حرب الفلاحين

عودة للموسوعة

حرب الفلاحين

رسمة معاصرة
الإصلاح الپروتستانتي
الإصلاح
التاريخ والأصول
تاريخ الپروتستانتية
  • The 95 Theses
  • حرب الفلاحين
  • Schmalkaldic League
  • Magisterial Reformation
  • الإصلاح المتطرف
الحركات والطوائف
الپروتستانتية
  • الإصلاح الفرنسي
    • هوگنو
  • الإصلاح الألماني
    • اللوثرية
    • الكنيسة الموراڤية
  • الإصلاح السويسري
    • Reformed Churches
    • الكالڤينية
    • Anabaptist
  • الإصلاح في هولندا
    • منونية
  • الإصلاح الإنگليزي
    • كنيسة إنگلترة
    • أنگليكانية
    • پيوريتان
  • الإصلاح الاسكتلندي
    • المشيخية
  • الإصلاح في إيطاليا
    • والدنسية


المصلحون الپروتستانت
  • وليام تيندال (إن, 1494–1536)
  • منوسيمونز (هو, 1496–1561)
  • توماس مونتزر (أل, 1489–1525)
  • توماس كرانمر (إن, 1489–1556)
  • جون نوكس (اس, 1514?–1572)
  • جون وسلي (E, 1703–1791)
السابقون
  • بابوية أڤنيون (1309 to 1377)
  • جون وايكليف (إن, 1320–1384)
  • Western Schism (1378–1417)
  • يان هوس (بو, ~1369–1415)
  • الحروب الهوسية (1420 to ~1434)
  • عصر النهضة الشمالي
  • German mysticism

انظر أيضاً نطقب:پروتستانت

     

حرب الفلاحين (بالألمانية der Deutsche Bauernkrieg) كانت ثورة شعبية عارمة للفلاحين (ثورة الفلاحين) في الإمبراطورية الرومانية المقدسة نتيجة للاضطهاد القاسي الذي تعرضوا له والأوضاع المعيشية السيئة التي عاشوها. وتوجت هذه الإنتفاضة بحرب الفلاحين التي رافقتها أعمال عنف وانتقام واسعة النطاق خلال الفترة من 1524 إلى 1526 .

تعتبر على غرار الحركة بوندشووالحرب الهوسية السابقتين سلسلة من الثورات الإقتصادية والدينية .

الصراع سقط معظمه في جنوب وغرب ووسط ألمانيا الحالية وتضررت أيضا المناطق المجاورة في سويسرا والنمسا الحاليتين ، شارك فيها عند ذروتها في ربيع وصيف 1525 ما يقدر ب 300.000 من الفلاحين المتمردين : وتخبرنا تقديرات معاصرة بمقتل 100.000 . كانت أكبر انتفاضة شعبية أوروبية على نطاق واسع قبل الثورة الفرنسية عام 1789 .

المسببات

كانت الحرب من ناحية تعبيرا عن الثوران الديني الذي عهد باسم الإصلاح ، والذي من خلاله تحدى معارضي الكنيسة الكاثوليكية الرومانية سيادتها الدينية والنظام السياسي.

وأشار عدد من المؤرخون إلى مناهضة للإكليروسية الاقتصادية بالتزامن مع بدايات حرب الفلاحين الألمانية 1524-1525.

ولكنها أيضا عكس لعمق السخط الإجتماعي . ولفهم مسببات حرب الفلاحين لابد من دراسة تغير هيكل الطبقات الاجتماعية في ألمانيا وعلاقتها مع بعضها البعض . هذه الطبقات كانت الأمراء والنبلاء الأقل ورجال الدين والارستقراطيون والمواطنون والعامة والفلاحين .


الطبقات الإجتماعية في الإمبراطورية الرومانية المقدسة في القرن السادس عشر

الأمراء

مثّل الأمراء رأس الهرم على أراضيهم ، وكانوا فيها بمثابة الحاكم المطلق في ممالكهم وبالكاد يعترفون بأي سلطة تحاول أي طبقة أخرى فرضها . كان للأمراء الحق في فرض الضرائب واقتراض الأموال بحسب حاجتهم . اضطر تزايد تكاليف الإدارة والصيانة العسكرية الأمراء إلى حمل تكاليف المعيشة على الرعاية باستمرار . كانت طبقتا النبلاء الأقل ورجال الدين لا تدفعان أي ضرائب وكانوا في غالبا يدعمون الأمير . وتمتعت الكثير من المدن بامتيازات حمتها من الضرائب ، وبناءا على ذلك فإن الجزء الأكبر من العبء سقط على الفلاحين . لطالما ما حاول الأمراء إجبار الفلاحين الأحرار على الدخول في نظام القنانة بزيادة الضرائب وعن طريق القانون المدني الروماني . كان القانون المدني الروماني أكثر من مواتي للأمراء لتوطيد سلطتهم حيث إنه خصص جميع الأراضي إلى ملكيتهم الخاصة وأزال من مفهوم إقطاعية الارض كونها الثقة بين المالك والفلاحين وتنطوي على حقوق الانسان كما إلتزاماته . منح حفظ بقايا هذا القانون القديم الأمراء قوتهم الشرعية التي لم تقتصر على زيادة أموالهم ومكانتهم داخل الإمبراطورية (من خلال مصادرة جميع الممتلكات والايرادات) ولكن أيضا الهيمنة على أمور الفلاحين . بموجب هذا القانون القديم لم يمكن للفلاحين عمل أكثر من المقاومة السلبية . وحتى في ذلك الحين كان للأمير السيطرة المطلقة على جميع أقنانه وممتلكاتهم . حتى رفض توماس مونتسر وغيره من الراديكاليين أمثاله العوامل المشرعة للقانون القديم وتوظيف "القانون الإلهي" كوسيلة لتحريض الناس ، بيد حتى الانتفاضات بقيت معزولة ومفتقرة للدعم وسهلة الإخماد .

النبلاء الأقل

كان تقدم الصناعة في أواخر العصور الوسطى كافيا لتهميش نبالة الفرسان الأقل . فقد تقدمت العلوم العسكرية وتنامت أهمية البارود والمشاة على حساب سلاح الفرسان الثقيل كما قلت أهمية قلاعهم الإستراتيجية . استنزف أسلوب حياتهم الفاخر دخلهم الضئيل مع الإرتفاع المستمر في الأسعار ، ومارسوا حقهم القديم لانتزاع ما يسيطعون من ريف أراضيهم عبر السلب والنهب والابتزاز . شعر الفرسان بالمرارة لفقرهم المتزايد ولوضعِهِم الدائم والمتزايد تحت سلطان الأمراء ، لذا كانت الطبقتان في صراع مستمر . كما اعتبر الفرسانُ رجالَ الدينِ طبقة متغطرسة وتجب إزاحتها ، كانوا يحسدونهم على الإمتيازات والثروات الهائلة المضمونة بموجب قوانين الكنيسة . وإضافة إلى ذلك تصاعد خلاف الفرسان مع إرستقراطيي المدن ، وغالبا ما كانوا مدينين للمدن ، ونهب الفرسان أراضيهم وسلبوا تجارهم واحتفظوا بسجناء في حصونهم لقاء فدية .

رجال الدين

أخذت طبقة رجال الدين تفقد مكانتها بوصفها السلطة الفكرية في جميع القضايا داخل الدولة . ساهم تقدم الطباعة وتمدد التجارة فضلا عن انتشار النهضة الإنسانية في زيادة التعليم في جميع أنحاء الامبراطورية . فكسر بذلك الإحتكار الكاثوليكي للتعليم العالي . انتشر الفساد بمرور الوقت في المؤسسات الإقليمية الكاثوليكية . فتفشى الجهل الاكليركي والسيمونية والتعددية (الإيمان بوجود أكثر من حقيقة مطلقة واحدة) . كما أنهم بمختلف مراتبهم استغلوا رعيتهم بنفس قساوة أمراء الأنطقيم . واستخدمت المؤسسات الكاثوليكية سلطتها الدينية كوسيلة رئيسية لابتزاز ثروات الشعب ، إضافة إلى بيع صكوك الغفران وفبركة المعجزات ، يبنون المصليات ومباشرة يفرضون الضرائب على الشعب . ودفع السخط الكبير على فساد الكنيسة في نهاية المطاف الراهب الكاثوليكي مارتن لوثر لوضع القضايا الخمسة والتسعين على أبواب كاتدرائية فيتنبيرغ عام 1517 دافعا الإصلاحيين الأخرين إلى اعادة التفكير بصورة جذرية في العقيدة ومؤسسة الكنيسة .

الإرستقراطيون

مع نموالنقابات وزيادة عدد السكان الحضر ، قابل ارستقراطوالمدن معارضة دائمة ومتزايدة . كانت الأسر الارستقراطيون ثرية تجلس لوحدها في مجالس المدن ويتولون جميع الوظائف الإدارية العليا ، لذا كانوا يأخذون كافة القرارات الإدارية ويستخدمون المال لمصلحتهم . وكسلطة الأمراء كانوا يأخذون الإيرادات من فلاحيهم بأي طريقة ممكنة . توضع رسوم تعسفية على طرق وجسور والبوابات متى أرادوا . ألغوا تدريجيا الأراضي العامة لإعطاءها بشكل غير مشروع لفلاح يقوم إما بصيد السمك أولبتر الأخشاب في الأرض كان يحوزها الجميع . ضرائب النقابة كانت تؤخذ عنوة . جميع الإيرادات المحصلة لم تكن تدار بشكل رسمي والحسابات في سجلات المدينة كانت مهملة . وبالتالي كان الاختلاس والاحتيال ممارسة شائعة والطبقة الارستقراطية الملزمة بالروابط العائلية أصبحت أغنى باستمرار وأكثر استغلالية من أي وقت مضى .


المواطنون

أصبح أرستقراطيوالمدن تدريجيا أكثر عرضة للإنتقاد من طبقة المواطنين المتنامية . كان المواطنون طبقة تتألف من مدنيين من الطبقة متوسطة ميسورة الذين غالبا ما تولوا مناصب إدارية في النقابات أويعملون كتجار ، وبالنسبة لهم كانت ثروتهم الجيدة والمتنامية سببا كافيا لتطلعهم إلى حق السيطرة على إدارة المدينة . فطالبوا علنا بمجلس بلدي من الارستقراطيون والمواطنين أوعلى الأقل تقييدا للسيمونية مع تخصيص عدة مقاعد للمواطنين . عارض المواطنون رجال الدين أيضا ، الذين شعروا بأنهم قد تجاوزوا حدودهم ومتهاونون بواجباتهم الدينية. وزاد ثراء وامتيازات رجال الدين من سخط المواطنين ، فطالبوا بوضع حد للامتيازاتهم خاصة الإعفاء من الضرائب وخفض أعدادهم . عدل المواطنون النقابات : من نظام تلمذة حرفية وعملية إلى إدارة رأس مال والطبقة العاملة. كان المواطن "الحرفي الأستاذ" يمتلك كحله وأدوات العمل . ويسمح للمبتدئ باستخدام المحل والادوات مع توفير المواد اللازمة من أجل إنجاز المنتج في لقاء أجر يعتمد على طول فترة العمل ، فضلا عن نوعية وكمية الإنتاج . ولم يكن للعمال الحرفيون فرصة للترتفع في صفوف النقابة ، وظلوا محرومين من الحقوق المدنية .

العامة

العامة هم طبقة العمال الحضريين والحرفيين والصعاليك الجديدة . وحتى المواطنين الصغار المحطمين صنفوا من ضمنهم . يشبه العمال الحضريين والحرفيين الطبقة العاملة الحديثة والتي لا بد حتى تأخذ شكلا في أي نظام رأسمالي . على الرغم من حتى الحرفيين عمليا يفترض حتىقد يكونوا مواطنين ، لكنهم حرموا من المناصب العليا من قبل العائلات الراسمالية الغنية التي التي لفتها . أصبح وضعهم "المؤقت" خارج نطاق الحقوق المدنية حالة أكثر ديمومة في بدايات الإنتاج الصناعي الحديث . ولم يكن للعامة حتى ممتلكات خاصة كمثل التي عند المواطنين المحطمين أولدى الفلاحين . كانوا مقيمين لا يملكون أرضاً ولا حقوقاً وشاهدين على اضمحلال المجتمع الإقطاعي . أعطت الثورة المندلعة في تورنغن بقيادة توماس مونتسر فصيل عمال العامة حق التعبير الكامل عن مطالبهم ، والمتمثلة في المساواة الاجتماعية كاملة وهوما بدؤوا يؤمنون به بمساعدة مونتسر ، فهم من يقود إلى ازدهار المجتمع من الأسفل وليس العكس . سارعت السلطة الهرمية في ذلك العصر إلى وأد مثل تلك المثاليات الثورية والتي شكلت التهديد الرئيسي لسلطتهم التقليدية .

الفلاحون

بقي الفلاحون أدنى طبقات المجتمع . ساعد الفلاح جميع طبقات المجتمع الأخرى ليس فقط من خلال الضرائب المباشرة وإنما أيضا من خلال الإنتاج الزراعي وتربية الماشية . كان الفلاح ملكا لأي كان يعمل عنده . سواء كان مطرانا أوأميرا أومدينة أونبيلا ، كان الفلاح وجميع الأمور المرتبطة به تخضع لأهواءه . فرض ما لا يحصى من الضرائب على الفلاحين أجبرهم أكثر وأكثر على قضاء عمرهم في خدمة في حيازة صاحب العمل . معظم ما ينتج يأخذ في شكل عُشر أوبعض الضرائب الأخرى . لم يكن للفلاح الصيد لا الحيونات ولا الأسماك أوبتر الخشب بحرية في أوائل القرن السادس عشر لاتخاذ اللوردات مؤخرا للأراضي المشاع لأهدافهم الخاصة . كان للسيد الحق في استخدام أرض الفلاح حسب رغبته ؛ غالبا لم يحرك الفلاحون ساكنا متفرجين كما وقع في دمار محاصيلهم بلعبة البرية وبفروسية صيد النبلاء . إذا رغب الفلاح في الزواج يضطر لأخذ إذن السيد إضطراره لدفع الضرائب ، وإذا توفي يحق للسيد أخذ أفضل ماشيته وأفضل كساءه وأفضل عدته . لم ينصف النظام القضائي المكون إمّا من رجال الدين أوالمواطنين الأغنياء أوالأرستقراطيين الفلاحين ؛ فقد كانت الطبقات العليا تعيش عل استغلال طبقتي الفلاحين والعامة وترى الخطر في منحهم نوعا من المساواة أوالعدالة الحقيقية . أبقت أجيال العبودية والطابع المستقل للمقاطعات إنتفاضات الفلاحين في نطاقها المحلي . وتمثل أمل الفلاحين الوحيد في توحيد المُثل العابرة لحدود المقاطعات . آمن مونتسر حتى ضعف الهيكل الطبقي في الآونة الاخيرة منح ثورة الطبقات السفلى من المجتمع قوة شرعية أكبر ، وكذلك مساحة أكبر لتحقيق مكاسب سياسية وإجتماعية - إقتصادية.

صراع الطبقات

كانت الطبقات الأحدث ومصالحها كافية للتخفيف من سلطة النظام الإقطاعي القديم . فتقدم الصناعة والتجارة الدولية لم ينافسا الأمراء بتنامي مصالح تجار الطبقة الراسمالية فحسب ولكنهما وسعا قاعدة مصالح الطبقات الدنيا (الفلاحين والآن عمال الحضر أيضا) كذلك . أضعف التقاطع بين طبقتي المواطنين والعامة الضرورية السلطة الإقطاعية ، حيث عارضتا أهل القمة وهما بطبيعة الحال متعارضتان في نفس الوقت . عزز تقدم طبقة العامة مصالح الطبقات الدنيا بعدة طرق . فبينما كانت طبقة الفلاحين المظلوم الوحيد ومستعبدة تقليديا أضاف العامة بعدا جديدا مثّل مصالح الطبقات المشابهة دون تاريخ من الجور الكامل .

وبالمثل ابتكر هدوء الصراع الطبقي معارضة شرسة للمؤسسة الكاثوليكية من جميع طبقة في هرمية أواخر القرون الوسطى الجديدة . فقد آمنت الطبقات السفلى (سواء العامة أوالفلاحين) بأن رجال الدين هم أكبر مسؤول عن الاستغلال الذي يُعانونه من الطبقات العليا ولم يعودوا تستطيعون الوقوف مكتوفي الأيدي حياله . واحتقر المواطنون والنبلاء بلادة وكسل حياة رجال الدين . فكونهم من الطبقات الأرقى منهم إما عن طريق الإلتزام أوالتنطقيد ، أشعرهم حتى رجال الدين كانوا يجنون فوائد (مثل الاعفاء الضريبي الأعشار الكنسية) لا يستحقونها . حالما يسمح الوضع حتى الأمير مستعد لللتخلي عن الكاثوليكية للحصول على استقلال سياسي ومالي وتعزيز السلطة داخل أراضيه .

بعد تقديم الطبقات الدنيا الآلاف من عرائض الشكاوى في الكثير من المدن والقرى دون جدوى ، اندلعت الثورة . انقسمت الأطراف إلى ثلاث مجموعات مميزة ووثيقة الصلة بالبناء الطبقي . المعسكر الكاثوليكي يتكون من رجال الدين والارستقراطيون والأمراء الذين رفضوا أي معارضة لأوامر الكثلكة . طرف الإصلاحيين المعتدلين يتألف أساسا من المواطنين والأمراء : رأى المواطنون الفرصة مواتية للوصول إلى سلطة المجالس الحضرية كما كانت مقترحات لوثر الاصلاحية مركزية جدا داخل المدن وأدانت ممارسة الارستقراطيين للمحسوبية والتي بها أمسكوا بالبيروقراطية بقوة ، وبالمثل فإنه أمكن للأمراء اكتساب المزيد من الإستقلالية ليس فقط عن الإمبراطور الكاثوليكي شارل الخامس ولكن أيضا عن الكنيسة الكاثوليكية في روما . كون العامة والفلاحين وأولئك المتعاطفين مع قضيتهم المعسكر الثالث للثورة ويقوده خطباء مثل توماس مونتسر ، أمَل هذا المعسكر في كسر أغلال مجتمع أواخر العصور الوسطى وإقامة آخر حديث .

حدد الفلاحون والعامة في ألمانيا شكواهم في بيانات . بيانات الغابة السوداء الإثني عشر (Zwölf Artikel) الشهيرة اعتمدت كمطالب نهائية . شمولها للمظالم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في ظل الشعبية متزايدة للسلك البروتستانتي وحّدت السكان في انتفاضة ضخمة اندلعت بدايةً في شفابيا السفلى عام 1524 وسرعان ما امتدت إلى مناطق أخرى من ألمانيا .


الفشل النهائي

فشلت حركة الفلاحين في نهاية المطاف بإتفاق المدن والنبلاء على صلح خاص بهم مع الجيوش الأميرية التي أعادت النظام القديم وبطريقة أكثر قساوة غالبا ، إسميا لحساب الإمبراطور الروماني المقدس شارل الخامس ، مثله في الشؤون الألمانية شقيقه الأصغر فرديناند .

المنشق الديني مارتن لوثر والذي سبقت أدانته بالهرطقة في مؤتمر فورمس عام 1521 ، أتهم في ذلك الوقت بإثارة الصراع ورفض مطالب المتمردين وتأييده حق حكام ألمانيا بقمع الانتفاضة . ولكن تابعه السابق توماس مونتسر برز كمحرض راديكالي في تورنغن.

الحرب

أتاحت الثورة الدينية الكادحين في الحقول أيديولوجية تستهوي الأفئدة وتعبر عن مطالبهم بالحصول على نصيب أكبر في رخاء ألمانيا المتزايد. يضاف إلى هذا حتى الشدائد التي كانت قد حفزت أهل الريف للقيام بأثنتي عشرة ثورة مازالت تثير إلى حد ما في ذهن الفلاح اضطرباً، والحق حتى هذا الاضطراب المحموم ازداد شدة في الوقت الذي تحدى فيه لوثر الكنيسة وانتهر الأمراء وحطم سدود النظام والرهبة، وجعل من جميع إنسان قساً وأعرب حرية الإنسان المسيحي. وكانت الكنيسة والدولة في هذا العهد بألمانيا مرتبطتين ارتباطاً وثيقاً - وكان رجال الدين يلعبون دوراً كبيراً في النظام الاجتماعي والإدارة المدنية - إلى حد حتى تقويض ما يتمتع به رجال الدين من هيبة وسلطان قد أزال أكبر عائق للثورة. وقد استمر والولدانيون والبغارديون وإخوة الحياة المشهجرة في تقليد قديم يمضى إلى تأسيس آراء متطرفة من نصوص وردت بالكتاب المقدس. وكان تداول العهد الجديد مطبوعاً لطمة لطبقة المحافظين من رجال الساسة والدين ذلك لأنه فضح ما قام به رجال الدين من تراضٍ مع طبيعة الإنسان وطرق العيش في الدنيا كما كشف عن شيوعية الرسل وعطف المسيح على الفقراء والمضطهدين.

وكان العهد الجديد في هذه الأمور بمثابة "بيان شيوعي" حقيقي بالنسبة للمتطرفين في هذا العصر. ووجد فيه الفلاحون وطبقة الكادحين على السواء ضماناً إلهياً لكي يحلموا بمدينة فاضلة (يوتوبيا) تلغى فيها الملكية الخاصة ويرث فيها الفقراء الأرض.

وفي عام 1521 وزع في ألمانيا كتيب عنوانه karsthans أي جون المذراة، وقد ضمن الحماية للوثر هذا "الرجل ذوالفأس" والقلم، ونشر في العام نفسه ملحق يدافع عن قيام أهل الريف بانتفاضة ضد الكثالكة من رجال الدين(6) وطالب ينهانس إبرلين في كتيب آخر صدر عام 1521 بالتصويت العام للذكور، وبتبعية جميع حاكم وكل موظف للمجالس الشعبية المنتخبة، وبإلغاء جميع المؤسسات الرأسمالية، وبالعودة إلى تحديد أثمان الخبز والنبيذ كما كانت في القرون الوسطى، وبتعليم جميع الأطفال اللاتينية واليونانية والعبرية والفلك والطب(7).

وصدر عام 1522 كتيب عنوانه "احتياجات الأمة الألمانية" نسب زوراً إلى الإمبراطور فردريك الثالث المتوفى ونادى إلى إلغاء "كل المكوس والرائب وجوازات السفر والغرامات" وإلغاء القانون الروماني والقانون الكنسي وتحديد حجم العمل في المؤسسات برأسمال قدره 10000 جيلدر وباستبعاد رجال الدين من الحكومة المدنية وبتصفية ثروة الأديرة وتوزيع المبالغ المحصلة على الفقراء(8). وأعرب أوتوبر ونفيلز (1524) حتى دفع ضرائب العشور إلى رجال الدين أمر مخالف لما اتى بالعهد الجديد. ومزج الوعاظ الإنجيلية البروتستانتية بالآمال اليوتوبية، وكشف أحدهم حتى الجنة مفتوحة الأبواب للفلاحين ومغلقة في وجوه الأشراف ورجال الدين، ونصح آخر الفلاحين بأن يكفوا عن إعطاء المال للقساوسة أوالرهبان، وأشار منتس وكارلشتادت وهوبماير على مستمعيهم بأن "المزارعين والعاملين بالمناجم ودارسي الحنطة يفهمون نصن الإنجيل وفي وسعهم حتى يعلّموها للناس خيراً من قرية بأسرها... من الرهبان والقساوسة... أوالمتفقهين في اللاهوت"، وأرد كارلشتادت يقول: "بل وخيراً من لوثر"(9). وتنبأت التقاويم وطائفة المنجمين بقيام ثورة عام 1524 وكأنها كانت بهذا تعطي إشارة البدء في العمل. ومما يذكر حتى يوهانس كوكلايوس وهوعالم إنسانيات كاثوليكي حذر لوثر عام 1523 بأن "عامة الناس في المُدن والفلاحين في الأنطقيم يفترض أن يقومون لا محالة بثورة... إذ سممت أفكارهم الكتيبات والخطب التي لا تحصى والحافلة بالسباب والتي نشرت أوأعربت بينهم بفصاحة وإطناب ضد السلطة البابوية والسلطة الزمنية على السواء"(10). ولكن لوثر والوعاظ ومؤلفي الكتيبات لمقد يكونوا السبب في الثورة لأن الأسباب إنما تكمن بحق في المظالم التي حاقت بطبقة الفلاحين، وإن كان من الممكن حتى ينطق إذا إنجيل لوثر وأتباعه المتطرفين قد "صبوا الزيت على اللهب"(11) وحولوا استياء المضطهدين إلى أوهام يوتوبية وإلى عنف لم يكن في الحسبان وإلى انتقام شديد.

وتشبث سلوك توماس منتسر بكل إثارة حفل بها العصر، فما حتى عين واعظاً في آلشتدت (1522) حتى طالب بإبادة الكفار - أي الأرثوذكس أوالمحافظين - بحد السيف ونطق: "إن الكفار لا حق لهم في العيش إلا بقدر ما تسمح لهم بهذا الصفوة"(12). واقترح على الأمراء حتى يقودوا الشعب في ثورة شيوعية ضد رجال الدين والرأسماليين وعندما لم يظهر الأمراء أنهم أهل لانتهاز هذه الفرصة استنفر الناس لقلب الأمراء أيضاً "ولكي يقيموا مجتمعاً مهذباً كالمجتمع الذي كان يفكر فيه أفلاطون... وأبيليوس مؤلف "الحمار المضىي"(13) وخط يقول: "إن جميع الأمور على المشاع ويجب حتى توزع حسب ما تقتضيه الحاجة وطبقاً للاحتياجات الكثيرة للجميع. وأي أمير أوكونت أوبارون يرغب عن قبول هذه الحقيقة بعد تذكيره بها في حزم يجب حتى تبتر رأسه أويشنق"(14). وتسامح الأمير المختار فردريك في هذا الإنجيل وعدّه من قبيل الهزل، ولكن أخاه الدوق جون وابن عمه الدوق جورج إنضما في الرأي إلى لوثر بضرورة إقصاء منتسر عن وظيفته كراعي أبرشية (1524) وأخذ الرسول الحانق يضرب في الأرض وينتقل من مدينة إلى مدينة ويعلن خلاص "إسرائيل" وقرب ظهور مملكة الرب على الأرض(15).

ووجد في مدينة ميلهاوزن الحرة في نورينجيا مناخاً سياسياً لطيفاً. فهناك جمعت صناعة النسيج عدداً كبيراً من طبقة الكادحين، وكان هينريخ بفيفر، وهوراهب سابق، قد بدأ هناك حركة لانتزاع المجلس البلدي من أيدي الأقلية من الأشراف. وبشر منتسر ببرنامجه المتطرف عمال المدينة وطبقة الفلاحين في المناطق المجاورة، وفي يوم 17 من مارس عام 1525 خلع أتباع بفيفر ومنتسر المسلحون الأشراف وأقاموا "مجلساً دائماً" ليحكم ميلهاوزن.


وطبقاً لما يقوله ميلانكتون طرد المتطرفون المظفرون الرهبان وجردوا الكنيسة من أملاكها(16)، ومهما يكن من أمر فلم يكن من المستطاع الوثوق بعالم من فهماء اللاهوت في هذا العصر، ليقدم بلا تحيز تقريراً عن أعمال الخصوم ووجهات نظرهم ولم تنشأ جامعة أمم (كومونويلث) شيوعية، وأثبت بفيفر أنه أقدر في الناحية العملية من منتسر، وطوع الثورة للوفاء بحاجات الطبقة المتوسطة. وتسقط منتسر مسبقاً مهاجمة الفرق الإمبراطورية، فنظم جيشاً من العمال والفلاحين وأعد له طائفة من رجال المدفعية الثقيلة في دير "الرهبان الحفاة" وكانت الصيحة التي أطلقها بين رجاله هي "إلى الأمام والحديد لا يزال ساخناً واجعلوا سيوفكم دائماً ساخنة بالدماء"(17).

وفي نحوهذا الوقت نفسه كانت ثورات الفلاحين تزلزل جنوب ألمانيا، ولعل عاصفة البرد الهواتى (1524) التي قضت على جميع الآمال المعقودة لجني محصول في شتيلنجن كانت بمثابة الزناد الذي أشعل نار الثورة. ولم تكن هذه المقاطعة القريبة من شافهاوزن تبعد كثيراً عن سويسرة لكي يشعر أهلها مثل الفلاحين الأشداء الذين كانوا قد حرروا أنفسهم هناك من جميع شيء إلا مظاهر السلطة الإقطاعية. وفي 24 أغسطس عام 1524 جمع هانزميلر حوله بعض الفلاحين من شتيلنجن بناء على إيحاء من منتسر وكون لهم رابطة باسم "الأخوة الانجيلية" وتعهد بتحرير المزارعين في أراتى ألمانيا، وسرعان ما انظم إليهم المستأجرون الساخطون من راهب ريخيناوأسقف كونستانس وكونتات فردينبورج مونتفورت ولوبفين وسولتس. وما حتى انتهى عام 1524 حتى كان هناك حوالي 30000 فلاح مدججين بالسلاح في جنوب ألمانيا، ورفضوا دفع الضرائب التي تفرضها الدولة وضرائب العشور الكنسية والضرائب الإقطاعية وأقسموا على الظفر بالحرية أوالموت.

"إلى سلام القارئ المسيحي ورحمة الله من خلال المسيح". هناك الكثيرون من المناهضين للمسيحية انتهزوا أخيراً فرصة انعقاد مجلس للفلاحين لازدراء الإنجيل قائلين أليس هذا ثمرة الإنجيل الجديد،يا ترى؟ وهل لابد ألا يمتثل أحد وأن يتمرد الجميع... لقلب السادة الروحيين والزمنيين أومن الممكن لقتلهم،يا ترى؟ إذا جميع النقاد الكافرين والأشرار يجدون الجواب على هذه الأسئلة في البنود التالية لكي يزيلوا أولاً هذا اللوم عن حدثة الله وثانياً ليبرروا بطريقة مسيحية عدم امتثال الفلاحين بل وثورتهم.

فأولاً نعرب حتى ملتمسنا وطلبنا المتواضع وأن إرادتنا ومشيئتنا جميعاً هي حتى يتحقق لنا في المستقبل قوة وسلطان يهيئان لجماعة بأسرها حتى تتخذ راعياً وأن تعينه وأنقد يكون لها الحق في عزله...

ثانياً: بما حتى ضريبة العشور قد نص عليها العهد القديم ووردت في العهد الجديد فإننا سوف... ندفع ضريبة العشر من الحبوب ولكن بطريقة سليمة... وسوف يجمع هذه في المستقبل ويتسلمها رئيس كنيستنا الذي تعينه الجماعة ومن هذه الضريبة يجب حتى يمنح الراعي... مرتباً متواضعاً وكافياً لمعيشته هووأسرته... وأن يوزع الباقي على الفقراء والمحتاجين الذين يعيشون في القرية نفسها... أما ضريبة العشر الصغيرة فلن ندفعها على الإطلاق، لأن الله قد خلق الماشية لكي ينتفع بها الناس دون قيد...

ثالثاً: لقد جرت العادة حتى الآن على حتى يعتبرنا الناس متاعاً خاصاً لهم، وهذا أمر يدعوللأسى، لأن المسيح كفّر عن سيئاتنا جميعاً وافتدى بدمه الزكي المراق الأدنياء والعظماء على السواء... ومن ثم فإنه مما يتفق وتعاليم الكتاب المقدس حتى نكون أحراراً ولسوف نحون أحراراً (هكذا)... ونحن نخضع عن طواعية لحكامنا المختارين والمعينين (الذين عينهم لنا الله) في جميع الأمور المسيحية السليمة ولا تخالجنا أية ريبة في أنهم يفترض أن يحررونا من نير العبودية أويريننا في الإنجيل أننا أرقاء...

سادساً: حتى لنا شكوى مريرة بسبب الخدمات التي تتزايد من يوم إلى آخر...

ثامناً: لقد لحق بنا ضرر بليغ لأن الكثيرين منا مستأجرون أراضي لا تكفي غلتها لسداد قيمة ما ندفعه من إيجار لها ولأن الفلاحين يتعرضون للخسارة والخراب. فليدع السادة أناساً من الشرفاء يفحصون الأراضي المستأجرة المذكورة ويحددون الإيجار العادل... لأن جميع عامل يستحق أجره...

عاشراً: لقد أصبنا بضرر بالغ لأن البعض انتزعوا لأنفسهم ملكية مراعٍ من الحقول المشاعة والتي كانت يوماً ملكاً للجماعة...

حادي عشر: يفترض أن نعمل على إلغاء الضرائب المفروضة على الوفاء إلغاءً تاماً. ولن نتحملها ولن نسمح بنهب أموال الأرامل والأيتام على هذا النحوالمخجل.

ثاني عشر: إذا تبين لنا حتى ثمة خطأ في بند أوأكثر من البنود المشروحة بفضل حدثة الله فإننا نتراجع عنها إذا أيدت لنا هذا أدلة من الكتاب المقدس(18).

وتشجع زعماء الفلاحين بتصريحات لوثر نصف الثورية وبعثوا إليه بنسخة من البنود وطلبوا منه حتى يناصرهم، فرد عليهم بكتيب نشر في أبريل عام 1525 وعنوانه: "تنبيه إلى السلام" وأثنى على عرض الفلاحين بالخضوع لأي قصاص ينص عليه الكتاب المقدس وتعرض للاتهامات التي وجهت وقتذاك إلى خطبه ومنطقاته بأنها قد أشعلت نار الثورة فأنكر مسئوليته عنها وأشار إلى أنه كان يحث الناس على الخضوع للسلطة الدينية ولكنه لم يسحب نقده للطبقة الحاكمة ونطق: "لا يوجد على ظهر البسيطة مَن نشكره على هذه الثورة الخبيثة إلا أنتم أيها الأمراء والسادة، وبخاصة أنتم أيها الأساقفة العميان والقساوسة والرهبان المجانين يا مَن قست قلوبكم على الإنجيل المقدس رغم أنكم تفهمون حتى ما اتى به سليم وأنكم لا تستطيعون حتى تدحضوه. وفضلاً عن هذا فإنكم في حكومتكم الزمنية لم تعملوا شيئاً إلا التنكيل برعاياكم وسلب أموالهم لكي تنعموا بعيشة رغدة ترضي كبرياءكم. لقد فاضت الكأس حتى لم يعد الفقراء من عامة الناس يتحملون أكثر من ذلك. وإذن ما دمتم السبب في سخط الله فإن غضبه تعالى يفترض أن يحيق بكم لا محالة إذا لم تصلحوا من وسائلكم في الوقت المناسب.

إن الفلاحين يحشدون قواهم ولابد حتى يؤدي هذا إلى خراب ألمانيا ودمارها وتحطيمها بقتل الناس في قسوة وسفك الدماء ما لم يقبل الله توبتنا ويجنبنا هذا المصير(19).

ونصح الأمراء والسادة الإقطاعيين بأن يعترفوا بعدالة كثير من البنود وحثهم على انتهاج سياسة تتسم بالرأفة، ووجه إلى الفلاحين خطاباً صريحاً أقر فيه بما أصابهم من أضرار، ولكنه توسل إليهم حتى يحجموا عن استخدام العنف وعن الانتقام، وتنبأ بقوله إذا الالتاتى إلى العنف يفترض أن يهجر الفلاحين في وضع أسوأ مما كانوا فيه من قبل. وتنبأ أيضاً بأن أي ثورة يفترض أن تصم بالعار حركة الإصلاح الديني وأنه يفترض أن يلام على جميع شيء. وعارض استيلاء جميع أبرشية على ضرائب العشور ونطق إنه يجب على الناس الخضوع للسلطات إذ حتى لها الحق في فرض ما تراه من ضرائب للقاءة نفقات الحكومة وأن حرية الرجل المسيحي يجب حتى تفهم على أنها حرية روحية لا تتعارض مع العبودية بل ولا الرق. ونطق:

ألم يتخذ إبراهيم وأبناؤه الآخرون والأنبياء عبيداً،يا ترى؟ اقرأ ما يفهمه لنا القدّيس بولس عن الخدم الذين كانوا جميعاً أرقاء في ذلك العهد... ومن ثم فإن بندكم الثالث لا يسري على الإنجيل فهذه المادة تساوي بين الناس جميعاً وهذا محال، ذلك لأن مملكة دنيوية لا تستطيع حتى تقف على قدميها ما لم تكن هناك درجات متفاوتة بين الأشخاص بحيثقد يكون البعض منهم أحراراً والبعض مسجونين والبعض سادة والآخرون رعايا(20). ولواتبعت نصيحته الأخيرة لجنبت ألمانيا كثيراً من سفك الدماء والدمار:

"تخيروا من الأشراف بعض الكونتات واللوردات ومن المُدن بعض أعضاء المجلس وعالجوا هذه الأمور واحسموها بطريقة ودية. وأنتم أيها السادة تخلوا عن عنادكم واقلعوا قليلاً عن طغيانكم واضطهادكم حتى يتنفس الفقراء من الناس ويجدوا متسعاً للعيش. وعلى الفلاحين بدورهم حتى يفهموا أنفسهم وأن يتخلوا عن بعض المطالب التي تدق على فهمهم وترتفع عن مستوى إدراكهم"(21).

ومهما يكن من أمر فإن زعماء الفلاحين شعروا بأن الأوان قد فات للتراجع عما اعتزموه لأنهم سيتعرضون للعقاب عاجلاً أوآجلاً في أية مصالحة. وأحزنهم هذا التحول من لوثر وعدّوه خائناً واستمروا في الثورة. وتشبث بعضهم حرفياً بحلم المساواة: كان على الأشراف حتى يجردوا قلاعهم من السلاح ويعيشوا كما يعيش الفلاحون وأوساط الناس وكان عليهم حتى يكفوا عن امتطاء صهوات الجياد لأن هذا يحملهم فوق مصاف أتباعهم. وكان لابد من إبلاغ القساوسة أنهم منذ ذلك الوقت خدم لرعايا أبرشياتهم لا سادة لهم وأنهم يفترض أن يُطردون إذا لم يتشبثوا بنصوص الخط المقدس فحسب(22). وانهالت المطالب بالبريد من العمال في المُدن، ونددت باحتكار الأغنياء للوظائف في المدينة، وباختلاس الموظفين المنحرفين للأموال العامة وبارتفاع الأسعار الدائم في الوقت الذي ظلّت فيه الأجور ثابتة لا تتغير. ونطق أحد المتطرفين لسوفقد يكون من الخير لخلاص الروح ألاقد يكون البطارقة على هذه الدرجة من الثراء وألا يعيشوا في مثل هذه الرفاهية وأن تقسم أملاكهم على الفقراء. واقترح فندل هبلر وفردريك فايجانت تصفية جميع أملاك الكنيسة للوفاء بالحاجات الدنيوية وأن تُلغى جميع الرسوم للنقل والرسوم الجمركية وألا يُستخدم في جميع أنحاء أوروبا إلا نوع واحد من السكة ونظام واحد من الأوزان والمكاييل(24).

وكان يتزعم هذه الحركة زعماء مختلفوالمشارب: كان هناك إثنان من أصحاب الحانات هما جورج ميتزلر وميترن فويرباخر، وكان هناك جيكلاين رورباخ الخراط الطروب، وبعض قدامى الجنود والقساوسة السابقين وفارسان من عصبة سيكنجن المهزومة - فلوريان جيير وجيتزفون برليخنجن "ذواليد الحديدية" وشاء القدر حتى يقع اختيار هاوبتمان وجيته فيما بعد على هذين الرجلين فجعلا منهما بطلين لمسرحيات شائقة. وكان جميع زعيم مطلق السلطان بين جماعته، وقلما كان يوفق بين عمله وعمل الآخرين، ومع ذلك فإن الثورة اشتعلت في ربيع عام 1525 في اثنتي عشرة منطقة متفرقة في نفس الوقت، واستولت جماعة من العمال على السلطة الإدارية في البلدية في هايلبرون وروتنبرج وفيرتسبورج، وأعربت حكومة الكومون الظافرة في فرانكفورت على الماين أنها يفترض أن تمثل منذ ذاك سلطة المجلس البلدي والعمدة والبابا والإمبراطور مجتمعين. وفي روثنبورج طرد القساوسة من الكاتدرائية وحطمت التماثيل الدينية وهدمت بيعة وسويت بالأرض (27 مارس سنة 1525) وأفرغ الناس مخازن النبيذ التي يملكها رجال الدين وهم منتشون بخمر النصر(25). وتخلت المُدن الخاضعة للسادة الإقطاعيين عن ولائها لهم ونادت المُدن الخاضعة للأساقفة بإنهاء امتيازات رجال الدين، وثارت غضباً مطالبة بتخصيص أملاك رجال الدين للأغراض الدنيوية، وانضمت دوقية فرانكونيا بأسرها تقريباً إلى الثورة. وأقسم كثير من السادة والأساقفة ممن لم يستعدوا للمقاومة، أنهم يقبلون المطلوبة منهم، وذلك من أمثال أساقفة سبيير وبامبرج ورهبان دير كمبتين ودير هرتسفيلد واعتنق الكونت ويليام الهنييرجي أرقاءه واستدعى الكونت جورج والكونت ألبرخت الهوهنلوهي للمثول أمام زعماء الفلاحين للانخراط في سلك الهيئة الجديدة ونطقوا: "تعال هنا أيها الأخ جورج والأخ ألبرخت واقسما للفلاحين حتى تكونا لهم كإخوة لأنكما لم تعودا الآن سيدين بل أصبحتما فلاحين"(26). واستقبلت معظم المُدن ثورات أهالي الريف بترحيب قلبي، وأيد الثورة كثير من رجال الدين من الرتب الدنيا الذين كانوا يمقتون السلطة الكهنوتية، وسقطت أول لقاءة خطيرة في لايبهايم على نهر الدانوب قرب أولم (4 أبريل سنة 1525) إذ استولى على المدينة 3000 فلاح تحت لواء قسيس ناشط هوجاكوب فيهى واحتسوا جميع ما عثروا عليه من نبيذ ونهبوا الكنيسة وحطموا الأرغن وصنعوا لأنفسهم طزالق من الثياب الكهنوتية وبايعوا في سخرية واحداً من جمعهم أُجلس على المذبح، وارتدى مسوح قسيس(27). وقام بحصار لابهايم جيش من الجنود المرتزقة استأجرته العصبة السوابية ويقوده جورج فون تروخسيس وهوقائد قدير، وأفزع الفلاحين غير المدربين فاستسلموا وبترت رؤوس فيها وأربعة من الزعماء الآخرين. أما الباقون فقد عفت العصبة عنهم، وإن كانت فرقها قد أحرقت كثيراً من أكواخ الفلاحين.

وفي يوم الجمعة الحزينة 15 أبريل سنة 1525 قام بحصار مدينة فايتسبرج (قرب هايلبرون) ثلاثة من جماعات الثوار تحت قيادة متسلر جيير ورورباخ، وكان يحكم هذه المدينة الكونت لودفيج فون هلفشتاين الذي كان يمقته الناس بسبب قسوته وشدته. واقترب من الأسوار وفد من الفلاحين وطلب المفاوضة فقام الكونت وفرسانه بهجوم مفاجئ وذبحوا جميع أعضاء الوفد. وفي يوم الأحد الموافق لعيد الفصح اقتحم المهاجمون الأسوار بمساعدة بعض أهالي المدينة ومزقوا أجساد الأربعين رجلاً المدججين بالسلاح، والذين اهتموا بالمقاومة وأسر الكونت وزوجته (وهي ابنة الإمبراطور الراحل ماكسمليان) وستة عشر فارساً، وأصدر رورباخ، دون مشاورة متسلر أوجيير، أمراً للسبعة عشر رجلاً بالمرور بين صفين من الفلاحين المسلحين بالحراب لتأديبهم، وعرض الكونت حتى يقدم جميع أمواله فدية لهم ولكن هذا العرض رفض كوسيلة مؤقتة، وتوسلت إليه الكونتيسة في تذلل محموم حتى يبقي على حياة زوجها ولكن رورباخ أمر اثنين من رجاله بأن يسنداها حتى تشهد نشوة الانتقام. وبينما كان الكونت يسير إلى حتفه وصل وابل من الخناجر والرماح ذكره الفلاحون بما ارتكب من أعمال وحشية وصاح أحدهم: "لقد ألقيت بأخي في غياهب اسجن لأنه لم يحمل قبعته من على رأسه وأنت تمر به". وصرخ آخرون: "لقد سخرتنا كالثيران في نير العبودية... لقد بترت يدي والدي لأنه اغتال أرنباً في حقلك... لقد داست خيولك وكلابك وصيادوك محاصيلي... لقد استنزفت منا آخر بنس لدينا". وفي خلال نصف الساعة القادمة لقي الستة عشر فارساً دتفهم بالمثل. أما الكونتيسة فقد جاز لها بأن تنسحب إلى دير(28).

كانت عصابات الفلاحين تثير الشغب في جميع أراتى ألمانيا تقريباً. ونهبت الأديرة أوأكرهت على دفع مبالغ كبيرة على سبيل الفدية. ويقول بعضهم في خطاب أوفد يوم 17 أبريل عام 1525: "في جميع مكان يجاهر الثائرون... بنيتهم في اغتال جميع رجال الدين الذين لا يتنصلون من ولائهم للكنيسة ويعلنون عن عزمهم على تدمير جميع الأديرة وقصور الأساقفة واستئصال شأفة الدين الكاثوليكي تماماً من البلاد"(29). ولعل في هذا شيئاً من المبالغة ولكن في وسعنا حتى نسجل حتى الثوار استولوا على كثير من المُدن وأكرهوا الأرشيدوق فرديناند على الموافقة على حتىقد يكون الوعظ منذ ذلك الوقت طبقاً لنصوص الكتاب المقدس - وهومطلب بروتستانتي خاص وذلك في بافاريا والنمسا والتيرول حيث لقيت البورتستانتية اضطهاداً ظاهراً. وفي ماينز فر كبير الأساقفة ألبرخت ولم يستطع لقاءة العاصفة وإن قام نائبه بإنقاذ كرسي الأسقفية وذلك بتوقيع المطالب الاثني عشر وبدفع فدية قدرها 15000 جيلدر، وفي الحادي عشر من شهر أبريل رفض أهالي مدينة بامبرج الاعتراف بسلطة الأسقف الإقطاعية ونهبوا قصره وأحرقوه وجردوا بيوت المحافظين من رجال الدين مما فيها وانتشرت الثورة في الألزاس انتشار النار في الهشيم، وما حتى أشرف شهر أبريل على نهايته حتى أصبح جميع كاثوليكي وكل ملك ثري في المقاطعة يخشى على حياته. وفي الثامن والعشرين من شهر أبريل هاجم جيش عدته 20000 من الفلاحين زايرن مقر أسقف ستراسبورج ونهبوا ديره وفي يوم 13 مايواستولوا على المدينة وأجبروا جميع رجل رابع على الانضمام إليهم ورفضوا دفع جميع ضرائب العشور وطالبوا بانتخاب جميع الموظفين فيما بعد عدا الإمبراطور عن طريق الاقتراع الشعبي وبأنقد يكونوا عرضة للعزل(30).

وفي بريكسين بالتيرول نظم ميكائيل جاسماير، وهوسكرتير سابق للأسقفية، ثورة هاجمت جميع رجال الدين المحافظين ونهبت الدير المحلي (12 مايو) وظلّت عاماً تهدد الأمن، ولا يستطيع أحد قمعها. ويقول أحد المؤرخين في هذا العهد ممن كانوا لا يتعاطفون مع الثوار إنه في جميع أودية نهري اين واتش كانت هناك - جماهير غفيرة وصراخ وهرج شديدان وكان من الصعب على أي إنسان صالح حتى يسير في الطرقات ونطق إذا السلب والنهب أصبحا شائعين إلى الحد الذي كان فيه الأتقياء يشعرون بالإغراء للاشتراك فيهما"(31). وفي فرايبورج - أم - برايسجاونهب الفلاحون القلاع والأديرة وأكرهوا المدينة على الانضمام إلى "الاخوة الانجيلية"، (24 مايو) وفي الشهر نفسه أقصت عصابة من الفلاحين أسقف فيرتسبورج عن قصره وأقاموا وليمة بما عثروا عليه في مخازنه. وفي شهر يونيوأقي ماتياس لانج كبير الأساقفة المعروف بحبه للقتال من قصره إلى قلعته التي تشرف على المدينة، وفي نيوشتادت في البلاتينيت نادى الأمير المختار لودفيج زعماء الفلاحين للعشاء بعد حتى أحاط به 8000 منهم واستجاب لمطالبهم دون امتعاض(32). وفي هذا نطق أحد المعاصرين: "ها نحن أولاء نرى أهالي القرى وسيدهم يجلسون جنباً إلى جنب ويأكلون ويشربون معاً ويبدوأنه يكن لهم مشاعر الود وأنهم يبادلونه هذا الشعور.

وفي وسط هذا السيل من الأحداث أصدر لوثر من مطبعة فيتنبرج نحومنتصف مايوعام 1525 كتيباً عنوانه: "معارضة لجموع الفلاحين التي تقوم بالسلب والقتل". وأفزعت لهجته الحادة الأمير والفلاح والأسقف وعالم الإنسانيات على السواء فقد راعَ لوثر تزايد العصاة الساخطين وخشي وقوع انقلاب ضد جميع سلطة شرعية وحكومة في ألمانيا وآلمته الاتهامات التي تقول إذا تعاليمه الخاصة قد أطلقت الفيضان من عنطقه فتحول وقتذاك دون تحفظ إلى جانب السادة المعرضين للخطر ونطق: "لم أجسر في كتاب سابق على الحكم على الفلاحين لأنهم عرضوا حتى يسلكوا الطريق المستقيم وأن يتفهموا... ولكن قبل حتى أتطلع حولي تناسوا ما عرضوه وعمدوا إلى العنف وقاموا بالسلب والنهب واسلموا قيادهم إلى الهياج وتصرفوا كالكلاب المسعورة... إذا ما يقومون به من عمل الشيطان بل إنه بصفة خاصة من عمل إبليس (منتسر) الذي يحكم في ميلهاوزن... يجب حتى أبدأ بوضع خطاياهم أمام أعينهم... ثم يجب حتى أفهم الحكام كيف من الممكن أن يسوسون أنفسهم في هذه الظروف...

إن أي إنسان يمكن إثبات شغبه يعد خارجاً على سنة الله وقانون الإمبراطوريّة ومن ثم فإن أول مَن يقتله ويعمل خيراً ولا يرتكب إثماً... ذلك لأن الثورة تأتي معها بأرض مليئة بالقتل وسفك الدماء وترمل النساء وتيتم الأطفال وتقلب جميع شيء رأساً على عقب... ولهذا دعوا أي إنسان يستطيع حتى يقتل ويذبح ويطعن، سراً وعلناً، وضعوا نصب أعينكم أنه لا شيء أكثر فتكاً أوضرراً أوخبثاً من الثورة... إذا هذا لا يختلف عن حالة المرء الذي يجد نفسه مضطراً إلى اغتال كلب مسعور وإذا لم تضربه فإنه يفترض أن يقضي عليك ومعك بلد بأسره... ورفض التسليم بإجازة الكتاب المقدس المزعومة للشيوع ونطق: "إن الإنجيل لا يجعل الأمتعة على الشيوع إلا بالنسبة لمن يعملون، بإرادتهم الحرة، ما كان الرسل والحواريون يعملونه في الإصحاح الرابع. إنهم لم يطلبوا مثل فلاحينا المجانين في سورة غضبهم عندما يطالبون بأن تكون أمتعة الآخرين سواء كانت لبيلاطس أم لهيرود - مشاعاً لهم وأنهم لم يطلبوا تطبيق هذا إلا على أمتعتهم. ومهما يكن من أمر فإن فلاحينا يفترض أن يحصلون على أمتعة الآخرين باعتبارها مشاعاً لهم ويحتفظون بأمتعتهم لأنفسهم، فما أروع هؤلاء من مسيحيين! أعتقد أنه لم يبق الشيطان في الجحيم وان الشياطين جميعاً قد انطلقت إلى الفلاحين".

أما الحكام الكثالكة فإنه عرض عليهم غفرانه إذا قضوا على العصاة دون محاكمة. وأوصى الحكام البروتستانت بالصلاة والندم والمفاوضة ولكن إذا ظل الفلاحون على عنادهم: "عندئذ سارعوا بامتشاق الحسام لأن أي أمير أوسيد يجب حتى يتذكر في هذه الحالة أنه كاهن لله وأنه أداة نقمته تعالى (الرومان 13) الذي يمتشق من اجله الحسام لضرب رقاب هؤلاء الأتباع... وإذا كان في وسعه حتى يعاقب ولا يعمل - حتى لوكان العقاب حتى يستل الحياة ويسفك الدماء - فإنه يبوء بإثم جميع جرائم القتل والشرور التي يرتكبها هؤلاء الأتباع... وعندئذ على الأتباع حتى يستمروا بلا اكتراث ودون حتى يعذبهم الضمير في النضال كالأبطال مادامت قلوبهم تحقق بين ضلوعهم... وإذا خطر لأحد حتى هذا قاسي جداً فليتذكر حتى الثورة لا تحتمل وأن دمار العالم أمر متسقط في جميع ساعة"(33).

وكان من سوء حظ لوثر حتى تصل هذه الرسالة الغاضبة إلى قرائها في الوقت الذي بدأت فيه الطبقات المالكة في إخضاع الثورة. وتلقى المصلح ثناء لا يستحقه على الإرهاب بالقمع ومن غير المحتمل حتىقد يكون السادة المعرضون للخطر قد تأثروا بالكتيب إذ كانوا بطبعهم يميلون إلى معاملة العصاة بقسوة تكون رانادىً لهم ولا تمحى ذكراها من أذهانهم وقد أخذوا بعض الوقت يعللون الفلاحين البسطاء بالوعود والأماني وبهذا أغروا الكثير من العصابات بالتفرق وفي غضون ذلك نظم السادة جيوشهم وسلحوها.

وفي ذروة الفتنة توفي فردريك الأمير المختار (5 مايوعام 1525) وكان رجلاً هادئاً يؤثر السلام ويسلم بأنه هووباقي الأمراء قد ظلموا الفلاحين ورفض حتى ينضم إليهم في اتخاذ إجراءات الانتقام وهجر لخلفه الدوق جون نصائح ملحة بالتزام الاعتدال، بيد حتى الأمير المختار الجديد شعر بأن سياسة أخيه كانت تعتمد على اللين وهوأمر يجافي الحكمة فانضم بقواته إلى قوات هنري دوق برونزفيك وفيليب لاندجريف الهسي وزحفوا جميعاً لمهاجمة معسكر منتسر خارج ميلهاوزن. وكانت جيوش الخصوم لا تفوقهم إلا عدداً - كان جميع منها يتكون من 8000 رجل من الأشداء بيد حتى معظم الرجال في قوات الدوقات كانوا من الجنود المدربين، بينما كان الفلاحون، على الرغم من مدفعية منتسر البسيطة، يتسلحون بأسلحة ليست جيدة أورديئة ويفتقرون إلى النظام ويتفشى بينهم الاضطراب بسبب ما يساورهم من رهبة بالسليقة. واعتمد منتسر على فصاحته ليقوي من عزائم الفلاحين وأمهم في الصلاة وفي ترتيل الأناشيد وأطلقت مدفعية الأمير أول ستار من نيرانها فصرعت مئات من الثوار وفر الباقون مذعورين إلى مدينة فرانكنهاوزن (15 مايوسنة 1525) وطاردهم المنتصرون وقتلوا منهم 5000 وحكم على ثلاثمائة أسير منهم بالإعدام فتشفع لهم نساؤهم والتمسوا العفوعنهم رحمة بهن، فأُجبن إلى طلبهن على شريطة حتى تحطم النساء رأسي قسيسين كانا قد حرضا على الثورة وتم تطبيق هذا بينما كان الدوقات المنتصرون يرقبون هذا المشهد(34). واختفى منتسر ثم قبض عليه وعذب حتى أقر بخطأ وسائله ثم بتر رأسه أمام القادة والأمراء ودافع بفيفر ومعه 1200 جندي عن مدينة ميلهاوزن ولكنهم غلبوا على أمرهم، وأُعدم بفيفر وباقي القواد أما المواطنون فقد نالوا العفوعلى حتى يدفعوا فدية إجمالية قدها 40.000 جيلدر (1.000.000 دولار؟).


وفي غضون ذلك استولى طروخسيس على مدينة بيبلنجن (Boblingen) بطريقة المفاوضة وحول مدافعه من داخل أسوار المدينة وأطلقها على معسكر للثوار خارجها (12 مايو)، وأجهز فرسانه على الفلاحين الذين نجوا من نيران هذه المدفعية وقضى هذا على الثورة في فيرتمبرج. ثم تحول تروخسيس إلى فاينزبرج وأحرفها حتى سويت بالأرض وشوى في بطئ جسد جيكلاين رورباخ الذي تزعم "مذبحة فاينزبرج". ثم زحف طروخسيس ليهزم قوات الفلاحين في كينجز هوفن وأنجولشتادت هزيمة منكرة، واستولى على فيتسبورج وأطاح برؤوس واحد وثمانين من الثوار اختارهم ليكونوا عبرة للآخرين (5 يونيه). وفر فلوريان جيير من فيرتسبورج ليعيش في غياهب النسيان وظل أسطورة يرددها الناس في اعتزاز واستسلم جيتزفون برليخنجن في الوقت الملائم وعاش ليحارب مع شارل الخامس ضد الأتراك ومات على فراشه وفي قلعته بالغاً من العمر إثنين وثمانين عاماً (1526) وسقطت مدينة روثنبرج في 20 يونيه وسرعان ما تلتها مدينة ممينجن وسحقت الثورة في الألزاس بعد مصرع 2000 إلى 6000 رجل في ليبشتلين وتسابيرن (Zabern) (17-18 مايو) وما حتى حل يوم 27 مايوحتى كان قد اغتال نحو20.000 فلاح في الألزاس وحدها وفي كثير من الحالات كان هواء المُدن تشيع فيه رائحة الموت(35) وأمر ماركجراف كاسينير Markograf Casimir ببتر رؤوس بعض مَن استسلم من فلاحيه وشنق البعض الآخر. وفي الحالات المخففة بتر أيديهم أوسمل عيونهم(36)، وتدخل الأمراء العقلاء في آخر الأمر في تخفيف همجية الانتقام، وفي نهاية شهر أغسطس أصدر المجلس النيابي في أوجسبورج أمراً كتابياً حث فيه على الاعتدال في توقيع العقوبات وفرض الغرامات وتساءل شريف فيلسوف قائلاً: "أين نجد فلاحين يقومون بالوفاء لأغراضنا إذا اغتال جميع الثوار؟"(37).

واستمرت الثورة عاماً في النمسا وفي يناير عام 1526 أعرب ميكائيل جاسمايين في أنحاء التيرول أعظم البرامج الثورية تطرفاً ونطق: "يجب القضاء على جميع الكفار (أي غير البروتستانت) الذين يضطهدون "حدثة الله" الحقة أويظلمون الرجل العادي. ويجب حتى تزول الصور والمزارات من الكنائس وأن تتلى القداسات ويجب حتى تُهدم أسوار المُدن والأبراج والحصون وألا تظل إلا القرى وأن يتمتع جميع الناس بالمساواة. ويجب اختيار الموظفين والقضاة بالاقتراع العام الذي يشهجر فيه الذكور البالغون كما يجب إيقاف دفع الإيجارات والمكوس للسادة الإقطاعيين فوراً وأن تجمع ضرائب العشور على حتى تُعطى لسلطات الكنيسة التي خضعت للإصلاح الديني وللفقراء. ويجب حتى تحول الأديرة إلى مستشفيات أومدارس، أما المناجم فيجب حتى تؤمم وعلى الحكومة حتى تحدد الأسعار(38). وقدر لجاسمايير حتى يهزم التي أوفدت لقتاله باستراتيجية ذكية، واستمر هذا الحال بعض الوقت غير الفرق حتى أعداءه تفوقوا عليه أخيراً في الدهاء وفر إلى إيطاليا وأفرد الأرشيدوق فرديناند ثمناً لرأسه وفاز بالمبلغ إثنان من القتلة الإسبانيين عندما اغتالاه في غرفته ببادوا (1528). ولم تفقد ألمانيا من الأرواح والأملاك ما فقدته في ثورة الفلاحين إلا في حرب الثلاثين عاماً. فقد هلك من الفلاحين وحدهم نحو130.000 في ساحة القتال أوعلى نطع التكفير، وتم تطبيق حكم الإعدام في 10.000 رجل تحت حكم العصبة السوابية. وامتلأت أعطاف جلاد تروخسيسس زهواً لأنه اغتال بيديه المدربتين 1200 رجل محكوم عليه بالإعدام. أما الفلاحون أنفسهم فقد دمروا مئات القلاع والأديرة وأقفرت مئات القرى والمُدن من ساكنيها أوأصبحت خراباً بلقعاً أوفرضت عليها تعويضات باهظة، وتشرد ما يزيد على 50.000 فلاح وأخذوا يهيمون في الطرقات العامة أويختبئون في الغابات، وترملت آلاف النساء وتيتم الآلاف من الأطفال ولكن قلوب المحسنين لم ترق لهم، أولعل جيوبهم كانت خاوية وكان المتمردون قد أحرقوا في كثير من الحالات المواثيق التي تسجل الضرائب المستحقة عليهم للسادة الإقطاعيين فحررت وثائق جديدة أحيت من حديث هذه الالتزامات وكانت في بعض الحالات أكثر رفقاً بهم وفي أحيان أخرى أكثر تشدداً عما كانت عليه من قبل ومنحت امتيازات للفلاحين في النمسا وبادن وهس أما في المناطق الأخرى فقد اشتد أزر العبودية وقدر لها حتى تستمر شرق الألب حتى القرن التاسع عشر. وأجهضت بوادر الديمقراطية وقمع الحركات الفكرية واشتدت الرقابة على النشر في عهد السلطات الكاثوليكية والبروتستانتية على السواء. وفقدت النزعة الإنسانية قوتها وأخلت لهجة عصر النهضة في الحياة والأدب الحب السبيل إلى اللاهوت والورع والتأمل في الموت.

واندثر الإصلاح الديني نفسه أوكاد يندثر في حرب الفلاحين. وعلى الرغم من المتنصلين من لوثر والتشهير به فغن الثورة تألقت بألوان وأفكار بروتستانتية: وكانت التطلعات الاقتصادية تغلف بعبارات أضفى عليها لوثر مسحة من القداسة ولم تكن الشيوعية إلا مجرد عودة إلى الإنجيل. وفسر شارل الخامس "الثورة" بأنها "حركة لوثرية"(39) واعتبر المحافظون نزع البروتستانت ملكية رجال الدين بمثابة أعمال ثورية تقف على قدم المساواة مع نهب الفلاحين للأديرة. وفي الجنوب جدد الأمراء والسادة الذين استبد بهم الفزع ولاءهم للكنيسة الرومانية. وفي أماكن عديدة مثل بامبرج وفيرتسبورج اعدم رجال حتى من طبقة الملاّك لأنهم اعتنقوا اللوثرية(40). وقلب الفلاحون أنفسهم ظهر المجن للإصلاح الديني وعدوه غواية وخيانة، وأطلق بعضهم على لوثر اسم "الدكتور ليجثر" أي "الدكتور الكذاب" و"المنافق صنيعة الأمراء"(41). وظل سنوات بعد الثورة لا يحظى بأي شعبية حتى انه قل ما كان يجرؤ على مغادرة فيتنبرج ولوكان هذا لكي يحضر وفاة والده على فراشه (1530). وخط يقول (15 يونيه عام 1525) "لقد نسوا جميع ما عمله الله للناس عن طريقي والآن ها هم السادة والقساوسة والفلاحون يتجمعون كلهم ضدي ويتوعدونني بالموت"(42).


ولم يكن من شيمته حتى يسلّم أويعتذر. وفي يوم 30 مايوعام 1525 خط إلى نيكولاس أمسد ورف يقول: "في رأيي أنه من الخير حتى يُقتل الفلاحون جميعاً ولا يهلك الأمراء والحكام لأن أهل الريف امتشقوا السيف دون حتى يعتصموا بسلطان إلهي"(43). وفي يوليوعام 1525 نشر "خطاباً مفتوحاً بشأن الكتاب الصعب ضد الفلاحين". ونطق إذا مَن ينتقدونه لا يستحقون الرد عليهم فقد كشفت انتقاداتهم أنهم ثائرون في قرارة نفوسهم مثل الفلاحين وأنهم لا يستحقون الرحمة، ونطق: "ينبغي حتى يأخذ الحكام بتلابيب هؤلاء الناس ويجبرونهم على إمساك ألسنتهم"(44). "دار بخلدهم حتى هذا الرد قاسي جداً وأن هذا تحريف للكلام ولا يقصد به غلا تكميم أفواه الناس فإني أجيب بأن هذا سليم، إذا أي ثائر لا يستحق عناء الرد عليه لأنه لن يتقبل الجدل. والرد على مثل هذا الفم هولكمة تدمي الأنف، إذا الفلاحين لن يصيخوا السمع، ففي آذانهم وقر ويجب حتى تفتح بطلقات الرصاص حتى تقفز رؤوسهم من فوق أكتافهم. إذا مثل هؤلاء التلاميذ في حاجة إلى تأديب بمثل هذه العصى. إذا مَن لا يستمع إلى حدثة الله عندما ترتل برفق يجب حتى يستمع إلى الجلاد عندما يأتي ومعه الفأس... أما عن الرحمة فأنا لن اسمع أوأعهد شيئاً ولكني يفترض أن أهتم بإرادة الله التي تتضمنها حدثته... إذا شاء جل وعلا حتى يصب عليك جام نقمته وأن يحجب عنك رحمته، فيما تفيدك الرحمة،يا ترى؟ ألم يأثم شاؤول بإبداء الرحمة لعماليق عندما فشل في تطبيق غضب الله كما أمر،يا ترى؟ وأنتم يا مَن تحملون عقيرتكم مطالبين بالرحمة وتمتدحونها مدحاً شديداً لما لم تنادوا بها عندما كان الفلاحون ساخطين، يقتلون ويسرقون ويحرقون وينهبون حتى أصبح الناس يفزعون لمرآهم أوعند سماع أخبارهم،يا ترى؟ لما لم يبدوا الرحمة للأمراء والسادة الذين أرادوا حتى يقضوا عليهم قضاء مبرماً؟". واستطرد لوثر يقول إذا الرحمة واجبة على المسيحيين في شؤونهم الخاصة، أما باعتبارهم من موظفي الدولة فيجب حتى يراعوا العدالة أكثر من الرحمة لأن الإنسان منذ عصى آدم وحواء ربهما، فطر على الشر إلى حد أنه غدا في حاجة إلى حكومة وقوانين وعقوبات لكبح جماحه. إننا ندين بالاحترام للجماعة التي تتهددها الجريمة أكثر مما ندين للمجرمين الذين يهددون الجماعة.

"لوتحققت نيات الفلاحين فلنقد يكون هناك رجل شريف في مأمن منهم ولكن على جميع مَن يملك فلساً أكثر من أي إنسان آخر حتى يقاسي بسبب هذا. لقد بدأوا هذا الأمر وما كانوا ليتوقفوا هناك، لسوف يجلل العار النساء والأطفال ولسوف يتعودون أيضاً على اغتال أحدهم الآخر، ولنقد يكون هناك سلام أوأمان في أي مكان. هل سمع أحد عن شيء لا يمكن كبح جماحه أكثر من غوغاء من الفلاحين عندما تمتلئ بطونهم ويملكون زمام السلطة؟... إذا الحمار يتلقى الضربات أما الناس فيحكمون بالقوة"(45).

وقد تصدمنا اليوم عبارات لوثر المتطرفة حول حرب الفلاحين لأن النظام الاجتماعي توطد بحيث نفترض استمراره ونستطيع حتى نعامل برفق هؤلاء القلائل الذين يعكرون صفوه بعنف، ولكن لوثر قابل الحقيقة القاسية وهي حتى عصابات الفلاحين تحول شكاواها العادلة إلى نهب لا يفرق بين العدووالصديق وتهدد بخرق القانون وقلب الحكومة والإنتاج والتوزيع في ألمانيا. وبررت الحوادث تحذيره بأن الثورة الدينية التي خاطر من أجلها بحياته يفترض أن تتعرض للخطر الشديد بسبب الرجعية المحافظة التي كانت مضطرة إلى حتى تتبع ثورة فاشلة. وربما شعر بأنه مدين شخصياً بعض الشيء للأمراء والأشراف الذين كانوا قد أسبغوا عليه الحماية في كينبرج ورومس والفارتبورج، ولعله كان يتساءل مَن ينقذه من شارل الخامس وكليمنت السابع إذا كفت سلطة الأمراء عن حماية الإصلاح الديني، والحرية الوحيدة التي رأى إنها تستحق الكفاح من أجلها هي حرية عبادة الله والتماس الخلاص طبقاً لما يمليه ضمير المرء.

وأية أهمية في حتىقد يكون المرء أميراً أوعبداً في هذا الموجز للحياة الأبدية،يا ترى؟ إننا يجب حتى نتقبل حالتنا هنا دون تذمر مرتبطين بالجسد والواجب ولكن متحررين روحياً وبرحمة الله.

ومع ذلك فقد كان للفلاحين قضية ضده إذ أنه لم يتنبأ بالثورة الاجتماعية فحسب بل نطق إنها لن تسوءه وإنه يفترض أن يحييها بابتسامة حتى لوغسل الناس أيديهم في دماء الأساقفة، ثم إنه كان قد قام بثورة أيضاً وعرض النظام الاجتماعي للخطر بل وسخر من سلطة لا تقل قداسة عن سلطة الدولة. ولم يقم بأي اعتراض على نزع السلطة الزمنية للملكية رجال الدين فكيف كان في وسع الفلاحين حتىقد يكون لهم حظ أفضل إذا لم يلجأوا إلى القوة ما دام حق التصويت كان محرماً عليهم ومادام مضطهدوهم كانوا يلجأون إلى القوة. لقد أحس الفلاحيون حتى الدين الجديد قد أضفى صفة القداسة على قضيتهم، وأثار فيهم الأمل ودفعهم إلى العمل ثم تخلى عنهم في الساعة الحاسة الحاسمة. وفي يأس غاضب اصبح بعضهم ملحداً ساخراً(46) وعاد كثيراً منهم أومن أطفالهم برعاية اليسوعيين إلى حظيرة الكنيسة الكاثوليكية. واتبع بعضهم المتطرفين الذين أدانهم لوثر وسمعوا وهم يتلون العهد الجديد دعوة إلى الشيوعية.

انظر أيضاً

  • Florian Geyer
  • Croatian and Slovenian peasant revolt
  • German Peasants' War

الهامش

تاريخ النشر: 2020-06-04 10:44:51
التصنيفات: تاريخ ألمانيا

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

«حدائق الحيوان» تنفى رفع سعر تذاكر الدخول

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-23 03:20:45
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 59%

حملات مكبرة لرفع الإشغالات والقامامة من شوارع المنيا (صور)

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-23 03:20:48
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 54%

حذف كليبات عمرو دياب من قناته على يوتيوب

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-23 03:20:44
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 56%

ساموزين يوجه رسالة لحبيبته فى أحدث أغنياته «بسيطة» (فيديو)

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-23 03:20:51
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 60%

الولايات المتحدة تفرض قيودا على استيراد المواد الثقافية الأفغانية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-23 03:20:54
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 63%

حبل الإقالة يُطوّق فلوران إيبينغي

المصدر: راديو مارس - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2022-02-23 03:17:27
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 68%

انخفاض العملات المشفرة بالتزامن مع تصاعد الأزمة الروسية الأوكرانية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-23 03:20:43
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 59%

الرجاء بدون 8 لاعبين أمام الشباب السالمي

المصدر: راديو مارس - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2022-02-23 03:17:26
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 59%

مادورو: فنزويلا تدعم قرار روسيا الاعتراف بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-23 03:20:53
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 63%

إيطاليا تلغي الحجر الصحي للقادمين إليها من خارج أوروبا

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-02-23 03:17:30
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 59%

أمستردام تعلن انتهاء أزمة الرهائن في متجر «آبل»

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-02-23 03:17:30
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 61%

إلهام شاهين تكشف تطورات الحالة الصحية لسمير صبرى

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-23 03:20:44
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 65%

بوتين: نرى المخاطر التي تحملها الأنشطة العسكرية للناتو في طياتها

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-23 03:20:44
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 55%

عون: لبنان منهوب وليس مكسورا

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-23 03:20:53
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 69%

جمهورية لوغانسك: مقتل مدنيين اثنين بقصف من القوات الأوكرانية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-23 03:20:54
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 69%

دونيتسك الشعبية: التفجير الذي استهدف مركز التلفزيون عمل إرهابي

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-23 03:20:53
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 57%

تحميل تطبيق المنصة العربية