حديث المنزله
وهوحديث شريف نطقه الرسول الاعظم صلى الله عليه واله وسلم بحق امير المؤمنين علي بن ابي طالب وترويه اغلب خط الصحاح عند اهل العامه - وتحتج به الشيعه الامامية باثبات منزله ومكانه وولايه امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام وهو :
نطق المصطفى صلى الله عليه واله وسلم لعلي بن ابي طالب عليه السلام : " انت مني بمنزله هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي"
ويفهم من الحديث - والمعروف ان سيدنا موسى عليه السلام نبي ومرسل ومعصوم وسيدنا هارون عليه السلام نبي ومعصوم وخليفه ووصي موسى عليه السلام. وحيث نطق الرسول الكريم انت بمنزله هارون من موسى اي انت خليفتي ووصي في الامه ولك ماله من عصمه وكرامه ومنزله - الا انه لا نبي بعدي اي انه لا يوجد نبي ورساله بعد الحبيب المصطفى لانه خاتم الانبياء وهوفقط وصي وخليفه ومعصوم وصاحب منزله الانبياء والمرسلين.
ينطق للشيعة: أنتم تحتجون على ولاية علي بقوله صلى الله عليه وسلم: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى» ومعلوم حتى هارون توفي قبل موسى ـ عليهما السلام ـ، والميت لاقد يكون خليفة للحي باعترافكم!
الحديث إذا كان غير سليم كما يقوله الآمدى فظاهر وإن كان سليماً كما يقوله أئمة الحديث والمعول في ذلك ليس إلا عليهم ، كيف من الممكن أن وهوفي السليمين فهومن قبيل الآحاد وهم لا يروونه حجة في الإمامة ، وعلى التنزيل فلا عموم له في المنازل بل المراد ما دل عليه ظاهر الحديث حتى عليا خليفة عن النبي صلى الله عليه وسلم مدة غيبته بتبوك كما كان هارون خليفة عن موسى في قومه مدة غيبته عنهم للمناجاة .
وقوله : اخلفنى في قومى ـ لا عموم له حتى يقتضى الخلافة عنه في جميع زمن حياته وزمن موته ، بل المتبادر منه ما مر أنه خليفة مدة غيبته ، وحينئذ فعدم شموله لما بعد وفاة موسى رضي الله عنه ، إنما هولقصور اللفظ عنه لا لعزله كما لوصرح باستخلافه في زمن معين ، ولوسلمنا تناوله لما بعد الموت، وأن عدم بقاء خلافته بعده عزل له ، لم يستلزم نقصا يلحقه ؛ بل إنما يستلزم كمالاً له أي كمال لأنه يصير بعده مستقلا بالرسالة والتصرف من الله تعالى ، وذلك أعلى من كونه خليفة وشريكاً في الرسالة .
سلمنا حتى الحديث يعم المنازل كلها لكنه عام مخصوص إذ من منازل هارون كونه أخاً نبياً ، والعام المخصوص غير حجة في الباقى أوحجه ضعيفه على الخلاف فيه ، ثم نفاذ أمر هارون بعد وفاة موسى لوفرض إنما هوللنبوة لا للخلافة عنه ، وقد نفيت النبوة هنا لاستحالة كون على نبيا، فيلزم نفى مسببه الذي هوافتراض الطاعة ونفاذ الأمر، عملم مما تقرر أنه ليس المراد من الحديث ـ مع كونه آحادا لا يقاوم الإجماع ـ إلا إثبات بعض المنازل الكائنه لهارون من موسى ، والحديث وسببه سياق يبينان ذلك البعض لما مر أنه إنما نطقه لعلى حين استخلفه ، فنطق على كما في السليم : أتخلفنى في النساء والصبيان ،يا ترى؟ كأنه استنقص هجره وراءه فنطق له : ألا ترضى حتى تكون منى بمنزلة هارون من موسى ،يا ترى؟ يعنى حيث استخلفه عند توجهه إلى الطور ، إذ نطق له : اخلفنى في قومى وأصلح ، وأيضاً فاستخلافه على المدينة لا يستلزم أولويته بالخلافة بعده من جميع معاصريه افتراضاً ولا ندباً بل كونه أهلاً لها في الجملة ، وبه نقول ، وقد استخلف صلى الله عليه وسلم في مرار أخرى غير على كابن أم مكتوم ، ولم يلزم فيه بسبب ذلك أنه أولى بالخلافة بعده .