الكرامية

عودة للموسوعة
Edit-clear.svg
هذه الموضوعة أوالقسم تحتاج للتنسيق. فضلًا ساعد ويكيبيديا بتنسيقها إذا كنت تعهد ذلك. وفضلًا خذ بعين الاعتبار تغيير هذا التنبيه بآخر أكثر تخصصًا. (أبريل 2019)

الكرَّاميَّة هي فرقة كلامية تنتسب إلى الإسلام، ظهرت في النصف الأول من القرن الثالث الهجري. والكرامية نسبة إلى مؤسسها وصاحبها الأول محمد بن كرام السجستاني، ويعد قوله في الإيمان أشهر أقواله البدعية، حيث زعمت الكرامية حتى الإيمان "هوالقول باللسان دون الفهم بالقلب، فمن نطق بلسانه ولم يعترف بقلبه فهومؤمن، وزعموا حتى المؤمنين كانوا مؤمنين بالحقيقية". وتأتي أهمية الكرامية في الصدارة الأولى من مدارس فهم الكلام لأن هذه المدرسة لم تسر على النمط التقليدي الذي لجأت إليه المدارس الأخرى من تأويل للنصوص الدينية بل قامت بتجسيم وتشبيه الذات الإلهية بغيرها من الموجودات. وهذه المدرسة ليست مدرسة دينية فقط وإنما مدرسة فلسفية أيضاً لأن الفكرة الرئيسية لهذه المدرسة فكرة فلسفية، فالذي يميز المتحدث عن الفيلسوف هوحتى الفيلسوف لا يشبّه الذات الإلهية بالموجودات فحسب بل يؤمن ويعتقد حتى الذات جسم بالعمل، بينما يمضى بعض المتحدثين إلى حتى الله يمكن حتىقد يكون مشابهاً للأجسام، لكنه ليس جسماً بالعمل أما الفيلسوف المجسم فيرى حتى الله ليس شبيها بالأجسام وإنما هوجسم. ولذلك كانت فكرة التشبيه فكرة دينية، أما فكرة التجسيم فهي فكرة فلسفية. ففكرة التشبيه ترتبط بالدين المنزل، أما التجسيم فليس مرتبطاً بالدين وإنما هوموجود قبل الديانات السماوية المنزلة. وعلى هذا ففرقة الكرامية تعد من المدارس الفلسفية المجسمة لأنها آمنت بجسمية الله. على حتى فترة التجسيم التي انتهت إليها هذه المدرسة لم تصل إليها بين يوم وليلة، بل هناك ثقافات متباينة أدت إلى ذلك، وهناك من جهة أخرى بعض النصوص الدينية التي سهلت مهمة هذه المدرسة بالقول بالتجسيم.

مؤسسها

سميت هذه المدرسة بالكرامية لارتباط نشأتها وانتماء تلاميذها إلى ابن كرام. أما عن نسبه فهو: أبوعبد الله محمد بن كرام بن عراق ابن حزابة بن البر. ولد في سجستان، ونسب مولده إلى قرية زرنج. وقد كان اللقب الذي اشتهر به والذي عُرف به لدى المؤرخين ولدى المدارس الكلامية هوابن كرام. ومسماه يمكن حتى ينطق: أما بكسر الكاف وفتح الراء، أوينطق: بفتح الكاف وتشديد الراء. وأما عن تحديد مولده بدقة، فإن الآراء مختلفة في هذا الصدد. غير حتى أقربها إلى الصدق تلك التي تثبت أنه ولد في أواخر القرن الثاني الهجري عام 190 هـ. وابن كرام ليس عربياً في نشأته ومولده، وإنما هورجل أعجمي آمن بالإسلام، من جملة أولئك الذين آمنوا به، بعد حتى امتد الفتح الإسلامي إلى البلدان المجاورة للجزيرة العربية وغير المجاورة. ولهذا فإن فلسفته تعد نموذج لامتزاج الثقافة الإسلامية بالثقافة الفارسية، ولعل ذلك يفسر سر ما مضى إليه من غلوفي تجسيم الله.

مال ابن كرام إلى التفسير المادي، وانتهى إلى القول بوحدة الوجود، وقد كان رجلاً ورعاً، زاهداً أشد ماقد يكون الزهد، ومن هنا تناقضت الآراء بشأن نظرته وتفسيره للوجود. ولقد كانت وفاته ما يقرب من عام 255 هـ، بعد حياة حافلة بالصراع المرير، ذلك الصراع الذي كان موجهاً صوب أمرين: فلقد سعى إلى تأسيس ممضىه الجديد في البيئة الإسلامية إلى حد كبير جداً على أسس دينية فلسفية. وقد سعى من جهة أخرى إلى لقاءة خصومه، وما أكثرهم، محاولاً بيان تهافت محاولاتهم في النيل من ممضىه. ولم تمت الكرامية بموت مؤسسها ابن كرام لأن المدرسة صار لها أنصارها، كما صار لها بطبيعة الحال خصومها. والكرامية مثل أي مدرسة أخرى آمنت بالأصول الدينية الإسلامية، لكنها من جهة أخرى - كغيرها من المدارس - انقسمت فيما بينها بشأن فهم بعض هذه الأصول. ولذلك نجد حتى هذه المدرسة قد تفرقت إلى عدة فرق تشهجر فيما بينها في الخصائص والسمات الرئيسية للممضى، لكنها تختلف من حيث التفاصيل. فالاختلاف عند الفرق الكرامية لم يكن بشأن المبادئ التي بنيت عليها، وإنما كان اختلافاً بشأن بعض المسائل الفرعية.

أهم فرق الكرامية

يبدوحتى الظروف السياسية كانت مناهضة في معظم الأوقات للكرامية، وليست الظروف السياسية فقط بل العوامل الأخرى الاجتماعية والدينية، حيث نجد حتى معظم المؤرخين والمتحدثين يذكرون هذه الجماعة دائماً بالسوء، ويسعون إلى الحط والتقليل من شأنها، ولعل ما يوضح اضطهاد الكثيرين لهذه المدرسة هوأننا حتى الآن لم نجد مؤلفاً واحداً خاصاً بأحد رجالها. وهذا مرشد على حتى أيدي الخصوم قد امتدت بالتدمير إلى جميع عمل كان يقوم به أحد رجال الكرامية. كذلك نجد حتى المؤرخين يذكرون لهذه المدرسة فرقاً كثيرة، فلقد تعددت فرق الكرامية، وهناك من هذه الفرق من عهد واشتهر وذاع صيته، وهناك البعض الآخر الذي لا نعثر في الخط والمراجع إلا على اسمه فقط. ومن أبرز فرق الكرامية التي حافظت على الممضى: الاسحاقية، والهيصمية، والعابدية أصحاب عثمان العابد، والحيدية أنصار حيد بن زيد، والزرينية أتباع زرين، والسورمية، والتونية نسبة إلى زعيمها الروحي أحمد التوني، ثم المهاجرية أنصار إبراهيم بن مهاجر الذي عثر في النصف الأخير من القرن الرابع الهجري.

الاسحاقية

سميت بهذا الاسم نسبة إلى زعيمها ومؤسسها أبي يعقوب اسحاق بن محمشاد النيسابوري. وقد ولد بنيسابور، غير حتى تاريخ مولده لم يحدد بعد. ويبدوحتى ولادته كانت في فترة مبكرة من بداية القرن الرابع الهجري، أما عن وفاته فتشير الروايات إلى أنه توفي عام 383 هـ. ولقد كان ابن محمشاد النيسابوري رجلاً زاهداً، ورعاً، شأنه شأن استاذه ابن كرام. ويبدوأنه كان ذا بصيرة نفاذة وحجة قوية. كما أنه أيضاً كان مالكاً لناصية اللغة العربية، الأمر الذي جعل مهمته في تفسير النصوص الدينية أمراً هيناً، ولهذا فلا عجب حتى يذكر المؤرخون حتى على ممضىه أسلم ما يربوعلى خمسة آلاف نفر من أهل الديانات الأخرى. ولقد حمل لواء الاسحاقية ابنه أبوبكر الذي توفى عام 410 هـ.

الهيصمية

مؤسس هذه الجماعة هوعبد الله محمد بن الهيصم هوالرجل الثاني في مدرسة الكرامية بعد مؤسسها ابن كرام. فقد كان لمدرسة الكرامية شأنها في الفترة التي تزعمها فيها هذا الرجل في القرن الرابع الهجري. عملى يديه عاشت الكرامية عصرها المضىي، وقد تكون الظروف السياسية في هذه الفترة بوجه خاص التي عاش تحت ظلها قد هيأت المناخ الفكري لهذه الجماعة لأن السلطان محمد بن سبكتكين قد أيد هذه الجماعة وناصرها على حساب المذاهب الأخرى. وازدهار مدرسة الكرامية على يد ابن الهيصم يشير إلى حتى الرجل كان داهية في مجال الفهم والعمل. فالروايات كلها على أنه خبر أصول المعتزلة على يد أحد رجالها ثم انفصل عنها وعن غيرها من اتجاهات أخرى مكوناً لنفسه فرقة عهدت باسمه. ويشير المؤرخون إلى حتى هناك مناظرات جرت بينه من جهة وبين جميع من ابن فورك وأبوإسحاق الإسفراييني من جهة أخرى. وتأتي أصالة ابن الهيصم في أنه لم يتابع متابعة تقليدية عمياء لما نادى به ابن كرام، بل أنه حاول إصلاح بعض ما سقط فيه ابن كرام من قول بالتجسيم، وحلول الحوادث في ذات الله، فنطق حتى الجسمية تعني القيام بالنفس، أما الاستقرار على العرش فمعناه الفوقية. وبعد حتى توفي ابن الهيصم، قاد الممضى من بعده أحد تلاميذه وهومجد الدين عبد المجيد محمد المعروف بابن القدوة. وقد مضى المؤرخون إلى حتى هناك مناظرات جرت بينه وبين بعض متحدثي الأشاعرة آنذاك وعلى رأسهم الإمام فخر الدين الرازي.

ممضى الكرامية

لكل ممضى ملامحه الخاصة التي تميزه عن غيره من المذاهب، وتأتي الكرامية من جملة المدارس التي لا يجد الباحث صعوبة في الوقوف على الخصائص العامة التي تشهجر فيها فرق الكرامية، ومن هذه الخصائص ما يلي:

  1. ترى الكرامية حتى الله واحد في ذاته، واحد في أفعاله، واحد في وجوده، وهذه الوحدانية لا مجال للشك فيها.
  2. ترى الكرامية حتى هذا الواحد جسم كبير، غير أنها ترى أنه جسم لا كالأجسام.
  3. وطالما حتى الله الواحد جسم كبير أوهوجرم هذا العالم، فإن جميع ما يحدث إنما يحدث في الذات الإلهية، أي حتى الله محل للحوادث.
  4. كذلك ترى الكرامية حتى الله مستوعلى العرش استواء مادياً، بعكس ما مضىت إليه سائر الفرق الأخرى، فهومستوعلى العرش بمعنى أنه جالس عليه كما يجلس الواحد منا على الكرسي.
  5. ولهذا فإن بعض رجال الكرامية تؤمن بصفة الفوقية، وهي تلك الصفة التي حاربتها معظم المدارس الكلامية.
  6. وعند الكرامية نجد حتى الحوادث لن تفنى ما دامت توجد بوجود الجرم الإلهي. فإذا كانت هي بمثابة الأعراض، وبما حتى العرض لن يخلومنه جوهر، الذي هوالله هنا، فإنها رفضت القول بفناء العالم.

نطق الشيخ أبوسعد المتولي النيسابوري في كتابه الغُنية في أصول الدين: «والغرض من هذا الفصل نفي الحاجة إلى المحل والجهة خلافًا للكرامية والحشوية والمشبهة الذين نطقوا إذا لله جهة فوق. وأطلق بعضهم القول بأنه جالس على العرش مستقر عليه، تعالى الله عن قولهم. والدليل على أنه مستغن عن المحل أنه لوافتقر إلى المحل لزم حتىقد يكون المحل قديمًا لأنه قديم، أوقد يكون حادثًا كما حتى المحل حادث، وكلاهما كفر. والدليل عليه أنه لوكان على العرش على ما زعموا، لكان لا يخلوإما حتىقد يكون مِثْل العرش أوأصغر منه أوأكبر، وفي جميع ذلك إثبات التقدير والحد والنهاية وهوكفر. والدليل عليه أنه لوكان في جهة وقدرنا شخصًا أعطاه الله تعالى قوة عظيمة واشتغل ببتر المسافة والصعود إلى فوق لا يخلوإما حتى يصل إليه وقتًا ما أولا يصل إليه. فإن نطقوا لا يصل إليه فهوقول بنفي الصانع لأن جميع موجودين بينهما مسافة معلومة، وأحدهما لا يزال يبتر تلك المسافة ولا يصل إليه يشير على أنه ليس بموجود. فإن نطقوا يجوز حتى يصل إليه ويحاذيه فيجوز حتى يماسه أيضًا، ويلزم من ذلك كفران: أحدهما: قدم العالم، لأنا نستدل على حدوث العالم بالافتراق والاجتماع. والثاني: اثبات الولد والزوجة.»

فكرة التجسيم عن الكرامية

تعد فكرة الألوهية من الأفكار الرئيسية والقديمة، فأينما عثر العقل الإنساني فإنه يسعى إلى تحديد علاقته بهذه الفكرة أوما يماثلها، سواء كانت هذه العلاقة إيجابية أوسلبية. والألوهية كفكرة تشكلت على مر العصور بصور متعددة، وقد تأرجحت بين المادية الخالصة وبين المثالية الخالصة. وإذا أردنا حتى نبحث عن الأصول التاريخية لهذه الفكرة، والتي يمكن حتى تكون الكرامية قد أستفادت منها، لوجدنا عدة تيارات ثقافية متباينة، من أهمها:

أولاً اليهودية: ومن أبرز الخصائص التي أمتاز بها اليهود عامة نزعتهم الحسية، التي تسعى إلى تصوير جميع شيء تصويراً حسياً. وحينما نزلت التوراة باعتبارها أول كتاب سماوي، راعى هذه الخاصية التي تكمن في أعماق هذا الشعب. فقد صورة التوراة في سفر التكوين تكوّن الموجودات تصويراً مادياً خالصاً، كما صورت الله أيضاً في صورة تجسيمية تشبيهية فلقد ورد في الإسرائيليات حتى الله خلق آدم بيده، وخلق جنة عدن بيده وخط التوراة بيده. ويحكي لنا أبواليسر البزدوي صاحب كتاب أصول الدين حتى عامة اليهود نطقوا: حتى الله جسم في صورة الآدمي، لحم ودم. ويحكون عن النبي دانيال أنه نطق: رأيت قديم الأنام أبيض الرأس والبدن، جالساً على العرش، واضعاً قدميه على الكرسي. واضح إذن حتى اليهود يجسمون الله، ولا شك حتى هذا التراث الديني كان معروفاً لدى المسلمين، ومن ثم فقد وقف عليه ابن كرام وعهده.

ثانياً المسيحية: انتهى هذا التيار الديني إلى القول بحلول الطبيعة اللاهوتية في الناسوتية، وقد تمثل ذلك في شخصية المسيح، وقد انتقلت الآراء المسيحية إلى المسلمين، وقدم الشهرستاني هذه الآراء وبين اختلاف المسيحيين بشأنها في كتابه الملل والنحل.

وإلى جانب هاتين الديانتين، كانت هناك أيضاً تيارات أخرى، منها: الزرادشتية والديصانية والماندية والمزدكية والحرنانية، وكلها تشير إلى تجسيم أهل هذا العالم وعلته. بالإضافة إلى هؤلاء أيضاً أصحاب الهياكل والأشخاص، عبدة النجوم والكواكب وعبدة الأوثان. فهم جميعاً اعتقدوا حتى هذه الهياكل، حية، تحس بما يدور بخلدهم، ولهذا اتخذوها واسطة تقربهم من الرب. ومن هذه الإشارات والتنبيهات الموجزة، يتضح لنا كيف من الممكن أن حتى نزعات التجسيم كانت متغلغلة في البيئة العربية قبل الإسلام وبعده، وكانت واضحة في تلك البلاد التي أمتد إليها الفتح الإسلامي وخاصة بلاد فارس.

بدايات التجسيم عند المسلمين

تطالعنا الروايات بأن أول المشبهة والمجسمة في العالم الإسلامي كانوا من غلاة الشيعة وبوجه خاص السبائية حيث نادت بقداسة وألوهية علي بن أبي طالب، وهم الذين نقلوا فكرة التجسيم إلى بعض الفرق الأخرى. والآراء كلها على حتى هشام بن الحكم أول مجسم ظهر بين متحدثي الإسلام. ويذكر الشهرستاني حتى هشام بن الحكم جرت بينه شيخ المعتزلة العلاف مناقشات حول فهم الكلام.

ويحكي أبوالحسن الأشعري في في كتابه منطقات الإسلاميين حتى الهشامية - أصحاب هشام بن الحكم - يمضىون إلى حتى الله جسم وله نهاية وحد، وأنه طويل وعريض وعميق، طوله مثل عرضه، وعرضه مثل عمقه، وقرروا أنه نور ساطع، وأنه في مكان دون مكان، وهونفسه لون، ومضىوا إلى حتى الله قد كان لا في مكان، ثم وقع المكان بأن تحرك فحدث المكان بحركته، وكان فيه. هشام بن الحكم إذن يرى حتى الله جسم، وأن بين الله والأجسام تشابه بوجه من الوجوه، ويحكي كما يمضى إلى ذلك الكعبي المعتزلي، حتى هشام بن الحكم يقول: حتى الله جسم ذوأبعاض، وله قدر من الأقدار، ولكن لا يشبه شيئاً من المخلوقات ولا يشبهه شيء، وأنه (أي هشام) نطق: هو(أي الله) سبعة أشبار بشبر نفسه، وأنه في مكان مخصوص وجهة مخصوصة وأنه يتحرك، وحركته عمله وليست من مكان إلى مكان، ونطق أيضاً: هومتناه بالذات غير متناه بالقدرة. أما أبوعيسى الوراق فيقول: مضى هشام إلى القول حتى الله تعالى مماس لعرشه، لا يفضل منه عن العرش ولا يفضل من العرش شيء عنه.

ومما استحدث في عصر السلف بدعة الكلام في صفات الله تعالى، ولما كان من أساسيات العقيدة الإسلامية وجوب التنزيه لله تعالى في وصفه بالكمال المطلق، ودلت عليه النصوص كقوله تعالى: "ليس كمثله شيء" فقد بالغت القدرية (المعت زلة) في التنزيه مما أدى إلى استحداث بدعة القول بإنكار بعض الصفات الثابتة بالنص، ومن ثم أطلقوا على المعتزلة معطلة، وباللقاء فقد ظهر في عصر السلف مبتدعة بالغوا في إثبات الصفات، اتبعوا المتشابهات من النصوص وفسروها بحسب الظاهر، فسقطوا في التجسيم المناقض لآيات التنزيه الصريح، ومنها بدعة محمد بن كرام السجستاني، في القول بالتجسيم وتنسب إليه الكرامية، وهم أقرب الفرق إلى الخوارج، وقد نصرهم محمود بن سبكتكين السلطان -وكان من الكرامية-، وصب البلاء على أصحاب الحديث والشيعة من جهتهم. وقد ذكر أبوالحسن الأشعري في منطقات الإسلاميين واختلاف المصلين حتى المجسمة انقسموا إلى ستة عشر فرقة.

نطق ابن خلدون في مقدمته: «وشذ لعصرهم مبتدعة اتبعوا ما تشابه من الآيات وتوغلوا في التشبيه ففريق أشبهوا في الذات باعتقاد اليد والقدم والوجه عملا بظواهر وردت بذلك فسقطوا في التجسيم الصريح ومخالفة آي التنزيه المطلق التي هي أكثر موارد وأوضح دلالة لأن معقولية الجسم تقتضي النقص والافتقار وتغليب آيات السلوب في التنزيه المطلق التي هي أكثر موارد وأوضح دلالة أولى من التعلق بظواهر هذه التي لنا عنها غنية وجمع بين الدليلين بتأويلهم ثم يفرون من شناعة ذلك بقولهم جسم لا كالأجسام وليس ذلك بدافع عنهم لأنه قول متناقض وجمع بين نفي وإثبات إذا كان بالمعقولية واحدة من الجسم وإن خالفوا بينهما ونفوا المعقولية المتعارفة فقد وافقونا في التنزيه ولم يبق إلا جعلهم لفظ الجسم اسما من أسمائه ويتوقف مثله على الإذن. وفريق منهم مضىوا إلى التشبيه في الصفات كإثبات الجهة والاستواء والنزول والصوت والحرف وأمثال ذلك وآل قولهم إلى التجسيم فنزعوا مثل الأولين إلى قولهم صوت لا كالأصوات جهة لا كالجهات نزول لا كالنزول يعنون من الأجسام واندفع ذلك بما اندفع به الأول. ونطق ابن خلدون: «ولم يبق في هذه الظواهر إلا اعتقادات السلف ومذاهبهم والإيمان بها كما هي لئلاقد يكون النفي على معانيها بنفيها مع أنها سليمة ثابتة من القرآن».

وعقيدة التوحيد تقوم على أساس توحيد الله ونفي الشريك عنه والفهم حتى مسبب الأسباب وموجدها المتصف بالكمال المطلق هوالله الواحد الذي لا شريك له، والذي دلنا على ذلك هوالشرع وليس العقل، أي: حتى الله أوفد الرسل وأوحى إليهم بأنه هوالله الخالق وحده لا شريك له، فإذا تحقق الفهم بوجود الله وحصل الإيمان به فذلك هوالتوحيد، وكل ما يقع في النفس من تصورات أوتخيلات فهوالذي يجب الانصراف عنه؛ لأنه من دواعي الضلال، وعندما نطق مشركوا مكة: يا محمد صف لنا ربك، قايسوا بما اعتادوا عليه من عبادة الأصنام المجسمة حسب أفهامهم فأنزل الله: ﴿إن في خلق السموات والأرض..﴾ الآية فبين الله حتى حصول الإيمان بالله إنماقد يكون في النظر والتدبر في المخلوقات، وكل ما خطر ببالك فالله بخلاف ذلك، وهجر الإدراك إدراك. وأمهات العقائد الإيمانية معللة بأدلتها العقلية وأدلتها من الكتاب والسنة كثير وهي معلومة ومقررة، وما سقط من الخلاف في العقائد أكثره من اتباع المتشابه.

فكرة الذات الإلهية والجسم عن الكرامية

تابعت الكرامية هشام بن الحكم متابعة كاملة وتأثرت به أشد ماقد يكون التأثر، فقد مضى ابن كرام في معرض حديثه عن مفهوم الذات الإلهية فنطق: حتى المعبود على العرش مستقر، وأنه بجهة فوق ذاتاً وأطلق عليه اسم الجوهر. ويضيف ابن كرام: حتى الله أحدي الذات أحدي الجوهر وأنه مماس للعرش من الصفحة العليا، وجوز عليه الانتنطق والتحول والنزول على الحقيقة. ومن الكرامية من نطق: أنه على بعض أجزاء العرش، ومنهم من نطق: امتلأ به العرش، وصار المتأخرون منهم إلى القول: أنه تعالى بجهة فوق وأنه محاذ للعرش. ويذكر عبد القاهر البغدادي في كتابه الفرق بين الفرق حتى ابن كرام مضى إلى القول حتى معبوده جسم له حد ونهاية من تحته والجهة التي منها يلاقي عرشه. أما أبواليسر البزدوي فيحكي عن ابن كرام ما يقرب من هذا أيضاً، وأنه كان يمضى إلى حتى بعض الكرامية نطقوا: أنه جسم تسمية لا حقيقة، ونطقوا جسم لا كالأجسام. ويؤيد في ذلك أبوالمعين النسفي صاحب كتاب تبصرة الأدلة في أصول الدين فيذكر حتى الكرامية تقول بأن الله جسم اسماً لا حقيقة، فيقولون لا نعني بقولنا أنه جسم أنه متبعض، متجزئ، مهجرب، بل نريد أنه القائم بالذات، وعندهم حتى الله مستقر على العرش، لكن بعضهم نطق: له ست جهات كما لسائر الأجسام، ونطق بعضهم: له جهة واحدة لا غير، استقر بها على العرش.

أما بعض الكرامية مضىوا إلى حتى الله جسم تسمية لا حقيقة فيقولون: حتى الله لا مكان له، ولكن هوفي العلوفوق السماوات السبع، واثبتوا له جهة واحدة، واحتجوا بقوله تعالى: (إليه يصعد الحدث الطيب). وعند الكرامية نجد حتى الله تعالى متحدث على الحقيقة بكلام حادث قائم به، وأنهم يجوزون حدوث الأمور بالله تعالى، بل مضىوا إلى حتى الله يُرى كما تُرى سائر الأجسام. وينسب سيف الدين الآمدي صاحب كتاب أبكار الأفكار نفس هذه الآراء السابقة إلى الكرامية فيقول أنهم اتفقوا على حتى الله تعالى مستقر على العرش وأنه مما يجب عليه الحركة والانتنطق والنزول. ومنهم من نطق: امتلأ به العرش، ومنهم من نطق غير متناه. ومنهم من أطلق لفظ الجسم عليه تعالى ثم منهم من أثبت كونه متناهياً من جميع جهاته. ومنهم من أثبت له النهاية من جهة تحت دون غيرها. ومنهم من نفى النهاية عنه مطلقاً، واتفقوا على جواز حلول الحوادث بذاته.

أدلة الكرامية على جسمية الله

هناك عوامل داخلية ساعدت على تأكيد فكرة التجسيم لدى البعض، فالمشبهة والمجسمة وان اعتمدوا في بادئ الأمر على العوامل الخارجية مثل التراث الأجنبي، إلا أنهم أوضحوا عقيدهم أيضاً على ضوء النقل والعقل. أما بخصوص النقل فقد فسروا بعض الآيات القرآنية تفسيراً يتفق مع ممضىهم الذي جسموا من خلاله الله. ومن هذه الآيات: (خلقت بيدي) و(السموات مطويات بيمينه) وقوله (بل يداه مبسوطتان) و(السماء بينيناها بأيد) و(نجري بأعيينا) وقوله (ويبقى وجه ربك) وقوله (في جنب الله) وقوله (استوى على العرش) و(واتى ربك) وقوله (وجوه يؤمئذ ناضرة إلى ربها ناظرة) فهذه الآيات من وجهة نظر الكرامية لا يمكن حتى تفسر إلا على ضوء حتى الله كائن متجسد متشخص. أما من الأدلة العقلية التي لجأت إليها المجسمة للبرهنة على حتى الله جسم فكثيرة، منها:

أن الله فاعل، وكل فاعل لابد حتىقد يكون جسماً، لأن جميع ما نشاهده فاعلاً هوبالضرورة جسم، فنطقوا: "كل من كان كذلك (فاعلاً) يجب كونه جسماً، ومن لاقد يكون جسماً، لا يصح كونه قادراً عالماً، فثبت حتى المصحح لذلك كونه جسماً". وفي شرحه لهذا الدليل يقول هشام بن الحكم: أنه ليس في المعلومات إلا حاضر وغائب، والحاضر بحضرته مستغن عن الدليل، وإنما يحتاج الغائب إلى الدليل، فإذا لم يكن شيء سوى هذين، وجب حتىقد يكون الحاضر دليلاً على الغائب. والاستدلال لا يخلومن ثلاثة أوجه: أما حتى نسوي بينهما من جميع الوجوه أونفرق بينهم من جميع وجه أونسوي من وجه ونفرق من وجه. وبطل الأول لأنه يوجب كونه محدثاً محتاجاً، وبطل الثاني لأنه يوجب حتى لا يستحق شيئاً من الصفات، فلم يبق إلا الثالث، فلابد من مماثلة بينهما لتدل عليه وقد ثبت حتى في الشاهد لاقد يكون فاعلاً قادراً حياً إلا جسماً أوعرضاً، وإذا لم يكن عرضاً، لابد حتىقد يكون جسماً. ومما مضىوا إليه أيضاً في بيان جسمية الله حتى أحد طرق معهدتنا لله سبحانه وتعالى هوهذه الأجسام ذاتها. فلولم تشبهه من وجه لما دلت عليه، لأن الشيء - على حسب زعمهم - إنما يشير على شبيهه. ومضىوا أيضاً إلى حتى الموجودات على ضربين: قائم بنفسه ومحتاج إلى محل والأول هوالجسم، وهوسبحانه قائم بنفسه وذلك فهوجسم.

وهذه هي أبرز الحجج التي تسوقها المجسمة والتي تثبت من خلالها حتى معبودهم جسم لا كالأجسام.

فكرة العالم عند الكرامية

مضى ابن كرام، كما حكى أبوالفتح الشهرستاني وفخر الدين الرازي، إلى حتى الله أحدي الذات أحدي الجوهر فذاتية الله وجوهريته واحدة، وهذا الذاتية والجوهرية الواحدة جسم، وجسم لا كالأجسام، فالله هوالجسم في ذاته وفي جوهره، وما عدا الله وما سواه فليس جسماً على الإطلاق. والجسم هوالموجود، وهوالقائم بنفسه أوبذاته، ولقد آمن ابن كرام بأن هناك جسماً ولا جسم، أوبأن هناك جسماً وعملاً، وكان لابد له حتى يدرج الله تحت أحد هذين القسمين فاعتبر الله جسماً والموجودات لا أجسام، بل أفعال.

فلقد عد ابن كرام المادة واحدة أي جسماً واحداً، فليس في العالم إلا الأجسام بأعراضها، ومحال حتىقد يكون الله عرضاً، وهذا يعني حتى الوجود واحد، فليس هناك عالم من جهة وإله من جهة أخرى، بل وحدة وجود كاملة وتامة، فالوجود جسم واحد هوالله، وما عدا ذلك أفعال وأعراض ليست هي الله لكنها تخلق وتفنى في الله. وهذا هوما مضى إليه هشام بن الحكم إذ رأى حتى الوجود كله جسم، بما في ذلك الألوان والطعوم والروائح، فإذا أخذنا في الاعتبار حتى ابن كرام ومعه ابن الحكم، يعدون الله جسماً متناهياً، أدركنا حتى ذاته محل للحوادث، من حيث حتى أي جسم مردود إلى جسمية الله، أوحتى الأجسام المتعددة والمتنوعة في العالم ذرات وأجزاء بالنسبة إلى الجسم الكبير - أي جسم الله على حسب زعمهم - الذي تجتمع فيه وتفترق، فتكون ذات الله مخالطة لما في العالم من قاذورات ونجاسات وما شاكل ذلك. ولقد ذكر ابن حزم في هذا الصدد على لسنا حال محمد بن الحسن بن فورك حتى الكرامية تقول: "أن الله تعالى يعمل جميع ما يعمل في ذاته، وأنه لا يقدر على إفناء خلقه كله، حتى يبقى وحده كما كان قبل حتى يخلق. ونطقوا أيضاً: حتى كلام الله تعالى أصوات وحروف هاتى مجتمعة كلها أبداً لم تزل ولا تزال".

لقد مضى ابن كرام إلى حتى أقوال الله وإرادته وإداركاته للمرئيات وإدراكاته للمسموعات وملاقاته للصفحة العليا من العالم، أعراض حادثة فيه، وهومحل لتلك الحوادث الحادثة فيه. هذا ما قرره لنا الإمام عبد القاهر البغدادي في كتابه الفرق بين الفرق. أما أبوالفتح الشهرستاني فقد ذكر حتى الكرامية ترى حتى ما يحدث في ذات الله، فإنما يحدث في ذاته بقدرته، وما يحدث مبايناً لذاته فإنما يحدث في ذات الله بواسطة الأحداث. والخلق تعبير عن القول والإرادة و"الإحداث هوالإيجاد والإعدام الواقعان في ذاته بقدرته من الأقول والإرادات، والمحدث ما باين ذاته من الجواهر والأعراض". فالكرامية، كما هوواضح، تفرق بين الخلق والمخلوق والإيجاد والموجودات، والموجد وكذلك بين الإعدام والمعدوم، فالخلق إنما يقع بالخلق والخلق يقع في ذاته بالقدرة، والمعدوم إنما يصير معدوماً بالإعدام الواقع في ذاته بالقدرة ففي ذاته سبحانه حوادث كثيرة: الأخبار عن الأمور الماضية والخط المنزلة على الرسل والقصص والوعد والوعيد، والأحكام والتسمعات والتبصرات أي ما يجوز حتى يسمع ويبصر. تقول الكرامية: "أن معبودهم محل للحوادث، وأن أقواله وإرادته وإدراكاته للمرئيات، وإدراكاته للمسموعات، وملاقاته الصحفة العليا من العالم، أعراض حادثة فيه، وهومحل لتلك الحوداث الحادثة فيه وسموا (أي الكرامية) قوله تعالى للشيء "كن" خلقاً للمخلوق، وأحداثاً للمحدث وإعداماً للذي يعدم بعد وجوده، ومنعوا من وصف الأعراض الحادثة فيه بأنها مخلوقة أومفعولة أومحدثة".

فالشيء لاقد يكون ولا يفسد إلا من خلال حوادث تقع في ذات الله سبحانه، بحيث لا يحدث في العالم جسم أوعرض إلا بعد حدوث أعراض كثيرة في ذات الله، منها:

  1. إرادته لحدوث ذلك الحادث.
  2. قوله لذلك الحادث "كن" على الوجه الذي فهم الله حدوثه عليه.
  3. رؤية تحدث فيه، يرى بها ذلك الحادث، وإن لم تحدث فيه الرؤية لم يره.
  4. استماع يحدث فيه يسمع به ذلك الحادث، وإن لم يحدث فيه ذلك التسمع لم يسمعه.

ومن جهة إعدام الشيء فلابد لأجل ذلك من:

  1. إرادة الله لعدم ذلك وهي من طبيعة الحال إرادة محدثة.
  2. قوله لمن يريد عدمه كن معدوماً أوافن، ففي الله إذن حوادث، أحداث ما يحدث وإعدام ما يعدم.

ولقد مضىت الكرامية إلى حتى الحوادث وإن كانت تحدث في ذات الله، إلا حتى حدوثها لا يوجب لله تعالى وصفاً وليست هي نفسها صفات له. فيذكر الشهرستاني عن الكرامية أنهم أجمعوا على حتى الحوادث لا توجب لله تعالى وصفاً ولا هي صفات له، فتحدث في ذاته هذه الحوادث من الأقوال والإرادات والتسمعات والتبصرات... ولا يصير بخلق هذه الحوادث محدثاً ولا خالقاً، وإنما هوقائل بقائليته وخالق بخالقيته ومريد بمريديته، وذلك قدرته على هذه الأمور.

والواقع حتى آراء الكرامية في نظرتها إلى العالم، يمكن عده جسماً واحداً، وهوقديم أزلي لا أول له، وليس هناك فرق بين الخالق والمخلوق. ويتحدث الكرامية عن حدوث العالم والحوادث في ذات الله، لكن بنظرة أعمق كانت ستاراً يخفي وراءه حقيقة القول بقدم العالم. ذلك حتى التأثير الأفلاطوني واضح تماماً، وهوالقول بقدم الهيولى المطلقة الخالية عن الأعراض بادئ الأمر، ثم بعد ذلك حدثت الحوادث (الأعراض) في هذه الهيولى. فالكرامية جعلت الله سبحانه وتعالى أشبه بالمادة المطلقة عند أفلاطون، وحدوث الحوادث بمثابة حدوث الأعراض في المادة المطلقة. وهذه النقطة تؤدي إلى نقطة هامة، وهي أزلية العالم وقدمه. فإذا كان الله جسماً كبيراً - على حسب اعتقاد الكرامية - ومن حيث أنه لا يوجد شيء خارج هذا الجسم ومن حيث حتى هذا الجسم قائم بذاته وموجود بذاته، ليس عن شيء ومن حيث حتى أحداً لم يتدخل في إيجاد هذا الجسم الكبير، لأنه موجود بصفة دائمة، ولما كانت الحوادث كلها، وهي المكونة لجوهر هذا الوجود، تحدث داخل الجسم، لهذا كله فإن العالم قديم بالضرورة ولا أول له. ولذلك فلا يصح القول بأن هذا الجسم مخلوق لأنه لا يصح القول بأن الله كذلك. ومعلوم حتى الكرامية قد سوت بين الجسم الكلي والله وعدت هذا الأخير جسماً كبيراً يشتمل على سائر الموجودات الأخرى، ويضاف إلى ذلك حتى العالم أبدي إذ حتى فناءه ممتنع، إلا إذا عدم الله ذاته، لأن الكون والفساد يلحق بالجوهر والجوهر لا يخلومن الحوادث، ولوخلى الجوهر عن ما يحدث فيه لكان في ذلك فناء للجوهر ذاته. ويبين الشهرستاني هذه النقطة فيقول: ومن أصلهم حتى الحوادث التي يحدثها (الله) واجبة البقاء حتى يستحيل عدمها، إذ لوجاز عليها العدم لتعاقبت على ذاته الحوادث ولشارك الجوهر في هذه القضية، وأيضاً فلوقدر عدمها فلا يخلوأما حتى يقدر عدمها بالقدرة وبإعدام يخلقه في ذاته، ولايجوز حتىقد يكون عدمها بالقدرة، لأنه يؤدي إلى ثبوت المعدوم في ذاته بالقدرة من غير واسطة إعدام، ولجاز حصول سائر المعدومات بالقدرة، ثم يجب طرد ذلك في الموجود حتى يجوز وقوع موجد محدث في ذاته وذلك محال عندهم، ولوفرض إعدامها بالإعدام لجاز تقدير عدم ذلك بالإعدام فيتسلسل، فارتكبوا لهذا التحكيم استحالة عدم ما يحدث في ذاته.

ولقد مضى ابن تيمية إلى حتى الجهمية رأت ذلك قبل هشام بن الحكم والكرامية، لكن هذا الرأي يحتاج إلى إعادة نظر، ذلك حتى الجهمية لا تقول بوحدة الوجود البتة، بل لقد كان نفيها للصفات الإلهية بدافع من تنزيه الله عن جميع الأمور الحادثة، وابن تيمية هوالذي حاول بكل جهده حتى يرد إلى جهم بن صفوان ومن تبعه القول بوحدة الوجود، ويرد إليه كذلك القول بما نادت به الثنوية والدهريون وغيرهم ويكفي حتى ذكر أصلين للجهمية حتى يتضح خطأ هذا الرأي.

  • الأصل الأول: حتى الله ليس متمكناً في السماء.
  • الأصل الثاني: أنه ليس فوق الكرسي وفوق العرش.

فهذان الأصلان يوجبان تماماً مخالفة الله للحوداث وتنزيهه عن جميع ما يخالفه. وحتى إذا أضاف ابن تيمية أصلاً ثالثاً: أنه في جميع مكان، فإن هذا لا يشير على جسمية الله البتة، بل يشير على أنه سبحانه غير متمكن في مكان محدد، أوأنه في جهة من الجهات. وقد يتفق معهم كذلك، أوبمعنى أدق قد يتفقون معه في حتى لكل محدث فهماً لكن الاتفاق في ناحية كهذه لا يشير على حتى جهماً مضى إلى ما مضىت إليه الكرامية فيما بعد. كذلك فإن العالم على ضوء ممضى الكرامية أصبح إلهياً فقد أتحدت الطبيعة النورانية بالطبيعة العنصرية وأصبحتا شيئاً واحداً، فهنا وحدة وجود تامة، لذلك فإن الطبيعة تقوم بما يقوم الإله، فلها القدرة على الخلق والإبداع والتصوير، وهذه الطبيعة حية ويجب حتى تكون كذلك، فيها ولادة وفناء، وفيها حركة وسكون، ومنها تنشأ الموجودات وفيها تنمووإليها ترد عند فنائها. وبالجملة فإن أحوال الموجودات الظاهرة أمام الحس كلها بمثابة عوارض وأحداث داخل الجوهر المادي الذي هوالأصل في وجود الموجودات والأمور.

مفهوم الإيمان عند الكرامية

يعد مفهوم الإيمان من أبرز المفاهيم الإسلامية لأنه يتعلق بكل من الشريعة والعقيدة معاً. وهودرجة أعلى بكثير من درجة الإسلام، فليس جميع مسلم مؤمن، لكن لا ريب حتى جميع مؤمن هوبالضرورة مسلم، فالإيمان مرتبة رفيعة من مراتب التوحيد والعقيدة. وموقف الكرامية من الإيمان موقف فاق الفرق الأخرى. تمضى الكرامية إلى القول بفطرية الإيمان، فالإيمان ليس صفة أوخاصية يكتسبها المرء من خلال خبرته اليومية، من خلال اعتماده على الحس والعقل. فالكرامية ترى حتى الإيمان موجود في النفس الإنسانية قبل حتى يخرج المرء إلى حيز الوجود الخارجي. ولقد بث الله سبحانه هذا الإيمان في جميع نفس إنسانية، فالسعي نحوالله والشوق إليه ومحاولة الاتصال به، مرشد قاطع على حتى الإيمان به سبحانه مغروز في جبلة المرء، ولولم يكن الأمر كذلك لما عهد الناس ربهم. لقد مضىت الكرامية إلى قولها ذلك بناء على تفسيرها لقول الله سبحانه حينما جمع ذرية آدم من الأزل قائلاً لهم (ألست بربكم، نطقوا: بلى) إذا هذا الإقرار القاطع بربوبية الله ووحدانيته سبحانه في عالم الذر هوأعلى درجات الإيمان والتصديق به عند الكرامية. وما دام الإيمان هكذا مركوزاً في النفس الإنسانية، فإنه سيظل باقياً خالداً، ما بقيت هذه النفوس، ولهذا ترى الكرامية حتى المرء حينما يقول "لا إله إلا الله" فإن قوله هذا ليس قولاً جديداً بكراً إذا صح التعبير وإنما هوتكرار وتأكيد لما تجاوز حتى أقره المرء وأكده وهوفي عالم الذر. لاحظ هنا التشابه الكبير بين عملية التذكر عند أفلاطون وبين ما يقوله ابن كرام. ولاحظ أيضاً كيف من الممكن أن حتى الحب الخاص بالله وفرطيته وكيف أنه مغروز في النفس .. يمكن حتىقد يكون هناك تشابه بين هذا وبين فكرة العشق الأرسطية.

ومعنى هذا حتى تكرار الشهادة عن الكرامية ليس له شأن يذكر لأنه من قبيل تحصيل الحاصل، إذ لا يعمل المرء بقوله هذا أكثر مما عمله في حياة الذر الأولى، تلك الحياة التي آمنت فيها الأرواح بوحدانية الله قبل حتى تهبط إلى الأبدان. وعلى ذلك فقد فصل الكرامية بين الإيمان وبين العمل لأن الإيمان عندهم ثابت لا يزيد ولا ينقص، أما العمل فإنه بخلاف ذلك. يقول سيف الدين الآمدي في هذا الصدد على لسانهم: إذا الإيمان باق في جميع الخلائق على السوية سوى المرتدين. وخطورة هذه الفكرة تكمن في حتى الكرامية قد سوت بضربة واحدة بين الذين يعملون والذين لا يعملون، بين المجاهدين وغير المجاهدين. لقد مضىوا إلى حتى المنافقين في عهد الرسول كانوا مؤمنين، وأن إيمانهم لا يقل عن إيمان جبريل وميكائيل وغيرهما من ملائكة!

لم تهتم الكرامية إذا بشهادة التوحيد الصادرة عن المؤمنين لأنها أشبه بحكم تقريري يعبر عن ما حادث بالعمل. ولكن اهتمام الكرامية كان متعلقاً بشهادة المرتدين. أولئك الذين جحدوا في حياتهم الدنيا ما تجاوز حتى أقروا وصدقوا به في عالم الذر، فهؤلاء عند الكرامية هم الكفار. هؤلاء ينبغي حتى يعودوا إلى إيمانهم الأول وأن يقروا بالوحدانية، وهناقد يكون لقولهم "لا إله إلا الله" معنى جديداً إذ أنه يمثل من ثم إيماناً بعد كفر. يقول عبد القاهر البغدادي في هذا الصدد: "ثم حتى الكرامية خاضوا في باب الإيمان، فزعموا أنه اقرار فرد على الابتداء، وأن تكريره لاقد يكون إيماناً إلا من المرتدين إذا أقر به بعد ردته. وزعموا أيضاً أنه هوالإقرار السابق في الذر الأول في طلب النبي عليه السلام، وهوقولهم: بلى. وزعموا أيضاً حتى المقر بالشهادتين مؤمن حقاً، وإن افترض الكفر بالرسالة. وزعموا أيضاً حتى المنافقين الذين أنزل الله تعالى في تكفيرهم آيات كثيرة كانوا مؤمنين حقاً، وأن إيمانهم كان كإيمان الأنبياء والملائكة. ونطقوا في أهل الأهواء من مخالفيهم ومخالفي أهل السنة: حتى عذابهم في الآخرة غير مؤبد".

الكرامية والنبوة

بيّن عبد القاهر البغدادي موقف الكرامية من النبوة فيقول: ومن جهالاتهم في باب النبوة والرسالة قولهم: بأن النبوة والرسالة صفتان حالتان في النبي والرسول، سوى الوحي إليه، وسوى معجزاته، وسوى عصمته عن المعصية، وزعموا حتى من عمل فيه تلك الصفة وجب على الله تعالى إرساله. وفرقوا بين الرسول والمرسل بأن الرسول من قامت به تلك الصفة، والمرسل هوالمأمور بأداء الرسالة.

وهذا النص الذي ساقه عبد القاهر البغدادي يوضح لنا ما يلي:

  1. ترى الكرامية حتى النبوة والرسالة صفتان نفسيتان حالتان في النبي أوالرسول، وهولهذه الصفة النفسية يعد نبياً.
  2. معنى هذا أنها ترى حتى المعجزات وغيرها من وحي لا تجعل المرء نبياً أورسولاً لأن النبوة والرسالة لها شروط معينة وصفات محددة. ومن تتوافر فيه هذه الصفات هوبالضرورة رسول ونبي. أي حتى النبوة والرسالة اتىت على محمد لأن له من الصفات ما تؤهله لتحمل هذه الأمانة، ولولم تكن هذه الصفات موجودة لديه ما صح حتىقد يكون نبياً أورسولاً حتى وإن صدرت عنه بعض الأمور الخارقة للعادة.
  3. كذلك يوضح هذا النص تمييز الكرامية بين الرسول وبين المرسل، فهي ترى حتى جميع مرسل ينبغي حتىقد يكون رسولاً، لكن يمكن حتىقد يكون هناك رسول دون حتىقد يكون مرسلاً. فمن اتى إليه الوحي وصدرت إليه التعاليم الدينية ثم أدركه الموت فإنهقد يكون حينئذ رسولاً لكنه ليس مرسلاً، فالرسول من قامت به الرسالة، أما المرسل فلا يشترط فيه قيام الصفة التي توجب على الله تعالى إرساله، بل يكفي - لكيقد يكون المرسل مرسلاً - حتى يرسله الله ويأمره بأداء رسالة معينة، وكل رسول مرسل وليس العكس. ولاقد يكون الرسول مرسلاً إلا بعد حتى يرسله الله، أما قبل إرساله إياه فهورسول غير مرسل. ويجوز عزل المرسل ولكن لا يجوز عزل الرسول.
  4. أن الكرامية على ضوء النص السابق وبعض النصوص الأخرى، انتهت إلى القول بأن النبوة والرسالة كصفة ومهمة كلف بها الرسول تعصمه فقط عن ما يمكن حتى ينتهي به إلى تحطيم فكرة العدالة أوحداً من حدود الله، أما غير ذلك من أخطاء، فالكرامية ترى حتى الرسل ليسوا معصومين عنها.

وإلى جانب ذلك كله فإن الكرامية ترى أنه ينبغي الإقرار بنبوة النبي ورسالة الرسل بمجرد حتى يبلغ جميع منهما رسالته. فيكفي حتى يعهد ويسمع المرء عن النبي وأن يبلغ بما يقول به لكي يؤمن برسالته ودعوته ولم تشترط الكرامية في هذا الصدد ضرورة حتى يبرهن النبي أوالرسول على صدق دعوته! لقد كان رأيهم في هذا أنه يكفي حتى يقول النبي "أنا نبي" حتى يؤمنوا به، ويباركوا دعوته، وزعموا أيضاً حتى النبي إذا ظهرت دعوته، فمن سمعها منه أوبلغه خبره، لزمه تصديقه والإقرار به من غير توقف على فهم دليله. وقد سرقوا هذه البدعة من أباضية الخوارج الذين نطقوا: حتى قول النبي "أنا نبي" فنفسه حجة لا يحتاج معها إلى برهان.

ومع حتى رأيهم هذا يظهر براقاً لطيفاً بحيث يمكن حتى يباركه القلب ويلبي نداءه مباشرة إلا حتى له في نفس الوقت خطورته القصوى، فلا يكفي حتى يعلن النبي عن هويته حتى يؤمن به الناس، بل أنه من الشروط الرئيسية للإيمان بالنبوة حتى تكون لدى النبي حجج وبراهين ومعجزات قوية يمكن حتى يسوقها وأن يأتي ببعضها كشواهد صدق على ما يدعوإليه. أما الإيمان بالنبوة دون قيد وشرط، فأمر يتنافى جميع المنافاة مع آدمية المرء لأنه حينئذ يطالب الفرد بإلغاء عقله ووجوده. وعند الكرامية - كما هوالحال عند المعتزلة - نجد حتى الناس محجوجون بعقولهم، إذ يمضىون إلى القول بأنه ينبغي حتى يهتدي المرء بعقله إلى فهم الله وصفاته، وعليه أيضاً حتى يدرك بعقله حتى الله قد أوفد رسلاً من قبل، ولهذا ينبغي حتى يؤمن - عقلياً - بهذه الرسل وبمن أوفدهم، وإلا استحق العقاب على تقصيره هذا. يقول عبد القاهر البغدادي: "وزعمت الكرامية أيضاً حتى من لم تبلغه دعوة الرسل، لزمه حتى يعتقد موجبات العقول، وأن يعتقد حتى الله تعالى أوفد رسلاً إلى خلقه".

الكرامية والإمامة

أما عن فكرة الإمامة فقد جوزت الكرامية كون إمامين في وقت واحد، مع وقوع الجدال والقتال، ومع الاختلاف في الأحكام. وقد أشار ابن كرام في بعض خطه إلى حتى علياً ومعاوية كانا إمامين في واحد وقت واحد، ووجب على أتباع جميع واحد منهما طاعة صاحبه، وإن كان أحدهما عادلاً والآخر باغياً. ونطق أتباعه: حتى علياً كان إماماً على وفق السنة، وكان معاوية إماماً على خلاف السنة، وكانت طاعة جميع واحد منهما واجبة على أتباعه.

المصادر والمراجع

المراجع

  1. ^ عقائد الثلاث والسبعين فرقة- لأبي محمد اليمني: (1/275)
  2. ^ دكتور فيصل بدير عون، فهم الكلام ومدارسه، دار الثقافة للنشر والتوزيع، ص: 156.
  3. ^ راجع: ميزان الاعتدال 22/4، وتاج العروس 43/9، وكتاب العبر 10/1، ولسان الميزان 353/5، والفرق بين الفرق، ص: 215 بالإضافة إلى كتاب التجسيم عند المتحدثين - ممضى الكرامية للدكتورة سهير محمد مختار.
  4. ^ راجع: الأعلام للزركلي، ج1، ص: 289، وشذرات المضى 104/3.
  5. ^ التجسيم عند المتحدثين، ص: 87، والفرق بين الفرق، ص: 215 وما بعدها، والتبصير في الدين لأبي المظفر الإسفراييني، والكامل لابن الأثير.
  6. ^ دكتور فيصل بدير عون، فهم الكلام ومدارسه، دار الثقافة للنشر والتوزيع، ص: 162-163.
  7. ^ الغنية في أصول الدين، ص: 73-75. نسخة محفوظة 17 ديسمبر 2019 على مسقط واي باك مشين.
  8. ^ راجع بالتفصيل: الملل والنحل، ج1، ص: 192.
  9. ^ أبواليسر البزدوي، أصول الدين، ص: 21 نشرة هانزبيترلس - القاهرة سنة 1963.
  10. ^ الملل والنحل، ص: 201، وراجع د. علي سامي النشار، نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام، ص: 59، ط3، وأصول الدين للبزدوي، ص: 29.
  11. ^ راجع بالتفصيل كتاب فكرة الطبيعة في الفلسفة الإسلامية، فصل خاص عن فكرة التجسيم عند المسلمين من بيان المصادر التاريخية.
  12. ^ الملل والنحل، ج2، ص: 164.
  13. ^ أبوالحسن الأشعري، منطقات الإسلاميين، ج1، ص: 31-32.
  14. ^ الملل والنحل، ج2، ص: 164، وأبواليسر البزدوي، أصول الدين، ص: 253، وأبوالمعين النسفي، تبصرة الأدلة في أصول الدين، ص: 28 مخطوط بدار الخط المصرية، وعبد القاهر البغدادي، الفرق بين الفرق، ص: 216.
  15. ^ المضىي. . صفحة 523 و524. مؤرشف من الأصل في 12 ديسمبر 2019.
  16. ^ الملل والنحل للشهرستاني ج1 ص20
  17. ابن خلدون. تاريخ ابن خلدون ج1. صفحة 463 و464.
  18. ^ ابن خلدون. تاريخ ابن خلدون الفصل العاشر في «فهم الكلام هوفهم يتضمن الحجاج عن العقائد الإيمانية بالأدلة العقلية والرد على المبتدعة المنحرفين في الاعتقادات عن مذاهب السلف وأهل السنة، وسر هذه العقائد الإيمانية هوالتوحيد». ج1. صفحة 458 وما بعدها.
  19. ^ الملل والنحل، ج1، ص: 99.
  20. ^ الفرق بين الفرق، ص: 216.
  21. ^ أبواليسر البزدوي، أصول الدين، ص: 22.
  22. ^ أبواليسر البزدوي، أصول الدين، ص: 78، وسيف الدين الآمدي، أبكار الأفكار في أصول الدين، ص: 703 - مخطوط بدار الخط المصرية.
  23. ^ سيف الدين الآمدي، أبكار الأفكار في أصول الدين، ص: 1042-1043 مخطوط بدار الخط المصرية، وراجع شرح المواقف، ج2، ص: 338.
  24. ^ ابن كرامة الجشمي، شرح العيون، ج1، ص: 5317 - مخطوط بدار الخط المصرية.
  25. ^ ابن حزم، الفصل في الملل والنحل، ج2، ص: 117 وما بعدها، وشرح العيون لابن كرامة الجشمي، ص: 1138 - مخطوط بدار الخط المصرية.
  26. ^ ابن كرامة الجشمي، شرح العيون، ص: 1139.
  27. ^ د. علي سامي النشار، نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام، ص: 649، ج1، ط4.
  28. ^ ابن حزم، الفصل في الملل والنحل، ج5، ص: 205.
  29. ^ عبد القاهر البغدادي، الفرق بين الفرق، ص: 217.
  30. ^ الملل والنحل، ج1، ص: 101، والفرق بين الفرق، ص: 218.
  31. ^ دكتور فيصل بدير عون، فهم الكلام ومدارسه، دار الثقافة للنشر والتوزيع، ص: 173-174.
  32. ^ نشأة الفكر، ج1، ص: 388. وعن الجهم والجهمية راجع: خالد العلي، جهم بن صفوان - المخطة الأهلية ببغداد سنة 1965. والكتاب كان رسالة قدمها الباحث للحصول على درجة الماجستير، وقد بين الباحث في كتابه الأصول التاريخية للجهمية ثم عرض بعد ذلك الآراء الفلسفية لجهم بن صفوان.
  33. ^ دكتور فيصل بدير عون، فهم الكلام ومدارسه، دار الثقافة للنشر والتوزيع، ص: 175.
  34. ^ سيف الدين الآمدي، أبكار الأفكار في أصول الدين، ص: 1044.
  35. ^ راجع: التجسيم عند المتحدثين، ص: 299، وانظر تفصيل قولهم في إيمان الأطفال في نفس الكتاب، ص: 306-307.
  36. ^ عبد القاهر البغدادي، الفرق بين الفرق، ص: 223.
  37. ^ عبد القاهر البغدادي، الفرق بين الفرق، ص: 221.
  38. ^ دكتور فيصل بدير عون، فهم الكلام ومدارسه، دار الثقافة للنشر والتوزيع، ص: 178.
  39. ^ التجسيم عند المتحدثين، ص: 313 وما بعدها، وسيف الدين الآمدي، أبكار الأفكار في أصول الدين، ص: 1043.
  40. عبد القاهر البغدادي، الفرق بين الفرق، ص: 221-222.
  41. ^ عبد القاهر البغدادي، الفرق بين الفرق، ص: 222.
  42. ^ عبد القاهر البغدادي، الفرق بين الفرق، ص: 222-223، وأبوالمظفر الإسفراييني، التبصير في الدين، ص: 103، والشهرستاني، الملل والنحل، ص: 113، وأبواليسر البزدوي، أصول الدين، ص: 68، وابن حزم، الفصل في الملل والنحل، ج4، ص: 206، وكذلك سيف الدين الآمدي في كتابه أبكار الأفكار، ص: 1034.
تاريخ النشر: 2020-06-02 01:09:50
التصنيفات: تجسيم, دين, طوائف إسلامية, فرق الشيعة, مذاهب إسلامية, قالب أرشيف الإنترنت بوصلات واي باك, صفحات تحتوي مراجع ويب بتاريخ وصول وبدون رابط تشعبي, مقالات بحاجة للتنسيق منذ أبريل 2019, جميع المقالات التي بحاجة للتنسيق, مقالات بحاجة للتنسيق منذ 2019, جميع المقالات التي بحاجة لصيانة, بوابة الإسلام/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

تموين الإسكندرية تضبط مخبزًا لتصرفه في الدقيق البلدي المدعم

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-08-28 00:21:27
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 60%

وزير التعليم : مستمرون فى تطوير التعليم بناءا على خطة الدولة

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-08-28 00:21:24
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 56%

سواريز: حزين على الخسارة من الطلائع.. ولم ندفع بالشباب في "ظروف مثالية"

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-08-28 00:21:52
مستوى الصحة: 34% الأهمية: 49%

قصة مستريح جديد حصد مليون جنيه بزعم توظيفها في تجارة المواد الغذائية

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-08-28 00:21:44
مستوى الصحة: 32% الأهمية: 46%

مصر تدعو جميع الأطراف الليبية إلى وقف التصعيد وتغليب لغة الحوار

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-08-28 00:21:50
مستوى الصحة: 33% الأهمية: 45%

أبرز استعدادات هيئة الكتاب واتحاد الناشرين لمعرض القاهرة الدولى 2023

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-28 00:21:17
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 61%

الأربعاء.. عرض الفيلم البلجيكي «Soy liber» بمركز الثقافة السينمائية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-28 00:21:17
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 53%

عائدة من الموت.. طفلة تستيقظ أثناء جنازتها وسط ذهول أسرتها.. فيديو

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-08-28 00:21:48
مستوى الصحة: 30% الأهمية: 50%

إنطلاق المعسكر التدريبي لمشروع متطوعي وزارة الشباب والرياضةYLY

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-08-28 00:21:27
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 55%

الأوقاف: صرف 450 جنيهًا لجميع العاملين مع بداية العام الدراسي

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-28 00:21:21
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 67%

تحميل تطبيق المنصة العربية