قراءة (القرآن)

عودة للموسوعة

القراءة هي عند القراء حتى يقرأ القرآن سواء كانت القراءة تلاوة بأن يقرأ متتابعا أوأداء بأن يأخذ من المشايخ ويقرأ. وقسّم القراء أحوال الإسناد إلى قراءة ورواية وطريق ووجه. فالخلاف إذا كان لأحد الأئمة السبعة أوالعشرة أونحوهم واتفقت عليه الروايات والطرق عنه فهوقراءة، وإن كان للراوي عنه فهورواية، وإن كان لمن بعده فنازلا فطريق أولا على هذه الصفة مما هوراجع إلى تخيير القارئ فوجه.

وقراءات القرآن أوفهم القراءات في الاصطلاح هوممضى يمضى إليه إمام من أئمة القراء، مخالفا به غيره في النطق بالقرآن الكريم مع اتفاق الروايات والطرق عنه، سواء أكانت هذه المخالفة في نطق الحروف أم في نطق هيئاتها. هذا التعريف يعهد القراءة من حيث نسبتها للأمام المقرئ كما ذكرنا من قبل؛ أما الأصل في القراءات فهوالنقل بالإسناد المتواتر إلى النبي والمقرئ هوالعالم بالقراءات، التي رواها مشافهة بالتلقي عن أهلها إلى حتى يبلغ النبي .

القراءات

لغة

القراءة لغة مصدر مفرد وجمعها قراءات، وقرأ الكتاب قراءة قُرءانا (بالضم) وقرأ الشيء قرآنا (بالضم) أيضا جمعه وضمه، ومنه سمي القرآن لأنه يجمع السور ويضمها، وقوله تعالى { إذا علينا جمعه وقرءانه أي قراءته وفلان قرأ عليك السلام وأقرأك السلام بمعنى، وجمع القارئ قرأة مثل كافر وكفرة، والقُراء بالضم والمد المتنسك وقد يحدث جمع قارئ.مختار الصحاح.

ضابط القراءة المقبولة

لقد ضبط فهماء القراءات القراءة المقبولة بقاعدة مشهورة متفق عليها بينهم، وهي:

جميع قراءة وافقت العربية ولوبوجه، ووافقت رسم أحد المصاحف ولواحتمالا، وتواتر سندها، فهي القراءة السليمة.

يتبين من هذا الضابط ثلاثة شروط هي:…

  • الشرط الأول: موافقة العربية ولوبوجه:

ومعنى هذا الشرط حتى تكون القراءة موافقة لوجه من وجوه النحو، ولوكان مختلفا فيه اختلافا لا يضر مثله، فلا يصح مثلا الاعتراض على قراءة حمزة. {واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام (سورة النساء:1) بجر الأرحام.

  • الشرط الثاني: موافقة خط أحد المصاحف ولواحتمالا:

وذلك حتى النطق بالحدثة قد يوافق رسم المصحف تحقيقا إذا كان مطابقا للمكتوب، وقد يوافقه احتمالا أوتقديرا باعتبار ما عهدنا حتى رسم المصحف له أصول خاصة تسمح بقراءته على أكثر من وجه. مثال ذلك: {ملك يوم الدين رسمت {ملك بدون ألف في جميع المصاحف، فمن قرأ: (ملك يوم الدين) بدون ألف فهوموافق للرسم تحقيقيا، ومن قرأ: {مالك فهوموافق تقديرا، لحذف هذه الألف من الخط اختصارا.

  • الشرط الثالث: تواتر السند:

وهوحتى تفهم القراءة من جهة راويها ومن جهة غيره ممن يبلغ عددهم التواتر في جميع طبقة.

أنواع القراءات حسب أسانيدها

لقد قسم فهماء القراءة القراءات بحسب أسانيدها إلى ستة أقسام:

  • الأول: المتواتر: وهوما نقله جمع غفير لا يمكن تواطؤهم على الكذب عن مثلهم إلى منتهى السند، وهذا النوع يضم القراءات العشر المتواترات.
  • الثاني: المشهور: وهوما صح سنده ولم يخالف الرسم ولا اللغة واشتهر عند القراء: فلم يعدوه من الغلط ولا من الشذوذ، وهذا تصح القراءة به، ولا يجوز رده، ولا يحل إنكاره.
  • الثالث: الآحاد: وهوما صح سنده وخالف الرسم أوالعربية، أولم يشتهر الاشتهار المذكور، وهذا لا يجوز القراءة. مثل ما روى على (رفارف جاء وعباقري حسان)، والصواب الذي عليه القراءة: {رفرف خضر وعبقري حسان (سورة الرحمن:76).
  • الرابع: الشاذ: وهوما لم يصح سنده ولووافق رسم المصحف والعربية، مثل قراءة: (ملك يوم الدين)، بصيغة الماضي في (ملك) ونصب (يوم) مفعولا.
  • الخامس: الموضوع: وهوالمختلق المكذوب.
  • السادس: ما يشبه المدرج من أنواع الحديث، وهوما زيد في القراءة على وجه التفسير.

وهذه الأنواع الأربعة الأخيرة لا تحل القراءة بها، ويعاقب من قرأ بها على جهة التعبير.

القراءات المتواترة

من الضروري والطبيعي حتى يشتهر في جميع عصر جماعة من القراء، في جميع طبقة من طبقات الأمة، يتفقون في حفظ القرآن، وإتقان ضبط أدائه والتفرغ لتعليمه، من عصر الصحابة، ثم التابعين، وأتباعهم إلى غير ذلك. ولقد تجرد قوم للقراءة والأخذ، واعتنوا بضبط القراءة أتم عناية حتى صاروا في ذلك أئمة يقتدى بهم ويرحل إليهم، ويؤخذ عنهم.

القراء حسب المدن

  • المدينة: أبوجعفر يزيد بن القعقاع، ثم شيبة بن نصاح، ثم نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم.
  • مكة: عبد الله بن كثير، وحميد بن قيس الأعرج، ومحمد بن محيصن.
  • الكوفة: يحيى بن وثاب، وعاصم بن أبي النجود الأسدي، وسليمان الأعمش، ثم حمزة بن حبيب الزيات، ثم الكسائي أبوالحسن علي بن حمزة.
  • البصرة: عبد الله بن أبي إسحاق، وعيسى بن عمر، وأبوعمروبن العلاء، ثم عاصم الجحدري، ثم يعقوب الحضرمي.
  • الشام: عبد الله بن عامر اليحصبي، وعطية بن قيس الكلابي، وإسماعيل بن عبيد الله بن المهاجر، ثم يحيى بن الحارث الذماري، ثم شريح بن زيد الحضرمي.

القراءات السبع والعشر

اتى الإمام أحمد بن موسى بن العباس المشهور بابن مجاهد المتوفى سنة (324هـ) فأفرد القراءات السبع المعروفة، فدونها في كتابه: القراءات السبع فاحتلت مكانتها في التدوين الرقمي، وأصبح فهمها مفردا يقصدها طلاب القراءات.

وقد بنى اختياره هذا على شروط عالية جدا، فلم يأخذ إلا عن الإمام الذي اشتهر بالضبط والأمانة، وطول العمر في ملازمة الإقراء، مع الاتفاق على الأخذ منه، والتلقي عنه، فكان له من ذلك قراءات هؤلاء السبعة، وهم:

  • نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم المدني، المتوفى سنة (169هـ).
  • عبد الله بن كثير الداري المكي، (45-120 هـ).
  • أبوعمروبن العلاء البصري، (70-154 هـ).
  • عبد الله بن عامر اليحصبي الشامي (21-118 هـ).
  • عاصم بن أبي النجود الأسدي الكوفي، المتوفى سنة (127هـ).
  • حمزة بن حبيب الزيات الكوفي، (80-156 هـ).
  • أبوالحسن علي بن حمزة الكسائي النحوي الكوفي، المتوفى سنة (189هـ).

ولم تكن هذه القراءات هي كلها بل هذه القراءات التي حددها ابن مجاهد لأنها وافقت الشروط التي وضعها. ولكل قارئ راويان يرويان عنه، فنافع المدني رواته: نطقون وورش، والمكي: قنبل والبزي، والشامي: هشام وابن ذكوان، وعاصم: حفص وشعبة، والبصري: الدوري البصري والسوسي، وحمزة: خلف وخلاد، والكسائي: الدوري الكسائي وأبى الحارث. وقد تابع الفهماء البحث لتحديد القراءات المتواترة، حتى استقر الاعتماد الفهمي، واشتهر على زيادة ثلاث قراءات أخرى، أضيفت إلى السبع، أضافها الإمام محمد الجزري، فأصبح مجموع المتواتر من القراءات عشر قراءات، وهذه القراءات الثلاث هي قراءات هؤلاء الأئمة:

  • أبوجعفر يزيد بن القعقاع المدني، المتوفى سنة (130هـ).
  • يعقوب بن اسحاق الحضرمي الكوفي، المتوفى سنة (205هـ).
  • خلف بن هشام، المتوفى سنة (229 هـ).

وهنالك قراءات أخرى شاذة لا يصح التعبد بها لكنه يستدل بها أحيانا من الناحية اللغوية وهذه القراءات اشتهر منها أربع والكثير غيرها موجود في بطون الخط.

القراءات الشاذة

وهي القراءات التي فقدت واحدا من أركان القراءة المقبولة أوأكثر، وهذه أنواع عديدة ولكل نوع حكم، والقراء الأربعة الذين أشهرهم ابن الجزري بالقراءات الشاذة ليسوا وحدهم المختصون بنقل هذه القراءات، بل إنها واردة عن كثيرين لكن لم يبرزهم أحد، وظهرت مؤخرا دراسة أفردت القراءات الشاذة عن القراء العشرة في مصنف واحد تحت اسم معجم القراءات الشاذة عن القراء العشرة.

القراءات وعلاقتها بالأحرف السبعة

بيان الأحرف السبعة في الحديث النبوي

في الحديث عن عمر بن الخطاب نطق: "سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، فاستمعت لقراءته، فإذا هويقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكدت أساوره في الصلاة، فتصبرت حتى سلم، فلببته بردائه، فقلت من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ، نطق: أقرأنيها محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت له: كذبت، أقرانيها على غير ما قرأت، فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئها، فنطق: "أوفده، اقرأ يا هشام"، فقرأ القراءة التي سمعته، فنطق رسول الله: "كذلك أنزلت" ثم نطق النبي صلى الله عليه وسلم:"اقرأ يا عمر"، فقرأت التي أقرأني. فنطق:"كذلك أنزلت، إذا هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرأوا ما تيسر منه". عن ابن عباس حتى الرسول صلى الله عليه وسلم نطق: " أقرأني جبريل على حرف، فلم أزل أستزيده، ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف". الأحرف جمع حرف، وله معان كثيرة، جمع منها صاحب القاموس المحيط الفيروز آبادي ما يلي: الحرف من جميع شيء طرفه وشفيره وحده ومن الجبل أعلاه المحدد وواحد حروف التهجي والناقة الضامرة أوالمهزولة أوالعظيمة ومسيل الماء وآرام سود ببلاد سليم وعند النحاة ما اتى لمعنى ليس باسم ولا عمل كما ذكر في القرآن: (ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به) أي على وجه واحد كأن يعبده على السراء لا على الضراء أوعلى شك أوغير طمأنينة من أمره.

ونطق صاحب القاموس في أحاديث الأحرف السبعة أنها سبع لغات من لغات العرب متفرقة في القرآن وأنسب المعاني للفظ الحرف هوالوجه وحدثة على في الحديث تدل على التوسعة والتيسير أي حتى القارئ يمكنه حتى يقرأ على سبعة أوجه يقرأ بأي حرف منها

تعريف الأحرف السبعة

لغة: الحرف في أصل كلام العرب معناه الطرف والجانب، وحرف السفينة والجبل جانبهما. اصطلاحا: سبعة أوجه فصيحة من اللغات والقراءات أنزل عليها القرآن الكريم ذلك الكتاب الحق الذي أنزل على رسول الله صلاة الله وسلامه عليه.

الأحرف السبعة والقراءات السبع

دلت النصوص على حتى المراد بالأحرف السبعة سبع لغات (أي لهجات باصطلاحنا المعاصر) هبط بها القرآن، والأحرف السبعة ليست هي القراءات السبع المشهورة، التي يظن البعض أنها الأحرف السبعة. وهذا يعده المختصون خطأ ناشئا عن الخلط وعدم التمييز بين الأحرف السبعة والقراءات. وهذه القراءات السبع إنما عهدت واشتهرت في القرن الرابع الهجري، على يد الإمام المقرئ ابن مجاهد الذي اجتهد في تأليف كتاب يجمع فيه قراءات بعض الأئمة المبرزين في القراءة، فاتفق له حتى اتىت هذه القراءات سبعا موافقة لعدد الأحرف، فلوكانت الأحرف السبعة هي القراءات السبع، لكان معنى ذلك حتىقد يكون فهم أحاديث الأحرف السبعة، بل العمل بها أيضا متوقفا حتى يأتي ابن مجاهد ويخرجها للناس وقد كثر تنبيه الفهماء في مختلف العصور على التفريق بين القراءات السبع والأحرف السبعة، والتحذير من الخلط بينهما.

حقيقة الأحرف السبعة

مضى بعض الفهماء إلى استخراج الأحرف السبعة باستقراء أوجه الخلاف الواردة في قراءات القرآن كلها سليمها وسقيمها، ثم تصنيف هذه الأوجه إلى سبعة أصناف، بينما عمد آخرون إلى التماس الأحرف السبعة في لغات العرب، فتكون بذلك ممضىان رئيسيان، نذكر نموذجا عن جميع منهما فيما يلي:

  • الممضى الأول: ممضى استقراء أوجه الخلاف في لغات العرب، وفي القراءات كلها ثم تصنيفها، وقد تعرض هذا الممضى للتنقيح على يد أنصاره الذين تتابعوا عليه، ونكتفي بأهم تنقيح وتصنيف لها فيما نرى، وهوتصنيف الإمام أبي الفضل عبد الرحمن الرازي، حيث نطق:"إن جميع حرف من الأحرف السبعة المنزلة جنس ذونوع من الاختلاف".
أحدها: اختلاف أوزان الأسماء من الواحدة، والتثنية، والجموع، والتذكير، والمبالغة. ومن أمثلته: {والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون (سورة المؤمنون:8)، وقرئ. {لأماناتهم بالإفراد.
ثانيها: اختلاف تصريف الأفعال وما يسند إليه، نحوالماضي والمستقبل، والأمر، وأن يسند إلى المذكر والمؤنث، والمتحدث والمخاطب، والفاعل، والمفعول به. ومن أمثلته: {فنطقوا ربنا باعد بين أسفارنا (سورة سبأ:19) بصيغة النادىء، وقرئ: {ربنا باعد عملا ماضيا.
ثالثها: وجوه الإعراب. ومن أمثلته: {ولا يضار محرر ولا شهيد (سورة البقرة:282) قرئ بفتح الراء وضمها. وقوله {ذوالعرش المجيد [البروج: 15] بحمل {المجيد وجره.
رابعها: الزيادة والنقص، مثل: {وما خلق الذكر والأنثى (سورة الليل:3) قرئ {الذكر والأنثى .
خامسها: التقديم والتأخير، مثل،{فيقتلون ويقتلون (سورة التوبة:111) وقرئ: {فيقتلون ويقتلون ومثل: {واتىت سكرة الموت بالحق ، قرئ: {واتىت سكرة الحق بالموت .
سادسها: القلب والإبدال في حدثة بأخرى، أوحرف بآخر، مثل: {وانظر إلى العظام كيف من الممكن أن ننشزها (سورة البقرة:259) بالزاي، وقرئ: {ننشرها بالراء.
سابعها: اختلاف اللغات: مثل {هل أتاك حديث موسى (سورة النازعات:15) بالفتح والإمالة في: {أتى و{موسى وغير ذلك من ترقيق وتفخيم وإدغام

فهذا التأويل مما جمع شواذ القراءات ومشاهيرها ومناسيخها على موافقة الرسم ومخالفته، وكذلك سائر الكلام لا ينفك اختلافه من هذه الأجناس السبعة المتنوعة.

  • الممضى الثاني: حتى المراد بالأحرف السبعة لغات من لغات قبائل العرب الفصيحة.

وذلك لأن المعنى الأصلي للحرف هواللغة، فأنزل القرآن على سبع لغات مراعيا ما بينها من الفوارق التي لم يألفها بعض العرب، فأنزل الله القرآن بما يألف ويعهد هؤلاء وهؤلاء من أصحاب اللغات، حتى هبط في القرآن من القراءات ما يسهل على جل العرب إذا لم يكن كلهم، وبذلك كان القرآن نازلا بلسان قريش والعرب. فهذان الممضىان أقوى ما قيل، وأرجح ما قيل في بيان المراد من الأحرف السبعة التي هبط بها القرآن.

أهمية الأحرف السبعة والقراءات

الأحرف السبعة والقراءات ظاهرة هامة اتى بها القرآن من نواح لغوية وفهمية متعددة، وفيما يلي موجز عنها بحسب ما قرره فهماء القراءات:

1- زيادة فوائد وإستيضاح معان جديدة من القرآن: ذلك حتى تعدد التلاوة من قراءة إلى أخرى، ومن حرف لآخر قد تفيد معنى جديدا، مع الإيجاز بكون الآية واحدة. ومن أمثلة ذلك آية الوضوء: {فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين (سورة المائدة:6)، قرئ: {وأرجلكم بالنصب عطفا على المغسولات السابقة، فأفاد وجوب غسل القدمين في الوضوء، وقرئ بالجر، فقيل: هوجر على المجاورة، وقيل: هوبالجر لإفادة المسح على الخفين، وهوقول جيد.

2- إظهار فضيلة الأمة الإسلامية وقرآنها: وذلك حتى جميع كتاب تقدم نزوله على القرآن، فإنما هبط بلسان واحد، وأنزل القرآن بألسن سبعة بأيها قرأ القارئ كان تاليا لما هبط في القرآن.

مؤلفات في فهم القراءت

  • القراءات الشاذة الواردة عن القراء العشرة منزلتها وأثرها في توجيه المعنى التفسيري وترجيحه د. مجتبى الكناني - (للتحميل)(جامعة أم القرى رقم15824)
  • الإمام أبوالقاسم الشاطبي ودراسة عن قصيدته حرز الأماني - (للتحميل)
  • البيان في عد آي القرآن - (للتحميل)
  • مخالفات النساخ ولجان المراجعة والتسليم لمرسوم المصحف الإمام - (للتحميل)
  • فن الترتيل وعلومه - (للتحميل)
  • إعراب القراءات السبع وعللها، تأليف أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن خالويه، - (للتحميل)
  • الإمالة والتفخيم في القراءات القرآنية حتى القرن الرابع الهجري دراسة مع تحقيق كتاب:الاستكمال لابن غلبون - (للتحميل)
  • الجعبري ومنهجه في كنز المعاني شرح حرز الأماني وجه التهاني مع تحقيق نموذج من الكنز، - (للتحميل)
  • القراءت الشاذة وتوجيهها النحوي - (للتحميل)
  • السبع في القراءات لابن مجاهد، - (للتحميل)
  • المكشاف عما بين القراءات العشر من خلاف تأليف د. أحمد محمد إسماعيل البيلي، - (للتحميل)
  • كتاب معاني القراءات لأبي منصور الأزهري محمد بن أحمد، - (للتحميل)
  • جمال القراء وكمال الإقراء تأليف أبي الحسن فهم الدين على بن محمد السخاوي، - (للتحميل)
  • الوقف على كلا وبل في القرآن، - (للتحميل)
  • ما انفرد به القراء السبع وتوجيهه في النحو، - (للتحميل)
  • موقف اللغويين من القراءات الشاذة، - (للتحميل)
  • لطائف الإشارات في فنون القراءات، المؤلف: القسطلاني، - (للتحميل)
  • تمكين المد في "آتى" و"آمن" و"آدم" وشبهه لمكي بن أبي طالب القيسي، - (للتحميل)
  • اللامات دراسة نحوية شاملة في ضوء القراءات القرآنية، - (للتحميل)
  • القواعد والإشارات في أصول القراءات تأليف القاضي أحمد بن عمر بن محمد الحموي، - (للتحميل)
  • القراءات القرآنية في ضوء فهم اللغة الحديث تأليف د. عبد الصبور شاهين، - (للتحميل)
  • القرءات القرآنية بين العربية والأصوات اللغوية منهج لساني معاصر، - (للتحميل)
  • الجوانب الصوتية في خط الاحتجاج للقراءات، - (للتحميل)
  • الإدغام الكبير للداني، - (للتحميل)

نقلة القراءات من الصحابة

الصحابة الذين نقل القراء العشرة قراءتهم عنهم: عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وأبوالدرداء وأبوموسى الأشعري. نطق المضىي في فهم القراء الكبار: «فهؤلاء الذين بلغنا أنهم حفظوا القرآن في حياة النبي ()، وأُخِذَ عنهم عرضاً، وعليهم دارت أسانيد قراءة الأئمة العشرة. وقد جمع القرآن غيرهم من الصحابة كمعاذ بن جبل وأبي زيد وسالم مولى أبي حذيفة وعبد الله بن عمر وعتبة بن عامر، ولكن لم تتصل بنا قراءتهم. فلهذا اقتصرت على هؤلاء السبعة ».

نطق الزركشي في "البرهان": «نطق أبوعمروالداني في المقنع: أكثر الفهماء على حتى عثمان بن عفان لما خط المصاحف جعله على أربع نسخ وبعث إلى جميع ناحية واحداً، الكوفة والبصرة والشام وهجر واحداً عنده. وقد قيل: أنه جعله سبع نسخ وزاد إلى مكة وإلى اليمن وإلى البحرين. نطق: والأول أصح وعليه الأئمة». ويقول السيوطي في "الإتقان" : «أُختُلف في عدة المصاحف التي أَرسلَ بها عثمان بن عفان إلى الآفاق. والمشهور أنها خمسة. وأخرج ابن أبي داود من طريق حمزة الزيات نطق: أوفدَ عثمان أربعة مصاحف. نطق أبوداود: وسمعت أبا حاتم السجستاني يقول: خط سبعة مصاحف فأوفد إلى مكة، والشام، وإلى اليمن، وإلى البحرين، وإلى البصرة، وإلى الكوفة، وحبس بالمدينة واحداً».

ولم يكتف عثمان بن عفان بإرسال المصاحف إلى الأمصار، وإنما بعث مع جميع مصحف واحداً من الصحابة أوالتابعين يقرئ من أوفد إليهم المصحف. وغالباً ما كانت قراءة هذا الصحابي توافق ما خط به المصحف. فقيل أنه أمر زيد بن ثابت حتى يقرئ بالمدني، وبعث عبد الله بن السائب مع المكي، والمغيرة بن شهاب مع الشامي، وأبا عبد الرحمن السلمي مع الكوفي، وعامر بن عبد القيس مع البصري. وهذا –لوصح– يرجح الرواية التي تنص على حتى النسخ كانت خمسة لا سبعة.

هل يشترط التواتر لكل قراءة؟

تواتر الأحرف التي تفردت بها بعض القراءات محل خلاف بين الفهماء. وأما فهماء السلف فلم يتعرضوا لقضية التواتر أصلاً. وهذا شيء مهم، فإذا لم ينص فهماء السلف على تواتر بعض الأحرف التي شذ بها حفص، فلا يقبل من متأخر حتى يدعي تواترها إلا بالدليل الصريح، وهومتعذر. وقد اختلف الفهماء من بعدهم في مسألة التواتر إلى خمسة أقوال:

1. القراءات ليست متواترة بل هي آحاد. وهوقول المعتزلة.

2. القراءات العشر فيها المتواتر، وغيره. وهورأي الشوكاني في "إرشاد الفحول". وهوالصواب إذا شاء الله. وقد نقله ابن الجزري في "النشر" عن الأئمة.

3. أنها متواترة فيما ليس من قبيل الأداء. وهوقول ابن الحاجب وقد تبعه بعض الأصوليين، وهوما صححه ابن خلدون في "المقدمة".

4. القراءات السبع متواترة عن القراء لا عن النبي (). وهوقول الزركشي في "البرهان"، وأبي شامة في "المرشد"، ونُقِلَ عن الطوفي.

5. الخامس: القراءات العشر متواترة إِلى رسول الله (). وهوقول أكثر المتأخرى ن.

واشترط مكي بن أبي طالب في "الإبانة عن معاني القراءات" في وجه صحة القراءة: «أن ينقل عن الثقات إلى النبي ()، ويكون وجهه في العربية التي هبط بها القرآن شائعاً، ويكون موافقاً لخط المصحف». ونطق كذلك: «وإنما الأصل الذي يعتمد عليه في هذا: حتى ما صح سنده، واستقام وجهه في العربية، ووافق خط المصحف، فهومن السبعة المنصوص عليها، ولورواه سبعون ألفاً متفرقين أومجتمعين. فهذا هوالأصل الذي بنى عليه في قبول القراءات».

إلى غير ذلك نرى حتى الفكر الذي كان يشيع في القرون الأربعة الأولى لا يشترط التواتر في سند القراءة المقبولة، لكن يشترط صحة السند فقط. وبهذا استدل أبوالقاسم النويري(شارح الطيبة)، وعلي النوري الصفاقسي (صاحب "غيث النفع في القراءات السبع") ومن تبعهما، على حتى مكياً ممن يرون "صحة السند" لا "التواتر" شرطاً في قبول القراءة. لكنه يشترط موافقة الشائع من اللغة العربية، وهذا فيه نظر.

إذ نجد الداني يعتبر القراءة سنة لا تخضع لمقاييس لغوية، وإنما تعتمد الأثر والرواية فحسب. فلا يردها قياس، ولا يقرّبها استعمال. فيقول: «وأئمة القراء لا تعمل في شيء من حروف القرآن على الأفشى في اللغة، والأقيس في العربية، بل على الأثبت في الأثر، والأصح في النقل. وإذا ثبتت الرواية لم يردّها قياس عربية، ولا فشولغة. لأن القراءة سنة متبعة، يلزم قبولها والمصير إليها». وما أبداه الداني لا يخلومن نظر أصيل. إذ القراءة إذا كانت مشهورة سليمة السند، فهي تفيد البتر، ولا معنى لتقييد البتر بقياس أوعربية. فالعربية إنما تصحح في ضوء القرآن، ولا يصحح القرآن في ضوء العربية. والنحويون يحتجون بأبيات شعر جاهلي يرويه أعراب مجاهيل. فما بالك بما ثبت حتى الرسول () قد قرأ به،يا ترى؟ أما موافقة رسم المصحف العثماني (ولواحتمالاً) فهذا محل إجماع تقريباً. لأن ما خالف رسم مصحف عثمان، ليس من العرضة الأخيرة.

نطق أبوشامة في كتابه "المرشد الوجيز": «ما شاع على ألسنة جماعة من متأخرى المقرئين وغيرهم، من حتى القراءات السبع متواترة. ونقول به فيما اتفقت الطرق على نقله عن القراء السبع، دون ما اختُلِفَ فيه. بمعنى أنه نفيت نسبته إليهم في بعض الطرق. وذلك موجود في خط القراءات، لا سيما خط المغاربة والمشارقة، فبينهما تباين في مواضع كثيرة. والحاصل أنّا لا نلتزم التواتر في جميع الألفاظ المختلف فيها بين القراء. أي بل منها المتواتر، وهوما اختلفت السابق على نقله عنهم. وغير المتواتر، وهوما اختلف فيه بالمعنى السابق. وهذا بظاهره يتناول ما ليس من قبيل الأداء، وما هوبقبيله».

نطق الزركشي في "البرهان" عن القراءات السبعة: «أما تواترها عن النبي ()، ففيه نظر. فإن إسناد الأئمة السبعة بهذه القراءات السبعة موجود في خط القراءات، وهي نقل الواحد عن الواحد، ولم تكمل شروط التواتر في استواء الطرفين والواسطة. وهذا شيء موجود في خطهم. وقد أشار الشيخ شهاب الدين أبوشامة في كتابه "المرشد الوجيز" إلى شيء من ذلك».

نطق الإِمام ابن الجزري في "النشر" : «كل قراءة وافقت العربية –ولوبوجه–، ووافقت أحد المصاحف العثمانية –ولواحتمالاً–، وصح سندها: فهي القراءة السليمة التي لا يجوز ردها... هذا هوالسليم عند الأئمة». ثم نطق --: «وقولنا "صح سندها": إِنما نعني به حتى يروي العدل الضابط عن مثله كذا حتى تنتهي. وتكون مع ذلك مشهورة –عند أئمة هذا الشأن الضابطين له– غير معدودة عندهم من الغلط أومما شذ بها بعضهم. وقد شرط بعض المتأخرى ن التواتر في هذا الركن، ولم يكتف فيه بصحة السند. وزعم حتى القرآن لا يثبت إِلا بالتواتر، وأن مجيء الآحاد لا يثبت به قرآن. وهذا لا يخفى ما فيه. وإذا اشترطنا التواتر في جميع حرف من حروف الخلاف، انتفى كثير من أحرف الخلاف الثابت عن هؤلاء الأئمة السبعة وغيرهم. ولقد كنت أجنح إلى هذا القول، ثم ظهر فساده». هذا ما ذكره الإِمام في نشره، وأجمله في نظمه الموسوم بـ"طيبة النشر في القراءات العشر" حيث نطق:

فكل ما وافق وجه نحوى * وكان للرسم احتمالاً يحوى

وصح إسناداً هوالقرآن * فهذه الثلاثة الأركان

وحيثما يختل ركن أثبت * شذوذه لوأنه في السبعة

وقد تحرر لجلال الدين السيوطي مع المقارنة فيما خطه ابن الجزري في "النشر"، حتى القراءات أنواع:

  • الأول: المتواتر، وهوما نقله جمع لا يمكن تواطؤهم على الكذب، عن مثلهم إلى منتهاه، وغالب القراءات كذلك.
  • الثاني: المشهور، وهوما صح سنده، ولم يبلغ درجة التواتر، ووافق العربية والرسم واشتهر عند القراء.
  • الثالث: الآحاد، وهوما صح سنده، وخالف الرسم أوالعربية، أولم يشتهر بالاشتهار المذكور، ولا يقرأ به.
  • الرابع: الشاذ، وهوما لم يصح سنده.
  • الخامس: الموضوع.
  • السادس: ما زيد في القراءات على وجه التفسير.

نطق ابن الجزري : «ونحن ما ندعي التواتر في جميع فرْدٍ مما انفرد به بعض الرواة أواختص ببعض الطرق. لا يدّعي ذلك إلا جاهل لا يعهد ما التواتر،يا ترى؟ وإنما المقروء به عن القراء العشرة على قسمين: متواتر، وسليم مستفاض متلقى بالقبول، والبتر حاصل بهما».

ونطق الشوكاني في "إرشاد الفحول" : «وقد ادُّعِيَ تواتر جميع واحدة من القراءات السبع، وهي قراءة أبي عمروونافع وعاصم وحمزة والكسائي وابن كثير وابن عامر. وادعي أيضا تواتر القراءات العشر، وهي هذه مع قراءة يعقوب وأبي جعفر وخلف. وليس على ذلك أثارة من فهم! فإن هذه القراءات جميع واحدة منها منقولة نقلا آحادياً، كما يعهد ذلك من يعهد أسانيد هؤلاء القراء لقراءاتهم. وقد نقل جماعة من القراء الإجماع على حتى في هذه القراءات ما متواتر وفيها ما آحاد، ولم يقل أحد منهم بتواتر جميع واحدة من السبع فضلا عن العشر، وإنما هوقول نطقه بعض أهل الأصول. وأهل الفن أبلغ بفنهم».

فالذي عليه المحققون أنه لا يشترط التواتر لأنه لا مرشد على اشتراطه، ولأن النبي () كان يبعث آحاد الصحابة لتعليم القرآن، وكانوا يسمعون الآية من الصحابي فيعملون بها ويقرؤون بها في صلواتهم. وكذلك لا تشترط موافقة القراءة السليمة الثابتة للمشهور في اللغة العربية. فقد هبط القرآن بسبعة ألسن. وليس بالضرورة حتى تكون هذه الألسن السبعة كلها مشهورة عندنا. وما اشتهر عند قبيلة، قد لا يشتهر عند أخرى. والله أفهم.

إن أسانيد القراءات تنقسم حالياً إلى أربعة أجزاء

  • الجزء الأول: من المعاصرين إلى ابن الجزري. وهذا متواتر بلا شك. فأسانيد العالم الإسلامي إلى ابن الجزري اليوم بالآلاف. ولكن يظل لدينا إشكال، وهوحتى ابن الجزري إنسان واحد، وجميع أسانيد القراءات العشرة المتصلة بالسماع والعرض اليوم تلتقي عند ابن الجزري ثم يبدأ تفرعها من عنده أيضاً، فكيف تكون متواترة في طبقة ابن الجزري،يا ترى؟ وحل هذا الإشكال من وجهين:

1) حتى تلاميذ ابن الجزري وهم كثيرون قد قرؤوا بالقراءات العشر على غير ابن الجزري، كما هومدون في تراجمهم. ولوحتى ابن الجزري شذ بشيء غير معروف عن غيره، لما قبلوه منه. فالإسناد –وإن اكتفي فيه تخفيفاً بذكر ابن الجزري لشهرته وإمامته وعلوسنده– إلا أنه كان معه معاصرون له كثر قرؤوا على شيوخه بما قرأ هوبه. وهؤلاء المعاصرون لهم تلاميذ كثيرون تتفرع عنهم أسانيد عديدة تبلغ حد التواتر.

2) حتى خط القراءات المسندة لها أسانيد عديدة مبثوثة في الأثبات الحديثية تبلغ حد التواتر من غير طريق ابن الجزري. وهذه الأسانيد –وإن كانت بالإجازة المجردة عن السماع– إلا أنها مع انضمامها إلى الإسناد المتصل بالسماع المار بابن الجزري، تزيده قوة إلى قوته.

  • الجزء الثاني: من ابن الجزري إلى أصحاب الخط المسندة في القراءات العشر كلها أوست أوسبع أوثماني قراءات منها أوأقل أوأكثر، مثل كتاب التيسير للداني وكتاب الكامل للهذلي وكتاب الكفاية لسبط الخياط وكتاب الروضة لابن المعدل وكتاب المصباح للشهرزوري وأمثالها. وهذا القسم متواتر أيضاً على أساس حتى ابن الجزري له أكثر من ألف إسناد في القراءات. وهذه الأسانيد ترجع إلى أكثر من خمسين كتابا مسندا في القراءات العشر، جميع كتاب منها قرأ ابن الجزري بما تضمنه من القراءات على العشرات من شيوخه بأسانيدهم إلى مؤلفي هذه الخط. وتفصيل ذلك موجود في كتاب النشر في القراءات العشر.
  • الجزء الثالث: من مؤلفي الخط المسندة إلى الرواة العشرين عن القراء العشرة (كل قارئ من العشرة عنه راويان) وهذا متواتر أيضاً. لأن خط القراءات المسندة –كما ذكرنا– أكثر من خمسين كتابا، ولكل كتاب منها عدة أسانيد إلى جميع راومن الرواة العشرين، تصل هذه الأسانيد إلى حد التواتر كما يستفاد من الخط نفسها. وقد حقق اليوم الكثير من هذه الخط التي هي أصول النشر، ووجد لها الكثير من النسخ المخطوطة النفيسة. وهذه الخط هي الأصول التي استقى ابن الجزري منها مادته في النشر.
  • الجزء الرابع: من الرواة العشرين إلى النبي (). وهذا الجزء: منه ما توافق فيه الرواة العشرون أومجموعة منهم يبلغون حد التواتر، فهذا لا إشكال فيه. وأكثر القرآن –بحمد الله– لا ينفرد فيه راو، بل يوافقه غيره من الرواة العشرين عن القراء العشرة. ومنه ما انفرد فيه راوأوعدد من الرواة لا يبلغ حد التواتر، وهومحل الإشكال...

فأحياناً ينفرد راومن هؤلاء الرواة العشرين بحرف، كانفراد حفص عن عاصم بقراءة قول القرآن {سوف يؤتيهم أجورهم (النساء: 152) بالياء، بينما الرواة التسعة عشر الباقون قرؤوا هذا الحرف بالنون {سوف نؤتيهم أجورهم . أوينفرد قارئ من العشرة بحرف، كانفراد يعقوب بضم هاء {نؤتيهم في الآية المذكورة (النساء: 152). أوينفرد راوأوقارئ بأصل من الأصول، كانفراد البزي عن ابن كثير بتشديد التاءات في العمل المضارع المحذوف إحدى التاءين تخفيفاً، نحو{وقبائل لتَّعارفوا ، {فتَّفرق بكم عن سبيله ، {ولا تَّجسسوا... وأمثال ذلك. (والكلام السابق مأخوذ من الشيخ وليد بن إدريس وفقه الله).

سبب الاقتصار على القراءات السبع

ونطق مكي بن أبي طالب: كان الناس على رأس المئتين (200هـ) بالبصرة على قراءة أبي عمروويعقوب، بالكوفة على قراءة حمزة وعاصم، بالشام على قراءة ابن عامر، بمكة على قراءة ابن كثير، بالمدينة على قراءة نافع. واستمروا على ذلك. فلما كان على رأس الثلاثمئة (300هـ)، أثبت ابن مجاهد اسم الكسائي وحذف يعقوب. نطق: والسبب في الاقتصار على السبعة –مع حتى في أئمة القراء من هوأجل منهم قدراً، ومثلهم أكثر من عددهم– حتى الرواة عن الأئمة كانوا كثيراً جداً. فلما تقاصرت الهمم، اقتصروا مما يوافق خط المصحف على ما يسهل حفظه وتنضبط القراءة به. فنظروا إلى من اشتهر بالثقة والأمانة، وطول العمر في ملازمة القراءة، والاتفاق على الأخذ عنه، فأفردوا من جميع مصر إماما واحداً. ولم يهجروا مع ذلك نقل ما كان عليه الأئمة غير هؤلاء من القراءات ولا القراءة به، كقراءة يعقوب وعاصم الجحدري وأبي جعفر وشيبة وغيرهم... انظر فتح الباري (9|31).

أي القراءات أصح وأصوب؟

وهنا قد يتساءل المرء، أي القراءات أصح وأصوب،يا ترى؟ وهذا السؤال خطأ. ولعل الأصح قولاً: أيهن الأقوى تواتراً،يا ترى؟ فأقواهن تواتراً هي قراءة نافع المدني، ثم تليها قراءة ابن عامر الشامي وقراءة ابن كثير المكي. وهناك قراءات فيها خلاف، أعني حتى بعض الناس ذمها وبخاصة قراءة حمزة وما تفرع عنها. وأما ما زعمه البعض من حتى انتشار رواية حفص عن عاصم هذه الأيام مرشد على أنها أصح، فليس في هذا القول إثارة من فهم. ولوكان صادقاً، لكانت انتشرت قبل العثمانيين بعصور طويلة. لكن الحقيقة معروفة.

فرواية حفص عن عاصم كانت رواية نادرة لم تنتشر ولا حتى بالكوفة، وإنما أخذ أهلها رواية عاصم عن أبي بكر. ثم لما ضنّ بها أبوبكر، اضطروا للأخذ بقراءة حمزة والكسائي رغم كراهيتهم لها، وما التفتوا لرواية حفص. ثم لونظرنا في العالم الإسلامي لوجدنا أنه خلال مدة من الزمن سادت قراءتي أبي عمروونافع على العالم الإسلامي. ولم يكن لرواية حفص عن عاصم ذكر. ثم مع قدوم الدولة العثمانية اعتُمِدت رواية حفص.

  • - رواية حفص عن عاصم
  • - رواية أبي الحارث عن الكسائي
  • - رواية إدريس عن خلف البزار
  • - رواية إسحاق الوراق عن خلف البزار
  • - رواية ابن جماز عن أبي جعفر
  • - رواية ابن ذكوان عن ابن عامر
  • - رواية ابن وردان عن أبي جعفر
  • - رواية البزي عن ابن كثير
  • - رواية الدوري عن أبي عمرو
  • - رواية الدوري عن الكسائي
  • - رواية السوسي عن أبي عمرو
  • - رواية خلاد عن حمزة
  • - رواية خلف عن حمزة
  • - رواية روح عن يعقوب الحضرمي
  • - رواية رويس عن يعقوب الحضرمي
  • - رواية شعبة عن عاصم
  • - رواية نطقون عن نافع
  • - رواية قنبل عن ابن كثير
  • - رواية هشام عن ابن عامر
  • - رواية ورش عن نافع

أُنظر أيضاً

  • القراء السبعة
  • قراءات شاذة

مراجع

  1. ^ كشاف اصطلاحات الفنون
  2. ^ النشر في القراءات العشر لابن الجزري
  3. ^ الروايات | طريق الإسلام نسخة محفوظة 07 يناير 2017 على مسقط واي باك مشين.
  4. ^ القراءات الشاذة الواردة عن القراء العشرة
تاريخ النشر: 2020-06-01 21:41:51
التصنيفات: روايات القرآن, أصحاب القراءات, قراءة القرآن الكريم, قالب أرشيف الإنترنت بوصلات واي باك, بوابة القرآن/مقالات متعلقة, بوابة الإسلام/مقالات متعلقة, بوابة العالم الإسلامي/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

إعتقال اثنين من أنصار برشلونة بسبب "التحية النازية" و"هتافات عنصرية"

المصدر: البطولة - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2024-04-11 18:07:04
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 62%

لويس إنريكي: "سنذهب إلى برشلونة برغبة كبيرة في القتال بقوة"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-11 15:26:15
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 59%

لويس إنريكي: "سنذهب إلى برشلونة برغبة كبيرة في القتال بقوة"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-11 15:26:08
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 53%

تحميل تطبيق المنصة العربية