النخيل البعل
من المعروف حتى زراعة النخيل في شبه الجزيرة العربية تنقسم إلى نوعين: النوع الأول يسمونه البعل أي أنه يعتمد على الأمطار دون ري منتظم ويتواجد في المناطق الجبلية القريبة المياه والحصينة أمنياً مثل شعاب جبال أجا وسلمى ورمان وأبانات ووطويق وغيرها. وهذه تناسب البدوالرحل أما الثاني فهوالذي يعتمد على الري المنتظم وبذلك يحتاج تواجد صاحبه للعناية به بشكل دائم وهونخيل أهالي القرى السهلية. وقديما كانت المواقع الجبلية تخص أهل البلاد الأصلييين ولا يرخصون شبرا منها، أما السهلية والمكشوفة فكانت رخيصة كون الماء فيها عميقة وكونها مكشوفة تصعب السيطرة عليها وحمايتها، ولهذا اتى استيطان هذه المواقع متأخرا أي بعدما ساد الأمن بوجود النظام الرسمي ونهاية النزاعات والغزوات القبلية التي كانت سائدة في الماضي، وبعد هجر حياة الترحال والبداوة وخاصة بعد التقدم التكنولوجي في معدات حفر الآبار بألاف الأمتار، وضخ الماء من هذه الأعماق، وكذلك طرق الزراعة الحديثة ، وبذلك التغت أهمية المواقع الجبلية. التي لا يتجاوز عمق آبارها العشرة أمتار، ومساحاتها كذلك إلى غير ذلك فقد انعكست الآية تماما ..
وتجدر الإشارة إلى ما ذكره الدكتور/ شائم بن لافي الهمزاني من أنه نتيجة لتفتيت الملكيات على أساس نظام المواريث فقد أصبحت المواقع المغروسة قديما شبه موات بحيث تتعذر الاستفادة منها، مقترحاً: العمل على إعادة توزيع الملكيات من خلال أسلوب حديث ومناسب كأن تؤول ملكيتها للدولة أوللجمعيات الخيرية، ومن ثم يعاد تمليكها لأهلها بطريقة جديدة، وبثمن رمزي. أوحتى تدخل ضمن ملكيات الوقف الخيري أونحوذلك. ومن القرى القديمة في منطقة حائل التي يتوافر فيها هذا النوع من الملكيات نجد جوأجا وشبيكة رمان وعقدة وسراء وروضة رمان ووسيطا الحفن والمستجدة والسويفلة ومواقع كثيرة في جبل سلمى وغيرها. ويمكن الإشارة إلى ملاحظة هامة وهي حتى النخيل البعل المغروس منذ عشرات السنين لم يتأثر بشكل واضح نتيجة نقص المياه الجوفية بسبب قلة الأمطار إلا في شتاء عام 2008 م حيث هلك جل هذا النوع من النخيل، وذلك نتيجة شدة البرد وانخفاض منسوب الماء الجوفي.
من أبرز المصادر
1- التغير الاجتماعي في منطقة حائل، دراسة فهمية ، غير منشورة ، للدكتور شائم بن لافي الهمزاني ، 1990م.
