شارل مارسيال لاڤيجري
الكاردينال شارل مارسيال ألمان لاڤيجري (31 أكتوبر 1825 - 26 نوفمبر 1892) هوكاردينال فرنسي ولد في بايون بالپيرانيس الأطلسية، عمل أستاذ تاريخ بجامعة السربون بباريس فيما بين 1854 و1856. ثم اتجه إلى سوريا لمساندة الحركة التبشيرية عن طريق التعليم. ثم شغل منصب أسقف مدينة نانسي (Nancy) الفرنسية سنة 1863.
انتنطقه إلى الجزائر
انتقل إلى الجزائر سنة 1867 حيث أصبح كبير أساقفتها واهتم بالتبشير فأسس سنة 1868 جمعية المبشرين بالجزائر التي تعهد باسم الآباء البيض (Les Pères Blancs) وأسس في السنة الموالية جمعية الأخوات البيضاوات المسماة ( Congrégation des Soeurs Missionnaires de Notre Dame d’Afrique )، وكان يهدف بعمله تحويل مسلمي الجزائر إلى الديانة المسيحية، معتبرا الجزائر بابا نحوالقارة الإفريقية التي أوفد إليها بالعمل عددا من البعثات التبشيرية. وهوما جعله يسمى جاثليق إفريقيا (Primat d’Afrique).
تونس والمجد القديم للمسيحية
التفت إلى تونس منذ سنة 1875، جاعلا من التعليم مقدمة لعمله في محاولة لتمهيد البلاد لما سيقوم به الجنود والدبلوماسيون الفرنسيون فيما بعد، فأسس قبيل انتصاب الحماية معهد القديس لويس الذي سيتحول بعد الاحتلال الفرنسي للبلاد إلى معهد القديس شارل ثم ليسي كارنو. كما قام بإحياء كنيسة قرطاج القديمة ومنحها اسم كنيسة القديس لويس. وفي سنة 1882 سمي كاردينالا. وتوفي بمدينة الجزائر في 26 نوفمبر 1892. ونقل جثمانه إلى تونس على باخرة لوكوسماو، وفي قرطاج دفن في كاتدرائية سان لويس التي بناها بنفسه.
نصائحه للاستعمار
في تقرير وجهه إلى الخارجية الفرنسية قبيل احتلال تونس (24-04-1881) خط متحدثا عن التجربة الفرنسية بالجزائر منتقدا التخلي عن الإداريين العسكريين: "لقد تعجلنا كثيرا، طاعة لساسة الشارع، في إحلال متصرفين مدنيين محل المتصرفين العسكريين. سليم حتى 'الممحرر العربية' لم تكن على خير ما يرام. لكنها كانت تملك، في نظر الأهالي الذين يؤمنون بأن القوة هي جميع شيء، هيبة سيوفها وهيبة القوات الموضوعة تحت تصرفها، لقد عوضنا أولئك الضباط بمتصرفين مدنيين، أغلبهم غير أكفاء وليس لهم أي شيء مما يهابه العرب... وعن جميع هذا نتج حتى أهالي الجزائر، الذين أغضبهم النهب الذي يسلط عليهم من جهة، والذين لم يعودوا يحسون بيد قوية تحكمهم من جهة ثانية، أصبحوا على استعداد للأعمال الأشد تطرفا".
أما عن تونس، فقد خط في نفس التقرير داعيا إلى عدم إلحاقها المباشر إلى فرنسا تفاديا لخسائر مماثلة لتلك التي حدثت في الجزائر، وإنما الاكتفاء بنظام حماية عليها: "ولذا فأنا لا أتردد في القول بأننا إذا ما هجرنا أنفسنا ننجر في هذه اللحظة نحوإلحاق كلي للإيالة، مهما كان الدافع لذلك، فإننا سنكون ارتكبنا غلطة سياسية فادحة. وفرنسا لا يمكنها حتى ترتكب هذه الغلطة، ويجب عليها ألا ترتكبها. يجب عليها حتى تقتصر على الحماية الحقيقية التي تعطيها النفوذ الضروري لإعداد المستقبل، والتي بحفاظها الظاهري على حاكم مسلم على رأس البلاد، تسمح لها بفرض إرادتها مع إخفاء يدها، ودون حتى تهيج العصبية العربية" (المحجوبي، ص 159-160).
الاستعمار يخلد ذكراه
تخليدا لذكراه قامت السلطات الاستعمارية في الجزائر بتسمية مدينة باسمه، لكن بعد الاستقلال سميت باسم جندل وهي تابعة إداريا لولاية عين الدفلى.
أما في تونس العاصمة فقد أقيم له بمناسبة مئوية ولادته سنة 1925 تمثال في مدخل المدينة العربية وهويحمل بيسراه الإنجيل وبيمناه يركز الصليب وهوما أثار احتجاجات واسعة ومظاهرات شارك فيها مئات الطلبة الزيتونيين. فألقي القبض على عدد منهم وسقط نفي البعض منهم إلى مواطنهم. ومباشرة بعد الاستقلال سنة 1956 سقطت إزاحة هذا التمثال من مسقطه.
المراجع
مشاع الفهم فيه ميديا متعلقة بموضوع [[commons: Category:Charles Martial Lavigerie
| Charles Martial Lavigerie ]]. |
- علي المحجوبي، انتصاب الحماية الفرنسية بتونس، سراس للنشر، تونس 1986.
- محمد ضيف الله، الحركة الطالبية التونسية 1937-1939، منشورات مؤسسة التميمي للبحث الفهمي والمعلومات، زغوان-تونس 1999.