في غياب مصر ..خرائط جديدة تتشكل

عودة للموسوعة

في غياب مصر ..خرائط جديدة تتشكل

في غياب مصر ..خرائط جديدة تتشكل

للمحرر: محمد حسنين هيكل


عندما وصل الحوار مع الأستاذ الكبير محمد حسنين هيكل إلي شواطئ الربيع العربي‏;‏ كان الوقت المخصص لنا قد انتهي أوكاد‏,‏ بعد حتى استهلكنا معظم ساعات الحوار في التعهد علي قراءة الأستاذ للمشهد المصري ورؤيته لما يحدث في بر مصر الآن


إلا حتى الأستاذ كان كريما ـ كعادته دائما مع الأهرام ـ إذ أصر علي حتى يمدد الوقت المخصص لنا قائلا: جميع أسئلتكم مرحب بها فهاتوا ما لديكم. وإذا كان الأستاذ قد نبهنا ـ عند قراءته المشهد المصري ـ إلي أهمية الخريطة لكي نفهم ماذا يجري ولماذا, فإنه بدا أكثر اهتماما بالخريطة عندما شرع في الإجابة علي أسئلتنا الخاصة بالربيع العربي, وأخرج لنا خريطة كاشفة تظهر تقسيم مناطق النفوذ في العالم العربي بنهاية الحرب العالمية الأولي بين انجلترا وفرنسا فيما عهد باتفاقية سايكس بيكو. ولم يكتف الأستاذ بذلك, بل أخذ قلما وورقة بيضاء ليرسم لنا خريطة العالم العربي حاليا وكيف يعيد الغرب إنتاج سايكس بيكوجديدة لتقسيم العالم العربي, قائلا: التقسيم في المرة الأولي كان تقسيما جغرافيا وتوزيع أركان, لكن التقسيم هذه المرة تقسيم موارد ومواقع. وقد بدا المحرر الكبير ـ خلال الحوار ـ مهموما شاعرا بالأسي لما يجري في العالم العربي ومحاولات تقسيمه والانقضاض علي مشروعه القومي الذي عاصره الأستاذ في مراحله الأولي وفي ذروة نجاحه حتي وصل إلي تلك اللحظة الحزينة. ما تجاوز ليس مقدمة, لأن كلام الأستاذ لا يحتاج إلي مقدمات, بل مجرد حاشية أوهامش.. فإلي الحوار:


كيف تري طقوس الربيع العربي.. هل هونهاية لمشروع نظام عربي قديم أم هوتنقيح له؟

ما نراه الآن ليس مجرد الربيع العربي تهب نسماته علي المنطقة, وليس مجرد عاصفة تقتحم أجواءه برياحها وغبارها وعتمتها, وإنما هوفي ذات الوقت تغيير إقليمي ودولي سياسي, يتحرك بسرعة كاسحة علي جبهة عريضة, ويحدث آثارا عميقة, وأيضا محفوفة بالخطر!!

ما نراه الآن هوإزاحة وتصفية وكنس بقايا وعوالق مشروع نظام عربي, حاول عدد من رواد النهضة في هذه الأمة حتى يبشروا به, وحاول ساسة علي مسار هذه النهضة حتى يمهدوا له, وحاولت شعوب كثيرة حتى تقيم أعمدته بعد غيبة عربية طويلة عن التاريخ, وقد تبدي في بعض سنين الخمسينيات والستينيات والسبعينيات من القرن العشرين حتى هذا المشروع العربي قابل للبقاء وقابل للنجاح, ثم فجأة تخلي العرب عن مشروعهم, حين استجدت ظروف ومتغيرات, وبعد التخلي بدأ التراجع, وراحت تداعيات هذا التراجع تظهر يوما بعد يوم, وتحدث آثارها, حتي اتىت لحظة السقوط النهائي, فإذا المشروع يتهاوي كتلا وأحجارا وعوالق وزوائد, لم تكن في الحقيقة تمثله أوتعبر عنه, لأنها كانت رواسب فترة. وهذا ما نراه هذه اللحظة: مشروع قومي يتهاوي, وبقاياه تجري إزاحتها الآن, كما حتى هناك مشروعات أخري تتسابق إلي الفراغ, بعد حتى أضاع ذلك المشروع مكانه وزمانه.


إذا كان المشروع القومي العربي يتهاوي الآن.. فما هي نقطة البداية لهذا الانهيار أوالسقوط؟

يمكن حتى نتوقف هنا لحظة لإيضاح أنبه به إلي حتى المشروع لم يسقط كما يظن بعضنا نتيجة لضربة1967, فكل المشروعات التاريخية الكبري وفيها المشروع الأمريكي وفيها المشروع الأوروبي وفيها المشروع الآسيوي وغيرها خاضت الحروب, وتلقت الضربات, وتحملت النكسات, لكن مشروعاتها بقيت, دافعت عن نفسها, وواصلت دورها. ثم إذا المشروع العربي ذاته بعد ضربة67 استعاد إرادته وقدراته, وخاض معركة سنة1973, وأثبت خصوصا في الأيام العشرة الأولي من تلك المعركة حتى بنيانه علي ما فيه من ثغرات- قادر بموارده وإرادة شعوبه, وبجيوشه وتحالفاته علي الصمود. وكذلك وعلي نفس السياق فإنه ليس دقيقا إذا ينطق حتى المشروع العربي سقط مع نسف برجي التجارة في' نيويورك'11 سبتمبر2001, لأن هذه الحادثة مع بشاعتها, لا يتحملها العرب, وإذا كان شباب من المسلمين قاموا بها حسب ما ظاهر فإن المسئولية تعود إلي من حاولوا إعدادهم وتوظيفهم في حرب باسم' الجهاد الإسلامي' ضد الإلحاد الشيوعي في أفغانستان كما نطقوا. وقد أضيف حتى حادثة نيويورك مع أنها كانت صدمة إنسانية وسياسية كبري إلا أنها لم تكن العملية الإرهابية الأكبر والأخطر في زمانها. وفي الحقيقة فإن العملية الإرهابية الأكبر والأخطر في العصر الحديث لم تكن من خلق عشرة أوعشرين رجلا خطفوا ثلاث طائرات, حولوها إلي قنابل بشرية قتلت مئات الأبرياء. وإنما الأخطر مما وقع في سبتمبر2001 هوما وقع في' نيويورك' أيضا بعد ست سنوات أي في2007, إرهاب قام به خمسون أوستون فردا من رؤساء البنوك الكبري, استهتروا واستغلوا وتصرفوا بما أدي إلي انهيار الأسواق المالية في العالم, وتهاوي الأحوال الاقتصادية, وإفلاس وصل بالاقتصاد الدولي كله إلي حافة الخراب!! بمعني حتى حوادث' نيويورك' مع آلامها الإنسانية مثلها مثل أي حادث من الحوادث البشعة المشهورة, كغرق تعبير في البحر الأحمر مثلا أومثل نسف عمارة آهلة بالسكان في' أوكلاهوما', وغيرها يمكن استيعابه عذابا إنسانيا وألما, وأما ما جري للاقتصاد العالمي فهوكارثة أصابت جميع الأوطان وكل البلدان في حاضرها وفي مستقبلها وإلي زمان طويل, تستعصي آثاره علي حساب مدخرات الشعوب!! والواقع رغم المفارقة في هذا الواقع أنه إذا كان زعيم القاعدة' أسامة بن لادن' إرهابيا فإن' آلان جرينسبان' رئيس البنك الفيدرالي الأمريكي سابقا وخمسين أوستين معه من رؤساء البنوك تصرفوا بما أدي إلي إرهاب أكثر وحشية, لأن وحشية خراب علي مستوي العالم أكبر من وحشية الدمار, حين تتعرض لها مدينة حتي وإن كانت نيويورك!!عندما أثرت هذه المسألة في مؤتمر للمستشرقين قبل سنوات عارضني بعضهم, والآن لعل بينهم من يعيد تقديره لما جري وآثاره التي لاتزال حتي هذه اللحظة تروع الاقتصاد العالمي.

لنبقي في قضية انهيار المشروع العربي ونتساءل: ما دور العرب أنفسهم في هذا السقوط؟

أعود إلي كلامي عن انهيار المشروع العربي كما نراه الآن وبصفة عامة هوموضوع له مسببات كثيرة, وهويستحق بحثا أوسع وأعمق أكثر في مجال آخر غير لقائنا اليوم. فإذا عدنا إلي سياقنا الأصلي فإن أحدا لا يستطيع إنكار حتى النظام العربي راح يهتز منذ سنين, ثم يتآكل ويتداعي, وهذه عملية بدأت للدقة مع خروج مصر من العالم العربي بصلح منفرد مع إسرائيل ثم تواصلت مع حرب أهلية في لبنان ثم مع حرب ضد إيران ثم مع غزوللكويت ثم مع تدمير للعراق ثم مع جهالة ليس لها نظير في إدارة القضية الفلسطينية, والقائمة طويلة, وأظهرها حماقات زادت عن الحد هنا وهناك في العالم العربي, وأثار بعضها من الاستهانة والاستهتار أكثر مما أثار من الاحترام والاعتبار, والأمثلة أمامنا.

وكذلك حلت فترة سقوط الأطلال, وإزاحة ما تهاوي من شظايا وبقايا. وهذا بالضبط ما نراه الآن, ومعه وبالطبع فقد تفتحت الأبواب والنوافذ في المنطقة علي مصراعيها لشيء مختلف, هويقينا غير عربي, وهوعلي الارجح سيظل معنا إلي زمن طويل!! لا الطبيعة ولا التاريخ يصح فيهما فراغ, وإذا لم يستطع أهل منطقة ولا أهل عصر حتى يملأوا فضاءها وفضاءه, فسوف تندفع القوي الأقرب لملء الفراغ, وهذا بالضبط ما يحدث الآن, العرب ينسحبون, وآخرون يتقدمون حاملين أسماء أخري, وعلامات أخري, وبيارق أخري, ومبادئ ومطالب أخري.   هذا بالضبط ما يحدث الآن.. العرب ينسحبون وآخرون يتقدمون ملف الصراع العربي- الإسرائيلي يزاح من إهتمامات البيت الأبيض إلي لجنة فرعية بالأمم المتحدة هؤلاء الذين يتقدمون بينما ينسحب العرب.. ماذا يعملون تحديدا مع الملف الفلسطيني؟

أكاد أري حتي من مقعدي في هذا المخط حتى هناك حركة نشيطة تجري في مواقع خلق القرار في عواصم مؤثرة وفاعلة ملفات جديدة تطرح وملفات غيرها تحمل وخرائط جديدة تجيء, وخرائط غيرها تطوي. ملف الصراع' العربي الإسرائيلي' مثلا يزاح من اهتمامات البيت الأبيض, ويحال إلي لجنة فرعية في الأمم المتحدة. ملف التفاوض' الفلسطيني الإسرائيلي' مثلا يخرج من مخط' هيلاري كلينتون'( وزيرة الخارجية الأمريكية), ليمضى إلي فندق' الكوخ' السويسريSwissCottage في القدس, حيث مخط' توني بلير' الذي عهد إليه بتمثيل اللجنة الرباعية في إدارة مفاوضات السلام في الشرق الأوسط, وهوفي الحقيقة مجرد قناع ظاهر, لأن الذي يمسك بالملف عملا هو' دنيس روس' موظف الخارجية الأمريكية الغامض, الذي أشرف منذ سنوات علي كتم أنفاس أبرز قضايا العرب. وإذا كان هناك من يريد حتى يعهد إلي أين وصلت قضية القضايا العربية وهي' فلسطين', عمليه حتى يطلع علي مذكرة عمل طرحها' توني بلير' و'دنيس روس' علي الدول الأعضاء في الرباعية للقاءة ما يطلبه الفلسطينيون من الأمم المتحدة, من الاعتراف بفلسطين دولة عضوا في الأمم المتحدة. الاقتراح عرض ونوقش جديا في عواصم كبري. مؤداه: أنه بــدلا من دولــة فلسطينيـة كاملــة العضويــة في الأمـم المتحـدة فانهــم يعرضــون ماســموه' خـيار الفاتيكـــان'Vaticanoption, دولة معترف بها, لكنها ليست عضوا في الأمم المتحدة- وذلك وضع الفاتيكان. وحاول' توني بلير' و'دنيس روس' إقناع عواصم كثيرة والمنطق أنه: بدلا اعتراض أمريكا ـ فيتوـ علي دولة فلسطينية عضوفي الأمم المتحدة.

وبدلا من إغضاب الولايات المتحدة والغرب.

لماذا لا يقبل الفلسطينيون الآن حلا مؤقتا يرضي طموحاتهم في دولة أوبمعني أدق نصف دولة يعترف بها العالم ولكنها ليست دولة أولها حدود نصف دولة يعترف بها العالم, والولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا علي استعداد للاعتراف بمثل هذا الحل الذي يوفق بين مطالب الجميع. ومع حتى لدي شخصيا بعض التخوف من فكرة إعلان دولة فلسطينية بغير ضمانات محددة لحقوق اللاجئين وحق العودة تقابل حقوقا أساسية يفترض أن تظل عالقة بعدها: القضية الرئيسية لفلسطين وكافة جوانبها؟!- حقوق اللاجئين وحق العودة وداعي التخوف من حتى تتحول الدولة الفلسطينية المقترحة أمام إسرائيل إلي دولة أمام دولة, ثم إذا ما بينهما ساعتها مجرد معضلة خلاف علي حدود. ومن حسن الحظ حتى البعض تنبهوا إلي حتى خيار الفاتيكان خيار مراسمي, وليس خيارا سياسيا, بمعني أنه ينشئ شبه هيئة تسمي نصف دولة, لاتتعدي سياستها جدران المسجد الأقصي في القدس حتي وإن حملوا عليه فهما عربيا أواسلاميا وهوما لا تمانع فيه إسرائيل, ثم إذا المشكلة تنتهي به, وبدلا من الانتنطق من نصف دولة إلي دولة, فإن قضية فلسطين يفترض أن تصفي ويلقي بها علي الرصيف المجاور لحائط المسجد, وهناك تستطيع حتى تعيش علي صدقات المارة والعابرين!!

وذلك تجديد في الفكر السياسي لا يتجاسر عليه إلا رجل مثل' توني بلير', وآخر من طراز' دنيس روس'!!


القضية الفلسطينية ـ علي ما يظهر ـ ليست وحدها التي تتعرض للتصفية.. ماذا عن قضايا العرب الأخري؟

ملفات كثيرة أخري تزاح, ومع الملفات صور رجال ونساء أدوا أغراضهم, واستهلكوا فائدة وجودهم, وكعادة القوي الكبري في التاريخ لا يهمها إطالة النظر إلي ألبومات الصور القديمة, وكذلك تلقي إلي سلال المهملات صور رجال كانوا ملء الساحة في الشرق الأوسط وفي العالم العربي.

فوق الملفات والصور, أكاد أري الآن حتى خرائط كانت معلقة علي الجدران تحمل الآن وتطوي, لأن المشاهد اختلفت: المواقع العصية تأدبت أويجري تأديبها والمواقع الضائعة استعيدت, أوأنها تستعاد الآن. وكل ذلك تمهيد لفصل في شرق أوسط يعاد الآن تخطيطه وترتيبه وتأمينه, حتي لا يفلت مرة أخري كما وقع عندما راود العرب حلم مشروعهم القومي, وتبدي لسنوات كأن هذا المشروع القومي العربي هوشكل المستقبل!!

في إطار رؤيتك الثاقبة الراصدة لما يجري علي الساحة من هم اللاعبون الرئيسيون وماهي مشروعاتهم؟

علي الساحة الآن وبالتحديد3 مشروعات ونصف!!

الأول مشروع غربي يظهر مصمما ولديه عملا من أدوات العمل والتأثير ما يشجع طلابه والثاني مشروع هجري يظهر طامحا والثالث مشروع إيراني يؤذن من بعيد علي استحياء ثم أخيرا نصف مشروع أوشبح مشروع إسرائيلي يتسم بالغلاظة, وأقول إنه شبح مشروع, لأنه فيما أري بلا مستقبل علي المدي البعيد, وهذه قضية معقدة نناقشها فيما بعد, رغم حتى هذا الشبح الإسرائيلي يظهر متشجعا هذه اللحظة وكأنه يتمدد, لكني أظن حتى ما تراه إسرائيل نوعا من خداع البصر, سببه في الغالب هذه الحركة السريعة لتهاوي المشروع العربي والفراغ الواسع في المنطقة بعد سقوطه. شيء وحيد يقلق إسرائيل الآن, وهوالمخاوف من حتى ما يجري الآن في مصر يؤثر علي ما يسمي' معاهدة سلام'!!


لنبدأ بالمشروع الغربي ماهي ملامحه وكيف يتحرك؟

المشروع الغربي: وهوأمريكي ـ أوروبي, وهومشروع يؤرقني عملا, وأراه أمامي يزحف علي خطين وبحركة كماشة علي الجناحين تطوق وتحاصر:

الخط الأول مرئي مسموع محسوس: ومسعاه إغراق المنطقة في صراع إسلامي- إسلامي, بالتحديد سني شيعي, وقد بدأ زحف هذا الخط من عدة سنوات, عندما سقط النظام' الإمبراطوري' في إيران, وحل محله نظام الثورة الإسلامية. نتذكر حتى الثورة الإسلامية ضد النظام' الإمبراطوري' في إيران كانت أكبر ضربة وجهت إلي الإمبراطورية الأمريكية في المنطقة, وقد حاولت ولاتزال تحاول تعويضها وجربت ولاتزال تجرب بوسائل النادىية, وبوسائل المخابرات, وبوسائل الحرب, وبوسائل الحصار, ولم تنجح حتي هذه اللحظة, ثم نصح الناصحون من الخبراء وأولهم المستشرق الأشهر' برنارد لويس' بالهجريز علي تناقض' عربي فارسي' له جذور تاريخية, لكن العمل علي هذا التناقض لم يبلغ مقصده, وكذلك جري تطويره بالفتنة الممضىية بين السنة والشيعة, ووجدت الفتنة من يساعدها في المنطقة, والغريب حتى هؤلاء الذين يساعدونها من المنطقة كانوا أصدقاء لنظام' الشاه' وهوشيعي ثم أصبحوا أعداء لنظام الثورة الإسلامية وهوشيعي, لكنهم تحملوا خلاف المذاهب مع الشاه ولم يزعجهم, وأما الثورة الإيرانية فإن الشيطان كله تجسد في الممضى, ومن الواضح حتى الممضى ليس مكمن العداء, وإنما العداء سياسي, يعاد فيه بعث مآسي الإسلام السابقة في خدمة مصالح غير اسلامية لاحقة الي جانب حتى هذا البعث للفتنة يحول الانظار عن أي تهديد لهذه المصالح, وفي الحالتين حالة الفتنة وحالة تحويل الأنظار فإن المرغوب فيه حرب أهلية إسلامية مزقت العرب والمسلمين مرة, ومرات, والآن تجري استعادتها مرة أخري.

نريد مزيدا من الإيضاح هنا.. كيف من الممكن أن يعمل الغرب علي تحويل الخلاف الممضىي السني ـ الشيعي إلي فتنة وصولا إلي استعادة تلك الحرب الأهلية بين المسلمين مرة أخري؟

هذه النقطة التي نحن عندها تذكرني بمسألة أشرت إليها من قبل حين تحدثت عن حمل الحظر الأمريكي والغربي أخيرا عن' الإخوان المسلمين'.

أريد حتى أعود إلي ما أشرت إليه من قبل من حتى الاعتراف الأمريكي والغربي بالإخوان المسلمين لم يجيء قبولا بحق لهم, ولا تقديرا تجلت دواعيه فجأة أمام المعترفين, ولا إعجابا ولا حكمة, لكنه اتى قبولا- ولوجزئيا- بنصيحة عدد من المستشرقين, بينهم' برنارد لويس' أيضا!- تطلب مددا يستكمل عزل إيران في العالم الإسلامي والعربي بالفتنة الممضىية. وما وقع أنه في بداية القبول بنصائح' برنارد لويس', حتى السياسة الأمريكية حاولت توظيف قادة وزعماء من العرب, سواء في ذلك أمراء السعودية من الملك' فهد' وغيره- أورؤساء دول عربية مؤثرة مثل' مبارك' وغيره لتحقيق المطلب!!

وبالعمل علقت الولايات المتحدة أهمية ظاهرة علي جهود الأمراء والرؤساء, وهم يحاولون تغيير طبيعة الصراع الرئيسي في المنطقة من كونه' عربيا إسرائيليا', حتي يصبح' عربيا فارسيا', ولم يكن نجاح هؤلاء الأمراء والرؤساء علي مستوي ما يطلبه الكبار في واشنطن وغيرها. وتجددت نصيحة الاستشراق بأن الأفضلية فاعلية اللقاءة لتصبح اقوي اذ انتقلت من كونها حكومات أمام حكومات لكي تصبح مجتمعات ضد مجتمعات, أي أنه بدلا من لقاءة بين السعودية وبين إيران, فلتكن اللقاءة بين المذاهب الإسلامية, فذلك عداء مباشر وأعمق نفاذا, وكذلك وقع تعديل في السياسة الأمريكية, بما يشجع ويوسع عملية اللقاءة اعتمادا علي تجمعات جماهير من السنة تقابل تجمعات جماهير من الشيعة وبالتالي تصبح اللقاءة مزدوجة التأثير, لقاءة علي مستوي دولة ودولة, وبالتوازي لقاءة علي مستوي الجماهير بين جماعات وجماعات سنة وشيعة!! بهذا القصد طرأت مسألة الاعتراف بالإخوان, وبقبول مشاركتهم شرعيا فيما كان محظورا عليهم من قبل, والإخوان تنظيم سني نشيط, ومن المفيد كذلك يري أصحاب الطلب! هذه اللحظة حتىقد يكون للإخوان السنة دور علي مستوي الشارع العربي في لقاءة مع الشيعة في قلبه!!


وما هودور الإخوان بالضبط؟

الحقيقة أنني لا أحسب حتى الإخوان ضالعون في هذا القصد, وربما حتى نشوة الاعتراف بشرعيتهم لم تعطهم فرصة كافية لدراسة دواعي الاعتراف بعد نشوة الاعتراف. وكان من حق الإخوان حتى يعترف بهم, لكن واجبهم بعد النشوة حتى يطلوا علي بواعثه.

بمعني حتى حقهم سليم, ثم إذا توظيف هذا الحق في تأجيج فتنة في الإسلام لصالح آخرين- خطأ, خصوصا في هذه الظروف. ذلك هوالخط الأول في زحف المشروع الأمريكي ـ والأوروبي.


عودة إلي المشروعات المطروحة علي الساحة العربية الآن.. لنتحدث عن الخط الثاني للمشروع الأمريكي ـ الأوروبي؟

الخط الثاني لهذا المشروع الأمريكي ـ الأوروبي هوالخط الموازي لخط الفتنة, هذا الخط الثاني هوالآخر يزحف, ويزحف بسرعة لافتة حتي يسبق غيره, وأيضا يسبق أي طوارئ محتملة في المنطقة, بسبب الربيع العربي, خصوصا في القاهرة. والمشروع الأمريكي ـ الأوروبي هوتقسيم للمنطقة علي طريقة' سايكس بيكو' مع تعديل ما تقتضيه متغيرات الأحوال.

تتذكرون بالبتر اتفاقية' سايكس بيكو' الشهيرة, كلنا يعهد ما جري لنا بسببها, ولكننا نحتاج الآن إلي فهم ملابساتها, والاطلاع علي دخائلها كما تظهر في أوراقها ووقائعها لسبب أساسي هوحتى الماضي أحيانا كاشف للحاضر. لكي أوضح قصدي, يفترض أن أستطرد قليلا:

اتفاقية' سايكس بيكو' هي اتفاق توزيع العالم العربي ضمن أملاك الخلافة العثمانية ـ بين بريطانيا وفرنسا, وقد جري التوصل إلي هذه الاتفاقية بعد محادثات بين سياسي إنجليزي هوالسير' مارك سايكس'( وكان عضوا في مجلس العموم, ومقربا من' ونستون تشرشل' عضووزارة الحرب البريطانية أثناء الحرب العالمية الأولي) وأمامه علي المائدة السفير' فرانسوا بيكو'( وهودبلوماسي فرنسي اهتم بالمشرق العربي, واعتبر حتى لفرنسا حقا في الشام, لا يصح حتى ينازعها عليه أحد).

وكان هدف محادثات الرجلين ترتيب توزيع الإرث, وانفراد الحليفين الكبيرين بالإرث العثماني في العالم العربي قبل نهاية الحرب, وفي غفلة وغيبة من جميع الأطراف الدوليين خصوصا الكبار وبينهم الولايات المتحدة الأمريكية, وبعد اتصالات ومحادثات واجتماعات بين الرجلين في لندن مرات, وفي باريس مرات أخري توصل الاثنان إلي خريطة توزيع العالم العربي نصفين, نصف يئول إلي بريطانيا, ونصف يؤول إلي فرنسا, وقد استقرا في النهاية علي خط تقسيم الخريطة بين' عكا' علي البحر الأبيض, وبين' كركوك' شمال الموصل وشمال الخليج, ليكون أساس توزيع الإرث بعد هزيمة دولة الخلافة وحلفائها. وقد سمي الرجلان ما رسما بخط' ما بين' الكاف' و'الكاف', إشارة إلي حرف الكاف في' عكا' وحرف الكاف في' كركوك', وجنوب هذا الخط خط' سايكس' بيده علي جنوب الخريطة: نصيب بريطانيا, وعلي شمالها خط بيده أيضا: نصيب فرنسا.

وبمقتضي الخريطة كانت فلسطين والخليج والعراق الجنوبي والأوسط من نصيب بريطانيا, إلي جانب مصر والسودان من قبل, وبمقتضي الاتفاقية أيضا كان إقليم الشام: سوريا لبنان لفرنسا, إلي جانب المغرب العربي: تونس والمغرب والجزائر من قبل.


هل اللعبة مازالت مستمرة أم أننا دخلنا في لعبة جديدة بأطراف مختلفة؟

كان هذا اتفاق' سايكس بيكو' الأول والآن' سايكس بيكو' الجديد...

نحن أمام تقسيم حديث لعالم عربي ضاع منه مشروع نظامه, أوأضاع هومشروع نظامه, ولذلك اتى إلي فضاء المنطقة من يرسم خرائطها الجديدة, في ظروف جديدة, لها مواصفاتها الجديدة. الخرائط الجديدة لا توزع إرث الخلافة العثمانية, وإنما توزع إرث المشروع القومي العربي, الذي تمكن من طرد الاستعمار الغربي في فترة سابقة, وحاول حتى يملأ الفراغ وعجز, أي حتى الهجرة التي تورث الآن ليست أملاك الخلافة العثمانية, ولكن المشروع العربي القومي!! لم تستطع دولة الخلافة العثمانية حتى تحمي أملاكها, إلى غير ذلك جري إرثها. لم يستطع المشروع العربي حتى يحمي نفسه, إلى غير ذلك اليوم يتوزع إرثه.

أريد الوقوف معكم لحظة أمام خبايا ما يجري في عملية توزيع الإرث في الحاضر, ولكي أشرحه علي صورة أقرب إلي الصحة, فإني أعود قليلا إلي مشاهد ترسمها الوثائق في إعلام الوراثة السابق لدولة الخلافة, فقد يحدث في السابق الذي نراه إشارات إلي ما يجري في الحاضر أثناء إشهار إرث المشروع العربي القومي!! بعض الوثائق الملحقة باتفاقية' سايكس بيكو' الأولي مروعة!! فيها بالتحديد محضر جلسة جمعت بين رئيس وزراء بريطانيا' لويد جورج', ورئيس وزراء فرنسا' كليمنسو' وقد كنت بالأمس فقط منكبا علي قراءته مرة رابعة أوخامسة!!

كان الاجتماع في قصر' لانكستر' وسط لندن, وتاريخه بالضبط أول ديسمبر.1917 وقد دار بين رئيس الوزراء البريطاني ونظيره الفرنسي حوار, حول اتفاقية' سايكس بيكو' وكانت مطروحة عليهما, مع رغبة ملحة في ضرورة تعزيز التفاهم بين الحليفين الكبيرين: بريطانيا وفرنسا!! ووجه رئيس وزراء فرنسا' كليمنسو' سؤالا إلي رئيس وزراء بريطانيا' لويد جورج': صارحني يا صديقي بما ترغب حقيقة, حتي لا تظل بيننا فيما بعد شبهة خلاف. ويرد' لويد جورج': مطلبي هوالعراق وفلسطين, ويقاطعه رئيس الوزراء الفرنسي يسأله: هل هذا جميع شيء؟! قل لي ولاتخفي عني, ويتردد رئيس الوزراء البريطاني, ثم نطق علي استحياء: أريد القدس( كانت القدس علي الخريطة الأولي قد هجرت لترتيبات دولية لاحقة, رغم حتى فلسطين كلها كانت من نصيب بريطانيا). ويعود رئيس وزراء فرنسا إلي السؤال: حسنا, يفترض أن أهجر لك القدس!! ولكن هل هذه نهاية مطالبك نريد إنهاء جميع مسببات الخلاف بيننا, أسألك: - هل القدس آخر الطلبات؟!

ثم يكرر السؤال: قل لي بحق صداقتنا هل لديك شيء لم تقله لي؟!

ويرد رئيس وزراء بريطانيا وهويتنهد تعبيرا عن الحرج: بصراحة نعم... كذلك أريد الموصل( كانت الموصل حتي تلك اللحظة موضوعا معلقا في انتظار نهاية الحرب). ويتنهد رئيس وزراء فرنسا كأنه يضيف بالصبر مكرمة جديدة, ويقول لرئيس وزراء بريطانيا: حاضر, خذ الموصل.

كأنما أنطقيم الوطن العربي لعب في أياد تملك اللعب بها, وبأقدارها ومصائرها وأهلها. هل أزيد وأضيف من داخل المحاضر في هذا الاجتماع بين الرجلين حوارا أشعر بالإهانة حدثا سقطت عيني عليه: فقد سأل رئيس وزراء فرنسا زميله البريطاني عن وعود عهد حتى الإنجليز أعطوها للشريف حسين أمير مكة لقاء إعلان الجهاد الإسلامي ضد هجريا الخلافة, ويرد' لويد جورج' بقوله: هل تتصور يا صديقي أنني أقبل إلزام بريطانيا العظمي بورقة تعهد أعطيناها لقبائل بدوهمجية؟! كنا نريد الحصول علي فتوي تريح الهنود المسلمين, لأنهم عنصر مهم في قواتنا, بالذات في الشرق الأوسط, كنا نطلب منهم وغالبيتهم مسلمون حتى يحاربوا خليفتهم وخشينا حتى نعرضهم لأزمة ضمير, كنا محتاجين إلي إعطائهم فتوي بالجهاد ضد هذا الخليفة فتوي ممن هوأقوي من الخليفة في وجوب طاعة المسلمين, فتوي باسم' محمد', أليس هوالجد الأكبر للشريف' حسين'؟!!

وبمقدار ما حتى الشريف' حسين' في وسط ضباب' سايكس بيكو' الأولي راح يسمي نفسه: أمير المؤمنين, وملك العرب, وسلطان' الحجاز', وحاكم' نجد' فإن' معمر القذافي' وفي وسط ضباب' سايكس بيكو' الثانية راح يسمي نفسه زعيما تاريخيا, وقائدا أمميا, وملكا لملوك أفريقيا, والمصيبة أنه كان يقول ذلك بجد لا هزل فيه.

هل هناك فوارق بين سايكس بيكوالقديمة وسايكس بيكوالجديدة،يا ترى؟ وما مسببات ذلك؟

هناك فوارق من طبيعة الحال بين' سايكس بيكو' القديمة, و'سايكس بيكو' الجديدة التي يجري رسمها الآن, وأول مسببات الاختلاف متغيرات العصر.

'سايكس بيكو' الأولي كانت خطا علي خريطة, يصل من' الكاف' إلي' الكاف',' الكاف' في' عكا', و'الكاف' في' كركوك', ويفصل الشمال عن الجنوب. هذه المرة ليس هناك خط فاصل, وإنما هناك مواقع متناثرة.

التقسيم في المرة الأولي كان تقسيم جغرافيا وتوزيع أوطان, ولكن التقسيم هذه المرة تقسيم موارد ومواقع. وبوضوح فإن ما يجري تقسيمه هوأولا النفط وفوائضه.

نفط وفوائض ليبيا بعد نفط وفوائض العراق. والدواعي ظاهرة أولها: حتى الحاجة إلي النفط لاتزال ماسة, وبدائله لم تحقق بعد جدواها الاقتصادية,( مع حتى المحطات العملاقة لاستقبال الرياح بدأت تغطي جزءا من الاحتياجات النفطية), إلا حتى فجوة الطلب أعلي من ذلك كله بكثير.

تضاف إلي ذلك فوائض مالية مكدسة.


لنطبق سايكس بيكوالجديدة عمليا علي ما يجري الآن في ليبيا..

نحن نفهم مما نقرؤه الآن حتى نفط ليبيا جري توزيع امتيازاته عملا, وبنسب أذيعت علي الملأ, كانت: 30% لفرنسا( شركة توتال). 20% لبريطانيا( شركة بريتش بتروليم), والحصة أقل لأن بريطانيا أخذت أكثر في نفط العراق!! وليست أمامي الآن نسب التوزيع فيما بقي, لكن إيطاليا تطالب بحق مكتسب( شركة ايني), ثم إذا الشركات الأمريكية تلح علي دخول قائمة الوارثين. بعد إرث الموارد هناك ثانيا تخصيص المواقع.

قاعدة للأسطول السادس في' طرابلس' لأمريكا ومراكز مخابرات في' بنغازي' و'طبرق' لبريطانيا وإيطاليا تحتج بأنها تاريخيا تعتبر ليبيا منطقة نفوذ لها وفرنسا عبر البحر لها مطالبها. كل هذا وصوت المعارك لايزال يدوي, وسيل الدماء لايزال يتدفق( حتي الآن ثلاثون ألف قتيل في ليبيا, وسبعون ألف جريح, ومرافق بلا حساب سقط تدميرها)!! وربما حتى هذه التوزيعات للمواقع والموارد تجري بنفس الأسلوب الذي رأيناه في اجتماع رئيسي وزراء بريطانيا وفرنسا يوم أول من ديسمبر1917!! والمؤلم أنه يظهر وكأن العرب لم يتغيروا, وكأنهم عادوا إلي حيث كانوا, وكأنهم مازالوا هناك عند' سايكس بيكو' الأولي, ثم إذا ظاهر ما يسمعون يأخذهم إلي حيث ترغب لهم أوهامهم!!

مادتم تتحدثون عن أوهام العرب في زمن سايكس بيكوالقديمة نسأل: ماهي أوهام العرب الجديدة وبالتدقيق الزعيم الليبي الفار معمر القذافي؟

المدهش أن' معمر القذافي' عمل ما عمله من وصفهم' لويد جورج' بالبدوالمتوحشين, تبتر لهم العهود أوقات الحاجة إليهم, ثم ينكرون عليهم جميع شيء عندما تنتهي الحاجة إليهم.

قبل سنوات وعقب غزوالعراق بدعوي حيازته لأسلحة دمار شامل, سلم القذافي جميع ما كان لديها من مواد مشعة, وآلات ومعدات ورسوم, طلبا لغفران الإله الأمريكي الذي بدا غاضبا, منقضا علي من يعصي له أمرا. كان' كرم القذافي' يومها يفوق ما طلبوه منه والحقيقة أنه بدا رجلا خائفا من مصير صدام حسين.

وضع جميع ما عنده ووزنه500 طن معدات وآلات وأوراق ورسومات وشحنه كله من أوله لآخره علي مركب سافرت شمالا إلي قاعدة أمريكية في نابولي, وهناك سلمت المركب حمولتها بلا قيد أوشرط, وذلك أدي إلي كشف آخرين ذنبهم أنهم ساعدوه, مثل العالم الباكستاني' عبد القدير خان'. وانجرف' القذافي' إلي ما يتصوره جانب الاعتدال, لأنه لا يريد مشاكل, وصدر ابنه' سيف الإسلام' رسولا إلي الغرب باسمه, يعرض في عواصمه وجها جديدا جاهزا للتفهم من الآن!! ودفع بلايين الدولارات تعويضات في حادثة' لوكربي' التي صمم حتي آخر لحظة أنه بريء منها لم يحرض ولم يمول وليس له صلة من قريب أومن بعيد, وقد دفع بلايين الدولارات تعويضا, ومنطقه أنه يريد حتى يشتري الأمان ويريح نفسه. وكل ذلك لم ينفع.

لم يتفهم العرب لا في الماضي ولا في الحاضر, أنه ليست هناك عهود للدول الا ما تقتضيه مسببات القوة فكلهم يفترض أن يتنكر لأي عهد عند أول منحني علي الطريق إذا دعته مصالحه!! واتى التنكر للعهود هذه المرة فجا جلفا, فلا يغطي شيئا وإنما يتبجح, لأن الذين أنكروا العهود كانوا ملهوفين وعلي عجل, فهم بسبب أوضاعهم الاقتصادية كانوا مفلسين, يتعجلون خطف ثروة من الواهمين, وليس لديهم وقت لأي غطاء أوتزويق يغطي المستضعفين!!


فسر لنا مسببات هذا السقوط المريع للمشروع العربي ولنأخذ القذافي- مرة أخري- مثالا؟

في السنوات الأخيرة زادت الأوهام, واشتد تناقضها مع الحقائق, ووضعت المشروع العربي وأمته وشعوبه بين شقي رحي: غير المعقول من ناحية, وغير المقبول من ناحية.

وبين غير المعقول وغير المقبول كان الطحين علقما في مرارته. والأكثر مرارة في هذا' الغير المعقول' هوما كان يجري في ليبيا من نظام العقيد' معمر القذافي'.

السلطة المطلقة تفسد.

والثروة الطائلة أكثر منادىة للفساد.

ثم إذا الباحثين عن السلطة والمال في العالم العربي, قادرون علي الغواية بلا حدود, وقد تسابق كثيرون منهم يعرضون بضاعتهم كلاما بلا مضمون, وخططا علي الورق, وفي لقاءها تكون الاستجابة لما يطلبون, وعلي نفس الطريق مشي الأوربيون وإن بأسلوب مختلف, وكان المال وليس غيره هوالذي جعل مجتمعات أوروبا كلها تتعامل مع' القذافي' كأنه أمير مدلل, وكان الكثيرون من ساستها ونجومها ككلاب الصيد أمامه, فك مفتوح, ولسان يلهث, وأنفاس ساخنة وجائعة!!


إذا كان القذافي قد عومل كأمير مدلل يطلب وده الكثيرون إذن لما انقلب الغرب عليه؟

فجأة سقطت وتوالت أحداث الربيع العربي, ووصلت أصداؤها إلي جميع مكان, وبالطبع ليبيا, ثم بدأنا نسمع عن تحركات في' بنغازي', لكنه كان باديا أنها مازالت إشارة وعلامة بعدها طريق شاق يتعين السير فيه, ولا يمكن القفز عليه, لكن هناك من قفز!!

ولقد كان أغرب ما سمعت عن أحداث ليبيا, هوما سمعته من إنسان قريب الصلة بالمجلس الانتنطقي في ليبيا. كنت أسأله: إذا كان نظام' القذافي' غير معقول, أليس استنادىء تدخل أجنبي عسكري غير مقبول؟!!

وكان الرد الذي تلقيته بما مؤداه: حتى السامع يتفهم سؤالي, ولكنهم ـ بالنص تقريبا ـ تصوروا حتى مجرد هبة في' بنغازي' فإن' القذافي' يفترض أن يعمل مثل ما عمل' بن علي' في' تونس', و'مبارك' في' مصر ويمشي, وكذلك خرجنا إلي الشوارع وانكشفنا, لكن هذا الرجل المجنون لم يمش, وبقي في ليبيا, ومعه جزء كبير من البلد وجزء كبير من الناس, وكذلك معظم الجيش, ومعظم القبائل أيضا, وكذلك اضطررنا إلي قبول أي مساعدة, لوأنه هرب وأراحنا, لما سقطنا في هذا المأزق لكن المجنون لم يعمل'!!


كيف تنظرون إلي رد الغرب ـ من خلال حلف الأطلنطي ـ علي ما جري في ليبيا؟

الكارثة حتى غير المقبول كان الرد علي غير المعقول.

إنني قرأت بنفسي وأرجوألا تكون ملاحظتي متجاوزة في' الأهرام' نفسه قبل أسابيع عنوانا يقول بالنص: حلف الأطلنطي يفتح الطريق لتحرير' طرابلس'. وأنا لا أفهم حتى حلف الأطلنطي يريد حتى يحرر شبرا عربيا.

وبصراحة وأنا لا لفي في موقفي, فإن' القذافي' كان من الحق حتى يسقط, ولكن الشعب الليبي هومن كان يجب حتى يتحمل هذه المسئولية, وقد كانت هناك إشارات وعلامات عملا وإن في بدايتها, وكان يجب للبداية حتى تواصل حتي النهاية, وبشعب ليبيا, وليس بالطيران الأمريكي, ولا بأسراب صواريخ' الكروز' الأمريكية, ولا بالطيران الإنجليزي, ولا بالقوات الخاصة البريطانية, ولا بالأسطول الفرنسي, والقوات الفرنسية, ولا بالمخابرات من جميع الأطراف!! هذا هوغير المقبول بعد غير المعقول.


هل قفز الغرب علي الأوضاع القبلية والعشائرية في ليبيا, وكان همه فقط التخلص من القذافي بأي ثمن؟

لقد فوجئ الغرب بالثورة في' تونس' وفي' مصر', وبدا الربيع العربي وكأنه عالم مفتوح لكل شيء, ولكن هؤلاء نسوا حتى نضج عناصر أي ثورة ضروري لنجاح عملها, وكذلك لم يعد ما يجري في ليبيا ثورة شعبية وفقط, وإنما تبدوالآن غزوا خارجيا, واستيلاء راح ضحيته حتي الآن أكثر من ثلاثين ألف رجل وامرأة وطفل من الليبيين, وجرح منهم قرابة سبعين ألفا, وسقط تدمير مرافق ومنشآت, والآن أري حتى المقاومة مستمرة وأظن حتى الذين يقاومون مع' القذافي' يعملون ذلك بانتمائهم إلي الوطن الليبي, ليس تمسكا بـ' القذافي', ولكن لأن هناك غزوا لليبيا, وأظن حتى نفس الداعي يفترض أن يصل بليبيا مدنا وقبائل إلي حافة حرب أهلية.

وبكل أمانة فالثورات لا تصنع, ويستحيل حتى تنجح بهذا الأسلوب.

>> كيف؟ الثورات عمل لا يتم بكيفية تسليم المفتاح, أعني أنه ليست هناك ثورات تسليم مفتاح من قوي خارجية تطلب السيطرة, هذه القوي الخارجية ترغب مصالحها فقط, ولا يصح حتى يتصور أحد أنها بعد المصالح ترغب تحرير شعب!! ولقد عهدنا مما سمعنا ورأيناه في شبه الجزيرة العربية عن بناء القصور بطريقة مقاولة' تسليم مفتاح'( كما ينطق في التعبير الشائع), وذلك وقع أيضا في مجال الموانئ والمطارات, كله مدفوع نقدا ومقدما برسم التسليم علي المفتاح لكن الثورات شيء آخر. باختصار حلف' الأطلنطي' لا يحرر بلدا أوشعبا, وإنما يسيطر علي شعب وعلي بلد!!

لننتقل إلي ساحة أخري ملتهبة بل متفجرة من ساحات الربيع العربي وهي سوريا.. ما تقييمكم لما يحدث حاليا؟

هناك غير مقبول آخر يجري في سوريا بعد ما سبقته هوالآخر فترة من غير المعقول.

يكفي في سوريا هذا الذي جري في عملية توريث رئاسة الدولة, وكان سابقة خطيرة!!

كان الإصرار علي التوريث مهينا للشعب السوري بكل معيار. بداية التوريث كان من الرئيس' حافظ' إلي شقيقه' حملت الأسد', ثم سقط الشقاق بين الأخ وأخيه.

وإذا إرث الرئاسة ينتقل بوضوح من الأخ الشقيق إلي الابن الكبير' باسل الأسد', ثم تقع حادثة مؤلمة لـ' باسل الأسد', وإذا إرث رئاسة الدولة ينتقل منه إلي الأخ الأصغر' بشار'. وهذا غير معقول في نظام جمهوري!!

المؤلم حتى غير المقبول فيما يجري في سوريا بعد غير المعقول الذي سبقه معضلة كبري للأمة ذاتها. التغيير في' سوريا' مطلوب, لكن تدخلا عسكريا أجنبيا في سوريا في هذه اللحظة مخيف, وسليم حتى النظام أساء إلي شرعيته بقسوة, لكن البديل بالغزوالأجنبي في هذه الظروف يصعب تقدير عواقبه, خصوصا بعد ما جري في' العراق' و'اليمن' و'السودان' وأخيرا' ليبيا, لا تتحمل المنطقة من' بغداد' إلي' بني غازي' بالعرض, ولا من' حلب' إلي' عدن' بالطول, جميع هذا الذي يقع وبإلحاح وإصرار علي أنها الإزاحة هنا, والآن وبواسطة تدخل جيوش وأساطيل أجنبية!!


بعض العرب يريدون تكرار سيناريوليبيا في سوريا.. هل الأرض مهيأة والظروف سانحة؟

تثير قلقي هذه الإنذارات التي توجهها بعض الدول العربية إلي' سوريا', وكأنها تمهد الطريق لتدخل عسكري دولي, بنفس الأسلوب الذي رأيناه ونراه. المهم حتى الأزمة في' سوريا' بالعمل أزمة نظام جاوز اللامعقول, لكن علاج اللامعقول لا يجيء بدواء اللامقبول!!

وبعض ما يجري في' سوريا' مقصود به' إيران' كهدف أساسي في ملء فضاء الشرق الأوسط.

والذين يغامرون باللامقبول لا تهمهم العواقب, وربما حتى هذا سر غضب بعضهم, وبينهم الرئيس الفرنسي' ساركوزي' علي البطريرك الماروني بشارة الراعي لأنه تحفظ تجاه ما يمكن حتى يجري في سوريا علي مستقبل موارنة لبنان! ولم يكن' ساركوزي' وحده هوالذي انتقد البطريرك الماروني, ولكن سبقه بعض زعماء القبائل العرب, الذين لا يهمهم التاريخ القديم في' سايكس بيكو' الأولي ولا يلفت نظرهم الجديد الكامن في' سايكس بيكو' الثانية. هذا هوالمشروع الغربي في ملء فراغ المنطقة, ويجيء بعد ذلك مشروعان وشبح مشروع لا مستقبل له في ظني.


قلتم إذا بعض ما يجري في سوريا مقصود به إيران.. وهنا نسأل أين هوالمشروع الإيراني وما هي التمايزات بينه وبين المشروع الهجري؟

هناك مشروع إيراني وهومحدود في إطاره لأسباب عديدة, تضعها الجغرافيا بالمسافات, ويصنعها التاريخ بالثقافات, إلي جانب حتى هذا المشروع تحت حصار, وعليه فإن إستراتيجيته الآن دفاع!! - وهناك أيضا مشروع هجري لديه حظ أكبر, لأن أساسه التاريخي لايزال في الذاكرة, ولايزال في المواريث.

وبمنتهي الأمانة فأنا لست متحمسا لهذه اللهجات بالغمز واللمز علي هجريا, خصوصا في أعقاب زيارة رئيس وزرائها الطيب أردوغان. كل منطقة في الدنيا أرض وموارد وأهم من ذلك فضاء سياسي وثقافي وعسكري, فضاء نفوذ وقدرة وهيبة وهذا الفضاء لا يقل أهمية عن الأرض والموارد. وكان ظني حتى أفضل الخيارات المطروحة هذه اللحظة حتى يستطيع العرب تأمين توازن في موقفهم يصون مصالحهم, ولا يقمع طموحات مستقبلهم, ولاقد يكون مقاولة' تسليم مفتاح'!!, وتأمين التوازن في الحالة العربية لابد حتى يتم بدرجة من التعاون مع الجوار الإقليمي الإسلامي, بصرف النظر عن فرقة المذاهب, وأنا لا أحسبها فرقة, وإنما رؤي مختلفة في التاريخ وفي الثقافة. لكن الظاهر من الخطاب الرسمي العربي السائد, هوعداء إيران, والتشكيك في هجريا.

والعداء لإيران بالهجريز علي مذاهب يفترض أن يؤدي إلي كوارث في شبه الجزيرة العربية, بدايتها ما نري في' اليمن' و'البحرين'. والتشكيك في هجريا واستنادىء الجانب المظلم من التجربة العثمانية القديمة, قد يحمل هجريا للانضمام إلي' سايكس بيكو' الجديدة شراكة مع الغرب الأمريكي الأوروبي في نصيب من الموارد والمواقع. كانت هجريا العثمانية هي الضحية التي توزع إرثها علي الآخرين في' سايكس بيكو' الأولي.

والآن والإرث العربي القومي يوزع علي الأطراف في' سايكس بيكو' الجديدة, فإن هجريا امام إغراء حتى تكون شريكا في الإرث الجديد بعد حتى كانت ضحية في سابقه.

في خضم جميع ما يحدث في العالم العربي أين مصر ،يا ترى؟ وكيف تقيمون رد عمل صانعي القرار فيها؟

أكثر ما يعنيني في هذه اللحظات الفارقة هي مصر موقفها أمنها مطالبها الإستراتيجية مصالحها!!

وبصرف النظر عن الانتماء, وهل هوفرعوني, أوإسلامي أوقومي عربي... ؟!! وبصرف النظر عن جميع شعارات مصر أولا, ومصر أخيرا.

وبصرف النظر عن دواعي الفخر من أول بناء أهرامات الجيزة, وحتي حمل الأعلام يوم25 يناير في ميدان التحرير, فإن مصر بلد ـ حتي بمصالحه وأمنه وفي أضيق الحدود ـ بلد له ضرورات: هولا يستطيع حتى يحمي نفسه عسكريا علي خطوط حدوده الدولية, ونظرة إلي الخريطة تكفي.

ثم إنه بلد لا يستطيع حتى يحقق نموه بالاقتصار علي موارده. وأخيرا فإنه لا يستطيع وحده حتى يؤكد بقاءه وثقافته ووعيه, حتي بالحياة نفسها في هذه الرقعة المحاصرة بالصحاري علي ضفاف النيل. بلد يعتمد علي مياه تجيء إليه من خارجه.

وبلد لا يستطيع حتى يعزل نفسه, وهوينطق ويفكر ويتصرف بنفس اللغة مع جواره. وبلد لا يستطيع حتى يبتعد عن محيطه الديني( مسلم ومسيحي) بكل دواعيه ومحركاته الحضارية.

هل أنت قلق علي الأحوال في بر مصر؟

ما يقلقني في هذه الساعة هوحتى مصر في هذه الظروف كلها تبدومستغرقة بالكامل, في مشاكل آنية تقسيم الدوائر الانتخابية.. فردي أونسبي.. إلي آخره. كانت ثورة يناير قد وضعتها في أعلي مقام في المنطقة, وتحت أسطع ضوء, وفي أبهي صورة, ثم اتىت اللحظة الحرجة من حولنا ونحن مشغولون عنها وكأنها لاتعنينا.

مشروع تاريخي ينزاح وهويستحق, ونظام مستجد يزحف وليس له حق. وملفات خطيرة تستبعد, وملفات أخطر تستحضر. وحدود ترسم, ومصالح توزع, وعوالم بأسرها تتغير, ونحن هنا ودعونا ننظر إلي عناوين الصحف والإذاعات وشبكات التليفزيون كما رأيناها أمس, وكما يفترض أن نراها غدا!! أقول ذلك وأنا أري الحركة الهادرة والفوران الذي تعيشه مصر هذه الأوقات, وما أراه يقلقني ولكنه لايخيفني أكثر من اللازم, فهذه علي طول التاريخ أعراض وعوارض رحلة انتنطق وسفر إلي المستقبل, يقوم به شعب, ووراءه تجربة تاريخية كبري, وأمامه أفق واعد أوسع!!


ما هوالأمر الملح الآن في نظركم ؟

قد يحدث مناسبا وحتي لا يتشتت هجريزنا بين الداخل والاقليم, حتى أتقدم باقتراح, إنشاء مجلس أمن قومي مصغر من داخل المجلس الأعلي للقوات المسلحة أوبجانبه, ويكلف بمتابعة ما يجري من حولنا, ويساعد علي تحديد حركتنا إزاءه, لأن ما يجري الآن يفترض أن يقرر مستقبل المنطقة وشعوبها لعشرين سنة قادمة علي أقل تقدير؟!! وأظننا لا نريد حتى نجد أنفسنا داخل الخريطة الجديدة, حيث لا يليق أوخارجها حيث لا يصح!! هذا في ظني ضرورة من ضرورات هذه اللحظة وفورا, ولأصحاب المستقبل رأيهم وقرارهم الأخير.  

       

 


اقرأ نصاً ذا علاقة في

حوار الأهرام مع محمد حسنين هيكل-الجزء الأول


تاريخ النشر: 2020-06-04 10:18:39
التصنيفات:

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

توقيف مسبوق قضائيا وبحوزته كميّة من المؤثرات العقليّة

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-18 21:23:38
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 50%

3500 شخص يقدمون تظاهرة فنية ثقافية تحاكي تاريخ الدولة السعودية 

المصدر: صحيفة اليوم - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-02-18 21:25:00
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 38%

نائب رئيس شعبة المحمول يوضح حقيقة احتكار السلعة في مصر

المصدر: الرئيس نيوز - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-18 21:24:48
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 53%

شقيق عريس الإسماعيلية يعتذر للصحفية مصورة الواقعة

المصدر: الرئيس نيوز - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-18 21:24:47
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 65%

مستشار الرئيس الفلسطيني يوضح أسباب رفض صفقة القرن

المصدر: الرئيس نيوز - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-18 21:24:49
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 55%

"مايك بنس" يزور المغرب وإسرائيل بداية الشهر المقبل

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-18 21:23:25
مستوى الصحة: 71% الأهمية: 76%

العاصفة "يونيس" تقتلع الأشجار وتقتل 3 في هولندا

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-18 21:23:10
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 52%

الباز عن واقعة عروس الإسماعيلية: "العيلة بتستعمى المجتمع كله"

المصدر: الرئيس نيوز - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-18 21:24:47
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 56%

العثور على جثة مسحوقة العظام بوزان وشبهة الانتقام جد واردة

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-18 21:23:21
مستوى الصحة: 71% الأهمية: 71%

برشلونة يرفض عرضا ب15 مليون يورو لشراء الزلزولي

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-18 21:23:25
مستوى الصحة: 72% الأهمية: 85%

وزير الخارجية يستعرض أوجه العلاقات مع  رئيس وزراء جورجيا

المصدر: صحيفة اليوم - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-02-18 21:24:59
مستوى الصحة: 30% الأهمية: 49%

 تونس تمدّد حالة الطوارئ لـ 10 أشهر

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-18 21:23:09
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 59%

الصحة: 3 حالات يمكن خلالها تأجيل موعد لقاح كورونا

المصدر: الرئيس نيوز - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-18 21:24:50
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 54%

وزير الخارجية يشارك فى مؤتمر ميونخ للأمن

المصدر: الرئيس نيوز - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-18 21:24:51
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 51%

إصابة طفلتين إثر سقوط سور منزل بسبب الرياح في أسيوط

المصدر: الرئيس نيوز - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-18 21:24:50
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 63%

مداخيل المغرب من ثروته السمكية تحقق رقما قياسيا غير مسبوق سنة 2021

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-18 21:23:24
مستوى الصحة: 64% الأهمية: 70%

نبيلة الرميلي تترأس أعمال دورة فبراير في جلستها الثانية

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-02-18 21:23:48
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 61%

شبكة “بي ان سبورت” تفتح مكتبا لها بالجزائر قريبا

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-18 21:23:36
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 62%

تحميل تطبيق المنصة العربية