تاريخ قرطاجة السياسي
الفترة الأولى
من عام 814- 550 ق.م وهي الفترة الملكية وكانت تعبير عن إمتداد للنظام الفينيقي في بلاد الشام حيث تقوم الأسر الغنية بإختيار الملك والإنفاق على الجيش والأسطول وحملات الإستكشاف للبحث عن المواد الخام والاسواق الجديدة. وكانت الإمبراطورية الفينيقية لا تزال تؤسس المستعمرات في سردينيا وايبيريا وشمال افريقيا وقامت قرطاج برد الهجوم اليوناني على إقليم طرابلس ومن أشهر ملوك هذه الفترة الملكة عليسا(814-760 ق.م).
الفترة الثانية
من(550-480 ق.م) وهي فترة أسرة (ماقون) التي تتابع أفرادها على حكم قرطاج طيلة ثلاثة أجيال من ماقون حتى ولديه أملكار ثم صدر بعل. وجرت خلالها معارك صقلية. ومدت قرطاج نفوذها إلى مساحات واسعة قبل حتى تتحطم قواتها قرب هيميرا. وفي هذه الفترة نشات في قرطاج طبقة جديدة من ملاك الأرض الذين ما لبثوا حتى حولواأراضيهم إلى إقطاعيات شبه مستقلة وشرعوا يضغطون لتقليص سلطة الملك وإرغامه على مشاركتهم في الحكم.
الفترة الثالثة
من( 480-290 ق.م) وهي فترة الثورة الكاملة التي شهدت تقويض الحكم الفردي المطلق، وقيام الحرب الأولى بين روما وقرطاج، وإنسحاب الأسطول من جبهة البحر المتوسط، وظهور خمس هيئات سياسية جديدة تولت أمور الدولة بدلا من أسرة ماقون وهذه الهيئات هي:
- الملكان أوالسبطان (الشوفطان): تهجرز السلطة المباشرة في ايديهما. يسميان ملكان أوسبطان ويتم إنتخابهما من أسرتين مختلفتين على غرار الملكين الذين كانا يحكمان إسبارطا في اليونان، والقنصلين الذين كانا يتقاسمان السلطة في روما. يقوم الملكان خدمتهما مدة سنة كاملة (تعهد بأسمهما) ويجمعان كثيرا من الوظائف والسلطات التطبيقية في مختلف الميادين السياسية والعسكرية والقضائية، فهما اللذان برئسان مجلس الشيوخ، ويعينان جدول أعماله ويقودان جيوش البر والبحر، وينظران في امور القضاء.
- مجلس الشيوخ: يتكون من 300 عضويتم إختيارهم لمدى الحياة من بين الطبقة الثرية. وهوأبرز الهيئات وأعلاها شأنا ، ويتولى جميع شؤون الإدارة العليا، ويقرر أمور السلام والحرب ويولي قواد الجيش ويعزلهم ، وله الحق –في حالة الضرورة-أن يعقد جلسات سرية ولا يذيع نتيجة التصويت أويؤجل إذاعتها.
- محكمة المائة: تلي في الاهمية مجلس الشيوخ . تتكون من 104 أعضاء يتم إنتخابهم حسبما أظهروه من كفاءة . مهام المحكمة وسلطاتها مراقبة الملوك وجميع الحكام وتقديمهم للقضاء إذا أخلوا بواجباتهم.
- الجمعيات: وهي جمعيات سياسية ودينية تعتبر أقساما وشعبا إنتخابية . جميع عضوفي أي من هذه الجمعيات ينتخب داخل شعبته ، لكن رأي الأغلبية يعتبر رأي الشعبة كلها ويحسب صوتا واحدا في الإنتخاب العام. وينظر أعضاء هذه الجمعيات في شؤون الدولة، وفي اعمال المجالس الشعبية.
- الشعب: هيئة منتخبة من المواطنيين تعرض عليها جميع المسائل التي لم يحصل في شأنها الإتفاق بين الملكين من حهة وبين مجلس الشيوخ من جهة أخرى ، وتكون لها الحدثة النهائية. وكانت قرطاج بذلك من أوائل الدول في العالم القديم التي عاشت تجربة النظم الشعبية الخالصة.
الفترة الرابعة
من عام 290 ق.م حتى سقوط قرطاج عام 146 ق.م. جمعت هذه الفترة بين مظاهر المرحلتين الثانية والثالثة، فهجرزت السلطة في يد آل بركة، إلى جانب المجالسوالهيئات والمجالس السياسية في نظام ملامحه على النحوالتالي:
- السلطة العليا: في يدى بركة الذين حكموا بمثابة ملوك. وإذا كان لفظ ملك قد زال لفظا، فقد ظل وظيفة، إذ حتى نوعية سلطة آل بركة كانت سلطة ملكية.
- مجلس الشيوخ: شبيه بمجلس الشيوخ في الفترة السابقة ، لكن صلاحييته وسلطاته هذه المرة كانت أضيق نطاقا، وتفلص صلاحيات المجلس الشيوخ يعود إلى حتى حكام هذه الفترة كانوا يعتمدون على قاعدة شعبية واسعة بدل الطبقة الثرية وأصحاب الإقطاعيات، وهذا المجلس هوالذي بادر إلى عقد المعاهدة المميتة مع سيبيوبعد معركة زاما، وهوالذي شهد بعد ذلك تدمير قرطاج.
- الهيئات الشعبية: وهي التنظيمات الجماهيرية التي أعتمد عليها آل بركة- من أملكار إلى حنبعل- في لقاءة لمواصلة القتال ضد روما ، وأبرزها هيئتان: الأولى مجلس الثلاثين الذي يتولى فرض الضرائب والموازنة المالية، والثانية مجلس العشرة الذي يتولى شؤون المعابد والقضاء والداخلية.