مناة
عودة للموسوعةمَناة آلهة من أقدم الإلهات العربيات التي عبدها العرب القدماء وهي آلهة القدر وقد عبدت من قبل الأنباط وقبائل البادية الصفوية والثمودية في مكة .
تعريف
مناة هي واحدة من الثالوث من أشهر أوثان الجاهلية. وقد افترض قسم من الجاهليين أنها ابنة العزى وأخت اللات. وقد كانت في نظر الجاهليين آلهة خيرة معطاءة مغيثة، إلا حتى المفارقة العجيبة هي كونها آلهة المنايا والموت في نفس الوقت لأن اسمها مشتق من حدثة منان. وقد عهد مناة شعوب أخرى غير العرب:
- عند البابليين: عهدوها باسم "ما مناتو" وبلهجة أخرى "مناتا"
- عند العبرانيين: منا التي جمعها مانوت.
المظهر والاعتقاد
لم يذكر المؤرخون شيئا عن صفة مناة وشكلها بل ذكروا أنها كانت منصوبة على ساحل البحر بقرب موضع اسمه "وادي قديد"، ويستنتجون من ذلك حتى لها صلة بالبحر والماء والريح والسحب، وقد كانوا يذبحون لها في أوقات القحط والجدب يستمطرون بذلك ويقدمون لها الشكر إذا هبت عليهم الرياح الرطبة. وكانوا أيضا يرونها آلهة خيّرة كريمة تنشر السعادة بإرسال السحائب الممطرة.
العبادة
كان لمناة بيتا في موضع ينطق له "المشلل"، وكان العرب يحجون إليه ويلبون بقولهم: "لبيك اللهم لبيك، لولا حتى بكراً دونك، يَبُرُّكَ الناس ويهجرونك، وما زال حج عثج يأتونك، إنا على عدوائهم من دونك". وكانوا يديمون الذبح عندها حتى إذا بعضهم نطق إنها ما سُمّيت بمناة إلا لأن الدماء "تُمنى" عندها. وكانت مناة معظمة عند الأوس والخزرج بصفة خاصة وكل من كان مواليا لهاتين القبيلتين من القبائل، فكانوا (أي الأوس والخزرج) إذا قضوا حجهم وأتموا جميع المناسك لا يحلقون رؤوسهم حتى يصلون عندها، فيحلقون رؤوسهم ويقيمون عندها وبذلك يرون حتى حجهم قد تم. وقد نطق الشاعر: إني حلفت يمين صدق برة بمناة عند محل آل الخزرج والمحل هوالمكان الذي يقفون فيه أمام مناة ليحلفون عندها. وقد تسمى بعض عرب الجاهلية بأسماء تعبدوا فيها لمناة مثل: "عبد مناة بن كنانة" و"سعد مناة بن غامد" و" زيد مناة بن تميم". وكانت سدانة مناة في الغطاريف من الأزد، وكانوا في غناء وثراء فاحش، وذلك بسبب الكم الكبير من الهدايا والنذور والقرابين التي كانت تهدى لمناة.
ما بعد الإسلام
لما فتح النبي محمد مكة، أوفد علي بن أبي طالب إلى بيت مناة، فهدمه وأخذ ما فيه من الحلي والهدايا وكان من جملة ما أخذ سيفين كان الملك الغساني الحارث بن أبي شمر قد أهداهما للإلهة مناة، والسيفين هما "مخذم" و"رسوب". فلما عاد إلى النبي وأبلغه بما وجده عندها وهبه النبي أحد السيفين وينطق إذا ذوالفقار هوذلك السيف. ويذكر حتى هذين السيفين لهما ذكر في شعر علقمة عندما نطق: مظاهر سربالي حديد عليهما عقيلا سيوف مخذم ورسوب
وهناك قول آخر هوحتى علي بن أبي طالب عثر هذين السيفين عند الإله الفَلْس، إله طيء. وقد ورد ذكر مناة مع اللات والعزى في القرآن الكريم مهاجما إياها بالخرافات في سورة النجم: ﴿أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى19وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى20أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى21تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى22إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى23﴾ [53:19—23]
انظر أيضا
- هبل
- اللات
- العزى
- ود
- سواع
- يغوث
- يعوق
- نسر
مراجع
- البداية والنهاية لابن كثير
- أخبار مكة للأزرقي
- السيرة النبوية لابن هشام
- المحبر لمحمد بن حبيب
- جامع البيان للطبري
- كتاب الأصنام لابن الكلبي
- معجم البلدان لياقوت الحموي
التصنيفات: آلهة تهامة, أساطير حجازية, أساطير شرق أوسطية, إلاهات, شياطين في الإسلام, أسماء آلهة في القرآن, مقالات بدون مصدر منذ ديسمبر 2018, جميع المقالات بدون مصدر, مقالات بدون مصدر منذ 2018, جميع المقالات التي بحاجة لصيانة, صور كما في ويكي بيانات, بوابة الإسلام/مقالات متعلقة, بوابة حضارات قديمة/مقالات متعلقة, بوابة المرأة/مقالات متعلقة, بوابة الوطن العربي/مقالات متعلقة, بوابة الشرق الأوسط القديم/مقالات متعلقة, بوابة علم الأساطير/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات