النيل الأزرق

عودة للموسوعة

النيل الأزرق

النيل الأزرق
(ዓባይ عبـّاي)
Blue Nile
شلالات "تس إيسات" (بخار الماء) على النيل الأزرق بالقرب من بحر دار
البلدان  إثيوپيا،  السودان
الولاية ولاية سنار، واد مدني، الدمازين، الخرطوم بحري
الطول 1٬783 كم (1٬108 ميل)
منطقة الفيضان 325٬000 كم² (125٬483 ميل²)
يصب في الخرطوم
 - المتوسط 1٬513 ;م³/ث (53٬431 ق³/ث)
المنبع بحيرة تانا
 - الإحداثيات
 - الارتفاع 1٬830 م (6٬004 ق)
المصب الإلتقاء بالنيل الأبيض عند الخرطوم
 - الإحداثيات
 - الارتفاع 466 م (1٬529 ق)
نسبة الطمي 1 كج/م³
خريطة النيل الأزرق

النيل الأزرق (بالأمهرية: ዓባይ; وتنطق: عبـّاي)، هونهر منبعه بحيرة تانا في إثيوبيا. والنيل الأزرق والنيل الأبيض هما أكبر روافد نهر النيل.


الجريان النيلي في حوض النيل الأزرق

المفهوم حتى حوض النيل الأزرق يشغل مساحة كبيرة تبلغ حوالي 234.410 كيلومتر مربع . ويقع معظمها علىسطح الهضبة الحبشية النيلية في قطاعها الأوسط ، وعلى المنحدرات الهابطة بشكل ملحوظ في اتجاه السهول السودانية. وهومنغير شك حوض عظيم الأهمية ، على اعتبار أنه يمثل منطقة من مناطق الكسب التي تحقق جريانا عظيما ، ينساب إلى النيل الرئيسي . ويتجمع الفائض الذي ينساب من أرض هذا الحوض المنتشرة فيما بين خط العرض 8º شمالا وخط العرض 13º شمالا ، لكي يمثل الحجم الكبير من الإيراد الذي يجري وفق نظام رتيب في مجرى النيل الأزرق.

ويبدأ جريان النيل الأزرق من بحيرة تانا ، التي تقع علىم نسوب حوالي 1840 عن مستوى سطح البحر . وتتجمع المياه علىسطح هذه البحيرة ، التي تبلغ مساحتها 3060 كيلومترا مربعا من المطر المباشر الموسمي ، ومن الفائض على حوضها التي تحتل البحيرة مسقط القلب منه . ويمكن القول حتى مساحة هذا الحوض الذي تنساب فيه الروافد ، وتجمع الفائض من المطر السنوي عليه ، وتلقي به في حيز البحيرة تبلغ حوالي 13690 كيلومترا مربعا ، ويعني ذلك حتى بحيرة تانا تقع في قلب حوض كبير ، تحيط به المرتفعات من الجوانب ، التي تتناسق مع شكل البحيرة التي تبدوكمثرية.

ويمكن حتى نسجل حتى هذه المرتفعات الواضحة تتخلى من جميع بعض الجوانب من سهول ساحلية ضيقة ، نذكر منها سهل دمبعة Dambia الرسوبي ، الذي تنساب عليه الروافد ماجاتش ودمبرا ، ونذكر منها أيضا سهل فوجارا على ساحل البحيرة الشرقي ، والذي تنساب عليه نهرا رب وغمارا . كما تسجل أيضا قيمة هذه المرتفعات من حيث تحديد حدود حوض البحيرة من ناحية ، ومن حيث الفصل بينها وبين حوض المجاري العليا لنهر عطيرة من ناحية أخرى . وهي تفصل من ناحية الشرق بين حوض البحيرة كقطاع من حوض النيل الأزرق ، وحوض البحر الأحمر والمنحدرات الهابطة في اتجاه الشرق .

ومهما يكن من أمر ، فإن المرتفعات التي تحدد حوض بحيرة تانا لاتكاد تتخلى عن أي جزء من الأرض المحيطة بها ، إلا عند الطرف الجنوبي الذي تظهر فيه الثغرة التي ينساب علهيا المجرى الأعلى للنيل الأزرق . ونود حتى نشير إلى حتى فم النيل الأزرق الخارج من البحيرة تقسمه جزيرتين كبيرتين هما : جزيرة دبرا مريم Dabra Mariam وجزير شيمابوShimabo ، إلى ثلاث مجاري محددة . ويكون الجريان في جميع واحد منها هزيلا ، وقد تحف به المستنقعات والبرك . كما تظهر فيه بعض الجنادل التي تعترض مجرى نهر آباي . وليس في تصريف الماء أوفي حجم التصرفات التي تنساب من البحيرة ما يوحي بالدور الكبير الذي يسهم به النظام المائي للنيل الأزرق كله في الجريان النيلي الرئيسي بصفة عامة . وارتفاع المناسيب في مجراه العظيم ارتفاعا عظيما في فترة من السنة .

ويذكر الفنيون حتى حجم الماء الذي ينصرف من بحيرة تانا إلى نهر الآباي ليس بمعادل أومشابه لما يستمده نيل فكتوريا من بحيرة فكتوريا على سطح هضبة البحيرات النيلية . ويعني ذلك حتى بحيرة تانا كانتتعبر دائما عن نشأة النيل الأزرق المتواضعة الهزيلة . ولايكاد يزيد تصريف النيل الأزرق ، عندماي خرج من بحيرة تانا عن قدر متواضع بالقياس إلى إيراده الكلي النهائي عند الخرطوم . ويمكن القول في وضوح ، حتى نصيب البحيرة الذي تسهم به في جريان النهر طول العام لايزيد عن 7% من إيراد النهر الكلي أومجموع تصرفاته وفق حساب دقيق في أثناء السنة كلها . وهذه الحصيلة كما قلنا ناشئة عن المطر المباشر على سطح البحيرة وعن الفائض على حوضها .

ويقتضي الحديث عن دور البحيرة في بداية الجريان المتواضع للنيل الأزرق الإشارة إلى منسوب سطح الماء في البحيرة ، على اعتبار انه يتأثر بالحصيلة التي تتجمع على سطحها من ناحية ، وعلى اعتبار أنه يؤثر على انسياب الماء من الفم الذي يبدأ عنده التدفق والجريان من ناحية أخرى . ومنسوب سطح بحيرة تانا شأنه في ذلك شأن البحيرات التي تلتحم وتغذي وتنظم النظام النهري عرضه للتعير من موسم إلى موسم آخر . ويعني ذلك حتى منسوب سطح البحيرة يسجل ارتفاعا وزيادة . كما يسجل هبوطا ونقصانا بالصورة التي تتناسق مع الظروف التي تسيطر على صورة المطر ، من حيث طول الفصل الذي يسقط فيه ، ومن حيث الذبذبة على سطحها ، ومن حيث كمية الفائض الذي يتجمع من على الأرض في حوضها في موسم المطر . وعلى الرغم من عدم توفر الأرقام والبيانات التي تسجل المناسيب في ابحيرة على مدى فترة طويلة ومنتظمة ، فإنه يمكن للباحث حتى يصور على ضوء بعض الأرقام المحدودة التي لدينا التغيرات التي تطرأ على المناسيب ، وتعبر عن نظام الدورة السنوية فيها .

ويبدوحتى التغيرات التي تتمثل في منسوب سطح البحيرة ، تكون أكثر وضوحا من أي تغيرات تطرأ على ماسيب سطوح كافة البحيرات الأخرى ، المتربطة بالنظام النهري النيلي في هضبة البحيرات . ويبلغ متوسط هذا التغير الذي يمثل الفرق بين المنسوب المرتفع والمنسوب المنخفض ، حوالي 155 سنتيمترا في أثناء السنة . هذا بالإضافة إلى حدوث تغير آخر قوامه الفرق بين الأرقام التي تسجل المناسيب كنهايات عظمى ، والأرقام التي تسجل المناسيب كنهايات صغرى .

ويبلغ الفرق بين منسوب النهاية العظمى التي سجلت في سبتمبر سنة 1929 ، ومنسوب النهاية الصغرى التي سجلت في مايوسنة 1930 ، حوالي 2.27 مترا . ويمكن القول حتى الفترة التي تسجل في أثنائها مناسيب سطح البحيرة الارتفاع والزيادة تكون في قلب الصيف في شهور أغسطس وسبتمبر وأكتوبر ، على حين حتى أقل المناسيب يصير تسجيلها في فترة تتضمن معظم شهور الربيع بصفة عامة . وترتبط ازدياد المناسيب على وجه العموم بسقوط المطر الغزير وزيادة حصة جميع شهر من يوليوإلى شهر سبتمبر على سطح البحيرة المباشرة ، وبالزيادة الكبيرة التي تتمثل في فائض المجاري النهرية التي تنساب من حوض البحيرة والمرتفعات المحيطة بها من جميع جانب ، أما الانخفاض والتدهور فإنه تربط من ناحية أخرى بنقصان المطر وحلول الجفاف في فصل الربيع ، وبعض شهور الشتاء . ويمكن حتى تعتمد على الرسم البياني التالي في تصوير نظام الدورة الشهرية لمناسيب بحيرة تانا .

ولابد للباحث بعد ذلك كله حتى يشير إلى معامل الارتباط الوثيق ، بين حالة منسوب سطح البحيرة وحالة التصريف المائي منها إلى مجرى النيل الأزرق . ويتمثل هذا العامل في التناسيق الكامل ، بين ازدياد منسوب سطح البيحرة وزيادة حجم التصرفات التي تغذي القطاع الأعلى من مجرى النيل الأزرق . ويمكن للباحث حتى يدرك هذا التناسق ، وأن يصوره على ضوء الأرقام التي يتضمنها الجدول التالي . وتعبر هذه الأرقام عن معدل المتوسط الشهري للتصرفات من بحيرة تانا الفترة من سنة 1920 إلى سنة 1931 بملايين الأمتار المكعبة في اليوم الواحد .

ويمكن القول على ضوء دراسة هذه الأرقام ومقارنتها بالصورة، التي صورت تغير مناسيب سطح البحيرة في جميع شهر من شهور السنة ، حتى فترة المناسيب المنخفضة هي بذاتها الفترة التي تتدهور فيها التصرفات . كما نلاحظ حتى الفترة التي تسجل فيها المناسيب ارتفاعا كبيرا ، هي بذاتها أيضا الفترة التي تزداد فيها التصرفات زيادة كبيرة ، كما تغير الأرقام من ناحية أخرى عن الدور الهزيل الذي تسهم به بحيرة تانا في ضمان الجريان المائي المستمر في النيل الأزرق طول العام . وهي كبحيرة تعتبر مسقطا من المواقع التي باتت أهميتها من حيث صلاحية المسقط وصلاحية شكل الحوض بصفة عامة كحوض من أحواض التخزين .

ويذكر الفنيين الذين عالجوا هذا الأمر حتى تحويل بحيرة تانا وحوضها إلى حوض من أحواض التخزين السنوي أوالمستمر ، وحمل منسوب الماء فيها لايؤدي إلى زيادة مساحة المسطح المائي بقدر كبير . ويعني ذلك من وجهة النظر الفنية حتى حمل المنسوب ، لن يؤدي إلى زيادة كبيرة في احتمالات الفاقد بالتبخر . وهي على جميع حال تكفل البداية المتواضعة للنيل الأزرق . بقدر مايكفل استمرار الجريان الدائم فيه طول العام .

إلى غير ذلك يخرج النيل الأزرق من بحيرة تانا هزيلا ومتواضعا، لكي يحقق الغرين فيه رحلة طويلة . تستغرق أكثر من 1600 كيلومتر حتى يقترن بعدها بالنيل الرئيسي . ويكون مجرى النيل الأزرق – الآباي الأعلى – الخارج من بحيرة تانا ضيقا لايكاد يزيد عن 300 متر . والمفهوم أنه يمر بجنادل تشارا تشارا ثم يوالي المرور على مناطق تتخللها مدافع الماء ، ثم يضيق بوضوح إلى حتى يتردى الجريان على شلالات أرفامي وشلالات تسيسات . ونذكر بهذه المناسبة حتى هذه الشلالات تتمثل في تكوينات صلبة من اللاڤا ، وأن سقوط الماء عليهاقد يكون من ازدياد لايقل عن سبعة أمتار في موسم انخفاض المناسيب .

النيل الأزرق عند بحر دار
شلالات النيل الأزرق عند تيس إسات

ويغير مجرى النهر من بعد ذلك اتجاهه بحيث يجري إلى الشرق ثم إلى الجنوب . ولا يلبث حتى يرسم مجراه طريقا لمتويا التواء عظيما على سطح الهضبة . ويلاحظ الباحث حتى الاتجاهات التي تمر بها تخضع للأثر الناشئ من انتشار الكتل الجبلية الضخمة المرتفعة ، التي تمخض عنها التراكم البركاني الحديث . وهومن أجل ذلك يدور دورة كبيرة لكي يتجنب هذه الكتل ويمر فيها بينها في إقليم جوجام . ونلاحظ أنه قد حفر واديا عميقا ، له شكل الخانق العميق الذي يصل عمقه إلى حوالي 1500 متر . وقد أظهر هذا النحت الشديد الطبقات المتوالية من حيث العمر الجيولوجي ، والتي يتألف منها التراكم ، الذي أسهم في تأكيد ازدياد سطح الهضبة الحبشية .

ويعبر هذا الوادي العميق الذي يتضمن مجرى النهر عن قدرة النهرعن الحفر والنحت الشديدين . ويمكن القول حتى هذه القدرة قد اكتسبها النهر من الانحدار الشديد ، والتردي عن منسوب بحيرة تانا إلى منسوب الخرطوم . والمفهوم حتى هذا النهر الذي يبلغ طوله حوالي 1622 كيلومترا فيما بين تانا والخرطوم ، ينحدر حوالي 1440 مترا ، وهي مقدار الفاصل الرأسي فيما بينهما ، أومايعادل حوالي 1 : 1226 . ويمكن القول حتى معظم هذا الانحدارقد يكون فيما بين بحيرة تانا والرصيرص ، الذي يبلغ مقدار الفاصل الرأسي بينهما حوالي 980 مترا . وإذا فهمنا حتى الرصيرص التي تقع على منسوب 466 مترا عن مستوى سطح البحر تبعد عن بحيرة تانا عن طريق مجرى النهر بحوالي 982 كيلومترا ، فإن ذلك يعني حتى الانحدار فيما بينها يبلغ 1 : 1000 . وهذا الانحدار كبير من غير شك ومع ذلك فإنه أقل بكثير من درجة الانحدار على الخط المباشر فيما بين بحيرة تانا والرصيرص والذي يبلغ طوله 300 كيلومترا .

ومهما يكن من أمر فإن الدوران والتثني بين الكتل الجبلية التي تعدوسطح الهضبة قد أدى إلى تناقص ملحوظ في درجة الانحدار ، وفي قدرة النهر على النحت من ناحية أخرى . كما أدى إلى زيادة مساحات السطح الذي يتجمع منه الفائض عن طريق مجموعة كبيرة من الروافد والمجاري النهرية المنتشرة على سطح هذه المساحات من ناحية أخرى . ويعني ذلك أنه بدلا من حتى يجري بأقصر طريق ، فيما بين تانا والرصيرص صوب الغرب مباشرة ، يطوف في أنحاء كبيرة من سطح الهضبة الوعر ، ويجمع الماء بالشكل الذي يؤدي إلى زيادة حجم الجريان المائي فيه .

وهوعلى ضوء هذا الفهم يستوعب الإيراد الطبيعي الكبير الذي يتجمع من الروافد والمجاري النهرية المتعددة ، في كافة المساحات المنتشرة فيما بين خط العرض 8º و13º شمالا . ونذكر من مجموعة هذه الروافد المجاري النهرية التي تقترن بمجرى النيل الأزرق ، من على الجانب الأيسر ، ومنها نهر جما ونهر موجر ونهر جودر ونهر ديدسا ونهر يابوس . كما تتمثل الروافد أيضا في مجموعة من المجاري النهرية ، التي تقترن بالمجرى الرئيسي للنيل الأزرق من على الجانب الأيمن ومنها نهر دره ونهر جسين .

أما فيما بعد الرصيرص . وبعد حتى يتجاوز مجرى النهر مجموعة من الجنادل التي تنتهي به إلى الأرض السودانية ، فإن حيز المجرى يعتدل بشكل ملحوظ . ويتمثل هذا الاعتدال في تغير درجة الانحدار تغيرا واضحا في المسافة فيما بين الرصيرص والخرطوم البالغة حوالي 640 كيلومترا . ويمكن القول حتى درجة الانحدار فيما بين هذين المسقطين تبلغ حوالي 1 : 6700 . ويؤدي ذلك من غير شك إلى اتساع المجرى كما يظهر صالحا للملاحة . وربما كان هذا التغير في درجة الانحدار له أثر ملحوظ في تحول النهر إلى صورة جديدة أسهمت من غير شك في إرساب وخلق تكوينات أرض الجزيرة .

هذا ويتراوح عرض النهر بين 400 ، 700 متر . وتظل له هذه الصورة إلى حتى يقترن المجرى الرئيسي للنيل عند الخرطوم . ويستقبل النهر فميا بين الرصيرص والخرطوم رافدين هامين من على الجانب الأيمن ، هما نهر دندر ونهر رعد . والمفهوم حتى هذين الرافدين ينبعان من على المنحدرات الغربية مباشرة للهضبة الحبشية غرب بحيرة تانا ، وأنهما يتصلان بالنيل الأزرق شمال وجنوب مسقط واد مدنى . وهما يجمعان الماء من على منحدرات الهضبة الحبشية ، ويحملان فائضا كبيرا يسهم هي زيادة مناسيب الفيضان ، بحيث يصبح النيل الأزرق سيد الروافد النيلية كلها ، ويمكن القول حتى حجم الفائض الذي يسهم به هذان الرافدان يبلغ حوالي 10% من إيراد النيل الأزرق كله .

هكذاقد يكون النيل الأزرق حجر الزاوية في الجريان النيل بصفة عامة . ويمكن القول أنه كرافد يجمع الماء . يزداد خطورة مع جميع كيلومتر يمر به في المساحات التي يخترفها في أنحاء الهضبة الحبشية . ويكون حجم الماء الكبير حصيلة تجمعها مجموعات الروافد والمسايل الجبلية والمجاري النهرية التي تتخلل سطح الأرض الوعرة المضرسة على الهضبة . وتتجلى خطورة النهر في شهور الفيضان من جميع عام، عندما ترتفع المناسيب ويفعم المجرى بالماء الغزير . ويمكن القول أنه إذا كانت حكمة هيرودوت الخالدة قد أوضحت حتى مصر هبة النيل الأعظم . فإننا بدورنا نذكر حتى النيل الأعظم هوهبة جريان النيل الأزرق بالذات. ويفهم ذلك على اعتبار أنه في النيل الأعظم في أثناء عدد كبير من شهور السنة . بل لعلنا أشرنا إلى أنه يسهم من غير شك في دفع الجريان على المحور العام صوب الشمال ويمنحه القدرة على الوصول إلى مصر، وعلى مجابهة المحنة عبر الصحراء الحارة الجافة الفقيرة .

وهوبعد ذلك كله ، لم يكن مورد الماء الغزير والمسئول عن استمرار الجريان النيلي صوب الشمال فحسب ، بل لعله كان المورد الذي يضيف من حمولة المواد العالقة فيه الرواسب التي أضفت الخصب على التربة في وادي النيل الأدنى . من أجل ذلك كله يحظى النيل الأزرق بكل اهتمام على اعتبار أنه الشريك الضخم للنيل الأبيض ، وأنه يسهم بإيراد كبير في الإيراد السنوي الكلي للنيل .

والواقع حتى المعلومات والبيانات التي بنيت عليها الخبرات والفهم بالنظام المائي في النيل الأزرق ، تعتمد اعتماداً أصيلا على القياس والرصد وتسجيل المناسيب عن التصرفات في محطتين هامتين . وتقع هاتان المحطتان على مجرى النهر في حدود الأرض السودانية . ويعني ذلك أننا لانملك سبلا لتسجيل البيانات أوقياس المناسيب فيما وراء الأرض السودانية في الهضبة الحبشية . ومع ذلك فإن الاعتماد على القياس والرصد في محطة الرصيرص ، وفي محطة صوبا ، قبل اقترانه بالمجرى الرئيسي للنيل الأعظم ، يمكن حتى يحقق الإنضمامات التي تلقى الأضواء على الجريان المائي . وعلى طبيعة النظام المائي في النهر بشكل واضح . هذا بالإضافة إلى إمكانية حساب التصرفات والتعهد على سمات الجريان عند مسقط سد سنار . ويمكن للباحث حتى يتعهد على أسلوب الجراين المائي ، وعلى سمات النظام المائي وحجم التصرفات التي يتمخض عنها النيل الأزرق عن الأرقام في الجدول التالي . وهي تعبر عن المتوسط الشهري للتصرفات عند فم النيل الأزرق ، في الفترة من سنة 1912 إلى سنة 1942 ، بملايين الأمتار المكعبة في اليوم الواحد.

ويظهر من الأرقام في هذا الجدول ومن الرسم البياني حتى إيراد النيل الأزرق في الفترة من شهر مارس إلى شهر يونيوقد يكون هزيلا . ولعل الإيراد في جملة الشهور من يناير إلى يونيو،قد يكون أقل من جملة الإيراد في شهر يوليوأول شهر يحمل فيه النهر بدايات الفيضان المبكرة . كما حتى إيراد النهر وحجم الجريان المائي في شهر أغسطس قلب الفيضان بصفة عامة ،قد يكون أزيد بكثير من مجموع حجم الجريان في الفترة من شهر نوفمبر إلى شهر يونيو. وهومن أجل ذلك يسجل مناسيب منخفضة يزداد انخفاضها منش هر إلى شهر ، وبحيث تكون مناسيب شهر إبريل بالذات بمثابة النهاية الصغرى للجريان .

وتلك على جميع حال السمة الرئيسية التي تميز الجريان المائي في النيل الأزرق ، حيث يتمثل الجريان في صورتين متباينتين تماما . ويكون في الصورة الأولى، هزيلا متواضعا في الفترة من يناير إلى يونيو، ويكون في الصورة الثانية جياشا تزداد فيه المناسيب زيادة كبيرة قد تصل إلى حد الخطر الشديد في الفترة من يوليوإلى أكتوبر . أما في نوفمبر وديسمبر فتتمثل فترة الانتنطق من مستوى المناسيب العالية ، إلى مستوى المناسيب المنخفضة .

وليس ثمة شك في حتى حدوث هاتين الصورتينقد يكون استجابة طبيعية ، لحالة المطر وموسمه الغزير على سطح الهضبة الحبشية ، والمساحات التي تجتمع منها الفائض الذي يجري في النهر . ويمكن القول حتى الفيضانقد يكون خطيرا في بعض السنوات ، وذلك عندما تظل المناسيب العالية مستمرة في فترة طويلة تضم شهر سبتمبر ، وتكون التصرفات في هذا الشهر معادلة تقريبا للتصرفات في شهر أغسطس . ومهما يكن من أمر ، فإن الجريان المائي في النيل الأزرق يكاد يسيطر في شهور الفيضان سيطرة شبه كاملة ، على حجم الجريان في النيل الأعظم ، من حيث ازدياد المناسيب التيقد يكون عليها الجريان في النوبة ومصر ، ومن حيث حجز حجم كبير من جريان الماء والإيراد الطبيعي في النيل الأبيض .


الهيدرولوجيا

متوسط التدفق الشهري (م³/ث) مقاساً عند المحطة الهيدرولوجية في الخرطوم- لحوض: 325,000 كم²- بيانات مسجلة للفترة 1900-1982


مقارنة تدفقات النيل الأبيض والأزرق 2009-2010

مقارنة بين تصرفات النيلين الأزرق والأبيض بين عامي 2009 و2010، (وحدة التصرف مليون متر مكب في اليوم)

انظر أيضا

  • قائمة أنهار السودان
  • النيل الأبيض

المصادر

  1. ^ Le Nil Bleu à Khartoum
  2. ^ منتديات منطقة الحلاوين

وصلات خارجية

  • The Tana Project
  • The Blue Nile Falls
  • Rafting Down the Blue Nile
  • Paddling the Blue Nile

Coordinates:


تاريخ النشر: 2020-06-04 08:40:42
التصنيفات: صفحات تستخدم خطا زمنيا, Articles containing non-English-language text, Portal templates with redlinked portals, النيل, حوض النيل, روافد النيل, أنهار إثيوبيا, أنهار السودان, أنهار دولية في أفريقيا, بحيرة تانا

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

الناطق باسم سرايا القدس متوعدا جنود الاحتلال: أهلا بكم في الجحيم

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-16 03:09:46
مستوى الصحة: 70% الأهمية: 76%

مصر ترفع درجة الاستعداد بمعبر رفح الحدودي مع غزة تمهيدا لتشغيله

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-16 03:07:52
مستوى الصحة: 89% الأهمية: 94%

وزيرة إسبانية تطالب بمحاكمة نتنياهو: سكان غزة يتعرضون لإبادة جماعية

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-16 03:10:55
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 65%

عاجل.. أول تعليق من أسرة محمد صلاح بعد تبرعه لأهالي غزة - رياضة

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-16 03:20:36
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 50%

إضافة إلى ألمانيا.. صعود 6 منتخبات إلى نهائيات "يورو 2024"

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-16 03:08:08
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 99%

ضباب محلي يغشى منخفضات الشمال وجهة الساحل آخر الليل

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-16 03:12:12
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 64%

بلينكن يجدد من القاهرة دعم واشنطن لإسرائيل ويؤكد: معبر رفح سيفتح

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-16 03:07:50
مستوى الصحة: 89% الأهمية: 94%

اندلاع حريق كبير في شمال لبنان (فيديوهات)

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-16 03:07:53
مستوى الصحة: 86% الأهمية: 95%

زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ الأمريكي يريد "وقف حماس عند حدها"

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-16 03:07:57
مستوى الصحة: 93% الأهمية: 89%

بن خليفة: المحطة الذكية لتحلية المياه المالحة تتميز بعدة خاصيات

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-16 03:12:09
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 58%

تحميل تطبيق المنصة العربية