الخلاف حول الأئمة عند طوائف الشيعة
اختلفت الطوائف الشيعية حول الأئمة، وكان الاختلاف من عدة أوجه كعدد الأئمة وأسمائهم وعصمتهم أوعدم عصمتهم، وحسب مؤرخي الشيعة ادعى الكثير الإمامة وكانوا من أبناء الأئمة الإثنا عشر مثل عبد الله بن جعفر الصادق وجعفر بن علي الهادي.
مطالبة بعض أبناء الأئمة الإثناعشر بالإمامة
وهم أبناء للأئمة الإثناعشر توجد روايات شيعية تقول أنهم قاموا بالمطالبة بالإمامة، وأدى ذلك لبروز طوائف شيعية تستدل بنصوص وروايات تدل على إمامتهم.
مطالبة محمد بن الحنفية بالإمامة
توجد رويات عند الطائفة الإثناعشرية تشير إلى حتى محمد بن الحنفية وهوابن علي بن أبي طالب لم يكن على فهم بإمامة الإمام زين العابدين، حيث تقول المصادر الشيعية حتى محمد بن الحنفية نطق لزين العابدين « ثم إلى الحسين عليه السلام وقد اغتال أبوك وصلي على روحه ولم يوص، وأنا عمك وصنوأبيك وولادتي من علي عليه السلام في سني وقديمي أحق بها منك في حداثتك، فلا تنازعني في الوصية والإمامة ولا تحاجني»، وقد قام بعض فهماء الإثنا عشرية بتسليم هذ الرواية .
ثم ترى الطائفة الإثناعشرية بأن محمد بن الحنفية قد تراجع عن مطالبته بالإمامة بعد مناظرته ومجادلته لزين العابدين «فرجع محمد بن الحنفية عن منازعته وسلمها إلى علي بن الحسين عليهما السلام »، بينما ترى الطائفة الشيعية الكيسانية حتى محمد بن الحنفية لم يتراجع وأنه هوالأحق بالإمامة.
مطالبة عبد الله بن جعفر الصادق بالإمامة
وفقاً لبعض الروايات الشيعية ادعى عبد الله بن جعفر الصادق بعد أبيه الإمامة، واحتج بأنه أكبر إخوته الباقين ، وأدى ذلك إلى بروز الطائفة الشيعية الفطحية والتي كانت تستند لنصوص ورويات تدل على إمامة عبد الله بن جعفر الصادق. ويقول كبار المؤرخين الشيعة أنه بعد وفاة جعفر الصادق فإن غالبية شيعته أصبحوا فطحية، وأنه لم تكن غالبية العوام فقط بل غالبية المشايخ والففهاء من شيعة جعفر الصادق، «نطقت الفطحية الاِمامة بعد جعفر في ابنه عبد اللّه بن جعفر الاَفطح..، فمالَ إلى عبد اللّه والقول بإمامته جُلَّ من نطق بإمامة أبيه جعفر الصادق غير نفر يسير عهدوا الحقّ...»، «الفطحية هم القائلون بإمامة عبد اللّه بن جعفر الصادق..، والذين نطقوا بإمامته عامة مشايخ العصابة وفقهائها وقد مالوا إلى هذه الموضوعة... ».
ولكن هذه الطائفة الفطحية لم تستمر على إمامة عبد الله والسبب في ذلك لأنه توفي ولم يخلف ذكراً فشك القوم في إمامته، فتراجع الكثير منهم عن القول بإمامة عبد الله بن جعفر الصادق وبقي البعض الآخر يقول بإمامته، « فرجع عامة الفطحية من القول بإمامته سوى قليل منهم إلى القول بإمامة موسى بن جعفر وقد كان عاد جماعة منهم في حياته ثم عاد عامتهم بعد وفاته »
مطالبة محمد بن جعفر الصادق بالخلافة
محمد بن جعفر الصادق والذي تنسب له الطائفة الشيعة السميطية ، وحسب المصادر الشيعية فإنه قد نادى إلى نفسه وقد بايعه البعض على الخلافة وتم تلقيبه بأمير المؤمنين، « لمّا خرج محمّد بن جعفر بمكّة ونادى إلى نفسه وبُويع له بالخلافة، ولج عليه الرضا عليه السّلام، فنطق الرضا عليه السّلام له: يا عمّ! لا تكذّب أباك ولا أخاك ؛ فإنّ هذا أمرٌ لا يتمّ. ثمّ خرج الرضا عليه السلام إلى المدينة »، وقد استندت الطائفة السميطية الشيعية لعدد من الروايات ومن أهمها أنه : «أنه رواه بعضهم حتى محمد بن جعفر ولج ذات يوم على أبيه جعفر الصادق وهوصبي صغير، فنادىه أبوه جعفر الصادق، فاشتد محمد بن جعفر يعدونحوه فكباً وعثر بقميصه وسقط لحر وجهه فقام جعفر الصادق فعدا نحوه حافياً، فحمله وقبل وجهه ومسح التراب عنه بثوبه وضمه إلى صدره، ونطق : سمعت أبي محمد بن علي يقول يا جعفر إذا ولد لك ولد يشبهني فسمه باسمي وكنه بكنيتي فهوشبيهي وشبيه رسول الله »
مطالبة جعفر بن علي الهادي بالإمامة
ادعى جعفر بن عليّ الهادي الإمامة بعد وفاة أخيه الامام الحسن العسكري كما تقول الروايات، وجعفر بن عليّ الهادي هوعم الإمام المهدي عند الطائفة الإثنا عشرية، وقد ادعى جعفر بن عليّ الهادي الإمامة بعد حتى قسّمَ ما خلّفه الإمام الحسن العسكري مدعياً أنه الوريث الشرعي للإمام الحسن العسكري، كما نطق جعفر بن عليّ الهادي حتى الإمام الحسن العسكري لم يُخلف ولداً ، وتعتقد الطائفة الإثنا عشرية أنه خرجت عن الامام محمد المهدي بن الحسن العسكري (حينما كان في غيبته الصغرى)عدة تواقيع تنبه الشيعة علي بطلان انادىئه ، وتلقب الطائفة الإثنا عشرية جعفر بن علي الهادي بلقب جعفر الكذاب، وذلك لأنه ادعى أنه هوالإمام بعد أخيه الإمام الحسن العسكري، وكذلك لأن جعفر بن علي الهادي ينكر ولادة الامام الثاني عشر، والجدير بالذكر حتى الطائفة الشيعية النفيسية كانت تعتقد بإمامة جعفر بن علي الهادي.
مصادر ومراجع
- ^ الكافي ج 1 ص 348
- ^ مرآة العقول 4/84
- ^ الغيبة للطوسي ص18 ص19
- ^ الإرشاد ص285، 286 للمفيد
- ^ العلامة الشيعي النوبختي : فرق الشيعة ص 66.
- ^ خاتمة المستدرك ج5 ص15
- ^ الكشي ص 254
- ^ بحار الأنوار ج 43 ص 261
- ^ فرق الشيعة ص 66.
- ^ سعد القمي : الموضوعات والفرق ص 86.
- ^ رجال الطوسي
- ^ الموضوعات والفرق ص 86 للعلامة الشيعي.
- ^ "الإرشاد" ص345 "إعلام الورى" ص380.
- ^ اكمال الدين : 483/4ـ باب 45، الغيبة/للشيخ الطوسي : 290/247، بحار الانوار50 : 230/3عن احتجاج الطبرسي : 162ـ163.
