محرقة غزة (فبراير 2008)
محرقة غزة هي تسمية لعملية إسرائيلية موسعة جرت في قطاع غزة على مدار خمسة أيام في شهر فبراير 2008 بدعوى القضاء على عناصر حركة حماس المطلقة للصواريخ على الأراضي الإسرائيلية. وقد اتىت هذه التسمية بعد حتى وصف وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك ما تعمله القوات الإسرائيلية في غزة بهولوكوست أوإبادة عرقية أومحرقة للفلسطينيين في قطاع غزة إثر مقتل جنديين إسرائيليين على يد عناصر من حركة حماس أثناء مقاوماتها للقوات الإسرائيلية؛ فتبنى التسمية عدد كبير من الكتاب والمفكرين والشخصيات السياسية والدينية العرب والمسلمين، حيث يرونها اسم مناسب للعملية، حيث راح ضحيتها 116 إنسان من ضمنهم 26 طفلاً فضلاً عن غيرهم من المدنيين ما بين قتيل وجريح. وفي نفس اليوم الذي أعربت فيه انتهاء العمليات العسكرية في غزة؛ أعربت مصادر إسرائيلية أنها كانت فترة أولى، وأنه قد تكون هناك عمليات أخرى في القريب.
تسمية العملية
اشتهرت تسمية محرقة غزة على الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة في أغلب وسائل الإعلام العربية، في حين أطلق عليها جيش الدفاع الإسرائيلي اسم عملية الشتاء الساخن في ظل رفض تام لتسمية الهجوم بالمحرقة، حيث تشير بعض المصادر الإسرائيلية إلى وجود خطأ في ترجمة تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي، وتقول حتى تصريح رئيس الوزراء يقول: «ما دام إطلاق صواريخ القسام يتكثف وما دام مدى الصواريخ تُطوّل، يعرض الفلسطينيون أنفسهم إلى كارثة أكبر» حيث يكمن الخلاف حول حدثة "شؤواه" (بالعبرية|שואה) وتعني الكارثة في حين كان اليهود أنفسهم يستخدمون ذات الحدثة للإشارة إلى محرقة اليهود الشهيرة بالهولوكوست.
أهداف العملية
في الوقت الذي تصرح فيه إسرائيل بأن هذة العملية تستهدف ناشطي حركة حماس وإيقاف إطلاق الصواريخ على الأراضي الإسرائيلية؛ يرى بعض المحللين حتى هناك أهدافاً خفية لهذة العمليات بالإضافة لاجتثاث حركة حماس من الوجود، يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي أولمرت للتغطية على تقرير فينوغراد والتخلص من تداعياته، كما يهدف كذلك لتحسين موقفه أمام الرأي العام الإسرائيلي بعد خسارته في جنوب لبنان في صيف 2006، وذلك بعد حتى بزغ نجم إيهود باراك مرة أخرى على الساحة الإسرائيلية مع اقتراب موعد الانتخابات . ومن وجهة نظر أخرى يرى بعض المحللين العمليات رسالة دموية لتثبيط المقاومة الفلسطينية عن القيام بما اعتبروه حقها الشرعي في الدفاع عن أراضيها ، كما يعتبرونه إجهاضاً للتجربة الإسلامية في قطاع غزة.
ردود العمل العالمية
تباينت ردود العمل العالمية على العملية، حيث نددت بها الحكومات والشعوب العربية واعتبرتها مذبحة للفلسطينيين وطالبت بوقفها، وخرجت المظاهرات في الكثير من المدن العربية مستنكرة للعمليات ومطالبة بوقف الاعتداء على المدنيين في غزة. وعلى مستوى الحكومات، جائت ردود العمل كالتالي :
- فلسطين: وصف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ما وقع في غزة بأنه أكثر من محرقة، وإرهاب دولي.
- الولايات المتحدة: وعلى النقيض تماماً اتى الموقف الأمريكي داعماً لإسرائيل، حيث حملت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس حركة حماس مسؤولية ما يحدث للمدنيين في غزة، واعتبرت ما تعمله إسرائيل دفاعاً عن النفس.
- فرنسا: اعتبر وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير حتى الاستفراس لن يأتي باي نتيجة.
- ألمانيا: التزمت الحكومة الألمانية الصمت التي وصفته جريدة الراية القطرية بالمخجل، ويعزي المحللون هذا الصمت تجاه أفعال إسرائيل الوحشية ضد الفلسطينيين إلى شعور الألمان بالذنب تجاه اليهود أوما سموه العقدة الألمانية.
- مصر: أعادت السلطات المصرية فتح حدودها مع قطاع غزة لاستقبال حوالي مائتي جريح فلسطيني، وتعد هذه هي المرة الأولى التي تسمح فيها السلطات المصرية بفتح الحدود بينها وبين قطاع غزة منذ حتى قام مسلحون فلسطينيون بتفجير الجدار الحدودي بينهما.
- إسرائيل: رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت وقف العمليات الإسرائيلية في قطاع غزة؛ ونطق: "إسرائيل ليس لديها النية لوقف القتال ضد المنظمات الإرهابية (في غزة) ولوللحظة واحدة"، مضيفاً قوله: "لوحتى هناك أحد يتوهم حتى زيادة مدى (الصواريخ) سيدفعنا إلى تقليص عملياتنا العسكرية، فإنه بذلك يرتكب خطئاً جسيماً".
وعلى مستوى المنظمات الدولية الحكومية والغير حكومية :
- مجلس الأمن الدولي: أدان مجلس الأمن الدولي العنف المتصاعد في غزة، ونادى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن إسرائيل والفلسطينيين إلى وقف اللقاءات بين الطرفين.
- جامعة الدول العربية: وصف مجلس جامعة الدول العربية الهجوم الإسرائيلي بانه إرتكاب جرائم حرب وجرائم إبادة.
- حركة حماس: حمل خالد مشعل رئيس المخط السياسي لحركة حماس رئيس السلطة محمود عباس والحكام العرب مسؤولية ما وصفها بالمحرقة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
حصاد المعركة
خلفت العمليات الإسرائيلية 116 قتيل فلسطيني وأعداد كبيرة من الجرحى توفي منهم تسعة لتصبح الحصيلة 125 قتيل. وعلى الجانب الإسرائيلي اغتال جنديين إسرائيليين ومواطن إسرائيلي إثر إطلاق حماس للصواريخ على الأراضي الإسرائيلية.
انظر أيضاً
- عملية لاميد هيه
- مجزرة غزة (ديسمبر 2008)
- حصار غزة
- مذابح ضد الفلسطينيين
مصادر
- ^ إدانات عربية واسعة, مشعل يحمل عباس والحكام العرب مسؤولية "محرقة" غزة, الجزيرة نت, 1 مارس 2008م
- ^ [1], جريدة المصري اليوم
- ^ [2]
- ^ أهداف إسرائيل من محرقة غزة, الوطن,ستة مارس 2008م
- ^ خريشة:تحالف إقليمي عربي إسرائيلي ودولي لضرب التجربة الإسلامية في قطاع غزة, قدس برس, ثلاثة مارس 2008م
- ^ الإدانات العربية والدولية للمجازر الإسرائيلية في غزة تتواصل, جريدة الغد, أربعة مارس 2008م
- ^ صمت ألماني مخجل تجاه (محرقة) غزة, عقدة الذنب تجاه إسرائيل تجعلهم لا ينتقدون جرائمها الوحشية, جريدة الراية,ستة مارس 2008م
- ^ مصر تفتح حدودها مع غزة.. وأولمرت يرفض وقف "المحرقة", سي إذا إن, 1 أبريل 2008م
- ^ من نتائج العدوان على غزة, صحيفة الوقت البحرينية, 11 مارس 2008م
- ^ حصاد حرب الأيام الخمسة لـ "محرقة غزة" .. المكاسب والخسائر, المسلم, ثلاثة ربيع الأول 1429هـ