علم الأرصاد الجوية

عودة للموسوعة

فهم الأرصاد الجوية

جزء من سلسلة الطبيعة عن
الطقس
 
الفصول
درجة الحرارة

الربيع • الصيف
الخريف • الشتاء

مداري

فصل جاف
فصل مطير

العواصف

عاصفة رعدية • إعصار قمعي
إعصار حلزوني مداري (إعصار)
إعصار حلزوني خارج المدار
عاصفة شتوية • دمق
عاصفة ثلجية

التساقط

ضباب • رذاذ • مطر
مطر متجمد • ثلج ذائب
بَرَد • ثلج

موضوعات

الأرصاد الجوية
النشرة الجوية
المناخ • تلوث الهواء

بوابة الطقس
      
علوم الغلاف الجوي [تص.]
فهم الأرصاد الجوية [تص.]
طقس [تص.]
أعاصير إستوائية [تص.]
فهم المناخ [تص.]
مناخ [تص.]
تغير مناخي [تص.]

بوابة علوم الغلاف الجوي
بوابة الطقس

فهم الأرصاد الجوية؛ وهوفهم الجوأوفهم الظواهر الجوية أوفهم الأنواء، وأصل الحدثة ميتيورولوجي (من اليونانية μετέωρος أي شاهق"، وλογία أي فهم)، لذلك فإن المعنى اللفظي لها هوفهم الأمور العليا أودراستها، أي دراسة الجو. ويعهد حاليا بمجموعة من المجالات الفهمية التي تعنى بدراسة الغلاف الجوي التي هجرز على أحوال الطقس والتنبؤات الجوية (خلافا لفهم المناخ). الدراسات في هذا المجال تعود لآلاف السنين، على الرغم من حتى التقدم الكبير في مجال الأرصاد الجوية لم يحدث حتى القرن الثامن عشر. وشهد القرن التاسع عشر تقدما سريعا في فهم الأرصاد الجوية بعد تطور شبكة مراقبة حالة الطقس (محطات الأرصاد الجوية، وغيرها)عبرالكثير من البلدان. في النصف الأخير من القرن العشرين تحقق التقدم الكبير في التنبؤ بأحوال الطقس، وذلك بعد تطور جهاز الحاسب الإلكتروني.

الظواهر الجوية وهي الأحداث الجوية الملاحظة بما فيها الظواهر الضوئية وتم تفسيرها بواسطة فهم الأرصاد الجوية. هذه الأحداث تتوقف على وجود مجموعة من المتغيرات-العناصرالجوية- في الغلاف الجوي. وهي درجة الحرارة، الضغط الجوي، وبخار الماء، ومعدلات تواجدها وتفاعل جميع عنصر، والتغيرات التي تطرأ عليها بمرور الزمن. إذا أغلب الأحداث الجوية على الأرض تقع في الطبقة السفلى من الغلاف الجوي –التربوسفير-. تدرس النطاقات المتنوعة لتحديد الكيفية التي تؤثر فيها النظم المحلية، والإقليمية، والعالمية على الطقس والمناخ. الأرصاد الجوية وفهم المناخ، وفيزياء الغلاف الجوي، وكيمياء الغلاف الجوي هي تخصصات فرعية لعلوم الغلاف الجوي. الأرصاد الجوية وفهم المياه يؤلفان معا فهم الظواهر الجوية المائية. التفاعلات بين الغلاف الجوي للأرض والمسطحات المائية هي جزء من دراسات المحيطات والغلاف الجوي. تتعدد تطبيقات الأرصاد الجوية وتستخدم في ميادين متنوعة مثل المجال العسكري، وإنتاج الطاقة، والنقل، والزراعة والبناء.

وينقسم عِلْم الأرصاد الجوية إلى:

  • عِلْم المناخ
  • فيزياء الغلاف الجوي
  • كيمياء الغلاف الجوي
  • مجالاتَ ثانويةَ مِنْ العلوم الجوية


تاريخ فهم الأرصاد الجوية

صورة لأرسطو

مع حتى السجلات القديمة أعطت بعض الملامح عن فهم الجووأحواله، كما اتى في بعض أشعار الإغريق وكتابات العهد القديم، وما عثر عليه أيضاً في بلاد ما بين النهرين، فإن مفهوم الطقس weather لم تتضح معالمه الفهمية إلا في القرن الخامس قبل الميلاد، إذ أعد هيرودت عام 440ق.م كتاباً بعنوان «تاريخ الطقس والرياح الموسمية»، يذكر فيه حتى إعصاراً مصحوباً بوابل مر على طيبة بمصر فدمر الكثير من مبانيها. ويعد كتاب أبقراط عام 400 ق.م بعنوان «الهواء، الماء، والمكان» أول كتاب يصف أحوال الجو.ويعتقد حتى أول كتاب في الأرصاد الجوية هوكتاب أرسطوالسابق ذكره. وقد أتيح للدولة الإسلامية في أوج ازدهارها فهم الكثير عن الأحوال الجوية في المناطق المتنوعة، وظهر عدد من الفهماء الذين تطرقوا إلى ذلك (المسعودي والبيروني وابن خلدون وإخوان الصفا). كما ساعد اشتغال العرب بالتجارة البحرية في بحر العرب والمحيط الهندي على مراقبة الدورة العامة للغلاف الجوي فوق المحيط الهندي، والرياح الموسمية.

غير حتى الأرصاد الجوية بوصفها فهماً لم تتبلور إلا بعد حتى أعدت أجهزة القياس لترصد قيم الظواهر الجوية وتغيراتها. ومن المحتمل حتى تكون المجتمعات الزراعية في عصور ما قبل التاريخ قد عهدت قياس المطر بمقاييس أولية بسيطة، كما وقع في الهند في القرن الرابع قبل الميلاد. والمقياس الآخر الذي استخدم قديماً هودوارة الرياح wind vane. وقد بقي فهم الأرصاد الجوية، منذ حتى وضع أرسطوكتابه حتى اختراع أجهزة القياس الأساسية يعتمد الوصف والتخمين والمقارنة أحياناً، ليصبح منذ بداية القرن السابع عشر الميلادي فهماً فيزيائياً حقيقياً.

في 1441، الملك سيجونگ Sejongs ابن الامير مونجونگ Munjong، ابتكر أول مقياس موحد لكمية المطر-ممطار-. واستخدم طوال عهد أسرة جوسون Joseon في كوريا كوثيقة رسمية، ووسيلة لتقييم الأراضي والضرائب على أساس إمكانات المزارعين لموسم الحصاد. في 1450، وضع ليون باتيستا البرتي Leon Battista Alberti لوحة متأرجحة كأول مقياس لشدة الرياح-مرياح- anemometer.

ففي عام 1593 اخترع گاليليوGalileo ميزان الحرارة.

وفي عام 1643 اخترع توريشلي E.Torricelli مقياس الضغط الجوي (البارومتر الزئبقي). ولكن قراءاته للضغط الجوي كانت تتأثر دقتها بعوامل لم يحسب لها حساب، كنوعية الزئبق، واتساع الأنبوبة، ودرجة حرارة الهواء. على حتى شتى الأبحاث التي بلغت ذروتها في تجارب دلوك وحساباته (1717-1817) عالجت هذه العيوب) وأوصلت البارومتر الزئبقي إلى شكله الراهن.

وفي عام 1648 أوضح باسكال حتى ازدياد الزئبق في أنبوبة مقياس الضغط يتغير بحسب ازدياد المكان عن سطح البحر. وقد مكّن اختراعا توريشلي وباسكال من إنشاء الكثير من المراصد الجوية في أوربة. ومنح فهم الأرصاد الجوية دفعة إلى الأمام، العالم البريطاني روبرت بويل R.Boyle بقانونه الشهير عام 1622م، الذي أرسى الأسس الأولى لمبادئ التحريك الحراري (الترمودينامية) في دراسة الغلاف الجوي، إذْ أظهر العلاقة بين الضغط وحجم الغاز ودرجة الحرارة. وفي عام 1783 اخترع دوسوسور Horace-Bénédict De Saussure مقياس الرطوبة الشعري. وبعد ذلك بنحوسبع سنوات - أي عام 1790- تم اختراع مقياس سرعة الرياح (الأنيمومتر) anemometer.

وصنعت أنيمومترات بدائية متنوعة في القرن السابع عشر. من ذلك حتى بيير أوويه أسقف أفرانش العالم، هجر عند موته في 1721 تصميما لانيمومتر (والحدثة من ابتكاره فيما يبدو) يقيس قوة الريح بتمريره في أنبوبة يحمل ضغطه فيها عموداً من الزئبق. ودخل على هذا الأنيمومتر تحسين بـ"مقياس الريح" (1775) الذي ابتكره الطبيب الاسكتلندي جيمس لند. وابتكر جون سميتن (ح. 1750) جهازاً لقياس سرعة الريح. وأفضل آلات قياس الرطوبة في القرن الثامن عشر هي هايجرومتر ورأس دسوسير (1783) الجنيفي المتعدد القدرات، وقد بناه على تمدد وانكماش شعرة إنسان بعمل التغيرات في الرطوبة. وأرسى وليام كولن الأساس لنوع آخر من الهيجرومتر بملاحظة ما للسوائل من تأثير مبرد على البخر.

بهذه الأدوات وغيرها، كالإبرة المغنطيسية، حاول الفهم حتى يكشف عن الإنتظامات في تقلبات الجو. وكان أول ما يستلزمه هذا الكشف وجود السجلات الموثوق بها، وقد احتفظت ببعض هذه السجلات لفرنسا أكاديمية العلوم منذ 1788. ومن 1717 إلى 1727 احتفظ طبيب برزلاوي بسجلات يومية للتقارير الجوية التي كان يطلبها من أنحاء كثيرة في ألمانيا؛ وفي 1724 بدأت جمعية لندن الملكية في جمع التقارير المتيورولوجية، لا من بريطانيا وحدها بل من القارة الأوربية، والهند، وأمريكا الشمالية. ثم نظم ج.ج. هيمر في مانهايم، عام 1780، تنسيقاً أوسع وأنظم من هذا كله للتقارير اليومية تحت رعاية شارل تيودور أمير بالاتين الناخب، ولكنه توقف (1792) خلال حروب الثورة الفرنسية.

ومن الظواهر المتيورولوجية التي أطلقت الكثير من التكهنات ظاهرة الفجر الكاذب. وقد تفهم إدموند هالي بعناية تفجرات هذه "الأضواء الشمالية" في 16-17 مارس 1716، وعزاها إلى تأثيرات مغنطيسية منبعثة من الأرض. وفي 1741 لاحظ هيورتر وغيره من المشاهدين السكندناويين حتى اختلافات غير منتظمة في إبرة البوصلة تحدث في وقت ظهور الأضواء. وفي 1793 قرر جون دولتين الكيميائي حتى ألسنة الضوء موازية لإبرة الانحراف المغنطيسي، وأن سمتها، أونقطة التقائها، تقع في الزوال المغنطيسي. إذن فقد استوعب القرن الثامن عشر الطبعة الكهربية سببه التأين الناشئ عن جزيئات تطلق من الشمس.


تأسيس الفهم

ويعد العالم الألماني دوفي Dove أول من وضع في عام 1827 مفهوم فهم الأرصاد الشمولي (السينوبتي). وفي عام 1835 أثبت عالم الفيزياء الفرنسي گاسپار كوريوليس G.Coriolis رياضياً تأثير دوران الأرض في حركة الهواء، وبرهن على ذلك وأكده الأمريكي وليام فرل W.Ferrel عام 1856.

وفي عام 1820 حاول هاينريش ڤيلهلم برانديس Heinrich Wilhelm Brandes وضع أول خريطة للطقس بتجميع الرصدات المأخوذة في أوربة ليومستة آذار عام 1783، غير حتى فقدان الاتصالات السريعة حال دون استعمال الرصدات الآنية في مجال التنبؤ بالطقس، ولكن بعد انتشار البرق الكهرمغنطيسي عام 1848 حلت هذه المشكلة، وكان ذلك بداية لفهم الأرصاد الحديث، وظهور أسلوب حديث من الدراسة القائم على البحث عن العلاقة بين الطقس وأنماط الضغط عند مستوى سطح البحر. وفي عام1857 وضع بويز بالوت Buys Ballot قانونه الذي ينظم العلاقة بين قوة تدرج الضغط وقوة كوريوليس.

الكتابات الرئيسية

وبدأت مؤلفات القرن الثامن عشر في المتيورولوجيا بكتاب كرستيان فولف في "مقاييس الجوالأساسية" (1709)، الذي لخص المعلومات المعروفة إلى عهده واقتراح أدوات جديدة. وقد حاول دالامبير وضع صيغة رياضية لحركات الرياح في كتابه "تأملات في السبب العام للرياح" الذي نال جائزة قدمتها أكاديمية برلين في 1747. أما أبرز درس في هذه الفترة فهوكتاب ضخم يسمى "رسالة في المتيورولوجيا" (1774) بقلم لوى كوت، أحد قساوسة مونمورنسى. وقد جمع كوت نتائج مشاهداته وغيرها وجدولها، ووصف الآلات، وطبق كشوفه على الزراعة، وعين وقت الأزهار والنضج لمختلف المحاصيل، والتواريخ التي تفد فيها عصافير الجنة وترحل، ومتى يتسقط حتى يشدوالبلبل بغنائه، واعتبر الرياح أبرز مسببات التغيرات في الجو، وأخيراً اقترح صيغاً اجتهادية للتنبؤات الجوية، أما كتاب جان دلوك "أبحاث في تغيرات الجو" (1772) فقد سع تجارب بسكال (1648) وهالي (1686) في العلاقات بين الارتفاع والضغط الجوي، ووضع صيغة القانون الذي ينص على أنه "في درجة حرارة معينة تعطى الفروق بين لوغاريتمات ارتفاعات الزئبق (في البارومتر) فوراً، في أجزاء من القامة - الفرق في ارتفاعات الأماكن التي رصد فيها البارومتر"(71). واستطاع دلوك بإلحاق ميزان ماء ببارومتره، حتى يقدر بارومترياً ازدياد مختلف الشواخص، فقدر حتى "المون بلان" يعلو14,346 قداً عن السطح البحر. أما اوراس دسوسير، فبعد حتى ارتقى الجبل وسجل قراءات عند قمته (1787)، خلص من قياسه إلى أنه يعلو15,700 قدم.

ومع حتى التنبؤات بالطقس موجودة منذ أواخر القرن التاسع عشر، إلا حتى معطيات رصد الطقس والتنبؤ به كانت متواضعة، إذ لم تكن قد تبلورت بعد المفاهيم الأساسية الناظمة للحركات الجوية. وفي نهاية العقد الثاني وبداية العقد الثالث من القرن العشرين حدثت تطورات كبيرة في فهم الأرصاد الجوية، بتطبيق مبادئ الهيدروديناميك في تحليل مصورات الطقس من قبل النروجي ڤيلهلم بيركنز Wilhelm Bjerkens وزملائه سولبرگ Solberg وبرجرون Bergeron وياكوب بيركنس J.Bjerkness الذين طوروا نظرية الجبهة القطبية لتشكل المنخفضات الجوية في العروض الجغرافية الوسطى، وبذلك تكون الخطوط العامة لأسس فهم الأرصاد الدينامي قد توضحت، لتصبح التنبؤات الجوية أكثر دقة من ذي قبل مع استمرار الاعتماد على الحركات الجوية السطحية. وفي عام 1922 تمت أولى محاولات استخدام التنبؤ العددي بالطقس من قبل البريطاني ل. ريتشاردسون L.Richardson غير حتى النتائج لم تكن مشجعة لكنها كانت بداية خطوة أعطت ثمارها عند دخول الحاسوب مجال الأرصاد الجوية. وفي الأربعينات وأوائل الخمسينات برزت مجموعة من فهماء الأرصاد الجوية، منهم عالم الأرصاد السويدي الشهير روسبي Rossby، وزميله إ. پالمن E.Palmen إذ وضع جميع منهما نموذجاً لنظام الحركة الجوية العامة.

التطورات الحديثة في فهم الأرصاد الجوية

تبلورت في منتصف القرن العشرين معظم الأسس النظرية والتجريبية لفهم الأرصاد الجوية بفروعه المتنوعة. وقبل منتصف الثلاثينات من القرن العشرين كانت فهم الأحوال الجوية في الأجزاء العليا من الجومحدودة، لعدم توافر الوسائل الممكنة لسبر تلك الأجزاء، والتي لم تكن تتعدى في البداية بعض الطائرات الورقية (1890- 1925) والطائرات العادية بعد عام 1925، والبالونات (المناطيد العادية) منذ عام 1892. وقد أحدث دخول المسبار اللاسلكي «الراديوسوند» radiosonde منذ عام 1937 عالم سبر الجورأسياً وقياس درجة الحرارة والرطوبة والضغط الجوي وتحديد اتجاه الرياح وسرعتها، ثورةً في فهم الأرصاد الجوية، إذ مكن الفهماء من فهم الأحوال الجوية السائدة في جميع سوية من سويات الجوحتى علوٍ يقارب 35كم. وقد أسهم جهاز الرادار أيضاً إسهاماً فعالاً في دراسة الكثير من الظواهر الجوية، وتحديد وجهتها وحركاتها. ومع حتى الطيران النفاث منذ دخوله الأجواء العالمية في الخمسينات من القرن العشرين، قد قدم معلومات وفيرة عن الجووأحواله لسماكة تزيد على عشرة كيلومترات، وكذلك الحال في صواريخ الطقس التي فاقت في ارتفاعها (25- 48كم) مستوى المسبار اللاسلكي، فإنه كان لدخول السواتل مجال الأرصاد الجوية الدور الأكبر في فهم خصائص أكبر ثخانة من جوالأرض (تراوح بين 700كم للسواتل الدائرة الطولانية أوما يعهد بالسواتل القطبية polar satellites، و36 ألف كم للسواتل شبه الثابتة geostationary satellites).

ويعد الساتل الرصدي الأمريكي تيروس-1 Tiros-1 الذي أطلق في 1 أبريل 1960 أول ساتل لخدمة الأرصاد الجوية، تلاه بعد ذلك سلسلة من سواتل الرصد الأمريكية (تيروس Tiros ونيمبوس Nimbus وإسا Essa ونُوى Nooa وجويس Goes)، والسوفييتية (كوزموس وميتيور وغومس GOMS) وغيرها من السواتل، بينها الأوربي (ميتيوسات Meteosat) والياباني (ج.م.س GMS). ومن التقنيات الحديثة التي أدت إلى تطور فهم الأرصاد الجوية، ولا سيما في مجال التنبؤ الجوي، الحاسوب. كذلك ساعد ازدياد كثافة شبكة محطات الرصد الجوي في العالم وتطور وسائل الاتصال وتبادل المعلومات، على إعطاء دفع للتنبؤات الجوية، وتوفير مزيد من فهم الجووأحواله.

وكان للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية (W.M.O) التابعة للأمم المتحدة، والتي مقرها مدينة جنيف (سويسرة) فضل كبير في التطورات الحديثة في مجال الأرصاد الجوية، ودورها المهم في تنسيق عمليات الرصد الجوي، وشبكات محطات الرصد في العالم وتطوير بحوث مجال الأرصاد الجوية والأسس الرياضية والفيزيائية الناظمة للحركات الجوية واختبارها.

وعمليات التنبؤ الجوي والتوسع في الدراسات التطبيقية لفهم الأرصاد الجوية، وتطوير مراكز الأرصاد الجوية، وتدريب عناصرها الفنية، وتسهيل عمليات تبادل المعلومات الرصدية.


علاقة فهم الأرصاد الجوية بالعلوم الأخرى

يرتبط فهم الأرصاد الجوية ارتباطاً وثيقاً بفهم الفيزياء، وله علاقة بالكيمياء، وبالعلوم الرياضية والإحصائية لما تقوم به القوانين الرياضية الأساسية من دور في تطوير مفاهيم فهم الأرصاد الجوية. وإذا كان فهم المناخ أحد فروع فهم الأرصاد الجوية - بحسب رأي بعض الفهماء لأنه لهما بداية واحدة اعتماداً على الوصف والمقارنة - فإن تقدم وسائل القياس وتطور المفاهيم النظرية الناظمة للحركات الجوية، أعطى لفهم الأرصاد الجوية حتى يركز على الخصائص العامة للجواعتماداً على ما تقدمه القياسات السطحية والعلوية لمختلف عناصر الطقس، وعلى القوانين الفيزيائية والرياضية التي تقود إلى تفسير آلية التغيرات الجوية، في حين أخذ فهم المناخ - الذي يعد الآن أحد فروع الجغرافية الطبيعية - يركز على معالجة المعطيات الإحصائية الخاصة بعناصر المظهر الجوي، بغية تحديد درجة تردد الظواهر الجوية المتنوعة،وما يتولد عنها في حالات جوية تضفي على المكان سمة مميزة.

وهذا يعني أيضاً حتى لفهم الأرصاد الجوية علاقة بالجغرافية لما للعامل الجغرافي من دور في التغيرات الجوية التي تتم في جزء الغلاف الجوي القريب من سطح الأرض.

الخدمات التي يقدمها فهم الأرصاد الجوية

إن للأرصاد الجوية دوراً كبيراً في مختلف الأنشطة الاقتصادية ومجالات الحياة اليومية. وكانت الزراعة أول الميادين التي استفادت من خدمات الأرصاد الجوية، ولاسيما بعد تطور التنبؤات الجوية التي جنبت الزراعة الكثير من المخاطر. كما استفادت تربية الحيوانات في البوادي والسهوب من تطور فهم الأرصاد الجوية، إذ جنبت المربين الكثير من الكوارث الناتجة من بعض العوارض الجوية. ولما كان للأحوال الجوية دور مهم في تحديد مواقع الكثير من المنشآت الاقتصادية، مثل المصانع والمطارات والموانئ البحرية وخطوط نقل الطاقة والمواصلات وإقامة المنشآت المائية - كالسدود وغيرها - كان لا بد، عند إقامة أي منشأة من تلك المنشآت، من الاعتماد على معطيات الأرصاد الجوية بغية توفير الشروط الملائمة لتلك المنشأة وللتخفيف ما أمكن من آثارها السلبية على البيئة. وتهدف خدمات الأرصاد الجوية إلى تمكين الإنسان من استغلال الكثير من مصادر البيئة الطبيعية، وتوليد الطاقة الكهربائية من أحد عناصر الطقس (الرياح)، وتوفير القياسات الكافية لكمية الطاقة الشمسية الواصلة إلى بقاع الأرض، مما يُمَكّن من استغلال الطاقة في مجالات مختلفة.

يضاف إلى ما تقدم خدمات الأرصاد الجوية في مجالات النقل المتنوعة. كما أسهمت الأرصاد الجوية في تجنيب الإنسان الكثير من الويلات، ولا سيما في المناطق التي تقع في طريق الأعاصير الجوية العنيفة، ولا يمكن حتى ينسى دور الأرصاد الجوية في الأعمال الحربية.

تأثير الإنسان في الطقس

طابع ليبي، اصدار 1965، اليوم العالمي للأرصاد الجوية.

لقد كان الجو، بتقلبات أحواله في الزمان والمكان،آخر ما استطاع الإنسان التأثير فيه من عناصر البيئة الطبيعية من دون حتى يتمكن من تبديل أي مكون من مكوناته إلى الدرجة التي يترتب عليها تغير في ظواهر الطقس. ولكن منذ الربع الثاني من القرن العشرين، ومع فهم الإنسان الكامل لطبيعة القوانين الناظمة لحركات الجو، ومع إحاطته الكاملة بآلية الظواهر الجوية وطبيعتها، وبدخول التقنيات الحديثة عالم الأرصاد الجوية ازداد فهم الإنسان لما يجري في أجواء الأرض القريبة إلى السطح والبعيدة عنه نسبياً، وحاول توجيه بعض الظواهر الجوية لما فيه خيره، بالحد من أخطارها وتجنب آثارها، أوتعديلها بما يتلائم مع مصالحه.

ولقد استطاع الإنسان الحد من أخطار الصقيع بمكافحته بوسائل متعددة وساعدته في ذلك التنبؤات الجوية. كما حدَّ الإنسان من تأثير الرياح في المزروعات المتنوعة بإقامته مصدات الرياح، وتمكن من خفض الفاقد المائي بالتبخر والنتح من التربة والنباتات والتقليل من كمية المياه المتبخرة من المسطحات المائية بنشر بعض المواد الكيمياوية فوق سطحها.

وقد جرت محاولات كثيرة لتبديد الضباب الكثيف الدافئ والبارد، وذلك بدفع هواء حار في منطقة الضباب الدافئ وإحداث دوامات فيها، أوبنثر نوى التجمد في الضباب البارد.

كما تمكن الإنسان من استدرار السحب، بتسريع نمومكوناتها وهطولها ببذرها بنوى تكاثف مسترطبة (ملح بحري وغيره) طالما السحب الدافئة، أوببذرها بنوى التجمد (كربون جاف، أيود فضة) طالما السحب الباردة. ولا شك في حتى المحاولات والتجارب الكثيرة التي قام بها الإنسان في سبيل كبح جماح الأعاصير المدارية والحد من أخطارها، حققت نجاحاً ملموساً، وخففت من طاقتها ومن آثارها التدميرية.

ومع حتى محاولات الإنسان جميعها لم تبدل جذرياً من الأوضاع الجوية الكبرى السائدة، إلا أنها في بعض المجالات المحددة أدت إلى إحداث تغير ملموس في الأحوال الجوية السائدة ومن ذلك مثلاً الاستخدام المكثف للبيوت البلاستيكية في المزارع وأجهزة التكييف في المنازل إضافة إلى تأثير الإنسان السلبي المتمثل في ازدياد نسبة الملوثات الكيمياوية وغيرها في أجواء بعض الأمكنة. ولاسيما في المدن الكبرى، والمناطق الصناعية، وازدياد حالات تشكل «الضبخان» «smog» (أي الضباب والدخان) واستمراريته فوق المدن الكبرى، مع ما يرافق ذلك من تأثيرات خطرة في صحة الإنسان.


أول قمر صناعي للأرصاد الجوية

عام1960 كان ميعاد إطلاق أول قمر صناعي مستخدم للأرصاد الجوية وكان إسمه تايروس-1 (بالإنجليزية:TIROS-1) ومنذ ذلك الوقت أصبحت الأقمار الصناعية مستخدمة في رصد تحركات الجو.

فهم الأرصاد الجوية البحرية

Maritime Meteorology deals with air ocean forecasts for ships operating at sea.

طالع أيضاً

نطقب:WeatherPortal

  • American Practical Navigator
  • دوران الغلاف الجوي
  • ديناميكا الغلاف الجوي
  • طبقات الغلاف الجوي
  • نماذج الغلاف الجوي
  • ثرموديناميكا الغلاف الجوي
  • إل نينيو- التذبذب الجنوبي
  • قائمة أجهزة الطقس
  • قائمة هيئات الأرصاد الجوية
  • قائمة موضوعات الأرصاد الجوية
  • تذبذب مادن-جوليان
  • Meteorological Winter
  • طقس الفضاء
  • دوران واكر

المصادر

  1. ^ علي موسى. "الأرصاد الجوية (فهم -)". الموسوعة العربية. Retrieved 2009-04-7. Check date values in: |accessdate= (help)

للاستزادة

  • Byers, Horace. General Meteorology. New York: McGraw-Hill, 1994.
  • Garret, J.R. The atmospheric boundary layer. Cambridge University Press. ISBN . Unknown parameter |origdate= ignored (|orig-year= suggested) (help)
  • . American Meteorological Society (2nd Ed. ed.). Allen Press. Unknown parameter |origdate= ignored (|orig-year= suggested) (help)CS1 maint: others (link) CS1 maint: extra text (link)
  • Bluestein, H. Synoptic-Dynamic Meteorology in Midlatitudes: Principles of Kinematics and Dynamics, Vol. 1. Oxford University Press. ISBN . Unknown parameter |origdate= ignored (|orig-year= suggested) (help)
  • Bluestein, H. Synoptic-Dynamic Meteorology in Midlatitudes: Volume II: Observations and Theory of Weather Systems. Oxford University Press. ISBN . Unknown parameter |origdate= ignored (|orig-year= suggested) (help)
  • Reynolds, R. Guide to Weather. Buffalo, New York: Firefly Books Inc. p. 208. ISBN . Unknown parameter |origdate= ignored (|orig-year= suggested) (help)
  • Holton, J.R. (4th Ed. ed.). Burlington, Md: Elsevier Inc. ISBN . Unknown parameter |origdate= ignored (|orig-year= suggested) (help)CS1 maint: extra text (link)

وصلات خارجية

Please see weather forecasting for weather forecast sites.

  • Air Quality Meteorology - Online course that introduces the basic concepts of meteorology and air quality necessary to understand meteorological computer models. Written at a bachelor's degree level.
  • The GLOBE Program - (Global Learning and Observations to Benefit the Environment) An international environmental science and education program that links students, teachers, and the scientific research community in an effort to learn more about the environment through student data collection and observation.
  • Glossary of Meteorology - From the American Meteorological Society, an excellent reference of nomenclature, equations, and concepts for the more advanced reader.
  • JetStream - An Online School for Weather - National Weather Service
  • Learn About Meteorology - Australian Bureau of Meteorology
  • The Weather Guide - Weather Tutorials and News at About.com
  • Meteorology Education and Training (MetEd) - The COMET Program
  • NOAA Central Library - National Oceanic & Atmospheric Administration
  • The World Weather 2010 Project The University of Illinois at Urbana-Champaign
  • NOAA Weather Navigator Plot and download archived data from thousands of worldwide weather stations
  • Ogimet - online data from meteorological stations of the world, obtained through NOAA free services
  • Solar Eclipse Meteorological Measurement
روابط لحدثات مفتاحية في فهم الأرصاد

أحوال الغلاف الجوي: Absolute stable air | Temperature inversion | Dine's compensation | precipitation | Cyclone | anticyclone | Thermal | Tropical cyclone (hurricane or typhoon) | Vertical draft | Extratropical cyclone

التنبؤ بالطقس: ضغط الغلاف الجوي | Low pressure area | منطقة ضغط مرتفع | نقطة الندى | weather front | jet stream | windchill | مؤشر الحرارة | Theta-e | primitive equations | Pilot Reports

عاصفة: عاصفة رعدية | برق | رعد | hail | tornado | convection | blizzard | supercell

المناخ: إل نينيو| monsoon | فيضان | قحط | احترار عالمي | Effect of sun angle on climate.

تلوث الجو: Air pollution dispersion modeling | List of atmospheric dispersion models | Smog

ظواهر أخرى: deposition | dust devil | ضباب | أعطى | ريح | سحاب | air mass | بخر | sublimation | ice | crepuscular rays | anticrepuscular rays

كوارث مرتبطة بالطقس: كوارث الطقس | extreme weather

أنماط المناخ أوالغلاف الجوي: ألبرتا كليپر | إل نينيو| Derecho | تيار الخليج | لا نينيا | Jet stream | North Atlantic Oscillation | Madden-Julian oscillation | Pacific decadal oscillation | Pineapple Express | سيروكو| Siberian Express | Walker circulation

تاريخ النشر: 2020-06-04 11:07:47
التصنيفات: CS1 errors: dates, Pages with citations using unsupported parameters, CS1 maint: others, CS1 maint: extra text, فيزياء تطبيقية, علم المحيطات, علم الأرصاد الجوية

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

الوكالة الذرية: إعادة تركيب أجهزة مراقبة في مواقع إيرانية

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-31 21:18:13
مستوى الصحة: 87% الأهمية: 89%

السماح بحضور 50 ألف مشجع لمباراة الأهلي والوداد

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2023-05-31 21:19:25
مستوى الصحة: 33% الأهمية: 45%

الوداد يستعيد خدماته نجمه قبل مواجهة الأهلي

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2023-05-31 21:19:24
مستوى الصحة: 34% الأهمية: 43%

الوزير وهبي لـ”الأيام 24″: “أنا في فترة نقاهة وصحتي بخير”

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-31 21:19:45
مستوى الصحة: 73% الأهمية: 73%

استطلاع: بنك إنجلترا قد يرفع الفائدة إلى 5%

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-31 21:17:37
مستوى الصحة: 93% الأهمية: 96%

ضعف خدمات الأنترنت والاتصالات بعدد من المناطق يسائل الحكومة

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-31 21:19:52
مستوى الصحة: 66% الأهمية: 74%

تراجع معظم بورصات الخليج بفعل انخفاض أسعار النفط

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-31 21:17:37
مستوى الصحة: 91% الأهمية: 85%

هل  تراجع عدد سكان السعودية؟.. رئيس هيئة الإحصاء يكشف السبب

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-31 21:17:35
مستوى الصحة: 93% الأهمية: 88%

هذه حقيقة حضور الانفصالي راضي الليلي لمعرض الكتاب بالرباط

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-31 21:19:47
مستوى الصحة: 71% الأهمية: 70%

موسكو: إغلاق ألمانيا 4 قنصليات روسية استفزاز وتهور

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-31 21:17:34
مستوى الصحة: 80% الأهمية: 93%

الضاوي أساسيا في تشكيل تونس أمام البرازيل بكأس العالم للشباب

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2023-05-31 21:19:26
مستوى الصحة: 30% الأهمية: 41%

الزاكي على موعد مع المنتخب الأولمبي قبل انطلاق “الكان”

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-31 21:19:49
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 79%

الكاف يعفي كولر من التحدث إعلاميا مرتين قبل مباراة الوداد

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2023-05-31 21:19:27
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 35%

تحميل تطبيق المنصة العربية