ينقسم الحج إلى ثلاثة أقسام: حج إفراد وحج القران وحج التمتع. وحج التمتع هوحتى يحرم من الميقات، ويأتي مكة محرماً، فيطوف حول البيت سبعة أشواط، ثم يصلي ركعتي صلاة الطواف، ثم يسعى بين الصفا والمروة، ويقصّر فيحل من إحرامه، فإذا أحل من إحرامه حلّ له كلّ شيء من النساء والطيب وكلّ تروك الإحرام. وهذه الفترة من العمرة هي عمرة التمتع.

رأي الشيعة الإمامية الإثناعشرية في متعة الحج

يعتقد اتباع ممضى الشيعة الإمامية الإثناعشرية ان متعة الحج قسم من أقسام الحج الثلاثة.

الكافي، بَابٌ فِيمَنْ لَمْ يَنْوِ الْمُتْعَةَ [1]

الخلاف بين علي والصحابة

كان عثمان يرى كرأي أبي بكر وعمر حتى يفرد الحج، ومن أراد حتى يعتمر فليعتمر بسفرة أخرى ليكثر الزائري للبيت، ويرون حتى النبي أمر بفسخ الحج إلى العمرة لسبب، وهورد اعتقاد أهل الجاهلية حتى العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور، وقد زال هذا السبب، وأما علي وابن عباس فيريان حتى السنة هي ما أمر به النبي.

• البخاري حديث: 1563 [2]

• مسلم حديث:3023 [3]

اعتقاد الشيعة بنهي عمر وأبوذر لمتعة الحج عند أهل السنة

• الحديث :متعتان كانتا على عهد رسول الله وأنا أنهى وأعاقب عنهما
• الحديث :روى مسلم في سليمه عن أبي ذر نطق : ( كانت المتعة في الحج لأصحاب محمد خاصة) وفي رواية: (لا تصلح المتعتان إلا لنا خاصة، يعني متعة النساء ومتعة الحج) ، أي كان يقول إذا المتعة كانت خاصة بأصحاب رسول الله ص ولا يجوز حتى يعملهما أحد غير الصحابة.

رأي أهل السنة في متعة الحج

تعريف متعة الحج عند أهل السنة

• المتعة اسم جامع لمن اعتمر في أشهر الحج وجمع بينها وبين الحج في سفر واحد، سواء حل من إحرامه بالعمرة ثم أحرم بالحج أوأحرم بالحج قبل طوافه بالبيت وصار قارنا أوبعد طوافه بالبيت وبين الصفا والمروة قبل التحلل من إحرامه لكونه ساق الهدى أومطلقا، وقد يراد بالمتعة مجرد العمرة في أشهر الحج.
• المعنى الأول لمتعة الحج : بمعنى المتعة بالعمرة إلى الحج؛ وهوحتى يُحْرِم المُحْرِم في أشهُر الحج بعُمرة، فإذا وصل إلى البيت وأراد حتى يُحِلَّ ويستعمل ما حَرُم عليه، فسبيلُه حتى يطوف ويسعى ويُحِلَّ، ويُقيم حلالاً إلى يوم الحج، ثم يُحْرِم من مكة بالحج احْرامًا جديدًا، ويقف بعهدة، ثم يطوف ويسعى ويُحِلّ من الحج، فيكون قد تمتَّع بالعُمرة في أيام الحج، أي: انتفع؛ لأنهم كانوا لا يَرَون العمرة في أشهُر الحج، فأجازها الإسلام. وفيه قول القرآن: ] فمن تمتَّع بالعُمرة إلى الحجّ [ (البقرة:196) والمتعة بهذا المعنى تقابل القِران والإفراد من أنواع الحج.
• المعنى الثاني لمتعة الحج : وثمة معنى آخر للمتعة؛ إذ تُطلق على فسخ الحج إلى عمرة؛ وهوتحويل النية من الإحرام بالحج إلى العمرة، وهذا المعنى الأخير هوالمراد هنا. وقد أمر النبي ص أصحابه - عام حجة الوداع - بفسخ الحج إلى العمرة، من لم يسق الهدي منهم، وكان النبي ص قد ساق الهدي. وبين الفهماء خلاف حول متعة الحج؛ أهي للصحابة عامهم ذاك خاصَّة، أم هي عامَّة إلى يوم القيامة ،يا ترى؟ وجمهور أهل الفهم، على أنها خاصَّة بالصحابة تلك السنة، وإنما أُمروا بذلك مخالفة لما كانت عليه الجاهلية من تحريم العمرة في أشهر الحج. والدليل على متعة الحج هذه، حديث أبي ذر رض نطق: (كانت المتعة في الحج لأصحاب محمد ص خاصَّة) يعني: فسخ الحج إلى العمرة. وأيضًا قول عمر: (إنهما كانت متعتان على عهد رسول الله r، أنا أنهى عنهما، وأعاقب عليهما، متعة النساء - نكاح المتعة - ومتعة الحج).

حكم متعة الحج عند أهل السنة ما بين الاستحباب والترجيح والوجوب

• بشكل عام : متعة الحج فمتفق على جوازها بين أئمة المسلمين من أهل السنة، بل أكثر فهماء السنة يستحبون المتعة ويرجحونها أويوجبونها، وأما القول من بعض المخالفين لأهل السنة من الشيعة حتى أهل السنة ابتدعوا تحريمها فهذا غير سليم.
• أقول الفهماء : أكثر الفهماء كأحمد وغيره من فقهاء الحديث وأبي حنيفة وغيره من فقهاء العراق والشافعي في أحد قوليه وغيره من فقهاء مكة يستحبون المتعة، وإن كان منهم من يرجح القران كأبي حنيفة، ومنهم من يرجح التمتع الخاص كأحد القولين في ممضى الشافعي وأحمد فالسليم وهوالصريح من نص أحمد أنه إذا ساق الهدى فالقران أفضل وإن لم يسقه فالتحلل من إحرامه بعمرة أفضل، فإن الأول هوالذي عمله النبي في حجة الوداع، والثاني هوالذي أمر به من لم يسق الهدى من أصحابه، بل كثير من فهماء السنة يوجب المتعة كما يروى عن ابن عباس ما وهوقول أهل الظاهر كابن حزم وغيره لما ذكر من أمر النبي بها أصحابه في حجة الوداع.

سيرة عثمان وعلي ومتعة الحج التي يتحدث عنها المخافين لأهل السنة من الشيعة

• رواية البخاري التي يحتج بها المخافين لأهل السنة : "حدثنا محمد بن بشار، حدثنا غندر، حدثنا شعبة، عن الحكم، عن علي بن حسين، عن مروان بن الحكم، نطق شهدت عثمان وعليا ـ رضى الله عنهما ـ وعثمان ينهى عن المتعة وأن يجمع بينهما. فلما رأى علي، أهل بهما لبيك بعمرة وحجة نطق ما كنت لأدع سنة النبي لقول أحد."
• الرغبة في زيادة وكثرة زائري البيت الحرام، والنهي للاستحباب لا للتحريم : كان عثمان يرى كرأي أبي بكر وعمر حتى يفرد الحج، ومن أراد حتى يعتمر فليعتمر بسفرة أخرى وذلك لكي يكثر الزائري للبيت، ويرون حتى النبي ص أمر بفسخ الحج إلى العمرة لسبب، وهورد اعتقاد أهل الجاهلية حتى العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور، وقد زال هذا السبب، وأما علي وابن عباس فيريان حتى السنة هي ما أمر به النبي ص، ومنه حتى الحق والصواب قد يخفى على بعض كبار أهل الفهم، وفيه حتى الحق إنما يعهد بالدليل، وفيه حتى السنة حاكمة على جميع أحد، وإذا كان هذا فيمن عارض السنة يقول أبي بكر وعمر فكيف بمن عارضها بقول غيرهما ممن هودونها بكثير وإن كان الشيخان أبوبكر وعمر يفتيان ويأمران بالإفراد على سبيل الاستحباب، وينهيان عن المتعة لكن لا على سبيل التحريم بل على خلاف الأولى.
• الرواية التي تأتي مباشرة بعد تلك الرواية في البخاري تفسر أمر اعتقاد أهل الجاهلية وهي عن ابن عباس الذي كان رأيه كرأي علي : " حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا وهيب، حدثنا ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس ـ رضى الله عنهما ـ نطق كانوا يرون حتى العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور في الأرض، ويجعلون المحرم صفرا ويقولون إذا برأ الدبر، وعفا الأثر، وانسلخ صفر، حلت العمرة لمن اعتمر. قدم النبي وأصحابه صبيحة رابعة مهلين بالحج، فأمرهم حتى يجعلوها عمرة فتعاظم ذلك عندهم فنطقوا يا رسول الله أى الحل نطق " حل كله ".

سيرة عمر والنهي عن متعة الحج التي يتحدث عنها المخالفين من الشيعة، وأن عمر لم ترد عنه لفظة التحريم

• المعصوم الوحيد عند أهل السنة هوالرسول ص : فلنفترض مثلا حتى عمر نطق قولا خالفه فيه غيره من الصحابة والتابعين، فأهل السنة متفقون على حتى جميع واحد من الناس يؤخذ من قوله ويهجر إلا رسول الله ص، فإن كان المقصود الطعن أوالقدح في أهل السنة مطلقا فهذا الأمر باطل، وإن كان المقصود حتى عمر أخطأ في مسألة فأهل السنة لا ينزهون عن الإقرار على الخطأ إلا رسول الله ص.
• متعة الحج لها معاني عديدة : فإن أريد بالتمتع فسخ الحج إلى المرة، فهذه المسألة نزاع بين الفقهاء، ففقهاء الحديث كأحمد بن حنبل وغيره يأمرون بفسخ الحج إلى العمرة استحبابا، ومنهم من يوجبه كأهل الظاهر وهوقول ابن عباس وممضى الشيعة وأبوحنيفة ومالك والشافعي لا يجوزون الفسخ، والصحابة كانوا متنازعين في هذا فكثير منهم كان يأمر به، ونقل عن أبي ذر وطائفة أنهم منعوا منه، فإن كان الفسخ صوابا فهومن أقوال أهل السنة وإن كان خطأ فهومن أقوال أهل السنة فلا يخرج الحق عنهم.
• أبوذر ورأيه في متعة الحج : روى مسلم في سليمه من طريق إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر نطق : (كانت المتعة في الحج لأصحاب محمد خاصة) وفي رواية: (لا تصلح المتعتان إلا لنا خاصة، يعني متعة النساء ومتعة الحج) ، فإن تم القدح في عمر لكونه نهى عنها فأبوذر كان أعظم نهيا عنها من عمر وكان يقول إذا المتعة كانت خاصة بأصحاب رسول الله ص، والشيعة يتولون أباذر ويعظمونه فإن كان الخطأ في هذه المسألة يوجب القدح فينبغي حتى يقدحوا في أبي ذر وإلا فكيف يقدح في عمر دونه.
• النهي لم يكن مقصوده التحريم :
  • إن عمر لم يحرم متعة الحج، بل ثبت حتى الضبي بن معبد لما نطق لعمر إني أحرمت بالحج والعمرة جميعا فنطق له عمر هديت لسنة نبيك رواه النسائي وغيره.
  • وكان عبد الله بن عمر ما يأمرهم بالمتعة فيقولون له حتى أباك نهى عنها فيقول إذا أبي لم يرد ما تقولون فاذا ألحوا عليه نطق أفرسول الله أحق حتى تتبعوا أم عمر.
  • وقد ثبت عن عمر أيضا أنه نطق لوحججت لتمتعت ولوحججت لتمتعت.
  • وإنما كان مراد عمر حتى يأمرهم بما هوالأفضل، وكان الناس لسهولة المتعة هجروا الاعتمار في غير أشهر الحج، فأراد عمر ألا يعرى البيت طول السنة فاذا أفردوا الحج اعتمروا في سائر السنة والاعتمار في غير أشهر الحج مع الحج في أشهر الحج أفضل من المتعة باتفاق الفقهاء الأربعة وغيرهم.
  • وكذلك نطق عمر وعلي في قول القرآن : "وأتموا الحج والعمرة لله" نطقا إتمامهما حتى تحرم بهما من دويرة أهلك ، أراد عمر وعلي حتى تسافر للحج سفرا وللعمرة سفرا وإلا فهما لم ينشئا الإحرام من دويرة الأهل ولا عمل ذلك رسول الله ص ولا أحد من خلفائه.
  • والإمام إذا اختار لرعيته الأمر الفاضل فالأمر بالشيء نهى عن ضجه فكان نهيه عن المتعة على وجه الاختيار لا على وجه التحريم، وهولم يقل وأنا أحرمهما كما يقول بعض المخالفين لأهل السنة من الشيعة بل نطق أنهى عنهما، ثم كان نهيه عن متعة الحج على وجه الاختيار للأفضل لا على وجه التحريم، وقد قيل إنه نهى عن الفسخ، والفسخ حرام عند كثير من الفقهاء وهومن مسائل الاجتهاد، فالفسخ يحرمه أبوحنيفة ومالك والشافعي، لكن أحمد وغيره من فقهاء الحديث وغيرهم لا يحرمون الفسخ بل يستحبونه بل يوجبه بعضهم ولا يأخذون بقول عمر في هذه المسألة بل بقول علي وعمران بن حصين وابن عباس وابن عمر وغيرهم من الصحابة حصين وابن عباس وابن عمر وغيرهم من الصحابة.

المصادر

وصلات خارجبة

• الكليني، أصول الكافي, كتاب الحج [4]
• مسلم, كتاب الحج [5]
• البخاري، كتاب الحج [6]
• ابن تيمية، منهاج السنة النبوية [7]