تعرية
التعرية Erosion عملية طبيعية تتحرر وتتفكك فيها التربة والصخور من سطح الأرض في منطقة معينة وتنتقل إلى منطقة أخرى. وتعمل التعرية على تشكيل وتغيير معالم الأرض بتفتيت الجبال وردم الأودية وجعل الأنهار تظهر أوتختفي. وهي عادة عملية بطيئة وتدريجية تحدث على مدى آلاف أوملايين السنين. ولكن معدل التعرية يمكن حتى يزيد بعمل الأنشطة مثل التعدين.
تبدأ التعرية بعملية التجوية، وفيها تعمل عوامل بيئيَّة متعددة على تفتيت الصخور والتربة إلى أجزاء أصغر بحيث تحررها من سطح التربة. ويعد تكوُّن الجليد واحدًا من أبرز مسببات التجوية. فحين تتجمد المياه فإنها تأخذ حيزًا أكبر في شقوق الصخور ويصبح بإمكانها تفتيت الصخور إلى أجزاء. ومن الأسباب الأخرى للتجوية: العوامل الكيميائية والكائنات الحية، وحركة الهواء أوالجليد والماء والحرارة المنبعثة من الشمس. ثم تنتقل المواد إلى مناطق أخرى بعد حتى تتحرر بالتجوية. عملى سبيل المثال، تحمل الرياح الجسيمات عن سطح الأرض وتنقلها إلى مسافات شاسعة. وكذلك تنقل المثالج المواد الموجودة فيها. وتنقل قطرات المطر المتساقطة على الأرض المنحدرة الجسيمات إلى الأراضي المنخفضة. ويحمل مجرى المياه المواد إلى مجرى النهر أوإلى البحر.
والمعروف حتى عوامل النحت المتنوعة من رياح إلى مياه جارية . . . إلخ, إنما تساعدها على إتمام عملية النحت تلك المفتتات الصخرية التي تحملها، وتعهد عملية النحت بعمل هذه المفتتات بعملية ال أوال (البري بالنسبة للرياح), إذ تتم مثلاً عملية نحت جوانب الأنهار وقيعانها بواسطة قة ضغط مياه ألأنهار بمساعدة تلك المفتتات الصخرية التي تحملها هذه المياه, إذ تعمل هذه المفتتات الصخرية على تعميق قاع النهر نتيجة تحرك المفتتات الصخرية التي تحملها مياهه حركة دائرية متأثرة القاع في المناطق التي تتحرك فيها هذه المفتتات الصخرية, ثم تتسع هذه الفجوات ويكبر حجمها بالتدريج حتى تتصلب ببعضها التي في النهاية مما يؤدي إلى زيادة عمق المجرى.
أما إذا ساهمت في عملية النحت وسائل كيماوية كأن تذاب التكوينات الصخرية التي يشق النهر طريقه خلها وذلك بواسطة مياه النهر وما تحمله من ثاني أكسيد الكربون, فتعهد عملية النحت حينئذ بعملية النحت الكيمائي وجدير بالذكر حتى المياه الجوفية تعمل على نحت سطح ألرض وجوفها عن طريق عملية النحت الكيمائي وحدها.
وتتشارك عوامل النحت الئيسية (بإستثناء المياه الجوفية) في حتى المواد المفككة التي تحملها يزداد تفتتها نتيجة إحتكاكها ببعضها البعض ما يسهل بعد ذلك عملية نقلها من مكان إلى آخر بواسطة هذه العوامل, وتؤدي عملية إحتكاك المواد الصخرية المفككة ببعضها البعض إلى صقلها وطحنها مما يعمل في النهاية على زيادة صغر حجمها وتضاؤله.
الأسباب
عمليات التعرية
|
تعتبر المياه الجارية والهواء والجليد أبرز عوامل النحت: فالمعروف حتى الصخر الذي يتفكك محلياً لا يبقى في مكانه وإنما يتم نقله بواسطة هذه العوامل ويؤدي هذا إلى تحرك المفتتات الصخرية على وجه الأرض وإحتكاكها ببعضها البعض مما يساعد في الواقع على زيادة تفتتيتها. وينبغي حتى ندرك دائماً حتى عوامل النحت من هواء إلى مياه جارية إلى جليد, لا تنحت الصخر بنفسها بل يساعدها على إتمام هذه العملية ما تدفعه معها وهي تتحرك من مواد مفتتة. فكأن المواد المفتتة إذن, هي بمثابة مطارق الهدم التي يستخدمها عوامل النحت في نحت الصخور وتفتتيتها, ولكن هذا لا ينفي القول بأن بعض العوامل تستطيع القيام بعملية النحت من تلقاء نفسها, ويمكن حصر العوامل تساعد على عملية النحت على النحوالتالي:
الجاذبية
اهدار الكتلة هي الانزلاق لأسفل للصخور والرسوبيات، أساساً بسبب الجاذبية.
المياه
تعتبر المياه الجارية وهي أكثر عوامل النحت اثراً في تشكيل سطح الأرض, وذلك لأن مياه الأمطار إذا ما تجمعت, تكون مسيلات مائية وجداول ترتبط ببعضها البعض, وتكون أنهاراً جارية وتنجدر على سطح الأرض بعمل قوة الجاذبية الأرضية وتساعد على نحت سطح الأرض وتشكيله. ولا يقتصر تأثير المايه الجارية على المناطق المطيرة وحدها بل يتعداها إلى المناطق الصحرايوة سواء كانت هذه الصحاري باردة أم دفيئة, إذ يؤدي تكون المياه بعد ذوبان الثلوج في الصحاري الباردة إلى نحت الصخور وتعريتها, كما يؤدي تساقط الأمطار الفجائية في الصحاري المدارية إلى تكوين سيول جارفة تعتبر عاملاً هاماً في تشكيل سطح الأرض في هذه الصحاري.
تعرية التلاطم
تعرية الصفيحة
تعرية الغدير
تعرية الجدول
تآكل الشواطئ
تعرية الأنهار
تحدث التعرية النهرية عند تحرك المياه تجاه سطح الصخور (أوالأرض) مما يؤدي إلى حدوث تعرية ميكانيكية.
تدأب الأنهار دائماً على توسيع مجاريها وتعميقها، وهي تعمل بهذا على إحداث تغيرات وتبديلات عديدة في تضاريس قشرة الأرض، تسفر في النهاية عن تخفيض مستوى الأرض المرتفعة وإزالة جميع ما بها من تضاريس حتى يتحول سطح الأرض إلى سهل منخفض ذي سطح مستو. فكأن شق الأنهار لمجاريها، وتوسيع جوانب أوديتها يرمي إلى غاية معينة وهدف واحد، ألا وهوبلوغ مقاطع إتزانها وتعادلها. ويطلق على مجموعة التغيرات التي تصيب النهر وحوضه من بداية جريانه على سطح الأرض إلى حتى يتم تخفيض الأرض المرتفعة التي تنحدر عليها حتى يصل إلى مستوى السطح، يطلق عليها دورة التعرية النهرية.
التعرية الثلجية
الجليد المتحرك: ويعتبر هوالآخر عاملا ً هاماً من عوامل النحت, إذ يساعد ثقله العظيم على نحت الصخور أثناء حركته فوقها. ويختلف أثر الجليد المتحرك في هاذ الصدد عن أثر الرياح لأنه يستطيع حتى ينحت سواء كان يحمل من معاول الهدم, أوكان خلوا منها, وذلك لأن الجليد ثقلأً وضغطاً , وضغط الجليد على الصخور التي تيحرك فوقها, هوالذي يؤدي إلى تفتيتها ونحتها. ويظهر أثر الجليد المتحرك - في نحت الصخور - أكثر ما يظهر في المناطق الجبلية العظيمة الإرتفاع, وذلك لأن البرودة الشديدة في مثل هذه المناطق هي التي تساعد على تكون الجليد وتراكمه.
وقد قسم الأستاذ الأمريكي "ثورنبري ", عمليات النحت تمر بأربع خطوات رئيسية هي:
أولاً: إجتذاب المواد الصخرية المفككة وإكتسابها بواسطة أحد عوامل النحت لخمسة السالف ذكرها.
ثانياً: تفكك الصخر وتفتته نتيجة الضغط الواقع عليه من المواد المفككة أثناء حركتها.
ثالثاً زيادة تفتت المواد الصخرية المفتتة نتيجة إحتكاكها ببعضها البعض الآخر أثناء حركتها,ويتم هذا عادة بطريقة الجر أوالسحب أوبكيفية التعلق الإذابة اوالطفو.
رابعاً: نقل الحطام الصخري: وفيما يتصل بقدرة امياه الجارية على النحت, نجد حتى المستوى الأولى التي تساعد على إكتساب المواد الصخرية المفككة وإجتذابها, تتم في الواقع بوساطة قوة ضغط المياه التي اطلق عليه الأستاذ الأمريكي "مالوت " إسم الإغتصاب النهري (مشتقة من الحدثتين اللاتينيتين ومعناها نهر والعمل ومعناها يغتصب أويستولي على). أماالمستوى الأولى التي تبدأ بها عملية النحت بعمل الرياح فتتم بواسطة قوة دفع الرياح التي تسبب التذرية , كما حتى عملية النحت بعمل الجليد المتحرك تبدأ بإكتساب المواد المفككة بقوة ضغط الجليد وثقله على الصخور .
تعرية الريح
يعتبر الهواء هوالآخر عاملاً هاماً يساهم في نحت الصخر وتفتيته, ولاشك في حتى الهواء الثابت ليس لهل أثر يذكر في هذا الصدد, فلهواء المتحرك على شكل رياح هووحده الذي يستطيع النحت والنقل. وتتوقف مقدرة هذا الهواء على النحت على: سرعته, وعلى مقدار ما يدفعه من المواد المفككة, وعلى درجة رطوبته. ويعتبر عامل المواد المفتتة التي تدفعها الرياح أبرز هذه العوامل قاطبة, فهذه المواد هي التي تساعدها على النحت, وحدثا كان الهواء سريعاً في حركته كان دفعه للمواد المفككة شديدأً, ولابد بالضرورة كذلك من حتى يزداد ضغط هذه المواد المندفعة على الصخور التي تصطدم بها أثناء إندفاعها مع الهواء, مما يؤدي في النهاية إلى تفككها وتفتتها. كما نلاحظ أيضاً حتى الرياح القوية في المناطق الجافة, أقدر على النحت من الرياح الرطبة في المناطق المطيرة, وذلك لأن الهواء الجاف يستطيع إثارة الأتربة والرمال ودغعها معه, وخصوصاً حتى الأنطقيم الجافة ليس بها من الرطوبة القدر الذي يكفي لتماسك هذه الأتربة والرمال. أما في الجهات الرطبة التي تغزر بها الأمطار, أوترتفع بها نسبة الرطوبة, أوتغطيتها غطاءات نباتية كثيفة, فلا تستطيع الرياح فيها حتى تثير الأتربة أوالرمال, وتصبح مجردة تماماً منمعاول الهدم والنحت مما يؤدي إلأى قلة مقدرتها على النحت.
آثار التعرية
يمكن حتى تكون التعرية إيجابية أوسلبية. فهي تساعد الناس على الإسهام في تشكيل التربة الناجمة عن تفتت الصخور. كما تشكل تربة خصبة تترسب في الأودية ومَصَبَّات الأنهار. وقد كونت التعرية بعض التشكيلات الجيولوجية الرائعة. فالوادي العظيم (الجراند كانيون) في الولايات المتحدة ـ على سبيل المثال ـ تشكل على مدى ملايين السنين بوساطة التعرية من نهر كولورادو.
أما أبرز الآثار السلبية للتعرية، فسلبها للتربة السطحية الغنية في الأراضي الزراعية. ولهذا تُعَدُّ أحد الأخطار التي تهدد مصادر الغذاء. ويمكن حتى تؤدي التعرية إلى غسل الأسمدة من الأراضي الزراعية ونقل المواد الكيميائية التي تسبب التلوث في البحيرات والأنهار. وقد تسد التربة المعراة قنوات الري والبرك والخزانات. وقد تتسَّبب الأخاديد الناشئة عن جريان المياه في تدمير الحقول بجعلها صغيرة جدًا لزراعتها بالجرارات والمعدات الأخرى الحديثة.
التحكم في التعرية
رغم حتى التعرية عملية طبيعية إلا حتى الناس يمكن حتى يؤثروا في ازديادها. تزيد تعرية التربة، على سبيل المثال، حين تنظف الأراضي وتحرث، لأن الأشجار وبعض النباتات تحمي التربة من الرياح والأمطار.
وتعمل جذور هذه النباتات وبقايا النباتات السابقة على تثبيت التربة في مكانها. إلى غير ذلك يمكن للمزارعين الحد من تجريف التربة، وذلك بإبقاء الحقول التي كانت قد غرست بمثل هذه النباتات الكثيفة النموفي مكانها مثل العشب أوالفصفصة. كما حتى هناك الكثير من المزارعين الذين عملوا على تقليل نسبة تجريف التربة، وذلك عن طريق استعمال أسلوب معين في صيانة التربة، يتم فيه إبقاء المخلفات السابقة على سطح التربة. وهناك أساليب أخرى لحفظ التربة من الانجراف، من ضمنها الحرث الكونتوري، والزراعة الشريطية، وعمل المصطبات.
انظر أيضاً
- بادلاند
- تعرية حيوية
- Biorhexistasy
- نحر الجسور
- Cellular confinement
- Certified Professional in Erosion and Sediment Control CPESC
- ازالة الغابات
- تصحر
- التحكم في التعرية
- تسقط التعرية
- أمن غذائي
- جغرافيا
- Groundwater sapping
- Lessivage
- Riparian strips
- Sediment transport
- Soft engineering
- Sphericity scale
- Surface runoff
- TERON (Tillage erosion)
- Vegetation and slope stability
- Vetiver System
- Ocean surface wave
الهامش
- ^ أبوالعز, محمد صفي الدين (2001). قشرة الأرض. القاهرة، مصر: دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع.
- World Bank 2001: China: Air, Land, and Water.
- Pan European Soil Erosion Assessment
للاستزادة
-
Boardman, John (2006). Soil erosion in Europe. Chichester: Wiley. ISBN . Unknown parameter
|coauthors=
ignored (|author=
suggested) (help) - Montgomery, David R. (2007) Soil erosion and agricultural sustainability PNAS 104: 13268-13272.
-
Brown, Jason (2009). Classic Erosion. Venture West: Wiley. Unknown parameter
|coauthors=
ignored (|author=
suggested) (help)
وصلات خارجية
- The Soil Erosion Site
- International Erosion Control Association
- USDA National Soil Erosion Laboratory
- The Soil and Water Conservation Society
- International Soil Conservation Organization
- Bioerosion website at The College of Wooster
- Pulawy Erosion Research Center
- Southwest Watershed Research Center