بوهيمية
البوهيمي أساسا هوأحد مواطني منطقة بوهيميا التشيكية إلا حتى المصطلح انتشر بمعنى آخر في فرنسا أولا في القرن التاسع عشر الميلادي، حيث أصبح يشير على أي محرر أوفنان يميل إلى اتخاذ سلوك أوالعيش بنمط حياتي غير مألوف، سواء كان هذا سلوكا واعيا أوغير واعيا منه.
تاريخ المصطلح
بدأ مصطلح بوهيمي la Boheme الظهور في فرنسا في منتصف القرن التاسع عشر لوصف أولئك المهاجرين الغجر الذين جاؤوا من رومانيا مارين بمنطقة بوهيميا والتي تعهد الآن بجمهورية التشيك.
ازدهر هذا المصطلح في عام 1845م بعد ان نشر الباريسي هنري موجيه مجموعته القصصية (مشاهدة من الحياة البوهيمية) ثم قام الموسيقي الايطالي الشهير جاكوموبوتشيني عام 1896م باستخدام أفكار هذه المجموعة القصصية وحولها إلى أوبرا موسيقية شهير تعرض الآن في دور الأوبرا تحت عنوان (البوهيمية) أو(المتشردة).
استخدامه
يستخدم مصطلح البوهيميون اليوم لوصف فنانين يعيشون ويدعون إلى التفكير الحر المطلق غير المقيد محاولة منهم لاضفاء أسلوب خاص في نتاجهم الأدبي أوالفني، لذلك فهم لا يمتثلون في سلوكهم وأعمالهم إلى أعراف المجتمع وتنطقيده.
وصف البوهيمي
وكما هوالحال عند الغجر، البوهيمي عادة هوذلك الفقير الذي تبدوحاله وشكله رثة، فهولا يهتم بمظهره لأنه مشغول بفنه وطقوسه الغريبة عن كسب المال، ورغم ان البعض من البوهيمين من أمثال هنري موجيه حاول ان يبعد نفسه عن الغجر إلا حتى الغجر والبوهيمين يشهجرون في خصائص كثيرة بل ان الغجر هم الشرارة الأولى لبداية ما يعهد بالبوهيمية في الأدب والفن في فرنسا.
في الاداب والفنون
انتشرت أفكار البوهيمية عند الشباب بسبب شهرة أعمال الأدباء الذين ارتبطوا في البوهيمية منذ نشأتها من أمثال هنري موجيه وفكتور هوجوفي روايته الذائعة الصيت (البؤساء) والتي انبثق منها أكثر من عشرين إلى خمسين عملا سينمائيا والمسرحية حازت على جوائز عديدة.
رواية البؤساء والتي خطها هوجوعام 1862م (1260 صفحة في طبعة المخطة الحديثة عام 1992م) تناولت جميع ما يمكن ان يحتويه المجتمع الفرنسي في العشرينيات والثلاثينيات من القرن التاسع عشر وخاصة حياة الشباب والتي تمثل أبرز ظواهر حياة البوهيمية في باريس.
باريس، كانت الأرض الخصبة لمثل ولادة هذا الاتجاه الحر مع الأدب والفن بل ان الكثير من الكتاب البرجوازيين الذين اسسوا هذا الاتجاه من أمثال فكتور هيجووهنري موجيه يربطون البوهيمية بباريس أوبالتدقيق بالحي اللاتيني بالضفة اليسرى لنهر السين، أي أنه لكي تكون بوهيميا لابد ان تكون باريسيا. لكن هذه الحركة اختفت في باريس بعد الحرب العالمية الأولى وانتشرت في أنحاء كثيرة من العالم وبلغات أخرى غير الفرنسية، بل إذا هناك مناطق في العالم ارتبطت البوهيمية كثيرا بها من أمثال سوهوفي لندن، وشوابينج في ميونيخ وقرية جرينتش في نيورك، ونورث بيتش وهايت اشبوري في سان فرنسيسكو.
في سياق عربي، يمكن اعتبار رواية (الخبز الحافي) لمحمد شكري عملا أدبيا بوهيميا حوى خصائص كثيرة مما يحتويه العمل الأدبي البوهيمي.