الغزو الأنغلو-روسي لهولندا

عودة للموسوعة

الغزوالأنغلو-روسي لهولندا (أوالحملة الأنغلو-روسية على هولندا أوحملة هيلدر) هي حملة عسكرية استمرت من السابع والعشرين من أغسطس حتى التاسع عشر من نوفمبر عام 1799 خلال حرب التحالف الثاني، وفيها غزت قوة استطلاع من القوات البريطانية والروسية شبه جزيرة شمال هولندا في الجمهورية الباتافية. كان للحملة هدفين استراتيجيين: تحييد الأسطول الباتافي والترويج لثورة أتباع الستاتهاودر السابق فيليم الخامس ضد الحكومة الباتافية. اعترض الغزوقوة صغيرة مشهجرة فرنسية-باتافية. تكتيكيًا، نجحت القوات الأنغلو-روسية مبدئيًا، إذ هزمت المدافعين في معارك كالانستوغ وكاربيندام، لكن المعارك اللاحقة لم تأتي كما تشتهي تلك القوات. بعد الهزيمة في كاستيركوم، قرر دوق يورك، القائد الأعلى البريطاني، تراجعًا استراتيجيًا إلى رأس الجسر الأصلي في أقصى شمال شبه الجزيرة. نتيجةً لذلك، عُقدت مفاوضات لتطبيق اتفاق مع القائد الأعلى للقوات الفرنسية-الباتافية، الجنرال غيوم ماري آن برون، الذي جاز للقوات الأنغلو-روسية بإخلاء رأس الجسر دون إلحاق الضرر بها. ومع ذلك، نجحت الحملة جزئيًا في هدفها الأول، إذ غنمت جزءًا مهمًا من الأسطول الباتافي.

خلفية تاريخية

في ثمانينيات القرن الثامن عشر، فشل تمرد وطني مناصر للفرنسيين بتأسيس جمهورية ديمقراطية دون آل أوراني-ناساو، عندما استعادت تلك العائلة سُلطتها بعد الغزوالبروسي لهولندا عام 1787. كانت الجمهورية الهولندية، المحكومة أيضًا من قبل الأورانيين، عضوًا في التحالف الأول المعارض للجمهورية الفرنسية الثورية عام 1792. في عام 1795، في نهاية حملتهم على الفلاندر، هزمت قوات الستاتهاودر فيليم الخامس الأوراني، وهُزم حلفاؤه البريطانيون والنمساويون من الجيش الفرنسي الغازي بقيادة الجنرال تشارلز بيشغرو، المعزز بعدد من الثوريين الوطنيين الهولنديين تحت قيادة الجنرال هيرمان فيلم دانديلز. أطيح بالجمهورية الهولندية؛ وفر الستاتهولدر من البلاد إلى لندن. وأعلِن قيام الجمهورية الباتافية.

رغم غزوالجمهورية القديمة عام 1795، لم تنته الحرب؛ غيرت هولندا تحالفاتها وشاركت بالكامل في الخراب المستمر، لكن دورها تغير. لم تكن فرنسا بحاجة إلى جيشها بقدر مواردها البحرية، إذ كانت فرنسا نفسها تعاني من نقص. في عام 1796، في ظل التحالف الجديد، بدأ الهولنديون برنامجًا للبناء البحري. مثل تزويد السفن الجديدة بالجنود مشكلة، لأن ضابط سلاح البحرية كان أورانيًا عنيدًا. أوقف الناس، مثل بطل دوجيربانك جان هندريك فان كينسبيرجين، خدماتهم. وبالتالي قاد البحرية الجديدة ضباط مثل جان ويليم دي وينتر، الذين كانوا من اللون السياسي المناسب، لكن خبرتهم كانت محدودة. أدى هذا مباشرةً إلى كوارث الاستسلام في خليج سالدانها عام 1796، ومعركة كامبرداون عام 1797. في كامبرداون، تصرفت البحرية الباتافية بثقة، لكن هذا لم يقلل الخسائر المادية، وكان على الجمهورية حتى تبدأ برنامج بنائها البحري من جديد. أدى هذا البرنامج إلى حمل قوة البحرية في باتافيا إلى القوة الكافية التي كان على بريطانيا العظمى حتى تقلق بشأن مساهمتها المحتملة في غزوفرنسي مهدد لإنجلترا أوأيرلندا.

حُلّ التحالف الأول عام 1797، لكن بريطانيا عثرت سريعًا على حليف حديث هوالإمبراطور الروسي بافل الأول. حقق الحلفاء الجدد بعض النجاحات في الحرب البرية ضد فرنسا، وخاصةً في الجمهورية الألبية التابعة والجمهورية الهيلفيتية إذ نجحت جيوش التحالف الثاني في دفع الفرنسيين إلى جبهة بعيدة في أوائل عام 1799. كان البريطانيون، وخاصةً رئيس الوزراء ويليام بيت الأصغر حريصين على الحفاظ على هذا الزخم من خلال مهاجمة أطراف أخرى من الإمبراطورية الفرنسية. بدت الجمهورية الباتافية هدفًا مناسبًا لمثل هذا الهجوم، إذ ضغط الأمير الأوراني بقوة هذا الجهد العسكري لإعادته إلى مركزه، وذلك بقيادة العملاء الأورانيين البريطانيين إلى الاعتقاد بأن قبضة فرنسا على جمهورية باتافيا كانت ضعيفة وأن هجومًا حازمًا من قبل البريطانيين على أمستردام سيؤدي إلى انتفاضة ضخمة ضد الفرنسيين. كان الحافز الإضافي هوحتى الحملة المشهجرة ضد الهولنديين كانت شرطًا للاتفاق مع الروس في 28 ديسمبر 1798. في ذلك الاتفاق، وضع الإمبراطور بافل الأول 45 ألف جندي روسي تحت تصرف التحالف لقاء الدعم البريطاني. فُصلت هذه الاتفاقية في اتفاق بتاريخ 22 يونيو1799، إذ وعد بافل بتزويد قوة من سبعة عشر كتيبة من المشاة، وسريتين من المدفعية، وسرية واحدة من الرواد (المختصين بالأعمال الهندسية)، وسرب واحد من الخيّالة للبعثة إلى هولندا؛ أي ما مجموعه 17,593 رجل. في اللقاء، وعدت بريطانيا بدفع إعانة قدرها 88 ألف جنيه إسترليني، و44 ألف جنيه إسترليني أخرى شهريًا عندما تكون القوات في الميدان. قدمت بريطانيا العظمى بنفسها 13 ألف جندي وتأمين معظم سفن النقل والمرافقة البحرية.

الحملة

خريطة لشمال هولندا تعود للقرن التاسع عشر

بدايةً، لم يكن هدف الحملة المشهجرة التي خُطط لها عسكريًا بحتًا. افترض بيت حتى الهولنديين، مثل الإيطاليين والسويسريين، سيدعمون بحماس الغزوضد الفرنسيين. وفقًا للمؤرخ البريطاني سيمون شاما: «بمجرد إعلان المعيار الأوراني، افترض بيت حتى الجيش الباتافي سينتقل إلى قوات التحالف حتى آخر رجل، وأن جمهوريته ستنهار تحت الضغط العنيف». في نهاية المطاف، فشلت هذه التسقطات.

التحضيرات

جُمعت القوات البريطانية في محيط كانتربري تحت قيادة العميد السير رالف أبركرومبي. تألفت القوات في الغالب من المتطوعين من الميليشيات الذين سُمح لها الانضمام إلى أفواج منتظمة. بينما أبحر أسطول نقل بريطاني تحت قيادة الأدميرال هوم ريجز بوبهام إلى ريفال لجمع الوحدة الروسية، تقدم حشد القوات البريطانية بسلاسة. تقرر عدم انتظار عودة بوبهام بل إرسال فرقة تحت إمرة أبركرومبي لإنشاء رأس جسر كان يُؤمل حتى تنزل فيه القوات الروسية وقسم ثان تحت إمرة القيادة العليا المعينة للبعثة، دوق يورك.

كان السؤال: أين يمكن حتى يحدث هذا الإنزال البرمائي بشكل أفضل،يا ترى؟ نُظر في عدة مواقع على الساحل الهولندي. فضل الكثير من الاستراتيجيين إما مصب نهر الميز، أوقرب شيفينينغن، وكلاهما قدم فرصة لنشر القوات المهاجمة بسرعة وتهديد خطوط إمداد جيش الاحتلال الفرنسي في الجمهورية الباتافية. كانت معضلة هذه المواقع المياه الضحلة الخطرة قبالة الساحل الهولندي، ما جعل من الصعب التنقل في هذه المياه. لم يكن في أقصى شمال شبه جزيرة شمال هولندا ذلك العيب وبالتالي كان يمكن دعم الإنزال فيه من قبل قوة بحرية بريطانية في بحر الشمال. طرح ذلك المكان لمخططي الغزونفسه، لأن المنطقة لم تكن محصنة بما يكفي؛ كان مقر جزء كبير من الأسطول الهولندي (هدف مهم للبعثة) قريبًا، وكان من الممكن فصله على الأقل، إذا كان الهبوط ناجحًا؛ بدا حتى التضاريس تَعِد بإمكانية إحراز تقدم سهل على الهدف الاستراتيجي المهم المتمثل بمدينة أمستردام. اختيرت المنطقة الواقعة جنوب دن هيلدر كمكان للإنزال.

لم يخفِ البريطانيون استعداداتهم. ولذلك كانت السلطات في فرنسا وجمهورية باتافيا على فهم بها. لم يكن مسقط الإنزال المقصود معروفًا لهم، وبالتالي اضطروا إلى نشر قواتهم بشكل ضعيف للحماية من جميع الاحتمالات. تألف الجيش الباتافي في ذلك الوقت من فرقتين (كل منهما حواليعشرة آلاف رجل)، إحداهما بقيادة العميد دايندلز، والأخرى بقيادة العميد جان بابتيست دومونسو. اتخذ هذا الأخير مواقع في فرايزلاند وخرونينغن للحماية من الإنزال من بحر وادن أوتوغل من الشرق. وُضع داينديلس بالعمل في الجزء الشمالي من شمال هولندا، ومقره في سخاخن. قُسمت القوات الفرنسية (15 ألف فقط من مجموع 25 ألف جندي الذي دعت إليه معاهدة لاهاي) بين زيلند (نقطة إنزال منطقية أخرى، حيث حدثت في عام 1809 رحلة فالشيرن)، ووسط البلاد، تتراوح بين الساحل ونايميخن. وضع الجيش الفرنسي-الباتافي بأكمله تحت قيادة الجنرال الفرنسي برون.

مراجع

  1. ^ Schama, pp. 178–190
  2. ^ Schama, pp. 190–192
  3. ^ Schama, p. 235
  4. ^ Schama, pp. 282, 292
  5. ^ Plans for an invasion of Ireland, using a Batavian squadron, had reached an advanced stage in 1797; Schama, pp. 278–279, 281
  6. ^ Schama, p. 390
  7. ^ Campaign, p. 2; Schama, p. 390
  8. ^ Schama, p. 391
  9. ^ Campaign, p. 70; Ehrman, p. 257
  10. ^ Campaign, p. 4–6
  11. ^ Campaign, p. 4
  12. ^ Campaign, pp. 4–5
  13. ^ Campaign, pp. 5–6
تاريخ النشر: 2020-06-01 21:35:32
التصنيفات: 1799 في أوروبا, 1799 في الجمهورية الباتافية, تاريخ شمال هولندا, تاريخ هولندا العسكري, حملات حروب الثورة الفرنسية, عمليات برمائية تشمل المملكة المتحدة, عمليات حربية برمائية, عمليات روسيا العسكرية, عمليات عسكرية تشمل بريطانيا العظمى, نزاعات في 1799, تاريخ الجمهورية الباتافية العسكري, مقالات يتيمة منذ أبريل 2020, جميع المقالات اليتيمة, جميع المقالات التي بحاجة لصيانة, صور كما في ويكي بيانات, بوابة الحرب/مقالات متعلقة, بوابة هولندا/مقالات متعلقة, بوابة فرنسا/مقالات متعلقة, بوابة المملكة المتحدة/مقالات متعلقة, بوابة الإمبراطورية الروسية/مقالات متعلقة, بوابة علاقات دولية/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

وكيل أوسو كونان يكشف مقتل لاعب الأهلى السابق بالسم على يد ابن عمه

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-01-04 10:29:17
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 50%

لماذا تحب النساء الأكبر سنًا الرجال الأصغر: 12 سببًا محتملاً

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-04 10:26:15
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 50%

شبورة كثيفة تغطى سماء القاهرة الكبرى تصل للضباب حتى نهاية الأسبوع

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-01-04 10:29:40
مستوى الصحة: 37% الأهمية: 45%

اعتداءات متكررة على عاملين بإعدادية بالمدينة العتيقة بمراكش

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-04 10:27:03
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 83%

أجمل 20 صورة لـ "تفاحة السينما" ليلى علوى فى عيد ميلادها

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-01-04 10:29:03
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 49%

النشاط طوال اليوم أفضل من التمارين المنتظمة لكبار السن

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-04 10:26:11
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 69%

السيمو مخاطبا "البيجيدي": اثنى عشر سنة ما قالو نوقفوا باش نصليو العصر

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-04 10:26:20
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 55%

هل سينتهي وباء كورونا ومتغيراته قريبا؟ .. علماء يجيبون

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-01-04 10:29:35
مستوى الصحة: 40% الأهمية: 48%

سلبية مسحة محمد صلاح وتريزيجيه قبل الانضمام لمعسكر منتخب مصر غدا

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-01-04 10:29:22
مستوى الصحة: 32% الأهمية: 45%

الإعلان عن إصابة رئيس دولة مغاربية بفيروس كورونا

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-04 10:27:10
مستوى الصحة: 73% الأهمية: 83%

الأهلى يحتل المركز 28 عالميًا فى تصنيف أندية العالم

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-01-04 10:29:32
مستوى الصحة: 34% الأهمية: 50%

في عيد ميلادها..العمر الحقيقي لـ إلهام شاهين (فيديو)

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-01-04 10:26:39
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 62%

جدول أعمال المجلس الحكومي المزمع عقده الخميس المقبل برئاسة "عزيز أخنوش"

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-04 10:26:51
مستوى الصحة: 72% الأهمية: 78%

هلال جمادى الآخرة يزين سماء مصر الليلة.. يشاهد بالعين المجردة

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-01-04 10:29:20
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 44%

بعد تعثر عملية التلقيح.. وزارة الصحة تلجأ إلى "خيمة القرب"

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-04 10:26:26
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 58%

4 أخطاء تتسبب في ثبات الوزن.. أبرزها الإفراط فى التمارين

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-01-04 10:29:27
مستوى الصحة: 30% الأهمية: 44%

شبورة كثيفة وشوائب عالقة.. تفاصيل حالة الطقس حتى الأحد المقبل

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-01-04 10:29:07
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 46%

كيف تحافظ على منزلك من السرقة والمجرمين في فصل الشتاء؟

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-04 10:26:07
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 52%

بعد تصدرها التريند.. أبرز إطلالات مي عمر المثيرة للجدل (صور)

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-04 10:26:20
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 61%

تحميل تطبيق المنصة العربية