كتاب نهج البلاغة هواسم وضعه الشريف الرضي على كتاب جمع فيه المختار من كلام اﻹمام علي بن أبي طالب في الخطب والمواعظ والحِكَم وغيرها . ويعد جمع نهج البلاغة من أبرز ما هجره الشريف الرضى.

وقد اشتمل الكتاب على عدد كبير من الخطب والمواعظ والعهود والرسائل والحكم والوصايا والآداب ، توزعت على 238 خطبة ، و79 بين كتاب ووصية وعهد ، و 488 من الحدثات القصار .

مكانة الكتاب

ويرى الشيعة في الكتاب أنه أحد الخط الهامة التي يجب على الشيعي قرائتها والأخذ منها والتفهم منها بل إذا الخميني قائد الثورة الإسلامية في إيران كان من وصيته قبل موته للشباب حتى يحافظوا على قراءة نهج البلاغة

تنوع موضوعات نهج البلاغة: معارف راقية في التوحيد، مثل إلهية سامية، نصائح ومواعظ، بيان وتحليل للأحداث السياسية والاجتماعية، عهود للولاة وتنبيههم وغير ذلك.

بعد مقدمة قصيرة، يضع المؤلف كلام علي رضي الله عنه في ثلاثة أقسام: الخطب والخط والحكم، مضيفاً إليه ـ حدثا اقتضى الأمر ـ توضيحات مختصرة مفيدة. وقد احتوى نهج البلاغة على 241 خطبة، و79 كتاباً، و480 حكمة من حكم علي.

حاول السيد الرضي في نهج البلاغة ـ كما يشير اسم الكتاب ـ إلى انتقاء أبلغ وأجمل الأحاديث المروية عن علي ليضعها في هذا الكتاب. وهذه الخصوصية هي سر بقاء الكتاب وخلوده على الرغم من أحداث التاريخ العصيبة وسبب شهرته بين مختلف الفرق الإسلامية والشخصيات غير الإسلامية.

عدّ بعض الباحثين نحواً من 370 مؤلفاً حول نهج البلاغة من الشرح والتفسير والترجمة وغيرها، وقد طبعت إلى الآن نحومن خمس عشرة ترجمة لنهج البلاغة. وهذا ما يوضح إلى حد ما مكانة الكتاب وقيمته بين المسلمين.

هناك ترجمات فارسية كثيرة لنهج البلاغة، يمكن حتى نذكر من أشهرها ترجمة السيد علي نقي فيض الإسلام والدكتور السيد جعفر شهيدي.

حاول بعض الباحثين جمع ما لم يأت به السيد الرضي في نهج البلاغة من كلام الإمام. وأهم هذه المحاولات هونهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة. هذه المجموعة جمعها الشيخ محمد باقر المحمودي في ثمانية مجلدات.

هناك معاجم ألفاظ وموضوعات لنهج البلاغة سهلت البحث والرجوع إليه. كما تم إعداد بعض البرامج الكمبيوترية لنهج البلاغة وبعض شروحه.

من أشهر تحقيقات نهج البلاغة تحقيق محمد عبده وصبحي الصالح. كما يشتهر في اللغة الفارسية تحقيق فيض الإسلام.

أجزاء الكتاب

الكتاب مكون من أربعة أجزاء

• الجزء الأول: مقدمة الشريف الرضي ويشرح فيها سبب جمعه للكتاب وملخص الكتاب.

• الجزء الثاني: خطب أمير المؤمنين وفيه مجموعة من الخطب التي ألقاها الإمام علي رضي الله عنه على الناس.

• الجزء الثالث: خط أمير المؤمنين وفيه فحوى بعض الخط والرسائل التي ارسلها الإمام علي رضي الله عنه إلى عماله في الأمصار أوأعدائه.

• الجزء الرابع: حكم أمير المؤمنين وفيه مقتطفات من كلام الإمام علي رضي الله عنه وحكمه ووصاياه..

من مواعظه

المختار من حكم امير المؤمنين رضي الله عنه ومواعظه والكلام القصير الخارج في سائر اغراضه من كتاب نهج البلاغة الجزء الرابع:

• ازرى بنفسه من استشعر الطمع ، ورضى بالذل من كشف عن ضره ، وهانت عليه نفسه من أمر عليها لسانه

• صدر العاقل صندوق سره ، والبشاشة حبالة المودة ، والصبر قبر العيوب ، ومن رضى عن نفسه كثر الساخط عليه

• خالطوالناس مخالطة : إذا متم معها بكوعليكم ، وإذا عشتم حنواليكم

• إذا وصلت اليكم أطراف النعم فلا تنفروا أقصاها بقلة الشكر

• ما اضمر أحد شيئا ً إلا ظهر في فلتات لسانه ، وصفحات وجهه

• أفضل الزهد إخفاء الزهد

• إذا كنت في إدبار والموت في اقبال فما اسرع الملتقى

• لسان العاقل وراء قلبه ، وقلب الاحمق وراء لسانه

• الغنى في الغربة وطن ، والفقر في الوطن غربة

• هلك فيّ رجلان : محبٌ غال ، ومبغض ٌ نطقٍ

• توقوا البرد في أوله ، وتلقوه في آخره فإنه يعمل في الأبدان كعمله في الأشجار ، أوله يحرق وآخره يورق.

نظرة أهل السنة والجماعة لكتاب نهج البلاغة

يرى بعض أهل السنة عدم صحة نسب هذا الكتاب لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وذلك لعدة مسببات وأهمها عدم وجود سند لهذا الكتاب لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه حيث الذي ألفه هو محمد بن الحسين بن موسى الذي تلقبه الطائفة الإثنا عشرية بالشريف الرضى (359 - 406 هـ ) والذي كان موجودا بعد علي بن أبي طالب رضي الله عنه بما يقارب من أربعمائة عام فالكتاب كما يراه بعض أهل السنة قد سقط أصلا من ناحية الإسناد ، وكما يرى بعض أهل السنة أنه يوجد في كلام البيان والتبيين للجاحظ وغيره من الخط كلام منقول عن غير علي بن أبي طالب رضي الله عنه وصاحب كتاب نهج البلاغة يجعله عن علي بن أبي طالب ، كما يرى بعض أهل السنة حتى هذا الكتاب مكذوب على علي بن أبي طالب رضي الله عنه لأن فيه السب الصراح والشتم على أبي بكر وعمر وهذا لا يليق بعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ، كما يرى بعض أهل السنة حتى في كتاب نهج البلاغة من التناقض والأمور الركيكة .

لكن البعض الآخر يرى حتى الكتاب بالعمل للإمام على بن أبى طالب رضي الله عنه ،

• نطق الإمام المضىي في الميزان (3/124) : ومن طالع كتابه " نهج البلاغة " ؛ جزم بأنه مكذوب على أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، ففيه السب الصراح والحطُّ على أبي بكر وعمر ، وفيه من التناقض والأمور الركيكة والعبارات التي من له فهم بنفس القرشيين الصحابة ، وبنفس غيرهم ممن بعدهم من المتأخرىن ، جزم بأن الكتاب أكثره باطل.

• نطق ابن تيمية في منهاج السنة (8/55 – 56) : فأكثر الخطب التي ينقلها صاحب "نهج البلاغة "كذب على علي ، وعليٌّ رضي الله عنه أجلُّ وأعلى قدرا من حتى يتحدث بذلك الكلام ، ولكن هؤلاء وضعوا أكاذيب وظنوا أنها مدح ، فلا هي صدق ولا هي مدح ، ومن نطق إذا كلام علي وغيره من البشر فوق كلام المخلوق فقد أخطأ ، وكلام النبي صلى الله عليه وسلم فوق كلامه ، وكلاهما مخلوق ... وأيضا ؛ فالمعاني السليمة التي توجد في كلام علي موجودة في كلام غيره ، لكن صاحب نهج البلاغة وأمثاله أخذوا كثيرا من كلام الناس فجعلوه من كلام علي ، ومنه ما يحكى عن علي أنه تحدث به ، ومنه ما كلام حق يليق به حتى يتحدث به ولكن هوفي نفس الأمر من كلام غيره ....ولهذا يوجد في كلام البيان والتبيين للجاحظ وغيره من الخط كلام منقول عن غير علي وصاحب نهج البلاغة يجعله عن علي ، وهذه الخطب المنقولة في كتاب نهج البلاغة لوكانت كلها عن علي من كلامه لكانت موجودة قبل هذا المصنف منقولة عن علي بالأسانيد وبغيرها ، فإذا عهد من له خبرة بالمنقولات حتى كثيرا منها بل أكثرها لا يعهد قبل هذا فهم حتى هذا كذب ، وإلا فليبيِّن الناقل لها في أي كتاب ذكر ذلك ، ومن الذي نقله عن علي ، وما إسناده ، وإلا فالدعوى المجردة لا يعجز عنها أحد ، ومن كان له خبرة بفهم طريقة أهل الحديث وفهم الآثار والمنقول بالأسانيد وتبين صدقها من كذبها ؛ فهم حتى هؤلاء الذين ينقلون مثل هذا عن علي من أبعد الناس عن المنقولات والتمييز بين صدقها وكذبها.

• اتى في كتاب مختصر التحفة الإثنى عشرية ( ص 36) : ومن مكائدهم – أي الرافضة – أنهم ينسبون إلى الأمير من الروايات ما بريء منه ويحرفون عنه ، فمن ذلك " نهج البلاغة " الذي ألفه الرضي وقيل أخوه المرتضى ، فقد سقط فيه تحريف كثير وأسقط كثيرا من العبارات حتى لاقد يكون به مستمسك لأهل السنة ، مع حتى ذلك أمر ظاهر ، بل مثل الشمس زاهر.

• نطق ابن تيمية في منهاج السنة النبوية (7/86) : فنقول أولاً : أين إسناد هذا النقل ،يا ترى؟ بحيث ينقله ثقة عن ثقة متصلاً إليه ، وهذا لا يوجد قط ، وأنما يوجد مثل هذا في كتاب نهج البلاغة ، وأمثاله ، وأهل الفهم يفهمون حتى أكثر خطب هذا الكتاب مفتراة على علي - - ، ولهذا لا يوجد غالبها في كتاب متقدم ، ولا لها إسناد معروف ، فهذا الذي نقلها من أين نقلها ؟ولكن هذه الخطب بمنزلة من يدعي أنه علوي ، أوعباسي ، ولا نفهم أحداً من سلفه أدعى ذلك قط ، ولا أدعى ذلك له فيفهم كذبه ، فإن النسبقد يكون معروفاً من أصله حتى يتصل بفرعه ، وكذلك المنقولات لا بد حتى تكون ثابته معروفة عمن نقل عنه ، حتى تتصل بنا .فإذا صنف واحد كتاباً ذكر فيه خطباً كثيرة للنبي صلى الله عليه وسلم ، وأبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ، ولم يروأحد منهم تلك الخطب قبله بإسناد معروف فهمنا بتراً حتى ذلك كذب .وفي هذه الخطب أمور كثيرة قد فهمنا يقيناً من علي ما يناقضها ، ونحن في هذا المقام ليس علينا حتى نبين حتى هذا كذب بل يكفينا المطالبة بصحة النقل ، فإن الله لم يوجب على الخلق حتى يصدقوا بما لم يقم مرشد على صدقه بل هذا ممتنع بالاتفاق ، لا سيما على القول بإمتناع تكليف ما لا يطاق ، فإن هذا من أعظم تكليف ما لا يطاق ، فكيف يمكن الإنسان حتى يثبت إنادىء علي للخلافة بمثل حكاية ذكرت عنه في أثناء المائة الرابعة لما كثر الكذابون عليه ، وصار لهم دولة تقبل منهم ما يقولون سواء كان صدقاً أوكذباً ، وليس عندهم من يطالبهم بصحة النقل ، وهذا الجواب عمدتنا في نفس الأمر ، وفيما بيننا وبين الله تعالى ).

أقوال الفهماء والأدباء في نهج البلاغة

• نطق الأديب أحمد حسن الزّيات المصري :

" ولا نفهم بعد رسول الله فيمن سلف وخلف أفصح من علي في المنطق ، ولا أبلّ منه ريقاً في الخطابة ، كان حكيماً تتفجر الحكمة من بيانه ، وخطيباً تتدفّق البلاغة على لسانه ، وواعظاً ملء السمع والقلب ، ومترسلاً بعيد غور الحجة ، ومتحدثاً يضع لسانه حيث يشاء ، وهوبالإجماع أخطب المسلمين وإمام المنشئين ، وخُطبه في الحثّ على الجهاد ورسائله إلى معاوية ووصف الطاووس والخفاش والدنيا ، وعهده للأشتر النخعي إذا صحَّ تعدّ من معجزات اللسان العربي وبدائع العقل البشري ، وما نظن ذلك قد تهيأ له إلا لشدة خلاطه الرسول ومرانه منذ الحداثة على الكتابة له والخطابة في سبيله " .

• نطق الأستاذ الهنداوي :

" لا تكاد نرى كتاباً انفرد ببترات مختلفة يجمعها سلك واحد من الشخصية الواحدة والأسلوب الواحد ، كما نراه في نهج البلاغة ، لذلك نقرر ونكرر حتى النهج لا يمكن حتىقد يكون إلا لشخص واحد نفخ فيه نفس واحد " .

• نطق الإمام محمد عبده :

" جمع الكتاب ـ أي نهج البلاغة ـ ما يمكن حتى يعرض المحرر والخاطب من أغراض الكلام ، فيه الترغيب ، والتنفير ، والسياسات ، والجدليات ، والحقوق وأصول المدنية وقواعد العدالة ، والنصائح والمواعظ ، فلا يطلب الطالب طلبه إلا ويرى فيه أفضلها ، ولا تختلج فكرة إلا عثر فيه أكملها " .

• نطق الفاضل الآلوسي :

" هذا كتاب نهج البلاغة قد استودع من خطب الإمام علي بن أبي طالب سلام الله عليه ما قبس من نور الكلام الإلهي وشمس تضيء بفصاحة المنطق النبوي " .

• يقول ابن نباتة: حفظت من الخطابة كنزاً لا يزيده الإنفاق إلاّ سعة وكثرة، حفظت مائة فصل من مواعظ عليّ بن أبي طالب.

• نطق ابن أبي الحديد: ويكفي هذا الكتاب الّذي نحن شارحوه دلالة على أنّه لا يُجارى في الفصاحة، ولا يُبارى في البلاغة، وحسبك أنّه لم يدوّن لأحد من فصحاء الصحابة العُشـر، ولا نصف العُشـر ممّا دُوّن له، وكفاك في هذا الباب ما يقوله أبوعثمان الجاحظ في مدحه في كتاب البيان والتبيين وفي غيره من خطه .

• ويقـول الشـيخ محمّـد عبـده: وليس في أهل هذه اللغة إلاّ قائل بأنّ كلام الإمام عليّ بن أبي طالب هوأشرف الكلام وأبلغه بعد كلام الله تعالى وكلام نبيّه، وأغزره مادّة، وأحمله أُسلوباً، وأجمعه لجلائل المعاني .

• ويقول الدكتور زكي نجيب محمود: ونجول في أنظارنا في هذه المختارات من أقوال الإمام عليّ، الّتي اختارها الشريف الرضي (970 م ـ 1016) وأطلق عليها: نهج البلاغة، لنقف ذاهلين أمام روعة العبارة وعمق المعنى..

فإذا حاولنا حتى نصنّف هذه الأقوال تحت رؤوس عامّة تجمعها، وجدناها تدور ـ على الأغلب ـ حول موضوعات رئيسية ثلاثة، هي نفسها الموضوعات الرئيسية الّتي ترتد إليها محاولات الفلاسفة، قديمهم وحديثهم على السواء، ألا وهي: الله والعالم والإنسان.

وإذاً فالرجل ـ وإن لم يتعمّدها ـ فيلسوف بمادّته وإن خالف الفلاسفة في أنَّ هؤلاء قد غلب عليهم حتى يقيموا لفكرتهم نسقاً على صورة مبدأ ونتائجه، وأمّا هوفقد نثر القول نثراً في دواعيه وظروفه.

• ويقول المحرر لبيب بيضـون ـ المحرر السوري المعروف ـ في تصنيفه للنهج : لا يشكّ أديب أومؤرّخ أوعالم ديني أواجتماعي في ما لنهج البلاغة من قيمة جلّى، وإنّه في مصافِ الخط المعدودة، والّتي تعتبر من أُمّهات الخط...

• نطق الخليل بن أحمد : إنّ نهج البلاغة هوأعظم كتاب أدبي وديني وأخلاقي واجتماعي بعد القرآن والحديث النبوي الشريف، وهوأحد المصادر الأربعة الّتي لا غنىً للأديب العربي عنها، وهي: القرآن الكريم، ونهج البلاغة، والبيان والتبيين للجاحظ، والكامل للمبرّد.

• ونطق صبحي الصالح في مقدّمته للنهج : منذ حتى تصدّى الشريف الرضي لجمع ما تفرّق من كلام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ووسمه نهج البلاغة أقبل الفهماء والأُدباء على ذلك الكتاب بين ناسخ له يحفظ نصّـه في لوح صـدره، وشارح له ينسم الناس عن تفسيراته وتعليقاته.

• * نطق العلامة السيد محسن الأمين ( ) :

" ومن التحامل على أمير المؤمنين على بن أبى طالب التماس الوجوه والطرق والوسائل لإنكار نسبة نهج البلاغة إليه ، وأنه من تأليف السيد الرضي " . اختلف الناس في كتاب " نهج البلاغة " المجموع من كلام علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، هل هومن جمعه أم جمع أخيه الرضي ،يا ترى؟ .

وقد قيل : إنه ليس من كلام علي رضي الله عنه ، وإنما الذي جمعه ونسبه إليه هوالذي وضعه .ا.هـ.

ونطق القنوجي في أبجد العلوم (3/67) عند ترجمة الشريف المرتضي :

وقد اختلف الناس في كتاب نهج البلاغة ، المجموع من كلام الإمام علي بن أبي طالب ، هل هوجَمَعَه ، أم جَمْعُ أخيه الرضي ،يا ترى؟ وقد قيل : إنه ليس من كلام علي، وإنما الذي جمعه ونسبه إليه هوالذي وضعه .ا.هـ.

- ونطق محب الدين الخطيب في تعليقه على " المنتقى من منهاج السنة " ( ص 20) :

وهذان الأخوان تطوعا للزيادة على خطب أمير سيدنا علي بكل ما طارئ عليها وغريب منها ؛ من التعريض بإخوانه الصحابة ، وهوبريء عند الله عز وجل من جميع ذلك ، وسيبرأ إليه من مقترفي هذا الإثم .ا.هـ.

- ونطق أيضا ( ص 508) :

ومن المقطوع به حتى أخاه علي بن الحسين المرتضى المتوفي سنة (426 هـ) شاركه في الزيادات التي دُسَّت في النهج ، ولا سيما الجُمل التي لها مساس بأحباب علي وأولياء النبي صلى الله عليه وسلم كقول الأخوين أوأحدهما : لقد تقمصها فلان ، وما خرج من هذه الحمأة .ا.هـ.

- وقد رجح الشيخ صالح الفوزان في " البيان لأخطاء بعض الكتاب " ( ص 72) حتى الكتاب من وضع الاثنين فنطق :

والذي يظهر لي أنه من وضع الاثنين ... ومما يشير على حتى كتاب " نهج البلاغة " إما من وضع المرتضى أوله فيه مشاركة قوية ما فيه من الاعتزاليات في الصفات ، والمرتضى كما ذُكر في ترجمته من كبار المعتزلة .ا.هـ.

آراءُ فهماءِ أهلِ السنةِ في كتابِ " نهج البلاغة " :

تحدث فهماء أهل السنة على كتاب " نهج البلاغة " بأدلة ظاهرة واضحة ساطعة بما لا يدع مجالا للشك حتى الكتاب يستحيل حتى ينسب إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وإليك بعضا من أقوالهم .

- نطق الخطيب البغدادي في الجامع (2/161) :

ونظير ما ذكرناه آنفا أحاديث الملاحم ، وماقد يكون من الحوادث ، فإن أكثرها موضوع ، وجُلها مصنوع ، كالكتاب المنسوب إلى دانيال ، والخُطب المروية عن علي بن أبي الخطاب .ا.هـ.

- ونطق شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة (8/55 – 56) :

وأيضا ؛ فأكثر الخطب التي ينقلها صاحب "نهج البلاغة "كذب على علي ، وعليٌّ رضي الله عنه أجلُّ وأعلى قدرا من حتى يتحدث بذلك الكلام ، ولكن هؤلاء وضعوا أكاذيب وظنوا أنها مدح ، فلا هي صدق ولا هي مدح ، ومن نطق إذا كلام علي وغيره من البشر فوق كلام المخلوق فقد أخطأ ، وكلام النبي صلى الله عليه وسلم فوق كلامه ، وكلاهما مخلوق ...

وأيضا ؛ فالمعاني السليمة التي توجد في كلام علي موجودة في كلام غيره ، لكن صاحب نهج البلاغة وأمثاله أخذوا كثيرا من كلام الناس فجعلوه من كلام علي ، ومنه ما يحكى عن علي أنه تحدث به ، ومنه ما كلام حق يليق به حتى يتحدث به ولكن هوفي نفس الأمر من كلام غيره .

ولهذا يوجد في كلام البيان والتبيين للجاحظ وغيره من الخط كلام منقول عن غير علي وصاحب نهج البلاغة يجعله عن علي ، وهذه الخطب المنقولة في كتاب نهج البلاغة لوكانت كلها عن علي من كلامه لكانت موجودة قبل هذا المصنف منقولة عن علي بالأسانيد وبغيرها ، فإذا عهد من له خبرة بالمنقولات حتى كثيرا منها بل أكثرها لا يعهد قبل هذا فهم حتى هذا كذب ، وإلا فليبيِّن الناقل لها في أي كتاب ذكر ذلك ، ومن الذي نقله عن علي ، وما إسناده ، وإلا فالدعوى المجردة لا يعجز عنها أحد ، ومن كان له خبرة بفهم طريقة أهل الحديث وفهم الآثار والمنقول بالأسانيد وتبين صدقها من كذبها ؛ فهم حتى هؤلاء الذين ينقلون مثل هذا عن علي من أبعد الناس عن المنقولات والتمييز بين صدقها وكذبها .ا.هـ.

- ونطق الإمام المضىي في الميزان (3/124) :

ومن طالع كتابه " نهج البلاغة " ؛ جزم بأنه مكذوب على أمير المؤمنين علي رضي الله عنه ، ففيه السب الصراح والحطُّ على السيدين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ، وفيه من التناقض والأمور الركيكة والعبارات التي من له فهم بنفس القرشيين الصحابة ، وبنفس غيرهم ممن بعدهم من المتأخرىن ، جزم بأن الكتاب أكثره باطل .ا.هـ.

- واتى في كتاب مختصر التحفة الإثنى عشرية ( ص 36) :

ومن مكائدهم – أي الرافضة – أنهم ينسبون إلى الأمير من الروايات ما بريء منه ويحرفون عنه ، فمن ذلك " نهج البلاغة " الذي ألفه الرضي وقيل أخوه المرتضى ، فقد سقط فيه تحريف كثير وأسقط كثيرا من العبارات حتى لاقد يكون به مستمسك لأهل السنة ، مع حتى ذلك أمر ظاهر ، بل مثل الشمس زاهر .ا.هـ.

- ونطق الشيخ الفوزان في " البيان " ( ص72) :

ثم نقل ابن حجر في لسان الميزان كلام المضىي مقررا له .

فهؤلاء الأئمة : شيخ الإسلام ، والإمام المضىي ، والحافظ ابن حجر ؛ كلهم يجزمون بكذب نسبة ما في هذا الكتاب أوأكثره إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وأنه من وضع مؤلفه .ا.هـ.

- ونطق الدكتور زيد العيص في كتاب " الخميني والوجه الآخر في ضوء الكتاب والسنة " (ص 164) بعد حتى نقل كلام الفهماء في تكذيب نسبة الكتاب إلى علي رضي الله عنه :

ونعم ما نطقه هؤلاء الفهماء رحمهم الله ، فإن الناظر في محتويات هذا الكتاب ، وفي مضمون خُطبه يجزم بأنه مكذوب على علي إلا حدثات يسيرة وردت عنه ، ويتأكد هذا الحكم بالأمور التالية : ... وذكر ثلاثة أمور .ا.هـ.

- ونطق الشيخ الدكتور ناصر القفاري في " أصول الشيعة " (1/389) :

فتراهم مثلا يحكمون بصحة كتاب نهج البلاغة ، حتى نطق أحد شيوخهم المعاصرين – وهوالهادي كاشف الغطاء في مدارك نهج البلاغة - : إذا الشيعة على كثرة فرقهم واختلافها متفقون متسالمون على حتى ما في نهج البلاغة هومن كلام أمير المؤمنين رضي الله عنه اعتمادا على رواية الشريف ودرايته ووثاقته .. حتى كاد حتىقد يكون إنكار نسبته ليه رضي الله عنه عندهم من إنكار الضروريات وجحد البديهيات اللهم إلا شاذا منهم . وأن جميع ما فيه من الخطب والخط والوصايا والحكم والآداب حاله كحال ما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم .

مع حتى كتاب النهج مطعون في سنده ومتنه ، فقد جُمع بعد أمير المؤمنين بثلاثة قرون ونصف بلا سند ، وقد نسبت الشيعة تأليف نهج البلاغة إلى الشريف الرضي ، وهوغير مقبول عند المحدثين لوأسند خصوصا فيما يوافق بدعته فكيف إذا لم يسند كما عمل في النهج ، وأما المتهم – عند المحدثين – بوضع النهج فهوأخوه علي .ا.هـ.

فرية وضع الكتاب

ولقد عزّ على بعض " الناس "! من المتقدّمين حتىقد يكون نهج البلاغة أُنموذجاً من كلام عليّ رضي الله عنه ، وصورة مصغّرة من منهجه العام في الدين والسياسة والإدارة العامّة للدولة، ممّا أراد تطبيقه عندما آلت الخلافة إليه، فتوجّهوا بسهام الشكّ نحوه زاعمين: " إنّه ليس كلام عليّ، وإنّما الّذي جمعه ونسبه إليه هوالّذي وضـعه " .

وقد تصدّى عدد من الكتّاب والأُدباء والباحثين إلى ردّ مزاعم هذه الفرية وإقامة البرهان على زيف هذه المزاعم وكذب هذه الادّعاءات.

وكان في طليعة من تصدّى لتفنيد هذه الشبهة أديب عصره عزّ الدين ابن أبي الحديد المعتزلي الشافعي في شرحه للـنهج ، ونروي في ما يلي فقرات ممّا خطه هذا الأديب:

" إنّ كثيراً من أرباب الهوى يقولون: إنّ كثيراً من نهج البلاغة كلام محدَث، صـنعه قوم من فصحاء الشـيعة، وربّما عزوا بعضـه إلى الرضي أبي الحسن وغيره، وهؤلاء قوم أعمت العصبية أعينهم، فضلّوا عن النهج الواضح...

وأنا أُوضّح لك بكلام مختصـر ما في هذا الخاطر من الغلط، فأقول: لا يخلوإمّا حتىقد يكون كلّ نهج البلاغة مصنوعاً منحولا، أوبعضـه.

والأوّل باطل بالضرورة ; لأنّا نفهم بالتواتر صحّة إسناد بعضه إلى أمير المؤمنين رضي الله عنه ، وقد نقل المحدِّثون كلّهم أوجُلّهم والمؤرّخون كثيراً منه، وليسوا من الشـيعة لينسبوا إلى غرض في ذلك.

والثاني يدلّ عليه ما قلناه ; لأنّ مَن قد أنس بالكلام والخطابة، وشدا طرفاً من فهم البيان وصار له ذوق في هذا الباب، لا بُدّ حتى يفرّق بين الكلام الركيك والفصيح والأفصـح، وبين الأصيل والمولّد، وإذا وقف على كرّاس واحد يتضمّن كلاماً لجماعة من الخطباء، أولاثنين منهم فقط، فلا بُدّ حتى يفرّق بين الكلامين ويميّز بين الطريقتين.

ألا ترى أنّا مع معهدتنا بالشعر ونقده، لوتصفّحنا ديوان أبي تمّام، فوجدناه قد خط في أثنائه قصائد أوقصـيدة واحدة لغيره لعهدنا بالذوق مباينتها لشعر أبي تمّام ونفَسـه وطريقـته ومذهـبه في القريض...

وأنت إذا تأمّلت نهج البلاغة وجدته كلّه ماءً واحداً، ونفَساً واحداً، وأُسلوباً واحداً، كالجسم البسيط الّذي ليس بعض من أبعاضـه مخالفاً لباقي الأبعاض في الماهية، وكالقرآن العزيز، أوّله كأوسـطه، وأوسـطه كآخره... فقد ظهر لك بهذا البرهان الواضـح ضلال من زعم أنّ هذا الكتاب أوبعضـه منحـول إلى أمير المؤمنين على بن أبى طالب " .

نطق المحرر المصري محمّـد عبـد الغني حسن: " ولن نعيد هنا القول في ما لوى به بعض المتعنّتين أشـداقهم من أنّ نهج البلاغة هومن كلام الشريف الرضي نفسه وأنّه ليس للإمام عليّ كرّم الله وجهه ; فتلك قضية أحسن الدفاع فيها: ابن أبي الحديد في القديم، كما أحسن الدفاع عنها في زماننا هذا: الشيخ محمّـد محيي الدين عبـد الحميد " .

أمّا الشيخ محمّـد عبـده فقد نطق في بداية تعليقاته مؤكّداً بأنّ: " ذلك الكتاب الجليل هوجملة ما اختاره الشـريف الرضـي (رحمه الله) من كلام سيّدنا ومولانا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه.. جمع متفرّقه وسمّاه بهذا الاسـم: (نهج البلاغة).

ولا أفهم اسـماً أليَق بالدلالة على معناه منه، وليس في وسـعي حتى أصـف هذا الكتاب بأزيد ممّا دلّ عليه اسـمه... " .

وقد حقّق ودقّق الدكتور صـبري إبراهيم، من جامعة عين شمس (جامعة قطر) صحّة ونسبة هذا الكتاب لجامعه الشريف الرضي، كما حقّق ودقّق سـند الخُطب والأقوال للإمام أمير المؤمنين على بن أبى طالب رضي الله عنه .

المصادر والمراجع

هذا الكتاب مصدره الشريف الرضي

وصلات خارجية

• رأي الحافظ الغماري في شرح نهج البلاغة
• الرد على التشكيك في نهج البلاغة
• كتاب تسليم القراءة في نهج البلاغة للشيخ خالد البغدادى
• [1]
• نهج البلاغة
• تنزيل كتاب نهج البلاغة من تحقيق الإمام المتنور محمد عبده من هنا أومن هنا
• هل حتى نهج البلاغة للشريف الرضي ،يا ترى؟ أم هوللإمام أمير المؤمنين علي رضي الله عنه ؟
• شبكة نهج البلاغة (مسقط متعدد اللغات)
• كتاب نهج البلاغة