حروب الردة

عودة للموسوعة

حروب الردة

حروب الرّدّة (11هـ. – 13هـ./632م. – 634م.) هي الحروب التي حدثت بعد وفاة رّسول الإسلام محمد بسبب ارتداد غالبيّة العرب عن الإسلام،[بحاجة لمصدر] فلم يبقَ مواليًا لحكم ابي بكر سوى القبائل المحيطة بالمدينة بالإضافة إلى سكان المدينة، ومكة، والطائف. لقد قرّر الخليفة أبوبكر الصّديق مقاتلة جميع المرتدّين ولم يهجر أحدًا منهم رغم توجّه بعد الصّحابة إليه حتى يهجر من امتنع عن دفع الزّكاة من القبائل. فأوفد الجيوش الإسلاميّة بقيادة عكرمة بن أبي جهل لمحاربة لقيط بن مالك في دبا فحاربه حتى اغتال في المعركة. ومن ثم خالد بن الوليد لمحاربة مسيلمة الكذاب. وإنتصر خالد على مسيلمة في معركة اليمامة التي كانت من أقسى المعارك التي خاضها المسلمون.

أسباب الرّدّة

  1. إدّعاء قسم من القبائل النبوّة بسبب العصبيّة القبليّة حيث اختارت جميع قبيلة شخصًا منها ليكون نبيًّـا.
  2. عدم تعوّد قسم من القبائل الخضوع للنظام الذي اقرّه الإسلام من تحريمات مثل: تحريم الخمر، والميسر والزّنا والربا وغيرها.
  3. رفض قسم من القبائل دفع الزكاة حيث اعتبرتها ضريبة واعتبرت دفعها خضوعًا مهينًا لها.
  4. اعتقاد قسم من القبائل أنّ ولائهم السّياسي للرسول محمد كان ولائًا شخصيًّا ينتهي بوفاة الرّسول محمد بن عبد الله.


الأحداث

وفاة الرسول

لما توفي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم رسول الدين الإسلامي، اتسع نطاق الردة في جميع مكان إلا ما كان من المدينة ومكة والطائف [بحاجة لمصدر]، ثم إذا المناطق التي تقع إلى الشمال من المدينة، قد خاف أهلها بإرسال جيش أسامة، ونطقوا: لولم يكن للمسلمين قوة لما أوفدوا مثل هذا الجيش، فلنهجر الأمر إلى قتالهم مع الروم، فإن انتصر الروم فقد كفونا القتال، وإن انتصر أسامة فقد ثبت الإِسلام، وهذا ما جعل الردة تنكفأ في تلك البقاع.

وكان المرتدون فريقين، أولهما قد سار وراء من أعربوا نبوتهم أمثال مسيلمة وطليحة والأسود، وآمنوا بما يقولونه، وثانيهما بقي على إيمانه بأركان الدين الإسلامي بأن آمن بالله وشهد بنبوة محمد وأقام الصلاة، إلا أنه قد رفض تأدية فريضة الزكاة وعدّها ضريبة يدفعها مكرهاً، وقد أوفد هذا الفريق الثاني وفداً إلى المدينة لمفاوضة خليفة الرسول محمد بن عبد الله، وقد هبط على وجهاء الناس في المدينة، عدا العباس بن عبد المطلب، وقد وافق عدد من كبار المسلمين على قبول ما اتىت به رسل الفريق الثاني، وناقشوا في ذلك الأمر أبا بكر، ومنهم عمر بن الخطاب وأبوعبيدة بن الجراح وسالم مولى أبي حذيفة، وغيرهم، إلا حتى أبا بكر قد رفض منهم ذلك، ونطق قولته المشهورة "والله لومنعوني عنطقاً كانوا يؤدونه إلى رسول الله لجاهدتهم عليه".

ونطق عمر لأبي بكر ما: كيف من الممكن أن تقاتلهم وقد نطق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أَمرتُ حتى أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فمن نطق: لا إله إلا الله، فقد عصم مني نفسه وماله إلا بحقه، وحسابه على الله. فنطق أبوبكر : والله لأقاتلنّ من فرق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال، والله لومنعوني عناقاً (الأنثى الصغيرة من الماعز) لقاتلتهم على منعهم.

إلى غير ذلك رأى أبوبكر حتى الاسلام جميع لا يتجزأ وليس هنالك من فرق بين فريضة وأخرى، والزكاة وإن كانت من النظام الاقتصادي، إلا أنها ركن من أركان الاسلام، وعبادة بحد ذاتها، ولا يمكن تطبيق جزء من الإِسلام وإهمال آخر. ورأى الصحابة حتى الأخذ باللين أفضل إذ زلزلت الأرض بالردة والنفاق.ونطق عمر : يا خليفة رسول الله تألف الناس وارفق بهم، فأجابه أبوبكر : رجوت نصرتك وجئتني بخذلانك،يا ترى؟ أجبار في الجاهلية وخوار في الإِسلام،يا ترى؟ إنه قد انبتر الوحي، وتمَ الدين، أوَ ينقص وأنا حي،يا ترى؟ أليس قد نطق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا بحقها، ومن حقها الصلاة وإيتاء الزكاة، والله لوخذلني الناس كلهم لجاهدتهم بنفسي.

وردّ أبوبكر وفد المنافقين الذين امتنعوا عن دفع الزكاة، مسفهاً رأيهم، مستمسكاً بالحق في إجبارهم على الخضوع السليم للدين فعاد رجال الوفد إلى قبائلهم وأبلغوهم بقلة عدد المسلمين - وكان جيش أسامة قد انطلق - وأطمعوهم بغزوالمدينة.

الدفاع عن المدينة المنورة

وكان أبوبكر عندما عاد إلى المدينة بعد حتى شيعَ جيش أسامة قد جعل كبار الصحابة على منافذ المدينة إلى البادية، ومنهم علي بن أبي طالب، والزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف، وعبد الله بن مسعود، وطلب من أهل المدينة حتىقد يكونوا في المسجد استعداداً لكل طارئ، ونطق لهم: إذا الأرض كافرة، وقد رأى وفدهم قلة، وإنكم لا تدرون أليلاً تؤتون أما نهاراً وأدناهم منكم على بريد، وقد كان القوم يأملون حتى نقبل منهم ونوادعهم، وقد أبينا عليهم، ونبذنا إليهم عهدهم، فاستعدوا وأعدّوا.

كان أبوبكر يريد حتى يؤخر قتال المنافقين والمرتدين حتى يعود جيش أسامة، لذا كان يستقبل الرسل ويبعث بآخرين، إلا أنه في الوقت نفسه أراد بعض المنافقين حتى يستغلوا الفرصة ويهاجموا المدينة قبل عودة الجيش الإِسلامي من بلاد الروم، وقبل استكمال المسلمين لقوتهم. فلم تمض أيام ثلاثة على عودة أبي بكر إلى المدينة من تشييع أسامة حتى داهمت المدينة غارة ليلاً، وقد اطمأن المغيرون إلى حتى الجيش الإِسلامي قد ابتعد عن المدينة وأوغل في البعد.

وصلت الغارة إلى المدينة المنورة وقد خلفت وراءها قوةً ردءاً لها في ذي حسى(مسقط قرب المدينة)، وعندما طرقت الغارة الأنقاب وجدت عليها المقاتلة، ووراءهم أقوام أشبه بالمراسلين، فأوصلوا الخبر إلى أبي بكر في المسجد، فأوفد أبوبكر إلى المقاتلة عن الأنقاب حتى اثبتوا، وسار بأهل المسجد إلى الأنقاب، فانهزم المغيرون وولوا الأدبار، ولحقهم المسلمون على إبلهم حتى (ذي حسى)، فوجدوا الردء هناك، وقد نفخوا الأنحاء(ضروف السمن)، وربطوها بالجبال، ودهدهوها(دفعوها) بأرجلهم في وجه إبل المسلمين، فنفرت الإبل ورجعت بالمسلمين إلى المدينة، فأوفد المنافقون إلى إخوانهم في ذي السيرة (مكان يبعد 35 كيلومتراً عن المدينة) بالخبر، فأسرعوا إليهم، وحضر أبوبكر ليلته، ثم خرج في آخر الليل ماشياً، وعلى الميمنة النعمان بن مقرن، وعلى الميسرة عبد الله بن مقرن (أخوالنعمان)، وعلى الساقة سويد بن مقرن (أخوالنعمان)، فلما أصبح الصباح لم يشعر المنافقون إلا والمسلمون يعجلون فيهم السيف. فلما كانت ضحوة ذلك النهار ولّى المنافقون الأدبار، ووصل المسلمون إلى (ذي السيرة)، هجر أبوبكر النعمان بن مقرن في عدد من المسلمين، ورجع هوبالناس إلى المدينة.

ارتفعت معنويات المسلمين في هذا النصر، وثبت مسلموالقبائل على دينهم، واتى نصر آخر إذ وصلت إلى المسلمين أموال الصدقات من عدة جهات، فقد اتى صفوان بن صفوان بصدقات بني عمرووذلك في أول الليل من جهة النقب الذي عليه سعد بن أبي وقاص. واتى الزبرقان بن بدر في وسط الليل بصدقات من غطفان من جهة النقب الذي عليه عبد الرحمن بن عوف واتى عدي بن حاتم الطائي في آخر الليل بصدقات قومه من جهة النقب الذي عليه عبد الله بن مسعود، وكان ذلك بعد مسير جيش أسامة بن زيد بشهرين كاملين، ثم كان النصر الثالث إذ لم تمض عشرة أيام حتى عاد جيش أسامة غانماً ظافراً، فاستخلف أبوبكر أسامة بن زيد على المدينة، ونطق له: أريحوا وأريحوا ظهركم، ثم خرج في الذين خرجوا إلى (ذي السيرة) والذين كانوا على الأنقاب، فنطق له المسلمون : ننشدك الله يا خليفة رسول الله، حتى تعرض نفسك، فإنك إذا تصب لم يكن للناس نظام، ومقامكم أشد على العدو، فابعث رجلاً فإن تصب أمرت آخر، واتى علي بن أبي طالب بزمام راحلة ونطق له: أقول لك ما نطق لك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلميوم أحد: شمّ(اغمد) سيفك ولا تفجعنا بنفسك، وارجع إلى المدينة، فوالله لئن أصبنا بك لاقد يكون للإِسلام بعدك نظام أبداً فنطق : لا والله لا أعمل، ولأواسينكم بنفسي. فخرج إلى (ذي الحسى) و(ذي السيرة)، والنعمان بن مقرن وأخواه كما كانوا في التشكيل السابق، ثم هبط أبوبكر بمن معه إلى الرَبَذة بالأبرق وقاتل المنافقين وغلبهم، فولّوا الأدبار، ورجع أبوبكر إلى المدينة، واتىت صدقات كثيرة إلى المسلمين تزيد على حاجاتهم.

البعوث

بعدما ارتاح جند أسامة، عقد أبوبكر أحد عشر لواءً لقتال المُرْتدِّيْن في جميع أنحاء الجزيرة العربية وهم:

  1. خالد بن الوليد: وأوفده إلى طليحة بن خويلد الأسدي فإذا فرغ منه سار إلى مالك بن نويرة اليربوعي التميمي بالبطاح (منزل لبني يربوع، وقيل ماء في ديار بني أسد بن خزيمة، وتقع جنوب وادي الرقة في بعض الأودية المتجهة إليه من الجنوب).
  2. عكرمة بن أبي جهل: وأوفده إلى مسيلمة الكذاب الحنفي في اليمامة.
  3. شرحبيل بن حسنة: وأوفده دعماً إلى عكرمة بن أبي جهل في اليمامة.
  4. المهاجر بن أبي أمية: وبعثه لقتال أتباع الأسود العنسي في اليمن، فإذا فرغ سار إلى حضرموت.
  5. عمروبن العاص: وسيره إلى قضاعة في الشمال.
  6. خالد بن سعيد بن العاص: ووجهه إلى مشارف الشام.
  7. حذيفة بن محصن: وأمره بالحركة إلى أهل دَبا.

وبعد حتى قاتل أبوبكر الصديق عبس وذبيان (بالأبرق) من أرض (الرَّبّذة) وهزمهم، اتجه قسم منهم إلى (البزاخة)، وهي ماء لبني أسد، وهناك طليحة بن خويلد الأسدي، فلما عقد أبوبكر الألوية، طلب من خالد حتى يسير إلى أرض طيء لتنخذل طيء وعبس وذبيان، وأظهر حتى أبا بكر سيتجه إلى خيبر ومن هناك سيرفد خالداً في بلاد طيء.

طليحة بن خويلد

سار خالد بن الوليد إلى بلاد طيء ولكن عدي بن حاتم طلب من خالد حتى يمهله ثلاثة أيام ليكسب إليه قومه فعمل، ومن بلاد طيء، هبط خالد إلى (بُزاخة)، وقتلت طليعته عكاشة بن محصن وثابت بن أقرم، ولما التقى الجماعة هزم عيينة بن حصن مع قومه فزارة، فانفصل عن القوم، وفرّ طليحة بعدها نحوبلاد الشام، وكان طليحة قد ارتد في أيام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فارسل إليه ضرار بن الأزور، فنزل المرتدون في (سميراء) وبدأ عددهم بالتناقص، وفي هذه الأثناء توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فزاد عدد المرتدين وانضمت غطفان بإمرة عيينة بن حصن إلى بني أسد، وكانوا قد خالفوا طيئاً (عوف وجديلة وغوث)، فلما انضمت غطفان إلى أسد فرّ ضرار بن الأزور ببعض من معه إلى المدينة، وانفضت جموعه. وعندما اتى خالد وهزم أعداءه في البزاخة أسلمت أسد وعامر وغطفان.

سجاح

بعد انتهاء خالد من بني أسد وأحلافهم اتجه بأمر من الخليفة إلى بني يربوع في تميم في البطاح وعليهم مالك بن نويرة. وكان الخلاف في بني تميم على أشده وقد اتىتهم سجاح من الجزيرة بتغلب فدخلت بلادهم. ولما عادت سجاح إلى الجزيرة، تحير بنوتميم الذين وادعوها، وندموا على ما كان منهم، ولم يلبثوا طويلاً حتى وصلت إليهم جيوش خالد بن الوليد، فعندما جيء برؤسائهم إلى خالد، جادلهم وشهد جماعة عل<بن

مسيلمة الكذاب

سار عكرمة بن أبي جهل إلى مسيلمة الكذاب في اليمامة، وتبعه شرحبيل بن حسنة، ولكنه لم يدركه، وكان عكرمة قد أسرع فهزمته جموع بني حنيفة فبقي شرحبيل ينتظر المدد، واتى أمر أبي بكر لعكرمة بالانتظار أيضاً، وإذا فرغ سار إلى حذيفة بن محصن وعهدجة بن هرثمة لقتال المرتدين في عمان حتى يلتقوا مع المهاجر بن أبي أمية الذيقد يكون قد فرغ من اليمن وسار إلى حضرموت.

وكان خالد قد عاد إلى المدينة والتقى بأبي بكر وذلك بعد الانتهاء من البطاح، فاعتذر لأبي بكر فرضي عنه، وأوفده إلى مسيلمة الكذاب، فسار إلى البطاح والتقى بجنده هناك وانتظر حتى اتىه المدد، فقام إلى مسيلمة. ولما وصل إليها كان شرحبيل بن حسنة قد سابقه في قتال القوم فهزم، وكان يساعده بعض بني حنيفة بإمرة ثمامة بن أثال، فلام خالد شرحبيل في تسرعه: وعسكر مسيلمة في بني حنيفة في عقرباء في أعلى وادي حنيفة - وتسمى اليوم الجبيلة - وسلك خالد ثنية في جبل اليمامة (طويق) وعلى المجنبتين زيد بن الخطاب أخوعمر، وأبوحذيفة بن عتبة، وكانت راية المهاجرين مع سالم مولى أبي حذيفة، وراية الأنصار مع ثابت بن قيس بن شماس.

وكان ضرار بن الأزور قد سار في قسم من الجند من ثنية من الشمال، ونزلوا من جهة (ملهم) (قرية من قرى اليمامة، ولا تزال معروفة حتى يومنا، تقع إلى الشمال من الرياض على بعد ستين وقع منها) إلى عقرباء، وجرت معركة حامية الوطيس تراجع المسلمون في أولها حتى ولج بنوحنيفة على خالد في فسطاطه، ثم حمل المسلمون حملة رجل واحد أزالت المرتدين عن مواقعهم، وأجبرت مسيلمة الالتاتى إلى حديقة عهدت باسم حديقة الموت، وفيها صرع مسيلمة الكذاب وعدد كبير من جنده، واستشهد من المسلمين عدد من القراء ووجهاء الناس، منهم زيد بن الخطاب وثابت بن قيس وغيرهم كثير.

عمان

وفي عمان ظهر لقيط بن مالك الأزدي، وغلب عليها، واضطر جيفر وعباد ابنا الجلندي صاحبا عمان الالتاتى إلى الجبال وعلى سواحل البحر، وأوفد جيفر إلى أبي بكر يستنجده، فبعث أبوبكر حذيفة بن محصن إلى عمان وعهدجة بن هرثمة إلى مهرة، وأوصاهما إذا التقيا حتى يبتدئا بعمان، وإذا اقتربا منها راسلا جيفرا وعبادا، ثم أتبعهما بعكرمة بن أبي جهل الذي كانت وجهته اليمامة، فلما هزم طلب من الخليفة حتى يسير بمن معه إلى عمان.

اتجه عكرمة في أثر حذيفة وعهدجة فأدركهما قبل الوصول إلى عمان، وهناك راسلوا جيفرا وعبادا، وعسكر المسلمون في صحار (قصبة عمان مما يلي الجبل، وهي طيبة الهواء والخيرات والفواكه، مبنية بالآجر والساج، كبيرة ليس في تلك النواحي مثلها. ولا تزال قائمة إلى الآن بين مسقط والفجيرة).

تجمعت جموع لقيط في دبا، وجرت معركة بين الطرفين كاد ينجح فيها لقيط لولا النجدات التي وصلت للمسلمين من البحرين وغيرها، فانتصر المؤمنون، وهزم لقيط، واستولى المسلمون على الغنائم، وارسلوا الخمس مع عهدجة إلى أبي بكر الصديق، وبقي حذيفة يدير شؤون عمان، وسار عكرمة إلى مهرة. وكان القوم فيها قد ارتدوا، إلا أنهم اختلفوا فقسم منهم في السواحل مع (شخريت) وهم أقل عدداً، وبدأ بهم عكرمة، فنادىهم للإِسلام، فوافقوا، الأمر الذي أضعف القسم الثاني الذين كانوا في المناطق المرتفعة مع (المصبح)، فهزموا أمام المسلمين الذين حازوا على الغنائم، فأوفد عكرمة الخمس مع (شخريت) إلى المدينة المنورة.

اليمن

منطق رئيسي: ذوالخلصة

أما اليمن فقد كان عليها عدد من الولاة كلٌ على جزء، وقد ادعى فيها النبوة الأسود العنسي، وأوفد له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الرسل والخط، واستمر ذلك حتى توفي وهدأت الأمور باليمن، فلما انتقل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم انتقضت اليمن، فالتجأ عمال النبي إلى المسلمين إلا عمروبن حزم وخالد بن سعيد بن العاص فإنهما عادا إلى المدينة.

ووصل الخبر إلى أبي بكر فحارب المرتدين بأن أوفد إليهم الرسل والخط كما كان يعمل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلما عاد جيش أسامة من غزوه، وعقد أبوبكر الألوية، بعث (عَتَّابُ بن أسيد) عامل مكة أخاه خالد بن أسيد إلى المرتدين في تهامة فغلبهم، وبعث عثمان بن أبي العاص على الطائف ابن ربيعة إلى شنوءة فقهرهم. وتحرك كذلك بتهامة اليمن الأخباث من عك والأشعريين فسار إليهم الطاهر بن أبي هالة، وأبلغ بذلك أبا بكر، فانتصر الطاهر قبل حتى يصل إليه كتاب وجواب أبي بكر. وأوفد أبوبكر جرير بن عبد الله البجلي إلى بجيلة وخثعم فانتصر عليهم، وأقام بنجران حسب أوامر الخليفة.

وأوفد أبوبكر كتاباً إلى طاهر بن أبي هالة يأمره بأن يسير إلى صنعاء لمساعدة المسلمين، كما خط إلى عبد الله بن ثور حتى يجمع إليه من استجاب له من أهل تهامة، وينتظر التعليمات.

أوفد أبوبكر المهاجر بن أبي أمية إلى اليمن، فسار عن طريق مكة، فسار معه خالد بن أسيد، ومرّ بالطائف، فسار معه عبد الرحمن بن أبي العاص، ثم انضم إليه جرير بن عبد الله البجلي بالسراة، وعبد الله بن ثور بتهامة، كما أنضم إليه من نجران فروة بن مسيك، فأوثق المهاجر عمروبن معد يكرب، وقيس بن عبد يغوث المكشوح وهما من المرتدين، وأوفدهما إلى أبي بكر. ووصل المهاجر إلى صنعاء ودخلها، ولاحق شذاذ القبائل الذين هربوا.

حضرموت

وارتدت حضرموت، وكان عمال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليها عكاشة بن محصن وزياد بن لبيد البياضي ثم أوفد إليها المهاجر بن أبي أمية، ولم ينطلق من المدينة بعد حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسيَّره أبوبكر إلى اليمن، وهوفي طريقه إلى عمله الجديد، فوصل إلى صنعاء ودخلها، وكان عمال أبي بكر ينتظرون والي حضرموت الجديد.

وسار المهاجر إلى حضرموت، كما سار إليها عكرمة بن أبي جهل، فالتقيا في مأرب، فاقتحما حضرموت، وأوفد خمس الغنائم إلى أبي بكر ومعها الأشعث بن قيس الكندي أسيرا، وبقي في المدينة حتى خرج مجاهداً إلى العراق، واختار المهاجر بن أبي أمية العمل في اليمن فكان هووفيروز، وبقي في حضرموت زياد بن لبيد البياضي وعبيدة بن سعد.

البحرين

وأما البحرين فكان فيها بنوعبد القيس وبنوبكر، وكان عامل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلمالمنذر بن ساوى، وتوفي في المدة التي توفي فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فارتدت البحرين، أما بنوعبد القيس فقد ثبتت على الإسلام بفضل الجارود وأما بكر فثبتت على ردتها.

أما الجارود فكان رجلا نصرانياً، وقد وفد على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأسلم، وبقي بالمدينة حتى فقه في الدين، ثم عاد إلى قومه فلم يلبث إلا يسيراً حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فارتد قومه ونطقت بنوعبد القيس: لوكان محمد نبياً لما مات، وبلغ ذلك الجارود فجمعهم ونطق لهم: يا معشر عبد القيس، إني سائلكم عن أمر فأبلغوني به إذا فهمتموه ولا تجيبوني إذا لم تفهموا. نطقوا: سل عمّا بدا لك، نطق: تفهمون أنه كان لله أنبياء فيما مضى،يا ترى؟ نطقوا: نعم، نطق: تعملونه أوترونه ،يا ترى؟ نطقوا: لا بل نفهمه، نطق: فما عملوه،يا ترى؟ نطقوا: ماتوا، نطق: فإن محمداً صلى الله عليه وآله وسلم توفي كما ماتوا، وأنا أشهد حتى لا إله إلا الله وَأن محمداً عبده ورسوله، نطقوا: ونحن نشهد حتى لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، وأنك وأفضلنا، وثبتوا على إسلامهم، وحصرت جماعته في مكانين، وقاد المرتدين الحطم بن ضبيعة.

وأوفد أبوبكر العلاء بن الحضرمي إلى البحرين، وكان من قبل أميراً عليها من قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما اقترب من البحرين التحق به ثمامة بن أثال من مسلمة بني حنيفة وذلك بأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فكان الجارود ومن معه من عبد القيس يقاتلون الحطم بن ضبيعة، والعلاء ومن معه يقاتلون المرتدين في جهة هجر، ونصر الله المسلمين وأيدهم وخذل الكافرين وهزمهم.

انظر أيضاً

  • الردة
  • أبوبكر
  • ذوالخلصة

وصلات خارجية

  • ذكر ردة أهل دبا وأزد عمان مختصر السيرة وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، المملكة العربية السعودية.
تاريخ النشر: 2020-06-04 09:48:10
التصنيفات: مقالات ذات عبارات بحاجة لمصادر, تاريخ إسلامي, حروب الردة, مواضيع خلافية متعلقة بالإسلام

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

«الأمة القومي»: التطبيع ليس من صلاحيات حكومة الأمر الواقع

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-05 15:24:42
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 70%

مسيرة أردوغان الذي يقاتل للفوز بعقد ثالث في حكم البلاد

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-02-05 15:23:47
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 67%

"أهلا بكم في المغرب".. الفيفا تطلق الأغنية الرسمية لمونديال الأندية

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-05 15:23:43
مستوى الصحة: 66% الأهمية: 76%

صور وابعت.. طلبة وطالبات المعاهد الأزهرية في معرض الكتاب 2023

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-02-05 15:23:38
مستوى الصحة: 33% الأهمية: 43%

"زروري" يُرسل إشارة إيجابية جديدة لـ"الركراكي"(فيديو)

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-05 15:23:45
مستوى الصحة: 64% الأهمية: 73%

أفقدته عذريته في ٥ دقائق..سيدة تكشف سرها مع الأمير هاري

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-02-05 15:23:58
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 59%

إسبانيا تستعين بالمغاربة لمواجهة أزمة نقص العمالة في هذا القطاع

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-05 15:23:49
مستوى الصحة: 64% الأهمية: 70%

وزير الخارجية السعودي يبحث مع ولي العهد الكويتي العلاقات الثنائية

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-05 15:25:31
مستوى الصحة: 81% الأهمية: 85%

صعود المؤشر الرئيسى للبورصة فى ختام تعاملات جلسة الأحد

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-02-05 15:23:36
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 41%

الصين: إسقاط الولايات المتحدة للمنطاد "مبالغة واضحة في رد ال

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-02-05 15:23:41
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 68%

سفير فرنسا "يتبرأ" من قرار البرلمان الأوروبي ضد المغرب

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-05 15:23:47
مستوى الصحة: 64% الأهمية: 84%

قادة الجيش يواصلون حملة التصعيد ضد قوى «الإطاري»

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-05 15:24:45
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 56%

سخرية من «مكتب البرهان» بعد قيادته وساطة لإنهاء أزمة فنية

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-05 15:24:40
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 53%

وزير خارجية بريطانيا: القوة في ساحة المعركة أسرع طريق للسلام بأوكرانيا

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-05 15:25:40
مستوى الصحة: 83% الأهمية: 100%

"نهر في الجنة"..حكيم زياش يوجه رسالة مؤثرة إلى والدته(صور)

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-05 15:23:51
مستوى الصحة: 70% الأهمية: 71%

 حجز 5 بنادق تقليدية الصنع و أكثر من 3 كلغ بارود بعين الباردة 

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-05 15:24:36
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 59%

نتنياهو: هناك تهديد صريح بقتلي

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-05 15:25:35
مستوى الصحة: 88% الأهمية: 97%

بالفيديو .. نجلة الرئيس التركي تختار المغرب لقضاء عطلتها رفقة زوجها

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-05 15:23:56
مستوى الصحة: 63% الأهمية: 74%

موندياليتو المغرب.."البُراق" ينقل الفرق والحكام وموظفي "الفيفا"

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-05 15:23:54
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 73%

التعليم في الفترة «1956 - 1989» «8»

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-05 15:25:05
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 58%

خامنئي يعفو عن بعض معتقلي الاحتجاجات

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-05 15:25:45
مستوى الصحة: 94% الأهمية: 89%

عفو أو تخفيف للعقوبة يشمل بعض المحكومين في إيران

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-02-05 15:23:52
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 52%

أوكرانيا تتعهد بعدم ضرب الأراضي الروسية بالصواريخ الغربية

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-05 15:25:40
مستوى الصحة: 84% الأهمية: 95%

برويز مشرف... مُحب نابليون ونيكسون الذي تحالف مع واشنطن ضد «القاعدة»

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-05 15:25:33
مستوى الصحة: 89% الأهمية: 92%

كيف سترد الصين على إسقاط المنطاد؟

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-05 15:25:44
مستوى الصحة: 92% الأهمية: 86%

حجز قرابة 7000 قرص مهلوس بحوزة شخص بباتنة

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-05 15:24:39
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 64%

تحميل تطبيق المنصة العربية