المنهجية

عودة للموسوعة

المنهجية

خطة الدراسة الباب الأول : مسألة الفهم الفهمية والبحث الفهمي الفصل الأول : مسألة الفهم الفهمية

المطلب 2 : مفهوم المنهجية   

المبحث 1 ـ معنى المنهجية المبحث 2 ـ تكوين المنهجية المبحث ثلاثة ـ علاقة المنهجية بالفلسفة المطلب 3ـ المنهج الفهمي والبحث الفهمي الفصل الثاني : تصنيف المناهج وأنواعها المطلب 1 ـ المناهج الفلسفية العامة المبحث 1 ـ المنهج الميتافيزيقي المبحث 2 ـ المنهج الجدلي المطلب 2 ـ المنطق والمناهج المنطقية المبحث 1 ـ تعريف المنطق المبحث 2 ـ المنطق الشكلي

المبحث ثلاثة ـ المنطق الجدلي 

الفصل الثالث : الإستدلال المبحث 1 ـ الإستنباط المبحث 2 ـ الإستقراء الفصل الرابع : مناهج العلوم الإجتماعية والقانونية المبحث 1 ـ مناهج العلوم الإجتماعية المبحث 2 ـ المناهج القانونية المناهج الجزئية الخاصة المستخدمة في القانون المبحث 1 ـ مناهج القانون كفهم أوالفهم الفهمية للظواهر القانونية مطلب 1 ـ منهج المقارن مطلب2ـ المنهج الحقوقي الشكلي 2 مطلب ثلاثة ـ المنهج الجدلي



المبحث 2ـ طرق التفسير والتكييف في العلوم القانونية

   إنّ الأمر يتعلق هنا بمناهج وطرق الإستدلال القانوني أي ما هي الإجراءات الذهنية التي توصل القاضي من خلالها إلى حل القضية المعروضة عليه وكيف من الممكن أن يمر من السقطة أوالوقائع إلى تكييفها قانونيا ويطبق عليها القاعدة القانونية الملائمة ،يا ترى؟ إذا ما الإجراء المنطقي المتبع من طرف القاضي للفصل في القضية المروحة عليه ،يا ترى؟ يجب

أولا حتى نذكر فيما يتمثل دور القاضي في المجتمع المحصور في تطبيق القانون ثمّ المناهج المستخدمة في تفسير وتطبيق الأحكام القانونية 1 ـ المنهج الشكلي

 2 ـ المنهج المقارن 

الفصل الخامس : متطلبات البحث الفهمي المبحث 1 ـ الملاحظة المبحث 2 ـ الفرضية المبحث ثلاثة ـ التحقيق البحث الفهمي في العلوم الإجتماعية البحث الفهمي في القانون القانون كفن ( طرق تأويل القواعد القانونية مناهج العلوم القانونية) الباب الثاني : منهجية إعداد البحث الفهمي الفصل الأول : المشكل المنهجي المبحث 1 ـ الإجراء العام المطلب 1 ـ الفوضي البداية الشغف الكبير عن الحصول على المراجع عدم التقييد بأشكالية إستعمال العبارات المبهمة المطلب 2 ـ الأعمال الثلاثة لإجراء القطيعة البناء الإثبات المطلب ثلاثة ـ المراحل السبعة للإجراء الفصل الثاني : القطيعة م/1 ـ سؤال الإنطلاق م/2 ـ الإستكشاف ( القطيعة) م/3 ـ الإشكالية الفصل الثالث : البنية البناء م/4 ـ بناء النموذج التحليلي الفصل الرابع : الإثبات م/5 ـ الملاحظة الإثبات م/6ـ تحليل المعطيات م/7 ـ الخلاصة

  الببليوغرافيا المعتمدة
1 ـ عوابدي عمار : ثلاثة مناهج البحث الفهمي وتطبيقاتها في ميدان ـ العلوم القانونية والإدارية  " ديوان المطبوعات  
  الجامعيةالجزائر 1992 تحت إشراف دليلوفيصل : " دراسات في المنهجية " إعداد جماعي 
2 - ديوان المطبوعات الجامعية 1995" محاضرات في فلسفة القانون
3 OPU "  - إبراهيم أبوالناتى  : ALGER 1982

4- GRAWITZ M Methodes des sciences sociales " Précis dalloz paris 1981

         5- Miaille M "Introduction critique au droit " ed.F.Maspéro Paris 1978             

6- De bruyene et al." Dynamique de la recherche en sciences sociales PUF Paris 1974 7- Brimo A. " les grands courants de la philosophie du droit et de l'Etat ed. Pédone Paris

   1978 .        

8- DURKHEIM E. " Les régle de la méthode en sociologie " traduit en arabe dans la

    collection EL ANIS Alger 1990

9- QUIVY R.CAMPENHOUDT L.C " Manuel de recherche en sciences sociales "

    Ed.Dunod Paris 1988

10- Fragniére j.P " Comment réussir un mémoire " Ed. Dunod Paris 1988.

مقدمة البحث الفهمي " في برامج إنّ إقرار إدماج مادة " فلسفة ومنها معاهد العلوم الفزيائيةوالإدارية قد اتى على أساس قناعة قوية وإرادة صريحة في إرسال وبعث الفك الفهمي في الجزائر إنّ هذه المادة تهدف إلى تمكن الطلبة منذ السنة الأولى من طرق ومناهج البحث الفهمي وترسيخ قدراتهم على الفهم والتفسيير ثمّ إكتساب كيفية تنظيم دراستهم وإعدادهم للقيام بمهامهم في حياتهم الطلابية والمهنية على أحسن وجه وإنّ المادة تطرح أساسا مسألة الفهم الفهمية - الفهم البحث ( الفهمي - وشروط إكتسابها وإنتاجها - فهم المناهج ، مناهج البحث -(1) كيفية إنجاز درس فهمي (2) وأخيرا عرض نقذي لاهم المذاهب الفقهية حول (2) طبيعة القانون وأصله وغاياته (3) يتكون البرنامج من قسمين كبيرين الباب الأول يركز على الأبعاد النظرية لمسألة المنهج والمنهجية أمّا الباب الثاني على الأبعاد الإجرائية الخاصة بإعداد درس فهمي وأنّ الباب الثالث يخصص لعرض الممضى الفقهية في مجال القانون.

الباب الأول : مذخل لمسألة المنهج ومنهجية البحث الفهمي إنّ من أبرز المشاكل التي تعاني منها العلوم : ملاحظة تدني المستوى الإنسانية ... هوالتدريب على البحث الفهمي بشقه النظري والتطبيقي والذي يتوج في مرحاة الأولى بمذكرة تخرج ... التي كثر الحديث عن قيمتها الفهمية والبيداغوجية خاصة بعدما لوحظ من تدني مستوى الإعداد فحين يعتبر " البحث الفهمي من ضروريات هذا العصر ، فهوالمحرك لكل تقدم في كافة المجالات ... ولم تصل الدول الصناعية إلى ما وصلت إليه الأفضل تشجيعها وسهرها الدائم على تطوير البحث الفهمي ، وإذا كانت هذه هي مكانة البحث الفهمي في تقدم العلوم والفهم ، فإنّ " المنهجية تعتبر محرك البحث الفهمي ذاته " السؤال : كيف من الممكن أن ندخل الطلبة لمنهجية البحث الفهمي ،يا ترى؟ ما أهمية المنهجية وعلاقتها مع الفهم الفهمية ،يا ترى؟ . الفصل الأول : مأزق الفهم الفهمية

  إنّ المشكل الأساسي في هذا الموضوع هومأزق الفهم الفهمية وشروط إنتاجه عامة وهويحتاج تغطية الجانب الخاص بفلسفة البحث أي الفكر السائد والمتبع في شتى الأبحاث الفهمية ، وهذا ما يمثل الموضوع الأساسي للمنهجية أوفهم المناهج أوفهم العلوم ، وكما كانت تدعى في القديم " نظرية الفهم " وهي من إختصاص  الفلسفة المنطقيين بينما تسمية الإيبستمولجية تطلق على تفكير الفهماء الباحثين على مناهج ونتائج أبحاثهم .

المبحث الأول : تعريف فلسفة العلوم والإبستومولوجيا

   في البداية قد كان هذان المصطلحين متداخلين ، إذا أنّ موضوع الفهم ودراسة تطور العلوم كان هذان المصطلحين متداخلين ، إذن موضوع الفهم ودراسة تطور العلوم كان من إختصاص الفلاسفة أمّا في بعد مع إنفصال العلوم عن الفلسفة ، أدى هذا الإنفصال إلى بعض الغموض الذي أصبح يكتنف هذه المصطلحات ، ما المعنى الجديد لكل واحد منهما ؟.

المطلب الأول : النظرية العامة للفهم

    إنّ هذه الأخيرة تهتم بدراسة عامة لمشكل الفهم الفهمية وle sujet  et l'objet de la recherche- العلاقة التي تربط بين الباحث وموضوع بحثه وهذا بطريقة مجردة وعامة ، وقد ظلت قائمة على التساؤل recherche

لمن تعود الأولوية للشخص العارف - الفكر الروح - وقد إنتهى إلى ترويج المنهج الصوري أمّا الممضى المادي فركز على الشيء ـ والمادة ـ وطور المنهج الجدلي ، أمّا فلسفة العلوم فتهدف إلى تفكير تام يتضمن جميع العلوم وتطورها وكون أنّ الفهماء الباحثين أصبحوا هم بذات يتسألون عن مناهجهم ومساعيهم الفهمية - فبذلك فهم يطراحون مشاكل فلسفية ويستعملون مصطلحات فلسفية ، وإنه هذا هوالسقط الذي يعبر عليه مصطلح الإيببستمولوجيا .


المطلب الثاني : اللإيبستمولوجيا وأهمية التفكير الإيبستمولوجي 1 ـ تعريف الإيبستمولوجيا : إنّ مصطلح الإيبستمولوجيا أكثر دقة لأنها لا تهتم بالمبادىء العامة وتطور العلوم بالدراسة النقدية للمادي والفرضيات ونتائج العلوم المتنوعة من حيث تهدف إلى تحديد صحت المنطق المستعمل ومداها الموضوعي نفس المرجع ص 5.

  إذا فالإبستمولوجيا هي دراسة نقدية تأتي فيما بعد تكوين النظريات وتتساءل عن صحة العلوم معتبررة أياها كواقع قابل للملاحظة والوصف والتحليل ولهذا لما نريد حتى نبحث عن فلسفة أومنهجية فهم معين فنستعمل حدثة إيبستمولوجيا ذلك الفهم ، وبالتالي وفي مجال الحقوق أوالقانون سنفصل إستعمال تعبير إيبستمولوجية القانون بدل فلسفة الفهم الفهمية للقانون لأنّ الأولى تهتم بالمناهج الفهمية المستخدمة في فهم القانون، أمّا الثانية فهي تهتم بعرض التيارات والمذاهب الفلسفية الواردة في مجال القانون ما فائدة وأهمية التفكير الإيبستمولوجي ،يا ترى؟ .

2 ـ لفهم أهمية وضرورة التفكير الإبستمولوجي يجب حتى نتطرق للمشكل من أساسه ، أي نلاحظ في حياتنا اليومية أنّ هناك إنتاج نظري متعدد ومتنوع من طرف البشر والذي يتبلور في خطب كثيرة تهدف إلى فهم وتفسير الظواهر التي تحيط به وتجعل الإتصالات الإجتماعية ممكنة ولذلك يجب علينا حتى ندرك ماهية هذه الخطب إنّ جميع خطاب يظهر كأنه مجموعة متماسكة من الإثباتات تفرض وجود منطق ونظام وإمكانيات إعادة إنتاجه وتطوره حسب قوانين خاصة به، ومن ميزات الخطاب : أنه مجرد ويقدم في شكل مفاهيم وتصوراتناتجة عن طرف الإستدلال كلها مبنية على التجريد ، وخاصة الفكر المجرد أنه لإخضاع لجاذبية الملموس ، ويرتقي إلى مستوى يسمح للبشر حتى يسيطر على الأقل ذهنيا على الأحداث والظواهر التي تحيط بهم ، وأنه ينفرد به الإنسان دون سواه كونه يعيش في مجتمع وهوإنتاج متعدد وغزير ومتداخل والمثال على ذلك هناك خطاب ديني خطاب فلسفي ، خطاب إقتصادي ، أخلاقي ... إلى غير ذلك ، وإذا أعتبرنا أنّ جميع خطاب من هذه الخطب خاص بقطاع معين من الحياة الإجتماعية فإننا نقع في خطأ فادحالأنّ هذه الخطب متداخلة في بعضها البعض ولكل وحد منها نوايا للسيطرة والهيمنة على الخطب الأخرى كونه يقدم تصورا وتفسيرا شاملا للحياة الإجتماعية والظواهر ، أنّ هذه الملاحظة تبدوأساسية بالنسبة لبقية الحديث الذي يهمنا أمام هذه الخطب ، أين وكيف من الممكن أن نستطيع حتى نكشف بأنه حقيقيا فهمي أويتصف بميزات لإنتاج الفهمي أي أنه قابل للتحقيق والبهان ،يا ترى؟ ويمكن حتى يصيغ هذا السؤال بالكيفية التالية : ما هي صفات الخطاب الفهمي وما هي ميزات المسعى الفهمي ؟ 3 ـ صفات المسعى والخطاب الفهمي :

    إنّ المسعى الفهمي يعتبر بأنه بالدرجة الأولى مسعى نقدي قائم على منهجية فهمية لأنّ جميع تفسير فهمي لظاهرة ما يقوم على المبدأ التالي وهوحتى فهم وتفسير الظواهر غير معطى أوتلقائي وناتج عن الملاحظة البسيطة وأنّ الفهم الحقيقية أوإكتشاف الواقع تفرض تحريات تمضى إلى ما وراء الظواهر كونها تهدف إلى فهم ماهية الشيء ولذا لا يمكن لأي فهم حتى يقوم إلاّ إذا تخلى عن الملاحظة الحية البسيطة التي يقوم بها أحد لأنّ التفسير الذي يأتي تلقائيا ـ طبيعيا ـ ليس بفهم وأنّ الفهم الفهمية تكون دائما فهم مبنية بالعقل أي قائمة على تصورات نظرية التي تحدد وتوجه الملاحظة وتفرض طريقة أوطرق التحقيق والإثبات
 ولذا لمّا نجد مثلا في الدراسات القانونية نفس التفسيرات التي نجدها عند الإنسان العادي من حقنا حتى نشك في صحة هذه التفسيرات التي تتنافى مع المسعى الفهمي الذي يفرض إقتراب نقدي للظواهر وتصورها في حركيتها وتداخلها وتفاعلها.

أ ـ الفكر النقدي :

  فهوالفكر الذي يتطلع إلى الوصول إلى حقيقة الأمور والظواهر أي إلى وجهها المخفي وإستخراج جميع ما تخفيه هذه الأمور والظواهر لأنّ الفهم الفهمية لا تهدف أساسا لوصف ما ظاهر بل هي عملية إظهار ما مخفي وإجاد الهجريب الباطني للشيء أوالموضوع أوالظاهر وأنّ الموقف الفهمي النقدي يفرض علينا عدم تقبل ( جميع ما تسوقها إلينا الإيديولوجيات والتخلي عن جميع الأفكار المسبقة التي تؤثر على طريقتنا لفهم الأمور والظواهر لأنّ في مجال البحث الفهمي لا يوجد مسعى ثاني إلاّ هذا المسعى كونه يسمح بالوصول إلى تصور الواقع تصورا مختلفا جميع الإختلاف عن التصورات العامة التي تقوم على الحس العام.

ب ـ إقتراب الواقع في تصور حركي وجدلي :

    إنّ ضرورة التصور الجدلي يعود إلى وعي الفهماء بأنّ الفهم الفهمية تتغير وتتحول بدون هوادة كون نظام الفهم مرتبط بالتاريخ فهوغير محدود وفي تطور مستمر ، والفهم يظهر كلغز متجدد لأنّ جميع حل حديث يأتي بمشكل حديث فإن شأنّ الفهم شأن جميع إنتاج بشري فهوغير مكتمل وخاضع لمبادىء التطور الجدلي ، وهذا يعني  أنّ جميع إثبات أونظرية فهمية قابل مبدئيا للمراجعة والتعديل ، لا يوجد حكم فهمي الذي يمكن حتى نفول عنه بأنه لن يصحح يوما ما .
   إنّ المسعى الفهمي هومسعى حواري ناتج عن عملية ذهاب وإياب دائم بين الملموس والمجرد ، بين الموضوع والفكر ليس هناك مقولة ذهنية لا تمس بشيء للتجربة وليس هناك حس غير منبثق من التجربة .
 ففي البداية سنحاول حتى نعهد ما القانون وDROIT ART بعد ذلك التطرق إلى مسألة التمييز بين القانون كفن والمناهج الخاصة بكل واحد منهما ، المطلب DROIT SCIENCE القانون كفهم .

الأول : تعريف القانون

   إ نّ لمصطلح القانون معاني كثيرة فهوتارة مجموع القواعد الضابطة للسلوك والعلاقات بين البشر في المجتمع والتي تؤدي مخلفاتها إلى تسليط الجزء أوفرض إحترامها بالقوة عند الحاجة ، وتارة أخرى فهم من العلوم التي تلقن في كليات الحقوق ، وفي نفس الوقت فهويشير على فهم هذه القواعد وهوأخيرا يحمل معنى فلسفي وهوالحق وهوالعدل والأهم يكمن في رأينا هل يمكن لنا حتى نعتبر القانون أومعهدتنا للقانون كفهم فهمية ؟

القانون يمثل في أنين واحد فهم وفن فهوفهم أي فرع من فروع فهم الإجتماع كونه محاولة تهدف إستنتاج من ملاحظة الواقائع الإجتماعية الحاجات القانونية للفرد والمجتمع فهوفن يتجسد في تطبيقات معارف فهمية مكتسبة مسبقا من أجل إعداد قوانين ملائمة. هذا هودور المشرع ـ من جهة ومن جهة ثانية تطبيق القواعد القانونية في الحياة الإجتماعية ـ وهذا هودور القاضي ـ والفقه الذي يعلق عليها القانون كعام يغترض اللّجوء إلى المناهج البحث الفهمي أمّا القانون كفن في حاجة لمناهج التفسير والتؤيل .

الفصل الثاني : تعريف المنهجية ومناهج البحث الفهمي المطلب الأول : تعريف المنهجية

   إنّ حدثة أوفهم المناهج أستخدمت لأول مرة على يد الفيلسوف كانت عندما قسم المنطق إلى قسمين وهما  ممضى المبادىء وهوالذي يبحث في الشروط والطرق السليمة للحصول على الفهم 

وفهم المناهج الذي يهتم بتحديد الشكل العام لكل فهم وبتحديد الكيفية التي يتشكل ويتكون بها أي فهم من العلوم عملم المناهج هوإذا الفهم الذي يبحث في مناهج البحث الفهمي والطرق الفهمية التي يكتشفها ويستخدمها الفهماء والباحثون من أجل الوصول إلى الحقيقة . المنهجية فرع من فروع الإيبستمولوجيا ( فهم الفهم ) تختص بدراسة المناهج أوالطرق التي تسمح بالوصول إلى فهم فهمية للأشياء والظواهر أمّا المنهج فهومجمل الإجراءات والعمليات الذهنية التي يقوم بها الباحث لإظهار حقيقة الأمور أوالظواهر التي يدرسها ويمكن أيضا حتى نعتبر بأنّ المنهج هوموقف أمام الموضوع ونتحدث في هذه الحالة مثلا على المنهج التجريبي والمنهج الطبي ، وإنّ حدثة المنهج تعني أيضا اللّجوء إلى أنماط تحليلية خاصة بفروع فهمية مميزة . تعريف المناهج وأنواعها : يتكون فهم المنهجية من عناصر كثيرة ومن بينها ـ المناهج الفلسفية العامة : المنهج الميتافيزيقي والمنهج الجدلي ـ المناهج المنطقية المشهجرة : مثل منهج الإستنباط والإستقراء




________________________________________________________________________ راجع المؤلفات المخصصة للمدخل للعلوم القانونية والنظرية العامة للقانون 3 عبد الرحمان المشار إليه من طرف عوابدي ص 147 . ـ المناهج الفهمية المشهجرة : المنهج المقارنة التجريبي ـ المناهج الفهمية الجزئية الخلصة وهي تختلف من فهم لآخر ففي فهم القانون مثلا هناك منهج المقارن والمنهج الشكلي والمنهج الوضعي والجدلي ... إلى غير ذلك .

المطلب الثاني : منهجية البحث الفهمي إنّ الفيلسوف الفرنسي " قاستون باشلار " قد عهد البحث الفهمي بصفة وجيزة جدا منتزع من الأحكام " منتزع ومبني ومحقق " كمايلي : " إنّ الواقع الفهمي المسبقة والشائعة ، ومبني بالعقل أي نظري ومحقق أي أنه مؤكد بالبرهان والدليل وبهذه الكيفية فهويعهد ماهية وغاية الفهم والخصائص والإجراءات الوجب إتباعها في البحث الفهمي وأخيرا التطرق غلى مفهوم البحث الفهمي .

1ـ مطلب : مفهوم الفهم والفهم. 
     الفهم هوالفهم المنهجية لقانون الطبيعة وجميع فهم يمثل فهم لجملة خاصة من هذه القوانين الخاصة بعدد محدد من الظواهر وقد عهد أيضا بأنه " الفهم المنسقة التي  تنشأ عن الملاحظة والدراسة والتجريب ... والتي تقوم بفرض تحديد طبيعة وأسس وأصول ما تمّ دراسته

الفهم هوفرع من فروع الفهم خصوصا ذلك المتعلق بتنسيق ترسيخ الحقائق والمبادىء " المناهج بواسطة التجارب والفروض إنّ أغلب المحاولات الهادفة إلى تحديد معنى الفهم تدور حول الفكرة " : إنّ الفهم جزء من الفهم يتضمن الحقائق والمبادىء والقوانين والنظريات والمعلومات الثابتة والمنسقة والطرق والمناهج الفهمية الموثوق بها لفهم وإكتشاف الحقيقة " بصورة قاطعة ويقينية . المطلب 2 ـ الفهم والفهم

   إنّ مجال الفهم أأوسع من الفهم ذلك إنّ الفهم تضم جميع الرصيد الواسع من المعارف والعلوم التي إستطاع الإنسان ككائن مفكر حتى يجمعه عبر تاريخ الإنسانية : وهناك ثلاثة أنواع أساسية للفهم .

1ـ الفهم الحسية : وهي مجموعة المعارف والمعلومات التي تعهد عليها الإنسان حسيا فقط بواسطة الملاحظات البسيطة والمباشرة والعفوية عن طريق حواسه ... ومن أمثلة الفهم الحسية فهم تعاقب 2ـ الفهم الفلسفية التأملية : وهي مجموع المعارف والمعلومات التي يتحصل عليها الإنسان بواسطة أساليب التفكير والتأمل الفلسفي لفهم الأسباب ـ الحتميات البعيدة للظواهر والأمور والأمور ، مثل التفكير والتأمل في مسببات الحياة والموت وخلق الوجود والكون الفهم الفهمية - 3والتجريبية : وهي الفهم التي تتحقق على أساس الملاحظات الفهمية المنظمة والمقصودة للظواهر والأمور والأمور ووضع الفروض وإستخراج وإكتشاف النظريات العامة والقوانين الفهمية الثابتة والمنسقة القادرةعلى تفسير الظواهر والأمور " ... والأمورفهميا والتنبؤ بما يحدث والتحكم في الظواهر والأمور في خلاصة القول نستخلص يأنّ الفهم أضم وأوسع من الفهم والفهم جزء وفرع من الفهم حيث ينطبق مصطلح الفهم على الفهم الفهمية التجريبية فقط ، ولا ينطوي على الفهم الحسية والفهم الفلسفية التأملية .

المطلب الثالث : وظائف وأهداف الفهم .

   إنّ هدف الفهم ووظيفة الفهم الأساسية والأصلية هي إكتشاف النظام السائد في هذا الكون وفهم قوانين الطبيعة والحصول على الطرق اللازمة للسيطرة على قوى الطبيعة والتحكم فيها ، وذلك عن طريق زيادة قدرة الإنسان على تفسير الأحداث والظواهر والتنبؤ بها وضبطها ويمكن حتى نستخلص من هذه الغاية الأصلية والأساسية للفهم  وظائف ثلاث.

أولا : ـ غاية ووظيفة الإكتشاف والتفسير :

   إنّ الغاية والوظيفة الأولى للفهم تتمثل في إكتشاف القوانين الفهمية العامة والكاملة للظواهر والأحداث المتشابهة والمترابطة والمتناسقة وذلك عن طريق تصنيف وتحليل الظواهر والأحداث بواسطة مختلف الفرضيات الفهمية ، والقيام بتجارب فهمية تمكننا من الوصول إلى مختلف القوانين الفهمية الموضوعية عامة كانت وشاملة لتفسير هذه الظواهر والوقائع والأحداث .

ثانيا : غاية ووظيفة الضبط والتحكم

  إنّ من أبرز وظائف الفهم الضبط والتحكم الفهمي في الظواهر والأحداث من أجل السيطرة عليها وتوجيهها وإستغلال النتائج لخدمة الإنسانية 

ثالثا : غاية ووظيفة التنبؤ

 وتتعلق هذه الغاية بالتعهد على طرق وسير الأحداث والظواهر الطبيعية والإجتماعية  بهدف التأثير عليها أوتجنب إثارها على الإنسانية والأمثلة على ذلك تتمثل في التنبىء بمواعد الخسوف والكسوف ، تطور الأحوال الجوية ، فهم تقلب الرىء العام سياسيا وإجتماعيا وغير ذلك من الأمور التي يمكن التسقط والتنبىء الفهمي بحتميتها وذلك لأخذ الإحتياطات والإجراءات الفهمية لتفادي الأثار الإجابية .

المبحث الثاني : مفهوم البحث الفهمي

 إنّ البحث الفهمي " هووسيلة للإستعلام والإستقصاء المنظم والدقيق الذي يقوم به الباحث بفرض إكتشاف معلومات أوعلاقات جديدة بالإضافة إلى تطوير أوتسليم أوتحقيق المعلومات الموجودة عملا على حتى يتبع في هذا الفحص والإستعلام الدقيق ، خطوات لمنهج الفهمي ... " .

وإختيار الطريقة والأدوات اللازمة للبحث وجمع البيانات . الفصل الثاني : مفهوم المنهج وفهم المناهج المبحث 1 ـ مفهوم المنهج المطلب 1ـ تعريف المنهج : المنهج في اللّغة العربية هوالطريق وهومشتق من عمل نهج أي سلك وينطوي أيضا على معنى إصطلاحي يشير على التتابع أمّا في اليونانية فكان في البداية يعني الدراسة ، البحث النظر الفهم ، كما يعني الطريق ... ولا يتحدد معناه الإصطلاحي ، إلاّ في بداية القرن السابع عشر حيث أصبح يشير على " طائفة من القواعد العامة المصوغة من أجل الوصول إلى الحقيقة في الفهم " . وقد وردت تعريفات عديدة بشأنه وفيما يلي البعض منهاز نفس المرجع ص 18ـ10 الباب الثاني : " منهجية البحث الفهمي "

   يجب علينا في البداية حتى نحدد معنى منهجية البحث الفهمي كصيرورة الإستقراء وتفسير الواقع أي كعملية أونشاط فكري يختلف عن مسألة المناهج المنطقية ثمّ ماذا يجب علينا حتى نفهم من مصطلح البحث الفهمي في العلوم الإجتماعية عموما والحقوقيت خاصة . ثمذ بعد ذلك تحديد مضمون المنهجية كأسلوب تنظيم وتصوير تام لأجزاء البحث الفهمي  والإلتزام  بتطبيقها فترة تلوالأخرى .

إنّ المنهجية بمفهومها الواسع ممكن الأن تفهم كفلسفة البحث الفهمي أوالفكر السائد والمتبع في الأبحاث الفهمية ، والغاية من تعريف الطالب بالمنهجية كأسلوب عام تهدف إلى تجنبه من الوقوع في الأخطاء " التي يقع فيها عادة " الباحث المبتدىء وبهذا المعنى المنهجية العامة للبحث الفهمي تقوم على ثلاثة مبادىء أساسية هي : 1ـ مبدأ القطيعة مع الأحكام ( الأفكار ) المسبقة . 2ـ مبدأ بناء أوإختيار إطار نظري يهيكل البحث . 3ـ مبدأ التحقيق .

  وإنّ هذه المبادىء تتجسد في سبع مراحل :

1 ـ فترة تحديد القضية أوسؤال الإنطلاق 2 ـ فترة القراءة واللقاءات الإستقرائية 3 ـ فترة وضع أوتحديد إشكالية البحث 4 ـ فترة بناء أوإدراج البحث في إطار نموذج تحليلي معروف 5 ـ فترة جمع وتصنيف المعلومات 6 ـ تحليل المعلومات ووضع خطة الصياغة النهائية 7 ـ الخلاصة . الفصل الأول : منهجية البحث والبحث الفهمي المبحث الأول : تعريف منهجية البحث : إنّ عملية إنجاز أوإعداد درس فهمي تشبه إلى حدّ كبير عملية البحث أوالتنقيب عن النفط فالحفر أوفي أي أرض كانت بل نجاح برنامج العثور على النفط التنقيب لا يتم ، يتوقف على إتباع خطة أومسعى معين ( دراسة نوعية الحقول تحد سد تقنيات البحث ثمّ يأتي في الأخير التنقيب ) وإنّ هذه العملية تفترض مساهمة كفاءات شتى ( مهندسون في فهم الأرض ، مهندسون في تقنيات ( الحفر ، وتقنيين منفذين للخطة أوالعمل ولا يحق لنا حتى ننتظر من رئيس المشروع حتىقد يكون متمكنا من جميع التقنيات المستعملة وإنما دوره الحقيقي يتوقف على مدى قدرته في تصور المشروع في التنقيب عن النفط ، عملى الباحث حتىقد يكون له تصور واضح لما يبحث فيه ( تحديد موضوع البحث ، وضع خطة منهجية عمل وهذه الأخيرة لا تتمثل في التقنيات الممكن إتباعها بل ألية ذهنية لإستظهار ولإستقراء الواقع أوالموضوع كتصور تام لأبعاد البحث ولهذا فإنّ الباحث لما يتلقى صعوبات كبيرة التي تكاد حتى تجهض مشروع بحثه فالسبب لا يعود لعدم نجاعة التقنيات المستعملة بل لعدم تمكينه من تحديد وإتباع منهجية تضم جميع أجزاء البحث والغريب في الأمر حتى هناك مؤلفات كثيرة تزعم تلقن منهجية بمفهومها الواسع أي كتصور تام لمتطلبات البحث كونها تكتفي في غالب الحالات بعرض أوسرد التقنيات والمناهج بمنعزل عن أي تفكير نظري في التحكم في صيرورة وتصور البحث .

 وإنّ هذه المحاولة منا تهدف إلى تقديم هذه المنهجية العامة أوخطوات المسعى الفهمي أي كطريقة إعداد البحث الفهمي لكل من يطمح إلى أدنى تكوين ممكن في مجال البحث والقيام بعمل أوإنجاز مذكرة بأكثر حظ ممكن للتوفيق أوالنجاح وإنّ قضية التكوين في مجال البحث تهدف إلى تنمية قدرات الطالب في وضع وتحديد تصور تام لبحثه ثمّ القيام بتطبيق هذه الخطة فترة بفترة .

المبحث الثاني : المشكل المنهجي في البحث .

  إنّ الإنطلاق في البحث أوأي عمل آخر بتعريض دائما لنفسر المشكل أي أنّ موضوع البحث يظل غامضا بحيث ندرك ماذا نريد حتى نبحث فيه ولا نفهم كيف من الممكن أن نبدأ البحث .

إننا نأمل حتى نعمل كيف من الممكن أن نبدأ البحث إننا نأمل حتى العملقد يكون مفيدا وينتهي بتقديم إقتراحات ملموسة مع الشعور في نفس الوقت بالياس أوالخيبة قبل البداية فيه . إلى غير ذلك عموما تنطلق جل الأعمال الطلبة وحتى الباحثين في مجال العلوم الإجتماعية ، ومع ذلك لا يجب حتى تقلقنا هذه الفوضى البدائية ، بالعكس فإنها تدل على حتى الفكر السليم لا يتقبل حتى يتغدى بالبديهيات والأحكام المسبقة من أجل ذلك يجب حتى نتفادى الوقوع فيما يسمى بالروب إلى الأمام والذي يأخذ إشكالا عديدة ومن بينها الأشكال التالية : ـ الشغف الشديد لقراءة الخط والمراجع . ـ عدم الإهتمام بوضع الفرضيات . ـ اللجوء إلى إستعمال المصطلحات المعقدة والمضللة . وهذا ما سنوضحه كمايلي : 1 ـ فيما يخص الشغف الشديد لقراءة الخط : إنّ هذه الصيغة من صيغ الهروب إلى الأمام تمثل في عملية حشوالدماغ أوالذاكرة بمعلومات ومعطيات عديدة مع أمل الوصول أوالعثور على الفكرة أمل الوصول أوالعثور على الفكرة نيرة التي تسمح لنا بتحديد موضوع البحث الذي نحن بصدد البحث فيه وإنّ هذا المقف يؤدي لا محالة إلى اليأس لأنّ كثرة المعلومات الغير المرتبة تضلل التفكير ولهذا يجب علينا حتى نعود قليلا إلى الوراء ونركز على عملية التفكير السليم والجاد في القضية ، بدل الحشوالمفرط للذاكرة وإنّ القيام بالقراءة المتأنية للنصوص قليلة ومختارة بعناية أكثر فائدة وتجنب الباحث في الوقوع في هذا النوع من صيغ الهروب إلى الأمام بحيث أنّ أغلبية الطلبة أوالباحثين يتخلوا عن أبحاثهم بسبب عدم إنطلاقهم الحسن وتجدر بنا الإشارة هنا حتى نؤكد بأنّ قانون بذل أقل جهد ممكن قاعدة أساسية حتى في مجال البحث الفهمي وهو( هذا القانون يفرض تتبع أقصر سبيل ممكن للوصول إلى أحسن نتيجة ، وهذا يلزمنا حتى لا نقوم بعمل مهم بدون حتى نفكر أونحدد بدقة ما نحن بصدد البحث عنه والكيفية التي يجب إتباعها . وفي الخلاصة حتى على الطالب حتى يتنجب عملية الحشوالتي تعيق العمل الحسن للفكر مع ترتيب المعلومات حتى يعمل هذا الأخير بطريقة منظمة ومبدعة ، والغاية من هذا حتى لا ينشغل الطالب بتكديس المعلومات بل حتى يلقي جميع إهتمامه على تحديد التصور الكامل لعمله .

2 ـ عدم الإهتمام بوضع الفرضيات : إنّ عدم الإهتمام بوضع أوتحديد الفرضية أوالفرضيات ( أي كإجابة مؤقتة للسؤال ) يمثل السبب الرئيسي في فشل البحث بدون حتى نفهم ماذا نحن بصدد البحث فيه وطبيعة المعلومات التي نريد جمعها . وهذا يفرض علينا حتى نهتم بتحديد مشروع البحث بدقة . 3ـ إستعمال المصطلحات المعقدة والمضللة : إنّ الباحثين المبتدئين يتميزون بهذا الميل أوالظاهرة كونهم مندهشين أومتأثرين بمركزهم كجامعيين جدد وما يعتقدونه فيما تخص مفهوم البحث الفهمي وهذا لإخفاء ضعفهم ، الشيء الذي يفسر لجوئهم لإستعمال العبارات المعقدة وغير المفهومة ، عاملين بالفكرة بأنذ جميع ما معقد فهوفهم . وهناك خاصيتان تميز مشاريعهم أي طموح كبير وغموض تام ، فهم يختارون مواضيع ضخمة صعبة المنال . وإنّ هذه المشاريع تقدم في شكل خطاب غامض ورنان يشير على عدم وجود مشروع درس واضح ومفيد أسلوب البساطة والمطلوب من هؤولاء الباحثين إعتماد الوضوح مع تعريف ككل العبارات المستعملة وشرح جميع الجمل التي تعبر عن مشروع بحثهم . وإنّ الوعي بهذه المشكلة يسمح للباحث حتى يدرك بأنّ البحث ليس إلاّ محاولة للكشف عن الحقيقة ، ليس كحقيقة بمعناها المطلق وإنما كحقيقة نسبية قابلة للتعميق مع مداومة التساؤل فيها. وبعد تقديم هذه الصيغ للهروب إلى الأمام سنحاول حتى نتعرض إلى كيفية الإنطلاق الحسن لكل درس والمراحل التي يجب إتباعها . الفصل 2 ـ مراحل إعداد البحث الفهمي .

  إنّ مأزق الفهم الفهمية يطرح نفسه بنفس الكيفية بالنسبة للظواهر الإجتماعية أوالطبيعية في كلتا الحالتين الفرضيات .

تتحقق من خلال المعطيات الناتجة عن الملاحظة أوالتجربة إذن يجب على جميع درس ( باحث ) حتى يتمثل إلى بعض المبادىء المشهجرة ، وأنّ تقديم تسلسل المسعى الفهمي يقوم على إحترام مبادىء أساسية وهي القطيعة والبناء ، والتحقيق تتمثل في وبهذا المفهوم حتى المسعى الفهمي طريقة للتقدم نحوهدف وأنّ عرض المسعى الفهمي يتمثل في وصف المبادىء الأساسية الواجب إستعمالها في أي عمل فهمي ، وفي هذا الإطار يجب حتى نؤكد على حتى المناهج الخاصة لا تمثل إلاّ وسائل أوطرق جزئية في خدمة المسعى الفهمي في تصوره الكامل ويجب حتى تتلاءم هذه التقنيات الخاصة مع مجالات البحث ، وأنّ هذه الملاءمة لا تمنع الباحث حتى يظل وفيا للمبادىء الأساسية للمسعى الفهمي .

   وإذ نركزهنا بصفة خاصة على المسعى وليس على المناهج الخاصة فهذا يعود إلى إعتقادنا بأنه يمكن لنا حتى ننتهج هذه الطريقةللقيام بأي درس فهمي ، وبهذا الصدد يجب حتى نتساءل عن ماهية المبادىء العامة التي يجب مراعاتها في أي درس .

إنّ الفيلسوف الفرنسي جاستون باشلار قد عهد البحث الفهمي بصفة وجيزة جدّا كمايلي " إنّ الواقع الفهمي منتزع ومبني ومحقق " أي منتزع من الأحكام المسبقة ، ومبني على الفكر أوالعقل ، ومحقق في الواقع وهكذا يظهر المسعى الفهمي كأنه مسار قائم على ثلاثة أعمال معهدية متسلسلة والمتمثلة في القطيعة والبنية والتحقيق . المطلب 3 : الأعمال الثلاثة للمسعى الفهمي : لفهم التماثل الموجود بين مراحل البحث والأعمال المعهدية الثلاثة ، يجب علينا حتى نفسر المبادىء المتضمنة في هذه الأعمال الثلاثة والمنطق الذي يربط بينهما . ـ مبدأ القطيعة : تجدلر الإشارة بنا هنا إلى أنّ المعارف التي نحملها مفخخة لأنّ أفكارنا مشحونة بالمظاهر التلقائية والأحكام المسبقة مع الميل إلى تفضيل بعض التصورات على التصورات الأخرى وإذا إعتقدنا بأنه يمكن لنا حتى نبني على الرمل أي على أفكار غير مؤكدة فهذا خطأ ، ولهذا نفهم ضرورة إدخال القطيعة مع هذا النوع من المعلومات ، وهذه الأخيرة تفرض علينا التخلي عن الأحكام المسبقة والبديهات الخاطئة والتي تعيق فهم الحقيقة وإنّ القطيعة تعتبر كاول عمل مؤسس للمسعى الفهمي أ, الفهم الفهمية . مبدأ البنية : لا يمكن لنا حتى نقوم بإدخال القطيعة إلاّ من خلال تصور نظري مسبق الذي يعبر عن المنطق الذي يعتقد الباحث بأنه هوالذي يتحكم في الظاهرة . وبفضل هذه البنية الذهنية فيمكن للباحث حتى يحدد الإجراءات التي يجب القيام بها والنتائج التي يتسقط الوصول إليها من خلال الملاحظة لأنّ بدون البنية النظرية لا يمكن حتىقد يكون التحقيق ممكنا. مبدأ التحقيق :

  إنّ جميع إقتراح لا يمكن له حتى يتميز بالصفة الفهمية إلاّ إذا كان قابل للتحقيق وإنّ هذا  المبدأ يحتاج اللقاءة مع الواقع وهذه تتمثل بالتجربة أوالتحقيق .

المراحل السبعة للمسعى الفهمي : إنه لا يمكن الفصل بين الأعمال الثلاثة للمسعى الفهمي فهي متتالية وتفرض بعضها البعض ، فالقطيعة مثلا لا تحقق فقط في بداية البحث بل تكتمل في البنية وحتى هذه الأخيرة لا يمكن حتى تكون هي الأخرى إلاّ بعد القيام بتطبيق المراحل الخاصة بالقطيعة بينما التحقيق لا يمكن إلاّ بنجاعة البنية . وإنّ هذه الأعمال الثلاثة للمسعى الفهمي تتجسد من خلال تسلسل إجراءات مختلفة طيلة إنجاز البحث والمتمثلة في سبع مراحل وبالرغم من أنّ المخطط التالي يفصل هذه المراحل ، ولكن في الواقع فهي مترابطة ومتداخلة وتفرض بعضها البعض . الفترة 1 : تحديد القضية القطيعة الفترة 2 : الإستكثاف الإشكالية 3 : الفترة الفترة 4 : البنية النظرية المرجعية البنية الفترة 5 : الملاحظة التحقيق الفترة 6 : تحليل المعطيات الفترة 7 : تقديم النتائج المبحث الأول : فترة إختيار الموضوع

   إنّ المشكل الأول الذي يعيشه الباحث يتمثل بكل بساطة في فهم الكيفية الحسنة لإنطلاق عمله لأنه ليس من السهل حتى يتوصل المرء تلقائيا إلى ترجمة ما إهتمام أوإنشغال غامض بقضية ما أوموضوع ما في شكل مشروع درس عملي دقيق ، والخشية من الإنطلاق السيء تجعل حتى الباحث يظل يدور في حلقة مفرغة أويلجأ إلى صيغة من صيغ الهروب إلى الأمام التي تحدثنا عنها سابقا ، أوالتخلي نهائيا عن مشروعه .

وسنحاول طيلة هذه الفترة حتى نعهد الطالب بأنّ هناك حل آخر للخروج من هذه المشكلة . إنّ الصعوبة في الإنطلاق ناتجة في غالب الأحيان من الشغف الشديد والتسرع بالإلمام بكل جوانب الموضوع وتقديمه في شكل مشروع درس سقمي . وهنا يمكن حتى نذكر بأنّ البحث هوشيء يبحث فيه ويبحث عن نفسه فهوصيرورة نحوفهم أحسن أوأكمل ويجب حتى يقبل هكذا مع جميع ما يتضمن من تردد وشكوك وعدم التأكد. وهناك من يعيش هذا الواقع في شكل قلق مشل ، وهناك من يعتبره كظاهرة عادية ومحفزة ، ولذا يجب على الباحث حتى يختار بسرعة أوليقد يكون قدر المستطاع واضحا حتى ينطلق العمل بدون خيط هادىء أودال تردد في وضع أوإختيار الخيط الدال الأولي حتى ولوبدى له بأنه سهل أوناتج عن تفكير غير كاف وحتى لويغير الإتجاه طيلة البحث أوالطريق والمهم حتى يعتبر هذا الإنطلاق ما إلاّ مؤقت يمكن حتى يصحح أويعمق حتى الوصول إلى النتيجة النهائية . والسؤال القائم يكمن فيما يتمثل هذا الخيط الهادىء ، وما هي المعايير التي يجب الإمتثال لها حتى يؤدي الوظيفة المنتظرة منه ، فهويأتي في شكل مشروع سؤال إنطلاقي الذي يجب حتى يراعي بعض الشروط . المطلب الثاني : مشروع سؤال الإنطلاق إنّ أفضل طريقة لمعالجة موضوع ما تتمثل في صيغته التالية والتي أعطت ثمارها مع التجربة ، والتي تفرض على الباحث حتى يحاول حتى يعبر عن مشروع بحثه في شكل سؤال إنطلاقي ، والذي يحاول من خلاله حتى يحدد بأكثر دقة ممكنة فيما يبحث فيه ، أوكاف ، حتى يوضحه أويستوعبه ولكي تؤدي هذه العملية وظيفتها بأحسن صورة فهي تستوجب مراعاة بعض القواعد أوالمعايير التي سنحددها شيئا . ولفهم الطبيعة ومداها الحقيقي لهذه العملية يجب حتى نشير هنا أنّ أشهر المؤلفين أوالباحثين لا يترددون في التعبير عن مشاريعهم في شكل أسئلة بسيطة وواضحة حتى لوكانت هذه الأخيرة مبنية على تفكير نظري عميق . والمثال على ذلك السؤال التالي " ما الذي يجعل بعض الناس يترددون في زياراتهم للمتاحف عكس الأغلبية التي لا تعمل ذلك ،يا ترى؟ " . 1ـ صفات السؤال الحسن:

   إنّ تقديم مشروع درس في شكل سؤال الإنطلاق لا يمكن حتىقد يكون مفيدا إلاّ إذا كان هنا السؤال مصاغ بطريقة حسنة ، وهذا ليس بالأمر السهل ، لأنه يجب حتى يراعي هذا السؤال بعض الشروط التي  سنوضحها من خلال تقديم بعض الأمثلة مع الذكر بأنّ الهدف الأساسي للسؤال هوانه يرغم الباحث لكي يوضح نواياه وحدود وآفاق بحثه وبهذا المعنى تتضح لنا الفكرة التي ترى بانّ وضع السؤال يمثل الأداة الأولى لإدخال ما يسمى بالقطيعة مع الأحكام المسبقة والإعتقادات الشائعة وغير المؤكدة ويمكن حتى نحصر الصفات المنتظرة من السؤال في ثلاثة عبارات
هي : الوضوح ، الواقعية ، النجاعة .1 ـ صفات الوضوح :

تمثل صفة الوضوح في التحديد والدقة ، وحتى لاقد يكون مبهما وحتىقد يكون عملي . وسنقدم مثال عن سؤال غير واضح : ما هي آثار الإصلاحات على حياة المواطن الجزائري ،يا ترى؟ فهذا السؤال يظهر غامضا وواسعا جدّا في الحقيقة عن أي آثار نتحدث هل هي آثار إقتصادية أوإجتماعية أوسياسية أوثقافية أوغير ذلك ، وعن حياة المواطن هل هي حياته المهنية أوالعائلية أوالثقافية أوغير ذلك ويمكن لنا حتى نمد قائمة التأويلات الممكنة لهذا السؤال الذي لا يوضح لنا النوايا الحقيقية لصاحبه ولذا نفهم ضرورة صياغة السؤال بكيفية دقيقة ومحددة بحيث لاقد يكون معناه غامض ، ومنه فمن الضروري تحديد وحتى تعريف العبارات الواردة في صياغته . وهناك وسيلة بسيطة للتأكد من أنّ السؤال واضح ، وذلك بعرضه على بعض الأشخاص مع الإمتناع عن أي تعليق أوتقديم المعنى ، حتى يفصح جميع إنسان عن فهمه الخاص للسؤال . فيصبح هذا الأخير واضحا ومحدد إذا كانت جميع التفسيرات تصب في إتجاه واحد ومطابقته لنية صاحبه وأنّ هجريزنا هذا عن ضرورة دقة ووضوح السؤال لا يعني بأنه يجب حتىقد يكون ضيقا أومحدود المجال ، بل يمكن حتىقد يكون واسعا ومفتوحا لأنّ السؤال الغامض المبهم .( فهوالسؤال الذي يشير بصدق عن ماذا نبحث فيه ونحاول توصيله ) للآخرين ، أي أنّ قدرتنا لمعالجته تتوقف على وضوحه. صفة الواقعية :إنّ صفة الواقعية تتعلق بإمكانية الأداء أوالقيام بإنجاز البحث مع الأخذ بعين الإعتبار القدرات والموارد التي تتوفر للباحث في معالجة موضوعه ، وسنأخذ مثال عن سؤال قاسي المعالجة : هل للقادة الغرب تصور وموقف موحد أمام قضية الغزوالثقافي الغربي والياباني ،يا ترى؟ فإنّ معالجة سؤال مثل هذا يحتاج بدون شك سنين طويلة وميزانية معتبرة ومراسلين أكفاء ، فإذا لم تتوفر للباحث هذه الإمكانيات فيستحسن حتى يتخلى عنه ولذا يجب على الباحث قبل حتى يصيغ سؤاله حتى يتأكد من معارفه وموارده الزمنية والمالية والمرجعية الضرورية لمعالجة السؤال أوالموضوع .

  وفي الأخير فنقول بأنه يجب على السؤال حتىقد يكون موضوعيا أي واقعيا بمعنى حتىقد يكون متناسبا مع الموارد المتوفرة عند الباحث  .

صفة النجاعة :

    إنّ صفة النجاعة تدل أولا وقبل جميع شيء على أهداف ونوايا الباحث أي ( فهم ما موجود بغية توضيحه إستخلاص بعض القواعد العامة التي تتحكم في الظاهرة ، أودراسة تنبؤته فلا يصح للباحث الفهمي حتىقد يكون ذوطلبع أخلاقي أوفلسفي أوإيديولوجي أي أنه مبني على حكم كسبق وأفكار شائعة

1 ـ _أ_مثلة : مبدا العدالة الإجتماعية ،يا ترى؟ يظهر حتى هدف صاحب هذا السؤال لا يتمثل في دراسته وتحليل . من اعداد الطالب صحراوي.ب.قسم الحقوق جامعة بسكرةمنقول من د./ بوذراع بلقاسم

تاريخ النشر: 2020-06-04 04:09:39
التصنيفات:

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

أول تعليق جزائري رسمي حول رفض طلبها الإنضمام لمجموعة "بريكس"

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-29 18:06:56
مستوى الصحة: 85% الأهمية: 95%

مدفيديف: نهاية العالم تقترب

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-29 18:07:48
مستوى الصحة: 87% الأهمية: 90%

القضاء السويسري يوجه لائحة اتهام لوزير الدفاع الجزائري الأسبق

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-29 18:06:57
مستوى الصحة: 79% الأهمية: 87%

"خرائط غوغل".. قريبا يمكنك معرفة جودة الهواء في المناطق!

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-29 18:07:52
مستوى الصحة: 86% الأهمية: 87%

محلات تجارية بإيجار مجاني في أهم شوارع لندن!

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-29 18:07:51
مستوى الصحة: 79% الأهمية: 100%

لاعبة عربية تكسر صمتها وتكشف سرا "مؤلما وصادما"

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-29 18:07:26
مستوى الصحة: 87% الأهمية: 95%

الكشف عن حجم احتياطيات السعودية الدولية وحصة الذهب منها

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-29 18:07:07
مستوى الصحة: 84% الأهمية: 99%

تراجع الميزان التجاري القطري 43.5% في يوليو

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-29 18:07:49
مستوى الصحة: 91% الأهمية: 100%

مصر.. ساويرس يعلق على مقتل أحد أشهر المشايخ عام 2011

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-29 18:07:00
مستوى الصحة: 81% الأهمية: 88%

مصدر: لافروف وفيدان سيجريان محادثات في موسكو في 31 أغسطس

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-29 18:07:16
مستوى الصحة: 92% الأهمية: 86%

"كانتري غاردن" تقترح خطة لتجنب تخلفها عن السداد

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-29 18:07:50
مستوى الصحة: 94% الأهمية: 86%

مصر تحقق أول انتصار في كاس العالم لكرة السلة

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-29 18:07:23
مستوى الصحة: 93% الأهمية: 98%

طيران البحرية الروسية يعترض مسيرة أوكرانية فوق البحر الأسود

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-29 18:07:18
مستوى الصحة: 87% الأهمية: 92%

تحميل تطبيق المنصة العربية