الطب الإسلامي

مخطوطة عربية عن تشريح العين من سنة 1200 م.

الطب الإسلامي يشير للطب الذي تطور في ظل الحضارة الإسلامية في العصور الوسطى وخط في اللغة العربية. وكان له تأثير مهم على تطور الطب الحديث عبر الترجمات اللاتينية.

ما فتئ الناس في هذه الأثناء يحبون الحياة، وينفقون الأموال الطائلة في تأخير ساعة الموت، وإن كانوا دائمي الافتراء عليها والتنديد بها. ولم يكن العرب حين دخلوا بلاد الشام يعهدون الطب إلا معلومات بدائية، ولم يكن لديهم من الأدوات والأجهزة الطبية إلا القليل الذي لا يغني. فلما حتى ازدادت الثروة نشأت في الشام وفارس طائفة من الأطباء، واسعة الفهم، عظيمة المقدرة، أواستقدمت من بلاد اليونان والهند..وإذ كان المسلمون يستنكفون من تشريح الأجسام الحية أوجثث الموتى فإن فهم التشريح عند المسلمين قد اقتصر على ما اتى في خط جالينوس، أوعلى دراسة الجرحى من الناس؛ ومن أجل هذا كان أضعف فروع الطب الإسلامي هوالجراحة، وكان أقواها هوالطب العلاجي وخواص العقاقير الطبية. وقد أضاف العرب إلى فهم الأقرباذين العنبر، والكافور، وخيار الشنبر، والقرنفل العطري، والزئبق، والسنالمكي، والمر، وأدخلوا في الأبنية مستحضرات طبية جديدة-منها أنواع الشراب، والحلاب، وماء الورد وما إليها. وكان من أبرز الأعمال التجارية بين إيطاليا والشرق الأدنى استيراد العقاقير العربية. وكان المسلمون أول من أنشأ مخازن الأدوية والصيدليات، وهم الذين أنشئوا أول مدرسة للصيدلة، وخطوا الرسائل العظيمة في فهم الأقرباذين. وكان الأطباء المسلمون عظيمي التحمس في دعوتها إلى الاستحمام، وخاصة عن الإصابة بالحميات(46)، وإلى استخدام حمام البخار؛ ولا يكاد الطب الحديث يزيد شيئاً على ما وصفوه من العلاج للجدري والحصبة، وقد استخدموا التخدير بالاستنشاق في بعض العمليات الجراحية(47)؛ واستعانوا بالحشيش وغيره من المخدرات على النوم العميق(43)؛ ولدينا أسماء أربعة وثلاثين بيمارستانا كانت قائمة في البلاد الإسلامية في ذلك الوقت(44)، ويلوح أنها أنشئت فيها خمسة أخرى في القرن العاشر الميلادي، ويحدثنا المؤرخون في عام 918 عن مدير لها في بغداد(45). وكان أعظم بيمارستانات بلاد الإسلام على بكرة أبيها هوالبيمارستان الذي أنشئ في دمشق عام 706؛ وفي عام 978 كان به أربعة وعشرون طبيباً. وكان البيمارستانات أبرز الأماكن التي يفهم فيها الطب؛ ولم يكن القانون يجيز لإنسان حتى يمارس هذه الصناعة إلا إذا تقدم إلى امتحان يُعقد لهذا الغرض ونال إجازة من الدولة. كذلك كان الصيادلة، والخلاقون، والمجبرون يخضعون لأنظمة تضعها الدولة وللتفتيش على أعمالهم. وقد نظم علي ابن عيسى الوزير-الطبيب-هيئة من الأطباء الموظفين يطوفون في مختلف البلاد ليعالجوا السقمى (931)؛ وكان أطباء يمضىون في جميع يوم إلى السجون ليعالجوا نزلاءها؛ وكان المصابون بأمراض عقلية يلقون عناية خاصة يعالجون علاجاً يمتاز بالرحمة والإنسانية. غير حتى الوسائل الصحية العامة لم تلقَ في معظم الأماكن ما هي خليقة به من العناية، ودليلنا على ذلك حتى أربعين وباء اجتاحت في أربعة قرون هذا البلد أوذاك من بلاد الإسلام.

وكان في بغداد وحدها عام 931 ثمانمائة وستون طبيباً مرخصاً(46). وكانت أجورهم ترتفع بنسبة قربهم من بلاط الخلفاء. فقد جمع جبريل بن بختيشوع طبيب هارون الرشيد، والمأمون، والبرامكة ثروة يبلغ مقدارها 88.800.000 درهم أي نحو(7.104.000 دولار أمريكي). ويحدثنا المؤرخون أنه كان يتقاضى من الخليفة مائة ألف درهم نظير حجامته مرتين في العام. ومثل هذا المبلغ لإعطائه مسهلاً جميع نصف عام(47). وقد نجح في علاج الشلل الهستيري في جارية بأن تظاهر بأنه سيخلع عنها ملابسها أمام الناس. واتى بعد جبريل في بلاد الإسلام الشرقية عدد من الأطباء جميع منهم بعد الآخر، نذكر منهم يوحنا ابن ماسويه (777-857)، الذي تفهم التشريع بتقطيع أجسام القردة، ومنهم حنين بن إسحق، المترجم، صاحب كتاب العشر منطقات في العين، وهوأقدم خطا دراسي منظم في طب العيون؛ وعلي بن عيسى أعظم أطباء العيون المسلمين، وقد ظل كتابه تذكرة الكحالين يفهم في أوربا حتى القرن الثامن عشر.

وأشهر أطباء هذه الأسرة الرحيمة على بكرة أبيها هوأبوبكر مجمد الرازي (844-926) اشتهر بين الأوربيين باسم رازيس Rhases. وكان أبوبكر كمعظم كبار الفهماء والشعراء في وقتهِ فارسياً يخط بالعربية. وكان مولده في بلدة الري القريبة من طهران، ودرس الكيمياء بنوعيها، والطب في بغداد، وألف 131 كتاباً نصفها في الطب، ضاع معظمها. ومن أشهر خطه كتاب الحاوي وهوكتاب في عشرين مجلداً، ويبحث في جميع فرع من فروع الطب. وقد ترجم هذا الكتاب إلى اللغة اللاتينية وسمي Liber cntinens، وأغلب الظن أنه ظل عدة قرون أعظم الخط الطبية مكانة، وأهم مرجع لهذا الفهم في بلاد الرجل الأبيض، وكان من الكتاب التسعة التي تتألف منها مخطة الكلية الطبية في جامعة باريس عام 1394(48). وكانت رسالته في الجدري والحصبة آية في الملاحظة المباشرة والتحليل الدقيق، كما كانت أولى الدراسات الفهمية السليمة للأمراض المعدية، وأول مجهود يبذل للتفرقة بين هذين السقمين. وفي وسعنا حتى نحكم على ما كان لهذه الرسالة من بالغ الأثر واتساع الشهرة إذا عهدنا أنها طبعت باللغة الإنجليزية أربعين مرة بين عامي 1498، 1866. وأشهر خط الرازي كلها كتاب طبي في عشر مجلدات يسمى كتاب المنصوري أهداه إلى أحد أمراء خرسان. وقد ترجمه جرار الكريموإلى اللغة اللاتينية. وظل المجلد التاسع من هذا الكتاب وهوالمعروف عند الغربيين باسم Nonus Almansoris متداولاً في أيدي طلاب الطب في أوربا حتى القرن السادس عشر. وقد كشف الرازي طرقاً جديدة في العلاج كمرهم الزئبق، واستخدام أمعاء الحيوان في التقطيب. وهدأ من حماس الأطباء لتحليل البول في عصر أقلب به الأطباء إلى تشخيص جميع سقم بالفحص على بول المريض، دون حتى يروه في بعض الأحيان. ولا تخلوبعض مؤلفاته القصيرة من ظرف ونادىبة؛ ومن هذا النوع رسالته "في الطب الحاذق وليس هومن قدر على إبراء جميع العلل وإن ذلك ليس في الوسع" ورسالته الأخرى "العلة التي من أجلها ينجح جهال الأطباء والعوام والنساء في المدن في علاج بعض الأمراض أكثر من الفهماء وعذر الطبيب في ذلك". ولقد كان الرازي بإجماع الآراء أعظم الأطباء المسلمين وأعظم فهماء الطب السريري (الكلينيكي) في العصور الوسطى(49). ومات الرجل فقيراً في الثانية والثمانين من عمرهِ.

وقد علقت في مدرسة الطب بجامعة باريس صورتان ملونتان لطبيبين مسلمين هما: الرازي وابن سينا. وكان أبوعلي الحسين بن سينا (980-1037) أعظم فلاسفة الإسلام وأشهر أطبائه، وتشهد سيرته التي خطها بيدهِ-وذلك النوع من السير نادر في الأدب العربي-بكثرة ما كان يحدث في العصور الوسطى من تقلب في حياة الفهماء والحكماء. فقد كان ابن سينا ابن أحد الصيارفة في بخارى، وتلقى الفهم على مفهمين خصوصيين، كان لهم أثر فيما ينطوي عليه عقله الفهمي من نزعة صوفية. ويقول عنه ابن خلكان بشيء من المغالاة المألوفة عند المؤرخين العرب إنه لما بلغ عشر سنين من عمرهِ "كان قد أتقن فهم القرآن العزيز والأدب وحفظ أشياء من أصول الدين وحساب الهند والجبر واللقاءة"(50).

وقد تفهم الطب من غير مدرس، وأخذ وهوشاب يعالج السقمى من غير أجر وشفى وهوفي السابعة عشر من عمرهِ نوح بن منصور أمير بخارى من سقمهِ، معين في منصب في بلاطهِ، وكان يقضي في الدرس ساعات طوالاً في مخطة السلطان الضخمة. ولما قضي على سلطان السامانيين في أواخر القرن العاشر الميلادي لجأ ابن سينا إلى بلاط المأمون أمير خوارزم. ولما استدعى محمود الغزنوي ابن سينا والبيروني وغيرهما من جهابذة الفهماء في بلاط المأمون، لم يطع ابن سينا أمره، وفر هووزميل له من الفهماء إلى الصحراء. وهبت عليهما عاصفة رملية توفي فيها زميلهُ، ونجا ابن سينا ووصل إلى جرجان بعد حتى قاسى كثيراً من الصعاب، وفيها عين في منصب في بلاط قابوس. ونشر محمود الغرنوي في بلاد الفرس صورة لابن سينا، ووعد من يقبض عليه بجائزة سخية، ولكن قابوس حماه من عيون الأمير. ولما اغتال قابوس دعي ابن يسنا لعلاج همذان، وشفي الأمير على يديهِ فاتخذه وزيراً له، ولكن الجيش لم يرتح لحكمهِ، فقبض عليه ونهب بيتهُ، وأراد حتى يقتله. واستطاع ابن سينا حتى يفلت منهم ويختبئ في بيت صيدلي، وبدأ وهوفي مخبئهِ يؤلف خطهُ التي كانت سبباً في شهرتهِ. وبينما هويدبر لنفسهِ أمر الفرار سراً من همذان قبض عليه ابن الأمير وزج به في السجن حيث قضى عدة أشهر واصل فيها التأليف. واستطاع مرة أخرى حتى يفر من السجن، وتخفى في زي أحد رجال الطرق الصوفية، وبعد عدة مغامرات لا تتسع لها صحائف هذا الكتاب عثر له ملجأ في بلاط علاء الدولة البويهي أمير أصفهان، ورحب بهِ الأمير وكرمهُ، وهنا التفت حوله جماعة من الفهماء والفلاسفة وأخذوا يعقدون مجالس فهمية برياسة الأمير نفسه. ويستدل من بعض القصص التي وصلت إلينا حتى فيلسوفنا كان يستمتع بملاذ الحب، كما يستمتع بملاذ الدرس. غير حتى قصصاً تصوره لنا مكباً بالليل والنهار على الدرس، والتعليم، والشؤون العامة، وينقل لنا ابن خلكان نصائح له قيمة لا تبلى جدتها:

اجعل غذائك جميع يــــوم مرة واحذر طعاماً قبل هضم طعام

واحفظ منيك ما استطعت فإنه ماء الحياة يراق في الأرحام

وأثرت حياة الكدح في صحتهِ فمات في السابعة والخمسين من عمرهِ وهومسافر إلى همذان، حيث لا يزال قبره موضعاً للإجلال والتكريم. ولقد عثر ابن سينا في صروف حياته، في مناصبهِ أوفي سجنهِ، متسعاً من الوقت لتأليف مائة كتاب بالفارسية أوالعربية تحدث فيها عن جميع فرع تقريباً من فروع الفهم والفلسفة. هذا إلى أنه له قصائد من الشعر الجيد وصلت إلينا منها خمس عشرة قصيدة انزلقت واحدة منها إلى رباعيات عمر الخيام، ومنها قصيدته العينية في النفس وهبوطها إلى الجسم من عالم علوي ومطلعها:

هبطت عليك من المحل الأحمل ورقاء ذات تعزز وتمنع

ومنها:

محجوبة عن جميع مقلة عارفٍ وهي التي سفرت ولم تتبرقع

وصلت على كرهٍ إليكَ وربما كرهت فراقكَ وهي ذات تفجع

ولا يزال الطلاب في بلاد الشرق الإسلامي حتى اليوم يحفظونها عن ظهر قلب. وقد ترجم كتاب إقليدس في الهندسة ووضع عدة أزياج فلكية، وابتكر آلة شبيهة بالورنية المعروفة عندنا اليوم. وله دراسات مبتكرة في الحركة، والطاقة، والفراغ، والضوء، والحرارة، والكثافة النوعية. وله رسالة في المعادن بقيت حتى القرن الثالث عشر أبرز مصادر فهم طبقات الأرض عند الأوربيين. وقد خط فيها عن تكوين الجبال كتابة تعد أنموذجاً للوضوح في الفهم. فقد نطق إذا الجبال قد تنشأ من سببين مختلفين: فقد تكون نتيجة اضطرابات في القشرة الأرضية كما يحدث في أثناء الزلازل العنيفة، وقد تكون نتيجة لعمل المياه التي تشق لنفسها طريقاً جديداً بنحت الأودية. ذلك حتى طبقات الأرض مختلفة في أنواعها؛ فمنها الهش ومنها تشق الصلب، والرياح والمياه تفتتان النوع الأول ولكنهما تهجران صخور النوع الثاني على حالها. وهذا التحول يحتاج إلى آجال طوال... ولكن وجود البقايا المتحجرة للحيوانات المائية في كثير من الجبال يشير على حتى المياه هي أبرز الأسباب التي أحدثت هذه النتائج(52).

ولابن سينا كتابان يشتملان على تعاليمهِ كلها أولهما كتاب الشفاء (شفاء النفس)، وهوموسوعة في ثمانية عشر مجلداً في العلوم الرياضية، والطبيعة، وما وراء الطبيعة، وعلوم الدين، والاقتصاد، والسياسة، والموسيقى؛ وثانيهما كتاب القانون في الطب، وهودرس ضخم في وظائف الأعضاء، وفهم الصحة، والعلاج، والأقرباذين، يتطرق من حين إلى حين إلى الموضوعات الفلسفية. وكتاب القانون حسن التنسيق يرقى في بعض الأحيان إلى درجة كبيرة في البلاغة، ولكن شغفه الشديد بالتصنيف والتمييز يصبح عنده آفة لا يجد لها دواء. ويبدأ المؤلف بتحذير لا يشجع على دراستهِ إذ يقول إذا جميع من يتبع تعاليمه ويريد حتى يفيد منها يجب عليه حتى يحفظ عن ظاهر قلب(52ا) هذا الكتاب الذي يحتوي ألف ألف حدثة. والطب في رأيهِ هوفن إزالة العقبات التي تعترض طريق عمل الطبيعة السوي. وهويبحث أولاً في الأمراض الخطيرة فيصف أعراضها، وتشخيصها، وطرق علاجها. وفي الكتاب فصول عن طريق الوقاية والوسائل الصحية العامة والخاصة، والعلاج الحقن الشرجية، والحجامة، والكي، والاستحمام، والتدليك. وهوينصح بالتنفس العميق، وبالصياح من حين إلى حين لتقوية الرئتين والصدر-واللهاة.ويلخص الكتاب الثاني ما عهده اليونان والعرب عن النباتات الطبية. ويبحث الكتاب الثالث في بعض الأمراض وطبائعها، وفيه بحوث قيمة عن التهاب البلورا والدُّبيلة ، والنزلات المعوية، والأمراض التناسلية، وفساد الشهوة، والأمراض العصبية، بما فيها العشق، ويبحث الكتاب الرابع في الحميات، وفي الجراحة، وأدهان التجميل، ووسائل العناية بالشعر والجلد. وفي الكتاب الرابع-الخاص بفهم العقاقير الطبية-تعليمات مفصلة عن طرق طبخ سبعمائة وستين نوعاً من العقاقير. وحل كتاب القانون بعد حتى ترجم إلى اللغة اللاتينية في القرن الثاني عشر محل خط الرازي وجالينوس، وأصبح هوالذي يعتمد عليهِ في دراسة الطب في المدارس الأوربية. وقد احتفظ فيها بمكانتهِ العالية، وظل الأساتذة يشيرون على الطلاب بالرجوع إليه في جامعتي منبلييه ولوفان إلى أواسط القرن السابع عشر.

وجملة القول حتى ابن سينا أعظم من خط في الطب في العصور الوسطى، وأن الرازي أعظم أطبائها، والبيروني أعظم الجغرافيين فيها، وابن الهيثم أعظم فهمائها في البصريات، وجابر بن حيان أعظم الكيميائيين فيها. تلك أسماء خمسة لا يعهد عنها العالم المسيحي في الوقت الحاضر إلا القليل، وإن عدم معهدتنا إياها ليشهد بضيق نظرتنا وتقصيرنا في فهم تاريخ العصور الوسطى. وليس في وسعنا مع هذا حتى نحاجز أنفسنا عن القول بأن العلوم العربية كثيراً ما تلوث بالأوهام شأنها في هذا شأن سائر العصور الوسطى وأن تفوقها كلها-عدا فهم البصريات-يرجع إلى الهجريب والبناء من النتائج التي تجمعت لديها أكثر من تفوقها في الكشوف المبتكرة أوالبحوث المنظمة؛ لكنها مهما يكن قصورها في هذه الناحية قد نمت في فهم الكيمياء الكيفية التجريبية الفهمية، وهي أبرز أدوات العقل الحديث وأعظم مفاخره. ولما حتى أعرب روجر بيكن هذه الطريقة إلى أوربا بعد حتى أعربها جابر بخمسمائة عام كان الذي هداه إليها هوالنور الذي أضاء له السبيل من عرب الأندلس، وليس هذا الضياء نفسه إلا قبساً من نور المسلمين في الشرق.