الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية
الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية ܥܕܬܐ ܟܠܕܝܬܐ ܩܬܘܠܝܩܝܬܐ هي كنيسة تنتمي إلى الممضى الشرقي للكاثوليكية، الذي يضم كنائس مستقلة من أصل شرقي والتي تحتفظ بشعائرها وتنطقيدها ولكن تعترف بسلطة بابا روما.
الكنيسة الكلدانية ليس لها صلة مباشرة أوعلاقة واضحة بشعب بابل القديم أوالكلدان فالكنيسة نشأت في القرن الخامس عشر ميلادي نتيجة انشقاق حصل في كنيسة المشرق القديمة والتي تعهد بيومنا هذا باسم الكنيسة الآشورية حيث اعتنق أتباع هذا الانشقاق ممضى الكثلكة وقد حملت هذا الاسم أي الكلدانية ليتم تمييز أتباعها عن أتباع كنيسة المشرق القديمة الذين لم يتغيروا للكثلكة.
لغة الشعائر التقليدية للكنيسة الكلدانية هي السريانية باللهجة الشرقية ، وهي من سلالة الأرامية لغة السيد المسيح. معظم كلدانيي العراق يتحدثون بلغتهم السريانية.
يقطن أتباع الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية اليوم في العراق ، هجريا ، سوريا ولبنان، بالاضافة لمهاجرين في أوروبا وأمريكا وأستراليا.
تاريخ الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية
الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية المعروفة أيضا بكنيسة بابل الكلدانية هي كنيسة شرقية مركزها في بغداد تتبع الممضى الروماني الكاثوليكي وهي في شركة تامة مع بابا روما . انشقت هذه الكنيسة عن كنيسة المشرق أي كنيسة الآشوريين أوكنيسة السريان المشارقة ويدعون أيضا بالنساطرة لأنهم اتبعوا ممضى نسطور ، والتي كانت قد انشقت بدورها عن شقيقتها الغربية الكنيسة السريانية الأرثوذوكسية عام 431 م وينعتان بالغربية والشرقية بحسب مسقطهم من نهر الفرات .
كنائس ذات تراث سرياني |
|
وكان سبب انشقاق الكنيسة الكلدانية عن كنيسة المشرق حتى الأخيرة كانت قد قررت في القرن الخامس عشر حتى تحصر منصب البطريرك في عائلة البطريرك مار شمعون الرابع الملقب باصيدي، فيتورث المنصب البطريركي إلى ابن الاخ اوابن العم ، إلى غير ذلك أوقف العمل بقانون الانتخاب الذي جرت عليه الكنيسة منذ البدء والمعمول به في بقية الكنائس المسيحية ، فبدأت بوادر الخلاف بالظهور بين مطارنة تلك الكنيسة حتى تفاقم الأمر عام 1552 م حينما رفضت مجموعة من المطارنة وبشدة قبول التسلسل الوراثي لوصول صبي غير مدرب إلى منصب البطريركية فقد كان وريث البطريرك الوحيد .
فاجتمعوا في أربيل وانتخبوا مار يوحنان الثامن سولاقا وهوكان يشغل منصب رئيس دير الربان هرمزد انتخبوه بطريركا بدلا عن بطريركهم الصغير مار شمعون برماما ، توجه سولاقا إلى روما برفقة سبعون رجلا حتى وصل مدينة القدس ومنها انطلق في رحلته إلى عاصمة الكثلكة لينال رسامة بطريركية شرعية من البابا، وبعد مباحاثات طويلة مع الفاتيكان تعهد بها بالإنضمام للكنيسة الرومانية الكاثوليكية قرر البابا يوليوس الثالث في تاريخ 20/03/1552 م إعلان يوحنان سولاقا بطريركا ، وبعدها في التاسع من نيسان من ذات العام رسمه مطرانا وسلمه درع السلطة الكنسية مبتدأ عهد حديث في تاريخ المسيحية في الشرق .
فتواجد بهذا الشكل للكنيسة الأشورية بطريركين في نفس الوقت بطريرك وراثي مقره القوش في شمال العراق وبطريرك باباوي مقره في ديار بكر جنوب شرق هجريا ، استمر هذا الوضع غير الطبيعي حتى عام 1662 م عندما قام البطريرك في ديار بكر مار شمعون الثالث عشر دنحا بالخروج عن سلطة بابا روما ونقل مقره إلى قرية قوشانيس في جبل هكاري في هجريا ، فكان رد الفاتيكان على ذلك بإقامة بطريرك حديث ليقود الآشوريين الذين ظلوا موالين للعقيدة الكاثوليكية ، هذه الجماعة عهدت بالكنيسة الكلدانية الكاثوليكية .
لم تكن شركتهم مع كنيسة روما كاملة حتى عام 1830 م عندما قام البابا بيوس الثامن بالتصديق والتأكيد على تسمية مار يوحنا الثامن هرمز رئيسا للكنيسة الكلدانية الكاثوليكية حاملا لقب بطريرك بابل للكلدان .
الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية اليوم :
كان للكلدان دورا بارزا في خدمة أوطانهم على مر العصور خصوصا العراق موطنهم التاريخي حيث مدوه بالكثير من المثقفين والمفكرين والفهماء ، ولكنهم يعانون اليوم شأنهم شأن بقية المسيحيين العراقيين من التهميش الذي طالهم في مشروع بناء العراق الجديد . شهدت العلاقات بين هذه الكنيسة وبين كنيسة المشرق الآشورية تحسنا في السنوات الأخيرة ، وكان اللقاء الذي جمع عام 1996 م مار دنخا الرابع بطريرك الآشوريين المشرقيين ومار روفائيل بيداويد بطريرك الكلدان ، كان ذلك اللقاء نقطة انطلاق الجهود لتوحيد الكنيستين من حديث ، وتتمتع الكنيسة بعلاقات طيبة مع بقية الكنائس في المنطقة. بطريرك الكنيسة الحالي هومار عمانوئيل الثالث دلي، الذي انتخب لهذا المنصب عام 2003 م عقب وفاة سلفه مار روفائيل بيداويد في ذات العام ،وقد رقي إلى درجة الكردينال في عام 2007 م
هاجر أبناء هذه الكنيسة بأعداد كبيرة للولايات المتحدة الأمريكية وخصوصا إلى ولاية ميشيغان كما هاجروا أيضا إلى أستراليا وأوربا ، ومن أشهر شخصيات الكلدان في الساحة العراقية طارق عزيز نائب نائب رئيس الوزراء العراقي السابق ووزير الخارجية الأسبق في نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين. وقد تعرضت كنيسة الكلدان وبقية مسيحيي العراق إلى هجمات إرهابية في الفترة السابقة لغرس الفتنة بينهم وبين إخوتهم المسلمين ولدفعهم لهجرة وطنهم مما سيضر بغنى النسيج الوطني العراقي وتنوعه الديني والثقافي .
والكنيسة الكلدانية هي عضوفي مجلس كنائس الشرق الأوسط . لقد تم تنصيب غبطة البطريرك عمانؤيل الثالث دلي عضوا في مجمع الكرادلة العالمي في الفاتيكان يوم السبت المصادف 24 تشرين الثاني عام 2007 لأول مرة في تارخ العراق.
سلالة البطاركة الكلدان المتحدين بروما :
أطلع على منطقة : بطاركة بابل للكلدان
المصادر
- موسوعة حضارة العالم . أحمد محمد عوف
وصلات خارجية
- مسقط "مار أدي الرسول" للبطريركية الكلدانية في بغداد - العراق
- مسقط رعية كنيسة الكلدان الكاثوليك في أمريكا