صغد

صغد أوسّغد (بالطاجيكية Суғд) هي واحدة من تقسيمات إدارية الأربع وإحدى ولايات طاجيكستان الثلاث، وتقع بالشمال الغربي للبلد، مساحتها 25,400 كم² وتعداد سكانها حسب عام 2008 هو2,132,100 نسمة وكان التعداد عام 2000 هو: 1,870,000 وعام 1989 هو: 1,558,000 نسمة. وتحدها ولايات جیزاخ ونمنگان وسمرقند وفرغانة التابعة لجمهورية أوزبكستان وولاية أوش وباتكن التابعتين لجمهورية قرقيزستان، ويمر بها نهر سيحون. وقد كانت تسمى لينين أباد على اسم القائد الثوري الروسي فلاديمير لينين فترة الحكم السوفياتي حتى عام 1991، ثم لينين أوبود حتى 2000 ثم صغد.

ولهذه المنطقة تأريخ طويل حيث تقع فيها مدينة سرازم التأريخية التي يعود تأريخها إلى 5000 عام وكانت مركزاً مهماً لتعدين الفيروز. ويذكر كتاب تاريخ الخلفاء للسيوطي، ان المسلمين سيطروا عليها في زمن الوليد بن عبد الملك سنة 93 هجرية.

المدن

العاصمة هي خُجند (كانت تسمى لينين أباد)، وعدد السكان هو155,900 (إحصاء 2008). والمدن الكبرى هي:

جكالوفسك وسكانها 25,700.
غفوروف وسكانها 15,700.
اسفره وسكانها 40,600.
استرفشن وسكانها 60,200.
كان بادام وسكانها 47,100.
بنجاكنت وسكانها 35,900.

المقاطعات

تنقسم ولاية صغد إلى 14 مركز أوناحية (بالطاجيكية ноҳия) وتقرأ (نوحية):

ناحية عيني
ناحية أشت
ناحية غفوروف
ناحية غانجي
ناحية ظفرآباد
ناحية استروشن
ناحية اسفره
ناحية کان بادام
ناحية کوهستان مستچاه
ناحية مستچاه
ناحية سبتمن
ناحية پنجکنت
ناحية جبار رسولوف
ناحية شهرستان

ما ذكرة المؤرخون والجغرافيون

نطق اليعقوبي:

ومن بخارى إلى بلد الصغد لمن أخذ نحوالقبلة سبع مراحل، وبلد الصغد واسع، وله مدن جليله منيعه حصينه منها: دبّوسيه، وكشّانيه، وكشّ، ونسف، وهي نخشب. افتتح هذه الكور أعني كور الصغد قتيبه بن مسلم الباهلي أيام الوليد بن عبد الملك.

نطق الطبري:

خبر صلح قتيبة مع السغد وفي هذه السنة (سنة تسعين) جدد قتيبة الصلح بينه وبين طرخون ملك السغد.

ذكر الخبر عن ذلك:

نطق علي: ذكر أبوالسري عن الجهم الباهلي، نطق: لما أسقط قتيبة بأهل بخارى ففض جمعهم هابه أهل السغد، فرجع طرخون ملك السغد ومعه فارسان حتى وقف قريبا من عسكر قتيبة، وبينهما نهر بخارى، فسأل حتى يبعث إليه رجلا يحدثه، فأمر قتيبة رجلا فدنا منه. وأما الباهليون فيقولون: نادى طرخون حيان النبطي فأتاه، فسألهم الصلح على فدية يؤديها إليهم، فأجابه قتيبة إلى ما طلب، وصالحه، وأخذ منه رهنا حتى يبعث إليه بما صالحه عليه، وانصرف طرخون إلى بلاده، ورجع قتيبة ومعه نيزك.

نطق الطبري ایضاً:

وسرح قتيبة من كش ونسف أخاه عبد الرحمن بن مسلم إلى السغد، إلى طرخون، فسار حتى هبط بمرج قريبا منهم، وذلك في وقت العصر، فانتبذ الناس وشربوا حتى عبثوا وعاثوا وأفسدوا، فأمر عبد الرحمن أبا سقمية- مولى لهم- حتى يمنع الناس من استهلك العصير، فكان يضربهم ويكسر آنيتهم ويصب نبيذهم، فسال في الوادي، فسمي مرج النبيذ، فنطق بعض شعرائهم:

أما النبيذ فلست أشربه		أخشى أبا سقميه الكلب
متعسفا يسعى بشكته		يتوثب الحيطان للشرب

فقبض عبد الرحمن من طرخون شيئا كان قد صالحه عليه قتيبة، ودفع إليه رهنا كانوا معه، وانصرف عبد الرحمن إلى قتيبة وهوببخارى، فرجعوا إلى مرو، فنطقت السغد لطرخون: إنك قد رضيت بالذل واستطبت الجزية، وأنت شيخ كبير فلا حاجة لنا بك نطق: فولوا من أحببتم نطق: فولوا غوزك، وحبسوا طرخون، فنطق طرخون: ليس بعد سلب الملك إلا القتل، فيكون ذلك بيدي أحب إلي من حتى يليه مني غيري، فاتكأ على سيفه حتى خرج من ظهره نطق: وإنما صنعوا بطرخون هذا حين خرج قتيبة إلى سجستان وولوا غوزك.

نطق الطبري ایضاً:

نطق أبوجعفر: وفي هذه السنة (سنة ثلاث وتسعين) غزا قتيبة بن مسلم منصرفه من خوارزم سمرقند، فافتتحها. ذكر الخبر عن ذلك:

وخطب قتيبة الناس فنطق:إن الله قد فتح لكم هذه البلدة في وقت الغزوفيه ممكن، وهذه السغد شاغرة برجلها، قد نقضوا العهد الذي كان بيننا، منعونا ما كنا صالحنا عليه طرخون، وصنعوا به ما بلغكم، ونطق الله: «فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ» ، فسيروا على بركة الله، فإني أرجوحتىقد يكون خوارزم والسغد كالنضير وقريظة، ونطق الله: «وَأُخْرى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْها قَدْ أَحاطَ اللَّهُ بِها.» نطق: فأتى السغد وقد سبقه إليها عبد الرحمن بن مسلم في عشرين ألفا، وقدم عليه قتيبة في أهل خوارزم وبخارى بعد ثلاثة أوأربعة من نزول عبد الرحمن بهم، فنطق: إنا إذا نزلنا بساحة قوم «فَساءَ صَباحُ الْمُنْذَرِينَ.» فحصرهم شهرا، فقاتلوا في حصارهم مرارا من وجه واحد.
وخط أهل السغد وخافوا طول الحصار إلى ملك الشاش وإخشاذ فرغانة:

أن العرب إذا ظفروا بنا عادوا عليكم بمثل ما أتونا به، فانظروا لأنفسكم. فأجمعوا على حتى يأتوهم، وأوفدوا إليهم: أوفدوا من يشغلهم حتى نبيت عسكرهم. نطق: وانتخبوا فرسانا من أبناء المرازبة والأساورة والأشداء الأبطال فوجهوهم وأمروهم حتى يبيتوا عسكرهم، واتىت عيون المسلمين فأبلغوهم. فانتخب قتيبة ثلاثمائة أوستمائه من اهل النجدة، واستخدم عليهم صالح ابن مسلم، فصيرهم في الطريق الذي يخاف حتى يؤتى منه وبعث صالح عيونا يأتونه بخبر القوم، ونزل على فرسخين من عسكر القوم، فرجعت إليه عيونه فأبلغوه أنهم يصلون إليه من ليلتهم، ففرق صالح خيله ثلاث فرق، فجعل كمينا في موضعين، وأقام على قارعة الطريق، وطرقهم المشركون ليلا، ولا يفهمون بمكان صالح، وهم آمنون في أنفسهم من حتى يلقاهم أحد دون العسكر، فلم يفهموا بصالح حتى غشوه نطق: فشدوا عليه حتى إذا اختلفت الرماح بينهم خرج الكمينان فاقتتلوا.

ووضع قتيبة عليهم المجانيق، فرماهم بها، وهوفي ذلك يقاتلهم لا يقلع عنهم، وناصحه من معه من أهل بخارى وأهل خوارزم، فقاتلوا قتالا شديدا، وبذلوا أنفسهم.
ثم أصبحوا من غد فرموا المدينة، فثلموا فيها ونطق قتيبة: ألحوا عليها حتى تعبروا الثلمة، فقاتلوهم حتى صاروا على ثلمة المدينة، ورماهم السغد بالنشاب، فوضعوا ترستهم فكان الرجل يضع ترسه على عينه، ثم يحمل حتى صاروا على الثلمة، فنطقوا له: انصرف عنا اليوم حتى نصالحك غدا فأما باهلة فيقولون: نطق قتيبة: لا نصالحهم إلا ورجالنا على الثلمة، ومجانيقنا تخطر على رءوسهم ومدينتهم نطق: وأما غيرهم فيقولون: نطق قتيبة: جزع العبيد، فانصرفوا على ظفركم، فانصرفوا، فصالحهم من الغد على ألفي ألف ومائتي ألف في جميع عام، على حتى يعطوه تلك السنة ثلاثين ألف رأس، ليس فيهم صبي ولا شيخ ولا عيب، على حتى يخلوا المدينة لقتيبة فلاقد يكون لهم فيها مقاتل، فيبنى له فيه مسجد فيدخل ويصلي، ويوضع له فيها منبر فيخطب، ويتغدى ويخرج نطق: فلما تم الصلح بعث قتيبة عشرة، من جميع خمس برجلين، فقبضوا ما صالحوهم عليه، فنطق قتيبة: الآن ذلوا حين صار إخوانهم وأولادهم في أيديكم ثم أخلوا المدينة وبنوا مسجدا ووضعوا منبرا، ودخلها في أربعة آلاف.

انتخبهم، فلما دخلها أتى المسجد فصلى وخطب ثم تغدى، وأوفد إلى أهل السغد: من أراد منكم حتى يأخذ متاعه فليأخذه، فإني لست خارجا منها، وإنما صنعت هذا لكم، ولست آخذ منكم أكثر مما صالحتكم عليه، غير حتى الجند يقيمون فيها. نطق: أما الباهليون فيقولون: صالحهم قتيبة على مائة ألف رأس، وبيوت النيران وحلية الأصنام، فقبض ما صالحهم عليه، وأتى بالأصنام فسلبت، ثم وضعت بين يديه، فكانت كالقصر العظيم حين جمعت، فأمر بتحريقها، فنطقت الأعاجم: إذا فيها أصناما من حرقها هلك، فنطق قتيبة أنا أحرقها بيدي، فاتى غوزك، فجثا بين يديه ونطق: أيها الأمير، إذا شكرك علي واجب، لا تعرض لهذه الأصنام، فنادى قتيبة بالنار وأخذ شعلة بيده، وخرج فكبر، ثم أشعلها، وأشعل الناس فاضطرمت، فوجدوا من بقايا ما كان فيها من مسامير المضى والفضة خمسين ألف مثنطق. نطق: وأبلغنا مخلد بن حمزة بن بيض، عن أبيه، نطق: حدثني من شهد قتيبة وفتح سمرقند أوبعض كور خراسان فاستخرجوا منها قدورا عظاما من نحاس، فنطق قتيبة لحضين: يا أبا ساسان، أترى رقاش كان لها مثل هذه القدور،يا ترى؟ نطق: لا، لكن كان لعيلان قدر مثل هذه القدور، فضحك قتيبة ونطق: أدركت بثأرك.

وكسر ذلك أهل السغد، فطلبوا الصلح، وعرضوا الفدية فأبى، ونطق: أنا ثائر بدم طرخون، كان مولاي وكان من أهل ذمتي.

نطق الطبري ایضاً:

ذكر الخبر عن غزوسعيد خذينه السغد

وفي هذه السنة (سنة اثنتين ومائة) بتر سعيد خذينة نهر نهر بلخ وغزا السغد، وكانوا نقضوا العهد وأعانوا الهجر على المسلمين.
وكان سبب غزوسعيد هذه الغزوة- فيما ذكر- حتى الهجر عادوا إلى السغد، فحدث الناس سعيدا ونطقوا: هجرت الغزو، فقد أغار الهجر، وكفر أهل السغد، فبتر النهر، وقصد للسغد، فلقيه الهجر وطائفة من أهل السغد فهزمهم المسلمون.

نطق الطبري ایضاً:

ذكر الخبر عما كَانَ فِيهَا من الأحداث ذكر السقطة بين الحرشي والسغد

ففي هذه السنة (سنة أربع ومائة) كانت سقطة الحرشي بأهل السغد وقتله من اغتال من دهاقينها ذكر الخبر عن أمره وأمرهم في هذه السقطة:

ذكر علي عن أصحابه حتى الحرشي غزا في سنة أربع ومائة فبتر النهر.

وعرض الناس، ثم سار فنزل قصر الريح على فرسخين من الدبوسية، ولم يجتمع إليه جنده. قَالَ: فأمر الناس بالرحيل.

وقد كانوا حفروا في ربضهم وراء الباب الخارج خندقا، وغطوه بقصب، وعلوه بالتراب مكيدة، وأرادوا إذا التقوا إذا انهزموا حتىقد يكونوا قد عهدوا الطريق، ويشكل على المسلمين فيسقطوا في الخندق.
قَالَ: فلما خرجوا قاتلوهم فانهزموا، وأخطئوهم الطريق، فسقطوا في الخندق فأخرجوا من الخندق أربعين رجلا، على الرجل درعان درعان، وحصرهم الحرشي، ونصب عليهم المجانيق، فأوفدوا إلى ملك فرغانة: غدرت بنا، وسألوه حتى ينصرهم، فنطق لهم: لم أغدر ولا أنصركم، فانظروا لأنفسكم، فقد أتوكم قبل انقضاء الأجل، ولستم في جواري فلما أيسوا من نصره طلبوا الصلح، وسألوا الأمان وأن يردهم إلى السغد، فاشترط عليهم حتى يردوا من في أيديهم من نساء العرب وذراريهم، وأن يؤدوا ما كسروا من الخراج، ولا يغتالوا أحدا، ولا يتخلف منهم بخجندة أحد، فإن أحدثوا حدثا حلت دماؤهم.

قَالَ: وكان السفير فيما بينهم موسى بْن مشكان مولى آل بسام.

وكان في أيدي السغد أسراء من المسلمين فقتلوا منهم خمسين ومائة، وينطق: قتلوا منهم أربعين، قَالَ: فأفلت منهم غلام فأبلغ الحرشي- وينطق: بل أتاه رجل فأبلغه- فسألهم فجحدوا، فأوفد إليهم من فهم فهمهم، فوجد الخبر حقا، فأمر بقتلهم، وعزل التجار عنهم- وكان التجار أربعمائة، كان معهم مال عظيم قدموا به من الصين- قَالَ: فامتنع أهل السغد، ولم يكن لهم سلاح، فقاتلوا بالخشب، فقتلوا عن آخرهم فلما كان الغد نادى الحراثين- ولم يفهموا ما خلق أصحابهم- فكان يختم في عنق الرجل ويخرج من حائط إلى حائط فيقتل، وكانوا ثلاثة آلاف- وينطق سبعة آلاف- .
وخط الحرشي إلى يزيد بْن عبد الملك، ولم يخط إلى عمر بْن هبيرة، فكان هذا مما عثر فيه عليه عمر بْن هبيرة.

نطق الطبري ایضاً:

فمن ذلك (سنة ثلاث وعشرين ومائة) ما جرى بين أهل السغد ونصر بْن سيار من الصلح. ذكر علي بْن محمد، عن شيوخه، حتى خاقان لما اغتال في ولاية أسد، تفرقت الهجر في غارة بعضها على بعض، فطمع أهل السغد في الرجعة إليها، وانحاز قوم منهم إلى الشاش، فلما ولى نصر بْن سيار أوفد إليهم يدعوهم إلى الفيئة والمراجعة إلى بلادهم، وأعطاهم جميع ما أرادوا. قَالَ: وكانوا سألوا شروطا أنكرها أمراء خراسان، منها الا يعاقب من كان مسلما وارتد عن الإسلام، ولا يعدى عليهم في دين لأحد من الناس، ولا يؤخذون بقبالة عليهم في بيت المال، ولا يؤخذ أسراء المسلمين من أيديهم إلا بقضية قاض وشهادة العدول، فعاب الناس ذلك على نصر، وحدثوه فنطق: أما والله لوعاينتم شوكتهم في المسلمين ونكايتهم مثل الذي عاينت ما أنكرتم ذلك! فأوفد رسولا إلى هشام في ذلك، فلما قدم الرسول أبى حتى ينفذ ذلك لنصر، فنطق الرسول: جربت يا أمير المؤمنين حربنا وصلحنا، فاختر لنفسك فغضب هشام، فنطق الأبرش الكلبي: يا أمير المؤمنين، تألف القوم واحمل لهم، فقد عهدت نكايتهم كانت في المسلمين، فأنفذ هشام ما سأل.

نطق قدامه بن جعفر:

وورد سعيد بالرهون التي أخذهم من السّغد المدينة فألبسهم جباب الصوف وألزمهم السواني والسقي والعمل فدخلوا عليه مجلسه ففتكوا به فقتلوه وقتلوا أنفسهم. وولي معاوية عبد الرحمن بن زياد خراسان فمات معاوية وهوعليها، وكان عبد الرحمن شرها فصرفه يزيد بن معاوية.

نطق قدامه بن جعفر ایضاً:

وغزا قتيبة بخارى ففتحها على صلح وأسقط بالصغد وقتل نيزك بطخارستان وصلبه. وأفتتح كش، ونسف وقد كانوا نقضوا وتعهد نسف بنخشب- صلحا.

نطق ابن الفقيه الهمداني:

والإقليم الثالث: مبتدأه عرض أرض الصّغد وجرجان، حتى ينتهي إلى أرض الهجر وحدّ الصين إلى أقصى المشرق، ومن غربيّة نحومصر، ومن شرقيّة السند وعدن، ومنتهى عرضه أرض الشام وفارس وإصبهان. وهناك ناس حكماء.

نطق ابن حوقل:

ويتّصل ببخارى من شرقيّها السّغد وأوّلها إذا جزت كرمينيه ، الدبوسيه ثمّ اربنجن والكشانيه وسمرقند وكلّ هذا بلد السّغد على أنّ من الناس من يزعم أنّ بخارى وكش ونسف من السّغد وهى في أعمال الديوان مفرده.

نطق صاحب حدود العالم:

بلاد في نواحي المشرق لا يوجد مكان أكثر حسنا منها. ذات مياه جارية وأشجار كثيرة وهواء طيب. أهلها يقرون الضيف ودودون. عامرة وبها نعمة وفيرة. وبها يكثر الظرفاء ذووالدين.

نطق المقدسی:

واما الصغد فان قصبتها سمرقند وهي مصر الإقليم ولها اثنا عشر رستاقا ستّه جنوبىّ النهر بنجكث ثم رغسره ثم مايمرغ ثم سنجرفغن ثم الدّرغم ثم أوفر فاما الشماليّه فأعلاها ياركث ثم بورنمذ ثم بوزماجن ثم كبوذنجكث ثم وذار ثم المرزبان في بعضها مدائن نصفها في الرساتيق وبقيّه مدن الكورة ريودد، أبغر، إشتيخن، كشانى، دبوسيه، كرمينيه، ربنجان، قطوانه.

نطق ابن مسکویه:

فتح السغد ولمّا أخذ قتيبة صلح صاحب خوارزم قام إليه المجسّر بن مزاحم السلمى فنطق: «إنّ لى حاجة فأخلنى.» فأخلاه، فنطق: «إن أردت السغد يوما من الدهر فالآن. فإنّهم آمنون من حتى تأتيهم عامك هذا، وإنّما بينك وبينهم عشرة أيّام.» فنطق له قتيبة: «أشار عليك أحد بهذا؟» نطق: «لا.» نطق: «فأفهمته أحدا؟» نطق: «لا.» نطق: «فوالله، لئن تكلّم به أحد لأضربن عنقك.» فأقام يومه ذلك. فلمّا أصبح من الغد نادى عبد الرحمان فنطق: «سر في الفرسان والمرامية وقدّم الأثنطق إلى مرو.» فوجّهت الأثنطق إلى مرو، ومضى عبد الرحمان يتبع الأثنطق يريد مرويومه كلّه. فلمّا أمسى خط إليه: «إذا أصبحت فوجّه الأثنطق إلى مرو، وسر في الفرسان والمرامية نحوالسغد واكتم الأخبار فإنّى بالأثر.» فلمّا أتى عبد الرحمان الخبر أمضى الأثنطق إلى مرو، وسار حيث أمره. وخطب قتيبة الناس فنطق: «إنّ الله، عزّ وجلّ، قد فتح لكم هذه البلدة في وقت الغزوفيه ممكن وهذه السغد شاغرة برجلها قد نقضوا العهد الذي كان بيننا، ومنعونا من مال الصلح الذي صالحنا عليه صاحبهم، وصنعوا به ما بلغكم. ونطق الله، عزّ وجلّ:

(فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ). فسيروا على بركة الله فإنّى أرجوحتى تكون خوارزم والسغد كالنضير وقريظة.» فأتى السغد وقد سبقه عبد الرحمان بن مسلم في عشرين ألفا، وقدم عليه قتيبة في أهل خوارزم بعد ثالثة ورابعة، فنطق:

«إنّا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين.» فحصرهم شهرا، فقاتلوه في حصارهم من وجه واحد، وخاف أهل السغد طول الحصار، فخطوا إلى أهل الشاش وإخشيذ فرغانة: «إنّ العرب إذا ظفروا بنا عادوا عليكم بمثل ما أتونا به، فانظروا لأنفسكم فاجتمعوا على حتى تأتوهم.» فأوفدوا إليهم أن: «أوفدوا إليهم من يشغلهم حتّى نبيّت عسكرهم.» وانتخبوا فرسانا من أبناء المرازبة والأساورة والأشدّاء الأبطال، فوجّهوهم وأمروهم حتى يبيّتوا عسكرهم. واتىت عيون المسلمين، فأبلغوهم، فانتخب قتيبة ثلاثمائة أوستمائة من أهل النجدة واستخدم عليهم صالح بن مسلم.

وكان ملك الشاش وإخشيذ فرغانة وخاقان لمّا أتاهم كتاب غورك نطقوا: «إنّ صاحب السغد بيننا وبين العرب، فإن وصلوا إليهم كنّا أضعف وأذلّ، فإنّا والله ما نؤتى إلّا من سفلتنا وإنّهم لا يجدون كوجدنا، ونحن معشر الملوك المعنيّون بهذا الأمر.» فانتخبوا أبناء الملوك وفتيانهم ونطقوا لهم: «أخرجوا حتّى تأتوا على عسكر قتيبة، فإنّه مشغول بحصار السغد.» وولّوا عليهم ابنا لخاقان. وبلغ قتيبة الخبر كما حكيناه من أمره، فانتخب من أهل النجدة والبأس، فكان منهم: شعبة بن ظهير، وزهير بن حيّان، وعدّة من أمثالهم، فنطق لهم: «إنّ عدوّكم قد رأوا بلاء الله عندكم وتأييده إيّاكم، فأجمعوا على حتى يحتالوا ويطلبوا غرّتكم وبياتكم، واختاروا دهاقينهم وملوكهم، وأنتم دهاقين العرب وفرسانهم وقد فضّلكم الله بدينه، فأبلوا الله بلاءا حسنا تستوجبون به الثواب مع الذبّ عن أحسابكم.» ووضع قتيبة عيونا على العدوّ، حتّى إذا قربوا منه قدر ما يصلون إلى عسكرهم من الليل، أخرج الذين انتخبهم، واستخدم عليهم صالح بن مسلم.

فخرجوا من العسكر عند المغرب، فساروا فنزلوا على فرسخين من العسكر على طريق القوم الذين وصف لهم. وفرّق صالح خيله، وأكمن كمينا عن يساره ويمينه، حتّى إذا مضى نصف الليل أوثلثاه اتى العدوّ باجتماع وإسراع وصمت، وصالح واقف في خيله. فلمّا رأوه شدّوا عليه حتّى إذا اختلفت الرماح شدّ الكمينان عن يمين وشمال. فلم ير قوم كانوا أشدّ منهم.

فتحدّث شعبة نطق: إنّا لنختلف عليهم بالضرب والطعن إذ تبيّنت قتيبة، فضربت ضربة أعجبتنى وأنا أنظر إلى قتيبة فقلت: «كيف ترى بأبى أنت وأمّى؟» فنطق: «اسكت دقّ الله فاك.» فقتلناهم، فلم يفلت منهم إلّا الشريد، وأقمنا نحوي الأسلاب، ونحتزّ الرؤوس حتّى أصبحنا، ثمّ أقبلنا إلى العسكر. فلم أر قطّ جماعة اتىوا بمثل ما جئنا به، ما منّا رجل إلّا معلّقا رأسا معروفا باسمه، وسلبا من جيّد السلاح وكريم المتاع ومناطق المضى ودوابّ فره، وجئنا بالرؤوس إلى قتيبة، فنطق: «جزاكم الله خيرا عن الدين والأحساب.» ثمّ أكرمنى من غير حتىقد يكون باح لى بشيء، وقرن بى في الصلة والإكرام حيّان العدوى وحليسا الشيبانى. فظننت أنّه رأى منهما مثل الذي رأى منّى.

وكسر ذلك أهل السغد وطلبوا الصلح وعرضوا الفدية، فأبى قتيبة ونطق: «أنا ثائر بدم طرخون- يعنى صاحبهم- كان مولاي، وفي ذمّتى.» ووضع قتيبة عليهم المجانيق فرماهم وهوفي ذلك لا يقلع عنهم، وناصحه من كان معه من أهل بخارى وأهل خوارزم، وبذلوا أنفسهم. فأوفد إليهم غورك: «إنّك إنّما تقاتلني بإخوتى وأهل بيتي من العجم فأخرج إلى العرب.» فغضب قتيبة ونادى الجدلىّ ونطق: «اعرض الناس وميّز أهل البأس.» فجمعهم، ثمّ جلس قتيبة يعرضهم بنفسه، ونادى العهداء، فجعل يدعوبرجل رجل فيقول: «ما عندك؟» فيقول العريف: «شجاع.» ويقول: «ما هذا؟» فيقول: «محتضر.» ويقول: «ما هذا؟» فيقول: «جبان.» فسمّى قتيبة الجبناء الأنتان، وأخذ خيلهم وجيد سلاحهم فأعطاه الشجعاء والمحتضرين، فهجر لهم رثّ السلاح، ثمّ زحف بهم فقاتل بهم فرسانا ورجالا، ورمى المدينة بالمجانيق، فثلم فيها ثلمة فسدّوها بغرائر الدخن واتى رجل حتّى قام على الثلمة، فشتم قتيبة شتما قبيحا فضيحابالعربيّة. وكان مع قتيبة قوم رماة، فنطق لهم: «اختاروا منكم رجلين.» فاختاروا. فنطق: «أيّكما يرى هذا الرجل، فإن أصابه فله عشرة آلاف وإن أخطأ بترت يده.» فتلكّأ أحدهما وتقدّم الآخر، فلم يخطئ عينه. فأمر له بعشرة آلاف. فتحدّث يحيى بن خالد بن ثابت مولى مسلم بن عمرونطق: كنت في رماة قتيبة، فلمّا فتحنا المدينة صعدت السور، فأتيت مقام ذلك الرجل الذي كان فيه، فوجدته ميّتا على الحائط ما أخطأت النشّابة عينه حتّى خرجت من قفاه. ثمّ أصبحوا من غد فرموا المدينة حتّى ثلموا فيها. ونطق قتيبة: «ألحّوا عليها حتّى تعبروا الثلمة.» فقاتلوهم، ورماهم السغد بالنشّاب، فوضعوا ترستهم على أعينهم، ثمّ حملوا حتّى صاروا على الثلمة، وكانوا طلبوا الصلح، فنطق قتيبة: «لا والله! ما نصالحكم إلّا ورجالنا على الثلمة ومجانيقنا تخطر على مدينتكم.» فصالحهم من غد على ألفى ألف ومائتي ألف[000، 200، 2] في كلّ عام، على حتى يعطوه تلك السنة ثلاثين ألف رأس ليس فيه صبىّ ولا شيخ ولا ذوعيب، وعلى حتى يخلوا المدينة لقتيبة، فلاقد يكون لهم فيها مقاتل، فيبنى فيها مسجد فيدخل ويصلّى، ويوضع له فيها منبر، ويتغدّى ويخرج. فلمّا تمّ الصلح بعث قتيبة بعشرة من كلّ خمس برجلين، فقبضوا ما صالحهم عليه، فنطق قتيبة: «الآن ذلّوا حين صار أزقابلم وأولادهم في أيديكم.» ثم أخلوا المدينة وبنوا مسجدا ووضعوا منبرا، فدخلها قتيبة في أربعة آلاف انتخبهم. فلمّا دخلها أتى المسجد، فصلّى وخطب، ثمّ تغدّى. وأوفد إلى أهل السغد: «من أراد منكم حتى يأخذ متاعه فليأخذ، فإنّى لست خارجا منها، وإنّما صنعت هذا لكم، ولست آخذ منكم أكثر مما صالحتكم عليه غير أنّ الجند يقيمون فيها.»

والباهليّون يقولون: صالحهم قتيبة على مائة ألف رأس وبيوت النيران وحلية الأصنام. فقبض ما صالحهم عليه، وأتى بالأصنام فسلبت ووضعت بين يديه وكانت كالقصر العظيم حين جمعت، فأمر بتحريقها. فنطقت الأعاجم: «إنّ فيها أصناما من حرقها هلك.» فنطق قتيبة: «أنا أحرقها بيدي.» فاتى غورك، فجثا بين يديه ونطق: «إنّ شكرك علىّ واجب، لا تعرّض لهذه الأصنام.» فنادى قتيبة بالنار، فأخذ شعلة بيده، وخرج فكبّر، ثمّ أشعلها وأشعل الباب، فاضطرمت، فوجدوا من بقايا ما كان فيها من مسامير المضى والفضّة خمسين ألف مثنطق. جارية رابعة ليزدجرد أصابها قتيبة ومن ملح الحديث وإن لم يكن من شرط هذا الكتاب، أنّ قتيبة أصاب بالسغد جارية رابعة من ولد يزد جرد، فنطق: «أترون ابن هذهقد يكون هجينا؟» فنطقوا: - «نعم،قد يكون هجينا من قبل أبيه.» فبعث بها إلى الحجّاج، فبعث بها الحجّاج إلى الوليد، فولدت له يزيد بن الوليد.

نطق ابن طباطبا علوي اصفهاني:

صغد من سواد ما وراء النهر.

ذكر من ورد صغد من ولد الحسن بن على، ثم من أولاد زيد بن الحسن ابن على، منهم من ولد القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن.

(بالصغد) أبوالحسين بن الحسن بن زيد بن محمد أبى الفضل بن أبى الحسن محمد بن محمد بن عبد الرحمن الشجرى، عقبه أبوعبد اللّه محمد وأبوالقاسم يحيى وأبومحمد الحسن.

من سواد ما وراء النهر، بالضم ثم السكون وآخره دال مهملة، وقد ينطق بالسين مكان الصاد: إقليم يضم الأراضي الخصبة فيما بين نهرى جیحون وسیحون، وكان الصغد يحسب أحد جنان الدنيا الأربع وقد بلغ الذروة في أيام الامراء السامانيين وكانت أجل مدنه سمرقند وبخارى.

نطق الإدريسي:

ويتصل ببخارى من شرقيها مع الجنوب أرض الصغد وأولها إذا جزت كرمينية سرت إلى الدبوسية مشرقا فترة.

نطق الإسكندري:

سغد وأما بضمّ السّين وسكون الغين المعجمة: صقع بخراسان من فتوح قتيبة بن مسلم.

نطق الإسكندري ایضاً:

صخد موضع.

نطق الحازمي الهمداني:

بضمّ السين وسكون العين المعجمة -: بلده بين بخارى وسمرقند، وينطق بالصاد: ينسب إليها أبوالعلاء تام بن مكرم بن محمّد بن عمر بن وردان التميمي السعدي، سكن بخارى، كان يورق على باب صالح جزره، روى عن الربيع بن سليمان وغيره.

نطق الحازمی الهمدانی ایضاً:

بضمّ الصاد وسكون الغين المعجمة -: بلد بين بخارى وسمرقند، وينطق بالسين، ينسب إليه نفر ذكرناهم في (الفيصل)، وينطق ثمّ صغد بخارى، وصغد بخارى.

نطق یاقوت الحموي:

بضم أوّله، وسكون ثانيه، وآخره دال مهمله: ناحيه كثيره المياه نضره الأشجار متجاوبه الأطيار مؤنقه الرياض والأزهار ملتفّه الأغصان خضره الجنان تمتد مسيره خمسه أيّام لا تقع الشمس على كثير من أراضيها ولا تبين القرى من خلال أشجارها، وفيها قرى كثيره بين ببخارى وسمرقند، وقصبتها سمرقند، وربّما قيلت بالصاد، وقد نسب إليه أبوالعلاء تام بن مكرم بن محمد بن عمر بن وردان التميمي السّغدي، سكن بخارى وكان يورّق على باب صالح جزره، روى عن الربيع بن سليمان،

ونطق الشاعر:

وخافت من جبال السّغد نفسي

وخافت من جبال خوارزم

وذكر أبوعبد الله المقدسي حتى بالسّغد اثني عشر رستاقا: سته جنوبي النهر، وهي بنجكث ثمّ ورغسر ثمّ مايمرغ ثمّ سحرقعر ثمّ درغم ثمّ أوفر، وأما الشماليه فأعلاها باركث ثم وريمد ثمّ بزماخر ثمّ كبوذنجكث ثمّ وذار ثمّ المرزبان، ومن مدنها: كشانيه وإشتيخن ودبوسيه وكرمينيه، والله أفهم.

نطق یاقوت الحموي ایضاً:

بالضم ثمّ السكون، وآخره دال مهمله، وقد ينطق بالسين مكان الصاد: وهي كوره عجيبه قصبتها سمرقند، وقيل: هما صغدان صغد سمرقند وبخارى، وقيل: جنان الدنيا أربع: غوطه دمشق وصغد سمرقند ونهر الأبلّه وشعب بوّان، وهي قرى متصله خلال الأشجار والبساتين من سمرقند إلى قريب من بخارى لا تبين القرية حتى تأتيها لالتحاف الأشجار بها، وهي من أطيب أرض الله، كثيره الأشجار غزيره الأنهار متجاوبه الأطيار، ونطق الجيهاني في كتابه: الصغد كصوره إنسان رأسه بنجيكت ورجلاه كشانيه وظهره وفر وبطنه كبوكث ويداه مايمرغ وبزماخر، وجعل مساحته سته وثلاثين فرسخا في سته وأربعين، ونطق: منبرها الأجلّ سمرقند ثمّ كش ثمّ نسف ثمّ كشانيه، ونطق غيره: قصبه الصغد إشتيخن، وفضّلها على سمرقند، وبعضهم يجعل بخارى أيضا من الصغد، ونطق: إذا النهر من أصله إلى بخارى يسمى الصغد ، ولا يصحّ هذا، والصغد في الأصل اسم للوادي والنهر الذي تشرب منه هذه النواحي، نطقوا: وهذا الوادي مبدؤه من جبال البتّم في بلاد الهجر يمتد على ظهر الصغانيان وله مجمع ماء ينطق له وي مثل البحيرة حواليها قرى وتعهد الناحية ببرغر فينصبّ منها بين جبال حتى يتصل بأرض بنجيكت ثمّ ينتهي إلى مكان يعهد بورغسر، وبه رأس السّكر ومنه تتشعّب أنهار سمرقند ورساتيق يتصل بها من عرى الوادي من جانب سمرقند، وقد فضل الإصطخري الصغد علىالغوطه والأبلّه والشعب نطق: لأن الغوطه التي هي أنزه الجميع إذا كنت بدمشق ترى بعينيك على فرسخ أوأقل جبالا قرعا عن النبات والشجر وأمكنه خاليه عن العمارة والخضرة، وأكمل النزه ما ملأ البصر ومد الأفق، وأمّا نهر الأبلّه فليس بها ولا بنواحيها مكان يستطرف النظر منه وليس بها مكان عال فلا يدرك البصر أكثر من فرسخ ولا يستوي المكان المستتر الذي لا يرى منه إلّا مقدار ما يرى ومكان ليس بالمستتر ولا بالنزه، ولم يذكر شعب بوّان، نطق: وأما صغد سمرقند فإنّي لا أرى بسمرقند ولا بالصغد مكانا إذا علا الناظر قهندزها حتى يقع بصره على جبال خاليه من شجر أوخضره أوغيره وإن كان مزروعا غير حتى المزارع في أضعاف خضره النبات، فصغد سمرقند إذا أنزه البلدان والأماكن المشهوره المذكوره لأنّها من حد بخارى على وادي الصغد يمينا وشمالا يتصل إلى حد البتّم لا ينبتر، ومقداره في المسافة ثمانيه أيّام، تشتبك الخضرة والبساتين والرياض وقد حفّت بالأنهار الدائم جريها والحياض في صدور رياضها وميادينها وخضره الأشجار والزروع ممتده على حافتي واديها، ومن وراء الخضرة من جانبيها مزارع تكتنفها ومن وراء هذه المزارع مراعي سوامها، وقصورها والقهندزات من جميع قريه تلوح في أثناء خضرتها كأنّها ثوب ديباج أخضر وقد طرزت بمجاري مياهها وزينت بتبييض قصورها، وهي أزكى بلاد الله وأحسنها أشجارا وثمارا، وفي عامه مساكن أهلها المياه الجارية والبساتين والحياض قلّ ما تخلوسكه أودار من نهر جار، ونطق أبويعقوب إسحاق بن حسّان بن قوهي الخرّمي وأصله من الصغد وأقام بمرووكان صحب عثمان بن خزيم القائد وكان يلي أرمينيه فسار خاقان الخزر إلى حربه وعسكر ابن خزيم إزاءه وعقد لأبي يعقوب على الصحابة وأشراف من معه فكرهوا ذلك فنطق الخرّمي:

أبالصغد ناس حتى تعيرني جمل		سفاها ومن أخلاق جارتنا الجهل
هم، فافهموا، أصلي الذي منه منبتي		على كلّ فرع في التراب له أصل
وما ضرّني حتى لم تلدني يحابر		ولم تشتمل جرم عليّ ولا عكل
إذا أنت لم تحم القديم بحادث		من المجد لم ينفعك ما كان من قبل

ونطق أيضا:

رسا بالصغد أصل بني أبينا		وأفرعنا بمروالشاهجان
وكم بالصغد لي من عمّ صدق		وخال ماجد بالجوزجان

وقد نسب إلى الصغد طائفه كثيره من أهل الفهم، وجعلها الحازمي صغدين: صغد بخارى وصغد سمرقند منهم أيوب بن سليمان بن داود الصغدي، حدّث عن أبي اليمان الحكم بن نافع الحمصي والربيع بن روح ويحيى بن يزيد الخوّاص وغيرهم، وتوفي سنه 274.

نطق القزوینی:

كورة بين بخارى وسمرقند، إحدى جنان الدنيا؛ نطقوا: جنان الدنيا أربع: صغد سمرقند، وغوطة دمشق، وشعب بوان، وأبلة البصرة. أما صغد سمرقند فإنها قرى متصلة، خلال الأشجار والبساتين، من سمرقند إلى قريب من بخارى، لا يتبين القرية حتى يأتيها لالتحاف الأشجار بها. وهي أطيب أرض الله، كثيرة الأشجار متجاوبة الأطيار غزيرة الأنهار، وزادت على غيرها من الجنان بلطافة الهواء وعذوبة الماء. وليس بصغد سمرقند مكان إذا علاه الناظر يقع بصره على صحراء غبراء أوجبال خالية غير شجراء. وإنها على واد يميناً وشمالاً، ومقدارها في المسافة خمسة أيام تشتبك الخضرة والبساتين والرياض، وقد حفت بالأنهار الدائم جريها، والحياض في صدور رياضها، وخضرة الأشجار والزروع ممتدة على حافتي واديها، من وراء الخضرة من الجوانب المزارع تكتنفها، ومن وراء المزارع مراعي سوائمها. وفي جميع مدينة قرية قصورها وقهندزها تلوح في أوساطها كالثوب الديباج الأخضر وقد طرز بمجاري مياهها، وزينت بتبييض قصورها. وهي أزكى بلاد الله وأحسنها أشجاراً وأثماراً، وفي عامة مساكن أهلها البساتين والمياه الجارية. ومساحة الصغد ستة وثلاثون فرسخاً في ستة وأربعين فرسخاً. قصبتها سمرقند.

نطق عبد المؤمن البغدادي:

بالضم، ثم السكون، وآخره دال: ناحية كثيرة المياه نضرة الأشجار، متجاوبة الأطيار، ملتفة الأغصان تمتدّ مسيرة خمسة أيام لا تقع الشمس على كثير من أراضيها، ولا تبين القرى من خلال أشجارها، وفيها قرى كثيرة بين بخارى وسمرقند، وقصبتها سمرقند. وربما قيلت بالصاد؛ وهى إحدى جنان الدنيا المذكورة؛ وأظنها الآن خراب، فإن التتر خرّبوا تلك النواحى كلّها.

نطق عبد المؤمن البغدادي أیضاً:

بالضم، ثم السكون، وآخره دال مهملة. وقد ينطق بالسين مكان الصاد. وهما صغدان: صغد بخارى، وصغد سمرقند. وهى قرى متّصلة خلال الأشجار والبساتين من سمرقند إلى قريب من بخارى. والصغد : اسم للوادى والنهر الذي تشرب هذه النواحى منه. ومبدؤه من جبال البتّم في بلاد الهجر، يمتد على ظهر الصغانيان، وله مجمع ماء مثل البحيرة ينطق له: وى حولها قرى، وتعهد الناحية ببر غر ينصبّ منها بين جبال، حتى يتصل بأرض بنجيكت، ثم ينتهى إلى مكان بورغسر، وبه رأس السكر، ومنه تتشعب أنهار سمرقند ورساتيق تتصل بها من غربىّ الوادى، من جانب سمرقند.

نطق العمري:

وبسائر ما وراء النهر من الأنهار المتخرقة والرياض المتصلة، والأشجار الملتفة، والثمار الكثيرة ما لا يوجد مثله في سائر الأمصار، ولا دمشق ولا غيرها، وإن قيل حتى متنزهات الدنيا أربعة غوطة دمشق أحدها، ونطق بعضهم أنها أفضلها، ولكن سغد سمرقند أطول وأعرض وأفسح وأكثر ماء، وأمد مدى، تجول العين في فضائه.

حدثني السيد الشريف جلال الدين حسن بن أبي المجاهد الحسيني السمرقندي عن طول مدى السغد فنطق: بقدر عشرة أيام بالسير المعتاد.

قلت: وقد نطق صاحب أشكال الأرض أنهقد يكون ثمانية أيام، فنطق: لا لا يكاد يقصر من عشرة أيام، فأين غوطة دمشق من هذا أوكلها من منبع الماء من واديها إلى تناهيه، لا يبلغ نصف يوم مع كون السغد مكشوفا، تسافر العين من أوله إلى آخره في فرد مدى نظر، وما غوطة دمشق هكذا، لاكتناف الجبلين لواديها، ولأن أنهار السغد واضحة في خلال خمائلها، ممتدة في سهل الخضرة، لا يحتجب ولا يخفى عن العين، وليست الأنهار بدمشق مكشوفة إلا في مجرى الوادي بها، فأما إذا أشرف المستشرف عليها، فإنه لا يرى إلا ما يليه، ولا تقع عينيه إلا على ما يحاذيه، ولقد بقى من سمرقند متعة الأبصار على ما نابها من النوائب، وأعترت أنهارها من الشوائب، وبليت به أغصانها مما تشيب له الذوائب أيام جنكيز خان وأبنائه، وما رميت به من حوادث الحدثان في تلك المدد، وإذا حصل الاتصاف قيل حتى غوطة دمشق بترة من سغد سمرقند...

نطق العمری ایضاً:

نطق ابن سعيد: المتنزهات التي تقع المناظرة فيها بين المشرق والمغرب فإننا نبني الكلام فيها على ما ورد في الخط، من حتى المتنزهات المشهورة بالحسن والتقديم على سواها أربعة: وهي غوطة دمشق بالشام، والأبلة بالعراق، وشعب بوّان بأرض فارس، وصغد سمرقند وراء النهر.

نطق ابن الوردي:

أرض الصغد: وهي أرض واسعة ذات بساتين وأشجار وفواكه ومياه ومدن عامرة ولها نهر يسمى الصغد يخرج من جبال التيم ويمتد على ظهرها، ومدينتها العظمى تسمى الصغد وهي ذات قصور عالية وأبنية شاهقة والمياه تخترق أزقتها وشوارعها، وقل حتىقد يكون بها قصر أودار أوبستان بغير ماء.

نطق الحمیري:

من بخارى إليها سبع مراحل، وهوقطر واسع له مدن جليلة متسعة حصينة منها: دبوسية وكشانية وكش وغيرها. افتتحها قتيبة بن مسلم الباهلي أيام الوليد بن عبد الملك. والصغد بين بخارى وسمرقند، وهم رهط من الهجر، وأهل بيت المملكة منهم بفرغانة، وفيهم كان الملك وهوخاقان الخواقين، وكان يجمع ملكه سائر الممالك، ثم انتثرت مملكتهم، وتسمى بهذا الاسم فريق منهم ببلاد التبت، وكان ممن ينقاد إلى خاقان، فلما انحل عقد نظامهم تسمى بهذا الاسم تشبها به. ومن كش مدينة الصغدالعظمى إلى سمرقند أربع مراحل.

والصغد هم الهياطلة، وهم بين بخارى وسمرقند. وحكوا حتى مسلم بن عقبة لما خرج من المدينة بعد سقطة الحرة يريد مكة متوجها إلى حرب عبد الله بن الزبير رضي اللّه عنهما فبلغ المشلل دون قديد توفي هناك، أخزاه اللّه، فأبلغت بذلك أم ولد ليزيد بن عبد اللّه بن زمعة، وكانت تنزل قريبا من قديد، فاتىته فنبشته فحرقته بالنار، وحرقت كفيه وبقرت بطنه وضربت بكبده أنفه، أخرجتها رطبة، وكانت خراسانية أوصغدية، فنطقت قريش: لا تشتروا إلا الخراسانيات والصغديات فانهن يطلبن بالثار، فذكر من رآه مصلوبا على المشلل أنه رآه يرمى بالحجارة كما يرمى قبر أبي رغال .. والصغداكبر من ترمذ وبها ربض وعليه ... الخ .

نطق محمد بن علي البروسوي:

السّغد فی اللباب : بضمّ السّین المهمله وسکون الغین المعجمة، وفی الآخر دال مهمله، وینطق لها: الصّغد أیضا بالصاد المهمله، وهی أحد متنزهات الدنیا الأربعة: سغد سمرقند وغوطه دمشق ونهر الأبله عند البصره وشعب بوان بفارس. نطق ابن حوقل : وسغد سمرقند بما وراء النهر وهوأنزه الأربع المذکورات. نطق: لأنّ وادی السّغد من حدّ بخارى ممتدّ إلی حدّ البتم نحومسیره ثمانیه أیام، وهومشتبك بالخضره والبساتین لا ینبتر ذلکفی موضع منه، وقد حفّت تلک البساتین بالأنهار الدائم جریها من وراء الخضره فی الجانبین مزارع ومن وراء المزارع مراعی السوائم. نطق: وهی أزکی بلاد اللّه وأحسنها أشجارا. نطق: وسمرقند علی وادی السّغد، وأوّل وادی السّغد عن سمرقند علی أکثر من عشرین فرسخا، وإذا جاوز وادی السّغد سمرقند بمرحلتین یتشعّب فیتکون منه نهر یسمّی نهر قی، وهوقلب سغد ثمّ یتشعّب من نهر قی أنهار لا تحصی ویتشعّب بعد نهر قی من وادی السّغد أنهار علی امتداده بحذاء کل بلده ورستاق حتی ینتهی إلی حدّ بخارى. نطق ابن حوقل: ومیاه سمرقند والسّغد وبخارى أصلها من جبال البتم.

المصادر

^ "صفحة صغد في GeoNames ID". GeoNames ID. اطلع عليه بتاريخ 1 يونيو2020.
^ "صفحة صغد في خريطة الشارع المفتوحة". OpenStreetMap. اطلع عليه بتاريخ 1 يونيو2020.
^ Codes for the representation of names of countries and their subdivisions—Part 2: Country subdivision code — تاريخ الاطلاع:تسعة يوليو2018
↑ تعداد سكان جمهورية طاجيكستان كما بتاريخ 1 يناير 2008, حسب لجنة الإحصاء الحكومية, دوشنبي, 2008 (بالروسية)
^ Republic of Tajikistan, map showing administrative division as of January 1, 2004, "Tojikkoinot" Cartographic Press, Dushanbe
^ اليعقوبي، البلدان، ص 123.
^ الطبري، تاریخ الطبري، جلد6، ص445،462 ،463، 472- 477 ،479، 612، جلد7، ص7، 9، 10،192.
^ كتاب: الخراج وصناعة الكتابة، المؤلف: قدامة بن جعفر بن قدامة بن زياد البغدادي، ص 406 ،408
^ ابن الفقيه الهمداني، البلدان، ص 61
^ ابن حوقل ، صوره الأرض ، ص 405.
^ حدود العالم، ص 127.
^ شمس الدين المقدسي، أحسن التقاسيم في فهم الأنطقيم ،ص 266
^ كتاب: تجارب الأمم وتعاقب الهمم، المؤلف: أحمد بن محمد بن يعقوب مسكويه أبوعلي، جلد2، ص 412-418.
^ ابن طباطبا علوي اصفهاني، ابراهيم بن ناصر، منتقلة الطالبية، ص 202.
^ الإدريسي، نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، جلد 1، ص 497
^ الاسکندري، نصر بن عبدالرحمن ، الأمكنة والمياه والجبال والآثار، ج 2، ص 59 ،ص 164.
^ كتاب: الأماكن أوما اتفق لفظه وافترق مسماه من الأمكنة المؤلف: أبوبكر محمد بن موسى بن عثمان الحازمي الهمداني، ص 539،602.
^ یاقوت الحموي ، معجم البلدان، جلد 3، ص 222، ص 409.
^ عبد المؤمن البغدادي، مراصد الاطلاع على الأمكنة والبقاع، جلد 2، ص716، 842.
^ شهاب الدين أحمد بن فضل الله العمري، مسالك الأبصار في ممالك الأمصار،ج3، ص 167 و168؛ جخمسة ص 117.
^ كتاب: خريدة العجائب وفريدة الغرائب، المؤلف: سراج الدين أبوحفص عمر بن المظفر بن الوردي، البكري القرشي، المعري ثم الحلبي ص 125
^ الحمیري، الروض المعطار في خبر الأقطار ، ص 362
^ البروسوي، أوضح المسالك إلى فهم البلدان والممالك، ص387و388.