر عام 1992 عندما أعرب الرئيس جورج دبليو. بوش تعليق الاختبارات، مما أثار دهشة الأفراد الأمريكيين والبريطانيين في مسقط اختبار نيفادا. ومُدد هذا التعليق من قِبل خليفته، الرئيس بيل كلينتون. سقطت الولايات المتحدة معاهدة الحظر الكامل للتجارب النووية عام 1996، لكن مجلس الشيوخ الأمريكي فشل في التصديق عليها عام 1999. سقطت المملكة المتحدة معاهدة الحظر الكامل للتجارب النووية عام 1996، وصدقت عليها عام 1998 لتصبح، مع فرنسا، أول دولتين من الدول الخمس الحائزة للأسلحة النووية علانية التي تصدق عليها. أكد هذا التصديق التزام المملكة المتحدة بإنهاء اختبارات التفجير النووي في العالم.

استمرت التجارب النووية البريطانية دون الحرجة في الولايات المتحدة، ولا سيما إتنا (فيتو) في 14 فبراير 2002 وكراكاتوفي 23 فبراير 2006. تعد الاختبارات دون الحرجة أي نوع من الاختبارات التي تنطوي على مواد نووية وربما مواد كيميائية شديدة الانفجار والتي لا تنتج أي عائد عمدًا. يشير الاسم إلى عدم وجود كتلة حرجة من المواد الانشطارية. وهي النوع الوحيد من الاختبارات المسموح بها بموجب معاهدة الحظر الكامل للتجارب النووية التي وافقت عليها ضمناً القوى النووية الكبرى.

المراجع

  1. ^ Gowing 1964، صفحات 108–111.
  2. ^ Jones 2017، صفحات 1–2.
  3. ^ Gowing & Arnold 1974a، صفحات 181–184.
  4. ^ Cathcart 1995، صفحات 23–24, 48, 57.
  5. ^ Gowing & Arnold 1974a، صفحات 307–308.
  6. ^ Botti 1987، صفحات 74–75.
  7. ^ Wade 2008، صفحة 200.
  8. Moore 2010، صفحات 200-201.
  9. ^ Wade 2008، صفحة 204.
  10. ^ Wade 2008، صفحات 201-202.
  11. ^ Medalia، Jonathan(12 March 2008)."Comprehensive Nuclear-Test-Ban Treaty: Issues and Arguments". Congressional Research Service.RL34394
  12. ^ Medalia، Jonathan(11 March 2005)."Nuclear Weapons: Comprehensive Test Ban Treaty". Congressional Record Service.IB92099
تاريخ النشر: 2020-06-01 21:20:34
التصنيفات: العلاقات الأمريكية البريطانية العسكرية, المملكة المتحدة, أسلحة نووية, تاريخ المملكة المتحدة العسكري في القرن 20, مقالات يتيمة منذ مارس 2020, جميع المقالات اليتيمة, جميع المقالات التي بحاجة لصيانة, بوابة السياسة/مقالات متعلقة, بوابة المملكة المتحدة/مقالات متعلقة, بوابة الولايات المتحدة/مقالات متعلقة, بوابة طاقة نووية/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

غرق 14 مهاجرًا قبالة سواحل المغرب لدى محاولتهم الوصول إلى إس

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-12-29 15:23:09
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 58%

إصدار الضوابط المنظمة للإجراءات الجمركية السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-12-29 15:25:16
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 50%

الهلال والأهلي في اختبار الفيحاء والخليج - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2023-12-29 15:25:09
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 68%

بالصور.. قاعة أفراح شهيرة بالرباط تفجر موجة غضب واسع بين ساكنة حي المحيط

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-12-29 15:23:50
مستوى الصحة: 72% الأهمية: 83%

مكتب الإحصاء الأوروبي: المغاربة أكبر المتلقين لأوامر المغادرة من الاتحاد

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-12-29 15:23:58
مستوى الصحة: 74% الأهمية: 72%

جسم مجهول من أوكرانيا يدخل المجال الجوي البولندي

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-12-29 15:22:54
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 59%

سجن "دنيا باطمة" بات مسألة وقت وهذا ما ينتظرها خلال الأيام القادمة

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-12-29 15:23:54
مستوى الصحة: 63% الأهمية: 80%

الحكومة بغزة: أكثر من 29 ألف شهيد ومفقود حتى الآن

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-12-29 15:22:42
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 50%

حزب الله يدعو سكان جنوب لبنان لفصل كاميرات المراقبة بعدما اخ

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-12-29 15:22:48
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 63%

ولاية أمريكية ثانية تقضي بعدم أهلية ترامب للرئاسة

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-12-29 15:22:36
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 54%

الأونروا: قافلة مساعدات لغزة تعرضت لإطلاق النار من الجيش الاسرائيلي

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2023-12-29 15:26:21
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 69%

تعميم التعليم الأولي سيتيح إمكانية خلق قرابة 52 ألف منصب شغل جديد

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2023-12-29 15:26:24
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 63%

وكالة الأنباء اللبنانية: الاحتلال يشن غارات على مناطق عدة جن

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-12-29 15:23:02
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 54%

القسام: دمرنا دبابتين صهيونيتين من نوع ميركافا بقذائف "الياس

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-12-29 15:23:15
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 63%

تحميل تطبيق المنصة العربية