رجال الدين المسيحي

عودة للموسوعة

رجال الدين المسيحي

Ordination of a Catholic priest (pre-1968 form of the Roman Rite).


كان الناس في حديثهم العادي في العصور الوسطى يقسمون الخلق طبقتين : طبقة رجال الدين وطبقة "رجال الدنيا" وكان الراهب من رجال الدين وكانت الراهبة من نسائه، ومن الرهبان من كانوا أيضاً قسيسين وهؤلاءقد يكونون "رجال الدين النظاميين" أي رجال الدين الذين يتبعون قانون الأديرة (regula)، أما غيرهم من رجال الدين فكانوا يسمون "دنيويين" أي يعيشون في الدنيا (saeculum)، وكانت طبقات رجال الدين جميعها تمتاز من غيرها بحلق قمة الرأس وبأن يلبس أفرادها مئزراً طويلاً ذا لون واحد أي كان. ما عدا اللوتين الأحمر والأخضر، تضمه أزرار بطوله كله من الرأس إلى القدمين. ولم يكن لفظ رجال الدين يطلق على من كان منهم في "الدرجات الصغرى" فحسب ـ أي بوابي الكنائس، وقارئي الصلوات،، وقارئي الرقى، والسدنة- بل كان يطلق كذلك على جميع طلبة الدين ومدرسيه في الجامعات، وعلى جميع من حلقوا قمة رؤوسهم- أي دخلوا في زمرة رجال الدين - وهم طلاب ثم أصبحوا فيما بعد أطباء أومحامين، أوفنانين، أومؤلفين، أواستغلوا محاسبين أومساعدين لرجال الأدب. وهذا هوالسبب الذي من أجله ضاق معنى لفظي Clerical، Clerk فصارا "كتابياً" و"محرراً". وكان يسمح لرجال الدين من غير الطبقات العليا حتى يتزوجوا وأن يشتغلوا بأية مهنة محترمة، ولمقد يكونوا يلزمون بأن يظلوا مستمسكين بعادة حلق قمم رؤوسهم.

Consecration of an Orthodox bishop. The priest being ordained is kneeling with the Gospel Book on his head while the ordaining bishops lay their right hands over his head.
Ordination of an Orthodox priest. The deacon being ordained is kneeling with the bishop's omophorion over his head and is being blessed by the bishop straightway before the Cheirotonia.
Eastern Orthodox subdeacon being ordained to the diaconate. The bishop has placed his omophorion and right hand on the head of the candidate and is reading the Prayer of Cheirotonia.

الكاثوليكية

Archbishop Karl-Josef Rauber, Cardinal Godfried Danneels, Bishop Roger Vangheluwe and Bishop Jozef De Kesel

أما الطبقات الثلاث "الكبرى" أو"الطبقات المقدسة" - أتباع الشمامسة - والشمامسة- والقساوسة- فلم يكن يجوز لمن انضم إليها حتى يخرج منها، وقد أغلق أمام أفرادها بوجه عام باب الزواج بعد القرن الحادي عشر، ولكن لدينا شواهد تدل على حتى بعض القساوسة اللاتين بعد أيام جريجوري السابع كانوا يتخذون لهم أزواجاً أوخليلات(110)، غير حتى هذه الحالات أخذت تقل شيئاً فشيئاً حتى كانت من الحالات الشاذة النادرة ، وكان على قس الأسقفية حتى يقنع بالمتع الروحية. وإذا كانت حدود الأسقفية تتفق في العادة مع حدود الضيعة أوالقرية، فإن مالك الضيعة كان في أغلب الأحوال هوالذي يعين القس(111) بالاشتراك مع الأسقف. وقلما كان هذا القس ممن نالوا قسطاً موفوراً من التعليم، وسبب ذلك حتى التعليم الجامعي كان وقتئذ كبير النفقة، وأن الخط كانت نادرة، ولهذا كان يكفيه حتى يعهد كيف من الممكن أن يقرأ الصلوات والقداس، ويقوم بتقديم العشاء الرباني وتنظيم شؤون العبادة والصدقات في الأسقفية. ولم يكن في كثير من الحالات أكثر من مساعد أونائب يستأجره قس أكبر منه ليؤدي الخدمات الدينية في الأسقفية نظير ربع دخله من معاشه. وكان في مقدور القس الكبير بهذه الطريقة حتىقد يكون له معاش من أربع أبرشيات أوخمسٍ،أما قس الأبرشية فكان يحيا حياة الفقر والمذلة(112)، يعتصر دله من "رسوم المذبح" أوالتعميد أوعقود الزواج، أوالدفن، أوقراءة القداس للموتى. وكان في بعض الأحيان ينحاز إلى جانب الفقراء في حرب الطبقات، كما عمل جون بول John Ball(113)، ولم يكن مستواه الخلقي يضارع مستوى قس هذه الأيام الذي سما إلى ما سما إليه بفضل المنافسة الدينية، ولكنه كان وجه عام يقوم بعمله صابراً حريصاً على إطاعة نداء الضمير وواجب الشفقة والرحمة. فكان يعود السقمى، ويواسي المحرومين، ويفهم الشباب، ويلوك صلواته، ويبث في الأهلين الغلاظ الشداد شيئاً من التحضر والخلق الطيب. ويقول أقسى ناقدي هذه الطائفة إذا كثيرين من قساوسة الأبرشيات "كانوا ممن لا غنى عنهم في هذا العالم"(114)، ونطق عنهم لكي Lecky المتحرر من قيود الدين : "ليس ثمة طائفة غيرهم أظهرت ما أظهروه هم من غيرة جامعة مجردة من الانهماك في متاع الدنيا، لا يثنيها عن هدفها مصالحها الشخصية، يضحي أفرادها في سبيل الواجب المفروض عليهم أعز ما في العالم من متاع، ويقابلون جميع الصعاب أياً كان نوعها وألوان العذاب والموت ببسالة لا تتزعزع ولا تلين"(115).

وكان للقساوسة والأساقفة يؤلفون فيما بينهم طبقة رجال الكهنوت. فأما الأسقف فكان قساً اختير ليؤلف من عدة أبرشيات وعدد من القساوسة أسقفية واحدة وكان الذين يختارونه لهذا المنصب من الوجهة النظرية وفي بداية الأمر هم القساوسة والشعب، ولكن الذي يرشحه لمنصبه عادة قبل أيام جريجوري السابع هوالبارون أوالملك، وكان يختاره بعد عام 1215 كهنة الكنيسة الكبرى بالاشتراك مع البابا نفسه. وكان يعهد إليه بكثير من الشؤون الدنيوية والكنيسة، كما كانت محكمته الأسقفية تنظر في بعض القضايا المدنية وفي جميع القضايا التي تمس رجال الدين على اختلاف طبقاتهم. وكان من حقه حتى يعين القساوسة ويفصلهم، ولكن سلطته على الأديرة ورؤسائها في أسقفيته نقصت في الوقت الذي نتحدث عنه لان البابوات أخضعوا طبقات الرهبان لسلطانهم المباشر لخوفهم من سلطان الأساقفة. وكان إيراد الأسقف يأتي بعضه من الأبرشيات التابعة له، ولكن معظمه كان يأتيه من الضياع التابعة لكرسيه، وكان في بعض الأحيان يعطي إحدى الأبرشيات من المال أكثر مما يأخذ منها. وكان المتقدمون لشغل مناصب الأساقفة يتعهدون عادة بأن يؤدوا - للملك أولاً ثم للبابا فيما بعد- قدراً من المال نظير ترشيحهم، وكانوا بوصفهم حكاماً دنيويين يطرأ عليهم ما يطرأ على غيرهم من ميل لتعيين أقاربهم في المناصب ذات الإيراد المجزي- وكان مما يشكومنه البابا إسكندر الثالث أنه "لما حرم الله الأساقفة من الأبناء وهبهم الشيطان أبناء الإخوة والأخوات"(116). وكان كثيرون من الأساقفة يحيون الحياة المترفة، التي تليق بالسادة الإقطاعيين. ولكن كثيرين منهم كانوا يهبون أنفسهم لواجباتهم الروحية والإدارية. ولقد كان أساقفة أوروبا، بعد حتى اصلح ليوالتاسع نظام الأسقفيات، خير الطوائف كلها في العصور الوسطى من الناحيتين العقلية والخلقية.

وكان يرأس أساقفة جميع إقليم كبير الأساقفة أوالمطران، وكان له هووحدة حق دعوة مجلس الكنيسة الإقليمي ورياسته. وكان بعض كبار الأساقفة، بما أوتوا من قوة في الخلق أوسعة في الثراء، يسيطرون على حياة أنطقيمهم من نواحيها كلها تقريباً وكان كبار أساقفة مدن همبرج، وبرمن، وكولوني، وتريير، ومينز، ومجد برج، وسلزبرج الألمانية من السادة الإقطاعيين الأقوياء، يختارهم الأباطرة في كثير من الأحيان لتصريف شؤون الإمبراطورية أوليكونوا لهم سفراء أومستشارين. وكذلك أضطلع كبار أساقفة ريمس، ورون، وكنتربري، يمثل هذا الواجب الخطير في فرنسا، وتورمندية، وإنجلترا. ومن كبار الأساقفة- في طليطلة، وليوان، ونربوته، وريمس، وكولوني، وكنتربري - من أصبحوا "رؤساء" كباراً ذوي سلطان غير منازع على جميع رجال الدين في أنطقيمهم، وكان كبار الأساقفة يجتمعون في مجلس تتألف منه من حين إلى حين حكومة نيابية للكنيسة. وكانت هذه المجالس في العهود المتأخرة تدعى لنفسها سلطات تعلوعلى سلطات البابا، أما في العصر الذي نتحدث عنه، عصر أعظم البابوات، فلم يكن أحد في أوروبا الغربية ينازع سلطان أسقف روما سلطاته العليا الدينية والروحية. وكانت فضائل ليوالتاسع وهلد براند قد كفرت عن فضائح القرن العاشر، كما أخذ سلطان البابوية ينموبين صروف القرن الثاني عشر المتقلبة وكفاحه نمواً مكن إنوسنت الثالث من حتى يدعي حتى هذا السلطان يمتد إلى جميع بقاع الأرض. فقد كان الملوك والأباطرة يمسكون بركاب خادم خدم الله، ذي الثياب البيض، ويقبلون قدميه. وأضحى منصب البابوية في ذلك الوقت أسمى ما يطمع فيه إنسان على ظهر الأرض، فكانت أذكى العقول وقتئذ تتهيأ في أشد مدارس اللاهوت والقانون صرامة لتشغل فيما بعد مكاناً بين رجال الكنيسة. وكان الذين يرقون منهم إلى الذروة رجالاً من ذوي العقول الجبارة والقلوب الباسلة لا يخشون حتى يحكموا قارة بأجمعها، وقلما كان موت الواحد منهم يثني غيره عن مواصلة السياسة التي وضعها هؤلاء الرجال هم ومجالسهم، فلقد أتم إنوسنت الثالث ما لم يتمه جريجوري السابع، وفاز إنوسنت الرابع والإسكندر الرابع بالنصر في الكفاح الذي قام به إنوسنت الثالث وجريجوري التاسع ضد الأباطرة الذين أرادوا تضييق سلطان البابوية.

وكان سلطان البابا يؤول إليه من الوجهة النظرية من الحقوق التي منحها المسيح الحواريين. وكانت حكومة الكنيسة بهذا المعنى حكومة دينية - أي حكومة الشعب، عن طريق الدين، على أيدي خلفاء الله في الأرض. لكن الكنيسة كانت بمعنى آخر حكومة ديمقراطية : فقد كان في وسع أي إنسان في العالم المسيحي، عدا المصابين في عقولهم أوأجسامهم، والمحكوم عليهم في جرائم ارتكبوها، والمطرودين من حظيرة الدين ؛ والأرقاء - كان في وسع أي إنسان عدا هؤلاء حتى يختار قساً أوبابا. وكان الأغنياء في هذا المجال، كالأغنياء في جميع مجال سواه، تتاح لهم فرص أكثر من غيرهم لأن يعدوا أنفسهم لتسلم درجات هذا السلم الديني الكثيرة، غير حتى الباب كان مفتوحاً لجميع الناس على السواء، وكانت المواهب العقلية، لا الآباء والجدود، هي التي يعتمد عليها النجاح في أكثر الأحيان. وقد خرج مئات من الأساقفة وعدد كبير من البابوات من بين صفوف الطبقة الفقيرة(117) وكان سريان هذا الدم الجديد من جميع الطبقات في طوائف رجال الدين بمثابة غذاء مستمر لعقولهم، وقد "ظل عصوراً طوالاً الاعتراف العملي الوحيد بمساواة الناس بعضهم بعضاً" . ولقد مر بنا حتى حق اختيار البابا قد اقتصر على "الأساقفة الكرادلة" المقيمين في روما، ثم زيد عدد هؤلاء الكرادلة السبعة تدريجاً بمن ضمهم البابوات إليهم من أمم مختلفة، حتى أضحوا كلية مقدسة مؤلفة من سبعين عضواً يمتازون من غيرهم بقلانسهم الحمراء ومآزرهم الأرجوانية، وأضحوا طبقة جديدة في سلم الدرجات الدينية لا يعلوعليهم إلا البابا نفسه.

وكان البابا يحكم دولة روحية بلغت في القرن الثالث عشر ذروة مجدها ويساعده في حكمها أولئك الرجال وطائفة كبيرة من رجال الكنيسة وغيرهم من الموظفين يؤلفون جميعاً "الكوريا" Curia أوالمحكمة التطبيقية والقضائية. وكان من حقه وحده حتى يدعوللانعقاد مجلساً عاماً من الأساقفة، ولم يكن لما يصدرونه من الشرائع أية قوة إلا إذا صدق عليه البابا بمرسوم من قبله وكان له الحرية المطلقة في تفسير قانون الكنيسة ؛ وإعادة النظر فيه، وتوسيعه، وإعفاء من يرى إعفاءه من قواعده. وكان هوالمحكمة العليا التي تستأنف إليها أحكام محاكم الأسقفيات، وكان هووحده الذي يستطيع حتى يغفر بعض الذنوب الخطيرة أويصدر صكوك الغفران الكبرى، أويسلك شخصاً في زمرة القديسين. وكان على جميع القساوسة بعد عام 1059 حتى يقسموا يمين الطاعة له، وأن يقبلوا رقابة مندوبي البابا على شؤونهم. وكانت جزائر مثل سردينيا وصقلية، وأمم كالإنجليز، والمجر، وأسبان تعترف بأنه سيدها الإقطاعي وترسل إليه الجزية، وكان في وسعه حتى يرقب بعينية ويحرك بيديه جميع جزء من أجزاء مملكته عن طريق الأساقفة، والقساوسة، والرهبان، المنبثين في جميع مكان، فقد كان هؤلاءقد يكونون هيئة للمخابرات والإدارة لا نظير لها في أية دولة من الدول. إلى غير ذلك عاد إلى روما شيئاً فشيئاً، بدهاء بابواتها، ما كان لها من سلطان على أوروبا معتمدة على ما كان لحدثة الدين من قوة عجيبة.


الأنگليكانية

Bishop Maurício Andrade, primate of the Anglican Episcopal Church of Brazil, gives the crosier to Bishop Saulo Barros.

Orthodoxy

Eastern Orthodox clergy: bishop (right, at altar), priest (left), and two deacons (in gold)


Ethiopian Orthodox clergy lead a procession in celebration of Saint Michael

البروتستانتية

Lutheran pastor confirming the youth of his congregation


طالع أيضاً

  • Holy orders
  • Ordination
  • Priest

الهامش


وصلات خارجية

ابحث عن رجال الدين المسيحي في
قاموس الفهم.
اقرأ اقتباسات ذات علاقة برجال الدين المسيحي، في فهم الاقتباس.
  •  [[wikisource:Catholic Encyclopedia (1913)/Priesthood "Priesthood]"] Check value (help). Catholic Encyclopedia. New York: Robert Appleton Company. 1913.
  • Church Administration - The Church of Jesus Christ of Latter Day Saints.
  • Wlsessays.net, Scholarly articles on Christian Clergy from the Wisconsin Lutheran Seminary Library
  • University of the West, Buddhist M.Div.
  • Naropa University, Buddhist M.Div.
تاريخ النشر: 2020-06-04 10:54:37
التصنيفات: Pages with URL errors, رجال الدين, مهن دينية

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

رئيس الجمهورية : قدراتنا الذاتية في المقام الأول لتعبئة ميزانية 2024

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-06 00:12:03
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 56%

تحميل تطبيق المنصة العربية