إمارة باري

عودة للموسوعة

إمارة باري

إمارة باري
847 – 871
مسقط إمارة باري
العاصمة مدينة باري
اللغة العربية
الدين الإسلام
نظام الحكم دولة مدينة
أمير
 - 852-847 الأمير خلفون (الأول)
 - 856-852 الأمير مفرق بن سلام
 - 871-856 الأمير سودان الماوري (الأخير)
History
 - تأسست 847
 - سقوط تلك الإمارة على يد الإمبراطور لودفيك الثاني. 871م 257 هـ،

إمارة باري هي إمارة تكونت في مدينة باري بمقاطعة بوليا جنوب إيطاليا على أيدي المسلمين، واستمرت 25 عامًا من سنة 232 هـ/ 847 م وحتى 257 هـ/ 871 م، وحكمها ثلاث أمراء وهم (خلفون) و(مفرق بن سلام) و(سودان الماوري). وتعتبر أطول فترة حكم للمسلمين في جنوب إيطاليا، وإن كانت نظرة المسلمين المعاصرين لها بأنها ليست بذات الأهمية وقد تمت بواسطة أعداد بسيطة من المغامرين، ولم تحصل على أي دعم من القوي الإسلامية الأخرى، مع حتى الحاكم الثاني قد أوفد إلى الخليفة العباسي عن طريق والي مصر بتثبيته واليًا على باري.

النشأة

تعرضت باري للغزوللمرة الأولي سنة 840 أو841 حسب كلام البلاذري. ثم استطاع القائد خلفون، وهوقائد عسكري من عشائر ربيعة قادم من صقليةخطأ استشهاد: وسم <ref> غير سليم؛ أسماء غير سليمة، على سبيل المثال كثيرة جدا حتى يحاصر مدينة "باري"، إلا حتى محاولة الاستيلاء على المدينة المحصنة لم تفلح في بداية الأمر. لكن وسط ضغط الحصار القوي، نفدت موارد المدينة واشتدت وطأة الجوع والحرمان على سكانها، إلى حتى اكتشف المسلمون ثغرة في سورها، فدخل بها خلفون ومجموعة من جنوده وباغتوا الجنود اللومبارديين وهم نيام وفرضوا سيطرتهم على المدينة ونصب خلفون نفسه واليًا عليها.

امتدت تلك الإمارة الإسلامية في الفترة من سنة 232 هـ/ 847 م وحتى 257 هـ/ 871 م، حيث تعاقب عليها ثلاثة من الحكام المسلمين وهم: الأمير خلفون، وحكم في الفترة من سنة 232-237 هـ / 847-852 م، وتلاه الأمير مفرق بن سلام في الفترة من سنة 237-241 هـ/ 853-856 م، ثم الأمير سودان الماوري في الفترة من سنة 241-257/ 856-871م.


حكم خلفون

مراحل الصراع العربي-البيزنطي في المتوسط ويري إمارتي باري وتارنتوفي الجنوب الإيطالي

تفاوض خلفون مع ممثلي الطائفة المسيحية ليؤمن لهم في أنفسهم وأموالهم، وأن يحتفظوا بشرعيتهم وقضاتهم وحرية طقوسهم الدينية وأن تظل كنائسهم حرمًا مصونة. ثم عمل الأمير الجديد على تقوية أسطول المسلمين وشرع في الاستيلاء على المدن والإمارات التي تجاور إمارة باري إلى حتى سيطر على معظم مساحتها. إلا حتى الخلافات بين العناصر الأربعة التي يتكون منها السكان، وهم العرب والبربر والمسيحيين واليهود، والتي كانت الإمارة تحرص منذ البداية على ضمان ولائهم، ثم لم تلبث حتى تفاقمت وخاصة بين العرب والبربر. الأمر الذي أدى إلى مقتل (خلفون) وتولي (مفرق بن سلام) حكم الإمارة، ولم يعهد أحد كيفية وصوله إلى قيادة الحكم إلا أنه اشتهر بالتقوى، فبنى أول جامع كبير في وسط باري.

مفرق بن سلام

وتولى الحكم بعد وفاة خلفون الأمير مفرق بن سلام الذي كان قائدًا عسكريًا محنكًا ينتمي للأغالبة، وقام بغزوالمناطق المحيطة بإمارته مثل بنيڤنتوومملكة "تليزي" وإمارتي"سبوليتو" و"ساليرنو"، واستولى جنوده على الكثير من الغنائم، كما أنه تصالح مع بعض أعدائه من الأمراء على حتى يدفعوا له الجزية، وأطلق أسرى المسلمين، وأصبحت إمارة "باري" في عهده مأوى للعديد من المسلمين الذين ازداد عددهم في المناطق الجنوبية من إيطاليا. وقد بنى أول جامع كبير في وسط باري، وتشير بعض المصادر الإيطالية إلى حتى مسقطه هوالكاتدرائية الحالية للمدينة والتي تقع وسط مركز المدينة التاريخي.

ولعل قصر عمر هذه الإمارة يرجع إلى تنوع هجريبتها السكانية، حيث تشكلت من العرب والبربر والمسيحيين واليهود الذين سرعان ما دبت الخلافات بينهم، خصوصًا بين العرب والبربر الذين قاموا بقتل الأمير مفرق ونصبوا مكانه سودان الماوري.

سودان الماوري

حاول الحاكم الثالث والأخير من حكام باري سودان الماوري منذ البداية حتى يظهر عدالته بعدم التفريق بين المجموعتين، وذلك من خلال توزيع المغانم والأراضي والمناصب المهمة بالتساوي بينهم. وعقد هدنة عسكرية مع جيرانه من المسيحيين، وقد غزا أراضي دوقية بينيفنتو، ورغم مساعدة الفرنجة له إلا حتى الدوق أديلكي اضطر لدفع الجزية وإطلاق سراح الرهائن. وفي سنة 244 هـ/ 859 م استولى على مدن كابوا وكانوزا وليبوريا لتوسيع إمارته، وتوجه بعد ذلك إلى دوقية نابولي ‏‏، إلا حتى انتشار سقم الكوليرا لم يعطه فرصة للتقدم أكثر من ذلك وقد حاول الدوق لومبارت الأول مع تحالف قوي بمنع دخول سودان مدينة باري عند عودته ولكن بعد معركة قوية انتصر على التحالف وتمكن من دخول المدينة. في سنة 250هـ/ 864م استلم التنصيب الرسمي كوالي للمدينة من الخليفة المتوكل الذي كان قد طلبه سلفه. فزينت المدينة بعدد من الصروح والقصور منها مسجد حيث دُرست تعاليم الإسلام.

السقوط

الاستيلاء المشهجر على باري من قِبل القوات الفرنكو-لومباردية والسفن الكرواتية، بقيادة الامبراطور لويس الثاني في 871.

تمكنت إمارة باري من البقاء لفترة مكنها من الدخول في علاقات مع جيرانها المسيحيين. ووفقا لكتاب "تاريخ سالرنو" فإن السفراء (أوالمندوب البابوي) إلى ساليرنوالذين يمكثون في قصر الأسقفية قد أبدوا الكثير من الاستياء من الأسقف. وقد كانت باري أيضا بمثابة ملجأ لعدد من المنافسين السياسيين للإمبراطور لودفيك الثاني، وأحدهم من دوقية سبوليتوفر إليها خلال التمرد. وقد كان لودفيك غير مرتاح من وجود دولة مسلمة بوسط إيطاليا، لذا ففي سنة 865 ولربما تحت ضغط الكنيسة أصدر قرارا يطالب المحاربين من شمال إيطاليا بالتجمع في لوسيرا في ربيع عام 866 للهجوم على باري. ولا يعهد من المصادر المعاصرة لتلك الفترة إذا كانت تلك القوة قد توجهت إلى باري، ولكن الامبراطور كان في صيف ذلك العام في جولة في كامبانيا مع الامبراطورة انجلبيرجا، وقد حثه أمراء لومبارد (بنڤنتووسالرنووكابوا) بقوة بالإسراع في الهجوم على باري.

وفي سنة 252 هـ/ 866 م، قاد الإمبراطور "لودڤيك الثاني" تحالفاً مسيحيا ضم أمراء جميع من "بنڤنتو" وأمير "سبوليتو" و"نابولي" لمحاصرة الإمارة، ولكنه لم ينجح في ذلك بسبب عدم امتلاكه أسطولًا بحريًا قويًا، الأمر الذي اضطره إلى الرجوع من حيث أتى، ولكنه لم يغيّر عزمه على الرغم من سقمه، فاستعان بجماعات من مسلمي الصنطقبة وصربيا والقسطنطينية الذين حاصروا الإمارة مرة أخرى. وفي يوم الجمعة الثاني من فبراير سنة 871م الموافقثمانية ربيع الأول 257 هـ، استطاع التحالف الكبير حتى يقتحم أسوار "باري" بعد حصار دام أربع سنوات انتشرت فيها الأمراض وعانى سكانها نقص المؤن والعتاد. ويذكر المؤرخ موسكا حتى الإمبراطور لودڤيك الثاني أمر بذبح جميع الأسرى رجالًا ونساءً وأطفالًا، ولم ينج من المسلمين إلا السلطان بنفسه.


الآثار

وتعود مسببات انتهاء إمارة باري، إلى عدم تمكن حكام صقلية من دعمها في محنة حصارها، إضافة إلى ضعف الدولة العباسية في بغداد. وأدخل المسلمون إلى باري كثيراً من عاداتهم وتنطقيدهم الاجتماعية، كما أدخلوا فن العمارة ونظم الزراعة وحفر الترع وقنوات الري والنواعير المائية وإدخال الكثير من المحاصيل الزراعية مثل القطن والأرز وقصب السكر والنخيل، والفخار فضلاً عن بناء المعالم الأثرية مقارنة بعمرها الزمني القصير.

وذكر المؤرخ الإيطالي جوزيه موسكا في مقدمة كتابه إمارة باري حتى الكثير من المؤرخين الإيطاليين تجاهلوا إلى حد كبير فترة الحكم العربي التي عاشتها هذه الإمارة، كما حتى المدونات التاريخية المتوافرة حالياً تعتمد في معظمها على ما خطه الرهبان بعد انتهاء الإمارة، إضافة إلى أنها اتصفت بالتحيز ضد المسلمين وعدم ذكر الطفرة الحضارية والعمرانية التي شهدتها إمارة باري خلال فترة حكمهم.

تسلسل الحكم

  • الأمير خلفون، وحكم في الفترة من سنة 847 إلى سنة 852م.
  • الأمير مفرق بن سلام في الفترة من سنة 853 إلى سنة 856م.
  • الأمير سودان الماوري في الفترة من سنة 856 إلى سنة 871م.

انظر أيضا

  • إمارة صقلية
  • إمارة بني كلب (صقلية)
  • تاريخ الإسلام في جنوب إيطاليا

المصادر

  • ويكيبيديا
  1. ^ Kreutz, 38.
  2. ^ Kreutz, 25.
  3. ^ Kreutz, 39.
  4. ^ Kreutz, 40.
  5. ^ Drew, 135.
  6. ^ Kreuger, 761.

المراجع

  • تاريخ إمارة باري
  • السيد الباز العريني: الدولة البيزنطية 323-1081م. دار النهضة العربية 1965م
  • Musca, Giosuè (1964). L'emirato di Bari, 847–871. (Università degli Studi di Bari Istituto di Storia Medievale e Moderna, 4.) Bari: Dedalo Litostampa.
  • Drew, K. F. (1965) Review of L'emirato di Bari, 847–871, Giosuè Musca. The American Historical Review, 71:1 (Oct.), p. 135.
  • Krueger, Hilmar C. (1966) Review of L'emirato di Bari, 847–871, Giosuè Musca. Speculum, 41:4 (Oct.), p. 761.
  • Kreutz, Barbara M. (1996) Before the Normans: Southern Italy in the Ninth and Tenth Centuries. Philadelphia: University of Pennsylvania Press. ISBN 0-81221-587-7.
تاريخ النشر: 2020-06-04 10:30:22
التصنيفات: صفحات بأخطاء في المراجع, دول سابقة في إيطاليا, دولة مدينة, دول تأسست في 847, دول انتهت في 871, صفحات بها وصلات إنترويكي, فتوحات إسلامية, الإسلام في إيطاليا, تاريخ إيطاليا, دول إسلامية سابقة في أوروبا, إمارات سابقة, باري, تاريخ الإسلام, انحلالات 871, دول ومناطق تأسست في 847

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

تحت الدف | جريدة الصباح

المصدر: جريدة الصباح - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-11 21:20:02
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 67%

تحالف الأغلبية في مهب حرب الفرق | جريدة الصباح

المصدر: جريدة الصباح - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-11 21:20:05
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 61%

الصحة: لقاح الأنفلونزا المتوفر يحمى من 4 فيروسات متوقع انتشارها

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-11 21:20:38
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 62%

المساواة في الإرث… “جري طوالك” | جريدة الصباح

المصدر: جريدة الصباح - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-11 21:20:03
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 55%

تحديد 18 أغسطس موعدا لطرح تذاكر كأس لوسيل

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-11 21:20:32
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 70%

لقجع يغلق باب “توسلات” الأندية | جريدة الصباح

المصدر: جريدة الصباح - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-11 21:20:04
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 61%

تصفية طالب مغربي بكندا | جريدة الصباح

المصدر: جريدة الصباح - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-11 21:20:06
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 67%

كولومبيا تعيد العلاقات الدبلوماسية مع جبهة البوليساريو الانفصالية

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-11 21:18:54
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 54%

السطو على قروض بأسماء مستعارة | جريدة الصباح

المصدر: جريدة الصباح - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-11 21:20:06
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 58%

أوكرانيا تنشد الدعم العربي في مواجهة روسيا وتتعهد باستئناف صادرات القمح

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-08-11 21:18:52
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 62%

فيتوريا يزور نادي الزمالك ويجتمع مع فيريرا

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-11 21:20:39
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 62%

تحميل تطبيق المنصة العربية