تقسيم الأراضي الصومالية

عودة للموسوعة

تقسيم الأراضي الصومالية

تقسيم الأراضي الصومالية

بعثت الحكومات الاستعمارية ( بريطانيا وإيطاليا وفرنسا ) بممثليها إلي أديس أبابا للتفاوض مع منليك الثاني إمبراطور أثيوبيا بشأن تقسيم الأراضي الصومالية إلي مناطق نفوذ وتعين الحدود. على نحوما سنري في المفاوضات التالية:

أولاً – مفاوضات رينل رود مع إمبراطور أثيوبيا:

بدأ رينل رود ممثل بريطانيا سلسلة من المحادثات مع منليك الثاني في 28 أبريل سنة 1897 بسؤاله عن البيان أوالإعلان الخاص به، والذي لم يفهم هووحكومته ( بريطانيا ) عنه شيئاً، وقدم له منليك نسخة من خطابه الدوري فأنكر رود على الفور فهمه به، بالرغم من حتى الحكومة البريطانية كانت قد تسلمته عام 1891. إن السبب الوحيد الذي يمكن استنتاجه لعدم الاكتراث بمستند استعماري موجه إلي رؤساء دول أوروبا هوأنه كان يحمل في طياته مادة مبالغاً فيها ومشكوكاً في أمرها فلم يقابل بجدية، ولكن مرت ست سنوات على إصدار هذا الخطاب الذي يحوي مطالب إقليمية لا مبرر لها.

وقد افترض رود حتى منليك في خلال تلك السنوات كان منشغلاً تماما في تدعيم احتلاله، وعلى أية حال فإن زملاءه في البعثة اعترفوا بأن صعوبات شديدة حالت دون الحصول على معلومات دقيقة عن هذا الموضوع. وقد أكد رود في أول خطاب مستعجل قبل بدء المفاوضات حتى التفاوض مع هذا الملك أمر قاسي للغاية بسبب خطابه الدوري الذي أذيعت محتوياته وبقيت دون جدال، وبسبب تقدم منليك الفعال صوب أهدافه ولم يكن هذا الكلام سليماً تماماً، إذ حتى مطالب مكونين إلي العشائر الصومالية قد وقع نزاع بشأنها. وقد تقدم البريطانيون بمطالب مضاده على أساس وإذا كان استعمارياً كنظيره إلا حتى تلك المطالب تخفت وراء ستار من الصدق تتقبله الدول الاستعمارية، وأذن فتأكيد رود بأن مكونين اشتدت قبضته على أنطقيم اقيمت عليها انادىءات بريطانية لا أساس له من الصحة، ولا يمكن حتى ينطق حتى بيوكابوبا احتلت نهائياً إذ حتى رود نفسه لمس ذلك في رحلته من الساحل، كما أنه كان يوجد شك فيما إذا كان الفهم الحبشي قد حمل فوق جذع شجرة عند آلول وعلى أية حال فإن آلول اخليت بعد شهر أوشهرين، وأحترقت الأكواخ العشبية، وبناء على ذلك لا يوجد مرشد آخر على احتلال عملى من قبل الحبشة. على المرء إذن حتى يستنتج حتى رود شعر بصعوبة الأمر فيما يتعلق بقانونية الموقف قبل بدء مفاوضاته مع منليك، ولما فحص رفاقه البريطانيون نص الخطاب الدوري اعترفوا بأن البيان كان مبهماً في مسألة الحدود الشرقية العملية للحبشة، ووضحوا ذلك بأن ( ما يمكن تأكيده هنا هوحتى البلاد التي يدورالاستعلام عنها قد احتلت حديثاً لدرجة أنه من المحال في الوقت الحاضر حتى توضح النطاق العملي لسيادة منليك فيها، ولكن هنا – كما هوالحال في الحدود الجنوبية الشرقية – يظهر حتى إغارات الأنطقيم الجبلية ذات النطاق الواسع على السهول الساحلية صارت من الوسائل المألوفة التي بسط بها الأحباش نفوذهم ) ( وبما حتى تسوية الحدود الجديدة بين الحكومة البريطانية والحكومة الحبشية تكون إحدي موضوعات المناقشة الرئيسية بين بعثة جلالة ملكة بريطانيا والإمبراطور منليك، فإن الأمر يستلزم الإشارة إليه هنا، ويكفي حتى نقول حتى مكونين كان قد أقام قلعة عند بيوكابوبا وهي ضمن حدود الجانب البريطاني كما هومشروح في المعاهدة البريطانية الفرنسية في مارس 1888، كما هومبين في البروتوكول البريطاني الإيطالي في مايو1894، وعلاوة على ذلك فإن الفهم الحبشي كان يحمل من وقت إلي آخر في آلول وهي ضمن أراضي جادابورسي). إلى غير ذلك بدأ رود بمفاوضات جدية مع منليك في 13 مايو، وقد وضع في ذهنه حتى المشاكل معقدة للغاية حتى تهجر رسالته المستعجلة الأولي فكرة سليمة عن اقتناعه قبل بدء المفاوضات بأن الإمتيازات التي خول حق منحها (إذا لزم الأمر) كان لا مفر منه، إذ كان لابد من الوصول إلي اتفاق بشأن مسألة الحدود، وهذه نتيجة هامة مرتبطة بالنتيجة السابقة وهي أنه لابد من الحصول على تأكيد من منليك بألا يقدم مساعدة إلي أي من الفرنسيين أودراويش السودان.

وقد أعطي رود أهمية كبيرة لمسألة القلاع عند بيوكابوبا وجججة ( وهى في الحقيقة حظيرة إقليم حولها سور) ولمسألة الفهم عند آلول، وبالرغم من ذلك فإنه كما يظهر من رسالة أخيرة تقول حتى رود قد اتخذ طريقة هامة معقولة عند تقدمه للمفاوضات التي توصل إليها بالرغم من قلقه من إرتكاز منليك على مركزه القوي عند التفاوض. ( إنني أهتم كثيراً بحقيقة البيان الذي أفهمني به منليك وهويطالب بأنطقيم تكاد تكون أكثر من نصف محميتنا في الصومالند، تلك المحمية التي وضحت معالمها في معاهدة تحت اسم معاهدة أوتشيالي، كما فهمنا في ذلك الوقت. ولدينا من الأسباب ما يجعلنا نعتقد حتى منليك نفسه كان على فهم بها. أما عن المعاهدات التي أقمناها مع القبائل الموجودة في هذا الخط ويبدء تاريخها من عام 1884 – 1886 فأننا نعتقد حتى حقوقنا إقيمت هناك على أسس قوية). ونطق منليك (أنه بالتدبر في الكيفية التي أقيمت بها الحدود نجد أنكم تقدمتم حتى أبواب هرر ) فأشرت له إلي حتى ( الحبشة هى التي تقدمت نحونا وأننا نحن الذين تصدينا لمصر في تلك الأنطقيم، وأقمنا بأنفسنا معاهدات مع القبائل من الوطنيين، وذلك قبل حتى يصل الأحباش إلي هرر). وعندئذ أشار الإمبراطور مرة أخري إلي الحدود القديمة لأثيوبيا، فسألته (كيف يمكن النظر إلي الصوماليين الذين أقاموا في تلك المناطق منذ قرون على أنهم داخلون ضمن الحدود القديمة للحبشة؟). ثم شرح جلالته حينئذ المبدأ الشاذ القائل بأن الصوماليين منذ غابر الأزمان حتى الغزوالإسلامي كانوا يعملون رعاة للماشية لدي الأثيوبيين الذين لمقد يكونوا يستطيعون الحياة في الأراضي المنخفضة، وكان هؤلاء الرعاة ملزمين بدفع جزية من الماشية إلي أسيادهم من الأحباش وإلا تعرضوا للويل الشديد. فأجبت عليه بأننا ( لا نستطيع الأخذ بإنادىءات تقوم على مثل هذا الأساس، وأنه بمتقضي القانون الدولي المعترف به يجب التعهد على من كان يحتلها عملا، وأننا كما وضحت من قبل أول من تصدوا لمصر). فنطق الإمبراطور: ( دعني أذن أتعهد معك بوجهة النظر هذه وحتى ما أفضله لكي لأعطي للفرنسيين فرصة للشكوي من التحيز في المعاملة، هوحتى أرسم خطا يوازي الساحل يتفق مع ذلك وافقت عليه معهم، وأخص بالذكر أنه كان على بعد مائة كيلومتر من الساحل، وحتى أعترف بالجانب المطل على البحر للمحمية البريطانية). فأشرت له في ردي إلي ( حتى مثل هذا الترتيب لا يمكن قبوله في قضيتنا، لأن القبائل في المحمية البريطانية كانوا في معظم الأحوال من الرعاة المتجولين يغيرون مراعيهم وفقاً لتغير الفصول، وفي حالة عمل أي تسوية يجب دراسة عادات القبائل وهجرتهم دراسة دقيقة قبل تثبيت أي حد). ( واعترف الإمبراطور نفسه بخيبة الأمل لعدم أخذي بآرائه على التو، فأبلغته بأنني على استعداد للقاءته بروح مستعدة لتقديم بعض التنازل فإن اشتكي من اقترابنا إلي هرر فسأقترح عليه بتر المثلث الذي يقع بين بيوكابوبا وجلديسيا ومكانيس، وبذلك تنتقل قبيلة عيسى البيضاء إلي الحبشة، ويبعد خط الحدود قليلاً عن هرر، كما كنت على استعداد لتقديم بعض التسهيلات على الجانب الشرقي. لكنني اعتبرت حتى قبائل جدابورسي وبعض القبائل الأخري المعروفة لا غني لنا عنها مراعاة للهدف الأساسي الذي من أجله أنشأنا المحمية، ويجب حتى أذكر حتى هذه التسهيلات من جانبنا قد اقترحناها بعد مناقشات مع الكابتن سواين. ويقرر الإمبراطور حتى القبائل التي توجد في الجانب الشرقي من المحمية بعيدة عن سيطرة البريطانيين في الوقت الحاضر بينما كانت قبيلة عيسى البيضاء تعيش قريبة من النفوذ الحبشي منذ تشييد القلعة الحبشية التي استمرت ست أوسبع سنوات عند بيوكابوبا)

لقد كسب هرر بحق الغزو، واعتبر حتى تلك المناطق جزءاً لا يتجزأ من أقليم هرر وأكدت له حتى الأمر ليس كذلك: لقد أقمنا في تلك البلاد قبل حتى يجييء بحملته التي استولت على هرر وبالرغم من أنه قهر هرر فإنه لم يقهرنا، ولفت نظره إلي الخريطة، وإلي مكان المراعي التي كانت ترتادها القبائل تحت حمايتنا.) فأجاب جلالته بأنه لا يستطيع فهم معالم الخرائط بدرجة كافية حتى يستطيع الحكم – أليس من الأفضل الموافقة على بقاء الوضع الراهن كما هو؟. فأجاب بأن الوضع الراهن يجب حتى تحدده اتفاقية لأنه كان من المستحسن فهم الظروف العملية التي كان عليها الاحتلال إذ حتى رأس مكونين كان قد حمل الفهم في آلول يريد بذلك أقامة دعواه بأحقيتها، وذلك ما لم نعترف بأحقيته فيه، ولم يكن جلالة الإمبراطور يعهد شيئاً عما وقع في آلول، ولكنه لما شعر بأنه عاجز تماماً عن حتى يواصل مناقشة تحديد الخط بنفسه لعدم معهدته التامة بالقبائل أوالبلاد فقد وعد بأنه سيرسل في طلب رأس مكونين، وفضل رود حتى يقابل مكونين في هرر ولكنه قبل حتى يغادر أديس أبابا، وطبقاً للأوامر التي صدرت إليه فإنه أراد حتى يستلم تأكيداً من منليك أنه في حالة ما إذا كان من الممكن حتى تحتل الحبشة أرضاً يسكنها صوماليون وكانوا تحت الحماية البريطانية من قبل فإنه يجب معاملتهم بالحسني، وألا يفقدوا شيئاً نتيجة لانتنطق السيادة، وتبادل الخطابات في هذا الشأن لتكون جزءاً لا يتجزأ من المعاهدة. وفي هرر قام بين رود ومكونين نقاش طويل اعتبره رود مجهداً ومتعباً، وذلك بسبب الإنادىءات الحبشية المتغالي فيها. والظرية التي تتمسك بها حتى ملحقات هرر يجب حتى تمتد إلي المحيط، وكان مكونين يعتنق نفس أراء منليك وقد خط رود يقول: ( إنني هنا منذ البداية أدركت حتى المنطق والجدال لا فائدة منهما، بل أنهما مضيعة للوقت، وذلك لأن مكونين بعد حتى أصغي إلي طويلاً قدم خريطة إيطالية صغيرة وغير دقيقة رسم عليها خط بالطباشير الأحمر يبين مسافة 100 كيلومتر بعيداً عن الساحل ولكنه مواز لها تشبه تلك التي عملها الفرنسيون، مبتدئة من نفس النقط التي يبدأ عندها طريق زيلع هرر ). وقد عبر رود عن دهشته إذ أنه نفس الاقتراح القديم بعث مرة أخري، ونطق أنه لا يستطيع حتى يتفاوض على مثل هذا الأساس وحينئذ رسم مكونين خطاً في منتصف الطريق يبين هذا الخط والحدود المشروحة في البرتوكول البريطاني الإيطالي المنعقد في مايوسنة 1894 وذكر أنه يبين لدرجة معقولة خط تقسيم مراعي فيه التساهل من الجانبين. ولم يكن رود على استعداد للأخذ بهذا النوع من الإقتراح، ولم يستطع مكونين من جهة أخري حتى يدرك كيف من الممكن أن يمكن للبريطانيين حتى يطالبوا بأنطقيم يقيم فيها رعايا أثيوبيون، وقد أقاموا فيها الأعمدة والقلاع. وهنا توقفت المفاوضات تقريباً، وخط رود يقول ( وبدون استعداد ما لتدعيم مطالبنا بطريقة مقنعة أكثر مما عملنا وعلى قدر فهمي من التعليات وعلى قدر نيتي في العمل فإن أي اتفاق سيكون محالاً بدون تقديم تسهيلات أكثر مما إقترحت باديء الأمر). وفي أربعة يونية عام سنة 1897، وقع اعتراف الحبشة بالمحمية البريطانية الاستعمارية في صومالند، وذلك عن طريق تبادل مذكرات تكون جزءاً لايتجزأ من المعاهدة، والأجزاء المتعلقة بهذا الموضوع من المذكرات سنذكرها فيما يلي:

من مستر رود إلي رأس مكونين:

( لقد فهمت حتى جلالة إمبراطور أثيوبيا سيعترف بحدود المحمية البريطانية علىالساحل الصومالي، وسيعترف بالخط الذي يبدأ من المحيط عند النقطة المبينة في المعاهدة بين بريطانيا العظمي وفرنسا فيتسعة فبراير سنة 1888، وهي عند آران أراهي بالقرب من التقاء خط طول 44 درجة شرقاً مع خط عرضتسعة درجة شمالاً، ومن هذه النقطة رسم خط يتلاقي مع خط طول 47 درجة شرقاً مع خطثمانية درجة شمالاً ومن هنا سيتبع الخط الحدود المبينة في البرتوكول الإيطالي فيخمسة مايوسنة 1894 إلي حتى يصل إلي البحر ). ((انظر خريطة رقم 9))

من رأس مكونين إلي مستر رود:

( إذا حدود المحمية الصومالية البريطانية التي وافقنا عليها هى كما يلي، أنها من شاطيء البحر اللقاء لآبار هادو، تلك التي وافقت عليها جميع من الحكومة البريطانية والحكومة الفرنسية في عام 1888، وتتبع طرق القوافل إلي آران عند خط طول 44 شرقاً وخط عرضتسعة شمالاً ثم يسير على هيئة خط مستقيم إلي خط طول 47 شرقاً وخط عرضثمانية شمالاً، وبعد ذلك تتبع الحدود الخط الذي وافقت جميع من بريطانيا وإيطاليا فيخمسة مايوسنة 1894 إلي حتى يصل البحر). إن تبادل الخطابات كان يحمل في طياته اعترافاً من جانب الحبشة بصحة الحدود الإنجليزية الفرنسية المشروحة سنة 1888 والمبينة في البروتوكول الإيطالي الإنجليزي سنة 1894. وقد أعرب رود قائلاً: ( لقد نجحت في التخلص من أي سفسفة استخدمها الأحباش في حتى نعترف بحقوق لهم خلف حدودنا). لقد نطق رود بأنه حاول حتى يصل بالحدود إلي آبار ميل ميل تلك التي تتقابل مع الحدود المبينة في البروتوكول الإنجليزي الإيطالي المنعقد في عام 1894، ولكن رأس مكونين من جهته ناضل من أجل الحصول على أعطى الحدود إلي التقاء خط العرضتسعة شمالاً مع خط الطول 48 شرقاً. ووافق رود على حل وسط وكان هذا الحل للأسف الشديد في رأي الكابتن سواين الإنجليزي ( لا يتضمن تنازلاً عن أراضي هامة بالنسبة لنا ما دام يوجد ضمان لحقوق الرعي والسقي في أقصى خط الحدود).

وأضاف رود قائلاً:

( أنه وفقاً لما لدي من تعليمات أري أنه من الضروري لي هنا كما كانت الحال كذلك من قبل أثناء كتابة مسودة المادة الثامنة من المعاهدة حتى أجد وسيلة تتضمن إعتراف الحبشة بمحميتنا دون الإعتراف من جانبنا بأية حال من الأحوال بأي تنازل لها ).

( وقد كان من بين التعليمات التي لدي حتى أتجنب ذكر أي من النادىوي الإيطالية، ولكنني وجدت خلال المناقشات حتى الخط المشروح في البروتوكول الإنجليزي الإيطالي كان حداً تاريخياً معترفاً به، وقد أشار رأس إليه مراراً بأنه يبين أقصي حد للإنادىءات البريطانية في مسألة الممتلكات التي نحن بصددها، لذلك فإنه يظهر أنه ما كان يمكنني حتى أخاطر بأن اقحم نفسي في إثارة أي نزاع بالإشارة إلي هذا الحد. أما المناطق التي خلف الحدود البريطانية من جهة الغرب فقد ظهر أنها معروفة على العموم بأنها تحت النفوذ الإيطالي).

وما الذي حققه رود ،يا ترى؟ حتى هدفه كان الإبقاء على حياد منليك في النضال الإستعماري بين بريطانيا ودراويش السودان كي يضمن ألا تكون الحبشة قاعدة فرنسية يمكن التقدم منها إلي شرق النيل، وحتى أبرز شيء حصل عليه رود هوحتى يتعهد الإمبراطور بألا يعطي سلاحاً للدراويش وحتى يعطي تأكيداً بعدم معاونتهم في الحرب التي تقوم ضد البريطانيين. وما الذي خسره رود،يا ترى؟ لقد استوعب رود حتى معظم الناس في المنطقة رعـويون متنقلون يغيرون مراعيهم لتغير الفصول وفي اتخاذ أي تسويات يجب دراسة عادات وهجرات القبائل دراسة وافية قبل تثبيت أي حد من الحدود. ولقد أخذ في الاعتبار إلي حد ما بتلك المباديء خلال المفاوضات بين البريطانيين والإيطاليين تحت اسم بروتوكول عام 1895، ولكن تلك الحدود لم تتفق ونظام الحركات الرعـوية الدائرية التي وضعت أساسها لجنة تخطيط الحدود البريطانية الحبشية في عام 1943.

إن تغير نظام الحدود الاستعماري الذي تبين لنا في الساحات التي تهتم بدراستها، حتى الحكومة البريطانية قد عقدت 1897 معاهدة مع الحبشة دون موافقة أوفهم الصوماليين، وهى معاهدةبالرغم من أنها لم تحدث تغيراً في طبيعة الأحباش في الغزووالإتساع، إلا أنها ( بريطانيا ) تخلت عن أرض يملكها أناس تحت الحماية البريطانية مكتفية بضمان إستقلالهم، وكان من الطبيعي حتىقد يكون رد عمل الصوماليين عنيفاً، وخلال الاضطرابات التي نتجت عن تنازل البريطانيين عن أراضي صومالية للحبشة حتى اغتال هريتز المندوب المساعد في القطاع الحبشي العضوفي لجنة تحديد الحدود الاستعمارية، كما نزع الكثير من أعمدة الحدود.


ثانياً مفاوضات نرازيني مع إمبراطور أثيوبيا

لم تكن المعاهدة الثنائية بين بريطانيا والحبشة معاهدة ودية تتقف مع معاهدات الحماية البريطانية السابقة التي عقدت مع عشائر الصوماليين، ومن المحقق أنها أثرت على المفاوضات الخاصة بتأمين الحدود بين إيطاليا والحبشة التي تلت زيارة رود للحبشة مباشرة ففيها لم تسقط معاهدات أومحالفات ولكن عين خط وهمي نتيجة للمباحثات المباشرة بين الميجور نرازيني ممثل الحكومة الإيطالية والإمبراطور منليك الثاني، معتمدين على خريطة عادية رسم عليها خط الحدود متتبعاً خط الحدود الذي يمتد 180 ميلاً موازياً لساحل المحيط الهندي ويتقابل في شمال برديرا واقتني منليك نسخة واحدة من الخريطة ( خريطة فون هابنيخت 1891 ) واعيدت الأخري إلي إيطاليا.

إن رسالة من وكالة ستيفاني للأنباء أعربت فيتسعة أغسطس 1897 حتى خط الحدود يسير مسافة 180 ميلاً من الشاطيء، ولم يكن هناك تحديد زمني لاتخاذ قرارات من قبل الحكومة الإيطالية تلك التي هجرت حرة في حتى تقبل أوترفض خط الحدود المقترح، وقد هجر خط الحدود الحالي ثابتاً دون تغير طوال ذلك الوقت كأمر واقع ولم يجر أي تغيير في الوضع الراهن حتى عام 1908، أكثر من تلغراف مزعوم أوفد في ثلاثة سبتمبر 1897 من الحكومة الإيطالية إلي منليك وهذا التلغراف يعني قبول الخط المقترح في 1908.

وولج الكابتن نرازيني في اتفاق مع منليك محاولاً بذلك حتى يسوي نهائياً الحدود بين المملكات الإيطالية في صومالند وبني أنطقيم الإمبراطورية الأثيوبية، وحتى المواد من الأولي إلي الرابعة من الاتفاق تفصل القبائل الصومالية بعضها عن بعض، فبعضها كان تحت التبعية الحبشية، والأخرى تحت التبعية الإيطالية أما الرابعة ففصلت جزءاً من الحدود كما يلي: - تتخذ الحدود من وادي شبيللي شمالاً اتجاهاً شرقياً وفقاً للخط الذي قبلته الحكومة الإيطالية في عام 1897 وجميع الأراضي التي تمتلكها القبائل نحوالساحل يجب حتى تبقي تحت النفوذ الإيطالي، وجميع أراضي الأوجادين وكل ممتلكات القبائل تجاه الأوجادين يجب حتى تبقي تحت النفوذ الحبشي. ((انظر الخريطة رقم 9)).

وفي المادة الخامسة تتعهد جميع من الحكومتين حتى تثبت على الأرض بطريقة مادية، وفي أدني وقت ممكن خط الحدود المشروح سابقاً، ولكن لم تكن جميع من إيطاليا والحبشة على استعداد للموافقة على الخط الاستعماري الذي قبلته الحكومة الإيطالية عام 1897 لأنه لم يكن يمكن الحصول على خريطتي هابنيخت وفق المفاوضات الأخيرة والتي قامت قبل استقلال صوماليا. ودون اعتبار للسلطات الصومالية حبذت إيطاليا خطاً يبعد عن الساحل مسافة 180 ميلاً، ولكن الحبشة على عكس الرأي الذي عبرت عنه في مذكراتها لعام ذ934 نادت بأن الرسم الموجود في ملحق كتاب كاروسللي المسمي ( النار والسيف في صومالند ) يضم على صورة أخرى من خط الحدود المرسوم في خريطة هابنيخت ذلك الذي يقصد وجهة النظر الحبشية وينص على خط هابنيخت أقل من 180 ميلاً من الساحل.

ومهما كان من أمر الاتفاق حول تخطيط مناطق النفوذ ما بين إيطاليا والحبشة تلك الاتفاقية التي تلت المحادثات بين رود ومنليك لمدة أسبوع أوما يزيد فإن نرازيني لابد وأنه قد استوعب شيئاً عن خط تعين الحدود الذي عينه رود، هذا الخط الذي عينه الحد الجغرافي في المرسوم عند تلاقي خط طول 47 وخط عرضثمانية شمالاً.

ثالثاً – مفاوضات لاجارد مع إمبراطور أثيوبيا

سقط الفرنسيون ميثاقاً مع منليك قبل وصول رود مباشرة بقبولهم توصياتها في مطالب المحمية على الساحل الصومالي، وكان يمثلهم في ذلك المسيولاجارد ذلك الذي أوفد إلي منليك ومعه 100 ألف بندقية وأوامر بعقد معاهدة.

وفي 14 مارس 1897، أمر لاجارد في أديس أبابا حتى يحث الإمبراطور ليدفع بقواته إلي الضفة اليمني للنيل بالقرب من فاشودة، وكان ذلك لا مفر منه، وكان اقتراب قافلة رود من الأسباب التي أدت إلي ضرورة الإسراع، وقد هجر لاجارد أديس أبابا قبل وصول رود بأيام، وفيما عدا جزء من الحدود الجديدة على الساحل لم يكن يفهم بشيء عن بقية المفاوضات مع منليك إذ أنها سارت في جومن الكتمان، وقد افترض رود حتى لاجارد خذل خذلاناً كبيراً في المفاوضات، وأعرب أنه بدلاً من حتى يزيد من حدوده كما كان متسقطاً فإنه قنع بتحديد المستعمرة بحزام ضيق حوالي مائة كيلومتر بعيداً عن البحر.

ولم يفهم رود بدخول فرنسا في حلف مع الحبشة يقضي بمنح سلطة لمنليك على الضفة اليمني للنيل الأبيض ليعاون الفرنسيين على الضفة اليسرى كما لم يتحقق رود من قصد إقامة الأمير هنري أمير أورليان في عاصمة الحبشة وأعرب رود قائلاً:

( أنه يستعد للقيام بحملة إلي إقليم كافا، ولكن من المحتمل جداً حتىقد يكون هدفه هووادي النيل ). وفي الحقيقة لم يكن كلا الأمرين سليماً إذ أنه كان بعد العدة لانتزاع الإقليم الإستوائي الأثيوبي، ذلك الذي عين فيه منليك حاكما روسيا يدعي الكونت ليونتي وهوشخصية مريبة، وينطق بأن ذلك الإقليم كان يضم الأراضي الواقعة بين جوبا وجميع من النيل الأزرق وأرض جالا والأورمووبحيرة رودلف وتلك ستوصل الممتلكات الأثيوبية إلي الخرطوم وأغندة، ولكن منليك من جهة أخرى كان في نيته مساندة من سيكسب الحرب والنضال من الأوروبيين، ولكن الأمر انتهي في قاشودة بحادثة سخيفة وهي التي انتهت بتقدم كتشنر الإنجليزي وإفزاع فئة من الناس ( الفرنسيين ) كانت تعسكر على جانب النيل. وهكذا فإن الدليل الذي في أيدينا الآن يجعلنا نميل إلي ألا نصدق تأكيد رود بأن الفرنسيين كان لهم إهتمام كبير في الدنافل أوفي الأراضي الصومالية الساحلية، وحتى انسحاب الفرنسيين إلي الساحل وفقاً لأمر منليك، يظهر أنه لبي إلي حد ما، نظراً إلي مطامعهم في أماكن أخرى، وحتى الإبقاء على الأرض الصومالية المنخفضة من المحتمل المطالبة بها دون حاجة إلي اقناع كبير.

وفي الميثاق الفرنسي الحبشي عام 1897 كان الفرنسيون كالبريطانيين قد تخلوا عن التزاماتهم القانونية والإدارية المرتبطة بمعاهدة الحماية مع قبيلة عيسى الصومالية الذين حصلوا منهم على ميناء جيبوتي، وذلك بأن تخلوا عن ممتلكات عيسى في الأراضي الداخلية في 20 مارس سنة 1897 للحبشة. ((انظر الخريطة رقم 9)).

التعليق


إنه من المفيد حتى نقارن بين صحة بيانات معاهدة الحدود الإدارية ( 1897) وحدود التوسع الحبشي كما وصفها الدكتور سميث المكتشف الأمريكي الذي سافر من خليج عدن إلي بحيرة رودلف حوالي ذلك الوقت فخط يقول في 24 نوفمبر سنة 1896( خط يسير من أمي على نهر سبيللي إلي نقطة تقع على النهر تحت يونجا في كافا ويفترض أن يميز الحدود الجنوبية لأي بلد يمكن للإمبراطور منليك حتى يطالب بها أما بالإحتلال السلمي أوبعقد محالفات مع الرؤساء الوطنيين أوبالغزو. أما باقي الغرب فإن الحبشة يربطها بها خط يتجه شمالاً وجنوباً على طولي الحدود الغربية لكافا).


المصادر

سالم, حمدي السيد (1965). الصومال قديماً وحديثاً. القاهرة، مصر: الدار القومية للطباعة والنشر.

  1. ^ راجع الفصل الخامس (صوماليا الحبشية) بشأن الخطاب الدوري.
  2. ^ راجع الفصل الخامس بصومالند ((محمية الصومال البريطاني))
تاريخ النشر: 2020-06-04 07:02:11
التصنيفات:

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

وحيد يُعاتب نجم المنتخب المغربي: أنت لست مارادونا

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-17 15:24:22
مستوى الصحة: 68% الأهمية: 75%

برلمانى: توقعات بزيادة معدلات السياحة الوافدة إلى مصر خلال 2022

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-17 15:22:46
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 56%

إصابة شخصين في حادث انقلاب سيارة بطنجة

المصدر: طنجة 7 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-17 15:23:38
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 53%

الإسماعيلي يتقدم على الأهلي بهدف نظيف فى الشوط الأول بكأس الرابطة

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-01-17 15:24:26
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 43%

كاف يعلن موعد قرعة الدور الحاسم من تصفيات أفريقيا لكأس العالم 2022

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-01-17 15:24:30
مستوى الصحة: 37% الأهمية: 44%

كل ما تريد معرفته عن حفل جوائز الفيفا The Best 2021 الأفضل فى العالم

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-01-17 15:24:20
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 48%

موسكو تنفى مشاركتها فى تسليح أطراف النزاع فى أفغانستان

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-17 15:22:41
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 66%

«الكاثوليكية» تُطلق الندوة الثانية من «مارثون الكتاب المقدس»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-17 15:23:13
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 53%

أولها استخدام المنبه.. تعرفي على أربع عادات صحية تغير حياتك

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-17 15:23:24
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 51%

«لافروف»: نرجح عقد اتصالات حول الضمانات الأمنية قريبا

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-17 15:22:42
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 55%

منتخب مصر يتدرب على ملعب تنس استعدادا لمواجهة السودان.. فيديو

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-01-17 15:24:22
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 49%

إطلاق مشروع الكتاب الرقمي.. تفاصيل جديدة عن معرض الكتاب

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-17 15:23:00
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 62%

مخدرات فى الفاصوليا.. حيلة لا تخطر على البال للتهريب "فيديو"

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-01-17 15:24:24
مستوى الصحة: 40% الأهمية: 40%

«العمل الدولية» تخفض توقعاتها بشأن انتعاش سوق العمل في 2022

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-17 15:22:44
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 50%

زيادة قيمة جوائز معرض الكتاب لـ40 ألف جنيه

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-17 15:23:01
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 50%

أمن أكادير يلقي القبض على شخص اقتحم منزل مواطنة أجنبية

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-17 15:24:19
مستوى الصحة: 76% الأهمية: 80%

المركز الكاثوليكي: المشاركة مفيدة للوجود المسيحي في لبنان

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-17 15:23:12
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 69%

تأجيل محاكمة المتهمين في «خلية اللجان النوعية» لـ 6 فبراير

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-17 15:22:29
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 52%

تحميل تطبيق المنصة العربية