تاريخ العلوم الطبيعية

عودة للموسوعة

تاريخ العلوم الطبيعية

مازال الفهماء نظرتهم للكون كمن يفتشون عن إبرة فوق سطح الأرض للوصول إلي أصله وفصله وقد ترامي أمامهم بأبعاده المذهلة . ويحاولون تحديد عمره وإعمار أجرامه من خلال العناصر الكيماوية وأعمار النجوم القديمة والنجوم القزمية البيضاء ومخلفات النجوم العملاقة الحمراء التي بعد مواتها تلفظ قشرتها الخارجية بالفضاء ليبقي قلبها ليصبح نجما قزميا أبيض. وهذاالبحث سمه إذا شئت لونا من الخيال الفهمي أولونا من ألوان الفهم الإفتراضي . لأنه يتناول أطروحة نظرية الكون الأعظم Supreme) cosmos) وهي ليست نظرية إفتراضية فحسب . بل نظرة إحتمالية مستقبلية لها دلالاتها المنطقية والحدسية في فلك الألفية الرابعة أوالخامسة حيث ستتغير نظرتنا للكون . فقد يعتبر كوننا كوينا ضمن مجموعة أكوان (Multiverse ) تدور في فلك كون كبير (Macro-cosmos). وكان الفلاسفة قديما يعتقدون حتى الفوقية بالسماء تضم ملكوت الله حيث توجد عوالم أخري مجهولة وما ألقي الضوء علي هذه النظرة رحلة الإسراء والمعراج لرسولنا العظيم وما شاهده فيها كان عظيما . لكن نظرة الفهم إليها يعتبر ضربا من الميتافيزقيا المجهولة ومن المعميات والمبهمات التي لاتخضع للتفسير أوالتبرير أوالتقرير . لأنها محجوبة عن نظر الفهماء عكس الطبيعة (الفيزياء) فهي تخضع لقوانين يتعاملون معها. فتصوروا من خلالها الأشكال المحتملة لكوننا وهيئته . فإذا كان فهماء الفلك والفضاء ضعاف الرؤية في كوننا فما بالهم بالنسبة لما وراء الطبيعة خلف ستر الكون المنظور . فهم عميان يتحسسون فيلا تائهين في عدة بلايين من السنين الضوئية . لأنهم مازالوا في رؤيتهم الضبابية يتعاملون مع الماضي القريب حسب أقصي مدي لرؤيتهم التلسكوبية . وما ينطق عن عمر الكون وبدايته ونشأته وتطوره وتمدده وإنتفاخه وتسارعه كلها فرضيات متباينة كانت حصادا فلكيا بالقرن العشرين .ودفع الفهماء ثمنا باهظا للتعهد علي ماضي كوننا ولم يدفعوا إلا النذر اليسير للتعهد علي مستقبله.

فما هي السماء ،يا ترى؟ وما هوالفضاء ؟. فالسماء تسموفوقنا وتتعالي إلي ماينطق باللا منتهي الكوني وتضم الأ جرام . والفضاء نسبي لكن أدق وصف له أنه حيز يضم الكون المنظور واللامنظور ككل . ولقد خلق كوننا وحتي الآن لايعهد فصله من أصله . أومن أين اتى ؟أوهل هوجزء من منظومة كون أعظم ،يا ترى؟ . وإن صحت هذه النظرية فهذا معناه حتى مفهوم الزمن سيتغير لأنه سيتناول زمن الوجود الكوني للكون الأم . لأن السرمدية تضم العدم والوجود. وهي الزمان الذي فهمه عند الله . وإذا كان العقل البشري تائها في فهم كوننا المنظور فما بالنا في بقية الكون الأم اللامنظور . ففي الزمن نجد الفهماء لتحديد عمر كوننا تائهين في عدة بلايين من السنين الضوئبة لتسنينه فما بالهم لوتعاملوا مع بلايين البلايين من بلايين السنين الضوئبية ليحددوا عمر الكون الأعظم ؟. وأكبر المسائل التي يدور حولها جدل الفهماء الفيز يائيين والكونيين حول المسافات والسرعة والزمن . لكن القوانين الطبيعية الكونية نجدها ثابتة لاتتغير سواء أكنا فوق الأرض أوبالسماء أوحتي في الكون الأعظم المفترض . لأن هذه القوانين منطقية . فإذا كان العقل البشري قاصرا عن إستيعاب أوفهم كوننا الظاهر للعيان فما بال الكون الأعظم الخفي فيما وراء كوننا ؟. وفيما وراء مدي رؤيتنا ومرمي أبصارنا . كما حتى ثمة أحداثا ما زالت تقع بكوننا ولا ينكرها فهماء الكون ولايستطيعون تفسيرها أوإخضاعها لقوانين الفيزياء (الطبيعة) . فهم قليلوالفهم لأن فوق جميع ذي فهم عليم . وأنهم قليلوالحيلة أيضا .. لأن الطبيعة الكونية أبعد من مرمي رؤيتهم ومدي أبصارهم مما جعلهم غير قادرين علي فهم الكون من حولهم أوإستيعاب كينونته لأن عقولهم لاتستطيع حتى تسيغ من أمره إلا النذر اليسير . فالكون في ظلام سرمدي وليل أبدي ومعظمه فراغ بارد يضم المجرات والنجوم بها والعناقيد المجراتية والسدم والثقوب السوداء وطاقة جاذبيته . ونشاهد مادة الكون تشكل أجزاء مضيئة تظهر كالزبد فوق أمواج هذا الفضاء الكوني وبأعداد لاتقدر ولاتحصي . ومنها مايتجول وحيدا أومعزولا عن جيرانه . ومنها مايشكل تجمعات عنقودية معتمة تندفع في تمددها إلي مالانهاية خلال ظلام كوني شاسع . ويعتبر الكون هوالوجود سواء أكان في الماضي أوالحاضر أوحتي في المستقبل. لهذا أسراره تدعونا إلي التفكير أوالشك أوالتخيل . ففيه حقائق مذهلة وعلاقات كونية تبادلية تتسم بالإتقان .

ويعتبر بداية ظهور الكون ونشأته بالنسبة لنا وأعظم وقع في الوجود حسب تصورنا .لأننا لم نر كونا آخر لنضاهيه به . وهذه قد تكون نظرة أفقية ضيقة أوقاصرة تتدني لوإكتشفنا حتى كوننا ليس قريدا في الوجود أوأنه كونا متناهيا بالنسبة لمنظومة كونية أكبر . لهذا سيصاب فهماؤنا بنظرة وجودية لوإستطاعوا الخروج من آسار الكون أوالتطلع إلي ماوراءه . فهما بأننا مازلنا رغم تقدمنا الفهمي سجناء منظومتنا الشمسية التي تعتبر حبوة بالنسبة لأبعاد الكون التي تقاس ببلايين البلايين من السنين الضوئية . وفهماؤنا نجدهم تائهين في كوننا الذي يرحل في الفضاء المترامي بالزمن القصي حيث يمضي لتدبير أمره بعدما كان عدما . فكان بظهوره للوجود آية كبري بعدما كان أمره كن فيكون . فأصبح في كينونته لايستأني لحظة وإلاماد بما فيه ولم يتريث برهة وإلا أصبح عهنا منفوشا ولايستأخر في الزمن وإلا صار إلي مصير حتفي . فقدر له حتى يتحيز في المجهول في حتمية لايعهد له فيها نهاية . وحسب نظرية الكون الأعظم التي نطرحها كمنظور فهمي وفلكي ميتافيزيقي نجد فيها الزمان الحقيقي هوالدهر الكوني حيث يعتبر فيه زمان كوننا جزءا منه عندما ظهر في الوجود . لهذا يعتبر الفضاء الخارجي حوله أقدم منه . وكان الفهماء قد تصوروا كوننا بالونة منتفخة . ولوتقلصت فإن كوننا سينطوي علي ذاته متراجعا فيصغر حجمه وتتكور مجراته ونجومه وتزيد كثافته ويصبح كونا معتصرا . فينطق : لقد ظهرت الدنيا كذ رة مدمجة ومنضغطة فريدة ويتيمة ومتناهية الصغر. كما ظهرت الحياة لاحقا بعد بلايين السنين من عمر الكون كجزيء( دنا ) في خلية حية إنقسمت وتشكلت لتخرج منها بلايين الأحياء حاملة شفراتها الوراثية في بلايين جزيئات الدنا.وهذه الذرة الأولي تعادل كتلتها كتلة الكون الماثل أمام ناظرينا بمجراته الهائلة ونجومه العملاقة وسدمه الممتدة وطاقته الكونية الكامنة في أفلاكه. وعندما كان عمر الكون جزءا من ألف جزء من الثانية كان جميع شيء فيه رغم تناهيه معتصرا وفي حجم ذرة. الصفر المطلق يلعب الرقم صفر دورا كبيرا بل وبارزا في الكون وهيئته . فالصفر المطلق الحراري علي مؤشر كالفن يعادل (-459،7 فرنهيت )حيث تتوقف فيه الحياة .وتعريف الصفر المطلق هونقطة عامة لكل شيء في الفيزياء الكونية . فهناك الكتلة صفر والحرارة صفر والحجم صفر والطاقة صفر والجاذبية صفر . والصفر المطلق الحراري علي مقياس كالفن هوأبرد حرارة يصل إليها أي جسم . والكتلة صفر معناها حتى الكثافة صفر لأي مادة. وفي الكون معناها نهاية الزمن ويتوقف مما لايمكن وصفه فيزيائيا .لأن كتلة الكون وكثافته ستصبحان صفرا. . ولوبلغ الكون صفرا علي مقياس كالفن فإن هذا معناه حتى الحركة ستتوقف كاملا في الكون ليصبح كونا خامدا لاحراك فيه لأن مادته ستصل إلي برودة الصفر المطلق.لكن واقعيا لوإقتربت حرارة المادة من الصفر المطلق فإنها ستستمد الطاقة من حولها ولايمكن بهذا بلوغها درجة الصفر المطلق . لهذا طالما توجد مادة وحرارة بالكون فإنه لن يصل للحالة الحرارية صفر إلا لووصل إلي درجة الصفر في جميع أنحائه . ولوبلغ التمدد الكوني للصفر المطلق فهذا معناه أنه سيصبح كونا متجمدا بلاحراك . ولن يصبح فيه فضاء ظاهريا أولايكون به فضاء من عدمه . لأنه سيصبح شريطا كونيا منضغطا علي ذاته وسيكون تعبير عن كتلة للمادة لاتصنف لمجرات أونجوم وسيصبح كتلة مظلمة لاتري في الوجود وستختفي فيه الجاذبية. لهذا لنقد يكون للنظرية النسبيةحول الزمكان وجود كما تصوره إينشتين. لأن هذا الكون المنضغط لن يعيش في زمن أومكان إينشتين . لأنه سيصبح في الزمن الوجودي التقليدي الذي نعيش فيه وسيصبح الكون في أبعاده الثلاثة . لأن البعد الرابع الذي يرتبط بالمسافة والسرعة وهوالزمن لنقد يكون له وجود . لأن الكون سيصبح كتلة لاتتمدد في الزمان والمكان. وينطبق عليه الهندسة الإقليدية والفراغية التقليدية .وسيصبح بأبعاده الثلاثة كالطول والعرض والإرتفاع إلي حتى يغيره الله من حال إلي حال أويدخل في فترة دورة تالية من الإنفجار والتمدد وإعادة تشكيله.

ماهوالزمن؟

نطق أينشتاين : لوكان الكون بلامادة أوطاقة فإن الزمن لاوجود له . ويعتبر الزمن سمة الكون . فلقد بدأ مع بداية الإنفجار الكبيركما يقول الفهماء. ولقد إسغرقت رحلة الإنسان مع الزمن عدة قرون وقد خضعت لحسابات دقيقة وتجارب عديدة. فلقد لاحظ الإنسان حتى النباتات تخضع لمايسمي باليوم البيلوجي وهويوم فسيولوجي وليس يوما فلكيا ويتسم بالإيقاع الحيوي داخل النبات أوالحيوان أوالطيور . لهذا أطلق عليه اليوم البيلوجي . فالنبات حساس للضوء أثناء النهار . لأنه يعهد متيقد يكون الليل أوالنهار . ونري بعض النباتات تطوي أوراقها في الظلام وتنشرها في الضوء .فنراها تأتلف مع ظلمة الليل وإمتداد النهار .وقد ملكت أمرها. وقد إكتشف الإنسان القديم الزمن مما حوله . فلاحظ حتى الشمس تشرق صباحا وتغرب مساء . لهذا أوحت الطبيعة للإنسان بأهمية الوقت والزمن في وجودها . وقد لاحظ هذا من خلال ظواهر طبيعية . فلقد اعتبر النهار معاشا فكان يقوم مع أول ضوء ليسعي واعتبر الليل لباسا فكان يأوي لينام عندما يحل الظلام .ولاحظ دورة القمر فكان يراه هلالا ثم يراه بدرا ثم لايراه . وكان هذا توقيتا متزامنا ومتتابعا أمام ناظريه . ولاحظ دورة حيض المرأة جميع شهر كما لاحظ دورة حياة النباتات من زراعة وتفتح الزهور والحصاد .ولاحظ أيضا مواسم المطروسقوط الثلوج ووقوع الفيضانات وهجرة الطيور . فأيقن حتى في العالم حوله إيقاعات زمنية حياتية تفاعل معها ولفتت إنتباهة إلي أهمية الزمن في حياته وفي الظواهر الطبيعية التي كانت تتراءي له.وفي بدء الخليقة لم يكن يهمه سوي النهار والليل وكان يري دورة الشمس كاملة من الشرق عندما تشرق وترحل بالسماء ليراها في وسطها كما كان يراها تغرب تجاه الغرب . ومن هذا حدد الجهات الأصلية الأربعة من حوله . ثم أيقن أهمية تعهده علي الزمن . فرآه إنعكاسا لدورات الشمس والقمر وتعاقب الفصول واعتبره دائرة تعاقبية كاملة . لأن الدوران فوق محيط دائرة يؤدي دائما لنقطة البداية . لهذا اعتبرت دورة الزمن تعاقبا أبديا حتي حتى الفلاسفة القدماء أطلقوا عليه الزمن الدوري لهذا السبب. وكان الزمن مقياسا للحركة لأنه كان يعتبر بعدا كليا . لكنه تجرد من هذا المفهوم بعدما إعتبره الفلكيون الفيزيائيون إنسيابا إيقاعيا مطرد سواء كنا نياما أم أيقاظا . وسواء جرت الأمور أوإستقرت . لهذا إعتبروه بعدا بذاته . فسموه الزمن الحقيقي أوالزمن المطلق أوالزمن الرياضي بعدما وضعوا له المعادلات الرياضية . كما لاحظوا أنه في الواقع محور في نسيج الطبيعة إذا اعتبرنا المكان محورا ثانيا فيه. ولم يعتبر العالم الرياضي ( ستيفن هوكينج ) الزمن كمطلق أوحد بالكون ولكنه إعتبر سرعة الضوء هي المطلق الأوحد فيه لأنها مؤكدة . فلايوجد سرعة بدون زمن رغم حتى سرعة الضوء ثابتة لاتتغيرأبدا في الفضاء المفرغ . وكان (هوكينج) قد إعتبر نسبية أستاذه (إينشتين ) قد أقحمت علي كتل الأجرام الكبيرة بالكون خاصة وأن الجاذبية قد تؤثر علي الزمن أوالضوء فتطويهما . ففي وجود جسم نجمي كبير نجد حتى الضوء يسافر لمسافة أبعد بين نقطتين بينما الزمن يبطيء. ويعتبر الزمن شيئا وهميا يصعب تعريفه . لكنه مسيرة الطبيعة لأنه يجعل الأمور ضمن إطار الطبيعة لاتقع في وقت واحد . ويظن البعض أنه متمثل في دقات الساعة عكس فهماء البيولوجيا . فتجدهم يعتبرونه دورات حياتية في النبات والحيوانات تتزامن مع الطبيعة . لكن إينشتين إعتبره بعدا رابعا في الكون كالطول والعرض والإرتفاع للأشياء . لأنه يعطي معني للأحداث وينظمها حتي لاتقع دفعة واحدة . إلا أنه يتأثر بحقل الجاذبية الكونية وبجاذبية الأجسام والأجرام السماوية بالكون . وفي الفضاء غير المحدود الحيز وليس له جهات أصلية أربعة كما هي معروفة فوق الأرض فعندما نسافر فيه فإننا سنفقد الشعور بالحركة ولن نتعهد علي التوقيت فيه كما تعارفنا عليه فوق الأرض . لأن التوقيت لايمكن التعلرف عليه من خلال النجوم والكواكب من حولنا إلا لوإستقرينا فوقها ويصبح لنا توقيتا آخر غير توقيتنا . لأن توقيتنا ينبع من وجودنا فوق الأرض . لأن شعورنا بالزمن فوقها نابع من تعاقب الليل والنهار . وهذا الشعور لانحس به في الفضاء . كما حتى الأحياء فوقها تمتلك ساعات داخلية ذاتية تنبئها بالوقت. وهذا يعتبر بعدا ثانيا بعد البعد المكاني الذي يحدد لنا الإرتفاع والإتساع . وعندما ننظر للفضاء فإننا لانري فيه سوي الماضي . أما الحاضر بمفهومه لدينا لاوجود له. لأن الحاضر هوزمن مكاني . وحدثة (الآن )لاوجود لها إلا في عقولنا وليس لها معني في العالم الخارجي ، لأن الزمن ليس شيئا حتي نصفه بالزمن المتحرك . فأنا جالس في مكاني فأنا في الحاضر لكن جميع ما نراه حولنا فإنما في الواقع نري جميع الأمور في الماضي سواء منذ برهة أوثوان أودقائق أوسنين لأن الماضي والحاضر والمستقبل أزمان تظل متجمدة داخل نطاق الأبعاد الأربعة في كوننا أوأي كون آخر موجود . وهذا يعتمد علي بعد الشيء منا . لهذا تقدير الزمن بالكون مرتبط بالمسافة ورحلة الضوء من نقطة البداية حتي يقع علي عينينا لنري الصورة . لهذا مانراه في الكون هي صورة الشيء التي بترت مسافات شاسعة حتي بلغتنا منذ زمن الرحلة . لهذا مانراه بالكون هوالماضي لأن حاضره لم يصل إلينا بعد. ولووصل سيكون ماضيا . وتصور شخصا في مركبة فضائية يتوغل بها بالسماء . فحدثا تعمق بالسماء وتوغل فيها حدثا سارفي ماضي الكون وفي مستقبلنا علي الأرض لأن الصور التي يراها هناك عن كثب يفترض أن تأتي إلينا لاحقا . فكل مانراه بالكون نسبي ولانري فيه سوي الضوء والكهرومغناطيسية لمكونات الزمكان . وكان الزمن في بدء الكون صفرا وفي نهاية تمدده يصبح الزمن صفرا .

وهذا المبدأ يمكن تطبيقه علي كوننا والكون الأعظم وتوابعه. فاذا كان كوننا قد تمدد لمسافة 15 بليون سنة ضوئية في الزمان . فلوتقلص ليعود نفس المسافة لابد وأن يعود بنفس السرعة للمسافة صفر والزمن الكوني صفر . ويعتبر مؤشر الزمن في كوننا خطا مستقيما يبدأ من فترة (ألفا) لينتهي في فترة (أوميجا) . لهذا عندما يتراجع الزمن فإنه سيتراجع من نقطة (أوميجا) لينتهي الزمن التراجعي في نقطة (ألفا). ولهذا فالزمن حاليا يسير في المستقبل ليبلغ منتهاه لوكان تمدد الكون محدودا . وإحتمالية زمن الكون الأعظم هوأنه إتجه من الحالة (ألفا) حيث البداية بإتجاه النقطة (أوميجا) لتكون حدوده بين هاتين الحالتين لوكان الكون مغلقا . لكن هل ينتهي الزمن بعد تراجعه في الماضي إلي النقطة (ألفا) ؟. وفي هذا نهايته ونهاية الكون أم أنه سينطلق من الحالة (ألفا) ثانية ليصبح الزمن ترددي ويظهر كون جديد،يا ترى؟ . وفي هذه الحالة سيكون الكون الجديد متجها في مرحلته الثانية بإتجاه نقطة (أوميجا2)ليعود لسيرته الأولي إلى غير ذلك . فيصبح الزمن تردديا (نواسيا)مابين (ألفا) و(أوميجا). والزمن في أكوان الكون الأعظم بما فيها كوننا من المحتمل حتىقد يكون متزامنا مع الزمن الكلي للكون الأعظم لوكان تمدده وتراجعه باتجاه تمدد وتراجع هذه الأكوان لأن هذا الكون الأعظم لابد وأن تكون طبيعته موحدة ومتناغمة . لهذا يمكن حتى نطلق علي الزمن العام له بالزمن النواسي (Oscillating time) . وهذا معناه حتى الزمن الكوني لايسير بإتجاه واحد ولكنه زمن ترددي أوعكسي له دورات تذبذبية أشبه ببندول الساعة لوتصورنا أنه يتردد في خط مستقيم . وهذه الفرضية لوصحت . فهذه معناها حتى الكون الأعظم وحتي كوننا داخله عمرهما أكثر مما قدره الفهماء .لأن السؤال البديهي هو. في أي فترة زمنيةالآن كوننا علي مؤشر الزمن الترددي العام وضمن أي فترة من المراحل الترددية للكون العام .لهذا الزمن الذي قدره الفهماء لكوننا يعتبر زمنا مرحليا وليس زمنا قاطعا أومطلقا . وبهذا يمكن حتى نعتبر نظرية النسبية لإينشتين هي نظرة محدودة لآفاق كوننا الحالي فقط . لأنها تعتبر كوننا هوالهيئة الكاملة للمكان وتاريخه هوالصورة الكاملة للزمان . لكن حسب مفهوم الكون النواسي نجد حتى نظرة إينشتين نظرة محدودة لكون مرحلي في زمن جزئي من الزمن العام .

ونشأة الكون الأعظم ونهايته حسب ما ذكرناه لا شأن للفهم بها لأنها شأن ديني وفلسفي بل ميتافيزيقي. لأن علوم الفيزياء والعلوم الطبيعية البحتة وضعت تصورا لكون منظور نسبيا ووضعت أطرا لمادة كونية حقيقية . وتقدم العلوم فيها بمثابة غزوبشري لعالم المادة وحقائقها . فعـلماء الطبيعة الكونية لايعترفون إلا بالقوانين الفيزيائية بالكون التي يوعزون إليها وجود الكون الذي يخضع لمقاييس محددة وقوانين ثابتة . وهذا ما يجعل الكون لايخضع للعشوائية . لأنه يسير في الزمن حسب قواعد مرعية ومنهجية متبعة . فالزمن بالكون نجده المسافة مقسومة رياضيا علي السرعة التي يسير بها الجسم . حتي الزمن علي الأرض يقاس بالمسافة التي تدور فيها حول ذاتها مقسومة علي سرعة دورانها حيث تدور دورة كاملة جميع 24 ساعة . ولنتصور مفهوم الزمن بكوننا أوالكون الأعظم فسنجده الزمن الترددي وهوالزمن العام أوالزمن الوجودي الذي يضم الزمن التمددي والزمن التوقفي والزمن الإرتدادي (التراجعي). فلوإعتبرنا حتى بداية الزمن كانت من حالة ألفا عند بداية ظهور الكون كذرة مندمجة ثم الإنفجار الكبير ثم ظهور الحساء الأولي ثم تمدده في الزمن حتي توقفه في فترة أوميجا . فهذا الزمن يطلق عليه الزمن التمددي للكون . أي بدأ الكون من الزمن صفر ليصل في الزمن في النقطة صفر حيث نهايته . ومن هذه الفترة صفر يظل الزمن التمددي متوقفا في فترة زمنية إستعدادا للعودة في الزمن ليتقلص وينكمش حتي يعود ويصل إلي فترة ألفا. ففترة التوقف للكون مابين عدم التمدد وبداية الرجوع تعتبر الزمن التوقفي الذيقد يكون فيها الكون في حالة إندماجية ضاغطة بعدها ينفجر لشدة المقازمة الداخلية ليبدا الزمن الإرتدادي للكون باتجاه عكسي للوصول إلي نقطة ألفا في الزمن الإرتدادي له .وعندما يتوقف الكون في نقطة ألفا فإنه يعود لفترة الزمن التوقفي الثاني ليعاود إمتداده ليصل للنقطة أوميجا ثانية إلى غير ذلك . مما يجعل الزمن الكوني زمنا تردديا . الزمن الترددي =المسافة من ( ألفا_اوميجا )+المسافة من (أوميجا –ألفا )+ المسافة من (ألفا –أوميجا ) +…+… إلى غير ذلك . أي حتى الكون ينحصر مابين المسافة بين ألفا وأوميجا يتردد ذهابا وإيابا . بهذاقد يكون الكون متحيزا . وهناك تصور آخر للزمن الكوني وهومانسميه بالزمن الخطي ( الطولي) . وفيه ينطلق الكون من فترة ألفا ليتمدد ليصل منتهاه وأوج إنتفاخه ثم يعود لينضغط علي ذاته في نفس الإتجاه ليصل لفترة أوميجا حيث يتوقف عن التمدد ويتوقف الزمن التمددي لحين حتي يصل فترة يمكن حتى نطلق عليها ألفا 2ليعاود الكون المنضغط ثانية محدثا إنفجارا ثانيا ليتمدد وينتفخ ثم ينكمش ليصل لفترة أوميجا 2. إلى غير ذلك. وبالتالي نجد حتى مفهوم الزمن الترددي لم يعد له وجود ولكن الزمن في هذه الحالة يمكن حتى نطلق عليه الزمن الخطي المتتابع ويتكون من : زمن فترة (ألفا 1- أوميجا1 ) + زمن فترة التوقف 1+ زمن فترة (ألفا2-أوميجا 2)+ زمن فترة التوقف 2+ زمن فترة (ألفا3-أوميجا3)+..+..إلي نهاية الكون . وقد يحدث زمن فترة التوقف لاوجود له ليصبح حسب هذا التصور خاضعا لنظرية الكون المنتفخ . فنراه قد بدأ كذرة (أ1) وتمدد منتفخا ليصل أوج إنتفاخه في الفترة (ب1) ثم يعود للإنقباض ليصل إلي ذرة (أ2) ثم يعود للإنتفاخ ليصل في الأوج الإنتفاخي (ب2)ثم ينقبض ليصل إلي ذرة(أ3)إلى غير ذلك. وفي هذه الحالة يصبح الكون كونا تموجيا ولايتوقف فيه الزمن حتي يبلغ الكون منتهاه ونهايته . والسنة الضوئية قدرت حسب سرعة الضوء(186 ألف ميل ثانية ( تعادل 300ألف كم /ثانية ) وهي تعادل المسافة التي يبترها في عام . واعتبرت كوحدة قياس لأبعاد وعمر الكون .ويعتبرها فهماء الفلك وحدة قياس طولية . لأنهم يقيسون المسافات بالسرعة الكونية للضوء وحسب أبعاد السنين الضوئية. فما ينطق بأن عمر الكون 15 بليون سنة ضوئية مقولة فيها شك . لأن الكون قد يحدث في فترة زمنية من الزمن الترددي أوالزمن الخطي المتتابع . وهذا مالايمكن معهدته ونحن قابعون داخل إطار كوننا . فالأرض قدرت أزمانها الجيولوجية وقدر عمرها من خلال الحفائر التي قيست أزمانها بالكربون المشع أوبأي وسيلة أخري. لأن الزمن فوقها نسبي ونقيسه حسب رؤيتنا لليل والنهار وإحساسنا به يتم من خلال هذه الرؤية . لأن هيئة الأرض ونظامها الفلكي يحددان طول اليوم . لكن الفهماء رغم هذا يعتبرون الأرض ميقاتا شاردا . لأن الظواهر الطبيعية فوقها كالجزر والمد والثلوج والعواصف وتنوع الطقس تؤثر علي حركة دورانها وتقلل من سرعتها لتفقد جزءا ضئيلا من الثانية جميع قرن. لهذا يعتقد فهماء الفيزياء الجيولوجية حتى الأرض منذ بليون سنة كان نهارها 20ساعة وخلال 200 مليون سنة القادمة سيصبح نهارها 25ساعة . وبنظرة عامة نجد حتى الزمن بالنسبة لنا ونحن قابعون فوق الأرض هوإنعكاس لدورات الشمس والقمر وتعاقب الفصول . لهذا يعتبره البعض دائرة تعاقبيه كاملة . لأن محيط الدائرة يعود دائما لنقطة البداية . لهذا تعتبر دورة الزمن الأرضي تعاقبا أبديا . لهذا أطلق عليه الفلاسفة من قبل الزمن الدوري لهذا السبب . وإختراع الإنسان للساعات جعل الزمن موضوعيا في حياته . لأنه إستغني فيه عن مراقبته لإيقاعات الطبيعة لتحديد أوقاته . لكن مع إختراع الساعات أصبح للزمن بعد موضوعي جعلنا نحس به في حياتنا سواء في العمل أوالبيت أوبالخارج. لأن الساعات أصبحت تنظم حياة الإنسان لأنها تعبر عن الحاضر أينما كان . وكان الزمن بصفة عامة مقياسا للحركة.لأنه كان يعتبر بعدا كليا لكنه تجرد من هذا المفهوم بعدما إعتبره الفلكيون الفيزيائيون بأنه إنسياب إيقاعي مطرد سواء كنا نياما أم أيقاظا وسواء جرت الأمور أم إستقرت . لهذا جعلوه بعدا بذاته فسموه الزمان الحقيقي أوالمطلق أوالرياضي . لأنه في الواقع محور في شبكة الطبيعة إذا نظرنا للمكان كمحور ثان بها. فالزمن ليس حلقة مغلقة . ولوكانت فهذا معناه حتى أحداث الماضي بالنسبة لنا سنراها داخل هذه الحلقة كأحداث للمستقبل. أي حتى لونظرنا لأحداث ماضينا من الفضاءإفتراضا فسنجدها أحداثا مستقبلية . لكن الأديان حددت بداية الزمن مع بداية الخلق ونهايته في يوم القيامة والحساب . ومن خلال هذا المفهوم الديني أوالنظرة الكونية نجد حتى الزمن خطي له بعد واحد وهوبعد طولي في خط مستقيم . فالزمن يسير فوق الأرض لأن الوقت يمضي . لهذا يعتبر الفهماء حتى الزمان المطلق زمان رياضي (حسابي ) يتسم بالديمومة وينبض بالثواني . فالساعة ساعة والدقيقة دقيقة والثانية ثانية . وهذا التقسيم الحسابي موجود في منظومة الكون سواء في الفضاء أوفوق الأرض . لأن الزمن خطي في إتجاه واحد يقع عليع الماضي والحاضر والمستقبل . فهوآلة قياس وليس تدفقا مطلقا أومادة . لأنه بدون حادثة أوظاهرة كونية أوأرضية لايوجد زمن . لهذا أعتبر الوجه الثاني للطبيعة .لأنه ليس أساسيا في مظاهرها . ولفهم عمر كوننا لابد وأن نعثر علي أقدم مادة به ونقيسها.

تاريخ النشر: 2020-06-04 06:56:35
التصنيفات:

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

مصرع 3 أشخاص وتشريد 30 ألفا جراء فيضانات إندونيسيا

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-01-06 11:29:41
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 67%

وفاة مها أبو عوف.. حكاية 15 سنة معاناة مع الحمل.. إنفوجراف

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-01-06 11:29:02
مستوى الصحة: 40% الأهمية: 44%

12 قتيلا و353 جريحا فى صفوف قوات الأمن بسبب أعمال الشغب بكازاخستان

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-01-06 11:29:06
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 50%

فرنسا: ماكرون مصمم على فرض الشهادة الصحية وحصول جدل في البرلمان

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-06 11:30:23
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 58%

برئاسة آبي أحمد.. أول اجتماع حكومي إثيوبي بموقع سد النهضة (ف

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-01-06 11:30:02
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 56%

سوسة: إحباط ‘حرقة’ وضبط 12 مُجتازا‎‎ (صور)

المصدر: تونس الرقمية - تونس التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-01-06 11:33:09
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 51%

حالة اكتظاظ مروري كبيرة ببنزرت تجبر إمرأة على وضع مولودتها بالطريق !

المصدر: تونس الرقمية - تونس التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-01-06 11:33:41
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 64%

ليبيا: فرنسا تعلن عن مغادرة 300 من المرتزقة الأجانب لشرق ليبيا

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-06 11:30:28
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 54%

تونس:عضو اللّجنة العلمية: “الجميع معرّض للإصابة بأوميكرون” [تصريح]

المصدر: تونس الرقمية - تونس التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-01-06 11:33:35
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 58%

كورونا عالميًا: الإصابات 297.8 مليون .. وجرعات اللقاحات 9.3

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-01-06 11:29:56
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 55%

هيونداي تعيد تهيئة قسم الجراحة العامة بمستشفى شارل نيكول

المصدر: تونس الرقمية - تونس التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-01-06 11:33:11
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 50%

الثلوج تلغي عشرات الرحلات الجوية في اليابان

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-01-06 11:30:07
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 60%

احتجاجات كازاخستان: مقتل العشرات في حملة لقمع المحتجين

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-01-06 11:29:18
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 62%

قطر تدين احتجاز سفينة إماراتية قبالة سواحل اليمن

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-01-06 11:29:49
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 67%

سلمى اللّومي توضّح بخصوص الجريمة الانتخابية المتعلّقة بها [تصريح]

المصدر: تونس الرقمية - تونس التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-01-06 11:33:43
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 68%

تحميل تطبيق المنصة العربية