تينمل
تقع مدينة تينمل المغربية على بعد 100 وقع جنوب شرق مدينة مراكش، على الطريق المؤدية إلى تارودانت عبر ممر تيزي نتاست. وتنتشر أطلالها على الضفة اليسرى لـ واد نفيس وسط جبال الأطلس الكبير على علويناهز 1230م. لا زال المسقط والمسجد والقرية الحالية يحملون الاسم القديم "تينمل".
تاريخ تنمل
مع بداية القرن الثاني عشر الميلادي ظهرت في أعالي جبال الأطلس حركة دينية إصلاحية توحيدية تزعمها المهدي بن تومرت الذي نصب زعيما روحيا للموحدين سنة 1121م. وقد أمر بعد مرور أربع سنوات على حكمه ببناء مدينة تينمل وجعلها عاصمة له وقاعدة عسكرية لجيوشه. بعد وفاته، وتخليدا لذكراه، أمر خلفه عبد المومن بن علي الكومي في سنة 1153م ببناء مسجد تينمل، وتحول المسقط على إثر ذلك إلى مقبرة ملكية للخلفاء الموحدين. خلال العصر المريني تعرضت المدينة للهدم والتخريب من طرف الجنود المرينيين، ولم يستتثى من ذلك إلا المسجد الذي أصبح يشكل مفهمة مهمة يعتبرها السكان المحليون مزارا مقدسا، بالإضافة إلى بقايا سورها الأمني في الجهة الشرقية وأطلال متناثرة لـ قصبة أورير نتيضاف التي أفردت على قمة جبل.
مسجد تينمل
تخليدا لذكرى المهدي بن تومرت أمر خلفه السلطان عبد المومن بن علي الكومي في سنة 1153م ببناء مسجد تينمل.
بني المسجد بتصميم ذي شكل مستطيل على مساحة طولها 48,10 مترا وعرضها 43,60 مترا وهومحاط بسور مرتفع تعلوه شرفات. تتكون قاعة الصلاة من تسع أروقة موجهة نحوالقبلة، كما يشكل التقاء البلاط المحوري والرواق الموازي لجدار القبلة شكلا هندسيا على نحوالحرف اللاتيني T. أما القباب الثلاث فتتوزع بشكل منتظم على طول رواق القبلة، إلا أنه لم يتبق منها إلا واحدة في الزاوية الجنوبية الغربية. ترتكز أروقة المسجد على نادىمات مبنية من الآجر بواسطة أقواس متنوعة الأشكال، تساهم في إعطاء جمالية خاصة لقاعة الصلاة، وتعلوالمنبر والمحراب صومعة مستطيلة الشكل، وهوما يعتبر استثناء في هندسة الجوامع بالمغرب. أما الصحن فيمتد شمال غرب قاعة الصلاة وهومحاط بأروقة. من حيث الزخرفية يشكل محراب تينمل إحدى روائع الفن الإسلامي بالمغرب. وصفوة القول حتى مسجد تينمل يتميز بأحجام متوازنة وتناسق هجريبي تدريجي لمرافقه المركزة جميعها على عنصر المحراب ليس فقط على مستوى الزخرفة بل وحتى على مستوى الترابطات الهندسية وترابطات الأحجام.
الهامش
°30 59' 4.73" شمالا 8° 13' 42.51" غربا