معاهدة للا مغنية
معاهدة للا مغنية هي تقييد إلزامي للمملكة المغربية في 18 مارس 1845 بعدم دعم المجاهدين الجزائريين. يأتي هذا الإلزام بعد تعنت من السلطان المغربي ضد مطالبت فرنسا المتكرر له بالكف عن دعم المجاهدين ضدها بالجزائر.
اضطر المغرب للتوقيع على معاهدة للا مغنية بعد قصف شديد للقواة الفرنسية للمدن الساحلية المغربية اودى بقتل الآلاف، بالإضافة للضعف العسكري للمملكة امام الترسانة الفرنسية.
الخلفية
ظلت المملكة المغربية تتأثر بمسقطها الحدودي مع الجزائر (وحتى وقت الجزائر العثمانية) طيلة تاريخهما المشهجر. وظهر هذا جليا بعد الاستعمار الفرنسي للجزائر، فقد كان على المدن المغربية وساكنتها احتضان المقاومة الجزائرية ودعمهم بالمال والسلاح خاصة على عهد الأمير عبد القادر الجزائري. وقد اقتنعت فرنسا حتى هذا الدعم سبب كاف ليكون الحلقة الأولى لاحتلال المغرب والسيطرة على الشمال الإفريقي والقضاء على القواعد الخلفية للمقاومة الجزائرية. فقامت بالضغط على المدن الحدودية بدعوى ملاحقة العناصر الثائرة ضد فرنسا، مما جعلها تدخل في حرب مع المخزن المغربي في معركة إسلي عام 1844 م والتي انتهت بهزيمة كبيرة للمغاربة. وأجبرت فرنسا المغرب على توقيع معاهدة للا مغنية في نفس السنة، وكان من أبرز بنودها رسم الحدود بين الدولة المغربية والجزائر المستعمرة. فتم الاتفاق على حتى تمتد الحدود من قلعة عجرود (السعيدية حاليا) إلى ثنية الساسي، وبقيت المناطق الجنوبية دون تحديد للحدود بدعوى أنها أراضي خالية لا بحاجة إلى رسم وتوضيح للحدود وهذا ما يعتبره الجزائريون طعنة في ظهورهم بعدما قررالسلطان المغربي طرد المقاومين الجزائريين واعتبار الامير عبد القادر غير مرغوب فيه وخارج عن القانون.