جبت
عودة للموسوعة
|
هذه الموضوعة جزء من سلسلة: |
شخصيات محورية
|
أعياد ومناسبات
|
الجبت مصطلح إسلامي ذكر في الكتاب والسنة، وبحسب الإسلام فهوجميع اسم فهم على جميع من كان غاية في الشر والفساد، ولذلك تعددت الأقوال التي تندرج تحت معاني الجبت، من صنم، وسحر، وساحر، وكاهن، وشيطان، وغير ذلك؛ فناسب بسط القول في ذكر هذه المعاني بأدلتها؛ لتجنبها والحذر من الوقوع فيها.
مفهوم الجبت
شرعا: تعددت وتنوعت أقوال فهماء المسلمين في مفهوم الجبت، فقد نقل ابن الجوزي في زاد المسير حتى في معاني الجبت سبعة أقوال: "أحدها: أنه السّحر، نطقه عمر بن الخطاب، ومجاهد، والشعبي. والثاني: الأصنام، رواه عطية، عن ابن عباس، ونطق عكرمة: الجبت: صنم. والثالث: حيي بن أخطب، رواه ابن أبي طلحة، عن ابن عباس، وبه نطق الضحاك، والفراء. والرابع: كعب بن الأشرف، رواه الضحاك، عن ابن عباس، وليث عن مجاهد. والخامس: الكاهن، روي عن ابن عباس، وبه نطق ابن سيرين، ومكحول. والسادس: الشيطان، نطقه سعيد بن جبير في رواية، وقتادة، والسدي، والسابع: الساحر، نطقه أبوالعالية، وابن زيد. وروى أبوبشر، عن سعيد بن جبير، نطق: الجبت: الساحرُ بلسان الحبشة".
وقد ذكر هذه الأقوال كذلك ابن جرير الطبري في جامع البيان وساقها بأسانيدها، وبين حتى هذه الأقوال كلها سليمة وتطلق على الجبت، وأن الجبت اسم عام يطلق على معظَّم بعبادةٍ من دون الله. فنطق: "والصواب من القول في تأويل: "يؤمنون بالجبت والطاغوت"، حتى ينطق: يصدِّقون بمعبودَين من دون الله، يعبدونهما من دون الله، ويتخذونهما إلهين، وذلك أن"الجبت" و"الطاغوت": اسمان لكل معظَّم بعبادةٍ من دون الله، أوطاعة، أوخضوع له، كائنًا ما كان ذلك المعظَّم، من حجر أوإنسان أوشيطان. وإذ كان ذلك كذلك، وكانت الأصنام التي كانت الجاهلية تعبدها، كانت معظمة بالعبادة من دون الله فقد كانت جُبوتًا وطواغيت، وكذلك الشياطين التي كانت الكفار تطيعها في معصية الله، وكذلك الساحر والكاهن اللذان كان مقبولا منهما ما نطقا في أهل الشرك بالله. وكذلك حيي بن أخطب وكعب بن الأشرف، لأنهما كانا مطاعين في أهل ملّتهما من اليهود في معصية الله والكفر به وبرسوله، فكانا جبتين وطاغوتين".
نطق الرازي في تفسيره بعد حتى بين تعدد الأقوال في معاني الجبت والطاغوت: "وبالجملة فالأقاويل كثيرة، وهما حدثتان وضعتا فهمين على من كان غاية في الشر والفساد". فالظاهر حتى هذه الأقوال كلها تعم معنى الجبت، فيكون تفسير السلف لمعاني الجبت من تفسير بالمثال أوتفسير اللفظ العام ببعض أفراده.
الجبت في القرآن
اتى لفظ الجبت في موضع واحد من القرآن في قوله تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً [ النساء:51]. نطق الشافعي: بعثه -أي بعث الله نبيه والناس صنفان: أحدهما: أهل كتاب، بدَّلوا من أحكامه، وكفروا بالله، فافتعلوا كذباً صاغوه بألسنتهم، فخلطوه بحق الله الذي أنزل إليهم، فذكر تبارك وتعالى لنبيه من كفرهم نماذج منها هذه الآية".
وبين المفسرون سبب نزول الآية كما ذكر ذلك ابن أبي حاتم في تفسيره، والبغوي في كتابه معالم التنزيل في تفسير القرآن، والقرطبي في كتابه الجامع لأحكام القرآن. حتى حيي بن أخطب وكعب بن الأشرف اتىا إلى أهل مكة، فنطقوا لهم: أنتم أهل الكتاب وأهل الفهم، فأبلغونا عنا وعن محمد، فنطقوا: ما أنتم وما محمد،يا ترى؟ فنطقوا: نحن نصل الأرحام وننحر الكوماء(هي الناقة عظيمة السنام). ونسقي الماء على اللبن، ونفك العناة، ونسقي الحجيج، ومحمد صنبور، بتر أرحامنا واتبعه سراق الحجيج بنوا غفار، فنحن خير أم هو،يا ترى؟ نطقوا: أنتم خير وأهدى سبيلا، فأنزل الله عز وجل: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً [ النساء:51].
الجبت في السنة
دلت السنة النبوية حتى للجبت أنواع ،
روي عن قطن بن قبيصة عن أبيه أن رسول الله نطق:
إن العيافة والطَّرْق والطيرة من الجبت |
.
ومعنى العيافة: نطق عوف كما في سنن أبي داوود وهومن رواة الحديث: "العيافة زجر الطير، وأنوائها، فتسعد أوتتشاءم". ومعنى "الطرق" الوارد في الحديث: نطق عوف أحد رواة الحديث: "الطرق الخط يُخط في الأرض"، ونطق ابن الأثير: "الطرق الضرب بالحصا، وقيل: هوالخط في الرمل"، نطق الشيخ حامد الفقي عن معنى الطرق: "وهوما يسمونه خط الرمل وفهمه, وهوذائع بين أهل العصر, ولبعضهم فيه تأليف، وقد يتعيش به كثير من المتكهنين يغرون به البله والجهلة; زاعمين أنهم يطلعون على المغيبات وهم كاذبون; فإن هذا الفهم - بل الجهل- لا يقصد به إلا خداع الناس، وأكل أموالهم بالباطل, وقد بحثت في قواعده فوجدته -كما ذكرت لك- رجما بالغيب، وهومن الجبت كما في الحديث. فيجب على المؤمنين بالله الكفر به. ومثله ما يسمونه فهم قراءة الكف، وقراءة الفنجان، ومناجاة حب البن ونحوه. جميع ذلك دجل وسحر واستمتاع جميع من شياطين الجن والإنس ببعضهم".
ومعنى "الطيرة" الواردة في الحديث: نطق ابن حجر في فتح الباري: "أصل التطير أنهم كانوا في الجاهلية يعتمدون على الطير؛ فإذا خرج أحدهم لأمر؛ فإن رأى الطير طار يمنة؛ تيمن به واستمر، وإن رآه طار يسرة؛ تشاءم به ورجع، وربما كان أحدهم يهيج الطير ليطير فيعتمدها".
نطق ابن عثيمين في كتابه القول المفيد شرح كتاب التوحيد: "وأصل التطير: التشاؤم، لكن أضيفت إلى الطير; لأن غالب التشاؤم عند العرب بالطير، عملقت به، وإلا; فإن تعريفها العام: التشاؤم بمرئي أومسموع أومعلوم".
والفرق بين العيافة والطيرة: حتى الطيرة أعم من العيافة؛ لأن العيافة زجر الطير، فهي متعلقة بالطير من حيث إنه يحرك الطير ويزجره حتى ينظر أين يتحرك، وأما الطيرة فهي حتى يتشاءم أويتفاءل ويمضي أويرجع بحركة تحصل أمامه ولولم يزجر أويعمل، أوبشيء يحصل أمامه، إما من الطير أوغيره.
ومعنى "من الجبت" الوارد في الحديث: أي من أعمال السحر، ووجه كون هذه الأمور الثلاثة من السحر لما فيها من الاعتماد على أمر خفي لاحقيقة له، والتعويل على شعوذة ودجل، بل من الممكن صارت سحراً لما فيها من دعوى فهم الغيب، ومنازعة الله في ربوبيته، فإن فهم الغيب قد استأثر الله تعالى دون ماسواه، إضافة إلى حتى بعضهم قد يعتقد في هذه الثلاثة أنها تضر أوتنفع بغير بإذن الله.
مواضيع متعلقة
سحر (إسلام)
كهانة (إسلام)
روابط خارجية
- معنى حدثة الجبت في معجم المعاني.
- معنى الجبت الوارد في القرآن الكريم ملتقى أهل التفسير.
- تفسير الجبت والطاغوت إسلام ويب مركز الفتوى.
المصادر
- ^ زاد المسير في فهم التفسير لعبدالرحمن الجوزي ص419.
- ^ جامع البيان عن تأويل آي القرآن لمحمد بن جرير الطبري 8/461.
- ^ مفاتيح الغيب لمحمد التيمي الرازي، الملقب بفخر الدين الرازي 10/101.
- ^ تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد لسليمان بن عبدالله ص308.
- ^ تفسير الشافعي 2/616.
- ^ تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم 3/974.
- ^ معالم التنزيل في تفسير القرآن 1/ 645.
- ^ الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 20/223.
- ^ سنن أبي داوود برقم (1579).
- ^ أخرجه الإمام أحمد في مسنده برقم (15915)، وأبوداود في سننه برقم (3907)، وحسن النووي إسناده كما في رياض الصالحين ص369.
- ^ سنن أبي داود برقم (3907).
- ^ سنن أبي داوود برقم (3907).
- ^ النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير 3/121.
- ^ تعليقات الشيخ حامد الفقي على كتاب فتح المجيد شرح كتاب التوحيد لعبدالرحمن بن حسن ص288.
- ^ فتح الباري شرح سليم البخاري لابن حجر10/212.
- ^ القول المفيد شرح كتاب التوحيد لابن عثيمين ص515.
- ^ راجع: التمهيد لابن عبدالبر 308، 336، منحة الحميد في تقريب كتاب التوحيد للدبيخي ص365.
- ^ تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد لسليمان بن عبدالله ص340.
- ^ راجع: نواقض الإيمان القولية والعملية (533)، التعليق على فتح المجيد (25) كلاهما للدكتور عبدالعزيز آل عبداللطيف.
التصنيفات: عقيدة إسلامية, مصطلحات إسلامية, صفحات لا تقبل التصنيف المعادل, بوابة الإسلام/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات, مقالات أنشئت بواسطة صندوق إنشاء المقالات